أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   هنئ جارك النصراني (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=41897)

يتيم الشعر 23-12-2004 02:28 AM

هنئ جارك النصراني
 
السؤال :
يرجَى بيان الحكم الشرعي في الأمور التالية:
1 - تهنئة النّصارَى بعيدِ المِيلاد وعيد رأس السّنة الميلاديّة.

2 - طِباعة بطاقات التّهنئة الخاصّة بأعياد المِيلاد ورأس السّنة وعيد الميلاد الشّخصِيّ.

3 - تجارة بيع بطاقات التهنئة المذكورة سابقًا.


[line]
المفتي

الشيخ الدكتور مصطفى الزرقا _ رحمه الله.ـ
[line]


نص الإجابة ،
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيقول فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى الزرقا ـ رحمه الله ـ إنّ تهنئةَ الشّخص المُسلِم لمعارِفه النّصارَى بعيدِ ميلاد المَسيح ـ عليه الصّلاة والسلام ـ هي في نظري من قَبيل المُجاملة لهم والمحاسَنة في معاشرتهم. وإن الإسلام لا ينهانا عن مثل هذه المجاملة أو المحاسَنة لهم، ولا سيّما أنّ السيد المَسيح هو في عقيدتنا الإسلاميّة من رسل الله العِظام أولي العزم، فهو مُعظَّم عندنا أيضًا، لكنهم يُغالُون فيه فيعتقدونَه إلهًا، تعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا.

ومن يتوهَّم أنّ هذه المُعايَدةَ لهم في يوم ميلاده ـ عليه السلام ـ حَرام؛ لأنّها ذات عَلاقة بعقيدتِهم في ألوهيّته فهو مُخطئ، فليس في هذه المجامَلة أي صِلة بتفاصيلِ عقيدتِهم فيه وغُلُوِّهم فيها.

وقد نُقل أن نبيَّنا محمّدًا ـ صلّى الله عليه وسلم ـ مرّت به وهو بين أصحابه جنازة يهوديّ فقامَ لها فهذا القيامُ قد كان تعبيرًا عمّا للموت من هيبة وجلال، ولا عَلاقة له بعقيدة صاحب الجنازة.

والمسلِم مطلوب منه أن يُظهِرَ محاسِنَ الإسلامِ واعتدالَه لغير المسلمين، ولا يُجبِرهم إذا كانوا من رعاياه وأهل ذِمّته على اعتناق الإسلام، بل يتسامَح معهم ويترُكهم على ما يُدينون به.

أضفْ إلى ذلك حال المسلمين اليوم من الضَّعف بين دول العالم، وتآمُر الدول الكبرى عليهم واتِّهامِهم بأنّهم إرهابيّون ومتعصِّبون لا يُطْمَأن إليهم إلى آخر المعزوفة… وحاجة المُسلمين اليوم إلى تغيير الصورة القاتمة عنهم التي يصوِّرهم بها العالَم الأجنبيّ.

ولا سيِّما أن المسلمَ قد يأتيه في عيده (الفطر والأضحى) معارِفُ له من النّصارى يُهنِّئونه فيه. فإذا لم يَرد لهم الزيارة في عيد الميلاد، كان ذلك مؤيِّدًا لِما يتَّهَم به المسلمون من الجَفوة، وعدم استعدادهم للائتلاف مع غيرهم، والمُحاسَنة في التّعامُل.

وما يقال عن التهنئة بعيد الميلاد يقال عن رأس السنة المِيلادية بطريق الأولويّة، لأن رأس السنة الميلاديّة لا صلة لها بالعقيدةِ، وإنّما هو مجرّد بداية التاريخ.


وقد كان الصّحابة الكرام حين جمعهم سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ للمذاكَرة في تعيِين حَدَث يكون مبدأً لحِساب السِّنين (التاريخ) طَرحوا فيما طَرحوا من آراء أن يُعتَمَدَ تاريخ الرومِ، أو تاريخ اليهودِ، فلو كان هذا حرامًا لما عَرَضوه.

وإذا عرَفنا الرأي الشرعي في التهنئة يُعرَف حكم طباعة البِطاقات والمُتاجَرة بها؛ لأن ما كان من وسائل المُباح فهو مباح.

لكن هنا نقطة توقُّف مُهِمٍّ يجب الانتباه إليها؛ فإذا كانت تهنئة المسلِم للنّصارى في ذلك مُباحة فيما يظهر لأنّها من قبيل المجاملة والمحاسَنة في التّعامُل، فإن الاحتفال برأس السنة الميلاديّة وما يجري فيه من منكَرات هو أمر آخر فيه تقليد واتباع من المسلمين لغيرِهم في عادات وابتهاج ومنكَرات يجعلُها من قَبيل الحَرام.
والله أعلم

الوافـــــي 23-12-2004 03:14 PM

السؤال : ما حكم تهنئة الكفّار بعيد ( الكريسمس ) ؟
وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة ؟
وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصد ؟
وإنما فعله إما مجاملة ، أو حياءً ، أو إحراجاً ، أو غير ذلك من الأسباب ؟
وهل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟



الجواب : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق.

كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه " أحكام أهل الذمة " حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات.

وهو بمنـزلة أن تهنئته بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .

وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية ، أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه " انتهى كلامه -رحمه الله- .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ( ابن القيم ) لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله – تعالى- لا يرضى بذلك كما قال الله –تعالى- : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) [ الزمر : 27 ]

وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) [ المائدة : 3 ]

وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك ، لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة ، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [ آل عمران : 85 ] .

وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " انتهى كلامه – رحمه الله - .

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم ، سواء فعله مجاملة ، أو تودداً ، أو حياءً ، أو لغير ذلك من الأسباب ، لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .

والله المسئول أن يعزّ المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز .


[ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ ، المجلد الثالث ، ص 44 ]

يتيم الشعر 23-12-2004 04:14 PM


أشكر الأخ الوافي الذي أتاح لي موضوعه الفرصة لأنبه على أمرين
الأول : الخلط بين الكريسمس وراس السنة ، وظن الكثيرين أن هذا هو التاريخ الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليه السلام
الثاني : اختلاف الفقهاء في مسألة التهنئة
[line]

ما حكم تهنئة المسلم غير المسلمين بأعيادهم ؟ خاصة إذا كانوا يهنؤننا بأعيادنا ويحسنون معاملتنا ولا يسيؤن إلينا؟

[line]

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لا بأس في تهنئة غير المسلمين بأعيادهم لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية، التي تقتضي حسن الصلة، ولطف المعاشرة التي يقرها العرف السليم.
ولكن احتفال المسلمين بأعياد المشركين وأهل الكتاب الدينية، كـ(الكريسماس) كما يحتفلون بعيد الفطر، وعيد الأضحى لا يجوز، فنحن لنا أعيادنا، وهم لهم أعيادهم .

أما الأعياد الوطنية والاجتماعية، مثل عيد الاستقلال، أو الوحدة، أو الطفولة والأمومة ونحو ذلك ، فلا مانع أن يهنئهم المسلم بها، بل يشارك فيها، باعتباره مواطناً أو مقيماً في بلادهم بشرط تجنب المحرمات التي تقع في تلك المناسبات.

جاء في فتاوى المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء :

مما لا شك أن القضية قضية مهمة وحساسة خاصة للمسلمين المقيمين في بلاد الغرب، وقد ورد إلى المجلس أسئلة كثيرة من الإخوة والأخوات، الذين يعيشون في تلك الديار، ويعايشون أهلها من غير المسلمين، وتنعقد بينهم وبين كثير منهم روابط تفرضها الحياة، مثل الجوار في المنزل، والرفقة في العمل، والزمالة في الدراسة، وقد يشعر المسلم بفضل غير المسلم عليه في ظروف معينة، مثل المشرف الذي يساعد الطالب المسلم بإخلاص، والطبيب الذي يعالج المريض المسلم بإخلاص، وغيرهما. وكما قيل: إن الإنسان أسير الإحسان، وقال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ!
ما موقف المسلم من هؤلاء (غير المسلمين) المسالمين لهم، الذين لا يعادون المسلمين، ولا يقاتلونهم في دينهم، ولم يخرجوهم من ديارهم أو يظاهروا على إخراجهم؟

إن القرآن الكريم قد وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم في آيتين من كتاب الله تعالى في سورة الممتحنة، وقد نزلت في شأن المشركين الوثنيين، فقال تعالى: (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم، أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )) الممتحنة: 8-9.
ففرقت الآيتان بين المسالمين للمسلمين والمحاربين لهم:
فالأولون (المسالمون) شرعت الآية الكريمة برهم والإقساط إليهم، والقسط يعني: العدل، والبر يعني: الإحسان والفضل، وهو فوق العدل، فالعدل: أن تأخذ حقك، والبر: أن تتنازل عن بعض حقك. العدل أو القسط: أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه. والبر: أن تزيده على حقه فضلا وإحسانا.

