أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مفهوم الحب ...!!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=44571)

الوافـــــي 26-04-2005 04:04 AM

مفهوم الحب ...!!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت موضوعا لأحد أخواتنا في الخيام
تحت عنوان ( ما هو الحب ؟؟ )
وقد كتب بعض الإخوة حول مضمونه عدد من الملاحظات
ووجدت موضوعا أحسبه كافيا وشافيا للإجابة على ذلك التساؤل
وقد ورد هذا الموضوع في كتاب ( الحب والجنس من منظور إسلامي )
للأستاذ / محمد علي قطب
ورأيت أن أفرد له عنوانا مستقلا ليكون في متناول لجميع

وبالله نستعين

الوافـــــي 26-04-2005 04:09 AM

مفهوم الحب

معنى الحـب وأصل اشتقاقه :

قيل : إن المحبة أصلها من : الصَّفاء ، ذلك أن العرب تقول في صفاء بياض الأسنان ونضارتها: ( حَبَبُ الأسنان ).

وقيل : إنها مأخوذة من الحُباب . وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد. فكأنَّ غليان القلب وثوراته عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يُشبه ذلك.

وقيل : مشتقة من الثبات والالتزام ، ومنه : أَحَبَّ البعير، إذا برك فلم يقُمْ، لأن المحبَّ لزم قلبه محبوبه .

وقيل : النقيض ، أي مأخوذة من القلق والاضطراب، ومنه سُمى (القرط) حبّاً لقلقه في الأذن ، قال الشاعر :
تبيتُ الحية النّضْناض منه = مكان الحَبِّ تستمع السِّرارا
<******>doPoem(0)

وقيل : بل هي مأخوذة من الحُبِّ جمع حُبَّة وهي لباب الشيء وأصله ؛ لأن القلب أصل كيان الإنسان ولُبّه ، ومستودع الحُبِّ ومكمنه.

وقيل : في أصل الاشتقاق كثير غير هذا، لكننا نعزف عن الإطالة والإسهاب . ولتعريف الماهية نقول إن الحب هو: الميْل الدائم بالقلب الهائم، وإيثار المحبوب على جميع المصحوب ، وموافقة الحبيب حضوراً وغياباً ، وإيثار ما يريده المحبوب على ما عداه ، والطواعية الكاملة ، والذكر الدائم وعدم السلوان ، قال الشاعر:
ومَنْ كان من طول الهوى ذاق سُلْوَةً = فإنِّيَ من ليْلى لها غيرُ ذائقِ
وأكثر شيء نِلتـُهُ من وصالها = أَمانِيُّ لم تصدُق كلَمْعةِ بارقِ
<******>doPoem(0)
أو عمى القلب عن رؤية غير المحبوب ، وصَمَمهُ عن سماع العذل فيه، وفي الحديث الذي رواه الإمام "أحمد" تصديق ذلك، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [حُبُّك الشيءَ يُعْمي ويُصمّ ].

أو الحضور الدائم ، كما قال الشاعر:
يا مقيماً في خاطري وجَناني = وبعيداً عن ناظري وعِياني
أنت روحي إن كنتُ لستُ أراها = فهي أدنى إليّ من كُلِّ دانِ
<******>doPoem(0) وقال آخر:
خيالك في عيني، وذكراك في فمي = ونجواك في قلبي، فأيْن تغيبُ ؟!
<******>doPoem(0)
.. يتبع ..

الوافـــــي 26-04-2005 04:16 AM

أسماء الحب ومراحله

وضعوا للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد. وهناك أسماء أخرى كثيرة أمسكنا عن ذكرها التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.


الهوى

يقال إنه ميْل النفس ، وفعْلُهُ: هَوِي، يهوى، هَوىً
وأما: هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ.
وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، قال تعالى: (وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى ) النازعات 40-41 .
وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً
منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه].صححه النووي
وجاء في الصحيحين عن "عروة بن الزبير" - رضي الله عنه - قال: (كانت خولة بنت حكيم: من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت "عائشة" رضي الله عنها : أما تستحي المرأة أن تهَبَ نفسها للرَّجُل؟ فلمّا نزلت ( تُرْجي من تشاء مِنْهُنَّ ) الأحزاب51 ، قلت: يا رسول الله ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك "


الصَّبْوة

وهي الميل إلى الجهل، فقد جاء في القرأن الكريم على لسان سيدنا "يوسف" عليه السلام قوله تعالى: ( وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين ). يوسف30
والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق، ومنها قول الشاعر:
تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتني = تحملت ما يلقون من بينهم وحدْي
<******>doPoem(0)

الشغف

وهو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب
ومنه قول الله تعالى واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف عليه السلام ( قد شغفها حُباً )
قال "ابن عباس" رضي الله عنهما في ذلك: دخل حُبه تحت شغاف قلبها

الوجد

وعُرف بأنه الحب الذي يتبعه الحزن بسبب ما.


الكلف

وهو شدة التعلق والولع
وأصل اللفظ من المشقة
يقول الله تعالى: ( لا يُكلف الله نفساً إلا وُسْعَهَا ) البقرة 286
وقال الشاعر:
فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم = ثم اصنعي ما شئت عن علم
<******>doPoem(0)
.. يتبع ..

الوافـــــي 26-04-2005 04:32 AM

العشق

وكما يقال عنه: أمرّ هذه الأسماءُ وأخبثها
وقلّ استعمال العرب القدماء له
ولا نجده إلا في شعر المتأخرين، وعُرِّف بأنه فرط الحب
قال الفراء:
العشق نبت لزج، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.


الجوى

وهو الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.


الشوق

وهو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره
وقد جاء هذا الاسم في حديث نبوي شريف، إذ روى عن "عمار بن ياسر" رضي الله عنه أنه صلى صلاة فأوجز فيها، فقيل له: أوجزت يا " أبا اليقظان " !! فقال: لقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم" يدعو بهن: ( اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك بَرَد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مُضرة، ولا فتنة ضالة، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين ) .

وقال بعض العارفين : ( لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم ).


