أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الطريقة الأمثل لتحدد إذا كنت عبداً ام حراً (سيد قطب) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=42635)

فارس ترجل 05-02-2005 07:41 PM

الطريقة الأمثل لتحدد إذا كنت عبداً ام حراً (سيد قطب)
 
ليس العبيد هم الذين تقهرهم الأوضاع الاجتماعية , والظروف الاقتصادية ,على أن يكونوا رقيقا يتصرف فيهم السادة كما يتصرفون في السلع والحيوان, إنما هم الذين تعفيهم الأوضاع الاجتماعية والظروف الاقتصادية من الرق, ولكنهم يتهافتون عليه طائعين.

العبيد هم الذين يملكون القصور والضياع وعندهم كفايتهم من المال ولديهم وسائل العمل والإنتاج, ولا سلطان لأحد عليهم في أموالهم أو أرواحهم وهم مع ذلك يتزاحمون على أبواب السادة ويتهافتون على الرق والخدمة, ويضعون بأنفسهم الأغلال في أعناقهم, والسلاسل في أقدامهم , ويلبسون شارة العبودية في مباهاة واختيال.

العبيد هم الذين إذا أعتقوا وأطلقوا حسدوا الأرقاء الباقين في الحظيرة, لا الأحرار المطلقي السراح, لأن الحرية تخيفهم والكرامة تثقل كواهلهم.

العبيد هم الذين يحسون النير لا في الأعناق ولكن في الأرواح, الذين لا تلهب جلودهم سياط الجلد, ولكن تلهب نفوسهم سياط الذل, الذين لا يقودهم النخاس من حلقات في آذانهم , ولكنهم يقادون بلا نخاس لأن النخاس كامن في دمائهم.

والعبيد مع هذا جبارون في الأرض, غلاظ على الأحرار شداد, يتطوعون للتنكيل بهم, ويتلذذون بإيذائهم وتعذيبهم, ويتشفون فيهم تشفي الجلادين العتاة؟؟

إنهم لا يدركون بواعث الأحرار للتحرر , فيحسبون التحرر تمردا, والاستعلاء شذوذا , والعزة جريمة, ومن ثم يصبون نقمتهم الجامحة على الأحرار المعتزين, الذين لا يسيرون في قافلة الرقيق.

ومع ذلك كله فالمستقبل للأحرار, لا للعبيد ولا للسادة الذين يتمرغ على أقدامهم العبيد, المستقبل للأحرار .

إن العبيد يتكاثرون, لكن نسبة الأحرار تتضاعف والشعوب بكاملها تنضم إلى مواكب الحرية, وتنفر من قوافل الرقيق, ولو شاء العبيد لانضموا إلى مواكب الحرية, لأن قبضة الجلادين لم تعد من القوة بحيث تمسك بالزمام, ولأن حطام العبودية لم يعد من القوة بحيث تعود القافلة .

قد تُـدمى قبضة الحرية, لكن الضربة القاضية دائما تكون لها, وتلك سنة الله في الأرض. وعلى الرغم من ثبوت هذه الحقيقة فإن هنالك حقيقة أخرى لاتقل عنها ثبوتا, إنه لابد لموكب الحريات من ضحايا, لابد أن تمزق قافلة الرقيق بعض جوانب الموكب.. لابد أن تصيب سياط العبيد بعض ظهور الأحرار,لابـــــد للحــــرية من تكالــــيف , إن للعبــــودية ضحــايــاهــا وهي عبودية أفـــــلا يكـــون للحـــــرية ضحــايــاهــا وهي الحــــرية..هذه حقيقة وتلك حقيقة ولكن النهاية معروفة والغاية واضحة..


كتبه:

سيد قطب

عليه رحمة الله

الهلالى 06-02-2005 11:40 PM

أخى الحبيب فارس
==============
بتلك المقايس التى وضحها سيد قطب رحمه الله نجد أن طبقة العبيد طبقة عريضة فى كل المجتمعات الأسلامية .. ومن ينظر إلى تلك الطبقة بهذه المقايس يظن أن طبقة العبيد قد أرتقت , فهى كانت طبقة خادمة مسخرة للأعمال الشاقة لأسيادهم بلا أجر فأصبحت فى العصر الحديث ذات مناصب و رواتب بل أن بعضهم يمتلك القصور .. ولكن فى الحقيقة أنها لم تكن لترتقى و لكن عبيد الأمس أشرف منهم مقاما ...
الهلالى

فارس الأندلس 07-02-2005 03:43 AM

لم يبق عبيد في وطننا العربي و لكن العملاء نعم و يا ما أكثرهم...
و يبقى السؤال ما هو الفرق بين العبيد و العملاء؟

فارس ترجل 11-02-2005 09:54 AM


الهلالي

نعم ، لقد إنتهى الرق من الناحية الرسمية او الإصطلاحية ، لكنه باقِ تحت لافتات جديدة ، و صار عبيد هذا العصر ممن يحوزون المناصب و أعلى الرواتب و قد تحرروا بهذا من إستعباد الفاقة ربما لكنهم دخلوا في إستعباد البشر و أذناب المشركين و باعوا دينهم بدنيا رخيصة

و لكن إلى متى؟ ، و هل للكفن جيوب؟!


بوركت






فارس الأندلس

اخي ، بسؤالك وضعت إصبعك على بيت القصيد ، فعبيد هذا العصر هم العملاء ، سواء كانوا عملاء لشهواتهم او اسيادهم او مشركيهم ، و لكنهم يظلون عبيد

و الله المستعان

اشكرك على المرور و التعليق

قلم المنتدي 11-02-2005 02:46 PM

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد :

المقدمة

فهذه رسالة أوجهها لكل من انخدع بسيد قطب رحمه الله !!

رسالة أوجهها لكل من جعل سيد قطب من أئمة الدين !!

رسالة أوجهها لكل من قام بالدفاع بالباطل عن سيد قطب !!

رسالة أوجهها لكل من قام بالطعن في العلماء من أجل سيد قطب !!

رسالة أوجهها لعامة الناس قبل خاصتهم ممن اعتقد أن سيد قطب من مجددي هذا الدين !!



أخي القارئ لا تحكم علي بأني ممن تحامل على سيد قطب قبل أن تقرأ ما في هذه الرسالة من كلام، وقبل أن تخلص الدعاء إلى الله عز وجل بأن يريك الله الحق حقاً ويرزقك إتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه .
اعلم أخي القارئ أرشدك الله لطاعته، أني ما كتبت هذه الرسالة إلا بعد أن عرضت كلام الفريقين، كلام الفريق الذي دافع عن سيد قطب، وكلام الفريق الذي رد على سيد قطب.

تأملت كثيراً في كلام الفريق الذي دافع عن سيد قطب، فلم أجد فيه ما يشفي القلب، ويطمئن الضمير.

وتأملت كثيراً في كلام الفريق الذي رد على سيد قطب، فوجدت فيه الدليل، ووجدت فيه النصرة لعقيدة السلف الصالح، ووجدت فيه التأييد من كبار العلماء قبل صغار طلبة العلم.

أخي القارئ أرجو منك أن تقرأ هذه الرسالة قراءة متأنية، قراءة الباحث عن الحق، المبتغي النجاة عن كل ما قد يضر دينه، الهارب عن كل بدعة وضلالة.

أخي القارئ والله الذي لا إله إلا هو ما كتبت هذه الرسالة إلى محبتك لك، وشفقة على حالك وحال كثير ممن غرر به في هذه القضية.

وبعد هذه المقدمة التي أسأل الله بها أن يشرح صدورنا للحق، وأن ييسر لنا قبوله، والتجرد عن كل هوى.

فأقول وبالله التوفيق:

لقد وقفت على مخالفات سيد قطب رحمه الله، فوجدتها ليست بالمخالفات والأخطاء الهينة التي يسكت عنها، أو التي تجعلنا نسمح بنشر كتبه ورسائله.

وجدت في مخالفاته العقدية الكثيرة، والتي سأذكرها بشكل موجز ، ثم أعلق تعليقاً بسيطاً على ما قاله سيد قطب رحمه الله، ثم أختم هذه الرسالة بأقوال العلماء في سيد قطب.

أولاً: مخالفات سيد قطب العقدية:

1/ شذوذ سيد قطب في تفسير كلمة التوحيد { لا إله إلا الله }:

قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى في سورة القصص: (( وهو الله لا إله إلا هو )) :

" أي: فلا شريك له في الخلق والاختيار " [في ظلال القرآن (5/2707)].

قلت: أهكذا فسر علماء التوحيد معنى كلمة التوحيد، بل قد ضيع سيد قطب المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أي: هو المنفرد بالألوهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه.

فهل فرقت أخي الكريم بين تفسير العلماء لكلمة التوحيد وتفسير سيد قطب لكلمة التوحيد؟

2/ خلط سيد قطب بين معنى الربوبية والألوهية:

قال سيد قطب في تفسير سورة هود: " وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام، ولا كانت المعركة بين الحق والطاغوت، على ألوهية الله سبحانه للكون، وتصريف أموره في عالم الأسباب والنواميس الكونية، إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس، الذي يحكمهم بشرعه، ويصرفهم بأمره، ويدينهم بطاعته " [في ظلال القرآن (4/1852)].

قلت: أخي القارئ أليس هذا جهلاً من سيد قطب حيث لم يعرف الفرق بين الربوبية والألوهية ؟!

ألم تعترف الأمم بتوحيد الربوبية ولم تقبل توحيد الألوهية؟!

ألم يقل الله تعالى: (( أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) وهذا هو توحيد الألوهية؟!

ألم يبين الله تعالى أن المشركين يأنفون ويستكبرون إذا دُعوا إلى توحيد الألوهية، ولا يفعلون ذلك إذا قُرروا بتوحيد الربوبية، لأنهم يعرفونه حق المعرفة، ولا يجادلون فيه ولا يكابرون؟!

