![]() |
( دعاء الأموات والاستغاثة بهم ( تأصيلٌ شرعي ) )
قرأنا كثيرا ممن يعترض ويرفض ويصر على أن دعاء الأموات وسؤالهم والاستغاثة بهم أمر لا بأس به وهو جائز !
وهنا أحب طرح المسألة وتأصيلها شرعيا .. ومعذرة على طول الموضوع .. ( فمن أعظم نواقض التوحيد، الإشراك بالله بدعاء من سوى الله والاستغاثة به، وزيارة القبور لسؤال أهلها الحاجات والمطالب، وهذا هو الشرك الأكبر الذي حاربه الله ورسوله. فالله أمرنا بعبادته وحده (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) ، عبادة خالصة له (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) ، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء عبادة، فكان أمر الله بدعائه وحده (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) ، وبين سبحانه أنه هو الملك المجيب للدعاء وما سواه لا يقدر على ذلك (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ، إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) ، وأن من سواه ضعيف ولن يقدر على خلق حتى ذبابة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب) ، وبين الله أن كل ما سواه مفتقر إليه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد) ، وقال سبحانه (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)، فهذا الفقير إلى الله الذي لا يستطيع خلق حتى الذبابة، تساويه بالخالق؟ وتجعل دعائك له بدلاً من الخالق سبحانه؟! قال تعالى (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ، وقال سبحانه (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) ، كل هذه آيات تبين أن الله وحده الذي يجب دعاءه، وتحذر من فعل الظالمين بدعاء غير الله، وسمى ذلك ظلماً وكفراً، وسمى كل ما دعي من دون الله آلهة. قال ابن كثير في تفسير قول الله (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) "هَذَا مَثَل ضَرَبَهُ اللَّه تَعَالَى لِلْمُشْرِكِينَ فِي اِتِّخَاذهمْ آلِهَة مِنْ دُون اللَّه، يَرْجُونَ نَصْرهمْ وَرِزْقهمْ وَيَتَمَسَّكُونَ بِهِمْ فِي الشَّدَائِد، فَهُمْ فِي ذَلِكَ كَبَيْتِ الْعَنْكَبُوت فِي ضَعْفه وَوَهَنه فَلَيْسَ فِي أَيْدِي هَؤُلَاءِ مِنْ آلِهَتهمْ إِلَّا كَمَنْ يَتَمَسَّك بِبَيْتِ الْعَنْكَبُوت، فَإِنَّهُ لَا يُجْدِي عَنْهُ شَيْئًا. فَلَوْ عَلِمُوا هَذَا الْحَال لَمَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُون اللَّه أَوْلِيَاء. وَهَذَا بِخِلَافِ الْمُسْلِم الْمُؤْمِن قَلْبه لِلَّهِ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يُحْسِن الْعَمَل فِي اِتِّبَاع الشَّرْع فَإِنَّهُ مُتَمَسِّك بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا اِنْفِصَام لَهَا لِقُوَّتِهَا وَثَبَاتهَا". وأما الذين دُعوا من دون الله فيتبرؤون من الذي جعلوهم وسطاء بينهم وبين الله (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ). يا عبد الله، قال صلى الله عليه وسلم (أفضل العبادة الدعاء) ، فلتكن عبادتك لله وحده، واستجب لأمر الله إذ قال (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) ، واعلم أنه لا أحد أقرب إليك من الله (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ، ولا أحد يجيب الدعاء ويكشف الضر إلا الله (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ) ، وقال الإمام القرطبي في تفسير قول الله ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ، "أَمْر بِإِخْلَاصِ الْعِبَادَة لِلَّهِ , وَمُجَانَبَة الْمُشْرِكِينَ وَالْمُلْحِدِينَ". وحد الله بعبادتك يا عبد الله، و قل مقولة إبراهيم عليه السلام في كتاب الله (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ، ولا تشرك غير الله بالله سبحانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من مات يجعل لله ندا أدخل النار) ، واجعل دعاءك كله لله قال تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ، وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ، قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) ، فالله قريب مجيب لمن سأله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). |
أخي الحجاز بارك الله بكم أرجو أن تذكر لنا تعريف الشرك الأكبر شرعاً وارجو أن تعرفه بتعريف أفضل العلماء.