الوصب

وهو ألم الحب ومرضه، لأن أصل الوصب المرض، وفي الحديث الصحيح: [ لا يصيب المؤمن من همّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ] .
وقد تدخل صفة الديمومة على المعنى، قال تعالى: ( ولهم عذابٌ واصبٌ ) الصافات9
وقال سبحانه: ( وله الدينُ واصباً ) . النحل 52


الاستكانة

وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات
وليست اسماً مختصاً
ومعناها على الحقيقة : الخضوع ، قال تعالى: ( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) المؤمنون 76
وقال: ( فما وَهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا ) آل عمران146 .
وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته، واستسلم بجوارحه وعواطفه، واستكان إليه.


.. يتبع ..

الوافـــــي 01-05-2005 06:23 PM

الود

وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه
وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة
يقول الله تعالى: (وهو الغفور الودود)البروج14 ،
ويقول سبحانه: (إن ربي رحيم ودود) هود90 .


الخلّه

وهي توحيد المحبة
وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة
ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد" صلوات الله وسلامه عليهما ، قال تعالى: (واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً) [النساء125] .

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ إنّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ] وقال صلى الله عليه وسلم: [ لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ]، وقال صلى الله عليه وسلم: [ إني أبرأ إلى كل خليل من خلته].

وقيل: لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه "إبراهيم" - الخليل - بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه ، فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون لغيره، فامتحنه بذبح ولده ، فلما أسلما لأمر الله، وقدّم إبراهيم عليه السلام محبة الله تعالى على محبة الولد، خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة ، فدي الولدُ بالذبح.

ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة : إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها، قال الشاعر:
قد تخلَّلْتِ مسلك الروح مِني = وبذا سُمِّي الخليل خليلاً
<******>doPoem(0)
وقال بعض العلماء المحققين :
قد ظن بعض من لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل
وقال: "محمد حبيب الله، و"إبراهيم خليل الله
وهذا باطل من وجوه كثيرة:

منها : أن الخلّة خاصة، والمحبة عامة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وقال في عباده المؤمنين: ( يُحبُّهم ويُحبونه ) [المائدة54] .

ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون له من أهل الأرض خليل، وأخبر أن أحب النساء إليه عائشة رضي الله عنها، ومن الرجال أبوها .

ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال: [لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أُخوّة الإسلام ومودته ]

ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً].

.. يتبع ..

الوافـــــي 01-05-2005 06:28 PM

الغرامُ

وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل
يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين ، قال "كُثِّير عَزَّة":
قضى كل ذي دينٍ فوفّى غريمه = و"عزَّة" ممطول مُعنًّى غريمُها
<******>doPoem(0)

ومن المادة نفسها قول الله تعالى عن جهنم: (إنَّ عذابها كان غراماً ) أي لازماً دائماً.



الهُيام

وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون، أو كاد يجنّ فعلاً على حد قول شوقي :
ويقول تكاد تُجَـنُّ به = فأقول وأوشك أعبُده
مولاي وروحي في يده = قد ضيّعها سلِمت يده
<******>doPoem(0)

ونصل إلى قمة الهرم صعوداً في معنى الحب ومرادفاته .. وهو :-

التعبد

وقيل فيه: التعبد هو غاية الحب وغاية الذُل يقال: عَبّده الحبُّ أي ذلّله وطريق معبّد بالأقدام، أي مذلل
وكذلك المحب قد ذلـلّه الحب ووطّأه
ولا تصلح هذه المرتبة إلا لذات الله تعالى فمحبة العبودية أشرف أنواع المحبة، وهي خالص حق الله على عباده .
وجاء في الصحيح عن "معاذ بن جبل" رضي الله عنه قال: ( كنت سائراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: [ يا معاذ] … قلت: لبيك يا رسول الله وسَعدَيك ، قال: [ أتدري ما حق الله على عباده ؟ ] قلت : الله ورسوله أعلم، قال: [حقه عليهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً… أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ ألا يعذبهم بالنار] .

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى رسله بالعبودية في أشرف مقاماته، وهي مقام التحدي، ومقام الإسراء، ومقام الدعوة.

فقال في التحدي: (وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثلهِ)[البقرة23] .

وقال في مقام الإسراء: (سُبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) [الإسراء1] .

وقال في مقام الدعوة: ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) [الجن19] .

وإذا تدافع أولو العزم الشفاعة الكبرى يوم القيامة، يقول "عيسى" عليه السلام لهم" اذهبوا إلى "محمد"، عَبْدٌ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو عليه الصلاة والسلام قد نال ذلك المقام بكمال العبودية وكمال مغفرة الله له، فأشرف صفات العبد صفة العبودية، وأحب أسمائه إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن ، وأصدقها حارث، وهمّام، وأقبحها حرب ، ومُرة… كما جاء عن الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه.

.. يتبع ..

الدره 01-05-2005 06:38 PM

بسم الله...الله يجزاك خير على هذا المقال الطيب فنحن في امس الحاجه لمعرفة الحب من منظور اسلامي طيب...:) :)

الوافـــــي 03-05-2005 03:29 AM

الأخت الفاضلة / الدرة

جزاك الله خيرا على مرورك من هذا الموضوع والتعليق عليه
وأسأل الله أن يوفقني وإياك إلى الخير دائما وأبدا

تحياتي

:)

eftikarm 03-05-2005 04:18 AM

اخي العزيز الوافي شكرا لك فموضوعك بالفعل اكثر من رائع واستفدت منه كثيرا فأغلب المعلومات جديدة علي...وشكرا لك مرة اخرى عزيزي :)

الوافـــــي 03-05-2005 04:55 PM

الأخت الفاضلة / افتكار

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع
وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وللموضوع بقية إن شاء الله

تحياتي

:)

كرامـ CaRaMiLlA ـيلا 11-05-2005 06:15 PM

الأخ الكريم/ الوافــي

موضوع رائع ومهم..

جزاك الله خيرا و أحسن إليك

و نحن في انتظار التكملة...

