أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   محمد مهدي الجواهري (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=47887)

الوافـــــي 21-09-2005 04:53 PM

محمد مهدي الجواهري
 
محمد مهدي الجواهري



نبذة عن حياة الجواهري

- ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.

- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .

- قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك . وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .

- ‏أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .‏

- كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .‏

- كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .

- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .

- لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .

- نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .

- سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .

- ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .

- أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره .

- استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .

- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري " .

- في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .

- بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة .

- لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) .

- في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق .

- أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً .

- شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .

- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .

- واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .

- أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .

- عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر .

- في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة" .

- في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .

- في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس .

- بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب.

- كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» ذروة من الذرا الشعرية العالية .

- يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.

- وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .‏

- وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997 .‏

المصدر

الوافـــــي 21-09-2005 05:10 PM

يا دجلةُ الخيرِ



حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني = يادجلة الخير , يا أمَّ البســاتين
حييتُ سفحَك ظمـآناً ألوذ به = لوذ الحمائِم بين الماءِ والطــين
يادجلة الخير ِيا نبعاً أفـارقـه = على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ
إني وردتُ عُيون الماءِ صافيـة = نَبعاً فنبعاً فما كانت لتـَـرْويني
وأنت ياقارباً تـَلوي الرياحُ بهِ = ليَّ النسائِم أطراف الأفـانينِ
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني = يُحاكُ منه غداة البيَن يَـطويني
يادجلة َ الخيرِ: قد هانت مطامحـُنا = حتى لأدنى طِماح ِ غيرُ مضمونِ
أتضـْمنينَ مقيلاً لي سواسيـة = بين الحشائش أو بين الريـاحين؟
خِلواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ = بينَ الجوانح ِ أعنيـها وتـَعنيني
تـَهزُّني فأجـاريها فتدفعَني = كالريح تـُعجل في دفـع الطواحينِ
يادجلة الخير:ياأطياف ساحرةٍ = ياخمرَ خابيةٍ في ظلَّ عُرجونِ
ياسكتة َ الموت, ياإعصار زوبعةٍ = ياخنجرَ الغدر ِ, ياأغصان زيتونِ
ياأم بغدادَ من ظرف ٍ ومن غنـَج = مشى التـبغدُدُ حتى في الدهاقينِ
ياأمَّ تلك التي من, ألـفِ ليلتها = للانَ يعبق عِـطرٌ في التلاحينِ
يامستجمٌ (النواسيَّ ) الذي لبـِستْ = به الحضارة ُ ثوبـاً وشـيَ, هارونِ
الغاسل ِ الهَّم في ثـغرٍ وفي حَببُ = والمُلبس ِ العقلَ أزياءَ المجانينِ
والساحبِ الزقٌ يأبـاه ويكرههُ = والمُنفق ِ اليومَ يـُفدي بالثلاثيـن
والراهنِ السابريَّ الخزَّ في قـدح = والملهم الفنَ ممن لهو ٍ أفانين
والمُسْمع ِ الدهرَ والدنيا وساكنها= قـْرعَ النواقيس في عيدِ الشعانينِ
يادجلة الخير: والدنيا مـُـفارقة = وأيُّ شرٍّ بخير ٍ غـيرُ مقرونِ
وأي خيرٍ بلا شرَّ يُلقـٌـحَـه = طهرُ الملائك منْ رجس الشياطين
يادجلة الخير: كم من ْ كنز موهِبةٍ= لديك في (القمقم) المسحور مخزون
لعلَّ تلك العفاريتَ التي احْتجـزتْ = مـُحملاتٌ على أكتاف,دُلفينِ
لعل يوماً عصوفاً جارفاً عرَمـاً = آتٍ فـُتـرضيك عقـباه وترضيني

محمد العاني 22-09-2005 01:36 AM

رُباعيات
 
قلت وقال ..

