أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الطريقة الصحيحة لاختيار الاصدقاء (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=42401)

الوافـــــي 26-01-2005 09:49 AM

الطريقة الصحيحة لاختيار الاصدقاء
 
الطريقة الصحيحة لاختيار الاصدقاء

سأضع لكم هنا محتوى إحدى الدورات التي حضرتها
ولأنني قد وجدت الفائدة فيها أردت أن تستفيدوا معي أيضا
فالعلم بحرٌ ليس له باب
وقد راجع محتوى هذه الدورة كل من :-
الدكتــور / محمد بن ناصر البيشي
والاســتاذ / محمد بن علي الصبـي


*****

مقدمة :

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يعتبر موضوع الصداقة من الموضوعات الحيوية وبالذات في العصر الذي يشهد تغيرات سريعة ومتنوعة.
تغيرات في البنى الاجدتماعية والثقافية، ولعل من أهم المتغيرات التي بدأت تلعب دوراً مهما في هذا العصر المتغير الاعلامي ممثلا بوسائل الاعلام المختلفة (فضائيات، صحف، ومجلات ، إنترنت .. الخ ) التي بدأت تؤثر على أخلاقيات فئة ليست بالقليلة من فئات المجتمع.
ومن أكثر هذه الفئات تأثراً هي فئة الشباب. هذه الفئة التي تعد ركيزة وعماد المجتمع.
ومن الاساليب التي تقلل من تأثير تلك الوسائل هي الاختيار الواعي للاصدقاء الذين يشبعون ما لدى الفرد من احتياجات نفسية واجتماعية وعاطفية ..
وتبدأ عملية اختيار الاصدقاء في بداية نضج الشباب وهي المرحلة التي يقل فيها تأثير الاسرة في عملية التنشئة الاجتماعية وتلعب الصحبة الدور الكبير في عملية التنشئة والتأثير على سلوكيات الفرد واتجاهاته.
وموضوع هذه الدورة القصيرة يركز على أهم المهارات والاسس التي ينبغي مراعاتها عند اختيار الاصدقاء.
هذا والله أسأل أن يوفقنا لاستثمار صداقاتنا لما فيه خير وصلاح لنا في حياتنا وأخرتنا كما نسأله عز وجل أن يلهمنا الصواب في القول والعمل. وصلى الله على نبينا محمد.

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 09:52 AM

الوحدة الاولى

مفهوم الصداقة وأهميتها

مفهوم الصداقة:

الصداقة من الصدق الذي يدل على قوة في الشيء وهو خلاف الكذب الذي يدل على الضعف لكونه باطلا.
وتعرف الصداقة بأنها "علاقة محبة بين اثنين فأكثر تحمل جميع معاني الصدق"[لسان العرب].
وتعرف الصداقة بأنها " علاقة اجتماعية وثيقة ودائمة، تقوم على تماثل الاتجاهات بصفة خاصة، وتحمل دلالات بالغة الاهمية تمس توافق الفرد واستقرار الجماعة" [الصداقة:37].
وتعرف أيضاً بأنها " علاقة إجتماعية وثيقة تقوم على مشاعر الحب والجاذبية المتبادلة بين شخصين أو أكثر، وتميزها عدة خصائص من بينها: الدوام النسبي والاستقرار، والتقارب العمري مع توافر قدر من التماثل في السمات الشخصية والقدرات العقلية والاتجاهات والقيم والظروف الاجتماعية" [ الصداقة:40].
ومن أجمل ما قيل في تعريف الصداقة ما نظمه ابن مشرف حول الصداقة:
وفسروا الصادقة = الحب حسب الطاقة
وقال من قد أطلقا = وهي الوداد مطلقا
والاخرون نصوا = بأنها أخص
محبة بلا غرض = والصدق فيها مفترض
وحدها المعقول = عندي ما أقول
فهي بلا اشتباه = محبة في الله
<******>doPoem(0)
.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 09:54 AM

وقد ورد عدة مرادفات للفظة الصداقة
تبدو مرادفة للصداقة كالاخوة والخلة والقرين والجليس

الاخوة:

سواء كانت أخوة في الدين كالاخوة الاسلامية أو أخوة شراكة أو ملازمة في عمل ونحوه أعم من الصداقة لان الاخوة الاسلامية أو أخوة شراكة أو ملازمة في عمل ونحوه أعم من الصداقة في أعلى صورها وقد قيل أن الخل هو الصديق المختص والخليل الصديق الخالص.
قال الزمخشري: الخليل هو الذي يوافقك في خلالك ويسايرك في طريقك أو الذي يسد خللك وتسد خلله.
قال تعالى: {الاخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67) } سورة الزخرف(67).
وفي الحديث الشريف ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).

القرين:

يطلق على الصديق الملازم وجمعه قرناء ومنه قوله سبحانه في سورة الصافات قال تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ(52)} سورة الصافات (51-52).
وكذلك قول طرفة بن العبد:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه = فــإن القــرين بالمقارن يقتدي
<******>doPoem(0)
الجليس:

هو المقاعد سواء كان مرة أو أكثر كما جاء في الحديث الشريف" مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير .. الحديث "
ومن خلال استعراضنا لتلك المرادفات يتبين لنا أن العلاقة بين الافراد تبدأ بأخوة ثم محبة وهي الموجبة لزيادة الصحبة من الاخوة ثم الخلة وهي الصداقة والمحبة الصادقة.

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 09:55 AM

أهمية الصداقة:

مما لا شك فيه أن الاختيار الامثل للاصدقاء هو استثمار طويل الاجل لا ينقضي مع نهاية عمر الانسان بل يمتد مع الانسان إلى الحياة الاخرة.
وكما هو معلوم أن الانسان مدني بطبعه كما قال ابن خلدون فهو يألف ويؤلف.
ولابد للانسان من صحبـة تعينه لتحمل أعباء الحياة فلا يمكن أن يعيش بمعزل عن الاخرين.
فهو يأنس ببني جنسه وتزيل وحشته من خلال لقائه بنظرائه.
وقد قيل أن تسمية الانسان إنساناً من الاستناس.
وينظر للمرء الذي لا يختلك بالناس ويفضل العزلة والانطواء بنظرة فيها نوع من الغرابة والاختلال في الشخصية إذ الاصل في الانسان بناء العلاقات الايجابية مع الاخرين وتكوين الصداقات التي تكون له ذخراً فيما بعد، وقد جاء في الحديث المشهور ( أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على آذاهم).
هذا من الناحية النفسية والاجتماعية ، أما من الناحية العملية فإن أعباء الحياة ومشكلاتها لا يمكن أن يتحملها الانسان لوحده ولابد له من معين ينير بصيرته في تخطيطه ويسدد جهوده ويواسيه فرأي الواحد ليس كرأي الاثنين وجهد الفرد ليس كجهد الجماعة وما لا يستطيع الفرد عمله في شهر تستطيع المجموعة عمله في أيام وهكذا.
فلابد للانسان من صديق ومعين يسهم معه ويساعده على تحمل أعباء الحياة. وأخيراً فإن الصداقة ليست رابطة تنتهي بانتهاء عمر الانسان بل تمتد معه إلى أخرته فكل ما بناه الانسان من علاقات وصداقات تؤثر عليه مستقبلا سلباً أو إيجاباً. فمن أحب الاصدقاء الاخيار وصاحبهم فيحشر يوم القيامة مع من أحب كما جاء في الحديث المشهور.
ومن صادق الاشرار وأنس بخلتهم فهم يوم القيامة أعداء كما جاء في الاية السابقة: {الاخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67) } سورة الزخرف(67). فكل أخوة وصداقة قامت على غير هدى من الله فهي علامة خسران يوم القيامة.
لذا كان لزاماً على كل منا أن ينتقي الاصدقاء الذين هم زينة في الرخاء وعدة في البلاء الاصدقاء الذين يكونون عون لك في الدنيا وفلاحاً لك في الاخرة فهي علاقة ضاربة جذورها واستثمار تزيد من رصيد الانسان إذا استثمرت الاستثمار الامثل.

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 09:57 AM

أهداف الصداقة

يمكن إجمال الاهداف التي تنبني عليها الصداقة في التالي:
1- إشباع حاجة النفس البشرية بارتباطها لمن تألفه وتأنس به وأعظم ما يتجلى فيه هذا الهدف في غربة الانسان سواء كانت حسية( غربته عن وطنه وأهله ) أو معنوية(كأن يعيش في مجتمع لكنه غريب عنهم بفكره وعمله).

2- الافصاح عن ما بعض الامور التي يفكر فيها من خلال البوح ببعض الاسرار التي قد تؤرق المرء وتؤذيه لو حسبها فعن طريق الصديق يجد الانسان ملاذاً أمناً للاسرار.

3- معرفة النفس وكشف ما بها من نقص، فالمؤمن مرآة أخيه المؤمن كما جاء عن المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن خلال الصديق يستطيع المرء أن يكتشف ما به من عيوب وسقطات ليقومها ويعالجها ويكتشف أهم الجوانب الايجابية لديه لتعزيزها فصديقك ( من صدقك لا من صدقك).