حتى يتم النقاش العلمي الصحيح وتتشرف بتوقيعك عن الله بين يديه يوم لقاه. |
اخى فى الاسلام الحجاز اكرمك الله و بارك فيك الحمد لله على نعمة الاسلام الذى هدانا الى ان نشهد ان لا الاه الا الله و ان محمد بن عبد اللاه عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم حبيبنا و شفيعنا و معلمنا عليه افضل الصلاة و السلام الذى علمنا ان لا نتوكل الا على الله ولا نستغيث ولا ندعوالا الله الواحد القهار 000
|
الشرك ينقسم إلى قسمين :شرك أكبر وشرك أصغر .
فالشرك الأكبر له حد وتعريف ولما كان الشرك من أعظم الذنوب بينه الشرع أتم بيان بل ورد التصريح ببيان معناه : 1ـ تعريف الشرك الأكبر: عرفه من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم كماجاء في الصحيحين حين سأله بعض من يحتاج إلى تجلية وبيان حد أعظم الذنوب فقال يارسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال: ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك)) والنِّد : قال الأخفش: هو الضِد والشبيه ، فهو يشتمل على معنيين :ـ الأول : الشبيه والنظير ، والثاني : الضد المخالف ، وهذا ما جزم به أهل اللغة وأهل فقه الحديث ، كابن الأثير في ( النهاية ) . إذن هو نظيرٌ لله ـ عز وجل ـ بزعم من يعبده ، ويخالف الله حقيقة في ذاته وأسمائه وصفاته . ولذا قال تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله)) فمن اتخذ صنماً أو شيئاً من الأشياء كنظير مساوي لله أو يعتقد أنه أعظم من الله فقد كفر. والدعاء نوعان : 1ـ أن يدعو نبياً أو لياً أو أي مخلوق حياً كان أو ميتاً ناو عبادته فهو مشرك لحديث حبيبنا و شفيعنا و معلمنا عليه افضل الصلاة و السلام الذى علمنا (إنما الأعمال بالنيات..... )) 2ـ أن يدعوأي مخلوق نبياً أو ولياً أو طبيباً أو إسعافاً أو منقذاً على أنه سبب فقط ولم ينو عبادته بل إنما هو سبب فقط لا متصرف بالأمر استقلالاً ولاشريك لله تعالى فهذا جائز . فإن كان سبب حقيقي فلماذا ننكر عليه وإن كان سبب لا طائل تحته فلماذا التبديع والتكفير ؟! فتلخص مما سبق ما يلي 1ـ أن المسلمين اللذين يتوسلون بالصالحين لا يعبدونهم قطعاً وأنهم لا يعبدون إلا الله وحده لا شريك له. 2ـ أن دعاء كفار قريش ونحوهم هو دعاء تعبد أي يعتقدون أنهم آلهة مع الله هذه نيتهم وقصدهم . 3ـ أن كفار قريش ونحوهم يعتقدون أن الأصنام آلهة مع الله شركاء له قال تعالى (( أجعل الألهة إلهاً واحدا)).وقال تعالى: ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) ، 4ـ أن الأخذ بالسبب على أنه سبب وليس مستقل بالتأثير عن الله ولا شريك لله جائز . |
: إن قال قائل وكيف أعلم أن الذي يدعوا الأموات ويستغيث بهم أن نيته أنهم أسباب وليسوا شركاء لله أو ليس قصدهم عبادتهم تقرباً إلى الله؟
فجوابه بجوابين : 1ـ أن الأصل في المسلم السلامة وهم يصرحون وعلماءهم يصرخون باليل والنهار أننا لا نعبدهم وإنما هم أسباب كسائر الأسباب وأن المعطي حقيقة و المانع هو الله وأنظر رسالة الشوكاني الدر النضيد ورسالة الدجوي وغيرها مئات الرسائل والكتب . 2ـ إذا رأيت مريضاً يأخذ الدواء فكيف تعرف أنه ينوي كونه سبباً أو شريكاً لله وكذا لو رأيت غريقاً يستنجد ويقول أغيثوني فكيف تعرف أنه ينوي كونه سبباً أو شريكاً لله أو عبادة لمن يستغيث به ؟فإن قلت الأصل السلامة في المسلم فأقول لك أخي الكريم : كذا قل في المستغيثين فالعاقل خصيم نفسه. تنبيه أخير : اولاً :لاشك أن هناك بدع عظيمة عند بعض من يدعون التصوف والتصوف منهم بريء فينكر هذا المنكر بقدره فلا يسكت عنه ولا يعطى أكبر من حجمه . ثانياً : ولا شك أيضاً أن من الصوفية علماء فقهاء غيورين على صلاح وعلم وتقى فينزل الناس منازلهم ولا يهضم حقهم .ولا نعمل فيهم بقاعدة اليهود :الشر يعم والخير يخص. |
تحية وشكرللأخ "الحجاز"على هذا الموضوع القيم في التوحيد فبارك الله فيك وزادك الله علماً وفقهاً .
