![]() |
أسامة بن لادن ومشروع الإفساد في الأرض!
أسامة بن لادن ومشروع الإفساد في الأرض!
الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد: فما زال دعي من أدعياء الجهاد ، ورأس من رؤوس الفتنة والضلال ، ووتد من أوتاد الباطل ، وعلم من أعلام الخوارج يطل علينا بين الفينة والأخرى بزبالة فكره الفاسد ، وسلاطة لسانه الخاسر ، وبمشاريعه الخارجية ، ونظرته الضيقة المارقية . فهذا الدعي لا يعرف السياسة الشرعية ، ولا يفقه المصالح الإسلامية . بل منطلقه دمِّرْ وخَرِّبْ –باسم الجهاد- ولو كان فيه استئصال للمسلمين . إن هذا الرجل بفساده وضلاله ، وتهوره واستعجاله ، ولجهله وغبائه دمَّر دولةً كانت تحكم معظم أرض أفغانستان ، وجلب جيوش الكافرين إلى ديار المسلمين، واستجاشهم على بلاد الإسلام فورط الإسلام وأهله ، وأوقعهم فيما يجلب لهم الدمار والفساد ثم بعد كل هذه الأفعال الشنيعة يأتي ويرمي حكام المسلمين بما كان هو سببه وجالبه . والنبي -r- قال: ((لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا)). وقال النبي -r- لحذيفة -رضي اللهُ عنه- يوم غزوة الأحزاب ، والمشركون محيطون بالمدينة بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل ومع ذلك طلب من حذيفة -رضي اللهُ عنه- أن يأتيه بخبر القوم وقال: ((لا تذعرهم عَلَيَّ)) أي لا تفزعهم حتى لا يقبلوا إلينا مع أنهم محيطون بهم ، وقد وصل حذيفة -رضي اللهُ عنه- خلال جيش الأحزاب حتى صار أبو سفيان أمامه على مرمى سهمه ولو رماه لقتله ، ولكنه تذكر قول النبي -r- فلم يرمه ولم يقتله. أما أسامة بن لادن فهو يخالف الشريعة الإسلامية ويستجيش علينا الكفار ، ويذعرهم علينا ويزعم أن فعله من الجهاد!! وانظروا إلى شجاعته وجهاده فقد دمَّرَ بلاد أفغانستان ثم اختبأ في كهف من الكهوف يطالع الفساد ، ويسمع القتل والويلات ولا يتوب ولا يرعوي بل يزداد في غيه وضلاله. فتباً له ما أجهله ! وتباً له عن الحق ما أبعده! وويل له من غضب الجبار -عزَّ وجلَّ- عليه وعلى أتباعه وأشباهه. كلام شيخ الإسلام ابن باز في أسامة بن لادن ولقد صدق فيه وصف شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز حين قال فيه كما في: "إن أسامة بن لادن: من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدة وخرج عن طاعة ولي الأمر "([1]) . وقد حذر الشيخ ابن باز رحمه الله من أسامة بن لادن في عدة مواطن منها قوله : "أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك. هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه . ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم ، ... "([2]) إلى آخر ما قال رحمه الله. وأضيف إلى كلام شيخ الإسلام ابن باز -رحمهُ اللهُ- كلام علامة اليمن الشيخ الإمام مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله- حيث قال : "أبرأ إلى الله من بن لادن؛ فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعمــاله شر))([3]) . وقال الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي: "ومن الأمثلة على هذه الفتن : الفتنةُ التي كادت تُدَبَّر لليمن من قبل أسامة بن لادن إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني بها مسجداً في بلد كذا. فيقول: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي -إنْ شاءَ اللهُ- بقدر إمكانياتنا. وإذا قيل له: نريد مدفعاً ورشاشاً وغيرهما . فيقول: خذ هذه مائة ألف –أو أكثر- وإنْ شاءَ اللهُ سيأتي الباقي! ثم بعد ذلك لحقه الدبور ، فأمواله في السودان في مزارع ومشروعات من أجل الترابي ترَّب الله وجهه فهو الذي لعب عليه!"([4]) انتهى المراد من كلام الشيخ مقبل -رحمهُ اللهُ- . فانظروا إلى هذا الغوي كيف يسعى للفتنة باسم الجهاد!! حقاً إنه دعي من أدعياء الجهاد ، وعلم من أعلام أهل الزيغ والفساد. والله المستعان. ولقد سمعت كما سمع غيري ما قاله هذا المفسد في الأرض فيما أذيع من تسجيل بصوته يظهر أنه سجل قبل شهر رمضان بشتم فيه حكام المسلمين ، ويدعو الناس إلى إقامة مجلس لأهل الحل والعقد من الخوارج!! فهذا الذي يطالب به هذا المفسد هو عين مذهب الخوارج ، حيث كفر حكام المسلمين وزعم أنها ساقطة شرعاً فأراد أن يكون دولة خارج تلك الدول ولعله يقصد عنده في جبال "تورا بورا" فيبدأ أتباعه من أهل الحل والعقد من الخوارج لإقامة دولة إسلامية في الكهوف تجلب المزيد من الدمار والفساد لبلاد المسلمين . وعرف عن أسامة بن لادن تركيزه في التكفير على الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- فكان مما قال –كفى الله المسلمين شره- في كلمة له سابقة يخاطب أهل العراق في شهر ذي الحجة 1423: (كما نؤكد على الصادقين من المسلمين أنه يجب عليهم أن يتحركوا ويحرضوا ويجيشوا الأمة في مثل هذه الأحداث العظام والأجواء الساخنة لتتحرر من عبودية هذه الأنظمة الحاكمة الظالمة المرتدة المستعبدة من أمريكا وليقيموا حكم الله في الأرض، ومن أكثر المناطق تأهلاً للتحرير ، الأردن والمغرب ونيجيريا وباكستان وبلاد الحرمين واليمن )). وقال في شريط: "استعدوا للجهاد": ( ولا شك أن تحرير جزيرة العرب من المشركين هو كذلك فرض عين ). والدولة السعودية دولة إسلامية تطبق الشريعة وتحارب المفسدين في الأرض ، وتتعقب الخوارج والغواة فشكر الله سعيها لذلك حظيت بثناء العلماء ومدحهم لها . |
قال سماحة الإمام عبد العزيز بن باز منكراً على من أراد الخروج على هذه الدولة بقول أو فعل: "وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنما الذي يستبيحون الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج ، الذين يكفرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان، وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم إنهم: (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) وقال: (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) متفق عليه. والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة ))([5]) .