3/ سيد قطب والقول بخلق القرآن:

إن القول بأن القرآن مخلوق من البدع الكبرى التي كفر بها السلف، ولكن سيد قطب يقرر بأن القرآن مصنوع (أي: مخلوق):

قال سيد قطب في تفسير سورة ص: " هذا الحرف .. (صاد) .. يقسم به الله سبحانه كما يقسم بالقرآن ذي الذكر، وهذا الحرف من صنعة الله تعالى .. " [في ظلال القرآن (5/3006-30079].

قلت: أليس هذا بتصريح من سيد قطب بأن الحرف من صنع الله؟!

أليس هذا تشبيه بالمخلوقات كلها، إذ هي تشارك القرآن في كونه وإياها جميعاً خوارق معجزة؟!

أليس هذا تشكيكاً وتأييداً لمذاهب أهل الضلال من الجهمية والمعتزلة وغيرهم ؟!

قال ابن مقاتل: سمعت ابن المبارك يقول: من قال: (( إنني أنا الله له إلا أنا )): مخلوق؛ فهو كافر [خلق أفعال العباد للإمام البخاري ص14-15].

4/ سيد قطب والشرك وعبادة الأوثان:

قال سيد قطب: "إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم، أو التي كانت تزاولها شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار أو أشجار أو حيوان أو طير أو نجم أو نار أو أرواح أو أشباح.

إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صور الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصور الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الصحيحة لحقيقة ما يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة، ولابد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك وعلاقة الأصنام بها، كما أنه لابد من التعمق في معنى الأصنام، وتمثل صورها المجردة المتجددة مع الجاهليات المستحدثة" [في ظلال القرآن (4/2114)].

قلت: أليس في هذا تهويناً من دعوة الأنبياء التي ركزت على عبادة الأصنام والأوثان؟!

أليس في هذا صرفاً للدعاة عن أعظم وأكبر أنواع الكفر والشرك الذي حاربه كل الأنبياء والمرسلون والمصلحون؟!

أليس في هذا خلطاً بين قضايا الشرك الأكبر والأصغر، وبين قضايا المعاصي صغيرها وكبيرها؟!

أليس هذا التفسير الذي فسره سيد مما يفرح عباد القبور من الروافض والصوفية؟!

5/ تكفير سيد قطب للمجتمعات الإسلامية:

حكم سيد قطب على المجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعا مرتدة، حيث قال: " إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي " [في ظلال القرآن (3/1735)].

قلت: أليس هذا عين التكفير؟!

ألا يعد جهاد السلفيين في الجزيرة، وإقامتهم دولة إسلامية على التوحيد والكتاب والسنة مجتمعاً إسلامياً ؟!

ألا يعد مجتمع السلفيين وجهادهم بالسيف وفي ميدان الدعوة ( وأهلها يقدرون بالملايين) مجتمعاً إسلامياً ؟!

ثانياً: أقوال العلماء في سيد قطب:

1/ فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

قال سيد قطب ـ عفا الله عنه ـ في "ظلال القرآن " في قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى) : " أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول : إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق ".

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن بازـ رحمه الله ـ : " هذا كله كلام فاسدٌ، هذا معناه الهيمنة، ما أثبت الاستواء : معناه إنكار الاستواء المعروف، وهو العلو على العرش، وهذا باطلٌ يدل على أنه مسكين ضايع في التفسير " .

ولما قال لسماحته أحد الحاضرين بأن البعض يوصي بقراءة هذا الكتاب دائماً، قال سماحة الشيخ ابن باز :" الذي يقوله غلط ـ لا .. غلط ـ الذي يقوله غلط سوف نكتب عليه إن شاء الله".

المرجع : (درس لسماحته في منزله بالرياض سنة 1413 ـ تسجيلات منهاج السنة بالرياض).

2/ فتوى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:

قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في سياق مناقشة لشخص: " أنا قلت يوماً ما بالنسبة لسيد قطب. تسمع بالشيخ عبد الله عزام ؟

قال السائل : نعم.

قال الشيخ: " جزاك الله خيراً، عبد الله عزام كان هنا من الإخوان المسلمين، ومنذ قريب سبع سنين أو ثمان سنين الإخوان المسلمون اتخذوا قراراً بمقاطعة الألباني؛ مقاطعة دروسه ومقاطعة كل من ينتمي إلى دعوته علماً أن عبد الله عزام كان هو الرجل الوحيد من بين الإخوان المسلمين الذي لا يكاد يسمع أن الشيخ الألباني عنده جلسة في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ومعه دفتر (هيك) صغير وقلم (هيك) صغير جداً يكتب فيه خلاصات.

هذا الرجل الودود حقاً لما صدر قرار مقاطعة الألباني ما عاد حضر عند الألباني إطلاقاً. لقيته في "مسجد صهيب" ونحن خارجون من الصلاة، سلمت عليه بطبيعة الحال وسلَّم هو على استحياء لأنه لا يريد أن يخالف القرار، قلت له : أيش هذا يا شيخ، هكذا الإسلام يأمركم؟

قال ـ أي عبد الله عزام ـ : سحابة صيف عما قريب تنقشع " .

عاود الشيخ فقال: " راحت أيام وجاءت أيام كان جاء زارني على البيت ما وجدني، الخلاصة قام بتتبع الأخبار عرف أني أنا عند نظام لما كان بيته تحت في البلد، طرق الباب دخل، أهلاً وسهلاً، قال : أنا جئت البيت ما وجدتك وأنا كما تعلم حريص على الاستفادة من علمك من هذا الكلام، قلت له : أنا هكذا أعرف، لكن أيش معنا المقاطعة هذه؟ قال: أنت كفَرتَ سيد قطب ـ وهذا الشاهد ـ. قلت له : أيش كفَّرت ؟ قال: أنت بتقول إنه هو يقرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير أولاً: "سورة الحديد" ـ أظن ـ، وثانياً : "بقل هو الله أحد". قلت: نعم، نقل كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود، لكن نحن من قاعدتنا ـ وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك تتابع جلساتي ـ لا نكفر إنساناً ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة، فكيف أنتم تعلنون المقاطعة هذه وأنا موجود بين ظهرانيكم أنت إذا ما جئت تبعثوا شخص يتحقق من أنه صحيح أنا أكفر سيد قطب.

كان معه يومئذٍ لما جاء لنظام أخونا علي السطري، قلت له : سيد قطب هكذا يقول في سورة كذا. قام فتح في مكان آخر فيه بأن الرجل يؤمن بالله ورسوله والتوحيد …إلخ، قلنا له: يا أخي نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله، لكننا أنكرنا هذا الباطل الذي قاله.

ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في "مجلة المجتمع" في الكويت بعنوان ضخم: الشيخ الألباني يكفر سيد قطب، والقصة طويلة جداً لكن الشاهد فيها أين؟ أننا نحن نقول (هيك) ونقول (هيك) فالذي يأخذ إن سيد قطب كفره الألباني مثل الذي يأخذ إنه والله الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين، هؤلاء أهل أهواء ، يا أخي! هؤلاء لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعـو الله لهـم فقط، " أفأنتَ تُكْرهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين".

المرجع: (شريط للشيخ بعنوان مفاهيم يجب أن تصحح).

3/ فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

يتبع

قلم المنتدي 11-02-2005 02:47 PM

قال السائل : ما هو قول سماحتكم في رجل ينصحُ الشباب السُّنِّيّ بقراءة كتب سيد قطب، ويخص منها : (في ظلال القرآن) و (معالم على الطريق) و (لماذا أعدموني) دون أن ينبه على الأخطاء والضلالات الموجودة في هذه الكتب ؟

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ : " أنا [قولي] ـ بارك الله فيك ـ أن من كان ناصحاً لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين، أما تفسير سيد قطب ـ رحمه الله ـ ففيه طوام ـ لكن نرجو الله أن يعفو عنه ـ فيه طوام: كتفسيره للاستواء، وتفسيره سورة " قل هو الله أحد "، وكذلك وصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به".

المرجع: (من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421).

4/ فتوى الشيخ عبد الله بن محمد الدويش رحمه الله:

قال الشيخ المحدث عبد الله بن محمد الدويش ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه (المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال): " فقد كثر السؤال عن كتاب "ظلال القرآن" لمؤلفه سيد قطب ولم أكن قد قرأته فعزمت على قراءته فقرأته من أوله إلى آخره فوجدت أخطاءً في مواضع خصوصاً ما يتعلق بعقيدة أهل السنة والجماعة وعلم السلوك فأحببت التنبيه على ذلك لئلا يغتر به من لا يعرفه . وقبل الشروع في ذلك أنبه على أمور:

(الأول) : أن بعض المواضع قد يتكرر في كثير من السور فأنبه عليه في موضع أو موضعين أو أكثر من ذلك ولا استقصى ما في كل سورة اكتفاءً بما ذكرته وطلباً للاختصار.

(الثاني) : أن بعض الناس يستعظم أن ينبه على أخطاء من أخطأ وهذا جهل منه فما زال العلماء يرد بعضهم على بعض من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا وقد قال مالك بن أنس رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم.

(الثالث) : اشتهر عن بعض الناس أن المؤلف ألف هذا الكتاب في أول عمره بخلاف ما ألفه في آخره ولعله اعتمد على ما قرره في سورة الجن في الجزء السادس ص3730 وص3731 الطبعة السابعة في الحاشية ولكنه ليس صريحاً في ذلك لكونه نقض كلامه في آخره وسيأتي التنبيه عليه في موضعه إن شاء الله وعلى كل تقدير فليس المقصود الشخص وإنما المقصود بيان ما في كتابه من الأخطاء وسميته (المورد العذب الزلال على أخطاء الظلال) وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم مقرباً لديه في جنات النعيم إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير ن وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.


