![]() |
هل كانت مقاطعة منتجات الدانمارك فخاً وقعنا فيه !
في ضحوة يوم من الأيام والنبي صلى الله عليه وسلم في الحرم ، وجاريتان لعبد اللّه بن جدعان ولصفية بنت عبد المطلب تتسامران في مكان مطل عليه ، وإذا بأبي جهل منحدر إلى البيت يميل إليه فيشتمه ويسخر منه والسفهاء من حوله يتضاحكون ، ولم يكتف بذلك فأخذ حفنة من التراب ووضعها على رأسه الشريف ، ورأت الجاريتان كل ذلك ورقتا للنبي صلى الله عليه وسلموعز عليهما أن يلقي كل ذلك ومع أنهما لم تؤمنا بعد فقد غاظهما أنهما لا تستطيعان الدفاع عنه ، وإذا بالحمزة بن عبد المطلب يقبل من ناحية الجبل وقد عاد من صيده وقوسه في يده متجهاً نحو البيت ، فأقبلتا عليه وحكتا له الخبر ، فانطلق الحمزة مغضباً نحو البيت لا يكلم أحداً ولا يسلم على أحد ودخل المسجد ينظر في وجوه الناس ليرى الحكم بن هشام فرآه جالساً في وسط القوم فاتجه نحوه حتى إذا كان على رأسه رفع قوسه وضربه به على رأسه ضربة شجته شجةً منكرة ، ثم قال له : رد علي ذلك إن استطعت ، أتشتمه وأنا على دينه ؟ ، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله .
وفي الثلاثين من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي نشرت صحيفة «يولاندز بوسطن»، وهي من أوسع الصحف اليومية انتشاراً في الدنمارك، 12 رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أقل ما توصف بها أنها بذيئة ومنحطة إلى أبعد الحدود، ومع الرسوم نشرت الصحيفة تعليقاً لرئيس تحريرها عبر فيه عن دهشته واستنكاره إزاء القداسة التي يحيط بها المسلمون نبيهم، الأمر الذي اعتبره ضرباً من «الهراء الكامن وراء جنون العظمة، « ودعا الرجل في تعليقه إلى ممارسة الجرأة في كسر ذلك «التابوت»، عن طريق فضح ما اسماه »التاريخ المظلم» لنبي الإسلام، وتقديمه إلى الرأي العام في صورته الحقيقية ( التي عبرت عنها الرسوم المنشورة ) . وفي خضم هذه الأحداث ، تلوح في الأفق أيدٍ خفية أرادت أن تحجِّم قضايانا وتحصرها في هذه الجريمة ، وكأنني أراها قد نجحت في ذلك ، فشتان بين موقف حمزة رضوان الله عليه بالأمس وبين موقف كثيرين منا اليوم ، لقد كان رد الفعل الأول في الحادثتين هو إنساني محض ، فقد غضب حمزة لعمه حميةً وليس قناعة بالدين ، وغضب بعضنا حميةً وليس حباً لسيد المرسلين ، هاجت عواطفنا ، واسترسلت دموعنا ونحن نرى حبيبنا يتعرض لهكذا إهانة ، وشعرنا بهواننا على الناس بصورة لطالما طاردتنا في كوابيسنا وآن لها أن تتحقق . قامت الدعوات التي تهيج المشاعر لمختلف ردات الفعل ( مقاطعة اقتصادية ، تصفية جسدية ، حوار ثقافي ... ) ، وجاءتنا البشارات على المنابر بقرب النصر والتمكين روايةً عن ابن تيمية عليه رحمة الله في النص الذي يقول : "وإنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية ، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيهم ملحمة عظيمة ، قالوا : حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه .انتهى. فليت شعري أين القياس ! ونحن المحاصَرون لا المحاصِرون ، ألا رضوان الله عليك حسانَ بن ثابت حين صدحت بقولك : هجوت مباركاً براً حفياً أمين الله شيمته الوفاء فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمدٍ منكم وقاء وقريباً من أولى القبلتين ، وعقب الانتخابات التشريعية الأخيرة وفوز حركة حماس ؛ انتشرت بين الفلسطينيين نكات على رسائل الجوال رصدتها وكالات الأنباء وتقول "حماس تحول اسم مدينة رام الله إلى عبد الله"، وتقول أخرى "بيان رقم واحد: تغيير السلام الوطني الى طلع البدر علينا. بيان رقم اثنين: ممنوع سماع الفيديو كليب وكل من يسمع نانسي عجرم 80 جلدة، وهيفاء وهبي 50 جلدة، ومن يشاهد أفلام خلاعية يرجم". وفي صيغة أخرى: "مشاهدة روتانا كليب: 30 جلدة. عدم اطلاق اللحى: 50 جلدة. امتلاك دش: رجم حتى الموت". وتتندر بعض الرسائل حول تغيير القوانين وتطبيق الشريعة الإسلامية التي تدعو "حماس" إلى جعلها المصدر الرئيسي للتشريع، واعتماد اللون الأخضر، لون لحركة، في كل مكان. وتقول إحداها: "حماس تغير لون السيارات التجارية من الأصفر الى الأخضر"، وتأمر أخرى بأن "تغلق المحال التجارية في أوقات الصلاة"، وتعلن ثالثة أن حماس "ستقوم بتشكيل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". ولم توفر الرسائل مخالفات السير، فتقول إحداها "شرطي حمساوي (من حماس) للسائق: معك ترخيص وتأمين؟ آه. الشرطي: طيب معك وضوء. لا. طيب مخالفة لعدم الوضوء"، وتقول أخرى "تعديل قانون مخالفات السير. مخالفة وقوف خاطئ: ركعتان. مخالفة الدخول بالممنوع: 4 ركعات. إشارة حمراء: صيام ثلاثة أيام. وسوف نبلغكم بحال تعديل أي قوانين أخرى". فهل سنقاطع البضائع الفلسطينية ! إن ما أريد قوله في قراءتي المتواضعة هذه لمجريات الأحداث ، أن معظمنا لم يدرك أين الخطر ولا ما هو الخطر ، وفرحنا بمقاطعة الجبنة الدنماركية كما فرحت البقرات الثلاث لأنها ستتمكن من الاحتفاظ بألبانها ولن تصدره إلينا ، نعم فرح الشارع المسلم بهذا الانتصار العظيم وأعلن عن إقامة مهرجان غنائي كبير بهذه المناسبة الجليلة ، ورسائل الـ SMS ليتبادل الشباب والفتيات المباركة . ولعل ما لم يعرف به الكثيرون أنه ومنذ ثلاثة أعوام تقريباً كانت التحضيرات في الدانمارك تجري على قدم وساق لإقامة ملتقى ثقاي هو الأضخم في أوروبا للحوار مع المسلمين والتعرف على الشرق الأوسط وقضاياه وشعوبه ، ولا أظنها مصادفة أن تنشر هذه الرسوم قبل أسابيع معدودة من هذا الملتقى الهام ، لقد دعي حضوره آلاف اطلبة من جامعات الدانمارك والمعلمين والمثقفين والفنانين وعامة اناس وعليتهم ، واحتوى برنامجه على العديد من الفعاليات ومنها برنامج لتبادل الطلاب حيث سيدرس طلبة دانماركييون في بلاد عربية ويدرس عرب في الدانمارك .. فهل كانت المقاطعة التجارية لجميع منتجات الدانمارك هي الحل ؟ أو كانت اللعبة والفخ الذي أريد لنا الوقوع فيه ؟ وأختم بقوله تعالى : " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " . سورة الأعراف - سورة 7 - آية 157 |
إقتباس:
أخي الكريم / يتيم الشعر حتى وإن افترضنا أن ( الفرضيات ) التي أتت في سياق موضوعك صحيحة فإن ما حدث لا يمكن السكوت عليه بناء على هذه الحجة أو تلك بل إن الأجر والثواب لا يكون إلا بناء على النيات ومقاطعة البضائع الدانماركية إن كان القائم بها يرجو بذلك الإنتصار لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، فإن له الأجر على فعله بإذن الله ، لأن " لكل امرئ ما نوى " والدانمارك مهما بلغ شأوها أو مكانتها لن نزداد شرفا إن تعرفت علينا أو تعرفنا عليها ولن يضرنا إن شربنا لبن بقرها أو لم نشربه فالمسألة أكبر من ( شربة لبن ) أو ( حوار وتعارف ) فهي تتعلق بخير البشرية جمعاء ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فليذهب الحوار والتعارف وغيرها إلى الجحيم فلنا عن كل ذلك برسولنا عليه الصلاة والسلام ( غنى ) |