وقال الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : (( ولا ريب أن بلادنا من أحسن البلاد الإسلامية وأقومها بشعائر الله على ما فيها من نقص وضعف ))([6]) . وقال – رحمه الله وغفر له - في "بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من الكتاب والسنة، وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك" ومحذرا من الدعوات الباطلة والضالة واصفا أصحابها بأنهم دعاة شر عظيم : فكان مما قال : "صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والإخلاص له، والبعد عن البدع والضلالات، ووسائل الشرك .." وقال: "وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق، ونصر بها الدين، وجمع بها الكلمة، وقضى بها على أسباب الفساد وأمّن الله بها البلاد، وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله، وليست معصومة، وليست كاملة، كلٌّ فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص، وعلى إزالة النقص، وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة، والزيارة الصالحة، لا بنشر الشر والكذب، ولا بنقل ما يقال من الباطل ...". وسئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - عن من يقول: أن أكثر الشر في بلد التوحيد مصدره الحكومة، وأن ولاتها ليسوا بأئمة سلفيين؟ فقال: "ردنا على هذا أنهم كالذين قالوا للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أنه مجنون وشاعر وكما يقال: لا يضر السحاب نبح الكلاب، لا يوجد والحمد لله مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة وهي لا تخلو من الشر كسائر العالم، بل حتى المدينة في عهد النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- كان فيها من بعض الناس شر... ". وقد سئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - عمن يكفر حكام المسلمين فقال: "هؤلاء الذين يكفّرون؛ هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والكافر من كفّره الله و رسوله، وللتكفير شروط؛ منها: العلم، ومنها: الإرادة؛ أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه، وأراد المخالفة، ولم يكن متأولاً ...". ثم بعد ذلك يستنكر علينا أسامة بن لادن وأتباعه وصفنا لهم بأنهم خوارج مع أنه كلام علمائنا وهو مقتضى النصوص الشرعية وما عليه السلف الصالح. قال الإمام الآجري -رحمهُ اللهُ- : "وقد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله -عزَّ وجلَّ الكريم- عن مذهب الخوارج ، ولم ير رأيهم ، وصبر على جور الأئمة ، وحيف الأمراء ، ولم يخرج عليهم بسيفه ، وسأل الله العظيم كشفَ الظلم عنه ، وعن جميع المسلمين ، ودعا للولاة بالصلاح ، وحجَّ معهم ، وجاهد معهم كلَّ عدو للمسلمين ، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين ، وإن أمروه بطاعتهم فأمكنه طاعتهم أطاعهم ، وإن لم يمكنه اعتذر إليهم ، وإن أمروه بمعصية لم يطعهم ، وإن دارت بينهم فتنة لزم بيته ، وكفَّ لسانه ويده ، ولم يهو ما هم فيه ، ولم يُعِن على فتنته ، فمن كان كل هذا وصفه كان على الطريق المستقيم -إن شاء الله تعالى-"([7]) . وقال –أيضاً-: "لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عصاة لله ولرسوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وإن صلُّوا وصاموا واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، وإن أظهروا الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم. لأنَّهم قوم يتأوَّلون القرآن على ما يهوون ، ويُمَوِّهون على المسلمين ، وقد حذَّرنا الله -عزَّ وجلَّ- منهم ، وحذَّرنا النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده ، وحذَّرناهم الصحابة -رضي اللهُ عنهم- ، ومن تبعهم بإحسان -رحمة الله تعالى عليهم- . والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً ، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلُّون قتل المسلمين" ([8]) . وقال -رحمه الله- : "ومما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله -عزَّ وجلَّ- : {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ويقرؤون معها : {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ}. فإذا رأوا الإمام يحكم بغير الحقِّ قالوا : قد كفر ، ومن كفر عدل بربِّه فقد أشرك ، فهؤلاء الأئمة مشركون، فيخرجون فيفعلون ما رأيت ، لأنهم يتأوَّلون هذه الآية"([9]) . ثم قال -رحمه الله- :"فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلاً كان الإمام أو جائراً ، فخرج ، وجمع جماعة ، وسلَّ سيفه ، واستحلَّ قتال المسلمين ؛ فلا ينبغي أن يُغْتَرَّ بقراءته للقرآن ، ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صيامه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج" وهكذا أجمع السلف -رحمهم الله- على ذمِّ أهل البدع والتحذير منهم ، وبيان سوء عاقبتهم ، وأن نهايتهم الخروج على جماعة المسلمين وإمامهم ، واستحلال دمائهم . فاحذر –حماك الله من الفتن- منهم ، فإنَّهم قوم سوء ، فقد حذَّرك الله منهم ، وحذَّرك رسولك -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- منهم ، وحذَّرك الخلفاء الراشدون منهم ، وحذَّرك الصحابة والتابعون والسلف منهم ، فاحذر ما حذَّرك الله منه ، وما حذَّرك رسوله منه ، وما حذَّرك الصحابة والسلف منه ، فإنه لا يهلك على الله إلا هالك . وخلاصة الرد على كلام أسامة بن لادن الأخير بما يلي: 1- أن أسامة بن لادن يكفر جميع حكام العرب ، ويزعم سقوط شرعيتهم وهذا هو قول الخوارج فغالب حكام العرب مسلمون وأخصهم حكام الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- تجب طاعتهم في غير معصية الله. 2- أن أسامة بن لادن لم يكتف بما حل بديار من المسلمين من البلاء بسببه وسبب أتباعه وأشباههم بل حمل غيره مسؤلية ما تسبب به ، ودعا عتاةَ الخوارج لشد الرحال إليه لتكوين مجلس شورى كهوفي!! 3- أن أسامة بن لادن يدافع عن المفجرين في ديار المسلمين كالمفجرين في الرياض ويصفهم بأنهم شهداء!! وقد علم الله وعلم المؤمنون أنهم خوارج مارقون. 4- انه يتهم بلاد المسلمين وحكامهم بأنهم غير قادرين عن الدفاع عن المسلمين فليت شعري ما الذي قام به أسامة بن لادن وجميع الخوارج من دفاع عن المسلمين ؟!! أليس هم من تسبب بدمار أفغانستان وجلب الجيوش إليها؟ فأين دفاعه عن المسلمين؟ فهل الاختباء في المغارات كفعل المنافقين وعمل التفجيرات هنا وهناك أعادت مجد المسلمين أو طردت الغزاة والمعتدين؟!! لا والله بل زادت من كَلَبِهِم وتكالبهم على بلاد المسلمين . ولكن أسمة بن لادن من الذين لا يفقهون ولا يعقلون. 5- أن أسامة بن لادن يحكم بغير الشريعة الإسلامية بل من المحاربين لها ولكن باسم الإسلام. 6- أن أسامة بن لادن متمسك بالزعامة محب لها لذا طالب بمجلس حل وعقد في غير بلاد حكام العرب أي عنده في الكهوف ليكون هو الزعيم وهذه آفة الخوارج قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : "ومما ينبغي أن يعلم ؛ أنَّ أسباب هذه الفتن تكون مشتركة ، فَيَرِدُ على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب عن معرفة الحق وقصده ، ولهذا تكون بِمَنْزِلَة الجاهلية ، والجاهلية ليس فيها معرفة الحق ولا قصده ، والإسلام جاء بالعلم النافع ، والعمل الصالح ، بِمَعْرِفَة الحق وقصده ، فيتفق أنَّ بعض الولاة يظلم ، فلا تصبر النفوس على ظلمة، ولا يمكنها دفع ظلمة إلا بما هو أعظم فساداً منه ، ولكن لأجل محبة الإنسان لأخذ حقه ، ودفع الظلم عنه ؛ لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله ، ولهذا قال النبي --: ((إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)). فقد أمر النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- المسلمين بأن يصبروا على الاستئثار عليهم ، وأن يطيعوا ولاة أمورهم وإن استأثروا عليهم ، وأن لا ينازعوهم الأمر . وكثير ممن خرج على ولاة الأمور ، أو أكثرهم ؛ إنَّما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه، ولم يصبروا على الاستئثار ، ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوبٌ أخرى ، فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم تلك السيئات ، ويبقى المقاتل له ظاناً أنه يقاتله ، لئلا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ، ومن أعظم ما حرَّكَه عليه طلب غرضه: إما ولاية ، وإما مال"([10]) . فيا أيها الغافل استيقظ واعرف عدوك ، ويا أيها المغتر تعرف على أقوام غارقين في الباطل ولكنك إذا سمعتهم وما يظهرون من دعوى الإصلاح اغتررت بهم. فمن يعتصم بالكتاب والسنة، ويعرف أحوال المنافقين والخوارج المارقين لا يشتبه عليه حال أسامة بن لادن –كفى الله المسلمين شرَّه- ، بل حاله أظهر من الشمس في رابعة النهار . فاعتصموا أيها المسلمون بالله ، واطلبوا منه –تعالى- أن يهديكم الحق، وأن يصرف عنكم داعي الباطل . وفي الختام أسأل الله أن يصلح حال المسلمين ، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الأعداء ، وأن يوفق ولاة أمورهم لما فيه الخير والصلاح. وأسأله تعالى أن يحفظ الدولة السعودية وأن يحميها من كل سوء ومكروه ، وأن يعز بها دينه ، ويعلي بها كلمته ، وأن يوفقها لاجتثاث الخوارج والإرهابيين من جذورهم . وأسأله تعالي أن يخزي الخوارج ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يجعل تدبيرهم تدميراً عليهم . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي –كان الله له-. |