المرجع: (مقدمة كتاب المورد العذب الزلال للشيخ الدويش رحمه الله ، طبع1408).

5/ فتوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:

سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عن قراءة كتاب ظلال القرآن ؟

فقال: " وقراءة الظلال فيها نظر لأن الظلال يشتمل على أشياء فيها نظر كثير، وكوننا نربط الشباب بالظلال ويأخذون ما فيه من أفكار هي محل نظر. هذا قد يكون له مردود سيء على أفكار الشباب. فيه تفسير ابن كثير، وفيه تفاسير علماء السلف الكثيرة وفيها غنى عن مثل هذا التفسير.

وهو في الحقيقة ليس تفسيراً، وإنما كتاب يبحث بالمعنى الإجمالي للسور، أو في القرآن بوجه عام. فهو ليس تفسيراً بالمعنى الذي يعرفه العلماء من قديم الزمان؛ أنه شرح معاني القرآن بالآثار، وبيان ما فيها من أسرار لغوية وبلاغية، وما فيها من أحكام شرعية. وقبل ذلك كله بيان مراد الله ـ سبحانه وتعالى ـ من الآيات والسور.

أما ظلال القرآن فهو تفسير مجمل نستطيع أن نسميه تفسيراً موضوعياً فهو من التفسير الموضوعي المعروف في هذا العصر، لكنه لا يُعتَمد عليه لما فيه من الصوفيات، وما فيه من التعابير التي لا تليق بالقرآن مثل وصف القرآن بالموسيقى والإيقاعات، وأيضاً هو لا يعنى بتوحيد الألوهية ، وإنما يعنى في الغالب بتوحيد الربوبية وإن ذكر شيئاً من الألوهية فإنما يركز على توحيد الحاكمية، والحاكمية لاشك أنها نوع من الألوهية لكن ليست [وحدها] هي الألوهية المطلوبة ، [وهو يوؤل الصفات على طريقة أهل الضلال].

والكتاب لا يجعل في صف ابن كثير وغيره من كتب التفسير. هذا الذي أراه ولو اختير من كتب السلف ، ومن الكتب المعنية بالعقيدة والمعنية بتفسير القرآن والمعنية بالأحكام الشرعية لكان هذا أنسب للشباب.

المرجع: (في شريط مجموع ما قاله ابن باز حول نصيحته العامةـ لقاء مع فضيلته ـ مكة المكرمة ـ 9/8/1412 ثم صححه الشيخ).

6/ فتوى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله:

سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان : هل يوجد في مجلد ظلال القرآن لسيد قطب شكٌ أو ريب بالنسبة للعقيدة، وهل تنصح باقتنائه أم لا ؟

فأجاب الشيخ: " بل هو مليء بما يخالف العقيدة، فالرجـل ـ رحمه الله - نسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين ـ ليس من أهل العلم. هو من أهل الدراسات المدنية وأهل الأدب. وله كتبه السابقة قبل أن ينخرط في سلك الإخوان المسلمين، وكان من الأدباء، له كتاب: (حصاد أدبي)، و(الأطياف الأربعة)، وغيره.. و(طفل من القرية)، وأشياء كثيرة من هذا النوع. ثم شاء الله ـ جل وعلا ـ أن يتحول عما كان عليه. وكان في وقت نشط الناس في الكلام وإن قل العمل، وكان للكلام أثره فكان ما كان وكتب هذا الكتاب الذي اسمه "في ظلال القرآن". وإن شاء الله له حسنات، ولكن له أخطأ في العقيدة، وفي حق الصحابة؛ أخطاء خطيرة كبيرة. وقد أفضى إلى ما قدم فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه.

وأما كتبه فإنها لا تُعِّلمُ العقيدة ولا تقرر الأحكام، ولا يعتمد عليها في مثل ذلك، ولا ينبغي للشادي والناشئ في طريق العلم أن يتخذها من كتب العلم التي يعتمد عليها، فللعلم كتبه، وللعلم رجاله. أنصح أن يعتني طالب العلم بالقراءة للمتقدمين: الأئمة الأربعة، وللتابعين، وأهل الحق، وعلماء الإسلام المعروفين بسلامة المعتقد وغزارة العلم والتحقيق وبيان مقاصد الشريعة. وهم ـ ولله الحمد ـ كثيرون، وكتبهم محفوظة ـ بحمد الله ـ والمرجع في ذلك كله ـ عرض أقوال الناس ـ إنما يكون على كتاب الله وعلى سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى أقوال السلف (الصحابة) فهم أدرى وأعرف بمفاهيم كلام الله وكلام نبيه، وذلك كله ـ ولله الحمد ـ مدون في كتب العلماء من الصحاح والسنن، وكتب الآثار؛ كالمصنفات ونحوها. فلا عذر لطالب العلم بالتقصير ، ولا يصح أن يجعل كتب المتأخرين حاكمة على كتب المتقدمين. نعم.

المرجع: (من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي يتاريخ23/10/1418).

الخاتمة

أخي القارئ بعد هذا البيان الموجز لمخالفات سيد قطب، وأقوال العلماء في كتبه، فهل يحق لنا الدافع عنه بالباطل؟

هل يحق لنا التشنيع على العلماء الذين ردوا على سيد قطب وبينوا الضلالات والمخالفات التي في كتبه؟

هل يحق لنا وصفه بالإمام والمجدد؟

هل يحق لنا أن نقول عن كتبه نأخذ منها المفيد ونترك السيئ؟

فإن كانت إجابتك أخي القارئ بـ (لا)، فهذا ما أرجوه منك، وإن كانت إجابتك بـ (نعم) فأقول لك: إذن بارك الله فيك، لماذا لا نلتمس الأعذار للرافضة ، والأشاعرة، والصوفية، وغيرهم من أهل البدع والضلال، فأخطاءهم ومخالفاتهم هي نفسها مخالفات سيد قطب؟

لماذا نرى كثيراً من الأخوة الذين يدافعون عن سيد قطب، يشنعون أشد التشنيع على الرافضة والصوفية، ويردون على أخطاءهم، في حين أخطاء ومخالفات سيد قطب، يهونون منها؟

لماذا تركنا أقوال كبار العلماء، وأخذنا بأقوال الصغار، والجهلة؟

لماذا صرنا نميع الدين، فنجامل فيه بعضاً ، ونشنع على بعض؟

لماذا صرنا نقلل من الشأن الرد على أهل البدع والأهواء إذا كان الرد على من نحب وكان وفقاً للحق والصواب، وإذا كان الرد على من يخالفنا، نفرح ونطير بهذا الرد؟

هذه الأسئلة أتركها لك أخي القارئ، وما كتبت هذه الرسالة إلى محبتك لك ورغبة مني لهدايتك إلى الحق، وليس لي من الأمر شيء.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

أخوك المحب لك


لكاتبه : أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي

فارس الأندلس 12-02-2005 10:38 AM

يا فيلم المنتدى, سيد قطب رحمه الله قام بواجبه فسر القرآن الكريم و جاهد بقلمه و فكره و ألف كتبا بين فيها ما أردت أنت و أمثالك أن تخفوه .... و ماذا فعلت أنت أين جهادك لصالح الدين؟
ثم رأيك في الفريقين ـ المدافعين عن سيد قطب و المضادين لهم- فذاك رأيك الخاص و لا تستطيع بل لا يحق لك أن تفرضه على الآخرين ، بمعنى يجب عليك أن تحترم الرأي الآخر و كن مؤدبا و عاقلا و تواضع إني أراك تصول و تجول في هذا المنتدى و كأنك بوش هذه الخيمة ،مرة أخرى أقول لك تواضع و اعلم أن فوق كل ذي علم عليم .


:confused:

كشكول 12-02-2005 02:17 PM

مسكين هذا القلم

الوافـــــي 12-02-2005 03:00 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فارس الأندلس
ثم رأيك في الفريقين ـ المدافعين عن سيد قطب و المضادين لهم- فذاك رأيك الخاص و لا تستطيع بل لا يحق لك أن تفرضه على الآخرين ، بمعنى يجب عليك أن تحترم الرأي الآخر و كن مؤدبا و عاقلا و :confused:

وبنفس النهج أقول

يافارس الأندلس هذا يبقى رأيك الخاص و لا تستطيع بل لا يحق لك أن تفرضه على الآخرين ، بمعنى يجب عليك أن تحترم الرأي الآخر و كن مؤدبا و عاقلا

وسبحان الله العظيم
يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم

اللهم لا شماته

قلم المنتدي 12-02-2005 04:29 PM

فارس ليش معصب هد نفسك لاينقطع فيك عرق
انا لم اقل انه لم يفسر القرأن نعم سيد قطب فسر القرأن
ولكن تفسيره خطاء وفسره على هواه وبمزاجه وانا وانت
وفارس ترجل لسنا اعلم من سماحة الشيخ الوالد بن باز والشيخ
بن عثيمين رحمهم الله عندما نصحونا بعدم قرأة كتب سيد قطب
وانا لم افرض رأيي عليك او على غيرك
الا تعلم انت وغيرك انه تطاول على صحابة النبي صلي الله عليه وسلم
واليك الدليل

فلم يبق لنا الآن أخوتي في الله سوى أن أنقل لكم رد محمود شاكر على سيد قطب أولا ثم أردفه برد سيد على محمود ...
والله الموفق ... فما عليك سوى أن تتجرد وتتدبر لعل الله يشرح يصدر للحق ...