4- استكمال النقص وتسديد الجهود فالانسان قليل بنفسه كثير بإخوانه، وأمور الحياة لا يمكن أن ينهض بها الانسان بمفرده بل لابد من مشاركة الجميع وتظافر الجهود لتحقيق الاهداف التي نسعى لها سواء كانت أهدافها شخصية أو أهداف جماعية.

5- التعاون على البر والتقوى، وهذا التعاون يتناول جوانب الحياة جميعها، فهو تعاون على العلم والمعرفة وتعاون على العمل بطاعة الله واجتناب نواهيه. وكذلك تعاون على الدعوة إلى الله والتمسك بشرعه.

6- الذخر الاخروي لان الصداقة رباط ورصيد يحتاج له المرء ليس في الدنيا فحسب بل في الاخرة، وفي الحديث الذي يرويه معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم يرفعه عن ربه عز وجل ( حقت محبتي للمتحابين فيَّ وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ )

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 09:59 AM

أسس الصداقة

للصداقة عدة أسس نجملها فيما يلي:

1- الحب: فلا يمكن تصور صداقة من دون حب ومن درجات أن تحب لاخيك ما تحبه لنفسك وأعلى درجات الحب هي حب الله تعالى كما جاء في الحديث.ولكي تدوم الصداقة يجب أن تكون مصحوبة بمشاعر وعواطف إيجابية يبديها الصديق لصديقه.

2- التعارف: ويقصد بالتعاون أن يكون الصديق على معرفة بصديقه معرفة تشمل الجوانب الاجتماعية والاخلاقية والنفسية ، والتعارف في أول خطوات الصداقة وعن طريقه يمكن للصداقة النماء والاستمرار أو الانتهاء والانقطاع ( الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف). والانسان الواعي لا يبنى علاقة من أول لقاء بل لابد أن يعرف صديقه حق المعرفة كي يقرر هل يستمر في صداقته أم لا.

3- الالفة : وهي الاجتماع والالتئام والتوافق المقترن بأنس ومحبة ويقابلها الاختلاف وهو الافتراق المقترن بشيء من التنافر . قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } (103) سورة آل عمران
والالفة صفة إيمانية بين المؤمنين عامة فالمؤمن يألف ويؤلف. ومن مقتضيات الالفة عدم الكلفة أي التكلف كما قال الشاعر:
إذ المرء لا يرعاك إلا تكلفاً= فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة= فلا خير في ود يجيء تكلفاً
<******>doPoem(0)
4- الثقة: وهي الائتمان الذي يأتي نتيجة قناعة عقلية ونفسية بشخصية الصديق في إخلاصه وحبه لصديقه فيرتفع حسن الظن عندهما لدرجة أن يفضي كل منهما للاخر ما يعتلج في صدره وهذه القناعة تولدت بالطبع من المعرفة والفهم للصديق وتكتسب الثقة أهمية كبرى في رباط الصداقة كونها تمثل اختباراً للاسس السابقة لان فقدها بل ضعفها بين الشخصين يعني عدم تحقق الحب والالفة بينهما.
ومن أبرز الخصائص المحققة للثقة : التدين وحسن الخلق والرزانة والحب والاخلاص وغيرها من الخصائص التي تدعم الثقة في شخصية الصديق المراد بناء علاقة معه.

5- الاخلاص: ويقصد به الصفا والسلامة ، وإخلاص الدين لله تنقيته من شوائب الشرك والمقصود بالاخلاص في الصداقة أن ينفي الصديق أدران التكلف مع صديقه وتسلم ثقته به من المكدرات وتتمثل قيمه الاخلاص بين أسس الصداقة أنه روح تسري في تلك الاسس فالحب والفهم والثقة والالفة لابد أن تكون خالصة وإلا فقدت حياتها وطهرها.

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 10:06 AM

اختيار الاصدقاء في القرآن الكريم

اسمعوا أيها الاخوة إلى هذه الايات التي يقول فيها تعالى: { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلا مَوْتَتَنَا الاولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) } سورة الصافات (50-61).

يخبر تعالى هنا عن موضوع خطير .. وهو أثر الصديق السوء وكيف أنه قد يرديك إلى ناء جهنم والعياذ بالله.. هذا إذا لم تتدارك لنفسك وتنتبه، حيث أنه بعـد الحساب وعندما يذهب أهل الايمان والصلاح للجنة يتنعمون وأهل الزيغ والفساد إلى النار يصطرخون ويعذبون فيها ، في هذه اللحظات يعرض الله تعالى بعض مواقف أهل الجنة وذلك عندما يقبلون على بعضهم البعض ويتسامرون فيما بينهم ويتساءلون ويتذاكرون أحوالهم في الحياة الدنيا وكيف أن الله عز وجل نجاهم من النار بفضل اتباعهم لاوامره واجتنابهم لنواهيه، وفجأة يقطع هذه اللحظات قصة بعضهم عن قريب وصديق السوء فيلتـفت إليه البقية مستمعين ومنصتين.. فيقص لهم قصته حية من خلال دعوته لاصحابه في الجنة أن يطلعوا على صديق وقرين السوء ورأسه يغلي من نار وعذاب جهنم ، ثم يحمد الله عز وجل على تلك الايام في الحياة الدنيا التي لم يستمع لكلام هذا القرين وهذا الصديق ولم ينخدع بما لديه من شهوات وملذات وقتية ولحظية .. وجاهد نفـسه على اتباع طريق الرحمن ومجالسة من يسلكون هذا الطريق الذي يلتقي هو بهم ويتسامر معهم الان
وقد يقول قائل ..؟؟ سياق الايات يدور بين مؤمن وكافر ونحن كلنا مسلمين بفضل الله تعالى .. ونقول نعم ولكن ينبغي التنبيه إلى أن الصديق الذي يجرك إلى ترك الصلاة كمثال فإنه يخشى عليك بتركك للصلاة أن تكون قد دخلت دائرة الكفر على أقوال كثير من العلماء ولذلك كان الامر جداً خطير ..؟؟

وقال تعالى: {الاخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67) } سورة الزخرف(67).
وهنا أيها الاحبة مشهد أليم آخر يعرضه الله عز وجل علنا نستدرك طبيعة صداقتنا وعلى ماذا تقوم..؟؟ هل تقوم هذه الدرجة العالية من الصداقة والتي تصل إلى درجة الخلة على منهج الله سبحانه وتعالى .. ؟؟
أم أنها تقوم على اتباع الاهواء والشهوات والمحرمات، وهناك مفترق طرق ينبغي على الفرد منا أن يسأل نفسه ويجيب وهو .. ؟؟
لان الله عز وجل يخبر أن كل صداقة وكل صحبة بل قل كل خلة في غير منهج الله عز وجل وطريقه وهداه ستكون يوم القيامـة يوم الحسرة والندامة عداوة وشـقاوة .. لانه كل شخص من هؤلاء الاصدقاء سيلقي اللوم على الاخر في ضلاله وغوايته، فالاول يقول للثاني أنت الذي زينت لي طريق المحرمات بل كنت تسهل لي السفر إليها إذا استدعى الامر وتذلل لي جميع الصعوبات وهو يتقطع ألماً وحسرة .. ويرد الثاني الكلام للاول.. بل أنت بتشجيعك ورغباتك الشيطانية كنت تسهل علي ارتكاب المعصية .. أنت السبب ويرد الاخر لا بل أنت السبب.. وفجأة .. ينقطع التلاوم والتخاصم بين من ..؟؟
بين من كانوا في الدنيا في أعلى درجة من الصداقة وهي الخلة ولكن عند من ..؟؟
عند من ابتعد عن الالتزام بمنهج الله. وذلك ساعة نشر الصحف ووزن الاعمال ..

ويزيد الله عز وجل توضيحاً آخر .. لخطر الوقوع في متاهات سوء اختيار الاصدقاء في قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا} (28) سورة الفرقان.

أيها الشباب إنها والله لصورة أليمة تدل على أبلغ صور الندم والاسف والتأوهات..عندما يصور الله عز وجل نتيجة الاختيار الخاطئ في اختيار الصديق، ويتجلى ذلك في صورة عض الظالم ليديه .. وكلنا يعرف أن الانسان في الغالب إذا ندم على شيء فإنه يعض أطراف أصابعه.. فما بالكم إذا رأيناه يعض على يده ألا يدل ذلك أيها الشباب على أن المسألة خطيرة بالنسبة له وأنه نادم أشد الندم بل يتمنى لو أن الزمن يعود ليصحح ما فعله من خطأ ولكن هيهات هيهات أن يرجع الزمن…

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 10:07 AM

وهاكم المفاجأة الكبرى ..
عندما نرى هذا الظالم لا يعض على أطراف أصابعه ولا يعض على يده بل يعض كلتا يديه.. يتنقل في العض فيهما وكأنه يريد أن ينهشهما ويلقي اللوم عليهما .. ولكم أيها الشباب أن تتخيلوا المنظر بل ليرسم كل منكم في مخيلته هذا المنظر الان وفي خلال الثواني القادمة ..
كيف ستكون الصورة..؟؟
نسأل الله عز وجل أن يجنبنا إياها.. وأن لا أكون أنا وأنت هـي هذه الصورة.. كل هذا على ماذا يدل .. ؟؟
على سوء اختيار الصديق .. إذا فالامر جد خطير ..