إقتباس:
![]()
عيد الميلاد في قاعدة سلطان: تعتبر القاعدة من اكثر القواعد الامريكية تطورا في المنطقة
تحليل: موقف السعودية الصعب
تحليل - روجر هاردي نفى مسؤولون سعوديون ما نشرته بعض الصحف الامريكية من انهم قدموا تعهدات شخصية للولايات المتحدة بامكان استخدام القواعد العسكرية الامريكية الموجودة على اراضي السعودية في الحرب المتوقعة على العراق. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت يوم امس الاحد إن المسؤولين العسكريين الامريكيين قد تلقوا تعليمات تفيد بسماح السلطات السعودية لقواتهم باستخدام قاعدة الامير سلطان الجوية جنوبي الرياض في ادارة الحملة الجوية المرتقبة ضد العراق. ويقول روجر هاردي محلل شؤون الشرق الاوسط في بي بي سي في هذا الصدد إن القادة العسكريين الامريكيين يشعرون انهم حققوا تقدما في المحادثات التي اجروها مع نظرائهم السعوديين حول الدعم الذي يمكن للملكة ان تقدمه للولايات المتحدة في حالة شن الاخيرة الحرب على العراق. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن قائد القوة الجوية الامريكية الجنرال جون جامبر قوله إنه يشعر باطمئنان الى ان الولايات المتحدة ستحظى بكل الدعم اللازم. وكان مسؤولون امريكيون آخرون قد اشاروا الى ان الولايات المتحدة قد توصلت الى تفاهم غير معلن مع السلطات السعودية يمكنهم من استخدام المنشآت المتطورة في قاعدة الامير سلطان الجوية في الحرب المتوقعة ضد العراق. يذكر ان القيادة العسكرية الامريكية تفضل استخدام القواعد السعودية بما فيها من امكانات فنية متطورة، بالرغم من قيامها بتطوير قواعد اخرى في قطر لاستخدامها كبديل في حال اصرار السعوديين على رفض استخدام قواعدهم في الحرب على العراق. ولكن المسؤولين السعوديين نفوا ان تكون المملكة قد غيرت موقفها فيما يخص استخدام القواعد العسكرية، وجاء هذا النفي على لسان وزير الخارجية سعود الفيصل ونائب وزير الدفاع عبدالرحمن بن عبدالعزيز. وقال المسؤولان إن الموقف السعودي يتلخص في ان المملكة ترفض فكرة شن الحرب على العراق، ولكنها ستعيد النظر في موقفها في حال تبنى مجلس الامن قرارا يخول استخدام القوة المسلحة ضد بغداد. السعوديون قلقون من التأثيرات المحتملة على الرأي العام المحلي لأي قرار قد ينظر اليه على انه تعاون مع المساعي الامريكية لضرب العراق. ولكنهم من ناحية اخرى حريصون على ترميم علاقاتهم مع الولايات المتحدة التي تضررت بشكل كبير بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2001. ليس للمرة الاولى، تجد الحكومة السعودية نفسها مضطرة لمماشاة موقفين متناقضين في آن واحد. ليبرمان يهدد من ناحية اخرى، قال السيناتور الديمقراطي الامريكي جوزف ليبرمان إنه قد حذر القادة السعوديين بأن علاقات بلادهم بالولايات المتحدة ستتضرر بشكل كبير في حالة رفضهم تقديم التسهيلات العسكرية للقوات الامريكية. وكان ليبرمان - وهو مرشح رئاسي محتمل عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الامريكية المقبلة - قد قام بجولة شملت عددا من الدول العربية واسرائيل. وقال ليبرمان إنه ابلغ المسؤولين السعوديين بأنهم لو قرروا دعم الجهود الامريكية ضد العراق فإن من شأن ذلك المساعدة في اصلاح ما تسببت فيه هجمات سبتمبر من اضرار للعلاقات بين البلدين, ![]() المصــــــــــــــــدر
فعجباً ما اسرع ما ننسى!
|
Re: أسامة بن لادن ومشروع الإفساد في الأرض!
إقتباس:
تقرير: اتفاق امريكي سعودي على استخدام القواعد واشنطن 26 فبراير وكالات الانباء/ قالت صحيفة واشنطن بوست يوم الاربعاء نقلا عن كبار المسؤولين الامريكيين ومصادر دبلوماسية ان الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية توصلتا الى اتفاق جديد لاستخدام التسهيلات العسكرية السعودية بشكل موسع في حالة نشوب حرب جديدة ضد العراق. وذكرت الصحيفة ان اتفاق التعاون يتضمن الاستخدام الكامل للقيادة الجوية ومركز القيادة في قاعدة الامير سلطان الجوية جنوب شرقي العاصمة السعودية الرياض. واضافت الصحيفة ان الاتفاق يتضمن ايضا السماح للولايات المتحدة باستخدام المطارات السعودية لتنطلق منها طائرات التزويد بالوقود وطائرات الاستطلاع وطائرات تحمل رادارات. كما يسمح الاتفاق للولايات المتحدة بنشر طائرات مقاتلة في المطارات السعودية. ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله ان الدولتين بينهما اتفاق ضمني بالسماح للولايات المتحدة بالقيام بمهام قصف انطلاقا من السعودية في الايام التي تعقب الموجة الاولى من الهجمات الجوية الامريكية بشرط الا يعلن عن ذلك رسميا. وقال مسؤول من الادارة الامريكية للصحيفة "اجرينا محادثات على مدى ثلاثة اسابيع كانت ايجابية للغاية. نحن والسعوديون راضون. توصلنا الى اتفاقات تمس المنشآت داخل السعودية ونطاقا كبيرا من العمليات العسكرية التي قد تحدث في حالة نشوب القتال مع العراق." وقال مسؤولون امريكيون في ديسمبر كانون الاول ان السعودية وافقت في الخريف الماضي على السماح للولايات المتحدة باستخدام مركز عمليات متطور في قاعدة الامير سلطان والسماح للطائرات الامريكية باستخدام قواعدها الجوية للاغراض الدفاعية فقط. وقالت الواشنطن بوست ان السعوديين كانوا غامضين بشأن مدى تعاونهم الى ان امكن التوصل الى التفاهم مع المسؤولين الامريكيين خلال الايام القليلة الماضية. وذكرت الصحيفة ان المسؤولين السعوديين رفضوا مناقشة تفاصيل الاتفاق وركزوا على معارضتهم لاي قرار امريكي بشن هجوم على العراق بسبب قضية اسلحة الدمار الشامل المزعومة. المصـــــــدر
يااخي ابو عمر العتيبي ، من تظن نفسك تخدع؟!!
|
فارس
سبحان الله انا مصادري قال الله ورسوله وانت مصادرك الصحافه الامريكيه فمن الصادق برائيك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
أخي فارس جزاك الله كل خير لقد كفيت ووفيت بردك أما أنا لا أملك لهم سوى الدعاء
لعل الله يستجيب لي......... اللهم أحفظ الشيخ أسامه اللهم أجعله شوكة في حلوق أعداء الدين اللهم أحفظ وأنصر مجاهدينك في مكان. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين |
أنظر الى تاريخ مصدر فارس!! تم آخر تحديث في الساعة 12:50 بتوقيت جرينتش الإثنين 30/12/2002 تحليل: موقف السعودية الصعب*** ترى كم تغير من حدث وحديث؟؟ وكم قاعدة أمريكية في أفغانستان؟؟ وماذا فعلتم بالأمريكان وهم في معقل الجهاد وبين ظهرانيكم؟ فارس !! لماذا لم تبدأ جهادك في موطنك وتبر به من حولك؟؟ ولعلمك هذه البلد حصن منيع بأهله وعقيدته ... والعبث به ليس هيّن ...ودونه خرط القتاد ولنا في الخوارج سابقآ عبرة فقد أخمد الله فتنتهم.. أفلا تنتهون ؟؟؟ |
اذا كان اسامة بن لادن مفسد في الأرض , فماذا نطلق على وليد طلال آل سعود و روتانا ؟؟
|
مهلا أيها الإخوة ، إن مهاجمي الشيخ أسامة حفظه الله هم من الأسر الحاكمة التي نراها في خدمة العلوج الأمريكان و تعيش على فتاتهم |
مشروع الأفساد في الأرض
[size=3]سبحان الله
كيف يغيرون المفاهيم ويقلبون الصور أسامة الذي يدافع عن كلمة الحق الذي يجاهد في سبيل الله أصبح مفسدا في الأرض وأخوانكم الأمريكان الذين مزقوا جسد الأمة الأسلامية بمباركة ودعم المتخاذلين منكم ماذا نسميهم ومتى كان قول ابن باز أولى بالأخذ من من قول الله تعالى الذي قال ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) وقال تعالى ( وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم , هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) [/size] |
الشيخ اسامه رجل ترك امولا لاتترك من قبل ضعاف الايمان تركها ليرفع راية الجهاد بينما الاخرون يدسون رؤوسهم في التراب
فاضل مجتهد قد يصيب ويخطيء فهو ليس بنبي ولكن ان يكون شماعه لكل هذا التوتر العالمي هذا ما لا يعقل |
التالى كتبه صاحب الموضوع ....