أخي الوافي
لم تصل فكرتي كما قصدتها على ما يبدو .. وسؤالي ببساطة ماذا اخترنا خيار المقاطعة ؟ هل انعدمت الخيارات الأخرى ؟ هل هذا هو الحل الوحيد ؟ هل هو الأفضل ؟ إن ما نريده هو اعتذاراً من احكومة الدانماركية ومن الصحيفة ومعاقبة الرسام .. فكيف نحقق ذلك ؟ اليوم نشرت جريدة فرنسية الرسم ذاته ، وقد تنشره صحف أوروبا وأمريكا كلها .. فهل سنقاطع كل العالم ؟ ربما يكون هذا حلاً .. وربما يكون فيه خيرٌ لنا إذا قادنا لأن نعتمد على أنفسنا وننتج ونصنع ما يصنعه الغرب والشرق ربما تتولد يقظة وصحوة تحبط كيد الكائدين .. آمل ذلك ، وآمل ألا نكون أخطأنا بقرار المقاطعة |
إقتباس:
وعلى ذات النهج أسألك هل المقاطعة خطأ ..؟؟ هل عدم إتخاذ أسلوب غيرها يعني أنها غير صالحة .؟؟؟ هل وجود عدد من الحلول الأخرى يعني أن المقاطعة لا تجوز ؟؟؟ وأخيرا .. ما هو الحل الأفضل في نظرك ؟؟؟ بطبيعة الحال أسئلتي ليست كما تبدو أسئلة موجهة بقدر ما تكون جوابا على تساؤلاتك |
أخي يتيم الشعر المقاطعة هي أيسر اليسير فليس من المعقول أن نتركها هي الأخرى وننعم بحياتنا والنبي يسب أمام أعيننا دون أي رد فعل نحن للأسف لا نعي الدروس إلا متأخراً وكان يجب علينا الإستعداد مبكراً لمثل هذا ويجب الآن حتى لا نفاجأ يوماً بدولة تعلن أنها ستنوي إحتلال الكعبة |
إقتباس:
أخى الوافى هل العربه توضع أمام الحصان أو العكس سلاح المقاطعه أستحدثه غاندى و قد كانت هى كل مايملك و شعبه أيضا فالرجل كان مستضعفا محتلا و نحن غير و قد قال عمر ( رضى الله عنه ) أنا لا أضع طرتى مكان سوطى و لا أضع سوطى مكان طرتى مقصدى ضرورة مواجهة الموقف بالحكومات و أولياء الأمر الذين و ليناهم أمورنا ليتخفوا ساعة النزال أخى الكريم نحن الأن كأطفال الشوارع أو كالأيتام على موائد اللئام . أما عن كنهه فخ فغدا لناظره قريب فقد أنطلق السهم |
يقول المثل ( ما لا يدرك كله .. لا يترك جلّه ) نحن المسلمون لنا في كل أمر ( خير ) والله سبحانه وتعالى جعل العبادة لنا في كل أمور حياتنا صغيرها وكبيرها فحتى السيئة إن ( هممنا ) بها ولم نفعلها كتبت لنا ( حسنة ) وعلى هذا فالمؤمن معلقة أعماله ( بالنية ) فمن قاطع المنتجات الدانماركية وهو يؤمن أنه بفعله ذلك ينتصر لرسوله عليه الصلاة والسلام فإنما " الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى " ونحسب أننا إن فعلنا ذلك نؤجر ، والله أكرم الأكرمين وأما أن نبقى ننتظر فعل الحاكم الفلاني أو الفلاني لننتصر لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام فذلك هو ( التثبيط ) الذي لا نريده لأمة الإسلام ، فكل يعمل بما يستطيع ولو أن المقاطعة لم تؤتي ثمارها لما قرأت ما قرأت ولما رأيت ما رأيت أنا أجد للحكومات ألف عذر وعذر ، ولكنني لا أجد للأفراد عذرا أبدا فهم نشروا صورهم اللعينة من باب الحرية ، ومن باب الحرية أيضا أن لا أشتري منتجاتهم فذلك أحسبه ( بإذن الله ) جهاد ، وأسأل الله أن يكتب أجره لصاحبه فباب الله وكرمه وجوده ورحمته واسعة فلا تسدوا الأبواب المشرعة ، فما هكذا يكون ( الجسد الواحد ) |