قلت للشيخ ارتضى العمّة رزقاً والقميصا
غطّيا منه صَغارَ الفكرِ والنخوةَ والرأيَ المحيصا
كيف عرّيت من الدين بما زورتَ .. روحاً ونصوصا
قال: ما بالُك أمسكتَ تلابيبي وأعفيتَ اللصوصا



زرع الضمائر ..

قالوا قد انتصرَ الطبيبُ على المُحالِ من الأمور ِ
زرعَ الجماجمَ والقلوبَ وشدَّ اقفاصَ الصدور ِ
فأجبتهمْ: ومتى سترفَعُ رايةُ النصرِ الأخير ِ
زرعٌ الضمائرِ في النفـوسِِ العارياتِ عن الضمير ِ



مؤتمر الاقطاب وذات الجنب ..

وتجمَّع "الأقطابُ" يأكلُ بعضُهم في الحقد بعضا
يتفحصون مشاكلَ الدنـيـا سماواتٍ وأرضا
أيُعالِج المرضى اطبـاءٌ يذاتِ الجنبِ مرضى
يشكو المحبّةَ واحــــــدٌ لثلاثةٍ يشكون بُغضا!



حُكم التاريخ ..

سيسبُّ الدهرُ والتاريخُ من أغرى بسبي
لا الأولى ســبُوا فهم عبـدانُ عبدانِ لرب
يا لخزيِ المشتلِي كلباً لسبِّ المتنّبي
عِــرضُ كــافـورٍ تـهـــرّى وله مليونُ كلب


محمد مهدي الجواهري

يتيم الشعر 22-09-2005 03:16 AM

رحم الله الشاعر محمد الجواهري فهو ممن أحبهم على تشيعهم ، في نظري كان من نحاتي الشعر المحترفين ، أراه متشبعاً بروح المتنبي وأبي تمام ي الشعر

يقل في شعره البديع المعنوي ويكثر ابديع اللفظي ..

الوافـــــي 24-09-2005 10:54 AM

أخي الفاضل / محمد العاني

مرورك من هذا الموضوع زاده جمالا :)
وإضافتك الضافية إليه أسعدتني
وهذا ما أرجوه من كافة الإخوة هنا
فجزاك الله خيرا أخي الكريم

تحياتي

:)

الوافـــــي 24-09-2005 10:55 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة يتيم الشعر
رحم الله الشاعر محمد الجواهري فهو ممن أحبهم على تشيعهم

عندما نقرأ الشعر فنحن لا نقرأ إلا الصور البلاغية والمعناني التي يحملها بين طياته
وأما المذاهب أو الأديان فليس لها بالشعر علاقة إلا ما كانت القصائد مكتوبة له .
فنحن نقرأ الشعر الجاهلي عموما والمعلقات على وجه التمثيل نجد أننا نستمتع بها ، بل ونحفظ بعض أبياتها إن لم تكن أغلبها.
وليس ذلك إلا لما تحمله تلك القصائد من معاني تسلب الألباب والمشاعر.
والجواهري واحد من أولئك الذين أجد في ما يكتبونه صدق العاطفة
فهو بكلماته يلامس بعضا من معاناة نحملها أحيانا
شكرا لمرورك العاطر أخي يتيم ، وجزاك الله خيرا عليه

تحياتي

:)

يتيم الشعر 25-09-2005 12:36 AM

أخي الحبيب الوافي

حينما استنشد الرسول صلى الله عليه وسلم أشعار أمية بن أبي الصلت ، كان قوله بعد ااستماع لها : " ذلك رجل آمل سانه وكفر قلبه " ، فهو عيه الصلاة والسلام قارن بين حال الرجل وبين كلامه

وحينما نقرأ لجواهري فيعجبنا كلامه ونقرأ حياته فتعجبنا سيرته ، نترحم عليه .