ستجدوا أن شخصين يتحدثا .......... هذه الحالة تسمى الشوزفرنيا الفكرية الخيامية السياسية .. وهى حالة تصيب من تصوف بحب السلطان .... هيا نرى تلك الحالة --------------------------------------------- الرسالة الأصلية كتبت بواسطة قلم المنتدي كان القائد أسامة بن لادن أسداً على الروس الكفرة 000 000 أبلى فيهم بلاءً عجيباً 0000 لا يُنكره إلا مطموس العينين 000 بل القلب 000 00 كان يُجاهد الروس الظلمة الكفرة 00 بكل شيء 000 000000000000بيده 000 بلسانه 000 بماله 000 بكلّ ما يستطيع 0000 00000 حتى صار في قلوبنا أسداً للإسلام 000000 وليقل من شاء 000 ما يشاء 00 لن ننسى ذلك لك 000 يا أسامة 0000 000 كنت في قلوبنا أسامة 000 وفي الوغى أسامة 000 00 كان وجهك البرّاق يلهب حُبّ الجهاد 000 يثير الحماس 0000 000 كنت إذا رأيتك 000 غبطّتك على ما أنت فيه 00000 000 كنت إذا رأيتك 0000 أتذكّر 00000 00يا عابد الحرمين لو أبصرتنا 0000 لوجدت أنّك في العبادة تلعب من كان يخضب خدّه بدموعه 0000 فنحورنا بدمائنا تتخضّب أو كان يُتعب خيله في باطل 0000 فخيولهم يوم الصبيحة تتعب 00000000000000000000000أي أسامة 0000000000000000000000 000 قُل لي بربّك 000 ما الذي دهاك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 000 قُل لي بربّك 000 ما الذي أرداك ؟؟؟؟؟؟؟؟ 000 أجبني 000 أيها المقدام 0000فنحن نبكي عليك 0000 000 نعم 000 نبكي عليك 000 بل تبكي عليك جبال علوتها 000 وسهول عبرتها 00 ووديان 000 قطعتها 0000 نعم 000أيها المقدام 0000 000 لقد أطفأت حُرقةً في قلوبنا على الروسي الملحد الكفور 000 000 وعففت أعراض خدور 0000 من أن يدنّسها روسيٌّ000 أو مأجور 00000 000000000000000000000000لقد متّ في قلوبنا 000000 000وهذه هي المصيبة التي أصبت بها ولم ألق من يواسيني عليها 000 ويعينني على كسر قلبي فيها 000 00000 تلك مصيبة لم يُعزّنا عليها أحد !!!!!!!!!!!!!!!!!! 00000 فيا لحالنا 0000 يا لمأساتنا 00000 0000 لا عزاء 000 في فقد ميّت الأحياء 000000 000 إييييييه أسامة 000 ما الذي جعلك تُفرح الأعداء 0000 ؟؟؟؟؟ 0000 ما الذي جعلك تُنصت للأدعياء 000 أسامة 0 وقد فعلت فعلتك التي فعلت !!!! ماذا ستفعل بـ ( لا إله إلا االله ) 00 أي أسامة0 ماذا ستفعل بلاإله إلا الله 0000 تتلجلج في قلب موحّد قتلته ؟؟؟ 00 أي أسامة 0000 ماذا ستفعل بلاإله إلا الله 0000 في صدر طفل حرقته ؟؟؟ 00 أي أسامة 0000 ماذا ستفعل بلاإله إلا الله 0000 في بناءً فجّرته ؟؟؟؟؟ 00000000000000000000000أي أسامة 0000000000000000000000 000 بأي حُجّة 000 بأي دليل 000 تفرّ من بين عُبّاد الصليب 000 وتيمّم شطر لبلد الحبيب ؟؟؟ 00 ولماذا هذا البلد بالذّات ؟؟؟ 00 لماذا لم تختر إلا بلداً يُقرأ فيها القرآن 000 ويُرفع فيها الآذان 000 وتمتليء المساجد بأهل الإيمان ؟؟؟ 0000 إن تغافلت سطوتهم 0000 ألا تخاف دعوتهم 000 ؟؟؟ 0000 إن تجاهلت قوّتهم 000 إن تجاهلت أمجادهم 000 جهادهم 0000 صدق إيمانهم 000 0000ألا تخاف دعوة عجوز ( اللهم بما شئت اكفناه ) 0000 ألا تخاف نداء شيخ يسأل هلاكك بربّاه ربّاه ؟؟؟ 00000000000000000000000000000000000000000000000000 000ى أن لا يصدر من أسامة بن لادن ما يخالف الشرع 0000 000 كم كنت أتمنّى أن يستمرّ في جهاد أعداء الله 000 وأن لا يُسلّط أسلحته وذخائره علينا !!!! 000 ( على المسلمين ) !!! 000 على بلاد الحرمين !!!! 0000 المملكة العربية السعودية !!!! ============================================= إلى أن قال ============================================== 000 لن أنساك 000 يا أسامة 000 يا من كنت أسد الإسلام 0000 000 سأدعو لك يا أسامة 000 ولو غضب من غضب 000 وأنكر من أنكر 0000 000 سأدعو الله لك أن يُعيدك إلى الهُدى ( الذي كنت فيه ) بعد الضّلال 000 000 سأدعو الله لك أن يُعيدك إلى النّور ( الذي كنت فيه ) بعد الظلام 0000 ================================================== =============== قمة التناقض ألم أقل لكم انكم أفلستم و لم يعد لديكم شئ إلا كلام من الشرق و آخر من الغرب بدون أى معنى قلم المنتدى أنت ومن هم على الطريقة : إذا كنت كذوبا كن ذكورا الهلالى |
أما أنت يا الهلالي فمصاب بالهلهلينا!! يعني الغرغرينا الفكرية التي يجب استئصالها!! |
إقتباس:
الهلالى لا يكتب قولا إلا بدليل ليس مثلكم يا أصحاب المشاركات الوفيرة يا متسكعى النت هل اتحفتنا بدليلك كما ألجمتكم بدليلى إنا معكم متربصون الهلالى |
الهلالي
هل تعرف كان تدل على ماذا؟ اذا كنت لاتعرف فقلي وبعدها سوف اشرح لك ماالفرق بين الماضي والحاضر فيمكن ان تكون انت مصاب بالتخلف الفكري فهذا اقرب شي لاانك تقراء ولا تفهم القصد نعم لقد (((((كان))) اسامه اسد الاسلام((لاحظ كان تدل على الماضي))) اما الأن فهو بنطبق عليه لقب ((فأر))عاش في جحور تورا بورا ((لاحظ الأن تدل على الحاظر)) ياليت تكون فهت بعدين تعال وشو دليلك؟ |
تكاثرت الظباء على خراش ٍ ... فما يدري خراش ٌما يصيد ُ
الدليل على تخلفك يا الهلالي ما تخطه يمينك راجعه وبتمعن |
إقتباس:
و هل يصير الأسد فأر بعد حين من الدهر ؟؟!!! هل كل من تحصن بالجبال و الكهوف صار فأرا ؟!!!! أعلم أنك ستورط نفسك بالأجابات البليدة المعهودة من أمثالكم ابقى متهم بالأنفصام الفكرى أحسن من التبلد العقلى .... أما انت يا الحارق فليس لك عندى تعليق على خوائك الفكرى و لا احب الجدل العقيم مع متنافسى المشاركات الهلالى |
إقتباس:
مع أحترامنا لرأى ابن باز و ابن عثيمين ... فقد قالا هذا فى زمنهما .... و هما ليس بمعصومين ... ولكن كيف ننظر فى في شرعية أمر ما من عدم شرعيّته.. لابد ألا ننظر إلا بهدى من الكتاب والسنة وإلا فهو مردود على صاحبه ونخص المتحذلقين هذه الأيام بتمجيد الدولة ....وما يثار اليوم من الكلام حول شرعية الحكومة السعودية من عدم شرعيتها لا ينبغي أن ينطلق من مرئيات وطنية إقليمية بعيدة عن أفق الدليل الشرعي الواسع الذي لا يحابى في عدم تطبيقه حتى والدي الرسول صلى الله عليه وسلم فضلاً عن غيرهم من الناس، والحكومة السعودية بأنظمتها وسياستها العامة ينبغي أن تخضع لميزان الكتاب والسنة وإيقاع الحكم الشرعي عليها مهما كلف من تبعات عاطفية ووطنية وشخصية وغير ذلك لا سيما وأن من أبرز حجب الضلالة النشوء في بيئةٍ لم تعرف معالم الجاهلية التي جاء الإسلام بهدم رسومها وإقامة شعائره على أنقاضها ويؤيد ذلك مقولة الخليفة المسدد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ”إنما ينقض الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية“ وهذا يصوّر سوء فهم بعض أبناء الجزيرة اليوم للدين الذي يريده الله عز وجل إذ ورثوا مفاهيمهم وتصوراتهم لهذا الدين طبق المزيج التقليدي الموروث عن بعض الآباء الملوث بالإقليميات والعوائد التي لا أصل لكثير منها في شرع الله عزّ وجل، ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يربّون تلاميذهم من نبلاء التابعين أبناء خير القرون بعد قرن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الشفافية في التماس الخطأ وعدم التمادي في تبرير وتصغير الأخطاء والمخالفات في المنهج كما قال أنس رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم لنفرٍ من علماء ونبلاء التابعين: ”إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدقّ من الشعر كنّا نعدها على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم من الموبقات“ وقال حكيم هذه الأمة أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته رضي الله عنها: ”والله ما أعرف فيهم شيئاً من أمر محمّدٍ صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلّون جميعاً“ |
أما عن قولكم أنهم من الخوارج ...