وقد ذكرت أحد الروايات عن سبب نزول هذه الايات ..
أن رجلا من المشركين اسمه عقبة بن أبي معيط كان يكثر من مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه لعمري نعم الصحبة ونعم الصداقة .. ولكن هل أصدقاء السوء تركوا صديقهم عقبة يجالس أهل الخير والصلاح بل قدوتهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم ..؟؟ لا .. حيث أن عقبة بن أبي معيط دعى ذات يوم محمد صلى الله عليه وسلم إلى ضيافته فأبى صلى الله عليه وسلم أن يأكل من طعامه حتى ينطق عقبة بالشهادتين حبا من الرسول أن يدخل هذا الرجل الاسلام وفعلا نطق عقبة بالشهادتين مجاملة .. فلما سمع أصدقاء السوء لعقبة وكان منهم أبي بن خلف .. عاتبه وقال له أصبأت، فانحرج عقبة وقال لا .. ولكنه يقصد محمد صلى الله عليه وسلم.. أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي إلا بعد أن أنطق بالشهادتين فاستحييت منه فشهدت له .. فماذا أجاب أبي بن خلف وما هي الافكار والنصائح والمقترحات الشيطانية التي قدمها لصديقه عقبة .. ؟؟
لقد قال له لا أرشى لك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه.. وهنا أصبح عقبة بين مفترق طرق في اختيار الصديق .. فاختار ويا للحسرة والندامة طريق صديق السوء.. فما كان مه إلا أن وجد محمد صلى الله عليه وسلم ساجداً في دار الندوة ففعل نصائح واقتراحات صديقه أبي بن خلف .. ومرت الايام والسنون .. فيأسر عقبة بن أبي معيط في غزوة بدر ويقتل .. ويسدل الستار على الصورة الاليمة المفجعة التي تذكرها الايات ويذكر بعض المفسرين .. أن الله عز وجل عندما قال في الاية ليتني لم أتخذ فلانا خليلا قال تعالى فلانا ليدخل ضمن هذه الصورة ليس عقبة بن أبي معيط فقط وإنمـا كل من إحتار في اختيار الاصدقاء ففضل أصدقاء السوء في اختياره ..
وهنا تقع الكارثة في الحياة الدنيا وفي الاخرة.
ويبين الله عز وجل مثال آخر على مسألة مفترق الطرق وحيرة الانسان في إختياره طريق الاصدقاء مع أن الدلائل والشواهد واضحة وبينة للطريق الصحيح ولذلك الله عز وجل يسطرها لنا في آيات محفوظة إلى يوم الدين..
حتى لا نقع في نفس الخطأ قال تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الارْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)} سورة الانعام(71).
وهنا يذكر الله عز وجل قصة ذلك الرجل الذي ضل طريق الهداية فأصبح حيران في الارض فالملهيات من جهة .. والشهوات من جهة أخرى .. ويدعم هذا وذاك ويزينه له أصدقاء السوء .. مع أنه يوجد هناك مجموعة من الشباب الطيبين الصالحين.. بل قريبين منه .. يدعونه إلى الهدى والصلاح والفلاح وطاعة الرحمن .. والبعد عن مكائد شياطين الجن والانس .. ويقف هذا الشاب حيران عند مفترق الطرق هذا يغويه ويزين له ويمنيه.. وذاك يدعوه ويتمنى له الهداية بمثل ما هم عليه الان .. وتقع الفاجعة ..
فيختار طريق أصدقاء السوء … ويفضلهم على أصحاب الهدى الذين هم قريبين منه إلا أنه فضل الابتعاد عنهم إلى الطريق الاخر وظل يبتعد ويبتعد.. حتى أصبح ممن استهوته شياطين الانس والجن وتلقفته وضمته من مجموعة الخاسرين .. وفي ختام الاية يوضح الله عز وجل القاعدة المهمة وبشكل واضح وجلي بل إنه يأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليعلنها واحدة لا ثاني لها ومدوية لتصل أصقاع السموات والارق بقوله تعالى(قل) أي يا محمد .. وأعلنها في الملاء أن هدي الله هو الهدى .. فهل سيقول ذو لب وعقل غير ذلك أيها الشباب ..
لو أن إنساناً ما صنع اختراعاً ما .. هل سيكون هناك أحد غير المخترع يقول إنني قادر على تشغيل الاختراع أفضل من مخترعه ..؟
لا .. بل سيضحك منه الجميع ..
ولله المثل الاعلى ..

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 10:11 AM

اختيار الاصدقاء في السنة النبوية

أيها الاحبة لقد بعث الله عز وجل لنا نبينا وكان له رسولا صلى الله عليه وسلم ووضح لنا الله عز وجل منزلة هذا الرسول بيننا بقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) } سورة الحشر(7).

ولذلك لا نستغرب إطلاقاً التحذيرات والتنبيهات الواضحة التي يطلقها الرسول الكريم في كثير من أحاديثه وأفعاله .. لكي يبين لامته الطريقة الصحيحة والسليمة في اختيار الاصدقاء ولمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم بخطورة هذا الامر.. وضحه وبينه في أحاديث كثيرة يألف في الواحد منها الكتب والمراجع..

وسنستعرض معكم بعضاً من هذه الاحاديث حتى نستمر معكم في الوقوف على أهمية موضوع إختيار الاصدقاء وخطورته في القرآن والسنة وأن الله عز وجل ورسوله الكريم بينا الطريق السليم في ذلك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا منتنة) رواه البخاري ومسلم.

ولكم أيها الاخوة .. أن تنظرواً وتدققوا في هذا المثل الذي ضربه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لاصحابه ولامته من بعدهم .. حيث بين لهم أن منزلة أصدقاء الخير.. وأصدقاء السوء.. وما قد يفعل كل منهما بمن معه.. والامر يشبه محلين من المحلات.. أحدهما محل لبيع المسك والعطور.. والاخر محل حدادة ولحام.. وهناك فرق كبير بين المحلين بالنسبة لمن يأتيهما أو يمر عليهما وإلا فكلاهما يعملان.. فالاول عندما يأتيه الشخص فهو لابد وأن يخرج بنتائج إيجابية ظاهرة حسب المثال النبوي.. فإما أن يعطر صاحب المحل هذا الزبون بما لديه من الطيب وإما أن يشتري منه ومن عطوراته..
وعلى أقل الاحوال يجد تلك الرائحة الطيبة الزكية.. التي تعبق المحل وقد تلصق بثياب الداخل إليه.. هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرب الصورة والامر لامته حتى يكون لهم الامر واضحاً وجلياً ويفهموا أبعاده وخطورته..
ويتضح ذلك أيضاً من خلال عرض الجانب الاخر وهم مثل أصدقاء السوء عندما شبههم بمحل للحدادة.. وكلنا يعرف ما قد يصيب الانسان إن كان داخلا لهذا المحل ولم يحذر لموجوداته .. فهو إما أن يتعرض للشرار والنار التي تخرج من هنا وهناك.. أو على الاقل يخرج بثياب يغلب عليها رائحة الحريق وهي بلا شك غير محببة ومنفرة .. إنه والله لفرق كبير.. وبون شاسع.. بين هذين الصنفين من الاصحاب.. صنف كالمسك مجالستهم بركة .. ومصاحبتهم خير ونعمة.. إذا اقتربت من أحدهم وجدن ما يسعدك.. ويشرح فؤادك.. ويأخذ بمجامع قلبك ويسير بك إلى خيري الدنيا والاخرة.
وصنف آخر مخالطتهم داء عضال .. وباء ودمار .. فهم سم ناقع .. وبلاء واقع.. القرب منهم أعدى من الجرب .. والبعد عنهم فيه الغنيمة والسلامة. تجدهم يشجعون على المعاصي والمنكرات.. ويفتحون لمن جالسهم أبواب الشر والفساد.. وإنه والله لمثل عجيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حري بنا أيها الشباب أن نتفكر به ونتدبره ونرى أنفسنا مع أي الصنفين نجلس.

ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم على موضوع اختيار الاصدقاء فيقول صلى الله عليه وسلم : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمزي بإسناد صحيح.
وهنا يوضح الرسول الكريم موضوعنا بشكل واضح وجلي أن طريقتك في اختيار الصديق سيكون لها تأثير مباشر عليك.. فلو اخترت الصديق السيئ فستكون في الغالب مثله، وإن اخترت الصديق الصالح فستكون في الغالب مثله .. فأنت إذا نسخة لمن تمشى معه في الغالب.

ويؤكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على النتائج الايجابية وهي الفلاح والسعادة عند اختيار الفرد الاختيار السليم لاصدقائه والذين يوصلونه إلى هدى الله عز وجل حيث لا هدى إلا هداه سبحانه وتعالى.. فيقول عليه السلام: ( إن من عباد الله ناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الانبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله ، فخبرنا من هم ؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها: فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)} سورة يونس (62) رواه أبو داود. نسأل الله تعالى أن نكون منهم.

ويزيد الرسول الكريم تأكيد نتائج اختيار الصديق الصالح وجائزته بقوله عن ربه تعالى ( قد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي ، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي ) رواه أحمد والطبراني.