الوافـــــي 12-05-2005 06:00 PM

الأخت الفاضلة / كرامـ CaRaMiLlA ـيلا

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع
وأتمنى أن يكون في ما نكتب الخير دائما

تحياتي

:)

الوافـــــي 12-05-2005 06:02 PM

الحب حب .. ومطلوب وجميل
ولكن ..... أي حب ؟؟؟
هذا ما نريد أن نصل إليه


( الأستاذ / عمرو خالد )

في هذه الرسالة

** هل يقدر إنسان أن يعيش بغير الحب
** الحب مطلوب ولكن أي حب
** خسائر البنت في كلمات بسيطة
** كيف تعرف البنت أخلاق الولد
** ما رأيكم أن نعيش حياة الحب لله حتى يأتي الزواج
** أجمل قصة حب في التاريخ
** هل يمكن للحب أن يستمر حتى بعد الوفاة

.. يتبع ..

الوافـــــي 12-05-2005 06:14 PM

إلى من يظلمون هذه الكلمة ( الرائعة ) فيدنسونها...
وينزعون عنها طهرها ونقاءها ...
إلى من يفهمون "الحب" على أنه "الرغبة" إلى من يدعونه ولم يذوقوه أبدا ، إياكم أن يفوتكم الحب الحقيقي ، سنتحدث حوله من القلب فعلا

في البداية سأسأل سؤالا هاما :-
1 - هل الحب غريزة فطريه كتبها الله على الإنسان ؟؟
2 - هل يقدر إنسان أن يعيش بغير الحب؟؟

أنتم تعرفون أننا نتكلم في الدين
وتتوقعون أن نقول أن الحب هو حبك لأبيك وأمك وأخواتك
مع أن هذا نوع من الحب والأصل في الحب هو حب الله طبعا
ولكن دعونا نتكلم عن الحب بمعناه الدارج
حب الرجل للمرأة
هل يستطيع إنسان أن يستغني عن الحب ويعيش دون أن يُحِب أو يُحَب ؟؟؟
بالطبع لا
فلا يوجد من يعيش دون الحب
فهذه فطرة وغريزة ولولا أن الله خلقها فينا لما كان للبشرية أمل في الاستمرار والتناسل .
فالغريزة هي إحدى الأسباب التي جعلت العالم يستمر..
إذن فلا يمكن التفكير في قهر الغريزة ولا يمكن لنا أن نلغيها من حياتنا ، ولا يمكن أن نتجاهلها ونحن نتكلم .
لأن الغريزة بدأت منذ أن بدأت الحياة . منذ خلق آدم عليه السلام .

.. يتبع ..

الوافـــــي 12-05-2005 06:19 PM

جاء في الحديث الشريف أن سيدنا آدم لما دخل الجنة استوحش - أي رغم أنه يعيش في الجنة - ولكنه أحس أن شيئا ما ينقصه..
شعر أنه محتاج لحواء ، وهذا الكلام ليس من الخيال لكنه من حديث النبي ( صلي الله عليه وسلم ) فبينما هو نائم إذ خلق الله من ضلعه حواء ؛ فاستيقظ فرآها بجواره .
قال :- من أنت ؟؟
قالت امرأة
قال: ما اسمك ؟؟
قالت: حواء
قال: ولما خلقت؟؟
قالت: لتسكن إلي ( يعني إنها رمز الاطمئنان لتسكن إليه ، ليس أنها أم له أو ملكه ) ولكن يعني أنه يا بن آدم لا سكن لك ولا اطمئنان - في الأرض إلى يوم القيامة - إلا بجوار حواء..

هذا هو ديننا وإسلامنا وفهمنا له
والعجيب أنك لو قرأت في بعض الكتب السماوية وغير السماوية في الديانات الأخرى لوجدت النظرة إلى حواء نظرة ظالمة - وآسف في الكلمة - بل تنظر إلى المرأة كأنها ليست من جنس الإنسان أي مرتبه أقل قليلا وأدنى من الرجال .
وهناك من ينظر إلى أنها السبب في معصية آدم ، وأنها سبب نزول آدم إلى الأرض وأكله من الشجرة .

لكن الحقيقة أن القرآن لم يقل هذا الكلام أبدا ، لكنه وضع الاثنين معاً في نفس الدرجة ونفس المسئولية .

ولنقرأ الآية " فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما " الأعراف 20
فسنجد أن الآيات لم تتحدث أن إبليس وسوس إلى حواء أو خدعها هي فقط ، لكنه ازلهما ، ووسوس لهما معا ، فالمسئولية مشتركة ، والاثنان أكلا من الشجرة فنزلا إلى الأرض .

وتحكي الآثار وقصص السابقين .
أن آدم نزل بالهند وحواء بجده ، وربما من هنا جاء الاسم أي "الجدة" الكبرى لبني آدم..
ويقال أن آدم ظل يبحث عن حواء حتى التقيا عند جبل عرفات ولو انتبهتم أن عرفات أقرب إلى جده وبعيده جداً عن الهند ، إذن أن آدم هو الذي تعب جداً وظل يبحث عن حواء كثيراً حتى وصل إليها
والحقيقة تجد في كتب المفسرين كلاماً جميلاً جدا فالموضوع فيه هدوء وليس فيه التعصب الذي يراه البعض ..
فالقرطبي يذكر أن الملائكة سألت آدم أتحب حواء؟
فقال:- نعم ، فقالوا لحواء:- أتحبين آدم ؟؟ فقالت :- لا
وفي قلبها أضعاف أضعاف ما في قلبه من الحب
أنا أحكي ذلك حتى نقول أن الغريزة بدأت منذ خلق آدم وحواء ..
وأنا أطرح أفكار ومعاني حتى نصل إلى رؤية الإسلام للمرأة ..
ومن هذه الأفكار أن آدم خلق من تراب ، بينما حواء خلقت من ضلع أي من شيء حي .
لذا نجد آدم حين يتعامل في الدنيا فانه سواء كان تاجراً أو صانعاً أو محاربا أو مزارعاً فانه سيتعامل مع المادة التي خلق منها سيتعامل مع الأرض .
أما حواء فستتعامل مع الروح .. مع الإنسان ، فهي ستربي وستكون أماً أو أختاً أو زوجةً أو ابنه ، فهي تتعامل مع شيء حي ، لذا سميت "حواء" لأنها خلقت من الحياة .
طبعا هذه هي المرأة وهذا دورها وبين أيدينا علاقات جميلة جدا وراقية بين رجل وامرأة .