وأما الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالاتهم، فهم الذين عادوا المسلمين وقاتلوهم، وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله، كما فعلت قريش ومشركو مكة بالرسول – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
وقد اختار القرآن للتعامل مع المسالمين كلمة (البر) حين قال: (أن تبروهم) وهي الكلمة المستخدمة في أعظم حق على الإنسان بعد حق الله تعالى، وهو (بر الوالدين).

وقد روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها - أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة (أي في صلتها والإهداء إليها) أفأصلها؟ قال: "صلي أمك" ( متفق عليه).
هذا وهي مشركة، ومعلوم أن موقف الإسلام من أهل الكتاب أخف من موقفه من المشركين الوثنيين.

حتى إن القرآن أجاز مؤاكلتهم ومصاهرتهم، بمعنى: أن يأكل من ذبائحهم ويتزوج من نسائهم، كما قال تعالى في سورة المائدة: ((وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)) المائدة:5.

ومن لوازم هذا الزواج وثمراته: وجود المودة بين الزوجين، كما قال تعالى: ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)) الروم: 21.
وكيف لا يود الرجل زوجته وربة بيته وشريكة عمره، وأم أولاده؟ وقد قال تعالى في بيان علاقة الأزواج بعضهم ببعض: ((هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)) البقرة: 187.

ومن لوازم هذا الزواج وثمراته: المصاهرة بين الأسرتين، وهي إحدى الرابطتين الطبيعيتين الأساسيتين بين البشر، كما أشار القرآن بقوله: ((وهو الذي خلق من الماء بشرا، فجعله نسباً وصهراً)) الفرقان:54.
ومن لوازم ذلك: وجود الأمومة وما لها من حقوق مؤكدة على ولدها في الإسلام، فهل من البر والمصاحبة بالمعروف أن تمر مناسبة مثل هذا العيد الكبير عندها ولا يهنئها به؟ وما موقفه من أقاربه من جهة أمه، مثل الجد والجدة، والخال والخالة، وأولاد الأخوال والخالات، وهؤلاء لهم حقوق الأرحام وذوي القربى، وقد قال تعالى: (( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله )) الأنفال: 76، وقال تعالى: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) النحل:91.

فإذا كان حق الأمومة والقرابة يفرض على المسلم والمسلمة صلة الأم والأقارب بما يبين حسن خلق المسلم، ورحابة صدره، ووفاءه لأرحامه، فإن الحقوق الأخرى توجب على المسلم أن يظهر بمظهر الإنسان ذي الخلق الحسن، وقد أوصى الرسول الكريم أبا ذر بقوله: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" ( قال الترمذي : حسن صحيح) هكذا قال: "خالق الناس" ولم يقل: خالق المسلمين بخلق حسن.
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على (الرفق) في التعامل مع غير المسلمين، وحذر من (العنف) والخشونة في ذلك.

ولما دخل بعض اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، ولووا ألسنتهم بالتحية، وقالوا: (السام) عليك يا محمد، ومعنى (السام): الهلاك والموت، وسمعتهم عائشة، فقالت: وعليكم السام واللعنة يا أعداء الله، فلامها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، فقالت: ألم تسمع ما قالوا يا رسول الله؟ فقال:" سمعت، وقلت: وعليكم"، (يعني: الموت يجري عليكم كما يجري علي) يا عائشة:" الله يحب الرفق في الأمر كله" (متفق عليه).

يتيم الشعر 23-12-2004 04:19 PM

تتمة
 
وتتأكد مشروعية تهنئة القوم بهذه المناسبة إذا كانوا –كما ذكر السائل- يبادرون بتهنئة المسلم بأعياده الإسلامية، فقد أمرنا أن نجازي الحسنة بالحسنة، وأن نرد التحية بأحسن منها، أو بمثلها على الأقل، كما قال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) النساء:86.

ولا يحسن بالمسلم أن يكون أقل كرما، وأدنى حظا من حسن الخلق من غيره، والمفروض أن يكون المسلم هو الأوفر حظا، والأكمل خلقا، كما جاء في الحديث "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" (حديث صحيح ، حسنه الترمذي ) وكما قال عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ( حديث صحيح ).

ويتأكد هذا إذا أردنا أن ندعوهم إلى الإسلام ونقربهم إليه، ونحبب إليهم المسلمين، وهذا واجب علينا فهذا لا يتأتى بالتجافي بيننا وبينهم بل بحسن التواصل.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حسن الخلق، كريم العشرة، مع المشركين من قريش، طوال العهد المكي، مع إيذائهم له، وتكالبهم عليه، وعلى أصحابه. حتى إنهم –لثقتهم به عليه الصلاة والسلام- كانوا يودعون عنده ودائعهم التي يخافون عليها، حتى إنه صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، ترك عليا رضي الله عنه، وأمره برد الودائع إلى أصحابها.


فلا مانع إذن أن يهنئهم الفرد المسلم، أو المركز الإسلامي بهذه المناسبة، مشافهة أو بالبطاقات التي لا تشتمل على شعار أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام مثل ( الصليب ) فإن الإسلام ينفي فكرة الصليب ذاتها ((وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)) النساء : 156.
والكلمات المعتادة للتهنئة في مثل هذه المناسبات لا تشتمل على أي إقرار لهم على دينهم، أو رضا بذلك، إنما هي كلمات مجاملة تعارفها الناس.

ولا مانع من قبول الهدايا منهم، ومكافأتهم عليها، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا غير المسلمين مثل المقوقس عظيم القبط بمصر وغيره، بشرط ألا تكون هذه الهدايا مما يحرم على المسلم كالخمر ولحم الخنزير.

ولا ننسى أن نذكر هنا أن بعض الفقهاء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم قد شددوا في مسألة أعياد المشركين وأهل الكتاب والمشاركة فيها، ونحن معهم في مقاومة احتفال المسلمين بأعياد المشركين وأهل الكتاب الدينية، كما نرى بعض المسلمين الغافلين يحتفلون بـ(الكريسماس) كما يحتفلون بعيد الفطر، وعيد الأضحى، وربما أكثر، وهذا ما لا يجوز، فنحن لنا أعيادنا، وهم لهم أعيادهم، ولكن لا نرى بأسا من تهنئة القوم بأعيادهم لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية، التي تقتضي حسن الصلة، ولطف المعاشرة التي يقرها العرف السليم
.

أما الأعياد الوطنية والاجتماعية، مثل عيد الاستقلال، أو الوحدة، أو الطفولة والأمومة ونحو ذلك، فليس هناك أي حرج على المسلم أن يهنئ بها، بل يشارك فيها، باعتباره مواطناً أو مقيماً في هذه الديار على أن يجتنب المحرمات التي تقع في تلك المناسبات.( انتهى).

ملحوظة : خالف عضو المجلس الدكتور محمد فؤاد البرازي هذا القرار بقوله: "لا أوافق على تهنئتهم في أعيادهم الدينية، أو مهاداتهم فيها".