فهذا ديدن الطاغوت .. كلما عارضهم رأى اتهموه بالخروج ... هل النفس الزكية من الخوارج ... هل سعيد بن جبير من الخوارج يا أتباع الحجاج .. هل أهل الفضل فى هذا الزمن (( زمن الحجاج ))من الخوارج ومن خلال واقع المجاهدين، لابدّ من التأكيد على أن المجاهدين يلتزمون عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب، فهم ليسوا كالخوارج يكفرون بالكبائر، ولا كالمرجئة الذين لا يكفرون بالقول أو العمل حتى يوافقه اعتقاد (استحلال)، بل إنهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب - أي دون الكفر - حتى يستحله، ويكفرون كل من قال أو فعل أو اعتقد كفراً سواء أتت مجتمعة أو منفردة، بشرط أن تنتفي عمن قال الكفر موانع تكفيره بعينه وهي ارتفاع الجهل والتأويل والإكراه، ولهذه الموانع تفصيل يطول، وقبل إقامة الحجة التي يكفر تاركها يسمون العمل كفراً ولا يكفرون الفاعل حتى ترتفع عنه الموانع والحمد لله رب العالمين |
هذه عقيدة أسامة و جنوده
و عقيدتنا محبى الجهاد من أقرنا على هذا فليوقع مشكورا ... ومن لا يقرنا فليتنحى عن طريقنا .. فالله حكما بيننا و بينه ... معذرة للتفصيل الشديد فالأمر جل .. و خطير ... ففيه كفرنا أناس ... و اتهمونا بالخروج و الأفساد .. فلابد من إحقاق الحق .... و الأمر يستحق التعب و البحث و الصبر ... قبل أن تحكمو ا سنبين لكم ..... ============================================== بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ عليه وعلى آله وصحبه أتم الصلاة والتسليم، أما بعد: فاعلموا عباد الله أن الله تعالى خلق الخلق لحكمةٍ عظيمةٍ وهي عبادته وحده لا شريك له، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56] أي: ليوحدون يقول الله تعالى: (وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) [الكافرون: 3] فنفى الله عن المشركين عبادتهم له مع أنهم كانوا يقومون ببعض العبادات وذلك لعدم توحيدهم لله سبحانه وتعالى في العبادة. والتوحيد: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بحقوقه. قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18]. وقد اصطلح بعض أهل العلم على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول: توحيد الربوبية. النوع الثاني: توحيد الألوهية. النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات. وقد اجْتَمَعت هذه الأقسام الثلاثة في قولِهِ تعالَى: (رَبِّ السَّمَواتِ والأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم: 65]، فقوله تعالى: (رَبِّ السَّمَواتِ والأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) فيه توحيد الربوبية، وقوله: (فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ) فيه توحيد الألوهية، وقوله: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) فيه توحيد الأسماء والصفات. النوع الأول: توحيد الربوبية: وهو إفرادُ الله بأفعاله كالخلق، والملك، والأمر وغير ذلك من أفعاله. فنعتقد بانفراده بالخلق والأمر كما قال تعالى: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) [الأعراف: 54]. ولا يملك الخلق إلا الله قال تعالى: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [النور: 42]. وهذا النوع يُقرُّ به حتى الكفار، فهم يؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ليس له شريك في ملكه ولذلك كان القرآن يستدل بتوحيد الربوبية الذي يُقرّون به على توحيد الألوهية الذي يُنكرونه قال تعالى: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ) [يونس:31]. النوع الثاني: توحيد الألوهية: وهو إفراد الله تعالى بأفعال العباد كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والتوكل والإنابة وغيرها من أنواع العبادة. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 21]. وتوحيد الألوهية هو دعوة جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:25]، وقال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل: 36]. وهو الذي أنكره الكفار وكفَّر الله به المشركين، وأباح به دماءهم وأموالهم ونساءهم كما جاء في الحديث المتواتر قال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) أخرجاه في الصحيحين. وهذا النوع هو معنى قول: لا إله إلا الله. فمعناها: لا معبود حقٌّ إلا الله قال تعالى لكليمه موسى – عليه السلام -: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) [طه: 14]، وهي تشتمل على ركنين: الأول: النفي في قوله: لا إله، نافياً جميع ما يعبد من دون الله. الثاني: الإثبات في قوله: إلا الله، مُثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في مُلكه وربوبيته. فلا يتم التوحيد إلا بهذين الركنين قال الله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا) [البقرة: 256]، وقال سبحانه: (أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل: 36]، وجاء في صحيح الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله). والطاغوت: هو كل ما تجاوز به العبد حدَّه من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاعٍ. فالمعبود: مثل الأصنام. والمتبوع: مثل الكُهَّانُ، والسحرة، وعلماء السوء. والمطاع: مثل الطواغيت المعاصرة كالمحاكم القانونية سواءً أكانت إقليميَّةً أو محليَّةً أو عالميَّةً، وكالحكومات الطاغوتية، وكالحكَّامِ المُشركين، وكالمجالس التشريعية البرلمانية وأمثالها، فإذا اتخذهم الإنسان أرباباً يُحلُّ ما حرَّم الله من أجل تحليلهم له، ويُحرِّم ما أحلَّ الله من أجل تحريمهم له فهؤلاء طواغيت، والفاعل عابدٌ للطاغوت قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا) [النساء:60]، وقال سبحانه: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة:31] عن عدي بن حاتم رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا) الآية، قال: (فقلت له: إنا لسنا نعبدهم) قال: (أليس يُحرِّمون ما أحلّ اللهُ فتُحرِّمونَهُ، ويُحلُّونَ ما حرّمَ الله فتُحلُّونَهُ ؟) فقلت: (بلى) قال: (فتلك عبادتهم) رواه الترمذي، وقد أجمع أهل العلم على تفسير هذه الآية بما جاء في الحديث. ويدخل في الكفر بالطَّاغوت معاداته و بغضه، وعدم الرِّضى بعبادته بوجهٍ من الوجوه قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة: 4]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) [الزمر: 17]. قال ابن القيم - رحمه الله -: (وكلُّ آيةٍ في القرآن، فهي داعيةٌ إلى هذا التوحيد، شاهدةٌ به، متضمِّنةٌ له؛ لأن القرآن: - إما خبرٌ عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو توحيد الرُّبوبيَّة، وتوحيد الصِّفات. - وإما دعاءٌ إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، أو أمرٌ بأنواعٍ من العبادات، ونهيٌ عن المخالفات، فهذا هو توحيد الإلهيَّة والعبادة. - وإما خبرٌ عن إكرامه لأهل توحيده وطاعته، وما فعل بهم في الدُّنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء توحيده. - وإما خبرٌ عن أهل الشِّرك وما فعل بهم في الدُّنيا من النَّكال، وما يُحِلُّ بهم في العُقبى من الوَبَال، فهو جزاءُ من خرج عن حكم التوحيد). وهذا التوحيد هو حقيقة دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحدٍ سواه، قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 85]. ويتضمن هذا التوحيد جميع أنواع العبادة، فيجبُ إخلاصها جميعاً لله سبحانه وتعالى قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البينة: 5]. النوع الثالث من أنواع التوحيد: توحيد الأسماء والصفات: وهو إفرادُ اللهِ - عَزَّ وجلَّ - بما اختصَّ به مِن الأسماءِ والصِّفاتِ، وهذا يتضمَّنُ شيئينِ: الأول: الإثبات، وذلك بأن نُثبتَ للهِ عزَّ وجلَّ جميعَ أسمائِهِ وصفاتِهِ التي أثبَتَها لنفسِهِ في كتابهِ أو سنَّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم . الثاني: نَفيُ المماثلةِ، وذلك بأن لا نجعَلَ للهِ مثيلاً في أسمائِهِ وصفاتِهِ، وذلك كما قال تعالَى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11]. فقوله سبحانه وتعالى: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) فيه إثبات لصفتي السمع والبصر. وقوله سبحانه وتعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) فيه نفي مماثلته سبحانه وتعالى لأحدٍ من خلقه. وقد ضلَّت في هذا طائفتان: الطائفة الأولى سلكت مسلك التمثيل فشبهت الله بالمخلوقين فقالت: لله سمعٌ كسمعي، وبصرٌ كبصري، وهكذا غيرها من الصفات، والرد على هؤلاء من الآية قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ). الطائفة الثانية هربت مما وقعت فيه الطائفة الأولى من التمثيل فسلكت مسلك التعطيل فنفوا عن الله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات فيقولون: ليس لله سمعٌ، ولا بصر، أو نفوا علوَّه واستواءه على عرشه وغيرها من الصفات، والرد على هؤلاء من الآية قوله تعالى: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). فالواجبُ: أن نؤمن بأسمائه وصفاته التي ذكر الله تعالى في كتابِهِ، وعلى لسانِ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييفٍ ولا تمثيلٍ قال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم: 65]، وقال تعالى: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص: 4]؛ فيقال: لله سمعٌ ليس كسمع المخلوق، وبصرٌ ليس كبصر المخلوق. يتبع ============= |
البقية=======