الوافـــــي 25-09-2005 02:58 PM

[align=center]
أأبا مهند


أأبا مهند والجراح فَمُ = وعلى الشفاه من الجراح دمُ
وعلى الشفاه تمور طاغيـةٍ = حُرقٌ تُصعد ثم تنهزمُ

أأبا مُهندَ يا أخا خَلصتْ= منْه الطـباعُ وطابت الشيمُ
تُعلى الفصاحة من صباحته = وَيزينُ رقةَ لطفهِ الثَّمَمُ
أشكُو إليكَ وانْ زَوَى ألمي = غَضَبٌ تقاصرَ دُونهُ الألُم
أرضاً تناسخت الشُّرور بها = وتهاوت الأقدارُ والقيم ُ
ياصائغ البدع الحسان ِ = بها يتجاوبُ الإحْساسُ والنغمُ
بيني وبينك في الهوى صلة = ما إن يجيءُ بها رحـمُ
حججٌ تخُبُّ بنا ونحنُ فمٌ = لفم بحبل الصبر نعتصمُ
نتقاسم ُ الآهات يجمعنا = في النائباتِ الهمُ والْهمَمُ
نشدُو فيَنسجمُ الهوى شرقاً = بالحُبِّ والنجوى وننسجمُ
وَتُضيءُ شمعَتنا فُيطفئها = مُغـْبرٌ درْبِ كُلهُ ظلمُ

أأبا مُهَندَ والجراحُ فمُ = وفَمي بهِ منْ جُرحه وَرَمُ
ماذا سيبقى لامريء حُجبتْ = عَنهُ الرُؤى - والرأي - والكلمُ
أأبا مُهَند رُبَّ عَافَِيـةٍ = خرساء يحمد ُ عندها السقمُ
لا أظلمُ التسعين يْعوزُها = ست سيطبقُ بَعدها العدم ُ
فلطالما شُدتْ نوابضُها = بالأربعين َ وَكُلها ضرَمُ
لكنْ بما اخْمدتَ جمرتها = فيما يشبعُ اليَأسُ والسأمُ
دَاءَانِ إما اسْتَحكما صنعا = بالنفس ما لا يصنع ُ الهرمُ
بل لوْ كفرتُ لهزني ندمي = لوْ جاز عن خير مضى ندمُ

أأبا مُهَند مسني برمُ = ورديفُ كل فجيعة ٍ بَرَمُ
عندي لواعجُ تستقرُ دَمي = وتحزُ من جلدي وتقتحمُ
أبداً تُعاودني وساوسها = ويرجُ فيها اليقظةَ الحُلمٌ
حتى إذا حاولت ألفظها = عاصي بها القرطاس والقلمُ
وتيبستْ والشجوُ يخنقني = كالسيف يومَ الروْع ِ ينثلمُ
مانحنُ ما دُنيا مُصعد ة = غرُ النُجُوم لأرضها خدمُ
ما النّاسُ ما الإنسانُ ماكتلُ = مرفوضة ُ ما هذه ِ النُّظُمُ
ما حرمة ُ القانونُ دنسها = منْ سنه ُما الحِلُ ما الْحرمُ
أأبا مهند شرُّ من حكموا = ما كان لو لا ذلٌّ من حُكموا
ماذا على الراعي اذا اغتصبت = عنز ُ ولم يتمرد ِ الغنمُ
يا أيها ( الطاعون ) حُل بنا = وبمثل وجهك تُكشفُ الغممُ

محمد العاني 26-09-2005 01:33 AM

شكراً لك أخي الوافي على هذا الموضوع الذي يتطلب الوقوف عليه..
وددتُ أن ألحِق هذه القصيدة بالموضوع لما لها من تأثير في نفسي..