لا تسبوا أصحابي للأستاذ محمود محمد شاكر مجلة المسلمون -العدد الثالث ، سنة 1371هـ


حسب امرئ مسلم لله أن يبلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده ، لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ؛ ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه))؛ حتى يخشع لرب العالمين ، ويسمع لنبي الله ويطيع ، فَيَكُفَّ عَرْبَ لسانه وضراوة فكره عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يعلم علماً لا يشوبه شكّ ولا ريبة: أن لا سبيل لأحد من أهل الأرض – ماضيهم وحاضرهم – أن يلحق أقل أصحابه درجة ، مهما جهد في عبادته ، ومهما تورع في دينه ، ومهما أخلص قلبه من خواطر السوء في سره وعلانيته. وما أين يشك وكيف يطمع ورسول الله لا ينطق عن الهوى ، ولا يداهن في دين ، ولا يأمر الناس بما يعلم أن الحق في خلافه ، ولا يحدث بخبر ولا ينعت أحداً بصفة ؛ إلا بما علمه ربه وبما نبأه؟! وربه الذي يقول له ولأصحابه : ] والّذي جاءَ بالصِّدقِ وَصدَّقَ به أولِئكَ هُمُ المُتَّقون . لَهُمْ ما يَشاؤونَ عِنْدَ رَبِّهمْ ذَلِكَ جَزاءُ المُحْسِنِينَ . لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُم أَسْوَأَ الذي عَمِلوا ويَجْزِيَهُمْ بأَحسَنِ الذِي كانوا يَعْمَلونَ [ . ثم يبين صلى الله عليه وسلم كتاب ربه ، فيقول : ((خير الناس قرني ، ثم الذي يلونهم ، ثم الذي يلونهم ، ثم يجيء قومُ تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته)). ثم يزيد الأمر بيانا صلى الله عليه وسلم ، فيدل المؤمنين على المنزلة التي أنزلها الله أصحابَ محمد رسول الله ، فيقول: ((يأتي على الناس زمان ، فيغزو فئام فيفتح لهم ، ثم يأتي على الناس زمان ، فيغزو فئام من الناس ، فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم ، فيفتح لهم)). فإذا كان هذا مبلغ صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأي مسلم يطيق بعد هذا أن يبسط لسانه في أحد من صحابة محمد رسول الله ؟! وبأي لسان يعتذر يوم يخاصمه بين يدي ربهم ؟! وما يقول وقد قامت عليه الحجة من كتاب الله ومن خبر نبيه ؟! وأين يفر امرؤ يومئذ من عذاب ربه؟! وليس معنى هذا أن أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلممعصومون عصمة الأنبياء ، ولا أنهم لم يخطئوا قط ولم يسيئوا ؛ فهم لم يدّعوا هذا ، وليس يدّعيه أحد لهم ، فهم يخطئون ويصيبون ، ولكن الله فضلهم بصحبة رسوله ، فتأدبوا بما أدبهم به ، وحرصوا على أن يأتوا من الحق ما استطاعوا ، وذلك حسبهم ، وهو الذي أمروا به ، وكانوا بعدُ توابين أوابين ، كما وصفهم في محكم كتابه ، فإذا أخطأ أحدهم ، فليس يحل لهم ولا لأحد ممن بعدهم أن يجعل الخطأ ذريعة إلى سبهم والطعن عليهم. هذا مجمل ما أدبنا به الله ورسوله ، بيد أن هذا المجمل أصبح مجهولاً مطروحاً عند أكثر من يتصدى لكتابة تاريخ الإسلام من أهل زماننا ، فإذا قرأ أحدهم شيئاً فيه مطعن على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سارع إلى التوغل في الطعن والسب بلا تقوى ولا ورع ، كلا ، بل تراهم يحيط بها من الريب والشكوك ، وما الأسباب الداعية إلى الكذب في الأخبار ، ومن العلل الدافعة إلى وضع الأحاديث المكذوبة على هؤلاء الصحابة . ولن أضرب المثل بما يكتبه المستشرقون ومن لف لفهم؛ فهم كما نعلم ، ولا بأهل الزيغ والضلال والضغينة على أهل الإسلام؛ كصاحب كتاب الفتنة الكبرى) وأشباهه من المؤلفين بل سآتيك بالمثل من كلام بعض المتحمسين لدين ربهم ، المعلنين بالذب عنه والجهاد في سبيله ، وأن سمة الحضارة الوثنية الأوروبية ، تنفجر أحياناً – في قلب من لم يحذر ولم يتق – بكل ضغائن القرن العشرين ، وبأسوأ سخائم هذه الحضارة المعتدية لحدود الله ، التي كتب على عباده – مسلمهم وكفارهم – أن لا يتعدوها . أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم : أبو سفيان بن حرب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وهند بنت عتبة بن ربيعة ؛ أم معاوية ، رضي الله عنهم ، كيف يتكلم أحد الناس عنهم ؟! 1- ((فلما جاء معاوية ، وصير الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية ؛ لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية]] ولم يكتف بهذا ، بل شمل بني أمية جميعاً ، فقال: ((فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبهم ، وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات]] 2- ثم يذكر يزيد بن معاوية بأسوأ الذكر ، ثم يقول: ((وهذا هو الخليفة الذي يفرضه معاوية على الناس ، مدفوعاً إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية القبلية ، وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه؛ فمعاوية هو ابن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة ، وهو وريث أحد قومه جميعاً ، وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام ؛ فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية؛ فهو منه ومنهم بريء]] 3- ((ولسنا ننكر على معاوية في سياسة الحكم ابتداعه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب ، إنما ننكر عليه أولاً وقبل كل شيء إقصاءه العنصر الأخلاقي في صراعه مع علي وفي سيرته في الحكم بعد ذلك إقصاءً كاملاً لأول مرة في تاريخ الإسلام …فكانت جريمة معاوية الأولى التي حكمت روح الإسلام في أوائل عهده هي نفي العنصر الأخلاقي من سياسته نفياً باتاً ، ومما ضاعف الجريمة أن هذه الكارثة باكرت الإسلام ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سننه الرفيع…ولكي ندرك عمق هذه الحقيقة يجب أن نستعرض صوراً من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي ابي بكر وعمر ، وعلى أيدي عثمان ومروان …ثم على أيدي الملوك من أمية …ومن بعدهم من بني العباس ، بعد أن خُنقت روح الإسلام خنقاً على أيدي معاوية وبني أمية]] 4- (( ومضى علي إلى رحمة ربه ، وجاء معاوية بن هند وبن ابي سفيان]] وأنا استغفر الله من نقل هذا الكلام ، بمثل هذه العبارة النابية ؛ فإنه أبشع ما رأيته . ثم يقول: ((فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية؛ لقد انهار هذا الحاجز ، وانساح ذلك السد ، وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام ، وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلته ، وعلى رأسها عمرو بن العاص ، قوم تجمعهم المطامع والمآرب ، وتدفعهم المطامح والرغائب ، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير ]] وأنا أستغفر الله وأبرأ إليه . ثم قال: ((ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية؛ فنحن لا نؤرخ له هنا ، وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعلم أي رجل هو ، ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين]] ثم ينقل خطبة يزعم أنها لمعاوية في أهل الكوفة بعد الصلح ، يجيء فيها قول معاوية : ((وكل شرط شرطته ؛ فتحت قدمي هاتين )) ، ثم يعقب عليه مستدركاً: ((والله تعالى يقول : ] وأوْفُوا بالعَهْدِ إنَّ العَهْدَ كانَ مسؤولاً [ والله يقول: ] وإِنِ اسْتنصروكم في الدِّينِ فَعَليكُم النصر إلا على قومٍ بَينَكُم وَبَيْنَهُم ميْثَاقٌ [ ؛ فيؤثر الوفاء بالميثاق للمشركين المعاهدين على نصرة المسلمين لإخوانهم في الدين ، أما معاوية ؛ فيخيس بعهده للمسلمين ، ويجهر بهذه الكبيرة جهرة المتبجحين ، إنه من أمية ، التي أبت نحيزتها أن تدخل في حلف الفضول ]] 5- ثم يذكر خطبة أخرى لمعاوية في أهل المدينة: ((أما بعد؛ فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم ]]] ثم يعلق عليها فيقول: ((أجل ، ما وليها بمحبة منهم ، وإنه ليعلم أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام ، ولكن ما لمعاوية وهذا الإسلام ، وهو ابن هند وابن ابي سفيان؟!]]

6- وأما معاوية بعد علي ؛ فقد سار سياسة المال سيرته التي ينتفي منها العنصر الأخلاقي ، فجعله للرشى واللهى وشراء الأمم(1) في البيعة ليزيد ، وما أشبه هذه الأغراض ، بجانب مطالب الدولة والأجناد والفتوح بطبيعة الحال]] ) 7- ثم قال شاملاً لبني أمية : ((هذا هو الإسلام ، على الرغم ما اعترض خطواته العملية الأولى من غلبة أسرة لم تعمر روح الإسلام نفوسها؛ فأمنت على حرف حين غلب الإسلام ، وظلت تحلم بالملك الموروث العضوض حتى نالته ، فسارت بالأمر سيرة لا يعرفها الإسلام ]] . هذا ما جاء في ذكر معاوية ، وما أضفى الكاتب من ذيوله على بني أمية وعلى عمرو بن العاص ، وأما ما جاء عن أبي سفيان بن حرب؛ فانظر ماذا يقول: 8- ((أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام ؛ فهو إسلام الشفة واللسان ، لا إيمان القلب والوجدان ، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل؛ فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، بينما يتظاهر بالإسلام ، ولقد ظلت العصبية الجاهلية تسطير على فؤاده…وقد كان سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها]] 9- ((ولقد كان أبو سفيان يحلم بملك وراثي في بني أمية منذ تولى الخلافة عثمان ؛ فهو يقول : ((يا بني أمية …تلقفوها تلقف الكرة؛ فو الذي يحلف به أبو سفيان ؛ ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة!) ، وما كان يتصور حكم المسلمين إلا ملكاً ، حتى أيام محمد ، (وأظن أنا أنه من الأدب أن أقول: صلى الله عليه وسلم )؛ فقد وقف ينظر إلى جيوش الإسلام يوم فتح مكة ، ويقول للعباس بن عبد المطلب : ((والله يا أبا الفضل؛ لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً)) ، فلما قال له العباس : إنها النبوة ، فما كان مثل هذا القلب ليفقه إلا معنى الملك والسلطان]] ) ثم يقول عن هند بن عتبة أم معاوية: 10- ((ذلك أبو معاوية ، فأما أمه هند بنت عتبة ، فهي تلك التي وقفت يوم أحد تلغ في الدم إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة ، لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة؛ فقد كان قد مات ، وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرها بعد إذ تقررت غلبة الإسلام تصيح: ((اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه ، قبح من طليعة قوم ، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم؟]]

قلم المنتدي 12-02-2005 04:31 PM

هؤلاء أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكرهم كاتب مسلم بمثل هذه العبارات الغريبة النابية ، بل زاد ، فلم يعصم كثرة بني أمية من قلمه ، فطرح عليهم كل ما استطاع من صفات تجعلهم جملة واحدة براء من دين الله ، ينافقون في إسلامهم ، ونفون من حياتهم كل عنصر أخلاقي – كما سماه - .