اذًا ما الحل
السلام عليكم اخوتي ورحمته وبركاته الصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين خاتم الانبياء والمرسلين,وبعد قرأت حواركم فوجدتها بين مؤيد للمقاطعة واخر- و من خلال ما فهمت- يبدوانه لا يحبذ هذه الفكرة ,اذاً ما الحل في رأيكم,هل نبقى على سابق عهدنا مع من تجرأعلى حبيب الله عليه الصلاة والسلام -,ننعم بما نستورد منهم وللاسف من مأكولات وعطور ومواد زينة وغيرها الكثير والكثير في الوقت الذي يحاول فيه اعداء الدين الحنيف الاساءة اليه,ولكن هيهات فهذا الدين محصن وقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظه,ويجب الا ننسى انهم يلجؤن لاستعمال اي اسلوب خسيس لاهانتنا -ام نرفض ما يأتي من بلادهم محاولين النهوض باقصاد بلادنا العربية والاسلامية . فلنقل جميعنا في صوت واحد:(ان تنصروا الله ينصركم فلا غالب لكم) وحسبنا الله ونعم الوكيل,اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين في العراق وفلسطين وسائر بلاد العالم يا رب العالمين |
اذًا ما الحل
السلام عليكم اخوتي ورحمته وبركاته الصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين خاتم الانبياء والمرسلين,وبعد قرأت حواركم فوجدتها بين مؤيد للمقاطعة واخر- و من خلال ما فهمت- يبدوانه لا يحبذ هذه الفكرة ,اذاً ما الحل في رأيكم,هل نبقى على سابق عهدنا مع من تجرأعلى حبيب الله عليه الصلاة والسلام -,ننعم بما نستورد منهم وللاسف من مأكولات وعطور ومواد زينة وغيرها الكثير والكثير في الوقت الذي يحاول فيه اعداء الدين الحنيف الاساءة اليه,ولكن هيهات فهذا الدين محصن وقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظه,ويجب الا ننسى انهم يلجؤن لاستعمال اي اسلوب خسيس لاهانتنا -ام نرفض ما يأتي من بلادهم محاولين النهوض باقصاد بلادنا العربية والاسلامية . فلنقل جميعنا في صوت واحد:(ان تنصروا الله ينصركم فلا غالب لكم) وحسبنا الله ونعم الوكيل,اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين في العراق وفلسطين وسائر بلاد العالم يا رب العالمين |
عذرا اخي يتيم الشعر
ممكن لي ان أوجه اليك سؤال هل انت مع المقاطعة أم لا؟ وان كانت اجابتك بلا فماهو الحل الانسب في نظرك؟ |
أخي الكريم أو أختي الكريمة ( الغالي عمر )
كنتُ من أول من تحمسوا لفكرة المقاطعة .. ليس فقط للمنتجات الدانماركية بل ولكل منتج يصنع في بلد غير مسلم وله بديل مناسب .. ولا مانع من أن تكون المفاضلة بعد ذلك بين منتج وطني ومنتج من بلد مسلم آخر تشجيعاً للصناعة الوطنية فالأقربون أولى بالمعروف .. لكن هناك أقربون ولا توجد صناعة ولا معروف !! وبعد أن تأنيت وقرأت واستمعت ، تذبذب رأيي ولم تعد لدي قناعة أكيدة بالحل الأفضل فتوقفت عن تشجيع أي رأي كما توقفت عن مناهضة أي رأي ، لكنني لم أجرؤ على شراء أي منتج دانماركي ! |
أحمد الشقيري