اتعلم ام انت لا تعلم

بان جراح الضحايا فم

فم ليس كالمدعي قولة

وليس كآخر يسترحم

اتعلم ان رقاب الطغاة

اثقلها الغنم والماتم

وان بطون العتاة التي

من السحت تهضم ما تهضم

ستنهد ان فار هذا الدم

وصوت هذا الفم الاعجم

ويا لك من بلسم يشتفى

به حين لا يرتجى بلسم

اتعلم ان جراح الشهيد

تظل عن الثار تستفهم

اتعلم ان جراح الشهيد

من الجوع تهضم ما تلهم

تمص دما ثم تبغي دما

وتبقى تلح وتستطعم

يقولون من هم اولاء الرعاع

فافهمهم بدم من هم

وافهمهم بدم انهم

عبيدك ان تدعهم يخدموا

وانك اشرف من خيرهم

وكعبك من خده اكرم

××××

ليشمخ بفقدك انف البلاد

وانفي وانفهم مرغم

اسالت ثراك دموع الشباب

ونور منك الضريح الدم


محمد مهدي الجواهري

الوافـــــي 26-09-2005 03:11 PM

أخي الكريم / محمد العاني

أدرجت قصيدة تحمل بين طياتها ( للأسف ) الكثير والكثير من الحقيقة
فشكرا لتواصلك الرائع أخي الحبيب

تحياتي

:)

الوافـــــي 26-09-2005 03:25 PM

قصيدته في رثاء زوجته ( أم عوف )




يا ( أم عوفٍ ) عــجــيــبـــاتٌ ليــاليــنا = يُـــدنـيـنَ أهـــــواءنا القصوى ويُقصينا
في كـــل يـــومٍ بلا وعـــيٍ ولا سببٍ = يُنزلن ناســـاً على حـــكـــــمٍ ويعلينا
يَدفن شــــهــدَ ابتسامٍ في مراشفنا = عــــــذباً بــعــلــقــم دمـعٍ في مآقينا

يا ( أم عوفٍ ) ومــــا يُـــدريك ما خبأت = لنا المـــقــاديــرُ مــــن عُقبى ويدرينا
أنَّــى وكـــيـــف ســيرخي من أعنتنا = تَطوافُنا .. ومــــتى تُلقى مـــراسينا؟
أزرى بأبيات أشـــعـــــارٍ تـــقاذفـــــنا = بيتٌ من ( الشَـــعَـــرِ المفتول ) يؤوينا
عِـــشـــنـا لها حِـــقــبــاً جُلى ندلَّلُها = فــتــجــتــويــنــا .. ونُعــلــيـها فتُدنينا
تــقـــتــات من لحـمــنا غضاً وتُسغِبنا = وتـســتـقــي دمــنا مـحـضـاً وتُظمينا

يا ( أم عــــــوفٍ ) بلوح الغيب موعدنا = هـــنا وعــــندك أضـــيافــــنا تَلاقــيـنا
لم يــبــرح العــامُ تِــلوَ العــامِ يَقــذِفنا = فــي كــلِّ يــومٍ بـمــومـــاةٍ ويــرمــينا
زواحـــفاً نــرتــمــي آنـــاً .. وآونــــــةً = مــصـــعِّـــــدين بأجـــــواء شــــواهينا
مُزعـــزعـــين كـــأن الجــــنَّ تُسلمنا = للـــريح تـــنـشُرنا حـــــيناً وتـــطــوينا
حـــتى نـــزلنا بــســاحٍ منك مُحتضِنٍ = رأد الضــحى والنــدى والرمل والطينا
مفيئٍ بالجــــواء الطـــــلق مُنصـــلتٍ = للشــمــس تجـــدع منه الريح عرنينا
خِــلــتُ الســمـــاء بـها تهوي لتلثمهُ = والنـــجــم يــســمـح من أعطافه لينا
فيه عـــطـــفنا لمــيدانِ الصِّــبا رسناً = كـــاد التـــصـــرُّمُ يــلـويــــه ويــلــوينا
يا ( أم عـــــــــــــــوفٍ ) وما آهُ بنافعةٍ = آه عــــلى عــــابثٍ رَخْـــــصٍ لماضينا
عــــلى خـــضيــلٍ أعـــــارته طلاقتها = شـــمـــس الربــيــعِ وأهدته الرياحينا
ســـالتْ لِطـــافـاً به أصباحنا ومشتْ = بالمـــنِ تــنــطِـــفُ والســلوى ليالينا
ســـمـــحٍ نجـــــرُ بــه أذيالنا مــــرحاً = حِـــــيــناً .. ونـــعـــثرُ في أذياله حِينا
آهٍ عـــلى حــــائرٍ ســــاهٍ ويرشــــدنا = وجـــــائرِ القـــصـــدِ ضِلِّيلٍ ويــهـــدينا
آهٍ عــــلى مـــلــعــبٍ - أن نستبدَّ به = ويــســـتــبـدَّ بنا - أقــصـــى أمـــانينا
مـــثـــل الطــيــورِ وما ريشتْ قوادمنا = نـــطــيـــر رهوا بما اسطاعت خوافينا
من ضحكة السَّحَرِ المشبوبِ ضحكتنا = ومـــن رفـــيـــف الصِّــــبا فـيه أغانينا