وأنا لن أناقش الأن هذا المنهج التاريخي ؛ فإن كل مدع يستطيع أن يقول: هذا منهجي ، وهذه دراستي!! بل غاية ما أنا فاعل أن أنظر كيف كان أهل هذا الدين ينظرون إلى هؤلاء الأربعة بأعيانهم ، وكيف كانوا – هؤلاء الأربعة – عند من عاصرهم ومن جاء بعدهم من أئمة المسلمين وعلمائهم. وأيضا ، فإني لن أحقق هذه الكلمة فساد ما بُني عليه الحكم التاريخي العجيب ، الذي استحدثه لنا هذا الكاتب ، بل أدعه إلى حينه . فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أسلم عام القضية ، ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً ، وكتم إسلامه عن أبيه وأمه ، ولما جاءت الردة الكبرى؛ خرج معاوية في هذه القلة المؤمنة التي قاتلت المرتدين ، فلما استقر أمر الإسلام ، وسير أبو بكر الجيوش إلى الشام ؛ سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه ، فلما مات يزيد في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ قال لأبي سفيان رضي الله عنه : أحسن الله عزاءك في يزيد .فقال أبوسفيان : من وليت مكانه ؟ قال: أخاه معاوية . قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين . وبقي معاوية والياً لعمر على عمل دمشق ، ثم ولاه عثمان الشام كلها ، حتى جاءت فتنة مقتل عثمان ، فولي معاوية دم عثمان لقرابته ، ثم كان بينه وبين علي ما كان.

ويروي البخاري (5/28) أن معاوية أوتر بعد العشاء بركعة ، وعنده مولى لابن عباس ، فأتى ابن عباس ، فقال: دعه؛ فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال في خير آخر: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؛ فإنه أوتر بواحدة؟ فقال ابن عباس : إنه فقيه.

وروى أحمد في ((مسند)) (4/102) عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس: أن معاوية أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر شعره بمشقص فقلت لابن عباس : ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية ! فقال: ما كان معاوية على رسول الله صلى الله عليه وسلم متهماً. وعن ابي الدرداء : ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا (يعني معاوية) . مجمع الزوائد (9/357). وروى أحمد في ((مسنده)) (4/101) عن أبي أمية عمرو بن يحيى ابن سعيد عن جده: أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، واشتكى أبو هريرة ، فينا هو يوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ رفع رأسه إليه مرة أو مرتين ، فقال: ((يا معاوية ! إن وليت أمراً؛ فاتق الله عز وجل واعدل)) . قال معاوية : فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت . وروى أحمد في مسنده (4/127) عن العرباض بن سارية السلمي؛ قال: سمعت رسول الله وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان : ((هلموا إلى الغداء المبارك)) ثم سمعته يقول: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب)). وروى أحمد في مسنده (4/216) عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه ذكر معاوية ، فقال: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً ، واهد به )). هذا بعض ما قيل في معاوية رضي الله عنه ، وفي دينه وإسلامه.

فإن كان هذا الكاتب قد عرف واستيقن أن الروايات المتلقفة من أطراف الكتب تنقض هذا نقضاً ، حتى يقول: إن الإسلام بريء منه! فهو وما عرف!!.

وإن كان يعلم أنه أحسن نظراً ومعرفة بقريش من أبي بكر حين ولّي يزيد بن أبي سفيان ، وهو من بني أمية ، وأنفذ بصراً من عمر حين ولي معاوية؛ فهو وما علم !!

وإن كان يعلم أن معاوية لم يقاتل في حروب الردة إلا وهو يضمر النفاق والغدر؛ فله ما علم !!

وإن كان يرى ما هو أعظم من ذلك ؛ أنه أعرف بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من رسول الله الذي كان يأتيه الخبر من السماء بأسماء المنافقين بأعيانهم ؛ فذلك ما أعيذه منه أن يعتقده أو يقوله !!

ولكن لينظر فرق ما بين كلامه وكلام أصحاب رسول الله عن رجل آخر من أصحابه ، ثم ليقطع لنفسه ما شاء من رحمة الله أو من عذابه ، ولينظر أيهما أقوى برهاناً في الرواية ، هذا الذي حدثنا به أئمة ديننا ، أم ما انضمت عليه دفتا كتاب من عرض كتب التاريخ كما يزعمون ، ولينظر لنفسه حتى يرجح رواية على رواية وحديثاً على حديث وخبراً على خبر ، وليعلم أن الله تعالى أدب المسلمين أدباً لم يزالوا عليه منذ كانت لدين الله الغلبة حتى ضرب الله على أهل الإسلام الذلة بمعاصيهم وخروجهم عن حد دينهم واتباعهم الأمم في أخلاقها وفي فكرها وفي تصورها للحياة الإنسانية . يقول ربنا سبحانه : ] يا أيَّها الذِينَ آمنُوا إِن جاءَ كم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فتَبَيَّنوا أن تُصيبوا قَوماً بِجَهالةٍ فتُصْبِحوا على ما فَعَلتُم نادِمين [ ويقول: ] يا أيُّها الذِينَ آمنوا اجتنِبُوا كثيراً مِنَ الظّنِ إنّ بعْضَ الظِّنِّ إِثم [ ويقول: ] ولا تَقْفُ ما لَيْسَ لك بِهِ عِلْمٌ إِنّ السَّمعَ والبَصَرَ والفُؤادَ كُلُ أُولَئكَ كانَ عنه مسؤولاً [ ولينظر أنى له أن يعرف أن معاوية كان يعمل بوحي الجاهلية لا الإسلام ، وأنه بعيد الروح عن حقيقة الإسلام وأن الإسلام لم يَعمُر قلبه ، وأنه خنق روح الإسلام هو وبنو أبيه ، وأنه هو وعمرو بن العاص ومن على شاكلتهم لا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير ، وأن في أسلاخ معاوية وبني أمية جريمة أي جريمة على الإسلام والمسلمين ، وأنه يخيس بالعهد ويجهر بالكبيرة جهرة المتبجحين ، وأنه ما لمعاوية وهذا الإسلام وأنه ينفي العنصر الأخلاقي من سيرته ويجعل مال الله للرشى واللهى وشراء الذمم ، وأنه هو وبنو أمية آمنوا على حرف حين غلب الإسلام .

أما أبو سفيان رضي الله عنه ؛ فقد أسلم ليلة الفتح ، وأعطاه رسول الله من غنائم حنين كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم ، فقال له : (( والله ؛ إنك لكريم فداك أبي وأمي ، والله؛ لقد حاربتك فلنعم المحارب كنت ، ولقد سالمتك فلنعم المسالم أنت ، جزاك الله خيراً)). ثم شهد الطائف مع رسول الله ، وفقئت عينه في القتال. ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نجران ، ورسول الله لا يولي منافقاً على المسلمين . وشهد اليرموك ، وكان هو الذي يحرض الناس ويحثهم على القتال. وقد ذكر الكاتب فيما استدل به على إبطان أبي سفيان النفاق والكفر أنه كان يستبشر بهزيمة المسلمين في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، وهذا باطل مكذوب ، وسأذكر بعد تفصيل ذلك . أما قول أبي سفيان للعباس: ((لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً )) فقال العباس: إنها النبوة فقال أبو سفيان: فنعم إذن. فهذا خبر طويل في فتح مكة ، قبل إسلامه ، وكانت هذه الكلمة : ((نعم إذن)) أول إيذان باستجابته لداعي الله ، فأسلم رضي الله عنه ، وليست كما أولها الكاتب: ((نعم إذن ، وإنها كلمة يسمعها بأذنه فلا يفقهها قلبه ، فما كان مثل هذا القلب ليفقه إلا معنى الملك والسلطان)) إلا أن يكون الله كشف له ما لم يكشف للعباس ولا لأبي بكر ولا لعمر ولا لأصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار ،وأعوذ بالله من أن أقول ما لم يكشف لرسول الله ونبيه صلى الله عليه وسلم. وعن ابن عباس : أن أبا سفيان قال: يا رسول الله ثلاثاً أعطنيهن ، قال: ((نعم )) ، قال: تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين ، قال: ((نعم)) ، قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك ، قال: ((نعم)) ، وذكر الثالثة ، وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابتنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان ، واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة ، فقال: ((إن ذلك لا يحل لي)).

