![]() |
بنات الرياض
الدمام : سراء الشهري عبر كثيرمن السعوديات عن غضبهن لما كتب في رواية (بنات الرياض) للكاتبة رجاء الصانع واعتبرنه إسفافاً وتصويراً سيئاً لواقع الفتيات السعوديات، ويستغربن من عدم ظهورسعودية واحدة في الرواية تشرف ملايين السعوديات فالسيدة منى البريك تقول: هلأصبحت الشهرة مطلباً ولو بالتعرض للسعوديات وتصويرهن في الرواية كفتيات يواعدنالرجال ويشربن الخمر في الخفاء في الاحتفالات الخاصة، ويدخلن الرجال إلى الأسواقمقابل 1000 ريال، وهل قصدت الكاتبة عندما صورت فتيات يدخلن رجالاً لمجمع تجاريبمقابل مادي، أن تصور رخص المرأة السعودية، وإمكانية شرائها بالمال حتى لو كانتغنية؟ أما السيدة ليلى الشمري فقد أمسكت أمام الزائرات بالرواية، وقرأت المقطعالتالي: تشاركت لميس مع ميشيل تلك الليلة في شرب زجاجة شامبين، أخذتها من خزانةوالدها للمشروبات الخاصة بالمناسبات الهامة، فزفاف قمرة كان جديراً بزجاجة من الدونبيرنيو، فميشيل تعرف الكثير عن البر اندي والفودكا والواين ثم قرأت هذاالمقطع "ارتدت قميص النوم الأسود الشفاف الذي اشتراه لها، ودعته للسهر في بيتها دونعلم والدها الذي كان يقضي الليلة في مخيم في البر، ونثرت الورد على الأريكة والشموعمنتشرة والموسيقى خافتة، ولكن هذه الأمور لم تثره، كما أثاره القميص الأسود الذييكشف أكثر مما يخفي، وقد نذرت نفسها لترضي حبيبها وليد حتى تزيل ما في قلبه من ضيقتجاه تأجيلهما لزفافهما، عارضة عليه المزيد من أنوثتها وقالت السيدة ليلى: هل ما كتب في هذه السطور يعد أدبا؟. وتساءلت: كيف فسحت وزارة الإعلام هذه الرواية،وكيف تجرأت صحفنا على الترويج لها، وهي التي تنافس كتب الأرصفة في لبنان ومصر،والتي لا يشتريها إلا الباحثون عن المتعة والإثارة الجسدية؟!. وأضافت أنها صعقتعندما وجدت الرواية في مكتبات مجمع الراشد، وتباع علناً، وهي التي اعتقدت أن الحصولعليها ضرب من المستحيل وبررت شراء الرواية بأنه للرد على الكاتبة وإفهام الآخرينأننا نفهم ما يكتب عنا، وأننا لا نوجه من قبل الآخرين كما يدعي البعض، عندما تنتقدالسعودية كتاباً يستغل اسمها للإثارة الرخيصة أما مريم بو نصير فقد كان لها رأيأشد جرأة عندما أصرت على أنه لابد من مقاضاة الكاتبة على هذه الإساءات؛ لكون الكتابحمل عنوان بنات منطقة معينة، مما يسيء للكل، خاصة أن المجتمعات الأخرى لا تعرف عنمجتمع النساء السعوديات إلا ما يكتب، وهذه الرواية عندما استعرضت الشخصيات الأساسيةوالثانوية قدمتهن في نفس قالب المزدوجات المتطلعات للجنس والعلاقات الخفية، مراهنةلو أن هذا الكتاب صدر في مصر وكان اسمه بنات مصر لأقامت المصريات الدنيا ولميقعدنها، ولوجدن مناصرة من جميع كتاب مصر، لكن هنا صفق أغلب الكتاب والإعلاميينللكتاب، متناسين مساسه بأمهاتهن وأخواتهن وبناتهن، فالتعميم وارد في الرواية وتساءل آخرون ما السر في اختيار اسم (بنات الرياض) للرواية سوى بحث الكاتبة عنالشهرة ومعرفتها بالضجة التي سيحدثها؟ وحملوا الكاتب الذي قدم للكتاب المسؤولية عنالمساس بكرامتهن، وكان الأولى له لكونه ذا تجارب وخبرة أكثر أن ينصحها بتغييرالمسمى، فنجيب محفوظ لم يجرؤ وهو الكاتب الأكثر جرأة على تسمية روايته الحرافيشبأسماء بنات محافظات مصر، رغم أنه صرح أنها من الواقع المصري وسماها اسماً عاماًاحتراماً للمرأة المصرية وعلقت أخريات "أن الرواية سطحية وركيكة، وفيها وصوليةواضحة عندما أقحم ذكر أمير، فإحدى الشخصيات يشبه الأمير خالد الفيصل وإحدى الشخصياتتريد برنامجاً كبرنامج إضاءات لتركي الدخيل، ولم يفتها أن تعمل إحدى شخصيات الروايةفي محطة فضائية في دبي، وأن تتعرف إحداهن على حبيبها في دار الساقي الدار التينشرت لها ومن جهة أخرى اتفق كثير من السعوديات على أن هيئة الأمر بالمعروف زجتفي الرواية زجاً متعمداً للإساءة إليها، فقد جاء في الرواية في ص160:خلال أحدلقاءات لميس بعلي في أحد مقاهي شارع الثلاثين انقضت عليهم جوقة من رجال الهيئة،واقتادوهم للمركز، ولم تستطع لميس تحمل الإساءة الجارحة التي وجهت إليها وأسمعوهاكلاماً تخجل من التلفظ به أمام صديقاتها وفي نفس الصفحة اتهمت الرواية على لسانالبطلة القضاء السعودي بتعمد التفرقة في العقاب بين السني والشيعي، فالشرطي يخبرالأب : إن عقاب الشاب أكبر؛ لأنه رافضي ص161ولم تكن هذه الإساءة الوحيدةللمجتمع السعودي، فقد وردت هذه العبارات في فصول الرواية لمجتمع السعوديالمتزمت ومجتمع تدخل الجميع في شؤون الجميع تهاون سديم بالصلاة لأن اهتمامسديم بالدين مرتبط بفراس، وحنقها عليه يجعلها تحنق على أي شيء يذكرها به حتىالدينلا تعتبر السعودية الدولة الإسلامية الوحيدة، فالإمارات دولة إسلامية؛لكنها توفر الحرية الدينية والاجتماعية للشعب ميشيل الأمريكية: أنا لم أترب في هذا المجتمعمجتمع أش قالت واش سوت كما حوت الرواية وصفاً كاذباً لحقيقة المجتمع السعودي،فوصفت البنات في عيد الحب يمشين بورود حمراء في الشارع، والشباب يستوقفون البناتليهدوهن وردة حمراء قبل أن يتم منع مظاهر الاحتفال، مرددة "كم أنت مضطهد أيها الحبفي هذا البلد"، كما وصفت أحد حفلات العرس والفتيات يتراقصن كأن هذه هي القاعدة، علىالرغم من أن أغلب حفلات الزواج السعودية لا يدخل فيها العريس يذكر أن للدكتورالشاعر والكاتب عبد الرحمن صالح العشماوي مقالة انتقد فيها الرواية، ووصفهابالخطيئة الأدبية التي تجاهلت الصور المشرفة لبنات الرياض، مرجعاً ما أتى فيها إلىصغر سن الكاتبة، وطلب أن تعود إلى صوابها وقال: إن (بنات الرياض) رواية خارجةعلى قيم مجتمعنا، وهي عمل قائم على المجاهرة بما لا ترضى به أخلاقنا؟ ونحن هنا لانزكي أنفسنا ولا ندعي أنَّ حياتنا خالية من التجاوزات والأخطاء، ولا نزعم أن مدينةالرياض مدينة مثالية تعيش بعيداً عن واقع الملايين من الساكنين فيها. ولكننا نقول: لو أنَّ كُلَّ فتاةٍ تعلَّمت في مدارسنا وجامعاتنا حاولت أن تكتب ما قد تقع فيه منالأخطاء في عمل روائي أو قصصي، ونشرته للناس، لتحوَّل مجتمعنا إلى مجتمع لا قيم فيهولا أخلاق |
والآن الكلام لي :