نظرت في ردود الأفعال حول قضية الكاريكاتير الدنماركي فوجدت أغلبها : 1- مقاطعة بضائعهم 2- ارسال رسالة اعتراض إلى سفرائهم 3- تدمير موقع الانترنت للجريدة الدنماركية ! وأنا من جهة سعيد جدا لأن أرى هذا الحب العارم للحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يوضح أن الأمة مازالت بخير طالما أن هذا الحب موجود....ولكني أيضا بعد تأمل وجدت أن هذه الردود أعلاه تتمحور حول هدف واحد فقط...وهو الضغط للحصول على اعتذار من الحكومة الدنماركية أو من الجريدة حتى نشعر أن كرامتنا استردت وأننا انتصرنا ! ولا يمكنني الاعتراض على مثل هذه المشاعر وعلى مثل هذا المطلب فحق الثأر والنصرة حق مشروع للإنسان اذا أهينت كرامته أو استهزئ به... ولكني تأملت وسألت نفسي ماذا لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيننا اليوم ؟..كيف كان يتصرف ؟....من اطلاع بسيط في السيرة أجد أن الغالبية العظمى لسيرته صلى الله عليه وسلم على مدى 23 عاما كانت تسير على مبدأ أنه لم ينتصر لنفسه ولم يغضب لنفسه قط....والتعبير القرآني عن شعور الرسول عند تكذيب واستهزاء الكفار به تعبير عجيب للغاية لمن تأمله….فشعور الرسول كان شعورا بالحزن (فلا يحزنك قولهم….) وكان شعورا بلوم النفس (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)... أعتقد أن هذه الحادثة فرصة وتنبيه من الله لنا أننا قصرنا في التعريف عن حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم.....وهو اشارة ليس فقط إلى تقصيرنا ولكن إلى مسئوليتنا في تشويه صورة الرسول وصورة الإسلام لتصبح صورة إرهاب وصورة موت وقتل....فقد صور بعض المسلمون الرسول للغرب على أنه ذلك الشخص الذي يريد سفك دماء الكفار أينما كانوا وصوروا الإسلام على أنه فقط دين موت في سبيل الله وليس دين حياة في سبيل الله أيضا... اسمحوا لي أن ألوم نفسي وألوم المسلمين على هذا الكاريكاتير الذي صدر كنتيجة لما قدمته فئة من المسلمين للعالم على أنه الإسلام وعلى أنه الرسول صلى الله عليه وسلم... أعتقد أن الذي حدث فرصة لأن نثبت للعالم وأن نظهر للعالم من هو الرسول الحقيقي (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وأكثر التفاعلات التي أعجبتني حول هذه القضية هي طباعة وتوزيع كتب تعريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالدنيماركية... ولدي أمنية.... لدي أمنية أن يتم تقديم باقة ورد إلى صاحب الكاريكاتير ومعه كتاب تعريفي بالحبيب صلى الله عليه وسلم لنقول له ....يا هذا .....هذا هو نبينا فانظر بنفسك.....وأعتقد أن الانتصار الحقيقي لنا نحن المسلمون في هذه القضية سيكون إذا تحول هذا الشخص من مهاجم مستهزئ بالرسول إلى محب مدافع عنه...فهذا والله هو الهدف الأسمى لنا وهو هداية البشر...فمن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم تظهر عشرات بل مئات المواقف التي يثبت فيها الحبيب مرة تلو الأخرى أن الكره لا يعالج بالكره وأن العلاج الوحيد للكره هو الحب....ومن يجد أن كلامي نظريات فما عليه إلا أن يقرأ السيرة النبوية ليعلم كيف تحول كره عمر بن الخطاب وكره أبو سفيان وكره صفوان من أمية وكره خالد بن الوليد وكره عمرو بن العاص وغيرهم كثير…كيف تحول هذا الكره إلى حب للحبيب صلى الله عليه وسلم وحب للإسلام...... وأخيرا أعبر عن سعادتي الشديدة أن أرى هذا الحب للحبيب صلى الله عليه وسلم في قلوب الشباب….وأختم بالتأسى بحبيبي صلى الله عليه وسلم القائل (اللهم اهد دوسا وأت بهم ) والقائل (اللهم اهد ثقيفا وأت يهم) فأقول (اللهم اهد أهل الدنمارك وأت بهم للإسلام) |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.