.. يتبع ..

كونزيت 12-05-2005 06:26 PM

بإختصار


كلامك حلو

الوافـــــي 13-05-2005 05:17 PM

الأخت الكريمة / كونزيت

شكرا لمرورك العاطر من هنا ...:)

memo2002 15-05-2005 01:16 AM

موضوع جميل

يتيم الشعر 21-05-2005 03:40 AM

جزاك الله خيراً على هذا الموضوع

وأحيل الإخوة لكتاب القيم لابن القيم ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين ) ..

سري للغايه 21-05-2005 04:34 PM

استاذي الكريم : الوافي السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد

اولا : يشهد الله انني احبك با الله
ثانيا: عندما اقرأ ماتسطره اناملك ( سلمها الله ) اجد(جاذبيه الابداع ) التي تملكها روعه ( سطورك ) تشدني اليها لأبقى مستمتعاًومتذوقا00 بعبارات يحولها( روعه اسلوبك )الي افعال تلاطف كل ما املك من ( حواس ) يكون ردها الوصول الطبيعي الى حيث مايعرف بعلم الفيزياء (القصور الذاتي ) مثبتتأً ذلك برده فعل ملؤها الاعجاب 000 مره بحبك (لوطنك )ووفائك لاهلك وقومك 00 ومره بقوه (حجتك)00 واخرى اجدها هائمه (بسحر بيانك ) 00000


وفقك الله اخي الوافي وكثر من امثالك وصدقني ان ماعبرته لك بين السطور السابقه ماهو الا ما اجده حقا بنفسي تجاهك
بقي اخي الوافي :
ان استأذنك ان تقبل بي ( تلميذا ) يتلقى دروسا جمه وجد ان ( الوافي(استاذا ) بها فختاره (استاذا له ) ؟؟ وشكرا

تقبل تحياتي : محبكم سري للغايه

الوافـــــي 22-05-2005 03:59 AM

الأخت / memo2002

شكرا لمرورك من هنا

الأخ / يتيم الشعر

جزاك الله خيرا على دعوتك
وعلى إرشادك للقيّم من كتب بن القيّم

الأخ / سري للغاية

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
وأحبك الذي أحببتني فيه ، وأسأله تعالى أن يجمعني بك في مستقر رحمته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وأما ما ندرجه أخي الكريم هنا وهناك فهو ليس إلا جهد مطلع مُقل ، أحاول من خلاله أن أجعل الفائدة متاحة للجميع لنرتقي معا في كل أمور حياتنا

وجزاك الله خيرا أخي الكريم على كل حرف كتبته في ردك السابق ، فأنا لا أستحق بضعة حروف منه فكيف به كلّه ، وأشكر لك حُسن ظنّك بأخيك راجيا من الله تعالى أن أكون كما تظن إنه ولي ذلك والقادر عليه


تحياتي

:)

الوافـــــي 22-05-2005 04:03 AM

ولتكتمل تلك الصورة الرائعة
عن ( الحب ) في أجمل معانيه وأبهى صورة
سنعيش ( لفترة من الوقت معاً ) مع حبيبين رائعين وهما سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة
فقد كان يحبها حباً شديداً حتى أنه عاش معها ثمانين عاماً وهي لا تنجب ، لكنه من أجل حبه كان لا يريد أن يتزوج عليها أبداً لدرجة أنه لم يتزوج من السيدة هاجر ( أم إسماعيل ) إلا حين طلبت منه سارة ذلك ، وأصرت على أن يتزوج حتى ينجب ..

هل يمكن للحب أن يصل لهذه الدرجة ؟؟ ..
ثمانين عاما لا يريد أن يؤذي مشاعر زوجته ؟؟ .. ثم بعد أن تزوج هاجر وأنجبت إسماعيل غارت سارة - وهذه هي طبيعة المرأة - فرغبت ألا تعيش مع هاجر في مكان واحد . .
فوافق إبراهيم عليه السلام وأخذ هاجر وابنه الرضيع إسماعيل إلى مكان بعيد إرضاءً لزوجته الحبيبة... فما رأيكم في هذه العلاقة الراقية السامية ؟

(( فالحب حب .. ومطلوب وجميل ولكن .. أي حب ..؟ ))
هذا ما نريد أن نصل إليه...

ولنقرأ حكاية سيدنا عمرو بن العاص لما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم في سرية اسمها ( ذات السلاسل ) فأراد عمرو بن العاص أن يكون له نصيب في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :- من أحب الناس إليك، فقال: عائشة ) ورد معني الحديث في سنن الترمذي ..هل صادفت يوما من سأله عن أحب الناس إليه فيقول:زوجتي!!!..
أتحدى أن نفتح جريدة ونقرأ لأحد العظماء أن أكثر من يحبه في الدنيا هي زوجته .. لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم قالها ببساطه وقالها باسمها كذلك..

وتعالوا كذلك لحب عمر بن الخطاب لزوجته

فأحد الصحابة كان يضيق بزوجته جداً ..لأن صوتها عالٍ دوما ..وتعرفون أن من النساء من لديها حنجرة دائمة الصياح ..فالصحابي من ضيقه ذهب يشتكي إلى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب فذهب ليطرق الباب فوجد صوت زوجة عمر يعلو على صوت عمر ويصل إلى الشارع فخاب أمله ومضى
وبينما هو ينوي المضي إذا بعمر يفتح الباب، ويقول له :- كأنك جئت لي، قال:- نعم ، جئت أشتكي صوت زوجتي فوجدت عندك مثل ما عند
فأنظر إلى رد عمر وعاطفته يقول :- " تحملتـني..غسلت ثيابي وبسطت منامي ، وربت أولادي ونظفت بيتي ، تفعل ذلك ولم يأمرها الله بذلك ، إنما تفعله طواعية وتحملت كل ذلك ، أفلا أتحملها إن رفعت صوتها".. ( سبحان الله )
فهذا هو الحب والعاطفة..