ويقول فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالأزهر :
الجواب عن هذا السؤال يحتاج إلى نوع من التفصيل؛ التهنئة لغير المسلم مطلقًا بدون مخالفة شرعية جائزة، وهي من باب حسن الأخلاق التي أمرنا بها ولون من ألوان الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة عملاً لا قولاً، أما إذا تضمنت التهنئة مخالفة دينية فهنا تكون ممنوعة من أجل هذه المخالفة، كأن يقول له مثلاً: "بارك الله لك في أهلك ومالك" مثلاً، فهذا دعاء بالبركة لغير المسلم وذلك لا يجوز، وإنما يقول له مثلا: "أعاد الله عليك التوفيق والهداية" أو ما إلى ذلك

وإذا تضمنت التهنئة تقديم هدية فهذا جائز أيضًا، بشرط أن تكون حلالاً، فلا يقدم له زجاجة من الخمر مثلاً أو صورًا عارية؛ بحجة أنه ليس مسلمًا.. فالمسلم لا ينبغي أن يشترك في تقديم شيء محرم في ديننا

وإذا ذهب إليه في بيته أو في كنيسته فلا يحل له أن يجلس تحت الأشياء المخالفة لديننا كالتماثيل أو الصلبان، أو الاختلاط بالنساء العاريات، وغير ذلك من ضروب المحرمات التي تقترن بمواضع وأماكن غير المسلمين

وننبه إلى أن التهاني لا ينبغي أن تكون باستعمال آيات قرآنية في بطاقة أو في غيرها؛ لأن غير المسلمين لا يدركون قداسة هذه النصوص، وبالتالي يضعونها في القمامة، يدوسونها بالأقدام بقصد أو بغير قصد؛ فينبغي على المسلم أن ينزِّه نصوص دينه عن كل امتهان.

ويقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

من حق كل طائفة أن تحتفل بعيدها بما لا يؤذي الآخرين ، ومن حقها أن تهنئ الآخرين بالعيد؛ فنحن المسلمين لا يمنعنا ديننا أن نهنئ مواطنينا وجيرانا النصارى بأعيادهم فهذا داخل في البر كما قال الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وخصوصا إذا كانوا يجاملون المسلمين ويهنئونهم بأعيادهم ، فالله تعالى يقول: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".
ولكن لا يشترك المسلم في الطقوس الدينية التي هي من خصائص المسيحيين وقرباتهم الدينية.

ويقول الأستاذ الدكتور محمد السيد دسوقي أستاذ الشريعة بجامعة قطر

أولا: الجار في الإسلام له حقوق، سواء كان مسلما أم غير مسلم، فإذا كان مسلما وله بجاره قرابة أصبح له ثلاثة حقوق: حق القرابة، والإسلام، والجوار. أما إذا كان مسلما ولم يكن بينهما قرابة؛ فله حقان: حق الإسلام، وحق الجوار

فإذا كان هذا الجار غير مسلم فله حق واحد وهو حق الجوار، وهذا الحق حق مقدس نبه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" أي يجعله جزءا من الأسرة، فهذا الجار المسيحي يحض الإسلام على الإحسان إليه وحسن معاملته والله يقول: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". ومن البر بهم مجاملتهم في أعيادهم، ويجوز مشاركتهم فيها ما دام لا يُرتكب فيها أي محرم. وهذا السلوك الإسلامي قد يكون عاملا من عوامل هداية هؤلاء، وقد انتشر الإسلام في بلاد كثيرة لم تدخلها الجيوش، وإنما كان الخلق الإسلامي الذي مثله الرحالة والمهاجرون والتجار من عوامل نشر الإسلام في أمم ما زالت تحتفظ به حتى الآن في دول جنوب شرق آسيا.

والله أعلم

الوافـــــي 23-12-2004 04:34 PM

عبد الوهاب الناصر الطريري

السؤال
ما الأدلة على تحريم المشاركة في أعياد الميلاد ورأس السنة، ونحوها من المناسبات وما وجه دلالتها ؟


الجواب

من أوسع من تكلم في هذه المسألة وبسطها شيخ الإسلام (ابن تيمية) في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) ، وقد حشد لذلك الأدلة العامة والخاصة، وجمع النصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف وإجماع الأمة، والأدلة من الاعتبار والنظر مما لا يحيط به إلا من آتاه الله بسطة في العلم والفقه، ودقة النظر، وحسن الاستدلال، وهو ما جمعه شيخ الإسلام – رحمه الله -.
وأصل كلامه مبسوط واسع مفصل، فاختصرته في هذه الصفحات اختصاراً مع المحافظة على عبارته -ما أمكن- وهي صفحات تغري بالرجوع إلى أصلها ولا تغني عنه، يتضح من خلالها حكم هذه المسألة مزيلة كل لبس، كاشفة كل التباس .
قال رحمه الله :
موافقة الكفار في أعيادهم لا تجوز من طريقين: الدليل العام، والأدلة الخاصة:
أما الدليل العام: أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس من ديننا، ولا عادة سلفنا، فيكون فيه مفسدة موافقتهم، وفي تركه مصلحة مخالفتهم، لما في مخالفتهم من المصلحة لنا، لقوله - صلى الله عليه وسلم - (من تشبه بقوم فهو منهم) فإن موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقا، وكذلك قوله (خالفوا المشركين)، وأعيادهم من جنس أعمالهم التي هي دينهم أو شعار دينهم، الباطل.
وأما الأدلة الخاصة في نفس أعياد الكفار، فالكتاب والسنة والإجماع والاعتبار دالة على تحريم موافقة الكفار في أعيادهم.

أما الكتاب فقوله – تعالى -: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) قال محمد بن سيرين (لا يشهدون الزور) هو الشعانين – وهو من أعياد النصارى - وعن الربيع بن أنس قال: هو أعياد المشركين، وجاء عن غيرهم من السلف نحو ذلك.
وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها، الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل، الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده.

وأما السنة: الحديث الأول عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر) فوجه الدلالة أن اليومين الجاهليين لم يقرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه .

الحديث الثاني: ما رواه أبو داود عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينحر إبلاً ببوانة، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم –فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:" هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد "، قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم، قالوا: لا، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:" أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم " (وبوانه اسم مكان قريب ينبع شمال مكة).
وهذا يدل على أن الذبح بمكان عيدهم ومحل أوثانهم معصية لله، وإذا كان الذبح بمكان عيدهم منهيا عنه فكيف الموافقة في نفس العيد بفعل بعض الأعمال التي تعمل بسبب عيدهم؟

وهذا نهي شديد عن أن يفعل شيء من أعياد الجاهلية - على أي وجه كان - وأعياد الكفار من الكتابيين والأميين في دين الإسلام من جنس واحد .
وإذا كان الشارع قد حسم مادة أعياد أهل الأوثان؛ خشية أن يتدنس المسلم بشيء من أمر الكفار الذين قد أيس الشيطان أن يقيم أمرهم في جزيرة العرب، فالخشية من تدنسه بأوصاف الكتابيين الباقين أشد، والنهي عنه أوكد، كيف وقد تقدم الخبر الصادق بسلوك طائفة من هذه الأمة سبيلهم ؟
الدليل الثالث من السنة: أن هذا الحديث وغيره قد دل على أنه كان للناس في الجاهلية أعياد يجتمعون فيها، ومعلوم أنه لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محا الله ذلك، فلم يبق شيء من هذه الأعياد، ومعلوم أنه لولا نهيه ومنعه لما ترك الناس تلك الأعياد؛ لأن المقتضى لها قائم من جهة الطبيعة التي تحب ما يصنع في الأعياد، خصوصاً أعياد الباطل من اللعب واللذات، ومن جهة العادة التي ألفت ما يعود من العيد، فإن العادة طبيعة ثانية وإذا كان المقتضى قائماً قوياً فلولا المانع القوي لما درست تلك الأعياد، وهذا يوجب العلم اليقيني بأن إمام المتقين - صلى الله عليه وسلم - كان يمنع أمته منعاً قوياً عن أعياد الكفار، ويسعى في دروسها وطمسها بكل سبيل، بل قد بالغ - صلى الله عليه وسلم -في أمر أمته بمخالفة أهل الكتاب في كثير من المباحات وصفات الطاعات؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى موافقتهم في غير ذلك من أمورهم؛ ولتكون المخالفة في ذلك حاجزاً ومانعاً من سائر أمورهم؛ فإنه كلما كثرت المخالفة بينك وبين أهل الجحيم كان أبعد لك عن أعمال أهل الجحيم، فليس بعد حرصه على أمته ونصحه لهم - بأبي هو وأمي - غاية وكل ذلك من فضل الله عليه وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
والوجه الرابع من السنة: ما خرجاه في الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها – قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك يوم عيد - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا) وهذا الحديث بدل على المنع من وجوه : أحدها قوله (إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا) فإن هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما أنه - سبحانه - لما قال:" ولكل وجهة هو موليها " وقال:" لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم، فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه، كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم.