الأخ محمد فاضل :لقد إرتقيت مرتقاً صعب بما كتبت .ولكن بعد إذن أخي الكريم "الحجاز " إقتباس:
الدعاء عبادة وصرف عبادة لغير الله تعالى شرك أكبر مخرج عن الملة فدعاء غير الله تعالى شرك . هاك الأدلة : قال تعالى :وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" ُ قلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بل إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ" ُلْقل إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ". قل مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ". قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ". وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ". ا دْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". ِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ". وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
فلا يجوز دعا غير الله تعالى لا نبي ولا ولي لأن الدعاء عبادة لاتصرف إلا لله تعالى |
العمل يكون عبادة إذا نوى العبادة واضرب لك أمثلة : 1ـ رجل أمره الطبيب بالصيام لغرض التحليل فقط فصام لهذا الغرض ولم ينو التعبد . فهل يعتبر هذا الصيام عبادة ؟ 2ـ رجل استغاث بالطبيب وقال أرجو ك ادركني وأغثني يا طبيب وهو يبكي وفي منتهى الذل والخضوع ولكن لا ينوي ولا يقصد دعاء الطبيب تعبداً له فهل تقول: أنه مشرك؟. واين أنت من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات )وهل الدعاء إلا عمل؟ فالدعاء عبادة إذا كان ينوي به عبادة ذلك المدعو أو ينوي كونه شريك لله في شيء من الأمور .أو أن ذلك الولي أو النبي مستقل عن الله . فإن لم يكن من هذه الثلاثة شيء فليس بشرك. ففرق بين ان تدعوا الطبيب أو غيره من الأسباب على أنه سبب فقط وبين أن تدعوه على أنه شريك لله في أمر من أفعاله سبحانه وتعالى .يتبع |
هذه الأدلة معناها من دعاهم دعاء عبادة لهم مع الله أو من دون الله .وكذا من اعتقد فيهم أنهم شركاء لله في أفعاله . وكذا من دعاهم على أنهم مستقلون بالأمر من دون الله. أما دعاء الناس للطبيب أوالاسعاف أو النجدة أو غيرها على أنها أسباب لابقصد العبادة ولا بقصد أنهم مستقلون بالأمرعن الله ولا بقصد أنهم شركاء لله فيه .فهذا جائز. فتنبهوا وتيبينوا . قال تعالى :وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" الجواب: ولا شك أن الله قريب من عباده مجيب لمن دعاه فنسأله لنا ولكم الهداية . ُ قلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بل إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ" الجواب: لا شك أن هذه في المشركين الذين يدعون غير الله على انه شريك لله ألا ترى قوله تعالى (وتنسون ما تشركون)فمن من إخوانكم في مشارق الأرض يدعي أن لله شريك ؟! ُ((قل إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ". الجواب: نعم ولذا فمن عبد غير الله فهو مشرك .فمن الذي قال لكم :أن إخوانكم المسلمين يدعون اله مع الله أو من دونه . قل مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ". ألجواب: هو الله وحده في البر والبحر لا شريك له فمن قال لك أنهم يدعون إلهاً أخر. قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ". الجواب : نعوذ بالله أن نتهم المسلمين أنهم أنهم لم يسلموا لرب العالمين.أو أنهم يدعون غير الله دعاء عبادة. وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ". الجواب: وهذا هو الأصل في جميع المسلمين أنهم مخلصين غير مشركين مع الله الهة أخرى. ((ا دْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". لاشك ولا ريب فمن ذا الذي يمنع دعاء الله؟ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ". الجواب: بلا شك أن المشركين كانوا يعبدون الله ويعبدون غيره معه في الدعاء والذبح وغيره ولكن لاحظ أنهم يعبدونهم . فينوون أنهم الهة مع الله ويعبدونهم كما يعبدون الله . وأهل الإسلام في شتى بقاع الأرض لا يعبدون إلا الله وحده . فكيف تظن أنهم يعبدون غيره ؟ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً)) الجواب: صحيح هذا هو حال الكفار أما أمة محمد فلم يدعوغير الله (أي دعاء عبادة) .لا في البحر ولا في البر . ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) الجواب: نعم فمن يستكبر عن عبادة الله فهو كافر قال تعالى (( إلا ابليس أبى واستكبر )) وتنبه لقوله تعالى (( ادعوني ))مع قوله ((يستكبرون عن عبادتي))لتعلم أن المقصود أنهم لا يعبدون الله إلا وهم مشركون معه آلهة أخرى سواء كان في عبادة الدعاء أو غيرها من العبادات . ففرق بين دعاءك الشيء على أنه سبب مع اعتقادك أن المر لله وحده . وبين دعاء للشيء على أنه اله مع الله . وقل هذا في سائر الآيات التي أنزلت في المشركين فلا تنزلها على المسلمين. أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها :ولنضرب مثال على ذلك :بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به. العمل الصالح مخلوق من مخلوقات الله ثبت كونه نافع كسبب من الأسباب النافعة فلو توسلت بهذا العمل المخلوق على أنه مستقل بالنفع أو شريك لله فهو شرك أكبر . والعمل مخلوق و الرسول صلى الله عليه وسلم مخلوق فهل الرسول أفضل وأعظم أم عملك أخي الحبيب ؟ إن قلت أن الرسول بل و علماءالأمة أفضل مني ومن عملي فقل لي بربك ما الفرق بين التوسل بعملنا الأقل شأناً وبين جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟مع أن كلاهما سبب ولكن سبب أقوى من سبب ولو كان عبادة أو شبه عبادة لم يجز بالحي ولا بالميت ولا بالرسول ولا بالعمل . ( قال تعالى (( والله خلقكم وما تعملون))أرجو أن تنصف أخي الحقيقة وأن تكون طلاباً للحقيقة .والسلام عليكم |
بارك الله فيكم على هذا النقاش الهادف بغية الوصول إلى الحقائق..
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله خيرا اخي الكريم الحجاز وجعله بموازين حسناتك آمين.. *********** الأخ الفاضل محمد فاضل لغة اخي الكريم عندما نقول هذا شريكي..فقطعا إننا لا نريد بذلك ان نعني انه شبيه لي أو مضاد..فعندما أقول مثلا هذا شريك حياتي..أو هذا شريكي في العمل..أو هذا شريكي في المزرعة..او هذا شريكي في الشقة..فإنه من البديهي أننا نقصد بذلك انه له نصيب كذلك إما في عملنا أو في حياتنا أو في مالنا وهكذا وليس انه شبيهي..فالشرك لا ينحصر فقط بكونه مثيل بل متى ما شاركني احد في شيء أقول عنه شريكي..فإذن الشرك بالله تعالى ليس هو فقط الإعتقاد بأن هناك رب سوى الله سبحانه وتعالى وإنما كذلك إن اعطينا نصيبا ولو صغيرا جدا لغيره في عبادة من احد العبادات او الصفات او الأسماء وغير ذلك التي لا تكون إلا له سبحانه..فقد أشرك..فهو المعبود وحده وكل ما دونه عبيد له..( إياك نعبد وإياك نستعين )..وليس له مثيل ( ليس كمثله شيء) هذا من جهة اما من جهة اخرى..فنحن حتما عندما نتكلم عن الدعاء فإننا نتكلم عنه بالمعنى الشرعي وليس غيره..وإلا فإن الإستغاثة باحد الأشخاص حيا في شيء يستطيعه طبعا لا غبار عليها ولا تسمى أصلا عبادة والأمثلة لذلك كثيرة..لكن نحن نريد ان نتكلم عنه بنظرة شرعية..نتكلم عنه على انه عبادة.. كما لايخفى على احد والله اعلم..جاء في الحديث الشريف أن الدعاء هو العبادة..كذلك دلت عليه الأدلة القرآنية..وبما انه عبادة..فكل عبادة تكون محددة بشروط لقبولها ولها صفتها وجنسها ومكانها ووقتها وطريقة إتيانها على الوجه الاكمل الذي دلنا عليه الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم ودلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة..ومن زعم ان لعبادة ما مشروعة طريقة اخرى أو صفة اخرى ما دلنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدم بين يدي الله تعالى ورسوله الكريم ونسأل الله العافية. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) وإن هذا الدين مكتمل ولله الحمد: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) نأتي للدعاء..سبق وأن قلنا أن الشرك بالله ليس هو الإعتقاد ان هناك إلاه آخر غيره فقط..تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..