يا أم عــــــوفٍ وكاد الحلمُ يسلبنا = خــــيرَ الطــــباعِ وكــــاد العقل يردينا
خــمــســون زلــت مــلـيئاتٍ حقائبها = مــن التـجــاريـب بِــعــناها بعـشــرينا
يا ( أم عــــــــوفٍ ) بـــريئاتٍ جــرائرنا = كـــانت ، وآمــــنة العـــقــبى مهاوينا
نــســـتـــلهمُ الأمــــرَ عفواً لا نخرِجُهُ = مـــن الفــحــاوي ولا ندري المضامينا
ولا نـــعــانــي طــــوِّياتٍ مــعــقـــــدةً = كـــمـــا يَــحُــــــــلُّ تـــــلاميذٌ تمارينا
نـــأتي الــمـــآتـي مــن تلقاء أنفسنا = فــيمـا تــصــرفــنـا مــنـهـا وتُــثـنـيـنـا
إنْ نـنـدفــع فـبـعـفـوٍ مـن نــوازعـــنــا = أو نـرتــدعْ فـبــمـحــضٍ مـن نـواهـيـنا
لا الأرض كــانت مُــغــواةً تــلــقــفــنا = غــدراً ..ولا خــاتـلٌ فــيـها يــداجــــينا
إذا ارتــكــســـنـا أغــاثـتـنـا مـغــاوينا = أو ارتــكــضــنـا أقــلّــتــنــا مــذاكــيـنا
أو انـصــببنا عــلى غــايٍ نـحــاولـهــا = عُـــدنا غُـــزاةً ، وإن طــاشت مرامينا
كانت مــحـــاسننا شتى .. وأعظمُها = أنَّا نـخــاف عـلـيــها مـن مــسـاويـــنا
واليــومَ لم تـألُ تـسـتشري مطامحنا = وتـــقـــتــفــيها عــلى قــدْرٍ مـعاصينا
يا ( أم عــوفٍ ) أدال الدهــــرُ دولتنا = وعـــاد غـمْـــزاً بـنـا مــا كـان يــزهونا
خــبا مــن العـــمـــر نـــوءٌ كان يَرزُمنا = وغـــاب نــجـــمُ شــبـابٍ كــان يهدينا
وغــاضَ نــبــعُ صـفا كـنَّــا نـــلـــوذ به = في الهاجــــرات فــيــرويـنـا ويُصــفينا

يا ( أم عـــــــوفٍ ) وقد طال العناء بنا = آهٍ عــلـى حــقــبــةٍ كـــانـت تـعـانـينا
آه عــلى أيـمـنٍ مـن ربــع صــبـوتــنـا = كـــنا نــجـول ُ بـه غــراً مــيـامــيــنـــا
كــنا نــقــول إذا مـــا فــاتــنــا سَـحَرٌ = لا بــد مــن سَـحَـــرٍ ثـــانٍ يـــواتـيـنــا
لا بــد من مــطــلـعٍ للشمس يُفرحنا = ومــن أصــيلٍ عــلى مـــهـــلٍ يـحيينا
واليـــوم نــرقــبُ في أســـحارنا أجلاً = تـقـومُ مـن بـعـده عـجـلـى نـــواعــينا

محمد العاني 28-09-2005 01:26 AM

أخي الوافي..
هذه القصدية لم يقلها في رثاء زوجته..
قالها في إحدى رحلاته إلى الشام حين رأى راعيةً تسير بالغنم في إحدى البوادي..
و أما عن زوجته فاسمها "أم فرات"..وله قصائد مشهورةٍ في رثائها..