وأما هند بنت عتبة أم معاوية رضي الله عنهما ، فقد روي عن عبد الله بن الزبير (ابن سعد :8/171) (2) ؛ قال: لما كان يوم الفتح ؛ أسلمت هند بن عتبة ونساء معها ، وأتين رسول الله وهو بالأبطح ، فبايعنه ، فتكلمت هند ، فقالت: يا رسول الله الحمد الله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه ، لتنفعني رحمك يا محمد ، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله ، ثم كشفت عن نقابها ، وقالت: أنا هند بنت عتبة ، فقال رسول الله : ((مرحباً بك)) ، فقالت: والله ؛ ما كان على الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يذلوا من خبائك ، ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء أحب إلي من أن يعزوا من خبائك ، فقال رسول الله : وزيادة … قال محمد بن عمر الواقدي : لما أسلمت هند؛ جعلت تضرب صنماً في بيتها بالقدوم ، حتى فلذته فلذة فلذة ، وهي تقول: كنا منك في غرور. وروى البخاري(3) هذا الخبر عن أم المؤمنين عائشة (5/40). فهل يعلم عالم أن إسلام أبى سفيان وهند كان نفاقاً وكذباً وضغينة؟ لا أدري ، ولكن أئمتنا من أهل هذا الدين لم يطعنوا فيهم ، وارتضاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتضى إسلامهم ، وأما ما كان من شأن الجاهلية؛ فقل رجل وامرأة من المسلمين لم يكن له في جاهليته مثل ما فعل أبو سفيان أو شبيه بما يروى عن هند إن صح. وأما عمرو بن العاص ؛ فقد أسلم عام خيبر ، قد مهاجراً إلى الله ورسوله ، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية إلى ذات السلاسل يدعو بليّاً إلى الإسلام ، ثم استعمله رسول الله على عمان ، فلم يزل والياً عليها إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقره عليها أبو بكر رضي الله عنه ، ثم استعمله عمر. وروى الإمام أحمد في (مسنده) (2/327 ،353 ، 354) من حديث أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ابنا العاص مؤمنان) ؛ يعني: هشاماً وعمراً. وروى الترمذي وأحمد في مسنده (4/155) عن عقبة بن عامر الجهني : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص)). وروى أحمد في مسنده (1/161) عن طلحة بن عبيد الله ؛ قال: ألا أخبركم عن رسول الله بشيء ؟ ألا إني سمعته يقول: ((عمرو بن العاص من صالحي قريش ، ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله )). فإذا كان جهاد عمرو ، وشهادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، وتولية رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبى بكر ثم عمر؛ لا تدل على شيء من فضل عمرو بن العاص ، ولا تدل على نفي النفاق في دين الله عنه؛ فلا ندري بعد ما الذي ينفع عمراً في دنياه وآخرته ؟!

قلم المنتدي 12-02-2005 04:33 PM

ولست أتصدى هنا لتزييف ما كتبه الكاتب من جهة التاريخ ، ولا من جهة المنهاج ، ولكني أردت – كما قلت – أن أبين أن الأصل في ديننا هو تقوى الله وتصديق خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أصحاب محمد e ليسوا لعانين ولا طعانين ولا أهل إفحاش ولا أصحاب جرأة وتهجم على غيب الضمائر ، وأن هذا الذي كانوا عليه أصل لا يمكن الخروج منه؛ لا بحجة التاريخ ، ولا بحجة النظر في أعمال السابقين للعبرة واتقاء ما وقعوا فيه من الخطأ.

ولو صح كل ما يذكر مما اعتمد عليه الكاتب في تمييز صفات هؤلاء الأربعة وصفة بني أمية عامة؛ لكان طريق أهل الإسلام أن يحملوه على الخطأ في الاجتهاد من الصحابي المخطيء ، ولا يدفعهم داء العصر أن يوغلوا من أجل خبر أو خبرين في نفي الدين والخلق والضمير عن قوم هم لقرب زمانهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أهل الإسلام بأن يعرفوا حق الله وحق رسوله ، وأن يعلموا من دين الله ما لم يعلمه مجترئ عليهم طعان فيهم.

وأختم كلمتي هذه بقول النووي في شرح مسلم (16/93): ((اعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون ، وقال القاضي: سب أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أن يعزر ولا يقتل ، وقال بعض المالكية يقتل)).

وأسدي النصحية لمن كتب هذا وشبهه أن يبرأ إلى الله علانية مما كتب ، وأن يتوب توبة المؤمنين مما فرط منه ، وأن ينزه لسانه ويعصم نفسه ويطهر قلبه ، وأن يدعو بدعاء أهل الإيمان: ] رَبَّنا اغفِرْ لَنا ولإخوانِنا الَذينَ سَبَقُونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلا للذينَ آمَنُوا رَبّنا إنَكَ رَؤوفٌ رحِيمٌ [

من أجل هذا أقول: إن خلق الإسلام هو أصل كل منهاج في العلم والفهم ، سواء كان العلم تاريخاً أو أدباً أو اجتماعاً أو سياسة ، وإلا ؛ فنحن صائرون إلى الخروج عن هذا الدين ، وصائرون إلى تهديم ما بناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى جعل تاريخ الإسلام حشداً من الأكاذيب الملفقة والأهواء المتناقضة ، والعبث بكل شيء شريف ورثتنا إياه رحمة الله لهم ، وفتح الله عليهم ، ورضاه عن أعمالهم الصالحة ، ومغفرته لهم ما أساءوا رضي الله عنهم ، وغفر لهم وأثابهم بما جاهدوا وصبروا وعَلِموا وعلّموا ، وأستغفر الله وأتوب إليه.

رد سيد قطب على محمود محمد شاكر مجلة (الرسالة العدد (977 ، بتاريخ 24مارس 1952م
إلى أخي الاستاذ: رجب البيومي …السلام عليكم ورحمة الله ، وبعد: فإنني لم أرد أن أدخل بينك وبين الأستاذ شاكر فيما شجر بينكما من خلاف حتى ينتهي إلى نهاية كما انتهى ، ذلك أنني كنت حريصاً على أن أدعك ورأيك ، وألا أبدأ تعارفي بك في زحمة الجدل ، وإن ظن أخونا شاكر أن بيننا صحبة وثيقة ، وهي التي تدفعك إلى رد تهجمه أو تقحمه ، حتى لقد أنذرنا معاً عداوة يوم القيامة: ] الأخِلاءُ يَوْمئَذٍ بعْضُهُم لِبَعضٍ عَدوُّ [ ؛ لأن مألوف الناس قد جرى في هذا الزمن الصغير على أن الحق وحده أو الرأي وحده لا يكفي لأن يدفع كاتباً فيكتب دون هوى من صداقة أو علاقة .

ولو كانت بيننا معرفة سابقة ، ولو استشرتني قبل أن تدخل مع صاحبنا في جدل حول ما أثاره من صخب وما نفضه من غبار ؛ لأشرت عليك ألا تدخل ، ولآثرت لك ما آثرته لنفسي من إغضاء وإغفال … ذلك أنني لم استشعر في هذا الصخب الصاخب أثراً من صفاء نية ، ولا رغبة في تجلية حقيقة (4) ، ولو استشعرت شيئاً من هذا ؛ ما تركت صاحبي دون أن أجيبه ، على الأقل من باب الأدب واللياقة ، ولكنني اطلعت على أشياء ، ما كان يسرني والله أن أطلع عليها ، في نفس رجل ربطتني به مودة ، أصفيتها له في نفسي ، بعدما كان بيننا من جدل قديم ، يعرفه قراء ((الرسالة ))) عام (1938م) ، وما أزال أرجو أن أكون مخطئاً فيما أحسست به ، وأن تبقى لي عقيدتي في ضمائر الناس وفي الخير الذي تحتويه فطرتهم.

ولو كانت الحقائق هي المقصودة لما احتاج الكاتب الفاضل إلى اصطناع مثل هذا الأسلوب الصاخب المفرقع ، ولما لجأ منذ مقاله الأول في ((المسلمون)) إلى الشتم ، والسب والتهم بسوء النية ، وسوء الخلق والنفاق والافتراء ، والسفاهة ، والرعونة(5)… إلى آخر ما خاضه – ويغفر الله له فيه – فبدون هذا تعالج أمور النقد العلمي ، وبغير هذا الأسلوب يمكن تمحيص الحقائق(6) .

إنه لا ((معاوية )) ولا ((يزيد)) ، ولا أحد من ملوك بني أمية قد اغتصب مال أبي أو جدي ، أو قدّم إلى شخصي مساءة ، ولا لأحد من عشيرتي الأقربين أو الأبعدين… فإذا أنا سلكت في بيان خطة ((معاوية)) في سياسة الحكم وسياسة المال ، وخطة الملوك من بعده – فيما عدا الخليفة الراشد: عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه – مسلكاً غير الذي سلكته في بيان خطة ((أبي بكر )) و ((عمر)) و ((علي)) (7) رضوان الله عليهم جميعاً ، فليس أول ما يتبادر إلى الذهن المستقيم والنية السليمة أن ما بي هو سب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لا عن خطأ ، ولكن عن رغبة قاصدة في إفساد الإسلام ، وسوء نية في تدنيس المسلمين !!

وكتاب ((العدالة الاجتماعية )) مطبوع متداول منذ أربع سنوات ، وطبعته الثالثة في المطبعة ، والصخب حوله الآن فقط قد يشي بشيء لا أرضاه للصديق ، وقد قرأه الناس في أنحاء العالم الإسلامي ، فلم يستشعر أحد من موضوعه ولا من سياقه أن النية السيئة المبيتة لهذا الإسلام وأهله هي التي تعمر سطوره ، إنما أحس الألوف الذين قرؤوه – أو على الأقل المئات الذين أبدوا رأيهم فيه – أن كل ما كان يعنيني هو أن أبرئ الإسلام من تهمة يلصقها به أعداؤه ، وشبهة تحيك في نفوس أصدقائه(8) و (المستشرقين ) ، وهم الذين فرحوا بكتابك وترجموه إلى لغاتهم.) ؛ إذ يحسبون أن سياسة بني أمية في الحكم وسياستهم في المال تحسب على الإسلام ، والإسلام بريء من هذا الاتهام.