هو الله احد..ولكن إن صرفنا شيئا من العبادة لغيره فهو كذلك يسمى شرك..فإن قلتم انكم تؤمنون بالله انه واحد وليس شرك قلنا هذا.. نأتي الآن للدعاء ومن يدعو الله ويستشفع بولي صالح او يستغيث به أو بالرسول صلى الله عليه وسلم أو.. فإن قلتم انكم لا تدعون الشرك بالله بذلك وإنما فقط لمنزلتهم عند الله وصلاحهم ترجون أن يتقبل الله منكم إذا استغثتم بهم إليه ويقربكم إليه..قلنا..قال الله تعالى: لاحظوا هنا النفي >> (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا )) ولاحظوا ان هنا قورن الشرك بالله بالدعاء >>( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا )) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا)) إذن لما تدعون مع الله احد والله امركم بأن لا تفعلوا؟ هل هذا معقول والآية صريحة واضحة امامنا؟؟ وقال الله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا هل يخفى على احد ان هذه الآية آية ذم؟؟ فإن انتم قلتم..إنما ندعو الله فقط ونستغيث بأسماء أولائك اصلاحهم..قلنا..قال الله تعالى: ( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) هذه صفة الدعاء التي أمرنا الله بها فلما تغيرونها و تجعلون له شريكا في السؤال بأسماء عبادا له أيضا؟؟ وقال الله تعالى: أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) فإن قلتم نحن لا نعبدهم بل نحن نعبد الله قلنا اجيبونا على هذه الأسئلة: ما هو حق الله عليك؟؟ المطلوب ان تكون الإجابة : ان لا تشرك به شيئا وتعبده حتى ياتيك اليقين لماذا خلقك الله؟؟ الإجابة : لنعبده.. وما العبادة؟؟ توحيده وطاعته.. وما الدعاء؟؟ الدعاء هو العبادة.. فهل توضح لك انك تعبد غيره حينما تدعوه بأسماء عبادا له وتستغيث بهم في دعائك فتجعل لهم نصيب من تلك العبادة ولا تخلصها لله وحده؟؟ ناتي لأمرين آخرين.. رسول الله صلى الله عليه وسلم اخوفنا لله..كذلك هو قدوتنا وأسوتنا التي امرنا الله بان نقتدي بها..ولم يثبت عنه قط انه دعا الله يوما بواسطة ملك مقرب أو عبد صالح أورسول مرسل أو..مع انه اخوفنا إلى الله واتقانا إليه..وما كان ليبخل على نفسه بأفضل دعاء وانفعه..فواحد من الإثنين..إما انه صلى الله عليه وسلم..كان يفعل ذلك وبخل علينا به ولم يعلمنا إياه..وإما أنه قصر في أداء الرسالة فنسي أن يخبرنا بهذا..مع انه القائل : " ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به" وحاشاه بأبي هو وامي عليه الصلاة والسلام من كل ذلك.. الثاني..أن الإستغاثة بغير الله وسؤال الله بأسماء عبادا له وإن كانوا صالحين او رسلا مقربين..رغبة بأن يستجاب لهم ولا يردهم..فإن هؤلاء عمدا أم لا.. يحصرون قبول الله تعالى من عدمه للدعاء بعباد له..وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..فلا هو يعجزه شيء ولا هو مستكره على شيء..يعطي ويمنع ويقبل ويرد متى شاء ولمن شاء وليس يدخل في حكمه وإرادته شيء ولا أحد..فاعتبروا يا أولي الألباب.. واخيرا قضية الدعاء بصالح الأعمال..وأنها أقل شأنا من الرسول صلى الله عليه وسلم..فأولا نقول لا مجال للمقارنة بين الشيئين أصلا..فهما مختلفان تماما..وثانيا ورب الكعبة قد اخطأت الإعتقاد..فإن عملك بإذن الله تعالى هو منجيك أو موقعك ولن يغني عنك رسول الله صلى الله عليه وسلما شيئا يوم القيامة وهو حي واذن له بالشفاعة فكيف به الان عليه الصلاة والسلام وهو ميت؟؟.. عن أبي هريرة قال : لما نـزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) . دعى النبي صلى الله عليه وسلم قرابته ، فعم وخص ، فقال { يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً ، أو قال فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئا ، ويا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا اغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا اغني عنكم من الله شيئاً، ويا فاطمة أنقذي نفسك من النار، سليني ما شئت من مالي فإني لا اغني عنك من الله شيئاً } فهؤلاء قرابته..وهذه السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنته وحبيبته لن يغني عنها شيئا..