الوجه الثاني: قوله:" وهذا عيدنا " فإنه يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه.

الوجه الثالث: أنه رخص في لعب الجواري بالدف وتغنيهن؛ معللاً بأن لكل قوم عيداً وأن هذا عيدنا، وذلك يقتضي أن الرخصة معللة بكونه عيد المسلمين، وأنها لا تتعدى إلى أعياد الكفار؛ ولأنه لا يرخص في اللعب في أعياد الكفار كما يرخص فيه في أعياد المسلمين، إذ لو كان ما يفعل في عيدنا من ذلك اللعب يسوغ مثله في أعياد الكفار أيضاً، لما (قال فإن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا)، وهذا فيه دلالة على النهي عن التشبه بهم في اللعب ونحوه.
الدليل الرابع من السنة: أن أرض العرب ما زال فيها يهود ونصارى حتى أجلاهم عمر - رضي الله عنه - في خلافته، وكان في اليمن يهود كثير والنصارى بنجران وغيرها، والفرس بالبحرين، ومن المعلوم أن هؤلاء كانت لهم أعياد يتخذونها، ومن المعلوم أيضا أن المقتضي لما يفعل في العيد من الأكل والشرب واللباس والزينة واللعب والراحة ونحو ذلك قائم في النفوس كلها - إذا لم يوجد مانع - خصوصا نفوس الصبيان والنساء وأكثر الفارغين من الناس، ثم من كان له خبرة بالسير علم يقينا أن المسلمين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كانوا يشركونهم في شيء من أمرهم، ولا يغيرون لهم عادة في أعياد الكافرين، بل ذلك اليوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسائر المسلمين يوم من الأيام لا يختصونه بشيء أصلا، فلولا أن المسلمين كان من دينهم الذي تلقوه عن نبيهم المنع من ذلك والكف عنه، لوجد من بعضهم فعل بعض ذلك.

الدليل الخامس من السنة: ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غداً والنصارى بعد غد " متفق عليه .

وقد سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة عيداً في غير موضع، ونهى عن إفراده بالصوم؛ لما فيه من معنى العيد، وفي هذا الحديث ذكر أن الجمعة لنا، كما أن السبت لليهود والأحد للنصارى، فإذا نحن شاركناهم في عيدهم يوم السبت، أو عيد يوم الأحد خالفنا هذا الحديث، وإذا كان هذا في العيد الأسبوعي فكذلك في العيد الحولي، إذ لا فرق بل إذا كان هذا في عيد يعرف بالحساب العربي فكيف بأعياد الكافرين العجمية؟ التي لا تعرف إلا بالحساب الرومي القبطي أو الفارسي أو العبري ونحو ذلك.

.. يتبع ..

الوافـــــي 23-12-2004 04:36 PM

وأما الدليل من الإجماع والآثار فمن وجوه.

أحدها: ما قدمت التنبيه عليه من أن اليهود والنصارى والمجوس ما زالوا في أمصار المسلمين ثم لم يكن على عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من أعيادهم، فلولا قيام المانع في نفوس الأمة كراهة ونهياً من ذلك وإلا لوقع ذلك كثيراً؛ فعلم وجود المانع، والمانع هنا هو الدين، فعلم أن دين الإسلام هو المانع.

الموقف الثاني: أنه في شروط عمر - رضي الله عنه - التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم، أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، وسموا الشعانين والباعوث – وهي من أعياد النصارى -، فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها؟ أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها مظهرا لها؟ وعلى التقديرين فالمسلم ممنوع من المعصية ومن شعائر المعصية ولو لم يكن في فعل المسلم لها من الشر إلا تجرئة الكافر على إظهارها؛ لقوة قلبه بالمسلم، فكيف بالمسلم إذا فعلها؟ فكيف وفيها من الشر ما سنبنيه على بعضه؟ - إن شاء الله تعالى -.

الموقف الثالث: قال عمر – رضي الله عنه - :" لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم " وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال:" من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت - وهو كذلك - حشر معهم يوم القيامة ".

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه– " اجتنبوا أعداء الله في عيدهم " فهذا عمر - رضي الله عنه -نهى عن لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم أو بفعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أو ليس بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك، ثم قوله: (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم) أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف بمن عمل عيدهم؟ وأما عبد الله بن عمرو فصرح أنه من بنى ببلادهم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم؟ وهذا يقتضي أنه جعله كافراً بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار.

وأما الاعتبار في مسألة العيد فمن وجوه:

أحدها: أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله – سبحانه -:" لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " وقال:" لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه " كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه، وأما مبدؤها فأقل أحواله أن تكون معصية، وإلى هذا الاختصاص أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله (إن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا) .

الوجه الثاني من الاعتبار: أن ما يفعلونه في أعيادهم معصية لله؛ لأنه إما محدث مبتدع وإما منسوخ، وأما ما يتبع ذلك من التوسع في العادات من الطعام واللباس واللعب والراحة، فهو تابع لذلك العيد الديني، كما أن ذلك تابع له في دين الإسلام، فموافقة هؤلاء المغضوب عليهم والضالين في ذلك من أقبح المنكرات.

الوجه الثالث من الاعتبار: أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله، حتى يصير عادة للناس بل عيدا حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر، كما قد سوله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام فيما يفعلونه في آخر صوم النصارى من الهدايا والأفراح والنفقات وكسوة الأولاد وغير ذلك مما يصير به مثل عيد المسلمين، بل البلاد المصاقبة للنصارى التي قل علم أهلها وإيمانهم قد صار ذلك أغلب عندهم وأبهى في نفوسهم من عيد الله ورسوله

الوجه الرابع من الاعتبار: أن الأعياد والمواسم في الجملة لها منفعة عظيمة في دين الخلق ودنياهم، كانتفاعهم بالصلاة والزكاة والصيام والحج ولهذا جاءت بها كل شريعة كما قال – تعالى -:" لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه " وقال:" ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام " ثم إن الله شرع على لسان خاتم النبيين من الأعمال ما فيه صلاح الخلق على أتم الوجوه، وهو الكمال المذكور في قوله - تعالى- اليوم أكملت لكم دينكم.

ولا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره إنفاقا واجتماعا وراحة ولذة وسرورا، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد بإعلان ذكر الله فيه، حتى جعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك مما ليس في سائر الصلوات، فأقامت فيه - من تعظيم الله وتنزيل الرحمة خصوصا - العيد الأكبر ما فيه صلاح الخلق كما دل على ذلك قوله –تعالى-: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم" فصار ما وسع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عونا على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها أو بعض الذي يكون في عيد الله فترت عن الرغبة في عيد الله وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه، فخسرت خسرانا مبينا .
الوجه الخامس من الاعتبار: أن مما يفعلونه في عيدهم منه ما هو كفر ومنه ما هو حرام ومنه ما هو مباح لو تجرد عن مفسدة المشابهة، ثم التمييز بين هذا وهذا يظهر غالبا وقد يخفى على كثير من العامة، فالمشابهة فيما لم يظهر تحريمه للعالم يوقع العامي في أن يشابههم فيما هو حرام، وهذا هو الواقع فجنس الموافقة تلبس على العامة دينهم حتى لا يميزوا بين المعروف والمنكر .

الوجه السادس من الاعتبار: أن الله –تعالى- جبل بني آدم بل سائر المخلوقات على التفاعل بين الشيئين المتشابهين، وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر، إلا بالعين فقط .

فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي، وقد رأينا اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين هم أقل كفرا من غيرهم، كما رأينا المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى هم أقل إيمانا من غيرهم ممن جرد الإسلام.

والمشاركة في الهدي الظاهر توجب أيضا مناسبة وائتلافا وإن بعد المكان والزمان فهذا أيضا أمر محسوس، فمشابهتهم في أعيادهم ولو بالقليل هو سبب لنوع ما من اكتساب أخلاقهم التي هي ملعونة، وما كان مظنة لفساد خفي غير منضبط علق الحكم به ودار التحريم عليه، فنقول مشابهتهم في الظاهر سبب ومظنة لمشابهتهم في عين الأخلاق والأفعال المذمومة، بل في نفس الاعتقادات وتأثير ذلك لا يظهر ولا ينضبط ونفس الفساد الحاصل من المشابهة قد لا يظهر ولا ينضبط، وقد يتعسر أو يتعذر زواله بعد حصوله لو تفطن له، وكل ما كان سببا إلى مثل هذا الفساد فإن الشارع يحرمه كما دلت عليه الأصول المقررة.
الوجه السابع من الاعتبار: أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة؛ فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، قال الله –تعالى-: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ".