أعترف بداية أنني لم أقرأ هذه الرواية ير أني استمعت لرأي كاتبتها ولآراء بعض الناقمين والمادحين ، وأجد أن أعظم ما نقموه عليها هو : 1- استخدامها لعنوان مثير ( بنات الرياض ) وقالوا إن في ذلك تعميماً يجعل من شخصيات الرواية ممثلات لجميع بنات الرياض ، وهذا أظنه تعصب غير دقيق فنحن لسنا بمعرض تحليل بيت من الشعر الجاهلي ولا تفسير نص ديني تنبني عليه أحكام شرعية ، بل هو عنوان مثير أحسنت الكاتبة توظيفه وهكذا يفعل الأدباء والكتاب . 2- انصب هجوم الكثيرين على الكاتبة لأنها روت بعض الآراء على لسان شخصيات الرواية ، واعتبروا أن هذه الآراء هي في الحقيقة آراء الكاتبة ! وهذا تجنٍ وظلم ، فناقل الكفر ليس بكافر ونحن نجد في القرآن الكريم آيات تخبرنا بما قاله الطواغيت والكفار ، والواقع الذي نعيشه جميعاً يجعلنا نتعرف على نوعيات من البشر هم بالفعل مثل شخصيات الرواية . 3- مما نقمه الناقمون هو أن في المجاهرة بفضح سلوكيات خاطئة في المجتمع ما قد يدعو إلى الترويج لهذه السلوكيات ، وربما يكون فيما ذهبوا إليه بعض الصواب . 4- افترى مفترون ظالمون وقذفوا كاتبة الرواية وقالوا إن ما ترويه ليس إلا نتاجاً عن تجارب لها ، وإني أدعو الله أن ينالوا جزاءهم العادل في الدنيا والآخرة . وأخيراً .. فإن هذه الرواية لن تكون الأخيرة في مسلمسل الفسح لروايات وكتب جديدة تناقش وتثير ما اعتاد المجتمع الثقافي السكوت عنه وظل لفترة طويلة خطاً أحمر غير مسموح بتجاوزه ، فبماذا سيقابل هذا التغيُّر ؟ بالرصاص وسفك الدماء أم بالقلم والمداد والحوار ؟ |
إقتباس:
أحسنت اخي يتيم هذا هو السؤال :New1: |
لقد سمعت بهذه الرواية للكاتبة رجاء عبدالله الصانع..ولاحظت انها اثارت ضجه كبيرة في المجتمع السعودي...ولكنني لم اقرء الرواية..وقريبا انشاءالله سافعل..المهم في يوم الجمعة الماضي كنت اتابع برنامج اضاءات لتركي الدخيل واذا به يجري لقاء مع هذه الكاتية الصغيرة السن..ولكنها لم تعجبني في ردها على السيد تركي واحسست انه يستهزء بها ويحاول استفزازها وصراحة لم يعجبني طريقته ايضا في الاسئلة فاوضح للمستمعين انها متهمة وهو قائم بدور الجلاد...فليس هكذا تدار الحوارت خصوصا مع كاتبة رواية كرواية "بنات الرياض"
ولكنني عرفت مجريات الرواية وهي انها تدور حول اربع شخصيات ميشيل،قمره، لميس،سديم يقمن بممارسة اشياء محرمه..وقامت الكاتبه بانتقاد تلك الشخصيات وتعليقي هو: اولا الكاتبة صغيرة بالسن (24) سنة تعمل طبيبة اسنان وكتبت الرواية في (6) سنوات يعني لم تكن متفرغه للرواية لذلك جاءت روايتها ضعيفه...ولقد تبين لي في برنامج اضاءات انها لا تستطيع الدفاع عن نفسها ابدا..فكان احرى بها ان لاتكتب رواية لا تستطيع الرد على الانتقادات ثانيا من الخطأ الفادح التي وقعت به تلك الصغيره هو التعميم في اسم الرواية "بنات الرياض" والواضح ان الاسم استخدم فقط للتسويق السريع... ثالثا: اهل مكة ادرى بشعابها يعني لو وجهت قدراتها لكتابة رواية اخرى بعيده عن هذه المشاكل لافادت واستفادت. رابعا حاولت الكاتبة ايصال فكره عما يحدث بالخفاء عند بعض الفتيات في المجتمع السعودي ...وانا اعتبر هذا الامر يحدث في كل المجتمعات وليس فقط في الرياض. واخيرا تبقى الرواية عمل ادبي يحتاج الى الكثير من التصويب. لكنني بصراحة حقدت على المذيع لانه يبدو من حواره انه كان حاقدا عليها وجدا وحاول اثارتها لكنها كانت هادئة وجدا....فمهما كان العمل يجب ان تنتقده باسلوب اكتر ادبا... فكل المجتمعات فيها فسااااااد اليس كذلك |
الجميل في هذه الرواية بغض النظر عن احداثها ومدى صحة ما فيها هو انها الرواية الوحيدة التي تطالع فيها ردود فعل الاخرين حقيقة من خلال احداثها وبنهاية كل فصل ...