بل يأمر نبي الهدى صلى الله عليه وسلم أمته بضرورة مصاحبة الصالحين المؤمنين فقال ( لا تصاحب إلا مؤمن ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) رواه أبو داود .

..يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 10:12 AM

اختيار الاصدقاء عند السلف والحكماء

ومن المواقف التي رويت عن السلف الصالح رضي الله عنهم ورحمهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ما ذكره محمد بن المنكدر رحمه الله في وصف مجالسة الاخيار واختيارهم رفقاء لدرب الحياة الدنيا
فقال: ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: وما ذا يتوقع المرء أن يقول ابن المنكدر هل بقيت الارض والنخيل أو المنزل الجميل ..
بل قال ما بقي إلا قيام الليل ولقاء الاخوان والصلاة في الجماعة..

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-01-2005 10:22 AM

اختيار الاصدقاء عند الشعراء

وكذلك كان للشعراء دور كبير في توضيح موضوعنا الخطير معتبرينه منعطفا مهما في حياة الفرد .
فشاركوا بشعرهم وما تسطره أقلامهم علهم يوصلون الرسالة واضحة وجلية إلى كل حيران وتائه.
فقال بعضهم:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه= فكــل قرين بالمقــارن يقتـــدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم = ولا تصحب الاردى فتردى مع الردى
<******>doPoem(0)
وقال آخر :

أنت في الناس تقاس = بمن اخترت خلا
فاصحب الاخيار تعلوا = وتنل ذكراً جميلا
<******>doPoem(0)

وقال آخر في أن الوحدة خير من صديق السوء:

إذا لم أجد خلا تقياً فوحدتي= ألذ وأشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنا = أقر لعيني من جليس أحاذره
<******>doPoem(0)
ويقول الامام الشافعي:

إذ المرء لا يرعاك إلا تكلفا = فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة = وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه= ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة = فلا خير في ود يجئ تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله = ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده = ويظهر سراً كان بالمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها = صديق صدوق صادق الوعد منصفاً
<******>doPoem(0)
وقال آخر:

وقلت: أخ .. قالوا : أخ من قرابة ؟ = فقلت لهم : إن الشكول أقارب
صديقي في حزمي وعزمي ومذهبي = وإن باعتنا في الاصول المناسب
<******>doPoem(0)
.. يتبع ..

الوافـــــي 28-01-2005 05:04 PM

صفات وخصائص الصديق

يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
" لولا القيام بالاسحار وصحبة الاخيار ما اخترت البقاء في الدار"
وذلك لما فيه حبه لهؤلاء واختيارهم كأصدقاء من انشراح للصدر وإيقاظا للقلب الغافل وبهجة للنفس.
وقال مجاهد رحمه الله: ما من ميت يموت إلا مثّل له جلساؤه( أي الذين كان يجلس معهم في الحياة الدنيا من الاصحاب إن كانوا طيبين أو سيئين) .. فيذكّرونه بما كانوا يفعلونه في الحياة الدنيا فإن كان طاعة وعمل صالح ذكروه به فاستبشر.. وإن كان عكس ذلك حزن وأثم .

خصائص الصديق

لعل من الاسئلة المطروحة في هذه الجزء هي :
كيف اختار أصدقائي؟
أو ما هي المعايير التي أختار بها أصدقائي؟

وقبل أن نبدأ بالاجابة على هذا السؤال يحسن بنا أن نتحدث عن تأثير الاصدقاء على سلوكيات الفرد حيث يتركز تأثير الجماعة على الفرد في التالي:
1- مجموعة الاصدقاء نجد أنها هي التي تحدد الاطار المرجعي لسلوك الفرد ، فتصرفات الفرد حسب ما يحب أصدقاءه ومجموعته.

2- تحديد أنواع السلوك حيث تحدد الجماعة أهم المعايير الاجتماعية ومن ثم تحدد السلوك الاجتماعي للفرد من حيث ما هو مقبول وما هو مرفوض ولذلك نجد أن الاصدقاء دائماً متقاربين في السلوك ومتماثلين في الميول والاتجاهات ولهم آراء متقاربة.

3- تحديد مستويات الطموح حيث يحاول الفرد الوصول إلى مستوى من هم أعلى منه في الجماعة في شتى الصفات كالغنى والشهرة والكفاءة وبذلك يجعل التنافس والسباق بين الاصدقاء في تحقيق مستويات أعلى في الدراسة أو في الميول والاتجاهات المشتركة بينهم.

.. يتبع ..

الوافـــــي 02-02-2005 04:26 PM

هذا وتزداد قوة الصداقة نتيجة لخمس عوامل هي:

1- زيادة التفاعل بين أعضاء الجماعة فكلما كانت جماعة الاصدقاء متفاعلة ومتعاونة زادت قوة الصداقة بينهم واتحدت قلوبهم ومشاعرهم.

2- إدراك الافراد على أن الاهداف التي يسعون لها مشتركة بين أعضاء الجماعة.

3- إشباع الحاجات الفردية للاعضاء من حيث الانتماء والجوانب الاجتماعية والنفسية.

4- قلة مقدار المنافسة بين الاعضاء بحيث تظهر بينهم صفات الايثار والتضحية لبعضهم البعض.

5- زيادة المكانة المدركة للجماعة من خلال افتخارهم بمجموعتهم ومحافظتهم عليها والدفاع عنها وعن القيم والاخلاق التي تمثلها.

.. يتبع ..

الوافـــــي 11-02-2005 07:10 AM

كيفية اختيار الصديق

إن عملية اختيار الاصدقاء من أعقد المهام وينبني عليها في الغالب مستقبل الانسان لان الصحبة- كما أسلفنا – لها تأثير كبير على سلوكيات الفرد ويتأثر بها في حياته وبعد مماته لذا لزم أن نشير إلى أهم المعايير التي من الضروري مراعاتها عند اختيار الاصدقاء وذلك على النحو التالي:

معايير اختيار الاصدقاء:

1- الدين : وهو مدار كل شيء ومن أهم المعايير التي ينبغي مراعاتها عند اختيار الصديق فيجب أن نحرص على مصادقة الفرد الملتزم بدينه ويخاف ربه ويحافظ على التمسك بهدى الاسلام وتعاليمه كما جاء في الحديث " صاحب من تذكرك بالله رؤيته.

2- التوافق في الميول والاهتمامات: فلا يمكن تصور قيام صداقة بين طرفين أو أكثر إذا كانوا متنافرين وغير متفقين في اهتماماتهم وميولهم، ولا يلزم بالضرورة الاتفاق في كل شيء ولكن الاتفاق في جوانب كثيرة.

3- التحلي بالاخلاق والاداب العامة: فلابد أن يُتحرى في المراد مصادقته حسن خلقه فقد يكون إنساناً متدينا لكن تعامله مع الاخرين غير جيد، وقد يكون صالحاً في نفسه ولكن بحكم نشأته وتربيته فاكتسب طباعاً سلبية كالشح والبخل وسرعة الانفعال وغيرها من السلوكيات السلبية.

4- الصدق والصراحة: وينبغي أن نختار الانسان الصادق في تعامله، والصريح في حديثه فصديقك من صدقك والمرء يحتاج كي يقوم سلوكه ويعدله إلى من يناصحه ويوجهه وبالتالي يصبح عنصراً فاعلا ومؤثراً في مجتمعه.

5- العقل : فلابد من اختيار الصديق المتزن في فكره والراشد في تصرفاته، وسمي العقل عقلا لانه يعقل صاحبه ويحسبه عما لا يليق وفي المقابل الصديق الاحمق الجاهل وبئس ذلك لانه يفتقد مبدأ العدل الذي يمكن للصديق أن يعول عليه ومن ثم فلا تؤمن مفاجأته التي يحملها جهله وحمقه.

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-02-2005 02:26 PM

( قصة ) من هم الاصدقاء ؟

لكل إنسان في هذا الكون ثلاثة أصدقاء يسيرون معه
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الاصحاب عند الله أنفعهم لصاحبه)

فمن هو خير الاصدقاء في القصة.؟

البداية:

يبدأ الانسان حياته وتبدأ معه الصداقة وتستمر معه طفلا وشاباً وشيخاً وهرماً.
يحكى أن رجل يسكن في أرض الله الواسعة ويعيش حيلته كما يحب ويفعل ما يريد وقد أعطى لنفسه كل ما تمنى وكان للرجل ثلاثة من الاصدقاء مختلفي الامزجة والاراء والشخصيات وكلهم يجالسه ويخالطه كثيراً وكان الرجل يحب الصديق الاول لانه من قرابته ولحمه ودمه ويخاف أن يفقده ويسعى لارضائه
ولذا فقد كان الاول يبادله المحبة ويحرص عليه ولكنه كثير الطلب والالحاح على صاحبه مستغلا لحب صاحبه له وخوفه عليه كما أنه كان يسعى لحياته الخاصة بعيدا عن الرجل
أما الثاني فقد كان الرجل حريصاً عليه راغباً فيه شغوفاً بحبه ولكنه كان يمتنع ولا يأتي بسهولة لانه يشعر أن جميع الناس يحبونه ومتعلقين به وراغبين في صداقته وهو يتنقل بينهم وكل واحد منهم يتمنى لو بقي عنده للابد
أما الصديق الثالث فكان ملاصقاً للرجل في جميع أحواله ولم يكن ذا رأي بل كان مطيعاً للرجل يسير فيما يريد صاحبه دون معارضة ولم يكن له علاقات بالاخرين غير ما تفرضه عليه مسايرته للرجل بل كان منطوياً على نفسه ومحب لصاحبه لا يتكلم ولا يعترض.
وفي يوم من الايام أمر الحاكم أن يسجن الرجل وكان لابد من ذلك فحاول الرجل في أصدقائه الثلاثة أن يساعدوه وجمعهم حوله حين طلب منه تنفيذ الحكم ..
فقال الاول أنا لا أستطيع أن أفعل لك شيئاً ولكني يمكن أن أسير معك إلى مدخل السجن ولا أحب هذا السجن ولا أن يراني الناس فيه
وأما الثاني فتعذر بظروفه وأنه لا يستطيع السير مع الرجل ولا حتى مصاحبته في الطريق للسجن
أما الثالث فقد أصر على المشي مع الرجل والبقاء معه مهما كانت الظروف ..!!