اللهم إنا نسألك الثبات على المنهج الصحيح

يتيم الشعر 23-12-2004 05:14 PM

أشكر أخي الوافي على هذه مواصلته الحوار في هكذا موضوع لعل الفائدة تنال الجميع وينالهم الأجر

وآخذ على الأخ السائل في السؤال الذي قدمه للشيخ الطرير أن بدأ بتقرير حرمة المسألة وفي ذلك سوء أدب

وأضيف الموضوع التالي :


الوافـــــي 23-12-2004 05:19 PM

مشاركة النصارى في أعيادهم

السؤال : بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم ؟

الجواب:

لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم ، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.

فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء ، لأنها أعيا د مخالفة للشرع.

فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ، ولأن الله سبحانه يقول : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان .

السؤال : ما حكم إقامة أعياد الميلاد ؟

الجواب:

الاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر بل هو بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق على صحته .

وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري رحمه الله في صحيحه جازما به : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك ، ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون ، وجميع أصحابه لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مشروعا لبادروا إليه ، وهكذا العلماء في القرون المفضلة لم يفعله أحد منهم ولم يأمر به .

فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ، ونحن نشهد الله سبحانه وجميع المسلمين أنه صلى الله عليه وسلم لو فعله أو أمر به أو فعله أصحابه رضي الله عنهم لبادرنا إليه ودعونا إليه . لأننا والحمد لله من أحرص الناس على اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه . ونسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع الله المطهر إنه جواد كريم .

من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر ، ص 285 .

المصدر : موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز




البرق55 24-12-2004 12:50 AM

حكم تهنئة الكفار باعيادهم
 
حُكم تهنئة الكفّار بأعيادهم



محمد بن صالح العثيمين


سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) ؟
وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به ؟
وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها بهذه المناسبة ؟
وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب ؟
وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك ؟

فأجاب - رحمه الله - :
تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة ، حيث قال : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبد بمعصية أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه . انتهى كلامه - رحمه الله - .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضىً به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك ، كما قال تعالى : ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) . وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك ، لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " : مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهى كلامه - رحمه الله - .
ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المُداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .
والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم . إنه قويٌّ عزيز .


============
انتهى كلامه - رحمه الله – وأسكنه فسيح جنّاته .
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( جـ 3 ص 44 – 46 ) .

يتيم الشعر 30-12-2004 03:39 AM

أخي الكريم

لم يمنعنا الله أن نود ونبر ونقسط إلى من لم يحاربونا ، وطالما يهنئونا بأعيادنا فلا بأس أن نهنئهم بأعيادهم - لا أن نحتفل بها معهم -

بالرغم من أن يوم ولادة عيسى عليه السلام هو يوم مبارك ويوم عظيم ، نفرح بهذا اليوم لكن لا داعي للاحتفال به

يتيم الشعر 31-12-2004 06:39 AM

كل عام والمسلمون بخير :)

ابو رائد 02-01-2005 02:15 AM

يتيم الشعر

لا نعترف بفتاوى الصوفية واشباههم من المبتدعه

ولا تكثر جزاك الله خيرا

روح هنئهم بس لا تلزمنا نباركلهم في أعيادهم.

يتيم الشعر 02-01-2005 03:34 AM

حسناً وأنت يا أخي جزاك الله خير

أما الصوفية فكما قلت لك سابقاً منهم سادة أفاضل وعلماء أجلاء ولكنهم ليسو هنا مجال النقاش

أما المبتدعة فنعوذ بالله من بدعهم

وأما ما سقته هنا يا أخي فهي أدلة من القرآن والسنة ويسوقها علماء أجلاء مشهود لهم بالعلم والفضل ، وقد ساق أخي الوافي كذلك آراء علماء أفاض يخالفون في فتواهم ماذكرتُه ، ولم يغضب أحدنا من الآخر وكما قال الشافعي رحمه الله : ألا يسعنا أن نختلف في الرأي ونبقى أخوة !

فهل لمجرد فتوى خالفت أخرى نتقاتل ونتخاصم !! ألا يصح أن أقتنع بفتوى وتقتنع أنت بأخرى !

سبحانك ربي

يتيم الشعر 26-12-2005 10:11 PM

نعم .. جميل ديننا السمح
كم أشعر باسعادة حين يهنئني أحد أصدقائي غير المسلمين بمناسبات إسلامية .. ويسعدني أن أبادله التهنئة دائماً ..

B.KARIMA 27-12-2005 02:18 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إسمحولي أشارك معاكم بهذا الرابط ...
http://workforislam.com/media_team/010task/merry.htm
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Orkida 27-12-2005 03:20 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة يتيم الشعر

فيقول فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى الزرقا ـ رحمه الله ـ إنّ تهنئةَ الشّخص المُسلِم لمعارِفه النّصارَى بعيدِ ميلاد المَسيح ـ عليه الصّلاة والسلام ـ هي في نظري من قَبيل المُجاملة لهم والمحاسَنة في معاشرتهم. وإن الإسلام لا ينهانا عن مثل هذه المجاملة أو المحاسَنة لهم، ولا سيّما أنّ السيد المَسيح هو في عقيدتنا الإسلاميّة من رسل الله العِظام أولي العزم، فهو مُعظَّم عندنا أيضًا، لكنهم يُغالُون فيه فيعتقدونَه إلهًا، تعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا.

ومن يتوهَّم أنّ هذه المُعايَدةَ لهم في يوم ميلاده ـ عليه السلام ـ حَرام؛ لأنّها ذات عَلاقة بعقيدتِهم في ألوهيّته فهو مُخطئ، فليس في هذه المجامَلة أي صِلة بتفاصيلِ عقيدتِهم فيه وغُلُوِّهم فيها.
[/color][/frame]


شكرا لك أخي الغالي يتيم الشعر،
سأعتمد هذا الشيخ الرائع
الشيخ الدكتور مصطفى الزرقا _ رحمه الله.ـ
فهو غير متعصب من ناحية ويفرق بين المجاملة وغيرها
أتركك بأمان الله اخي

مُقبل 27-12-2005 03:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

وقعت تحت يدي هذه القصه الطريفه والتي لها علاقه بالموضوع وأحببت أن تشاركوني قرائتها
إقتباس:

جورج رجل أمريكي تجاوز الخمسين من عمره، يعيش في واشنطن مع زوجته وابنه وابنته. لمّا أقبل شهر ذي الحجة، بدأ جورج وزوجته وأولاده يتابعون الأخبار لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة، ... ولمّا أعلن عن تحديد أول يوم من أيام ذي الحجة، استعدّت العائلة لاستقبال العيد الذي يوافق يوم العاشر من ذي الحجة.. بعد الوقوف على جبل عرفة في اليوم التاسع.

وفي اليوم الثاني ذهبت العائلة الى الريف لشراء الخروف الحي الذي تم اختياره حسب الشروط الشرعية للأضحية لكي يذبحوه أول يوم من عيد الأضحى.
وحملوا الخروف في السيارة، وأخذت البنت الصغيرة تغني بصوتها العذب، وقالت لوالدها: يا أبي، ما أجمل عيد الأضحى، حيث ألبس فستاني الجديد وأحصل على العيدية وأشتري بها دمية جديدة، وأذهب مع صديقاتي الى مدينة الألعاب لنلهو هناك، آه ما أجمل أيام عيد الأضحى، ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد.

ولما وصلوا الى المنزل وتوقفت السيارة، هتفت الزوجة: يا زوجي العزيز: لقد علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يقسّم الخروف ثلاثة أثلاث، ثلث نتصدّق به على الفقراء والمساكين، وثلث نهديه الى جيراننا ديفيد واليزابيث ومونيكا، والثلث الأخير نأكله نحن وندّخر الباقي الى الأسابيع القادمة.