الشرك: إذا تبيَّن هذا فاعلم أنَّ ضد التوحيد الشِّرك: وهو إشراك غير الله فيما هو من خصائص الله. قال تعالى حاكياً ما يقوله المشركون لآلتهم في النار: (تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 97-98]. وهو نوعان: 1- شرك أكبر. 2- شرك أصغر. النوع الأول: الشرك الأكبر: وهو المخرج من الملة، ولا يغفر الله لصاحبه إلا بالتوبة، وصاحبه إن لقي الله به فهو خالدٌ مخلدٌ في النار، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء: 48]، وقال تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) [المائدة:72]. والشرك الأكبر أنواعه كثيرة ومدارها على أربعة أنواع: الأول: شرك الدعاء: قال تعالى: (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [المؤمنون: 117]. الثاني: شرك الطاعة: وهي طاعة الأحبار والرهبان والعلماء والأمراء في معصية الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة:31] وقد تقدم ذكر حديث عديِّ بن حاتمٍ رضي الله عنه عند هذه الآية، وقال تعالى: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) [الأحزاب: 66، 67]، وقال تعالى: (وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا) [الكهف: 26]. الثالث: شرك المحبة: قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [البقرة:165]. أنواع المحبة: قال ابن القيم – رحمه الله -: (وها هنا أربعة أنواع من المحبة، يجب التفريق بينها، وإنما ضلَّّ من ضلَّ بعدم التمييز بينها: أحدها: محبة الله، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، فإن المشركين وعُبَّاد الصليب واليهود وغيرهم يُحبُّون الله. الثاني: محبة ما يُحب الله، وهذه هي التي تدخله في الإسلام، وتخرجه من الكفر، وأحبُّ الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة، وأشدهم فيها. الثالث: الحب لله وفيه، وهي من لوازم محبة ما يُحبُّ، ولا تستقيم محبة ما يُحبُّ إلا فيه وله. الرابعة: المحبة مع الله، وهي المحبة الشركية، وكل من أحب شيئاً مع الله، لا لله، ولا من أجله، ولا فيه؛ فقد اتَّخذه ندَّاً من دون الله، وهذه محبة المشركين). الرابع: شرك النية والإرادة والقصد: وهو أن يقصد بعمله غير الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [هود: 15-16]، وقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) [الزمر: 2، 3]. وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال اللهُ تعالى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَن الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي تَركْتُه وَشِرْكَه) رواهُ مسلمٌ. النوع الثاني من أنواع الشرك: الشرك الأصغر: وهو غير مخرج من الملة، وصاحبه إن لقي الله به فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذَّبه؛ ولكن لا يخلد صاحبه في النار، وقيل: أنه لابد أن يطهر بالنار لعموم دخوله تحت مسمى الشرك في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء: 48]. ومن أنواع الشرك الأصغر: يسير الرياء: قال صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فسُئل عنه ؟ فقال: (الرياء) رواه أحمد وغيره بإسنادٍ حسن. وقال صلى الله عليه وسلم: (الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة) قالوا: كيف ننجو منه يا رسول الله؟ قال: (قل اللهم إني أعوذ بك أن أُشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم) رواه ابن حبان في صحيحه. ومن أنواعه أيضاً: الحلف بغير الله إن لم يقصد تعظيم المحلوف به كتعظيم المعبود، وأما إن قصد تعظيمه ومساواته بالله فهو شرك أكبر. وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه. ومن أنواعه أيضاً: قول الشخص لآخر: ما شاء الله وشئت، وهذا من الله ومنك، وأنا بالله وبك، ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا، فإن اعتقد أنَّه يُشارك الله عزَّ وجلَّ في التدبير والمشيئة فهو شركٌ أكبر، وإن لم يعتقد ذلك واعتقد أنَّ الله سبحانه وتعالى هو القادر على كلِّ شيءٍ فهو شركٌ أصغر. ودليله ما ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا قال له رجلٌ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، قالَ: (أَجَعَلْتَنِي للهِ نِدًّا ؟ بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ) رواهُ أحْمَدُ وابنُ أَبي شَيْبَةَ، والبخاريُّ في (الأَدَبِ المُفْرَدِ) والنَّسَائِيُّ وابنُ مَاجَةَ. وَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ فُلاَنٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ. ولاشك أن قول: ما شاء الله وحده أكمل في الإخلاص وأبعد عن الشرك. ومن أنواعه لُبْس الحلقة والخيط إذا لم يعتقد لابِسُها أنها مؤثرةٌ بنفسها دون الله أو مع الله فإن اعتقد ذلك فهو مُشركٌ شركاً أكبر، لأنه اعتقد أن هذه تنفع وتضرُّ دون الله. وأما إن اعتقد أنها سببٌ وليست مؤثرةً بنفسها، فهو مشركٌ شركاً أصغر لأنه اعتقد ما ليس بسببٍ لا قدراً ولا شرعاً سَبَبَاً. ودليله ما رواه عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: (مَا هَذِهِ ؟)، قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ، فَقَالَ: (انْزِعْهَا فَإِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْنًا، فَإِنَّكَ لَوْ مُتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا) رَوَاهُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ لاَ بَأْسَ بِهِ، وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) رواه أحمد وأبو داود. بيان أركان الإسلام والإيمان والإحسان: أخرج مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر, لا يرى عليه أثر السفر, ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه, وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) قال: صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه, قال: أخبرني عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) قال: صدقت, قال: فأخبرني عن الإحسان, قال: (أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك) قال: فأخبرني عن الساعة, قال: (ما المسئول بأعلم من السائل) قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: (أن تَلِدَ الأمةُ رَبَّتَها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)، ثم انطلق فلبثتُ مليَّاً, ثم قال: (يا عمر, أتدري من السائل ؟), قلت: الله ورسوله أعلم, قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم). الإيمان ونواقضه: الإيمان عند أهل السنة اعتقادٌ بالجنان، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان) رواه مسلم. فجعل قول: لا إله إلا الله من الإيمان، وهو قولٌ فدلَّ على دخول الأقوال في مُسمَّى الإيمان. كما أنه صلى الله عليه وسلم جعل إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان وهو عمل، فدلَّ على دخول الأعمال أيضاً في مُسمَّى الإيمان. وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم. ودليلُ زيادة الإيمان ونُقصانه قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ) [الفتح: 4]، وقوله تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [التوبة: 124] وإذا ثبتت الزيادة ثبت النقص ومن الأدلة على نقصانه أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الإمام مسلم: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن). وإن أهل السنة والجماعة وسطٌ في هذا الباب بين طائفتين: |
البقية ========
الطائفة الأولى: غلت في هذا الباب فأصبحت تُكفِّر بالذنوب، فتُكفِّر من يزني ومن يسرق ومن يشرب الخمر ونحوها من المعاصي، وهؤلاء هم الخوارج الذين مرقوا من الدين، وجاء أنهم كلاب النار، وأنهم شرُّ الخلق والخليقة – نسأل الله السلامة والعافية -. الطائفة الثانية: وهم المرجئة الذين يعتقدون أن الأعمال غير داخلةٍ في مسمى الإيمان فلا يكفر العبد إلا إذا استحلَّ بقلبه، فلا يُكفِّرون من يسجد للصنم، ويدعوا غير الله، ويسبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يرون الكفر إلا في الجحود والتكذيب القلبي وحده – نسأل الله السلامة والعافية -. وكلا الطائفتين على بدعةٍ وضلالةٍ – والعياذ بالله -، وأصل نزاعهم أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً، إذا زال بعضه زال جميعه، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه، فلم يقولوا بأنه يزيد وينقص فيذهب بعضه ويبقى بعضه. وأما أهل السنة فهم متفقون على أن العبد لا يكفر بالذنب، وإنما يكفر إذا وقع في أحد نواقض الإيمان والإسلام التي وردت النصوص الشرعية والأدلة المرعية بخروج مرتكبها من دائرة الإسلام فمنها مثلاً: الشرك كأن يدعو العبد غير الله سبحانه وتعالى، أو يذبح لغيره، أو نحوها من العبادات فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد كفر، فالذي يدعو علياً رضي الله عنه أو البدوي أو عبد القادر الجيلاني أو غيرهم، وكذا من يدعو الأشجار والأحجار والملائكة والأنبياء فقد كفر قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء: 48]، وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار) رواه مسلم. ومن النواقض أيضاً: السحر قال تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ) [البقرة:102]. ومنها: الاستهزاء بالله، أو برسوله صلى الله عليه وسلم، أو بدين الإسلام، أو بشيءٍ من شعائره قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65-66]. ومنها: مظاهرة اليهود أو النصارى أو نحوهم من المشركين على المسلمين قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة:51]. الإيمان بالغيب: إن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكل ما أخبر الله سبحانه وتعالى به، وما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم مما صحَّ عنه من الغيب قال تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [البقرة 3] وأخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال صلى الله عليه وسلم: (مفاتيح الغيب خمسٌ لا يعلمهنَّ إلا الله (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [لقمان: 34]. ومثال ذلك الإيمان بالعرش والكرسي قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [هود: 7]، وقال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) [البقرة: 255]. ومن ذلك أيضاً الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين للعبد في قبره قال تعالى: (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: 45-46]، وقال تعالى: (سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) [التوبة: 101]. وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليَسْمَعُ قرعَ نِعالهم، قال: يأتيه ملكان فيُقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل، قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعاً، قال قتادة وذكر لنا: أنه يُفسح