.. يتبع ..

نور الحياة 24-05-2005 01:25 AM


ما شاء الله .. تبارك الرحمن .. عيني عليك بارة بإذن الله
ارجوا أن تسمح لي بهذه الإضافة البسيطة .. ولكن هنا سوف
تتداخل الأفكار قليلا.. فارجو المعذرة.

............................

هذا مقال قرأته آنفا في إحدى المجلات العربية...

الحب في الله سر الخلق

قال تعالى : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )
من يقف لحظات صمت و تأمل في معنى هذه الآية الكريمة ، يجود في خاطره الكثير من الأسئلة و الأفكار ... كلها تحوم حول سؤال واحد ، ما السر في خلق الله للإنس و الجن ؟
ونرى الإجابة واضحة في قول ابن القيم _ رحمه الله _ :
" إنّ المحبة أصل كل فعل ومبدؤه ، فلا يكون الفعل إلا عن محبة و إرادة ، و كمال المحبة هو العبودية و الذل و الخضوع و الطاعة للمحبوب " .
لذلك نقول : يجب أن يكون كمال الحب الذي ذكره ابن القيم لله وحده ، فهو المختص بالعبودية لا غيره مهما كان .
فقد خُلقنا ، لكي نحب الله فنخلص في عبادته و نطيعه ، سعيا منا ، وطمعا في مرضاته ، و الخلد في جنانه . وبذلك نحظى بالحب و الرحمة و الرعاية من الله .
ومن هنا يجب علينا الإشارة إلى أمر آخر ألا وهو : أن الحب مشروع بل هو واجب علينا ، و يمكننا البوح به من دون خجل .
فقد قال أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) : ( إن رجلا قال للنبي " صلى الله عليه وسلم " إني أحب فلانا في الله ، قال " صلى الله عليه وسلم " فأخبرته ؟ قال : لا . قال" صلى الله عليه وسلم " : فأخبره ، فقال تعلم أني أحبك في الله ، قال : فقال له : فأحبك الذي أحببتني له ) .و في المقابل فإن الكره مبغوض ، به تكون الحياة في ضنك وضيق ، صاحبها
معرض عن الله فهو خاسر ..
قال عزوجل : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى " .لذا فإننا نرى المؤمن كالزهرة يعيش بالحب إن كره ذبل ... فهو محب لله و لرسوله ولأحبابهما ، كاره لأعدائهما و للطغاة منهم المحاربين دين الله الصادّين
للناس عن طريق الهداية و المانعين لنشر الدعوة .. الذين علموا دين الحق و عرفوه حق المعرفة ، فخافوا من انتشاره ... فسعوا كل مسعى ، ليخفوا حقيقته عن الناس .
لذلك علينا أن نسعى لإنشاء جيل سوي قائم على أساس قوي و مبدأ متين ، ألا و هو الحب في الله ، ليعرف دوره في الحياة و هو أن يحب الله و يحب كل من يحب الله ، لأن في ذلك الخير له في الدنيا و الآخرة ، و لأنه سر الله في الخلق ( الحب ) ...



أنتهى المقال
ولكن لم تنتهي
المحاضرة

:D

نور الحياة 24-05-2005 01:42 AM

قرأت هذا :
قال أحدهم : أول ما سمعت هذه الكلمات " أحبك في الله " قبل سبعة عشر عاما تعجبت عند سماعها ، ودخلت أذني و لم تخرج من قلبي منذ تلك اللحظة ، إنها كلمات لها رنين خاص يختلف عن كلمات المجاملة الكثيرة التي نسمعها من حين إلى آخر ، إنها كلمات تنبع من القلب و سببها ليس عرضا من أعراض الدنيا ، بل قربة إلى الله ، إنه حب الله ورسوله فيراه أصبح جزءاً منه قال تعالى :* والمؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض * .
فيحن الجزء إلى الجزء في الجسد الواحد فتخرج هذه الكلمات المعبرة عما يختلج في هذا القلب المتصل بالله ( أحبك في الله ) .
سمعت هذا :
قالت إحدى الأخوات عندما سمعت هذه الكلمات " أحبك في الله " من إحدى صديقاتي كان لها وقعا بالغا في قلبي فقد لامست شغاف قلبي وتربعت بين حنايا القلب وسكنت في أعماقي و لم تخرج أبدا ، وأحسست في تلك اللحظة أني ملكت الدنيا و ما فيها، فقد كانت كلمات صادقة خرجت من قلب محب ودخلت إلى قلبي مباشرة وأحسست بصدقها وصفائها من نبرات الصوت وقسمات الوجه وبريق العينيين فعين المحب ليست كعين اللامحب .
هو حب في الله وليس لغرض دنيوي .. فيكون له هذا الأثر البالغ في النفس البشرية .
.........................

إذا كانت كل هذه المشاعر الفياضة قد اختلجت في النفس البشرية لسماعها هذه الكلمات الصادقة " أحبك في الله " ومن أشخاص قد يكون الرابط بهم .. أخوة في الله .. أو صداقة .. فكيف يكون الحال إذا كان الرابط أقوى من هذا كرابط الدم " الأبوة .. الأمومة .. الأخوة ......" أو رابط الزواج لسوف يكون لها بإذن الله الأثر الأعظم في النفس البشرية .
يقول الرافعي :
( متى كان الرجل حقوقا فقط ، و كانت المرأة واجبات لا غير فقد خلا الرجل من العقل ، وخلت المرأة من القلب ، وخلا الإثنان من هذا المعنى الروحي الذي يُسمى الحُب ) .
ويقال :
ثلاث خصال تجتلب بهنّ المحبة :
الإنصاف في المعاشرة ، و المواساة في الشدة ، والانطواء على المودة " .
ملاحظة :
كيف يكون الانطواء على المودة ؟ كلما قرأت هذه المقولة تستوقفني هذه العبارة " لا أفهمها " فأرجوا التوضيح إذا أمكن .