فالكاتبة تعودت ان ترسل كل فصل فيها من خلال الانترنت في يوم الجمعة .... فتراقب الردود من خلال الايميل التي تستخدمه في عملية الارسال وايضا ردود الفعل لمن هم حواليها ساواء في المجتمع الاسري او المدرسي...وادخلت جميع هذه الانطباعات من ضمن الرواية. عموما من عارض الرواية هو من يرى المجتمع السعودي بعين الرضا وانه مجتمع ملائكي ومعه حق فقد يكون لا يرى غير ذلك....... اما من عارض الرواية مكابرة فهذا الذي سيعيش ابد الدهر بين الجفر... http://www.rajaa.net/v2/n_03.htm |
أختي العنواد
أشكر استحسانك السؤال ، ولكن ما الإجابة التي تقترحين ؟ |
أختي العنواد
أشكر استحسانك السؤال ، ولكن ما الإجابة التي تقترحين ؟ وما هو |
أختي العنواد
أشكر استحسانك السؤال ، ولكن ما الإجابة التي تقترحين ؟ وما هو انطباعك |
أختي العنواد
أشكر استحسانك السؤال ، ولكن ما الإجابة التي تقترحين ؟ وما هو انطباعك حول الموضوع |
أختي العنواد
أشكر استحسانك السؤال ، ولكن ما الإجابة التي تقترحين ؟ وما هو انطباعك حول الموضوع ؟ |
إقتباس:
اخي يتيم انتقاد الثغرات والعيوب والامراض التي تصيب مجتماعتنا العربية شيء جميل على ان يكون ذاك النقد بناءً اي لا يحتوي على التجريح وثم ان يكون الهدف منه اصلاحيا ... لكن الرواية مدار الحوار هنا لم تلتزم بالبند الاول وهو انها جرّحت في بنات منطقة بذاتها في المجتمع السعودي الشقيق وحاشى لله ان تكون بنات الرياض كذلك وإن وجدت بعض العينات ممن تنطبق عليهن تفاصيل الرواية ( شأن السعودية ككل المجتمعات بها الطيب وبها الخبيث المُنتن).... وحيث انني لم اقرأ الروتية ولكنني فقط اطلعت على تلخيص عن فحواها وبعض التعليقات عليها .... لذلك لا اعرف اذا كانت الكاتبة قد التزمت بالشرط الثاني وهو ان تكون اصلاحية لذلك فحكمي ونقاشي حتى الان يكون منقوصا بحق الرواية نفسها ... اما بالنسبة للمعارضين لها فانني لست مع من يُعارض لاجل المعارضة نفسها وكثيرا ممن يتهمون الكاتبة بانها تسعى للشهرة قد حققوا الشهرة بمعارضتهم لها:) ولكن يبقى الفيصل هو مستوى الرواية اخلاقيا ومن ثم ادبيا وهنا الراي للمختصين طبعا اما المعارضة فيجب ان تكون بالقلم والفكرة الصائبة المتروية ولي عودة ان شاء المولى |
هذه مقابلة مع الكاتبة السعودية رجاء فاحببت اضافتها
رجاء الصانع: سأقدح الزناد لينطلق التغيير.. وتوقعت الهجوم أثناء كتابتي الرواية
صدرت عن دار الساقي الرواية الأولى للسعودية رجاء الصانع، 23 عاماً، حملت عنوان «بنات الرياض» تتحدث فيها عن قصة أربع فتيات من الطبقة الغنية في العاصمة السعودية، اسمتهن سديم ولميس وقمرة وميشيل (مشاعل)، وجاءت على طريقة خمسين رسالة إلكترونية، وجهت إلى مجموعة من مجموعات «الياهو جروب» الشهيرة، أطلقت عليها «سيرة وانفضحت».