السؤال

من هم الاصدقاء الثلاثة.. ؟

لن أكتب الجواب .. فابحثوا عنه.. :)

.. يتبع ..

نسيم التوعية 20-02-2005 04:17 PM

الصداقة
 
خير الاصحاب عند الله أنفعهم لصاحبه
أخي أشكرك على هذا الموضوع الذي أصبح الصديق الوفي يندر وجوده في هذا الزمن - زمن الغربة - وأسال الله أن يوفقنا وأياكم لمايحب ويرضى .

الوافـــــي 05-03-2005 03:56 PM

الأخ الكريم / نسيم التوعية

جزاك الله خيرا على مرورك الكريم من هنا ..:)

تحياتي

:)

الوافـــــي 05-03-2005 03:59 PM

الطريقة الصحيحة في اختيار الاصدقاء

من خلال استعراض ما سبق وإن كان بشكل موجز يتبين لنا أن الامر جد خطير وأنه يؤثر في مسيرة الفرد الحياتية ويؤثر كثيراً في شخصيته وسلوكه سلباً وإيجاباً..!!

إذن كيف يمكن للفرد أن يختار صديقه أو أصدقائه بطريقة سليمة وبعناية كبيرة؟
وما هي الطريقة أو الطرق المحددة لمعرفة الصديق الجيد من الصديق الغير جيد ؟
وما هي مواصفات الصديق الجيد ومواصفات الصديق الغير جيد ؟
حتى يمكن التمييز بينهما ثم الاختيار بعد ذلك بناء على المعطيات الموجودة.

لو رجعنا لما بدأنا به حديثنا في البداية..
وقلنا أن الانسان في الغالب عند ذهابه للمطعم أو السوبر ماركت فإنه يمر بعدة مراحل أحياناً يشعر بها وأحياناً لا يشعر بها كونها تمر أحياناً سريعة جميعها .. وفي أحيان أخرى تأخذ وقتاً أطول ..
أي لو ضربنا مثال آخر: وهو حال إنسان ما .. يريد أن يبحث عن بيت ليسكنه فلو طبقنا عليه المراحل الاربعة لوجدنا أنه في البداية يمر بمرحلة النظر الفاحصة.. من خلال النظر إلى سكن المستقبل ومعاينته على الواقع وتدقيق النظر في كل زاوية من زوايا البيت..
بل أنه يتمنى لو يعرف ما بين الجدران وخطوط أنابيب المياه حتى يتأكد من سلامتها وأنه لن ينخدع بعد ذلك، ثم يبدأ بالمرحلة الثانية وهي الاستشارة أو الاستفسار.. فيبدأ بالسؤال عن سلامة البناء وقد يستعين بالمهندسين والمتخصصين .. بل قد يسأل عن الجيران وأهل الحي .. وهكذا ثم يدخل في المرحلة الثالثة وهي اتخاذ القرار .. سواء كان بالسلب أو الايجاب فإن كان إيجاب فإنه سيشتري البيت ويسكنه ثم تأتي المرحلة الاخيرة وهي التقويم المستمر.. حيث يبدأ يلاحظ العيوب ويتابعها إن وجدت على مر الايام والشهور والسنون.. وإما أن يلوم نفسه على شراءه لهذا البيت وأنه كان مخدوعاً ومغشوشاً فيه ..!! أو يلوم غيره الذي استشاره وجمّل له البيت في عين صاحبه..!! وقد يكون التقويم المستمر إيجابياً من حيث سلامة البناء على مر الفترات والسعادة في وجوده بين جيران صالحين أخيار.. وقد تأتي للبيت وللحي خدمات جيدة لم يحسب لها حساب وهكذا.

.. يتبع ..

الوافـــــي 05-03-2005 04:01 PM

أيها الاحبة
وكما أخبرناكم من قبل أن الطريقة السليمة في اختيار الصديق لابد وأن تمر بهذه المراحل مرتبة حسب عرضها لكم.. وبشكل واضح وجلي لا يندم إنسان في وقت لا ينفع فيه الندم..!!
فتعالوا بنا إذن نطبق ذلك على اختيار الاصدقاء.


المرحلة الاولى : التفكير والنظرة الفاحصة الدقيقة:

ويكون ذلك بالتمعن جيداً .. في أخلاقيات هذا الفرد وسلوكه ( المرشح لان يكون الصديق) وعن كثب ومن خلال الاختلاطات التي تحدث بين الفترة والاخرى لانه في الغالب يتخذ الفرد منا صديقه من خلال كثرة الاحتكاك بمجموعة معينة من الافراد كأن يكونوا زملاء في العمل أو تربطهم الجيرة أو يكونوا في مدرسة واحدة أو فصل واحد ولكن هل وجودي بين مجموعة يفرض علي أن أتخذ من بينهم صديق ..؟؟
أقول أنه ليس بالضرورة أن يكون كذلك فقد لا تتعدى مجموعة زملاء العمل صداقاتهم فيما بينهم العلاقة المهنية بحيث أنه بمجرد أن يذهب أحدهم إلى قسم آخر أو مكان آخر تنقطع بهم العلاقة ..!! بل قد تنقطع العلاقة بمجرد انتهاء الدوام ، وقس على ذلك مجموعة الفصل الواحد في المدرسة فالذي يربطهم هو وجودهم في فصل واحد ولا يشترط أن يكون بينهم نوع من الصداقة القوية بل قد يكون الرابط الذي يجمعهم هو وجودهم في فصل واحد وقد يكون هذا الوجود مفروض على بعضهم .. وقد تجد بعضهم كاره لوجوده من بينهم ويسعى للانتقال لمكان آخر، وقد تجد البعض ينتظر بفارغ الصبر جرس الفسحة حتى يلتقي بأصدقائه في الفصول الاخرى ..!! وهنا تأتي الخطورة أيها الاحبة وذلك عندما يشعر الفرد بأنه مضطر أن يتخذ صديقاً يحدثه ويضحك معه وينفتح معه وقد يتحجج البعض بما أخبرتكم به من قبل بأن الانسان اجتماعي بطبعه.
ولكن ينبغي أن نعرف أنه قد تكون هذه الصداقة العفوية منعطفاً خطيراً للفرد ، وخاصة في أخلاقه وسلوكه وشخصيته سلباً أو إيجاباً.. ولعمري ماذا يبقى للانسان وللفرد بعد هذه الامور..؟ وهنا تأتي ميزة المرحلة التي نتحدث عنها وهي أن يكون لديه تفكير ونظرة فاحصة ودقيقة للفرد الاخر والذي يمكن أن يكون صديقك وأن لا تجعل العفوية والتلقائية هي التي تتحكم في هذه المرحلة .. وإذا أردنا أن نستعين ببعض المواصفات المعينة على التمييز بين الصديق الجيد والصديق الغير جيد

.. يتبع ..

الوافـــــي 05-03-2005 04:06 PM

أيها الأحبة
اسمحو لي أن أعرض عليكم بعضاً من مواصفات كل من هذا وذاك لتكون لنا نبراساً ومناراً وضياءا وإشارات واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.. في اختيارنا لاصدقائنا.

أولا : صفة الصلاة :

عند الصديق الجيد ..

ستجد أن الصديق الجيد ملتزم بالصلوات الخمس ومحافظ علها بل يحرص على أن يؤديها جماعة مع المسلمين .. كيف لا والله عز وجل يقول في محكم التنزيل: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238)} سورة البقرة(238).
وقال تعالى: { إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)} سورة العنكبوت(45).
وقال تعالى : {وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ(43) } سورة البقرة
ووضح لنا محمد صلى الله عليه وسلم في أمر الصلاة بقوله : ( إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن تقبلت منه صلاته ، تقبل منه سائر عمله ، وإن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله) رواه الطبراني.

هذا في الذي لا يحسن أداء الصلاة فما بالكم بالذي لا يصلي..!!
ويقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم:( بين الرجل والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم.
وقال عليه السلام: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد وأهل السنن.

***

أما عند الصديق الغير جيد ..