في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس، قال: (وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة، يسمعها من يليه غير الثقلين). ومِنْ ذلك إيمانهم بالبعثِ بعد الموت، و مَا يحصُل في ذلك اليوم العظيم من الشدائد والأهوال، وحساب الله لخلقه على الأعمال قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [البقرة: 203]، وقال تعالى: (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ) [الحج 7]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج:1-2]، وقال تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة:281]، وقال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ * وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية: 26-28]. ومن ذلك إيمانهم برؤية المؤمنين لربهم في الآخرة قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22-23]، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن ناساً قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟) قالوا: لا يا رسول الله، قال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟) قالوا: لا، قال: (فإنكم ترونه كذلك) الحديث، أخرجاه في الصحيحين بطوله. ومن ذلك إيمانهم بالشفاعة لمن أذن الله له فيها، ورضي عن المشفوع له قال تعالى: (وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) [سبأ: 23]، وقال تعالى: (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى) [الأنبياء: 28]. وممن يشفع الأنبياء والملائكة والشهداء ومن أذن له الله سبحانه وتعالى من الصالحين. يتبع =========== |
البقية =======
ويختص الرسول صلى الله عليه وسلم بالشفاعة العظمى، وهي شفاعته لأهل الموقف يوم القيامة بأن يقضي الله بينهم، وكذا الإيمان بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة، وهذه الشفاعة تتكرر منه صلى الله عليه وسلم أربع مرات، وبأن الله تعالى يُخرج من النار أقواماً من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته، فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا، ناسٌ من أهلِ البصرة، فذهبنا إلى أنس بن مالك، وذهبنا معنا بثابتِ البُناني إليه، يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنا، فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيءٍ أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة، هؤلاء إخوانك من أهل البصرة، جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال: إذا كان يوم القيامة، ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم، فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى، فإنه كليم الله، فيأتون موسى، فيقول: لست لها، لكن عليكم بعيسى، فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها، لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأَخِرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، واشفع تُشفَّع، وسَلْ تُعط، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرِج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أَخِرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، واشفع تشفع، وسل تعط، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان، فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل. قال: فلما خرجنا من عند أنس، قلت لبعض أصحابنا لو مررنا بالحسن، وهو متوارٍ في منزل أبي خليفة، فحدثناه بما حدثنا به أنس بن مالك، فأتيناه، فسلمنا عليه، فأذن لنا، فقلنا له: يا أبا سعيد، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة، فقال: هيه ؟ فحدثاه بالحديث، فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هيه ؟ فقلنا لم يزد لنا على هذا، فقال: لقد حدثني وهو جميع، منذ عشرين سنة، فما أدري، أنسي أم كره أن تتكلوا ؟ فقلنا: يا أبا سعيد، فحدِّثنا، فضحِك وقال: خُلق الإنسان عجولاً ! ما ذكرتُهُ إلا وأنا أريد أن أحدِّثكم، حدَّثني كما حدَّثكم به، قال: ثم أعود الرابعة، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعِزَّتي وجلالي، وكبريائي وعظمتي، لأُخرِجَنَّ منها من قال: لا إله إلا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط). ومن ذلك إيمانهم بحوض النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة قال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر: 1]، أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً)، وأخرج أيضاً في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء)، وأخرج في صحيحه أيضاً عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليردن عليَّ ناسٌ من أصحابي الحوض، حتى إذا عرفتهم اختُلجوا دوني، فأقول: أصيحابي ؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك). ومن ذلك إيمانهم بالميزان قال تعالى: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ) [الأعراف: 8-9]، وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). ومن ذلك إيمانهم بالصراط قال تعالى: (وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) [يس: 66]، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثٍ طويل وفيه: (ويُضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يُجيز، ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذٍ: اللهم سلِّم سلِّم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان ؟) قالوا: نعم يا رسول الله، قال: (فإنها مثل شوك السعدان؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم). ومن ذلك إيمانهم بالجنة والنار قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى: 7]. ايمان بأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزَّلٌ غير مخلوق تكفَّل الله بحفظه من النقص والزيادة والتحريف والتبديل قال تعالى:(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) [الشعراء: 192-195]، وقال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]. محبة الصحابة: محبة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، و الترضي عليهم، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، فقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:100]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) أخرجاه في الصحيحين. وأخرج أهل السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ، قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال: (أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة). وقال صلى الله عليه وسلم: (الخلافة في أمتي ثلاثين سنة) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، وكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه ، حيث خلف أبو بكر رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم سنتين، وعمر رضي الله عنه عشراً، وعثمان رضي الله عنه اثنا عشر سنة، وعلي رضي الله عنه ستَّ سنين. وترتيب الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم أجمعين - في الفضل، كترتيبهم في الخلافة. وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم. ولأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – مزية في أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالاقتداء بهما فقال صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر و عمر) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه. ويعتقد أهل السنة أن ما حصل بين الصحابة من الفتن إنما صدر عن تأولٍ واجتهاد، فمن كان منهم مصيباً فله أجران، ومن كان مخطئاً فله أجرٌ واحد وخطؤه مغفورٌ له. طاعة ولي أمر المسلمين وحضور الجمعة والجماعة ونحوها معه برَّاً كان أو فاجراً: وجوب طاعة إمام المسلمين ونصرته وحضور الجمعة والجماعة والأعياد والحج والجهاد معه برَّاً كان أو فاجراً، فلا يتركون حضور هذه العبادات العظيمة لفسق الإمام، مع وجوب نصحه في ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) قالوا: لمن يا رسول الله ؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم) رواه مسلم. خلع الإمام إذا طرأ عليه الكفر: ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يعقدون للكافر إمامةً، ولو طرأ على الإمام الكفر سقطت طاعته ووجب إعلان الجهاد لخلعه ونصب إمامٍ عادل إن أمكنهم ذلك، وإن لم يُمكنهم وجب عليهم الإعداد لذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. وأما الحكومات المتسلِّطة على ديار المسلمين اليوم والتي تدَّعي الإسلام فهذه الحكومات قد دخلت في الكفر من أوسع أبوابه لارتكابها عدداً من نواقض الإسلام منها: 1- تشريعهم مع الله ما لم يأذن به الله، قال تعالى: (أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف: 39]. 2- طاعتهم للمشرِّعين المحلِّيين والدوليين واتباعهم لتشريعاتهم الكفرية، ودخولهم في أحلافهم الشركية، كاتباعهم لتشريعات هيئة الأمم المتحدة وغيرها مع مخالفة هذه التشريعات والتحالفات لشرع الله تعالى؛ بل ومحاربته، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ) [الشورى: 21]، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) [محمد: 25-26]. 3- حكمهم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة: 44]، وقال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء:65]. 4- مظاهرتهم وتوليهم للكفار من اليهود والنصارى والمشركين وحمايتهم ونصرتهم ومنع من يُنكر عليهم كفرهم، وعقدوا معهم اتفاقيات ومعاهدات النصرة بالنفس والمال واللسان، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) [المائدة: 51]، وقال تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [الحشر: 11]، كما قام هؤلاء الحكام الخونة بقتال الموحدين المجاهدين ومطاردتهم وحبسهم وإيصال الأذى إليهم بكل ما أوتوا من قوة خدمةً لليهود والنصارى – عليهم من الله ما يستحقون -. يبع =========== |
وكذا إعلانهم للمودة المطلقة للنصارى والمشركين قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: 22] وما أكثر ما يُعلنون ذلك عبر وسائل الإعلام بكل وقاحة وصفاقة.