تأملوا هذه الكلمات :
" في لحظة تشعر أنك شخص في هذا العالم ... بينما يوجد شخص في العالم يشعر أنك العالم بأسره " .


..........................

أخيرا لك منا جزيل الشكر على هذا الطرح الرائع ...
وأظن أن الشباب في حاجة ماسة لهكذا طرح حتى يدركوا
معنى الحب الحقيقي و المطلوب فلا ينجروا نحو العواطف الزائفة... فيوهذبوا بذلك عواطفهم ويرتقوا ويسموا بها .

( أسال الله لك علما نافعا رافعا ، وعملا صالحا ، ورزقا حلالا طيبا بإذن الله )


انتهت المحاضرة

:SLEEP:

الوافـــــي 26-05-2005 08:20 PM

أختي الكريمة / نور الحياة

إضافة ضافية بارك الله فيك ونفع بعلمك

تحياتي

:)

الوافـــــي 26-05-2005 08:25 PM

ونواصل ما بدأناه من حديث

وتعالوا لنرى نماذج مما هو موجود في واقعنا الآن علاقات الصداقة بين الأولاد والبنات كما يسمونها ماذا يترتب عليها وما مشاكلها التي تنتج عنها ؟
وهيا نرى هذه العلاقات وبعد أن أكدنا أن الحب أساسا لا مشكله فيه وله رؤية محترمة جدا في ديننا.

الشباب يتحدثون بأنفسهم

*الولد والبنت يمكن أن يشعروا ببعض العواطف ثم حين يشعروا أنهم اخطئوا ( لن يستطيعوا أن يصلحوا هذا الخطأ ... ) فسنجد أن الشاب قد ترك الفتاة لأنه "نذل" أو خسة منه .. ولكن لأنه يشعر أنه لم يكن في وضع طبيعي ولن يستطيع مواجهة أهله بما فعل ، ولا يستطيع أن يقدمها لأهله وهو يشعر أنها "رخيصة" وأنها في مستوى أقل .. ولا يتحمل فكرة أنها ستكون "زوجته" ويبدأ في التهرب منها وهذه طبعا ليست حكايات من وحي الخيال..هذا كلام يحدث كل يوم ..
وتبدأ البنت تجد نفسها في مشكلة ..كيف ستواجه أهلها وماذا ستفعل وكيف ستعيش وتبدأ تدخل في حاله اكتئاب فقد فرحت أسبوعين أو ثلاثة ودمر مستقبلها تماما ..
وحتى في الزواج الطبيعي فإن الاستخدام السيئ لكلمة الحب يؤدي إلى كوارث كثيرة وقد رأينا جميعا نماذج كثيرة كانت يوما من الأيام محور حديث المجتمع من حولهم ..وكيف أنهما يحبان بعضهما البعض أو كيف أنهما مرتبطان وووو ... ولكن بعد الزواج ينتهي كل شيء بالطلاق وهذه ليست حالة واحدة وإنما كثيرة جدا..
وعندما تسأل الشباب عن ( سبب الطلاق ) يقولون لك :- اختلفت الفتاة عن أيام زمان ..
والفتاة تقول :- أصبح إنسانا مختلفا ..لقد تغير
والحقيقة أنه في فترة ما قبل الزواج كل واحد كان يخرج أفضل ما عنده ، فلما التقيا رأى كلاهما الأشياء الأخرى التي لم يكن يراها من قبل ..
فالأمور لم تعد مزيَّنه كما كانت فلو لم يكونا يعرفا بعضهما من قبل لبدءا ينسجمان ويرتبا ظروفهما على ما يعرفان من بعضهما .

لكن كل واحد تعود على شكل معين صعب أن يتعود على غيره.
و من ضمن عيوب هذه العلاقة أن الإنسان قد ( صاحب ) أكثر من شخص من الجنس الآخر قبل الزواج ، فلن يكون عند الشاب الرضا التام بزوجته ففي أول خلاف سيقول :- صاحبتي أفضل ، كانت تسمعني أو تحن على أو غير ذلك ، وكذلك هي .
هذا الأمر يحدث كثيرا بالذات في عقل الإنسان وفكره فالشاب الذي ( صاحب ) خمسه أو ستة فتيات سيقارن وقد يقول :- زوجتي طيبه وممتازة لكن لما تستيقظ من النوم يكون شعرها "منكوش"!! ( مثلاً )
طبعا هو كان يرى الأخريات في كامل زينتهن واحتشادهن له ، وكان يراهن ساعة أو اثنين فتكون البنت على أتم الاستعداد ( والعياذ بالله ) ..
ولكن زوجته يراها ( 24 ساعة ) في اليوم فيبدأ يقارن وتتعب حياته
والبنت نفس الأمر تقول زوجي طيب كريم لكن كنت ( مصاحبه ) ولد عنده عضلات كذا وكان أكثر وسامه وكان وكان.. طبعا هذا الولد كان يقابلها وهو جاهز تماما من تسريحه شعر وملابس جديده وغير ذلك ولكن زوجها هي تراه وهو " تعبان" و " منهك " من جراء العمل لتوفير الحياة الكريمة لها.
ثم إن الشيطان له دخل في الأمر ... يعني قبل الزواج العلاقة بينهما كانت حراما فالشيطان يظل يزينها ويحليها ويشعرهم أنه وضع لذيذ.. طبعا بعد الزواج الحياة يكون فيها مودة ورحمه وهذا وضع طبيعي ، فالشيطان هنا يغضب ويبدأ يفسد الأمر لأنه بالطبع يريد أن ينهار بيت الزوجية فيجعل الشاب يأخذ باله من أشياء لم يكن يهتم بها من قبل وهي كذلك..
أعتقد أنه بسبب أن الله سبحانه وتعالى يحب عباده.. فبالتالي لا بد أن يكون قد خلق الحب فيهم
ولكن ما أحب أن أقوله للفتاه أن خسائر البنت في هذه العلاقات كثيرة جدا أبسطها...أن البنت تحس أنها مهانة ومستهلكه لم تعد البنت المصانة الجوهرة المدللة في بيت أهلها.
لأنها أول ما ( تصاحب ) فهي تبتعد تماما عن أهلها وخاصة أبيها.. لأنها تبدأ في الكذب على أهلها ..وتبدأ تحصل لها مشاكل في البيت.. فتبدأ تشعر أن المفروض أن تواجه الدنيا وحدها

حتى أن إحداهن كانت تتحدث عن تجربه شخصيه :- أنني كنت أحيانا ادعوا فاشعر بالقرب من الله تعالى لكن لما بدأت تكون لي علاقات وما شابه أشعر أنني بعيدة جدا عن الله ، اعتقد لأن هذا النوع يورث في القلب ضيقا وظلمه وسوادا ، يعني لما كنت أظل أتكلم على التليفون حتى الفجر ثم لا أصلي..
طبعا كان هناك ألم نفسي شديد.