فغالباً ما تجده في صلاته إما متقطعا فيها كأن يصلي الظهر ولا يصلي العصر أو يصلي المغرب ولا يصلي العشاء أما الفجر فليست في القائمة من الاساس أو والعياذ بالله لا يصلي أبداً ..
فهذا يخشى عليه من خطر عظيم
يقول تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)} المدثر (38-43).
وقال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)} سورة مريم (59)
وما هو الغي..؟
إنه نهر في جهنم بعيد القعر خبيـث الطعم يسيل فيه صديد أهل جهنـم وأوساخهم…!!،
وقال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ
سَاهُونَ (5) } سورة الماعون (5)
والويل كما ورد عند بعض المفسرين أنه وادٍ في جهنم تشتكي جهنم من شدة حره ولهيبه ..!!
والعجيب أن بعض المفسرين قال في تفسير هذه الاية أنه لمن يؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها..!! فما بالكم بمن يتركها..؟؟
نسأل الله السلامة والعافية.

.. يتبع ..

يتيم الشعر 06-03-2005 03:09 AM

أخي الوافي
أشكرك على هذا الموضوع
كم نحن جميعاً بالفعل نحتاج لتطبيق هذه النصائح وتحويلها إلى واقع ملموس لا كلاماً ننظر به وندعو أهلنا وأبناءنا إليه ولا نعمل به .

الوافـــــي 12-03-2005 02:57 PM

أخي الكريم / يتيم الشعر

شكرا لمرورك العاطر من هنا
وقد صدقت فيما كتبت ، وأنا على ثقة بأن الكثيرون يسيرون على هذا النهج لأنهم يعرفونه، ولكن بنسب متفاوته
ثم إن وجود الشيء أخي الكريم خيرٌ من عدمه
فربما يمرُّ عليه قارئ ذات يوم فيدعو لنا به دعوةً بظهر الغيب
فتلك عندي تساوي الدنيا وما فيها

تحياتي

:)

الوافـــــي 12-03-2005 03:00 PM

ثانياً : صفة ( سلامة الصدر ):

عند الصديق الجيد

من المكن أن يظهر ذلك في تعامله وكلامه فتجده محباً للاخرين يحسن الظن بهم دون غباء متواضعاً نظيف المظهر واللسان .. يتقبل عذر إخوانه ويصفح عن زلاتهم الغير مقصودة ، ناصحاً لمن حوله متمنيا له ولهم الخير والفلاح والنجاح والنجاة في الدنيا والاخرة.. يفرح لفرح أصحابه.. ويحزن لحزنهم .. يدعوا لهم بظهر الغيب.. ولا يذكرهم في غير حضورهم إلا بخير .. حيث أن ليس أروح للمرء .. ولا أطرد لهمومه .. ولا أقر لعينه .. من أن يعيش سليم القلب .. مبرأ من وساوس الضغينة وثوران الحسد والاحقاد..إذا رأى نعمة تناسق إلى أحد رضى بها وأحس فضل الله فيها وفقر عباده إليها.. وإذا رأى أذى يلحق أحداً من خلق الله رثى له.. ورجا الله أن يفرج كربه ويغفر ذنبه..كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول إذا رأينا أحد نزلت به مصيبة أو بلاء أن نقول: ( اللهم أجره في مصيبته واخلف له خير منها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

وبذلك نرى هذا الصديق الجيد ناصع الصفحة راضياً وقانعاً بما قسم الله مجتهداً في رضاه يسعى بجد واجتهاد في الوصول للافضل يغبط من هم أفضل منه ويطمح أن يكون لديه مثل ما عندهم وأكثر من غير أن تزول نعمتهم، لذلك فهو مستريح النفس مشرق القلب مبارك في أعماله. قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالايمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر، وقال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (58) سورة يونس.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقاطعوا ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا .. ) رواه البخاري ، وعندما سأل رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عن أفضل الناس قال: ( كل مخموم القلب صدوق اللسان . قيل صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب..؟؟ قال : هو التقي النقي ، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد) رواه ابن ماجة.

وقال شاعرهم :
وقال شاعر آخر ناصحاً في عدم الالتفات إلى كيد الحساد:

اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله = كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
<******>doPoem(0)
يا حاسدا لي على نعمتي = أتدري على من أسأت الادب
أسأت على الله في حكمه = لانك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربي بأن زادني = وسدّ عليك وجوه الطلب
<******>doPoem(0)
وقال محمود الوراق:

سألزم الصفح عن كل مذنب =وإن كثرت منه عليّ الجرائم
وما الناس إلا واحداً من ثلاثة =شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره =وأتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن =إجابته عرضي وإن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن ذل أو هفا =تفضلت .. إن الفضل بالحلم حاكم
<******>doPoem(0)
.. يتبع ..

الوافـــــي 12-03-2005 03:08 PM

صفة ( سلامة الصدر )

عند الصديق غير الجيد

تجدونه أيها الاحبة في غالب أمره مهموما .. مترقباً .. تظهر عليه علامات فساد القلب والحسد والاحقاد وسوء الظن بالاخرين وينفس عن حقده وحسده.. بالغيبة والنميمة والبهتان .. وفحش الكلام .. وسلاطة اللسان .. فهو لا يفتأ يذكر عثرات الناس وزلاتهم وعيوبهم.. بل قد يفشي أسرارهم.. تجد صفة الحقد والحسد ظاهرة على محياه لا يستطيع أن يتمالك نفسه أو يخفيها ..

إذا رأى صديقه أو أصدقاءه ينجحون ويوفقون في أعمالهم ودراستهم بل يحزن ويستشيط غضباً لتفوقهم ونجاحهم ..!! ويفرح لفشلهم..!!
همه الاكبر أن لا يعلو عليه أحد ولو استخدم في ذلك أبشع الطرق والوسائل ..!!

فهذا كله يدل أيها الاحبة .. على سواد القلب وقسوته ،
قال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) } سورة النور .

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) } سورة الاحزاب

ويقول الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم: ( لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمع في جوف عبد الايمان والحسد) رواه البيهقي

وقال صلى الله عليه وسلم (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال العشب) رواه أبو داود والبيهقي.

قال الشاعر:

لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب = ولا ينال العلا من طبعه الغضب
<******>doPoem(0)
.. يتبع ..

شمال عمر 12-03-2005 03:46 PM

الصداقة مفهوم يبحث عن تعريف
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اول حكايه في حياتي سمعتها عن الصداقة ، كانت من معلم اللغه العربية وانا تلميذ في الصفوف المنتهيه الابتدائيه وملخصها هو الاتي :
(( اصدر الوالي حكما على احد الاشخاص يقضي بدفنه في الارض حتى النصف . والزم الناس ان يمروا عليه واحدا واحدا ويشتموه ويضربوه ، كما طابت لهم الشتيمه وطاب لهم الضرب .....
وهكذا راح الناس ينفذون أمر الوالي مكرهين ، فمنهم من يشتمه ومنهم من يصفعه بيده او يرميه بحجر او يضربهبعصا ومنهم من يشتمه ويضربه ، والرجل صابر محتمل على اذاهم ، لا يتاوه ولا يتألم .. حتى اذا جاء الدور على اعز اصدقائه واقربهم الى نفسه ... حار الصديق ماذا يفعل مع صديقه المحكوم .. أيشتمه ام يضربه ؟ واحدة أسواء من الاخرى ،
لكنه اهتدى اخيرا الى حل راه يسيرا بسيطا هينا ، فقطف وردة ورمى صديقه بها ... في تلك اللحظه فقط تأوه المحكوم وتألم وبكى لان اعز اصدقائه ضربه ولم يكن يتصور ان يده قادرة ان تمتد اليه حتى بوردة رقيقة
.

الوافـــــي 13-03-2005 02:49 PM

أخي الكريم / شمال عمر

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع

تحياتي

:)

شمال عمر 14-03-2005 12:47 AM

الصداقه مفهوم يبحث عن تعريف
 
]بسم الله الرحمن الرحيم

الى الوافي مع الاحترام

الصداقه ادركها الاقدمون ادركايدل على النضج التجربه وصحة المنطق وسلامة التحليل حيث امتلكوعصرا انقى من عصرنا وعاشو زمنا اكثر براءة من زماننا فكان استيعابهم للقيم الاجتماعية استعابتا لم تلوثه ماكنه التقدم وتداخل الدوائر الحضاريه . حد الصداقه كما يقول ابن حزم هو ان يكون المرء يسوءه ماساء الاخر ويسره ماسره ، فما سفل عن هذا فليس صديقا ومن حمل هذه الصفه فهوصديق . ثم يقول في موضع اخر : اقصى غايات الصداقه التي لا مزيد عليها من شاركك بنفسه وماله لغير عله توجب ذلك واثرك على سواك . لاتنقل الى صديقك مايؤلم نفسه ولاينتفع بمعرفته فهذا فعل الارذال ، ولاتكتمه مايستضر بجهله فهذا فعل اهل الشر . لاتصاهر الى صديق ولا تبايعه ، فما رأينا هذين العملين الا سببا للقطيعة . لاتكلف صديقك الا مثل ما تبذل له من نفسك ، فان طلبت اكثر فانت ظالم ........ وللموضوع بقيه