أخوك
محمد

محمد العاني 28-09-2005 01:34 AM

ناجيتُ قبركِ
 
أخي الوافي هذه إحدى قصائد الجواهري في رثاء زوجته..
ناجيت قبرك



في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ

أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ

قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها

رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ

ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ

ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ

ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ

وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً

أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ

حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً

بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ

تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا

بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ

بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ

بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ

عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً

رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ

خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي

وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ

بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني

ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ

كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ

قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ

إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ

ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا



مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ

لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ

كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ

وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ

ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ

عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ

وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ

صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ

ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ

بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ

ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً

نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ

أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى

صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ

لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ

أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ

وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا

إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ

كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا

صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ

غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ

ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا

شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها

فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ

لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ

لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ

ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها

تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ

ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ

ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ



قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ

واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ

ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ

عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ

تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها

أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ

سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني

حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ

واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ

لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ

أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي

والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ

أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا

أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ

أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ

لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ

سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ

رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ

مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ

وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ



مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على

توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ

لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا

أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ

وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني

أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ

ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها

لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ


محمد مهدي الجواهري

محمد العاني 28-09-2005 01:39 AM

في هجاء بوش الأب
محمد مهدي الجواهري



بـم انـتهى؟ وعلى من راح ينتصر غـول تـصبغ مـنه الناب والظفر
بـم انـتهى؟ أبـأن راحت تطارده وسـوف تدركه ، الأشباح والصور
تـمدد الـشوط من عمرى ليبصرنى مـا ينكر السمع، لو لم يشهد البصر
تـزعم الـنصر غول لم يجىء خطرا عـلى الـبرية غـول مـثله خطر
الــى يـمـينا بـانجيل يـشرعه ألا يـبقى عـلى شـىء ولا يـذر
ولـم يـبق عـلى شعب وينتصر ولـم يـصابر عـلى فـرد ويندحر
نـصر على من .. على بيت وربته وصـبية وعـجوز هـده الـكبر
عـلى الـزروع؟ فلا ماء ولا شجر عـلى الـضروع؟ فلا بس ولا ذرر
عـلى الـرضيع؟ فلا ثدى يلوذ به ويـوم أيـعاد بـوش يـوم يحتضر
عـلى القرى آمنات؟ أنس وحشتها مـا يسقط النور أو ما يطلع القمر؟
على الحضارة؟ ما انفكت تصب فيها شـتى الـحضارات تستبقى وتختمر؟
يـا مـدع الـنصرزورا عن هزيمته لايـبدل الـليل أن يستصنع القمر
بشرى العروبة !! ما فى الرافدين جنى يـقى الـجياع، فـلا أنثى ولا ذكر

الوافـــــي 29-09-2005 02:28 PM

أخي الفاضل / محمد العاني

جزاك الله خيرا على التوضيح الذي كان ملتبسا عندي
وقد كنت أحسب أن القصيدتان في رثاء زوجته

تحياتي

:)