والحقيقة أريد أن أجمع خسائر البنت من هذه العلاقة في كلمات بسيطة
هل الإسلام يمنع هذه العلاقات لمجرد التضييق على الناس ، أم أن هذا فيه مصلحه للمجتمع ؟؟؟؟؟؟.

.. يتبع ..

الوافـــــي 26-05-2005 08:29 PM

يقول الشباب أن ( 95% ) من علاقات "الصداقة "هذه لا تنتهي بزواج
إذن ينكسر قلب البنت وتتوجع
فإذا كان الولد يتوجع ويتألم ويصاب باكتئاب إذا لا علاقة انتهت فكيف بالبنت ؟.
والسؤال ...
هل في الإسلام ما يقول أن هذه العلاقة حرام؟
طبعا ففي سورة النساء آيه تقول هذا الكلام تتكلم عن النساء فتقول:- ( ولا متخذات أخدان ) النساء25
يعني لا يجوز أن يكون للمرأة صاحب أو صديق..
لأن طبيعة البنت ونفسيتها تنكسر حين تفشل العلاقة ، وأنا سعيد جدا بكلمه من قالت أن البنت تشعر أنها مهانة أنها منكسرة أنها بعيده عن أهلها .

والسبب الثاني :- لرفض هذه الصداقة..انهيار البيوت بعد الزواج وهو ما تحدثنا عنه منذ قليل
إذن البنت التي تكذب على أهلها تكون خائنه لأبيها وأمها لما تعرف شاب دون علمهم.
هذا الأب الذي يكدح ليصرف عليها هل البر به أن يكون بهذه الطريقة ؟؟؟
بأن تدخل أحدا من ظهر البيت من التليفون مثلا..؟؟

وسؤال للبنت : هل لو سمع أبوك من سماعه أخرى أنك تتحدثين مع شاب حتى الثالثة صباحا في كلام من نوعيه حرام
ماذا سيحدث لكِ .. ؟

أكيد انهيار.. أكيد لن تقدري على النظر إلى عينيه أبداً ، فما بالك من أن الله سبحانه وتعالى هو المطًّلع عليكِ ؟ متخيله ؟؟
أين الحياء من الله تبارك وتعالى؟
كيف تشعرين وأنت تعلمين أن الله يسمعك الآن وأنت تقولين هذا الكلام .. ؟؟

الحقيقة أن المرأة تفقد من حيائها الكثير حين تدخل في علاقات مثل هذه.. وتجد نفسها تقوم بأشياء لم تكن تتخيل أبدا أن أنوثتها تهان ، لكن هل معنى الكلام السابق أنه لم يعد ينفع أي علاقة بين رجل وآمراه يعني لا يمكن أن يكلموا بعض تماما ، وأن أي رجل يجد أمراه يتعوذ بها ، والمر أه حين تجد رجلا تجري في ناحية أخرى على الفور؟؟
أم أن هناك علاقة ما.. وما حدود هذه العلاقة؟

وتعالوا نتعرف على قصه في إطار لطيف جدا للعلاقة بين رجل وامرأة
الرجل هو سيدنا موسى عليه السلام
والفتاه هي ابنة سيدنا شعيب والقصة في القرآن هي أنه حين خرج سيدنا موسى من مصر ذهب إلى مدين وكان متعبا جدا ، ووجد بئرا والرجال يسقون منه وامرأتان تقفان لا تسقيان فذهب وهو "نبي" إلى المرأتين يسألهما:-ما خطبكما؟ " في كلمتين صغيرتين فردوا ببساطه:- " لا نسقي حتى يصدر الرعاء "
أي لا نستطيع أن نسقي
ولولا أن أبانا شيخ كبير لما وقفنا هذا الموقف
فسقي سيدنا موسى لهما في مروءة ، وبعد أن سقي لهما ( لاحظوا ) تركهما فورا وتولى إلى الظل فذهبت الفتاتان إلى أبوهما تحكيان له عما حدث فطلب الأب أن تأتي الفتاتان بالشاب
فذهبت إحداهما تمشي وفي مشيتها استحياء ، وهذه البنت تستحي في مشيتها وكلامها.. وتقول:-" أن أبي يدعوك.." أي لست أنا ولكنه أبي فبدأت بالأب ولم تبدأ بـ " تعال إلى البيت " ..
هذه هي الفتاه وليست من تقول لأبيها :- أريد أن أتزوج فلانا
..سأتزوجه "غصب عنكم"..الفتاه أعجبت بالشاب وليس عيبا..
والأب فاهم وذكي .. فعرض عليه أن يتزوج إحدى الابنتين لأنه قريب من ابنته ويفهمها جيدا .. فهذا نموذج لعلاقة في إطار راقٍ ومحترم.

والسؤال كيف تعرف الفتاه أخلاق الولد وهي لا تعرفه من قبل؟؟
هل يجوز ذلك في فترة الخطوبة مثلا..؟
سأترك الإجابة عن هذا السؤال لكم !!

.. يتبع ..