اخوكم شمال عمر ]]

الوافـــــي 30-03-2005 07:30 PM

ثالثاً: صفة ( العلم والعقل )

عند الصديق الجيد

لقد كان حث الاسلام على العلم بشكل واضح لا لبس فيه
فقال في أول آية نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) فالصديق الجيد غالباً أيها الاحبة ما تراه حريصاً على العلم وتعلمه وعلى استغلال وقته بما ينفعه
والعقل من نعم الله عز وجل التي وهبها للناس فمن استخدم عقله في العلم والتعلم والتفكر والتدبر . في مخلوقات الله ودلته على وحدانيته وعبوديته.حظي بخيري الدنيا والاخرة قال تعالى: {هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الالْبَابِ (52) }سورة إبراهيم (52).
وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الاخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الالْبَابِ (9) } سورة الزمر (9).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم وقال أبو الدرداء : لان أتعلم مسألة أحب إليى من قيام ليلة، وقال كن عالماً أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك..‍‍‍‍ والعلم هنا أيها الاحبة هو بمفهومه الواسع وكل ما فيه .. خدمة للاسلام والمسلمين كتعلم علوم الدنيا النافعة للفرد ولمجتمعه.. واختيارك للصديق العاقل هو خير ما تفعله، فإن لم تجد فالعزلة قد تكون أرحم من مصاحبة الحمقى والمغفلين…

.. يتبع ..

الوافـــــي 30-03-2005 07:34 PM

صفة ( العلم والعقل )

عند الصديق الغير جيد

ويتضح ذلك من خلال التهور والاستهتار والجنون والاستهبال. والاعمال الغير لائقة والتي لا يرتضيها المجتمع الاسلامي فضلا عن ديننا الحنيف وقد يداوم عليها هذا الفرد بل قد يفتخر من حماقته بها ويحدث بها في المجالس.
بل قد يتحـدى غيره في القيام بمثلها وهنا يجتمع الجهل والحمق حتى تصبح صفة من صفاته.
قال تعالى: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالانسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالانْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) } سورة الاعراف(179)
وقال تعالى في حال من لم يستخدم عقله فيما يرضي ربه: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) } سورة الملك(10)
ويقول ابن القيم في ذم الجهل : ولا ريب أن الجهل : ولا ريب أن الجهل أصل كل فساد، وكل ضرر يلحق بالعبد في دنياه وأخراه فهو نتيجة الجهل.

.. يتبع ..

تقوى 10-04-2005 03:45 AM

0066FF
مشكور أستاذي الفاضل
فعلا لو أن الانسان لم يحسن اختيار الصديق فلربما جره من يضن أنه صديقه إلى التهلكة وإلى ما تحمد عقباه
وصدق الذي قال
أحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فربما انقلب الصديق فكان أعظم بالمضرة

الوافـــــي 15-04-2005 03:06 PM

أخي الكريم - أختي الفاضلة / تقوى

يقول الشاعر

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه = فكل قرين بالمقارن يقتدي
<******>doPoem(0) والبيت يشرح معناه
وقد أصبت حين قلتٍِ إن الحذر من الأصدقاء واجب أكثر من الحذر من الأعداء
ولكن هذه المعادلة لا تكون صحيحة إن ( أحسنا إختيار الصديق )
فهناك فرق كبير بين الصديق والصاحب

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع والتعليق عليه

تحياتي

:)

الوافـــــي 15-04-2005 03:16 PM

رابعاً: صفة ( الحياء )

عند الصديق الجيد

اعلموا أن الحياء لا يأتي إلا بخير وهو مجمع الاخلاق الحسنة والفاضلة.
لان صاحب الحياء لا يحب أن يراه خالقه والمنعم عليه إلا بما يرضيه.. ولذلك كانت صفة الحياء من صفات النبي صلى الله عليه وسلم فحري بك عند اختيارك للصديق أن تتلمس فيه هذه الصفة المحمودة.. فهو يكشف عن إمارة وعلامة صادقة عن طبيعة الانسان ومعدنه وعن إيمانه وأدبه.
وعندما ترى الفرد يتحرج من فعل ما لا ينبغي.. أو ترى حمرة الحياء تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لا يليق .. فاعلم أنه حي الضمير صافي السريرة.. بل إن اهتزاز الانسان وتمعر وجهه في بعض المواقف التي لا يرتضيها البارئ عز وجل .. دليل سمو كائن وطبع كريم.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الحياء خير كله ) رواه مسلم.
ومما روي عن أبي سعيد الخدري واصفا نبي الهدى ( كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء والايمان قرناء جميعاً، فإذا أحدهما رفع الاخر) رواه الحاكم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الاذى عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان) وينبغي التنويه أيها الشباب.
أن الحياء المقصود وما نريده لدى الصديق الجيد هو ما روي عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يحدث أصحابه ( استحيوا من الله حق الحياء، فقلنا: إننا نستحي من الله يا رسول الله والحمد لله قال: ليس ذلك .. الاستحياء من الله حق الحياء.. أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا، وآثر الاخرة على الاولى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء) رواه الترمذي.

فيمن يدعى إلى معصية فيستحي أن يرد صاحب الدعوة، فهذا غباء وانقياد خلف الاهواء.. وليس من الحياء .. من يرى المنكر وهو قادر على تغييره.. فيستحي أن يغيره فهذا خور وجبن وبلادة حس وشعور.. وتفضيل رضى الناس على سخط الله الجبار.. ففي حال تغيير المنكر وأنت قادر عليه لا يجوز الحياء.. وفي قول الحق والصدع به لا يجوز الحياء .
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (26) } سورة البقرة(26)
وهكذا ينبغي أن يظهر على الصديق الجيد التوازن ومعرفة الفرق بين الحياء المحمود والحياء المذموم والذي ممكن أن يكون بصورة كثيرة كالخوف والخور والجبن والغباء والجهل والتملق والنفاق.

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-04-2005 03:18 PM

تابع ( رابعاً: صفة ( الحياء ))

عند الصديق الغير الجيد

وهنا ما ينبغي أن نحذر منه أشد الحذر
ولا يمكن بحال من الاحوال أن نتخذه صديقاً..؟؟ وهو من لا يستحي ..‍‍
وأعلاها مصيبة من لا يستحي من الله عز وجل..
وتأملوا أيها الشباب .. كيف سيكون حال من لا يستحي من الله كيف ستكون أخلاقه وأفعاله مع العباد..؟؟

نرى صور انعدام الحياء واضحة وجلية مع الاسف في صورة متعدد..
فنرى أحدهم يقود سيارته بكل تهور واستهتار وكأن الشارع ملكه.. فيذهب ساعة يمينا وساعة يساراً غير آبه بمن حوله من السيارات.. وإن أشار إله أحد أو كلمه .. أعطاه من فحش الكلام وبذئ اللسان..ّ‍‍ ما لا يصلح في هذا المقام.
هل هذا من الحياء..؟؟

ونرى الاخر يفحط بسيارته ويحرقها حرقاً ضارباً بأرواح الناس وممتلكاتهم .. عرض الحائط ولا شيء يهمه فالسيارة سيارته وهي من أمواله..‍‍
هل هذه من الحياء..؟؟

ونرى أخرا .. لا يترك عائلة إلا ويذيقها بعضاً من تهوره فتراه في الاسواق متسكعاً..أو في المتنزهات العامة متخيلا.. يمر بين العوائل والنساء جيئة وذهاباً.. وأحياناً يخرج من لسانه كلاماً من وقاحته وبذاءته ما يتنزه المرء عن ذكره..
فهل هذا من الحياء ..؟؟

وترى بعضهم يتأفف من طلبات والديه.. ويتذمر منهم .. ولا يأبه أن يفعل المعاصي جهاراً نهاراً بل أن ستر اله عليه تراه يفتخر بمعاصيه والتي يعدها من سجل بطولاته.. في المجالس وبين الناس..
فهل هذا من الحياء..؟؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء. فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا. فإذا لم تقله إلا مقيتا ممقتاً نزعت منه الامانة. فإذا نزعت منه الامانة لم تلقه إلا خائناً مخونا. فإذا لم تلقه إلا خائناً مخوناً نزعت منه الرحمة. فإن نزعت منه الرحمة لم تلقه إلى رجيماً ملعنا . فإذا لم تلقه إلى رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الاسلام) رواه أحمد.

وكما إن الحياء المحمود مجمع الاخلاق الفاضلة
فإن انعدام الحياء مجمع الاخلاق الفاسدة والرذائل الفاحشة

.. يتبع ..