كاتبة رواية «بنات الرياض» لم تنشرها إلكترونيا وتمثل بنات أفكارها. الرواية جاءت في 319 صفحة من القطع المتوسط، وقع في غلافها الأخير الروائي الدكتور غازي القصيبي، «هذا عملٌ يستحق أن يقرأ.. وهذه روائية أنتظر منها الكثير».. معللاً ذلك بقوله «تقدم رجاء الصانع على مغامرة كبرى.. تزيح الستار العميق الذي يختفي خلفه عالم الفتيات المثير في الرياض». بينما تقول صاحبة الرواية «لم تكن كتابتي لهذه الرواية وليدة موقف أو شعور معين، فإن أكثر ما أذكره من طيف أبي الذي توفي وأنا ما زلت طفلة هو مناداته إياي دوماً بالأديبة الصغيرة، وكانت أكثر المعلمات في مدرستي قرباً لي معلمات اللغة العربية، وأمتع المحاضرات بالنسبة لي هي تلك التي لا يزعجني خلالها الدكتور أو الدكتورة بسؤال عن الشرح وأنا مستغرقة في تدوين خاطرة». الرواية التي كلفت الصانع 6 أعوام، مزجت اللغة الفصحى باللهجات العامية، مع كثير من اللغة الإنجليزية المكتوبة كما تنطق وبحروف عربية، مستحضرة أساليب الكتابة في المجموعات والمنتديات الإلكترونية، وتشير الرواية بشكل أو بآخر، بأن هناك آلاف الروايات والقصص الجيدة تكتب في مواقع الإنترنت، لا تأخذ حقها من الجلوس في قاعة الأدب المكتوب. ويعتبر جديد الرواية الرئيس، هو التركيز على بعض الأفكار والمواقف والمعتقدات النسوية الموجودة في السعودية، خاصة وأن المجتمع النسائي يكاد يكون مغلقاً، بسبب الثقافة والعادات والدين، وربما سيقبل بعض الشباب على قراءة الرواية، للتعرف على بعض التفاصيل الغائبة عنهم، وكما قال القصيبي «عندما يزاح الستار، ينجلي أمامنا المشهد بكل ما فيه من أشياء كثيرة مضحكة ومبكية، بكل التفاصيل التي لا يعرفها مخلوق خارج هذا العالم الساحر المسحور». «الشرق الأوسط» التقت بالروائية قبل أن يجف حبر الطباعة، وقبل أن تدخل الرواية دورة نقدية في المجتمع والأقسام الأدبية، في محاولة لكشف بعض التفاصيل التي تقف خلف الرواية وكاتبتها، التي تعمل حالياً كطبيبة متدربة في إحدى المستشفيات بالرياض. > لماذا غازي القصيبي هو من قدم لروايتك؟ ـ تقديم الوزير لكتابي كان حلماً تحقق.. الدكتور غازي القصيبي كان منذ مراهقتي وحتى اليوم الشخصية الأكثر إبهاراً لي في الحياة! كنت، وما زلتـ أقرأ كل ما يكتب بنهم، وأتابعه بشغف في كل لقاءاته الصحافية والتلفزيونية، وأحاول أن أستوعب كيف يمكن لأحد ما أن يجمع كل هذه الثقافة والاطلاع والدبلوماسية والحنكة والصفات الإدارية والرزانة والظرف في شخصيته!إعجابي به لم يكن يخفى على أي من صديقاتي. كن يخبئن عني رواياته ودواوينه لأنني أصادر منهن حتى ما عندي نسخ منه! وعندما شرعت في كتابة روايتي، كان حلم قراءته إياها وارداً منذ البداية، مع أنني لم أشأ أن أخبر أحداً بالحلم المستحيل حتى لا يسخروا مني.. بعد أن فرغت من الكتابة وأرسلت الرواية إلى دار الساقي وتم الاتفاق على النشر والبدء بروتين الطباعة، بعثت لمعاليه بمسودة الرواية حتى لا ألوم نفسي فيما بعد على عدم سعيي وراء ذلك الحلم. فوجئت بعدها بأيام باتصاله وثنائه على الرواية التي قرأها رغم مشاغله التي لا تخفى على أحد، وتكرم بإهدائي تلك الكلمات الرقيقة التي قرأتموها على ظهر الرواية. لا شيء يمكن أن يصف شعوري في تلك اللحظة! شعرت حينها بأنني قد حصلت على أكثر مما أتمنى! وبأنه لو لم تأتني هذه الرواية سوى بتلك الكلمات من غازي القصيبي لكفتني!! ومن المؤكد أن كلمة أديب متميز ومعروف بمكانة القصيبي هي أحد أسباب انتشار الرواية، لأنها تعد عامل جذب للقارئ الذي لم يسمع برجاء الصانع من قبل، خاصة وأن معاليه لم يقدم لرواية قبل هذه على حد علمي، وإعجابه بروايتي وإيمانه بموهبتي فخر كبير لي وأرجو أن أتمكن من المحافظة على هذا المستوى وتحسينه في أعمالي القادمة كي أكون دائماً عند حسن ظنه. > يرى بعض النقاد أن الروائية تحتاج لسنوات طويلة من الخبرة في الكتابة.. ما تعليقك وأنتِ ما زلتِ في بداية العشرينات؟ ـ يظنني الكثيرون في الخمسينات أو الأربعينات من عمري، وأرجو أن لا يظن القراء أنني في الستين أو السبعين في روايتي القادمة، لأنني بهذا المعدل لن أتمكن سوى من نشر روايتين أو ثلاث قبل أن ينتهي عمري الافتراضي! قد أكون ناضجة بعض الشيء، إلا أنه نضج فكري ونفسي وليس عمرياً، ومنبعه أسلوب تربيتي واختلاطي بمن يكبرونني سناً أو يفوقونني نضجاً، وحبي الدائم للاستماع لمشاكل الآخرين وتحليلها وفق المعطيات الاجتماعية. > احتوت الرواية على بعض المشاكل التي تواجه المرأة السعودية وسط مجتمعها.. هل تقوم الرواية هنا بطرح الهموم النسوية؟ ـ نعم.. وهمومي هي نفس هموم الكثير من النساء في السعودية، وأنا بالفعل أطمح لأن أقدح الزناد لينطلق التغيير، وهي تغييرات اجتماعية لا مساس لها بالدين، لذا لا أخشى من طرحها ومناقشتها مع مجتمعي من خلال ما أكتب، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا بطبعي أمقت السلبية ولن أنتظر حتى يتحرك الآخرون من أجلي. إنه واجبي تجاه نفسي وتجاه أبنائي وبناتي في المستقبل، كما أسرك القول بأنني أخشى أن يقل اندفاعي وجرأتي كلما كبرت مثلما يحدث أحياناً مع من هن أكبر مني. > لماذا كتبت فقط عن الطبقة الغنية في المجتمع السعودي؟ ـ عندما يكتب أحدهم رواية تتمحور حول بطل واحد، هل يقال انه يترفع عن بقية البشر؟ حين قررت كتابة عملي الأول، فضلت أن أحكي فيه عن فئة معينة قريبة مني. أؤمن بقدرتي على رسم شخصياتها وأستطيع التعمق في كل ما يتعلق بها حتى يكون العمل النهائي صادقاً ومؤثراً كما أتمنى، ومن يقرأ الرواية سيلاحظ أن أغلبية القضايا المطروحة لا تقتصر فقط على الطبقة الغنية أو المخملية، لكنني أحببت أن أستعين بخبرتي في طبقة معينة وأن أستخدمها كمثال لما أريد إيصاله للقراء عامة من مختلف الطبقات، ومن المؤكد أنني سأتناول فئات أخرى من المجتمع في أعمالي المقبلة، فكل منا لديه الكثير من الهموم الاجتماعية التي سأحاول التعبير عنها في المستقبل بعد أن تزداد خبرتي واختلاطي بفئات المجتمع المختلفة. > تفاصيل الفتاة السعودية غامضة إلى حدٍ ما..هل كتابتك عنها ستعرضك لهجوم من المجتمع؟ ـ أثناء كتابتي الرواية، كنت أتوقع هجوماً من البعض وقد ذكرت ذلك ضمن مقدمات الرسائل. الاختلاف في وجهات النظر يفتح مجالاً للحوار ونردد أنه لا يفسد للود قضية، لكننا نعاني من عدم تقبلنا للرأي الآخر ورفضنا أحياناً مجرد شماعة، واتخاذنا قراراً بالتأييد أو الرفض لرأي معين يستلزم الكثير من الجرأة والثقة بالنفس خاصة إذا لم يكن قد سبقنا كثيرون إلى اتخاذه. رغم أن الأغلبية ترى أنني لم أسرد سوى الواقع، إلا أن هناك بطبيعة الحال هجوماً من فئات معينة، والغريب أن بعضهم أو بعضهن يصرحن في هجومهن بأنهن لم يطلعن على الرواية حتى الآن!. > في بعض منتديات الإنترنت.. أُعلن انزعاجات كثيرة من التصور الذي وضعته عن شباب الرياض..فيما وضعتِ شباب جدة مثالاً على العقل والحب، ما رأيك؟ ـ الشاب السعودي ابن بيئته ومجتمعه المحافظ، وهو متشبث كثيراً بالأفكار التي تربى عليها ويحترم جميع موروثاته الاجتماعية من الأعراف والتقاليد، التي منها طريقة التعامل مع المرأة. من المتعارف عليه أن طبيعة الرجل السعودي بشكل عام تختلف من المنطقة الشرقية إلى منطقة نجد إلى الحجاز، وأعتقد أن ما درسناه في الجغرافيا عن أننا كلما ابتعدنا عن الساحل باتجاه الداخل كلما ازداد الجفاف، لا يقصد به المناخ الجوي فقط!. > ولكن، أليس في هذا تعميم؟! ـ نعم أرى تعميماً لكنه مقبول في نظري لأن الرواية تناقش قضايا عامة ولا تتمحور حول فرد واحد، وعندما تتم مناقشة قضايا من هذا النوع لا بد من أن يجد الإنسان نفسه مرغماً على إطلاق تعميمات قد لا تنطبق على البعض لكنها تغطي الأغلبية. الرواية لا تتحدث عن عالم خيالي وإنما تصور الواقع كما هو، وفي الواقع، نحن نعترف بأننا نقع في خطأ التعميم دائماً. نقول بأن الرجل الحجازي بشكل عام أجرأ في التعبير عن مشاعره وأقل تعقيداً من نظيره النجدي، ومن ناحية أخرى، فإن ما يعاب على شاب من الرياض قد لا يعتبر عيباً عند شباب الشرقية أو الحجاز أو الشمال. للمسألة جذور قديمة وليست مشكلة هذا الجيل فقط. > لغة الرواية ممزوجة بين الفصحى والعامية، وهناك تحفظات من بعض النقاد والكتاب عليها، مثل ما ذكره عبده وازن في أحد اللقاءات التلفزيونية.. ما هو تبريرك للشكل اللغوي التي خرجت به الرواية؟ ـ لا بد أن تكون هناك تحفظات على أية رواية، فما بالك برواية أولى ولكاتبة صغيرة في السن؟ هذا أمر طبيعي وأنا أحاول الاستفادة من كل ما يصلني من نقد بناء. ما لا يعرفه أحد أنني، خشية النقدـ قمت بكتابة الفصول الأولى من الرواية باللغة الفصحى بما في ذلك الحوار، إلا أنني قمت بتغييرها بعدئذ لأنني لم أستطع أن أقتنع بأن فتيات في سني يتحدثن الفصحى فيما بينهن، فكيف لي أن أقنع القارئ بذلك؟ استغرق التفكير في لغة الرواية وقتاً طويلاً بالنسبة لي، وكنت أجري الكثير من التغييرات أثناء الكتابة وكذلك في مرحلة المراجعة والتنقيح، وإذا كان نجيب محفوظ يدير الحوار بين شخوص رواياته باللهجة المصرية العامية، وتوفيق الحكيم مثل ذلك في مسرحياته، فلا أظنني قد ارتكبت منكراً أدبياً باستخدامي اللهجات المحلية في روايتي، خاصة وأنني قمت بتوظيف اللهجات المختلفة لصالحي وقد خدمتني في إيصال الكثير من الرسائل الضمنية بشكل ذكي وكان ذلك أفضل بكثير من التصريح بها. > ألم تخشي من صديقاتك في الرواية، سواء كنّ حقيقة أم خيالاً، وأنت تحكين عن تفاصيل حياتهن؟ ـ صديقاتي الحميمات محتفيات بي وهناك احتفالات متوالية تقام على شرفي منذ صدور الرواية، وهن ـ على عكس الصديقات الساردة في الروايةـ مازلن بقربي وفي غاية الحماس لتزويدي بأفكار وقصص من أجل رواياتي القادمة.. حتى الأمهات والآباء يهاتفونني لتهنئتي بعد قراءة الرواية ويخبرونني بحب أنهم فخورون بي، وبأنهم سيقفون إلى جانبي هم وصديقاتي لأنني كتبت عن الواقع بشفافية وصدق وتناولت أخيراً أموراً تهمنا بالفعل كمجتمع سعودي له خصوصيته، ولا بد من أن أستمر على هذا النمط من الكتابة الواقعية لأنها حتماً الخطوة الأولى على طريق التغيير الذي يتأمله الكثيرون. > من كان له الدور الأكبر في بروز رجاء..وكتابتها للرواية؟ ـ بلا منازع، هي أختي الكبيرة الحبيبة رشا، التي كانت ومازالت تؤمن بي أكثر مني! في فترة من الفترات، كنت قد يئست من إكمال الرواية، لكن الصدفة جعلتها تجد الفصول الأولى من الرواية محفوظة على جهازها الشخصي، ومنذ أن قرأتها دون علمي، لم تكف عن إزعاجي إلا بعد أن أتممت السطر الأخير من الرواية! ولأنني لم أكن أطلعها على ما أكتب، كانت تحاول جاهدة مساعدتي بتخفيف الكثير من ضغوطي الجامعية من تلخيصات وبحوث وما شابه خاصة وأنها طبيبة أسنان أيضاً، وفي فترة المراجعة والتدقيق المطبعي التي استغرقت عاماً كاملاً، كانت تعيد قراءة الرواية معي مراراً وتكراراً دون ملل وتعطيني كل الدفع المعنوي الذي كنت بحاجته في تلك الفترة المرهقة من حياتي. > هل قمت فعلاً بإرسال الرواية إلكترونياً..كما أوضحته بعض الصحف المحلية؟ ـ الرسائل الإلكترونية الأسبوعية وردودي عليها جميعها من بنات أفكاري.. لكنني بصراحة أفرح كثيراً عندما أجد القراء يتساءلون بحماس عن تلك الرسائل ويحاولون التسجيل في تلك المجموعة البريدية للحصول على المزيد من هذه الرسائل!. > |
هل إقحام الرسائل الإلكترونية في الرواية اعتراف بأن الإنترنت هي المكان اتي سوف تحتوي الأدب حالياً؟
ـ الإنترنت هي عالمنا الافتراضي الذي بدأ التداخل بقوة مع الواقع منذ سنوات، ورغم أن البعض يفضل فصل عالم الأدب بأفكاره ولغته عن الواقع، إلا أنني أرى في ذلك فصلاً جائراً بين الأدب والهدف الحقيقي منه. يتعاطى أغلبيتنا مع الحداثة بتخوف شديد، وهذا لا ينطبق على الكتاب بل على القراء أيضاً، لكنني لا أجد ما يخيف في المزج بين واقعنا وأدواتنا الأدبية، وطالما كانت المحاولات تتم بطرق فنية مدروسة فهي لا تقلل من قيمة النص، بل ربما ترفع منها. > هل ستكتب رجاء الصانع رواية أخرى؟ ـ بالطبع لا أنوي أن تكون «بنات الرياض» بيضة الديك كما يقول المثل.. لدي الكثير من الأفكار حالياً على صعيد الموضوع وكذلك أسلوب الطرح غير التقليدي، إلا أن «بنات الرياض» ستجعل مهمتي في الروايات التالية صعبة جداً، ولا بد من التروي والتريث حتى أتمكن من إعداد عمل بنفس القوة والتأثير، ولا أعتقد أنني سألجأ إلى اللغة الشعرية كأساس في روايتي القادمة، لكنني قد أجرب المزج بين عدة أساليب أدبية حتى أصل لأسلوب خاص بي، مع المحافظة على بساطة السرد والبعد عن التكلف البلاغي. > كيف ترين أصداء الرواية بعد نزولها؟ ـ أعتقد أن الرواية قد حققت انتشاراً طيباً، خاصة وأنه لم يمض على نشرها سوى أسبوعين.. لكنني ما زلت أتوقع لها الكثير، على صعيد النقد الأدبي من ناحية، وعلى صعيد النقد الاجتماعي من ناحية أخرى، وأنا متحمسة لسماع مختلف وجهات النظر وأرغب في الاستفادة قدر المستطاع من هذه التجربة لأوظف ما أتعلمه منها في أعمالي القادمة. |
أختي العنود
ليس من مهمة الأدب أن يكون منبراً جديداً والأديب ليس واعظاً ، وإننا نحمل الأدباء الكثير والكثير إذ نطلب منهم أن يكونوا محللين نفسيين وعلماء دين وأطباء وتربويين . لا أظن الفرزدق وجرير - رحمها الله - لقيا من علماء الدين في عصرهما ما لقيه أدباء هذا العصر ، وشتان بين الأدب الذي خلفه الفرزدق وجرير وبين ما كتبته رجاء الصانع وغيرها |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.