روى سعيد بن جمهان ، عن سفينة مولى رسول الله e؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ، ثم ملك بعد ذلك )) ، ثم قال سفينة: امسك: خلافة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي . فوجدناها ثلاثين سنة ، قال سعيد : قلت له : إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم. قال : كذبوا بنو الزرقاء ، بل هم ملوك من شر الملوك(9)) ، فإنه قد تفرد بها حشرج بن نباتة عن سعيد ابن جمهان ، وانفرد بروايتها عن حشرج الإمام الترمذي من بين جميع الأئمة الذين أخرجوا حديث سفينة هذا. فقد أخرجه أبو داود في (سننه) (كتاب السنة ، حديث 4646-4647) من طريق عبد الوارث بن سعيد ، ومن طريق العوام بن حوشب . كلاهما من طريق حماد بن سلمة ، عن سعيد بن جمهان ،به. ورواه الحاكم أيضاً في المستدرك (3/145) من طريق عبد الوارث بن سعيد ، ولم يذكر أحد من هؤلاء الأئمة هذه الزيادة التي رواها الترمذي عن حشرج بن نباتة؛ فهي زيادة شاذة ، خالف فيها جماعة من الأئمة الحفاظ. ثم إنها تخالف الحديث الصحيح: ((لا تزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة)) رواه مسلم (كتاب الإمارة ،حديث 1821/7) ، وهو يشمل خلفاء بني أمية . ويلاحظ على سيد قطب: 1. أنه – مع احتجاجه بهذا الحديث – قد أسقط خلافة عثمان في مقالة هذا وقبله في ((العدالة)). أنه لم يأبه بالجزء الثابت من الحديث الذي فيه أن عثمان أحد الخلفاء ، وتعلق بالجزء الضعيف الشاذ منه ، ألا يدل ذلك على الهوى الجامح ؟ بل لم يبال بكل ما ورد من الأحاديث الصحيحة في فضل عثمان رضي الله عنه ، وما ساقه له محمود شاكر في فضل معاوية ، ولم يبال بما قرره الصحابة والتابعون وأئمة الهدى في فضل عثمان ومكانته وأنه خليفة راشد.) . رواه أصحاب السنن بسند حسن.

وأحسب لقد كان بنفسي وأنا أعرض النظام الاجتماعي في الإسلام أن أقول شيئاً كالذي قاله مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا عداء شخصياً لبني أمية ، ولكن تبرئة للإسلام من أن تحسب عليه سياسة لا يعرفها ؛ لا في الحكم ولا في المال ، والإسلام منها بريء(10)؛ من مكوس ظالمة ، واشتراكية غالية ، مأخوذة من النظم الشيوعية الحمراء ، وبرأ الله الخلافة الإسلامية السمحة مما تلصقه بها.) ؛ فيجب أن يعرف الناس براءته ، وأن يعرض عليهم في صورته التي عرفتها الخلافة السمحة ، وأن ينفى عنها ما لحقه في عهود الظلام والاستبداد . وما كان لي بعد هذا؛ وأنا مالك زمام أعصابي ، مطمئن إلى الحق الذي أحاوله ، أن ألقي بالاً إلى صخب مفتعل ، وتشنج مصطنع ، وما كان لي إلا أن أدعو الله لصديقنا ((شاكر )) بالشفاء والعافية والراحة مما يعاني ، والله لطيف بعباده الأشقياء. أما أنا ؛ فما أحب أن يكون لي مع قوم خرجوا على خليفة رسول الله ، وقتلوا ابن بنت رسول الله ، وحرقوا بيت الله ، وساروا في سياسة الحكم وسياسة المال على غير هدى من الله … أدب رفيع من أدب مولى رسول الله الذي أدبه ورباه(11)

سيد قطب


نقلا من كتاب مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للشيخ ربيع بن هادي المدخلي


------------------------------------------------------------------ 1) كذا ولعله الذمم. . 2) انظر: (8/236 ، طبعة دار صادر ، 1377 . 3) الظاهر أنه يقصد الخبر الأول الذي فيه: ((ما كان على الأرض أهل خباء... الحديث ، انظر: خ(4/217 ، رقم 6641 ، ط/ السلفية. . 4) انظر إلى هذه الإتهامات التي تصدر ممن لا يحترم أصحاب رسول الله e ولايرى ما أثاره حوله صخباً ، ويرى أن الدفاع عنهم صخبٌ ليس فيه صفاء نية ولا رغبة في تجلية حقيقة . 5) مجلة (الرسالة العدد (977 ، بتاريخ 24مارس 1952م. . 6) هلا التزمت بهذا المنهج عندما تحدثت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أتأمر الناس بالبر عند الكتابة عنك وتنسى نفسك عندما تكتب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ . 7) ولماذا أسقطت عثمان رضي الله عنه ؟ الا يدل هذا على أنك تبغض هذا الخليفة العظيم ، وتنظر إليه بعين أعدائه من (الروافض و (الخوارج ؟ ثم ما ذكرته من خطة بني أمية ؛ ألم يكن مليئاً بالكذب والافتراء عليهم وعلى عثمان وعلى من عاصرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ . 8) أتبريء الإسلام بالطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ إن هذا لهو العجب حقاً إن أسلوبك هذا ليرضي (الروافض . 9) هذا الحديث حسن ، إلا قوله : ((إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم ، قال: كذبوا بنوا الزرقاء ، بل هم ملوك من شر الملوك . 10) بل الإسلام بريء مما قررته في كتبك ، ومنها: (العدالة الإجتماعية . 11) أليس عثمان خليفة رسول الله ؛ فلماذا لم تتأدب معه كما تأدب سفينة معه وكما تأدب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ بل كانت الملائكة تستحي منه؛ فلماذا لم تستح منه؟ ولماذا تجاوزت حدود الأدب معه ،فأسقطت خلافته ، وأدعيت عليه الدعاوى الباطلة ، وفضلت فيه تلاميذ ((ابن سبأ؟ وأما قتلة الحسين رضي الله عنه ؛ فالناس يعرفون من هم ، ويعرفون من الذي هدم الكعبة . ولم يحقد على بني أمية أحد من المسلمين كحقدك إلا (الروافض و (الخوارج .

فارس الأندلس 12-02-2005 05:20 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الوافـــــي


وبنفس النهج أقول

يافارس الأندلس هذا يبقى رأيك الخاص و لا تستطيع بل لا يحق لك أن تفرضه على الآخرين ، بمعنى يجب عليك أن تحترم الرأي الآخر و كن مؤدبا و عاقلا

وسبحان الله العظيم
يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم

اللهم لا شماته

/////////////////////////////////////////////
تردد أقوال الآخرين و كأنك الببغاء
سبحان الله بشر يتحول إلى طائر و الله لأنه العجب

حسام الدين 13-02-2005 12:02 PM

رحم الله الشهيد سيد قطب ، فما أحوجنا اليوم لمائة رجل مثله

الوافـــــي 13-02-2005 02:39 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فارس الأندلس
سبحان الله بشر يتحول إلى طائر و الله لأنه العجب [/color][/size]

من الرائع أن أتحول إلى طائر جميل
فذلك خير ألف ألف مرّةٍ من أن أتحول إلى ( خنزير ) ;)

اللهم لا شماته

فارس ترجل 13-02-2005 02:55 PM


قلم المنتدى

لقد كان الموضوع عبارة عن إقتباس لسيد قطب يصف فيه عبيد هذا الزمان بعبارات محكمة تبين ان مفهوم الرق لم ينته بعد ، و أن كثير ممن يظنون انهم أحرار إنما هم عبيد كما بين عليه رحمة الله .

و لا أدري ما علاقة ذلك بماتفضلت بنقله لنا هنا ، و هل يعني ما نقلته ان كلام الشهيد بإذن ربه سيد خاطيء فيما يتعلق بالإستعباد المعاصر؟!


و قبل ان اتعرض لذلك أحببت ان اعيدك لصلب الموضوع عن طريق سؤالين أعلم سلفاً إنك لن تجيب عليهما بحياد:

الأول : عنوان الموضوع يعينك ان تحدد وفقاً لطرح قطب إذا ما كنت عبداً ام حراً ، فهل فعلت؟ ، و بماذا خرجت؟


الثاني: إذا إفترضنا جدلاً صحة ما ورد فيما نقلته لنا ، هل ذلك ينفي ما ذكره سيد قطب بشأن العبيد و وصفهم؟ ، هل أخطأ بكلمة في هذا التوصيف؟ ، و كيف؟


إن ما نقلته هو إجتهادات أحترمها و لكنني لستُ شرعاً ملزماً بإعتناقها، و بصراحة هي غير مقنعة في مجملها لأي عين متمعنة.

حيث ان كتابات سيد عليه رحمة الله قد أثارت جدلاً كثيراً بين الاوساط العلمية سواء الفقهية و الأكاديمية ، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على انه لم يكن يكتب من فراغ و ان ما بثه من سطور يظل يحمل الكثير.


هذا الجدل أنتج المزيد من العلماء الثقاة الذين أيدوا ما كتبه سيد و الذين عارضوه ، بشكل لا يكاد يرجح اي الكفتين على الاخرى ، إلا لمن رحم ربي و حرره و أزال عن عينه غشاوة استعباد السلطان.


مثلاً:

1/ شذوذ سيد قطب في تفسير كلمة التوحيد { لا إله إلا الله }:

قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى في سورة القصص: (( وهو الله لا إله إلا هو )) :

" أي: فلا شريك له في الخلق والاختيار " [في ظلال القرآن (5/2707)].

قلت: أهكذا فسر علماء التوحيد معنى كلمة التوحيد، بل قد ضيع سيد قطب المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أي: هو المنفرد بالألوهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه.