ولمّا جاء يوم العيد، أحدّ جورج سكينته ووجّه الخروف الى القبلة وذبحها وقطّع اللحم، وقامت الزوجة بتقسيم اللحم حسب السُنّة، وهنا صرخ جورج قائلاً: لقد تأخّرنا عن الكنيسة، فاليوم هو الأحد وسوف يفوتنا القدّاس !! وكان جورج لا يَدَع الذهاب الى الكنيسة كل يوم أحد.. بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأولاده معه.

انتهى حديث المتحدّث وهو يروي هذه القصة [الرمزية] عن جورج.. وسأله أحد الحضور: لقد حيّرتنا بهذه القصة !!! هل جورج مسلم أم مسيحي ؟؟

قال المتحدّث: بل جورج وعائلته مسيحيون يؤمنون بأن الله ثالث ثلاثة.. ولا يعتقدون بأن محمداً – صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

كثر الهرج في المجلس، وارتفعت الأصوات وقال أحدهم: لا تكذب علينا يا أحمد، فمن يصدّق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك ؟؟ فكيف بالمسيحي يقوم بشعائر الاسلام والمسلمين، ويحرص على معرفة يوم العيد، ويشتري خروفاً من ماله ويقسّم الأضحية و.. و .. …!!!

قال أحمد بتعجّب وابتسامة: يا إخواني، لماذا لا تصدّقون قصتي ؟؟
لماذا لا تعتقدون بوجود مثل هذا الفعل من عائلة مسيحية ؟؟
أليس هناك في بلاد المسلمين عبد الله ومحمد وخالد وخديجة وفاطمة مَن يحتفلون بأعياد المسيحيين واليهود؟؟
ألسنا نحتفل بعيد رأس السنة الميلادية، وعيد الحب، وعيد وعيد.. ؟؟!!
فلماذا لا يحتفل المسيحيون بأعيادنا.. لِمَ العجب ؟؟
لماذا نستنكر على جورج ولا نستنكر على أنفسنا وعوائلنا المسلمة مثل هذا ؟؟

هزّ أحمد يده وقال: لقد عشتُ في أمريكا أكثر من عشر سنوات.. والله ما رأيتُ أحداً من المسيحيين أو اليهود احتفل بعيد من أعيادنا !! ولا رأيتُ أحداً سأل عن مناسباتنا ولا أفراحنا !! حتى احتفالي بعيد الفطر في شقتي ... لم يُجِب أحدٌ دعوتي عندما علموا أن ما أحتفل به عيداً إسلامياً، لقد رأيتُ ذلك عند إقامتي في الغرب ... ولمّا عدتُ الى بلدي الإسلامي .. فإذا بنا نحتفل بأعيادهم [على ما فيها من عقائد] ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله.

يتيم الشعر 27-12-2005 03:43 AM

إخوتي الكرام
جزاكم الله خيراً ..

القصة التي أوردها الأخ مقبل لطيفة وظريفة ، لكنها لا تمت للموضوع بصلة ، فالحديث ليس عن الاحتفال بأعياد دينية لغيرنا

مُقبل 27-12-2005 03:55 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة يتيم الشعر
إخوتي الكرام
جزاكم الله خيراً ..

القصة التي أوردها الأخ مقبل لطيفة وظريفة ، لكنها لا تمت للموضوع بصلة ، فالحديث ليس عن الاحتفال بأعياد دينية لغيرنا


هذا رأيك ولكن دعني أسألك سؤالاً،أنت ذهبت تهنيء جارك النصراني جورج بعيده السعيد فقدم لك بعض الحلويات المُعده بمناسبة العيد مع فنجان من القهوه هل يُعد ذلك من التهنئه أيضاً أم من المشاركه في الإحتفال؟.

يتيم الشعر 27-12-2005 04:07 AM

بل يعد ذلك من التهنئة طبعاً فإنما الأعمال بالنيات ..

مُقبل 27-12-2005 04:11 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة يتيم الشعر
بل يعد ذلك من التهنئة طبعاً فإنما الأعمال بالنيات ..




أهنئك ( :New5: )!!.

يتيم الشعر 27-12-2005 04:15 AM

جزاك الله خيراً

أشكرك على التهنئة وحينما أعرف مواعيد مناسباتك الدينية فثق أنني سأهنئك أيضاً ..

maher 27-12-2005 04:19 AM

سؤال :
ما حكم تهنئة المجوس بعيدهم؟

مُقبل 27-12-2005 04:22 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة maher
سؤال :
ما حكم تهنئة المجوس بعيدهم؟


جواب : الأعمال بالنيات،بحسب أخر فتوى!!.

أحمد ياسين 27-12-2005 04:23 AM

اخي يتيم الشعر
اعانك الله
على العقول المتحجرة
بعد ساعات
2006
:New2:
اسال الله لي ولك الثبات
واتمنى لك ولاهلك الصحة والهناء
ولجارك الهداية على طريق الحبيب
واسال الله ان ينير بصائر الجهلة بالدين
والذين يقولون مالايفعلون
جلست امامي نصرانية واختارت الجلوس متعمدة
بعدما كانت تراقب حركاتي في العمل
وسالتني انت لاتدخن
قلت نعم
قالت لهذا
انا اخترت ان اجلس تجاهك
قلت طيب
قالت انت مسلم
قلت نعم
قالت انا مسيحية
قلت طيب
قالت
اليوم دعوت مريم العذراء عليها السلام فاستجاب دعائي على الفور
قلت هي حية ام ميتة
سكتت
قلت اجيبي
قالت هي ميتة
قالت
هل تؤمن بعيسى عليه السلام
قلت نعم
قالت وبالانجيل
قلت هو من شروط الايمان عندنا
ربما يتسرع بعض الحمقى هنا فيقول الانجيل المحرف
انا اعرف هذا ولكن ليس الوقت بعد
قالت عجيب اول مرة اسمع بهذا ياالهي احس بشيء غريب
قالت انا لاااكل الخنزير
قلت ليس ركنا من اركان الدين عندنا
قالت
الكثير من المسلمين الذين خالطتهم يركزون على عدم شرب الخمر وعدم اكل الخنزير
ويفعلون ويفعلون ويفعلون
قلت صدقت
قالت يارب تصدقني ايضا قلت نعم ماتقولينه صحيحا
قالت
هل قرات الانجيل
قلت نعم
قالت وما رايك
قلت فيه الكثير من الاشياء موجودة بعبارات ادق في القران الكريم
قالت اذن مالفرق
قلت
توضئي واقراي وتمعني وتدبري
وستعرفين مالفرق
قالت انت متزوج
قلت نعم
عندك وثائق قلت نعم
قالت
لقد اقترب عندكم عيد الكبش
قلت هذا خطا
قالت كيف قلت للحديث بقية وقت العمل:New23:

أبو إيهاب 27-12-2005 04:27 AM

مازال السؤال هو "حكم تهنئة الكفار بأعيادهم" وليس هو "حكم مشاركة الكفار أعيادهم" .

والفرق كبير جدا بين السؤالين .

معظم الأدلة على التحريم تنصب على المشاركة والتشبه ، ولا يحتاج إثبات ذلك للكثير من الأدلة ، فالحرمة واضحة وميسرة .

ولكن أليست التهنئة هى من البر الذى نحن مطالبين به بنص القرآن الكريم ، وكيف سنتفاعل معهم وندعوهم لديننا ونحن ننبذهم ولا نعمل بما أمرنا الله به من برهم بصريح آية سورة الممتحنة ، وأتعجب جدا من الذين يتغاضون عن هذه الآية لقول فلان وعلان ؟؟؟ مع ملاحظة أن الآية الكريمة لم تحدد أهل الكتاب فقط بالبر ، بل عممت لكل من لا يحاربوننا ... نحن نؤاكل أهل الكتاب أيضا كما أمرنا ، ولكننا لا نأكل معهم ما حرم علينا كلحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولا نشرب الخمر ونشترط عدم المجالسة فى حالة وجود ذلك ، فالأكل معهم شئ ، وإتقاء ما حرم علينا شئ آخر . فنحن نفعل ما أبيح لنا ، وفى نفس الوقت نتقى ما حرم علينا .