الوافـــــي 24-04-2005 04:34 PM


استعرضنا فيما سبق ما يعين على تجاوز المرحلة الاولى
وهي : ( التفكير والنظرة الفاحصة الدقيقة )
وهذه المرحلة من أخطر المراحل وأهمها
موضحاً بعض صفات الصديق المطلوب أن تختاره وتصاحبه وترافقه وتلازمه
وصفات من ينبغي أن تحذر منه وتتجنبه والوحدة أفضل منه
وما قدمناه كان على سبيل المثال وليس الحصر
وإلا فالاخلاق الفاضلة كثرة وواضحة وجلية
وما أردناه من طرح بعضها هو أن تواصل السير في استعراض ما بعدها على الدرب نفسه ووفق المنهج الرباني والهدى النبوي الذي لم نرى في الوجود شيئاً يماثله ولا يشابهه في حماية الانسان من شياطين الانس والجن بشكل عام ومن حبائل أصدقاء السوء بشكل خاص

وسننتقل إلى المرحلة الثانية

الوافـــــي 24-04-2005 04:37 PM

المرحلة الثانية:

السؤال والاستفسار والاستشارة

بعد إخلاص النية لله في تكوين صداقة إيجابية مع الشخص الذي اخترته حديثا لك لكونه زميلا لك في الصف وجار لك في الحي أو يسكن بالقرب من بيتك أو زميلا لك في العمل اسأل عن هذا الشخص من يعرفه عن قرب واستشر مما يكون أكثر منك معرفة بهذا الشخص
فإن وجدت ثناء طيب وأشاروا بصفات حميدة وأخلاق ورجولة ومروة وشهامة فهذا هو المطلوب.
واعلم أن الصديق الطيب والرفيق الخير يثني عليه الجميع ويتفق الجميع على طيب أخلاقه وحسن تعامله ورجولته.

واحرص على أن يكون فيمن تستشير الصفات التالية:

1- المعرفة الكبيرة والقريبة بالشخص المسؤول عنه.
2- الصدق والدين فالمستشار مؤتمن والصادق ينصح وصاحب الدين لا يختار لك إلا ما يحب لنفسه.
3- رجاحة العقل والحكمة.

فمن حاز هذه الصفات فلاشك سيعطيك النصيحة وسيبين لك إن كان هذا الشخص يصلح صديقاً لك أم لا.

.. يتبع ..

الوافـــــي 24-04-2005 04:38 PM

المرحلة الثالثة

اتخاذ القرار

عندما تتحقق المرحلتان الاولى والثانية
فقد أقيمت عليك الحجة ولا يصح منك التراجع
فإن كان ذلك الصديق من الاصدقاء الجيدين فالصحيح هو التقرب منه واتخاذه صديقاً.. وإن علمت أن ذلك الصديق الاخر هو من الاصدقاء السيئين
فيجب عليك اتخاذ القرار وتركه
فو الله قد يأتي وقت تندم فيه أشد الندم
وتتحسر فيها أشد الحسرات على أنك لم تتدارك نفسك وتعرف وتميز الصديق الجيد من الصديق السيئ في الوقت المطلوب ..‍‍ ولات حين مناص.

وسأسرد لكم قصة واقعية
والقصص في ذلك كثيرة ( من كتاب العائدون إلى الله للشيخ محمد المسند)
تدل دلالة واضحة على أثر الاصدقاء في حياة الفرد..

يروي الشاب هذه القصة فيقول :

خرجت ذات يوم بسيارتي لقضاء بعض الاعمال وفي إحدى الطرق الفرعية الهادئة.. قابلني شاب يركب سيارة صغيرة.. لم يكن يرني لانه كان مشغولا بملاحقة بعض الفتيات في تلك الطريق الخالية من المارة وهذه بعض إفرازات وأفكار وأعمال رفقاء السوء .. كنت مسرعاً فتجاوزته، فلما سرت غير بعيد قلت في نفس : أأعود فأنصح ذلك الشاب..؟؟ وهي من صفات الصديق الجيد النصح وحب الخير للاخرين.. أم أمضي في طريق وأدعه يفعل ما يشاء ..؟؟ وبعد صراع داخلي دام عدة ثواني فقط اخترت الامر الاول.. عدت ثانية، فإذا به قد أوقف سيارته وهو ينظر إليهن.. ينتظر منهن نظرة والتفاته.. فدخلن في أحد البيوت.. أوقفت سيارتي بجوار سيارته، نزلت من سيارتي واتجهت إليه، سلمت عليه أولا، ثم نصحته فكان مما قلته له:
تخيل أن هؤلاء الفتيات أخواتك أو بناتك أو قريباتك فهل ترضى لاحد من الناس أن يلاحقهن أو يؤذيهن..؟؟ كنت أتحدث إليه وأنا أشعر بشيء من الخوف، فقد كان شاباً ضخماً ممتلئ الجسم ، وكان يستمع إلى وهو مطرق الرأس، لا ينبس ببنت شفة .. وفجأة التفت إلى، فإذا بدمعة قد سالت على خده فاستبشرت خيراً، وكان ذلك دافعاً لمواصلة النصيحة .. ثم ودعته ، لكنه استوقفني.. وطلب مني أن أكتب له رقم هاتفي وعنواني، وأخبرني أنه يعيش فراغاً نفسياً قاتلا فكتبت له ما أراد.
وبعد أيام جاءني البيت، لقد تغير وجهه وتبدلت ملامحه، فقد أطلق لحيته وشع نور الايمان من وجهه… جلست معه، فجعل يحدثني عن تلك الايام التي قضاها في التسكع في الشوارع والطرقات وإيذاء المسلمين والمسلمات مع رفقاء السوء .. فأخذت أسليه وأخبرته بأن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة.. وتلوت عليه قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر فانفرجت أسارير وجهه، واستبشر خيراً، ثم ودعني وطلب مني أن أرد الزيارة.. فهو في حاجة إلى الصديق الجيد الناصح والمحب الخير لاخوانه.. وإلى من يعينه على السير في الطريق المستقيم فوعدته بالزيارة.
مضت الايام، وشغلت ببعض مشاغل الحياة الكثيرة .. وجعلت أسوف في زيارته.. وبعد عدة أيام .. وجدت فرصة وذهبت إليه ، طرقت الباب .. فإذا بشيخ كبير يفتح الباب.. وقد ظهرت عليه آثار الحزن والاسى..أهه والده .. سألته عن صاحبي .. أطرق رأسه إلى الارض .. وصمت برهـة .. ثم قال بصوت خافت .. يرحمه الله ويغفر له .. ثم استطرد قائلا: حقا إن الاعمال بالخواتيم..
ثم أخذ يحدثني عن حاله وكيف أنه كان مفرطاً في جنب الله .. بعيداً عن طاعة الله .. فمنّ الله عليه بالهداية قبل موته بأيام .. لقد تداركه الله برحمته قبل فوات الاوان.. فلما فرغ من حديثه عزيته ومضيت.. وقد عاهدت الله أن أبذل النصح لكل مسلم.

.. يتبع ..

راعى الزين 27-04-2005 10:03 AM

المرفقات 1
سدد الله في خطاك
وبارك فيك

الوافـــــي 04-05-2005 07:26 PM

أخي الكريم / راعي الزين

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع وتعليقك عليه
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد

تحياتي

:)

الوافـــــي 04-05-2005 07:29 PM

المرحلة الرابعة

التقويم المستمر

وهي المرحلة الاخيرة ولا تقل أهمية عن سابقيها
فهذه المرحلة يبدأ الفرد منا بتكوين أسس ومبادئ يسير عليها
ويصاحب ويصادق من يتصف بهذه المبادئ .. فأهل الخير والصلاح وأصدقاء فلاح الدنيا والاخرة مبادئهم مستقاة من خالقهم وبارئهم.. ومن قدوتهم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم
الاصل ليس في أسماء الاشخاص ولا أنسابهم وأشكالهم .. وإنما بما اتصفوا من حمل لهذه المبادئ وتطبيقها .. وهذه الاخلاق الفاضلة والتمسك بها والعمل بها .. وأما أصدقاء السوء فهم يتخبطون .. ومن منكر إلى معصية ينتقلون.. فالخطر والشر فيهم محدق.. والحذر منهم واجب .. والبعد عنهم سلامة وغنيمة

لذا فالتقويم المستمر والمحاسبة والتفكر في أي الاتجاهين الأن سائر .. أمر لابد منه
بل أن فيه النجاة والفلاح في الدنيا والاخرة
قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الانسان
وقال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ(8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (10) سورة البلد (8-10)
فالتفكير فيما أنت فيه وتقويم مسيرتك الحياتية يجب أن يلازمك باستمرار
فإما أن تحمد الله عز وجل .. وإما أن تتدارك نفسك

وقبل الختام ينبغي التنويه إلى أمر هام
وهو أنه حري بمن يريد مصادقة الجيدين
أن يتحلى هو نفسه بصفات لعل من أهمها:-
حسن الانصات والاستماع
وحسن الظن بالاخرين
وسلامة الصدر من الحسد والاحقاد
وأدب الحوار والنقاش مع الاخرين وتقبل الرأي الاخر بصدر رحب لمعرفة الحق واتباعه
والالتزم بما أمر الله ورسوله

.. يتبع ..

تقوى 10-05-2005 04:12 AM

السلام عليكم ورحمة الله
والله ياأخي الكريم كلامك ذرر

لكن أن عندي تعقيب صغير أو ربما استفسار..أنت تفضلت وقلت "أن يتحلى هو نفسه بصفات لعل من أهمها:- .... وحسن الظن بالاخرين....."

:confused: كيف نحسن الظن بالآخرين ونعزز ثقتنا فيهم ؟ أرجو التوضيح


وجزاك الله عنا كل خير


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.