فهل فرقت أخي الكريم بين تفسير العلماء لكلمة التوحيد وتفسير سيد قطب لكلمة التوحيد؟



لا لم أفرق ، لأنه ببساطة لا يوجد فرق بين القول ان الله جل و علا منفرد بالألوهية كما قال إبن كثير ، و بين القول ان الله جل و علا لا شريك له في الخلق و الإختيار كما قال سيد قطب ، الفرق فقط في التعبير و استعمال المرادفات نظراً لإختلاف العصر و حسب ،فلم ينف سيد قطب في عباراته صفة الإنفراد بالألوهية ، و أتحدى أياً كان ان يثبت غير ذلك.



و يمكنني اخي الكريم قلم أن آخذ كل نقطة نقلتها و اتعرض لها بالنقاش و أنقل ما قيل فيها من العلماء ، لكن نظراً لطول ما نقلت فأكتفي بالاشارة الى قول انت نفسك من نقله ، فمن فمك أدينك:

أن بعض الناس يستعظم أن ينبه على أخطاء من أخطأ وهذا جهل منه فما زال العلماء يرد بعضهم على بعض من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا وقد قال مالك بن أنس رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم.



فنحن لم نقل ان سيد قطب نبي يوحى إليه فلا يمكن مناقضته بكلمة ، بل هو عالم متمكن قرن القول بالفعل و ضحى بحياته في سبيل ما يؤمن به ، أصاب كثيراً و أخطأ قليلاً ، لكن هذا لا ينفي أنه عرض الى أمور كثيرة لم يجرأ هؤلاء الشيوخ الذين نقلت عنهم ان يتعرضوا إليها خشية السلطان و حباً في الدنيا.



لو ان العلماء الأفاضل الذين نقلت عنهم قد تعرضوا لكلمة من توجه الفقيد سيد قطب من الناحية السياسية الشرعية لأمكن منابذتهم و الرد عليهم بما قاله العلماء المجاهدين في سيد قطب عليه رحمة الله ، و ليس علماء الرواتب و المناصب.


لكن بما ان كل ما نقلته يتعلق بنقد لبعض - و اقول بعض - إجتهادات سيد قطب في تفسيره للقرآن و بعض مسائل العقيدة ، فإن ذلك ليس شيء غريب ، و أرني عالم واحد يؤخذ عنه بالتمام و الكمال و لا يرد عليه إطلاقاً ، و أنا اتراجع فوراً.



اخي قلم المنتدى ، انصحك و نفسي بعدم تسليم عقولنا لأحد يحشوها بما يشاء دون تمعن و إختيار ، و لنحكم ضمائرنا قبل مناهجنا الفكرية في فهم ما يكتب على هذا المنتدى ، و التعرض له بذاته دون الدخول في متاهات علمية فقهية ليس لك و لا لي باع فيها.



انظر معي كيف أجاب الشيخ أبي محمد المقدسي فك الله أسره على سؤال عن سيد قطب ، سأقتبس لك منه المقدمة فقط ، حتى تقارن بين رد علماء السلطان و الراتب و بين احد العلماء الذين أوذوا في الله و لم يبدلوا:


سؤالي شيخنا الفاضل ، يتعلق بسيد قطب رحمه الله ، وفي الحقيقة حاولت جاهداً أن أجد لك رأياً في سيد قطب ، فلم أجد ، ولعلك ذكرت شيئاً عن هذا الامر ، لكني لم أجد ذلك ... ومن المعروف أن أدعياء السلفية بشكل خاص ، يشنون هجوماً شديداً على هذا الرجل ، وأكثر ما في هجومهم باطل ، وتلفيق ، وإدعاء ، وتحميل الكلام ما لا يحتمل ، أو تفسيره بسوء نية ... ولا شك أن سيد قطب بشر يخطيء ويصيب ، وكثير مما كتبه وسطره بحكم أسلوب كتابته الأدبي ، قد يشكل سبباً في فهم البعض الخاطيء له ، أو تحميل كلامه ما لم يقصده ... وسؤالي ، هو أريد رأيك في هذا الرجل ، فإني أثق بك ، وجزاك الله خيراً ... وأرجو من الإخوة القائمين على الموقع إرسال الإجابة على بريدي ، بارك الله فيهم ...


الجـواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أخي الفاضل / . . . . حفظه الله وجعله من أنصار دينه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بالنسبة للشيخ المجاهد والكاتب الفاضل أستاذنا الكبير سيد قطب رحمه الله تعالى فإن من عجائب هذا الزمان الذي لا تنقضي عجائبه أن يسأل عن سيد أمثالي ويتكلم فيه جرحا أو تعديلا ، وهو الذي فارق هذه الدار مستعليا على زخرفها وحطامها وفتاتها الذي تهالك عليه وأخلد إليه أكثر الخلق ، ويبذله الطواغيت لأهلها المنقادين الخاضعين لهم ، وأبى هو رحمه الله أن يخط ببنانه الذي سطر به ظلال القرآن والتوحيد ؛ كلمات تعتق رقبته من الموت ، يلبس بها الحق بالباطل أو يقر بها حكم الطاغوت ؛ في الوقت الذي يسود فيه كثير من أهل زمانها وجوههم وصحائفهم ، ومنهم كثير من أولئك الطاعنين الذين أطالوا ألسنتهم فيه ؛ ما هو أحط من تلك الكلمات التي ترفع عنها رحمه الله ، ويطوعون دينهم ليل نهار للطواغيت ويبيعونه بثمن بخس دون أن يكرهوا أو يهددوا بالموت والإعدام ، بل يسارعون في ذلك كأنهم إلى نصب يوفضون ، فينحرون على عتباتهم التوحيد ، ويبذلون لهم دينهم قربانا وكبش فداء لحطام دنياهم الفاني .

و والله لولا أن القول بالحق والنصح لكتاب الله وسنة رسوله فرض وواجب من الواجبات ، لما كتبت في سيد كلمة ، فالرجال أمثاله في زماننا قليل ، وكل من سار في هذا الدرب فلسيد عليه فضل شاء أم أبى اعترف أم جحد ، ولا يضر سيدا بعد هذا مدح من مدحه أو سب من سبه ، ففيه وفي أمثاله يصدق قول القائل ..

كم سيد متفضل قد سبــــــه من لا يساوي غرزة في نعله

فالبحر تعلوا فوقه جيف الفلا والدر مدفون بأسفل قـعره


ومع ما تقدم كله فسيد بشر كسائر البشر يصيب و يخطيء وله في كتاباته عثرات معروفة ، واضح لمن تتبع كتاباته وميز القديم منها من الجديد ، أنه تدارك أشياء منها ، وكان يتعاهدها بالتصحيح والتهذيب ، والواجب على المخلصين المقربين له وعلى رأسهم الأستاذ محمد قطب أن يكملوا ذلك له وأن لا يصرّوا على إبقائها كما هي ، فتبقى ثغرة وحجة يتخذها كل نطيحة وموقوذة ومتردية وما أكل السبع والسلطان ؛ ذريعة للطعن في سيد وتبديعه وتقويله ما قد بريء منه أو هو بالأصل منه براء ولكن زل قلم الأديب فقال ما لا يقصد صاحبه معناه المتوهم منه.

أبو محمد المقدسي (فك الله أسره)




و اكرر طلبي ان تجيب على سؤاليّ أعلاه ، حتى لا يتوه الموضوع منا بارك الله فيك فذلك أجدى.



ختاماً أذكرك بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم:

(إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) صحيح البخاري


فليس للشيخ الفاضل إبن عثيمين و لا لك و لا لأي شخص ان يحرم سيد قطب عليه رحمة الله من أجره الذي أقره له النبي عليه الصلاة و السلام.


شاكراً لك مرورك الكريم











فارس الأندلس

اشكر لك المرور و التعليق الموجز و الحاد

و تقبل تحياتي

;)

فارس الأندلس 13-02-2005 03:40 PM

إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله

من أقوال سيد قطب

قلم المنتدي 13-02-2005 04:01 PM

الأول : عنوان الموضوع يعينك ان تحدد وفقاً لطرح قطب إذا ما كنت عبداً ام حراً ، فهل فعلت؟ ، و بماذا خرجت؟

انا حر اتدري لماذا؟
لاانني لم انجرف خلف ماطرح قطب لأن كلامه مخالف لمنهج الاسلام
اما من اتبع ماطرح قطب فهو العبد بعينه لأن في كلامه تحريض على الشر
والعدوان ضد الحكومات العربيه وهذا مانراه الان كل شخص معارض اوشاذ
وارهابي نجده يمجد قطب
فمابالك في اتهامه لصحابة رسول الله التي لم تعلق عليها ولم تتطرق لها

الثاني: إذا إفترضنا جدلاً صحة ما ورد فيما نقلته لنا ، هل ذلك ينفي ما ذكره سيد قطب بشأن العبيد و وصفهم؟ ، هل أخطأ بكلمة في هذا التوصيف؟ ، و كيف؟

نعم اخطاء في هذا الوصف لاأن كلامه مجانب الصواب وكماذكرت اعلاه
في كلامه تحريض بالقتل والدمار والتفجير
===========
قال ابن القيم رحمه الله عن كتب قطب
والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف، وإتلاف آنية الخمر فإن ضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمان فيها كما لا ضمان في كسر أواني الخمر وشق الزقاق
===========
يقول العلامة الفوزان عن سيد سيد قطب وكتبه:
ونحن إذا قرأنا كتب سيد قطب أو غيرها ماذا نستفيد ؟
هل نستفيد معرفة التوحيد؟
هل نستفيد معرفة الشرك؟
هل نستفيد معرفة العبادات؟
هل نستفيد معرفة أحكام المعاملات والفقه؟
لا أظن أننا نستفيد منها هذه النوعيات العظيمة من العلم
بل نستفيد منها الحماس الفارغ والتكفير لعموم المسلمين والأفكار الثورية


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.