هل مثلا إذا رفعت سماعة التليفون لأقول لجارى "كل عام وأنتم بخير" أكون قد ارتكبت إثما ؟؟؟
هل إذا قابلته بالشارع فابتسمت فى وجهه مهنئا ألام على ذلك ؟؟؟
حتى إذا ذهبت لبيته وأكلت معه ... كما أحل الله لى ... فى مناسبة احتفاله بالعيد أكون قد نقضت نصا ؟؟؟
وهل إذا حضر هو لمنزلى لتهنئتى بعيدى ، أطرده منه وأقلب سحنتى مستنكرا حضوره ؟؟؟


نعم ، لن أجامله فى العقيدة ... إذا سألنى هل عقيدته ستدخله الجنة ، فسأرد عليه بملء فى ، لا لن تدخلك الجنة ... إذا سألنى هل هو على الحق ؟؟؟ سأقول له بملء فى ، لا لست على الحق ، وبما أن الإسلام قرر أنه "لا إكراه فى الدين" ، فسؤآكله وأشاربه وأعيش معه كمواطن له ما لى وعليه ما على ، دون التفريط فى عقيدتى ، أو مجاملته فى عقيدته .

فى بعض دول الخليج يحتفلون برأس السنة الميلادية وتعطل المدارس ودور الحكومة فى ذلك اليوم ، كما فى مصر يحتفلون بعيد شم النسيم ، وهو عيد النيروز ... هنا يجب أن نقف ونشجب وندين ونصرخ فى المسئولين ، ونقول لهم لا تتشبهوا بالكفار .

maher 27-12-2005 04:46 AM

والدي الكريم أبا إيهاب

جوابك جميل و منطقي جدا، و لكن أليس الأولى أن ندرأ ذلك و نسد كل منافذ الشيطان
أما البر الذي ذكرته فأرى أنه حسن جيرتهم و عدم التعرض لهم في معتقدهم أما دعوتهم لديننا الحنيف فأظن أننا بتهنئتنا لهم لا نزيدهم إلا تمسكا بمعتقدهم إذ أن ذلك بمثابة إعتراف غير مباشر بعيدهم و بذلك معتقدهم و نستطيع دعوتهم للإسلام بطرق أخرى

والدي الفاضل، أنا بحكم موطني درست لسنوات مع يهود ثم بالجامعة مع مسيحيين و الآن بحكم عملي أعاملهم كثيرا، و صدقني لم أجد منهم تهنئة بأعيادنا و لكن عندما يتعلق الأمر بالسنة الجديدة وووو... فهم السباقون

هذا رأيي و الله أعلم

تحياتي

بيلسان 27-12-2005 04:46 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة يتيم الشعر
بل يعد ذلك من التهنئة طبعاً فإنما الأعمال بالنيات ..



هلأ يا يتيم اعمال بالنيات:New2:

يا سيدي لمعلوماتك اكلك الحلوى وشرب القهوة مظاهر للاحتفال ليس اكتر

والا احنا ليش نعمل حلو خاص بالعيد بس مش منشان الاحتفال بقدومه.؟؟؟؟؟

بيلسان 27-12-2005 05:27 AM

يتيم اهنئك(:New2: )

الملاك الحائر

أبو إيهاب 27-12-2005 05:36 AM

ابننا العزيز /maher
1 - أشكر لك تقريظك .
2 - بالطبع أنت تعلم قصة بنى إسرائيل والبقرة ، فلماذا التشدد فى شئ يسره الله لنا بحجة سد منافذ الشيطان ؟؟؟ البر هو البر ولا تزيد ، وذلك حتى نعيش فى هدوء وتبادل للثقة بيننا وبين من لم يحاربنا ... وهذه هى أسس المواطنة المستقرة .
3 - نحن كمسلمين ، لا نعامل أحدا بالمثل بل نتبع تعاليم ديننا بداية ... وقد نبهنا القرآن الكريم "ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم" وهذه الآية فى الدعوة للإسلام ، فلنتبعها كما أنزلت ، ففى اتباعها ثواب لنا وسمعا وطاعة لله .
4 - إيجاد المبررات للخروج من تعاليم الإسلام الصريحة ليس فى صالح تطبيق الإسلام ، ولك أن تلاحظ فى هذا الأمر وفى أمور كثيرة جدا أن مسألة التبريرات هذه هى الديدن لكل من أراد الهروب من أحد أوامر الإسلام والإلتفاف حوله ... وهذا ما ابتلينا به كأمة للأسف . والتهنئة ليست إعترافا مباشرا ، أو مقدمة للإعتراف بشئ .

B.KARIMA 27-12-2005 06:26 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
اللهم صلي على سيدنا محمد وسلم وعلى آله وصحبه ومن إتبعه الى يوم الدين ... إذا كان الاحتفال بعيد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم حرام تريدون تشاركون الكفار بأعيادهم ...
ولازم تعرفوا الفرق بين مشاركة العيد وبين حسن الجوار ...
فإذا جاءك جارك الكافر بصنية حلوى تقبلها منه لانها هدية ... و أفضل تتصدق بها ولا تاكل منها شيء ...لكن ما ترميها على وجهه....
المهم أنك ما تشعل الشموع و تبعت رسائل تهنية ... وتعمل كا مظاهر الاحتفال تحت غطاء الاسلام ...
إفهموا ... المشاركة في العيد شيء ... و رد التحية شيء ثاني ...
ولما يفصل العلماء بشي لما النقاش طالما ولا واحد فينا على مستوى أضعف شيخ فيهم

أبو إيهاب 27-12-2005 06:55 AM

ابنتنا الفاضلة / B.KARIMA
أحمد لك غيرتك وتعليقك الهادف .
ابنتى العزيزة ... بداية لابد من التفريق بين المشاركة التى أجمع الكل على حرمتها ولم يشذ أحد ، والتهنئة للجوار والزمالة وحسن العشرة التى نستقيها من تعاليم القرآن الكريم ومن هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرها علماء أفاضل لهم وزنهم فى ساحة الإفتاء ، وكما هو معروف فى ديننا ، أن المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة مسئولية فردية ، وعلى هذا فالعلماء الكرام كلهم مجتهدون ، يؤخذ منهم ويرد ، إلا رسول الله عليه السلام ، فكلمته تشريع لابد من العمل بها .
آراء العلماء يسترشد بها ومن يمكنه دراسة حججهم من الكتاب والسنة ، فهذان المرجعان فقط هما اللذان يرجع إليهما ، إذا كان المرء من أهل العلم أو من طلاب العلم ... فإذا اتفقت مع مصدرى المسلمين فبها ونعمت ، وإذا خالفتهما فلا حجة فيهما .
وإذا كان المتلقى ليس ممن يستطيع دراسة الحجة فيمكنه الرجوع إلى من يثق فيهم من العلماء ممن حوله ولا يعتمد على رأى عالم واحد فقط .
أما عن رأيك بأن نتصدق بالهدية فعلى ماذا تستندين ؟؟؟ا ... بالرغم من أن الله أباح لنا مؤاكلة أهل الكتاب .

maher 27-12-2005 07:21 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الغرباء
إنه
عيد النصارى
للإحتفال بقيامة المسيح المزعومة
بحسب إيمانهم بعد أن فدى البشرية من الخطيئة حاشاه
, وهل تعرف أخي المسلم ماذا تعني كلمة
"بابا نويل"
التي يطلعوا بها في إحتفالاتهم
؟
هيت لك المعنى
:

يقول النبي إشعياء عليه السلام في كتابه
:

( هاهي العذراء تحبل وتلد إبنا ً ويدعى إسمه عمانويل الذي تفسيره الله معنا )

(הָרָה וְיֹלֶדֶת בֵּן, וְקָרָאת שְׁמוֹ, עִמָּנוּ אֵל)



"عما نويل"
كلمة عبرانية تفسيرها بالعربي
"إلهنا معنا"
ومعناه عند النصارى
"الله معنا"
وفي
العبرانية
"عمانوا"
:
تعني
"معنا"، و"نيل": تعني الإله. و "بابا نويل"
:
أي "بابانوئيل"، وتعني "بابانو
و "نيل": أي "الإله". فكلمة
"بابا نويل" تعني "الإله أبونا"
فهذا الشيخ الكبير ذو اللباس الأحمر
واللحية البيضاء الذي يسمونه
" بابانويل" هو الإله الأب الذي
ولد له مولود من مريم وهو عيسى
الإبن. فيقوم الأب الإله بتوزيع الهدايا
في يوم ولادة إبنه عيسى عليه السلام
(الإله الإبن)
تثليث كامل،تعالى الله عما يقولون
علواً كبيراً. قال تعالى
:
{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}
(90)
سورة مريم