5- استحلالهم الحرام بالترخيص له وحمايته وحراسته والتواطؤ والاصطلاح عليه، كمؤسسات الربا، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة: 37]. 6- استهزاؤهم بدين الله والترخيص للمستهزئين وحمايتهم وسنُّ القوانين التشريعية التي ترخّص لهم وتسهل لهم هذا الاستهزاء عبر وسائل الإعلام، قال تعالى: (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65-66]. وغير ذلك من نواقض الإسلام التي ارتكبوها وللاختصار نكتفي بما سبق. التحذير من الابتداع في الدين: ومن عقيدة أهل السنة والجماعة اقتفاء آثار السلف الصالح في اتباعهم لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم الابتداع في الدين فقد قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) [المائدة: 3]، وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رغب عن سنتي فليس مني)، وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دعوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم)، وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال صلى الله عليه وسلم: (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة) أخرجه أهل السنن وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم) وقال أيضاً: (اقتصادٌ في سنة خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة). وكتب عمر بن عبد العزيز في وصيةٍ له لرجلٍ سأله عن القدر: (أما بعد: أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤونته، فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعةً إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها، أو عبرة فيها، فإن السنة إنما سنَّها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل، والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علمٍ وقفوا، وببصرٍ نافذ كفَّوا، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم إنما حدث بعدهم، ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، فإنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مقصر، وما فوقهم من محسِّر، وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم...). وقال الإمام الأوزاعي – رحمه الله -: (عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول). موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين: ومن عقيدة أهل السنة والجماعة محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين ومعاداتهم، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة: 54-57]، وقال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) [النساء: 144]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التوبة: 73]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 123]، وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً) وشبك بين أصابعه. رواه البخاري ومسلم، وأخرجا أيضاً في صحيحيهما قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى، والسهر)، وقال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. المذاهب الكفرية الحديثة: ومن المذاهب الكفرية الحديثة التي يجب البراءة منها ما يلي: - العلمانية: وهي فصل الدين عن الحياة، فهذا المذهب هو من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه الآخر قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) [النساء: 150-151]، وقد بيَّن الله تعالى في كتابه أنه أكمل دين الإسلام ورضيه لنا وأتم علينا به النعمة فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) [المائدة: 3]، وبيَّن خسارة من ابتغى غيره من الأديان فقال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85]. - الديموقراطية: وهي حكم الشعب للشعب، فلا يُحكم بين الناس بكتاب الله وإنما بما يرتضيه الشعب ويحكم به عن طريق البرلمان الذي يمثّلهم فيُشرِّع من دون الله – والعياذ بالله - وقد ذكرنا سابقاً الأدلة على كفر المُشرِّعين والحاكمين بغير ما أنزل الله. - الوطنية أو القومية ونحوها: وتعني أن الولاء لكل من ينتمي لهذا الوطن أو لهؤلاء القوم حتى وإن كان يهودياً أو نصرانياً أو مشركاً أو غير ذلك من الأديان، وتفضيل من كان من هذا الوطن أو هؤلاء القوم ولو كان مشركًا على من ليس منهم ولو كان مؤمنًا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 23-24]، وقال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم) [المجادلة:22]. الطائفة المنصورة: ومن عقيدة أهل السنة والجماعة إيمانهم بأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى تقوم الساعة، فعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) رواه مسلم، وله عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل)، وله أيضاً عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك)، وله أيضاً عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة). هذا والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون. إنتهى بحمد الله |
مريض تحتاج للعلاج
نسأل الله لك الشفاء هل تعرف الخوارج منهم اجبني ايها البهلواني؟؟؟؟؟؟ |
نقل علامة العصر الهلالي هذا القول:
" وأما الحكومات المتسلِّطة على ديار المسلمين اليوم والتي تدَّعي الإسلام فهذه الحكومات قد دخلت في الكفر من أوسع أبوابه لارتكابها عدداً من نواقض الإسلام منها :1- تشريعهم مع الله ما لم يأذن به الله، قال تعالى: (أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف: 39]. 2- طاعتهم للمشرِّعين المحلِّيين والدوليين واتباعهم لتشريعاتهم الكفرية، ودخولهم في أحلافهم الشركية، كاتباعهم لتشريعات هيئة الأمم المتحدة وغيرها مع مخالفة هذه التشريعات والتحالفات لشرع الله تعالى؛ بل ومحاربته، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ) [الشورى: 21]، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) [محمد: 25-26]. 3- حكمهم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة: 44]، وقال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء:65]. وكذا إعلانهم للمودة المطلقة للنصارى والمشركين قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة: 22] وما أكثر ما يُعلنون ذلك عبر وسائل الإعلام بكل وقاحة وصفاقة. 4- مظاهرتهم وتوليهم للكفار من اليهود والنصارى والمشركين وحمايتهم ونصرتهم ومنع من يُنكر عليهم كفرهم، وعقدوا معهم اتفاقيات ومعاهدات النصرة بالنفس والمال واللسان، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) [المائدة: 51]، وقال تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [الحشر: 11]، كما قام هؤلاء الحكام الخونة بقتال الموحدين المجاهدين ومطاردتهم وحبسهم وإيصال الأذى إليهم بكل ما أوتوا من قوة خدمةً لليهود والنصارى – عليهم من الله ما يستحقون -. 5- استحلالهم الحرام بالترخيص له وحمايته وحراسته والتواطؤ والاصطلاح عليه، كمؤسسات الربا، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة: 37]. 6- استهزاؤهم بدين الله والترخيص للمستهزئين وحمايتهم وسنُّ القوانين التشريعية التي ترخّص لهم وتسهل لهم هذا الاستهزاء عبر وسائل الإعلام، قال تعالى: (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65-66]. وغير ذلك من نواقض الإسلام التي ارتكبوها وللاختصار نكتفي بما سبق." ***** وإيقاع هذا الكلام على الحكام دون تبصر ودون وعي ؛ اللهم إلا حماسة وعاطفة غير منضبطة هو عين كلام الخوارج في هذا العصر. فهل هو منهم؟! الله أعلم.. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.