الوافـــــي 29-09-2005 02:37 PM

الشاعرية



إذا خــــــانـــتــك مـــوهــــبـــةٌ فـحــــــقُ = ســـــــبـــيــــل الــعــيــشِ وَعْرٌ لا يُشَقُ
وما ســـهــــلٌ حـــــياةُ أخـــي شــعـــورٍ = مــــن الــوجـــــدان ينبضُ فـــيه عـــرقُ
أحــــلـــَّــــتْـــــهُ وداعـــــــتــــه مــحــيطاً = حـــــمـــتـــه جــــوارحٌ لــلــصـــيــــد زُرقُ
تــفــيــض وضـــــاحــــةً والعـيـش غِشٌ = ســــلاحــــك فــيـــه أن يـــعـــلوك رَنقُ
وتــــحــمــــلُ ما يــجـــلُّ مــن الـــرزايا = قُـــــواك وقـــــد تــــخــــورُ لما يَـــــــدِقُ
وقــد تـــقــســــو ظــــروفٌ مُحوِجاتٌ = عـلــيــك وأنت وَهـم بما ظنوا مُحِقُ
قــــلــيـــلٌ عــــاذروك عـــلى انقـباضِ = أحـــــب الــنــــاس عــــنــد الناس طَلْقُ
ووجـــــهٌ تـــقــطـــرُ الأحــزان مـــنه = عـلــى الــخـلـطــاء مَــحـمِــلــهُ يـشِـقٌ
شــــريــكُــكَ في مــزاجك من تُصافي = له شِـــقٌ وطـــــــوعُ يـــديـــــك شِـــقُ
وقــــبــــلاً قــــال ذو أدبٍ ظـــريـــــفٍ = قِـــــرى الأضــــيـــاف قـــبــل الزاد خُلقُ
وعـــــــذرُك أنــــــت آلام ثِـــقــــــــالٌ = لــهـــنَّ بــعـــيــشـــــةِ الأدبـــاء لَــصْـقُ
أحـــقُ الــنـــاس بــالـتــلـطــيفِ يغدو = وكـــــــل حـــــــيــاتـــه عَــنَـــتٌ وزَهْـــقُ
تـــســـيــر بــك العــواطـــفُ لـلـمنايا = وعـــاطـــفـــةٌ تـســــوءُ الظُـــفـــرَ حُـمْـقُّ
وحـتـى في السـكـوتِ يُــرادُ حزمٌ = وحــتـــى فـــي الــســـلام يُـــراد حــذقُ
يـــريــد الــنــاسُ أوضــاعـــاً كــــثاراً = وفـــيـــك لـمــا يُـــريـــد الــنـاس خَرقُ
خــضــوع الفــرد للطــبــقـات فـرضٌ = وقـــاســـيــةٌ عــقــــوبــةُ مـــن يَـــعِــقُ
نسـيـــجٌ مـــن روابـــطَ مــحـكـمــاتٍ = شـــذوذُ العــــبــقـــرية فــيـــه فَــتْقُ
وعـــنـــدكَ قـــوةُ الــتــعــبــيــــر عما = تُـــحـــسُّ ومــيــــزةُ الشُـــعـــــراء نُطقُ
حــــيــاتــك أن تــقـــول ولــو لــهـــاثاً = وحُـــكـــمٌ بــالســـــكـوتِ عليك شَنقُ
فـــمـــا تـــدري أتُـــطـــلق من عنان الـ = قـــريـحـــةِ أم تُــسِــفُ فــتُــســـتَــــرق
غــــريبٌ عــــالم الشـــعــــراءِ تقســـو = ظــــــروفـــهــــم وألــســـنـــهــــم تَـرِقُّ
كبعـض الناس هم فإذا استُثِروا = فـــبــيــنـهـم وبـيـن الــنـاس فـــــرقُ
شـذوذ الـنـاس مُــخـتـلـق ولكنْ= شـــذوذ الشاعــر الفـنـــان خَــلْـقُ
وإن تــعـجــب فــمــن لَــبِــقٍ أريـــبٍ = عــلــيه تـــساويـــا سَــطْـــحٌ وعُمق
تـــضــيق بـه المــسـالــك وهــو حُــرٌّ= ويُـــــعــــــوِزُهُ التــــقـــلــب وهــــو ذَلْقُ
وســر الــشـاعــريــــة فــي دمـــاغٍ= ذكــــيٍ وهـــو فـــي الـتــدبــيــر خَــرْقُ
تــخــبــط في بــسـائـطــهِ وحَـــلَّت= عـلى يـــده مــــــن الأفــــكــــار غُلقُ
مـــشاهــيرٌ ومـا طَلَبوا اشـــتهاراً= مـــشـــتْ بُــــردٌ بــــهـــم وأُثِــيـرَ برقُ
ومــرمــوقــون مـن بُـعــدٍ وقُــربٍ= لــهـــم أُفــقٌ وللـقــمـريــن أُفْــقُ


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.