مثلا الكريستمس، بالله بعد أن نقرأ هذا التعريف له، أيجوز لنا أن نقول لهم "marry christmas" ؟؟؟



والدي العزيز أبا إيهاب

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة أبو إيهاب
ابننا العزيز /maher
1 - أشكر لك تقريظك .
لا شكر على واجب

2 - بالطبع أنت تعلم قصة بنى إسرائيل والبقرة ، فلماذا التشدد فى شئ يسره الله لنا بحجة سد منافذ الشيطان ؟؟؟ البر هو البر ولا تزيد ، وذلك حتى نعيش فى هدوء وتبادل للثقة بيننا وبين من لم يحاربنا ... وهذه هى أسس المواطنة المستقرة .
أي نعم، و لنا في قصة حبيبنا محمد صلوات الله عليه و سلامه خير موعظة و عبرة و لم يرد أبدا أنه صلى الله عليه و سلم هنأه بعيد
فلماذا لا ندع ما يربنا إلى ما لا يريبنا؟



3 - نحن كمسلمين ، لا نعامل أحدا بالمثل بل نتبع تعاليم ديننا بداية ... وقد نبهنا القرآن الكريم "ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم" وهذه الآية فى الدعوة للإسلام ، فلنتبعها كما أنزلت ، ففى اتباعها ثواب لنا وسمعا وطاعة لله .

قَوْله تَعَالَى " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَة وَلَا السَّيِّئَة" أَيْ فَرْق عَظِيم بَيْن هَذِهِ وَهَذِهِ " اِدْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن " أَيْ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْك فَادْفَعْهُ عَنْك بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ كَمَا قَالَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : مَا عَاقَبْت مَنْ عَصَى اللَّه فِيك بِمِثْلِ أَنْ تُطِيع اللَّه فِيهِ . وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ " فَإِذَا الَّذِي بَيْنك وَبَيْنه عَدَاوَة كَأَنَّهُ وَلِيّ حَمِيم " وَهُوَ الصَّدِيق أَيْ إِذَا أَحْسَنْت إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْك قَادَتْهُ تِلْكَ الْحَسَنَة إِلَيْهِ إِلَى مُصَافَاتك وَمَحَبَّتك وَالْحُنُوّ عَلَيْك حَتَّى يَصِير كَأَنَّهُ وَلِيّ لَك حَمِيم أَيْ قَرِيب إِلَيْك مِنْ الشَّفَقَة عَلَيْك وَالْإِحْسَان إِلَيْك . تفسير ابن كثير

"ولا تستوي الحسنة ولا السيئة" في جزئياتهما لأن بعضهما فوق بعض "ادفع" السيئة "بالتي" أي بالخصلة التي "هي أحسن" كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والإساءة بالعفو "فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" أي فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك فالذي مبتدأ وكأنه الخبر وإذا ظرف لمعنى التشبيه تفسير الجلالين

تفسير الطبري
تفسير القرطبي


4 - إيجاد المبررات للخروج من تعاليم الإسلام الصريحة ليس فى صالح تطبيق الإسلام ، ولك أن تلاحظ فى هذا الأمر وفى أمور كثيرة جدا أن مسألة التبريرات هذه هى الديدن لكل من أراد الهروب من أحد أوامر الإسلام والإلتفاف حوله ... وهذا ما ابتلينا به كأمة للأسف . والتهنئة ليست إعترافا مباشرا ، أو مقدمة للإعتراف بشئ .

في هذا أتفق معك حول مسألة التبريرات، و إن كنت مازلت أعتقد أن مجرد التهنئة هو إعتراف بمشروعية ذلك و صحته
فإذا كنت لا أعترف بشيء، فمن أين لي أن أشارك في أحد أركانه و أقصد بالمشاركة هنا التهنئة




Orkida 27-12-2005 07:37 AM

لشو كل هيدا ماهر؟ صديقتي اتصلت بي من لندن لتبارك لي العيد وقالت لي marry christmas وانا اجبتها happy new year فالنهاية هي السنة الجديدة ولا داعي للاحتفال واجد الجميع هنا مخالف للاحتفال ولكن التهنئة لابد منها لانها مجاملة، فلايعقل ان تتصل صديقتي لتهنئني وانا اغلق السماعة بوجهها لان هذا حرام او او او... فهذا مخالف للشرع، المجاملة مسألة ممتازة يا اخوتي ولانقول المشاركة فهي حرام بدون نقاش...
وانما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى... اترككم بأمان الله

maher 27-12-2005 08:00 AM

لا بل أصرخي في وجهها بألا تتصل بك ثانية و أقفلي السماعة:New2:




على الأقل أختي إفتكار أنت أجبتها happy new year لكي لا تجرحي شعورها و كي تجامليها، و السنة الجديدة لا تشكل حسب علمي أي خلاف عقدي

Orkida 27-12-2005 08:12 AM

هذا هو المقصود عزيزي ماهر بارك الله فيك،
وجميلة فكرة ان اصرخ بوجهها ههههههههههه
اكيد يوجد متشددين سيفعلون هكذا ومن ثم يحللون دمها ويقولون انت كافرة كافرة كافرة والى النار بجوار الشيطان،
أتركك بأمان الله اخي

أبو إيهاب 27-12-2005 09:25 AM

الإبن العزيز / maher
أشكر لك إيرادك لتفسير الآية الكريمة والحمد لله وجدت أن ما أفهمه منها يتفق مع التفاسير .
أعتقد أن الجدل سيطول دون الوصول إلى اتفاق ، فطباعك تختلف عن طباع البعض منا ، وربما وجدتَ فى فتوى المرحوم "مصطفى الزرقا" الذى ذكرها الحبيب "يتيم الشعر" ، وقد كنت أعرف المرحوم شخصيا وأعرف مدى ورعه وتقواه ، ولا أزكى على الله أحدا ... لو أعدت قراءتها ستجد فيها الكفاية عن هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماحته وتأليفه لقلوب من هم ليسوا على ملة الإسلام ليعلموا أنه رسول الرحمة المهداة للعالمين وكذلك أتباعه من بعده . وهذه السماحة الظاهرة من هديه عليه الصلاة والسلام هى التى ندين بها وندعو جميع المسلمين لإتباعها .
أما عن استنكارك لقول "Merry Christmas" ، فهذا هو ليس بيت القصيد ، وهذه الكلمة لا دخل لها فى التحليل أو التحريم ، فليذكر بدلا منها ما يراه القائل مناسبا له إذا كان سيقوم بالتهنئة .
هدانا الله سبحانه وتعالى وهدى جميع المسلمين .


ملحوظة :::

عيد القيامة غير عيد الميلاد "Christmas"

يتيم الشعر 27-12-2005 10:39 PM

أختي ملاك
رفع الله حيرتك وهداك للحق ورفع درجتك في عليين ..
هناك أمور اعتاد أهل كل بلاد أن يقوموا بها في عيدي الفطر والحج ، لكنها ليست من الدين ، ولا يضر عملها طالما لا نعتقد بأنها من الدين ، ومنها كعك العيد يا أختي ، كنك هناك أمور هي من الاحتفال والاحتفاء بالعيد مثل صلاة العيد وخروج النساء والأطفال لحضور هذه الصلاة ، وخطبة العيد ، واللبس الحسن وصدقة الفطر وإهداء لحوم الأضاحي والتصدق منها .. لذلك ( إنما الأعما بالنيات ) ..

وأنا يا أختي أقولها أمام الملأ .. آمل منك يا أختي الفاضلة ألا تعيدي كتابة ( الملاك الحائر ) كي لا تضطرينا لإيقاف معرفك الذي تكتبين به ، وأشهد الله أنني أحب لك الخير كأخت لي

بيلسان 28-12-2005 03:17 AM

يتيم

انا لا احب ان اكون الا اخت رجااال ....

وافعل ما يحلو لك.....فسياستك هذه لا تُخيفني....

يتيم الشعر 28-12-2005 03:33 AM

أشكرك أختي لاستجابتك بإزالتك للاسم القبيح ( الملاك الحائر ) .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.