الوافـــــي 01-06-2005 06:11 PM

والسؤال : ما رأيكم أن نعيش حياة حب الله .. ؟؟؟
هيا نجرب أن ندخر عواطفنا لله سبحانه وتعالى
فهذه هي الحقيقة التي ينعم الناس فعلا بالدنيا
والتي عبر عنها حسان بن ثابت رضي الله عنه حين قال:-
ببابك لن أغادره = و لن أسعى إلى غيرك
سأنسج بالرضا ثوبي = واشرف أنني عبدك
واهتف في جبين الصبح = حين يقال من ربك
الهي خالق الأكوان = اشرف إنني عبدك
الهي خالق الإصباح = شرفي إنني ملكك
<******>doPoem(0)

ويستطرد ( عمرو خالد ) قائلاً ..

أذكر أنني كنت أجلس مع مجموعه من الشباب وسألتهم ما أكثر نعمه أعطاك الله إياها ، فأجاب البعض ( أبي وأمي ) والآخر ( الأموال ) والثالث ( معافاة الله لي من ذنب ما )
لكن أحد الشباب وكان عمره ( 17 عاما فقط ) قال :- أكبر نعمه "أن ربنا هو ربنا" يعني يريد أن أكبر نعمه أنه ملك لله لأنه الرب الذي يرحم ويعفو ويغفر وهذا ما يجعل الإنسان يشعر بحلاوة شديدة ..وهذه نعمه كبيرة عبرت عنها أختنا وقالت:كأنني أريد أن أجري في الشارع..
وهذه هي علامة حبك لله وجرب ستجد..
لو أقبلت على طاعة الله تشعر وكأن قلبك يرفرف وفرحان وكأنك تملك الدنيا في يديك.. لأنك أصبحت ملك لربنا ..أغلى ما لديك في حياتك..لله.

** وقصه أخرى غريبة
أنني كنت في إنجلترا وجاء رجل مصري متدين كبير السن
تعرفت عليه في المركز الإسلامي
وقال :- أريد أن اشتري هديه لزوجتي وظللنا نبحث عن هديه حتى تعبت رغم أنه تعدى الستين إلا أنه ظل يقول لي :ما رأيك ؟ هل ستعجبها؟.
فأقول والله لا أعرف
ويبدأ يسأل عن أشياء فأقول له غالية جدا
فيقول :- لا يهم أريدها أن تكون سعيدة جدا
ولما رجعنا مصر ذهبت أزوره دون موعد مسبق
فالحقيقة أنه أدخلني وقال لي :- أتركك دقائق لأن هذا هو موعد المقرأة اليومية مع زوجتي ، وهذا الموعد لا يمكن أن نفوته أبدا..
انتظرني وسآتي لك عقب القراءة .

تعالوا نرَّجع الحب لبيوتنا
بأن نرجع إلى طاعة الله ، تعالوا نترك المعصية حتى يستمر الحب
ما رأيكم لو جعلنا بيوتنا هكذا
الزوج يقرأ مع زوجته القرآن ، وما أروع أن يشاركهما الأولاد القراءة أو الزوجة توقظ زوجها لصلاة الفجر أو يصلي الزوج بزوجته ركعتي قيام
وهذا الأمر يكون بين الأخت وأخيها والأب وابنته
تخيلوا كيف سيكون هذا البيت وجماله وحلاوته والحب فيه
جربوا وستجدون الأمور تتغير والحب يزداد والله يبارك

.. يتبع ..

الوافـــــي 05-06-2005 05:06 PM

وأختم بأحلى قصه حب في التاريخ

ليست قصة حب قيس وليلى
ولا روميو وجوليت ..
لأن هذه القصص لم تنته بالزواج ..
والزواج اختبار حقيقي للحب
والحب الحقيقي هو الذي يستمر بعد الزواج حتى لو مات أحد الطرفين يستمر الحب..
فأحلى قصه حب هي حب سيدنا محمد ( صلي الله علية وسلم ) للسيدة خديجة ..
حب عجيب حتى تموت السيدة خديجة
وبعد موتها بسنه تأتي امرأة من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
وتقول له :- يا رسول الله ألا تتزوج ؟ لديك سبعه عيال ودعوة هائلة تقوم بها.. فلا بد من الزواج
قضيه محسومة لأي رجل ...
فيبكي النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " وهل بعد خديجة أحد؟"
ولولا أمر الله لمحمد صلى الله عليه وسلم بالزواجات التي جاءت بعد ذلك لما تزوج أبدا..
محمد لم يتزوج كرجل إلا خديجة ...
وبعد ذلك كانت زوجات لمتطلبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
ولم ينسى زوجته أبدا حتى بعد وفاتها بأربعة عشر عاما..
يوم فتح مكة والناس ملتفون حوله وقريش كلها تأتي إليه ليسامحها ويعفو عنها فإذا به يرى سيده عجوز قادمة من بعيد ..
فيترك الجميع..
ويقف معها ويكلمها ثم يخلع عباءته ويضعها على الأرض ويجلس مع العجوز عليها..
فالسيدة عائشة تسأل..:- من هذه التي أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم وقته وحديثه واهتمامه كله؟
فيقول :-هذه صاحبة خديجة . .
فتسأله وفيم كنتم تتحدثون يا رسول الله؟ قال :- كنا نتحدث عن أيام خديجة..
فغارت أمنا عائشة
وقالت:- أما زلت تذكر هذه العجوز وقد واراها التراب وأبدلك الله خيرا منها..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :-والله ما أبدلني من هي خيرا منها..
فقد واستني حين طردني الناس ، وصدقتني حين كذبني الناس
فالسيدة عائشة شعرت أن النبي غضب...
فقالت له:- استغفر لي يا رسول الله
فقال :- استغفري لخديجة حتى استغفر لكِ.. ( روي معناه البخاري عن السيدة عائشة )
فهل يمكن للحب أن يستمر حتى بعد الوفاة بـ ( 14 عاما ؟؟؟ )
نعم ..
لأنه حب لم يسبقه علاقات حرام..
ولأن طاعة الله كانت هي الأصل في هذا البيت..
بيت يذكر الله ولا يذكر الشياطين

متفائلة 09-06-2005 04:49 PM

الحب على لذته ونشوته وجماله إلا انه متعب .. متعب جداً ..


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.