فهل سيغني عنك شيئا انت؟؟ والله إن عملك هو الذي سينفعك او يضرك بإذن الله..( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره..ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).. وختاما حديث العمل بالنيات..ينبغي أن يُفهم منه المقصود الصحيح ووضعه في موضعه الأنسب لا غير..فإن ذلك الحديث شأنه يتعلق بأجور العمل..وليس ترخيص لبعض أفعالنا..فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى ..ثم فسر بقوله في نفس الحديث: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امراة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. يُفهم منه على انه ليس هناك عمل يقدم عليه بني آدم إلا وهو مصحوب بنية ..والأجر يكون بحسب تلك النية..فمن أراد به وجه الله تعالى فقد فقه وأفلح ومن أراد به غير ذلك فقد حرم نفسه..لا أقل ولا اكثر.. ملحوظة : الشرك ينقسم إلى ثلاثة أقسام..شرك اكبر وشرك اصغر وشرك خفي.. والله اعلم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. |
موضوع جيد و هو أحد حيراتي
شكرا للاخوة المتحاورين في هذا الموضوع الذي يقلقني الى حد كبير جدا جدا جدا ،
و لي بعض الأسئلة لكل من الاخت مسلمة و الأخ محمد فاضل ، يا ليت لو يجيبوني و يقنعوني بهدوء ...لاني باغي أفهم ها الموضوع مرة واحدة على طووووووووووووووول . السؤال 1 = ما معنى العبادة لغة و شرعا ؟ س2 = ما معنى التوسل ؟ س 3 - ما معنى قول الله تعالى : وابتغوا اليه الوسيلة ؟ س 4 - هل الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه و سلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى جائزة أم شرك ؟ مع الدليل بارك الله فيكم ؟ س 5 - لماذا توسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس عم رسول الله حتى يسقيهم الله ؟ أليس في ذلك دليل على جواز التوسل ؟ هذا السؤال للأخت مسلمة :New2: س6 - الجميع متفق أن الصحابة أستغاثوا و توسلوا بالرسول في حياته ، و لكن الإختلاف بعد موته . فما الفرق بين حياة الرسول أو موته إذا كان الفاعل الحقيقي هو دوما الله عز وجل ؟ و اختم بالسؤال 7 في هذه الجولة الأولى :ما معنى قول رسول الله في الحديث الذي يقول فيه : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا؟؟ و شكرا و جزاكم الله خيرا مسبقا . |
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، مرحبا بك اخي الكريم..وأستغرب منك هذه الأسئلة لا لشيء اخي ( لا أسيء الظن بك وأستغفر الله)..ولكن ( وإن كنت لا أحبذ كلمة وهابي او وهابية لأن نسبتنا للإسلام لا لغيره وما محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلا مجدد للإسلام في زمن كثرت فيه الشركيات والبدعيات وما جاء بشيء جديد لينسب إليه..)..ولكن يعني من اطلع على كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودرسها أو قرءها لم تكن لتكون لديه مثل هذه الأسئلة والله اعلم على كل حال..فكتبه تلقن الجواب الكافي والشافي على كثير من أسئلتك..لكن بارك الله فيك اخي..توكلنا على الله..أدلك على اشياء بإذن الله تعالى لتتعلم وتقرأ وبعدها إن كان هناك شيء نحن حاضرين بما نستطيع إن شاء الله..لكن في كلام العلماء أولا الغنى عن غيره.. أما عن السؤال الخاص بي..فإليك جوابه من الشيخ الدكتور ناصر العقل حفظه الله: إقتباس:
وهنا المزيد ستجده بإذن الله تعالى عن بعض ما أشكل عليك إن شاء الله من التوسل: هـــنـــا كما اتمنى وانصحك بقراءة الكتيبات هذه ( هي بضع وريقات): الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب.. القواعد الأربع للشيخ محمد بن عبد الوهاب.. كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب.. كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب.. إنتظر سأضع لك رابطا من الخيمة لأسئلة وإجاباتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضا إن شاء الله.. |
هذا موضوع الأخ الحجاز فيه وضع الأخ الفاضل الوافي كتيب الأصول الثلاثة..يمكن تتصفحه فهو قصير جدا وإذا أردت شرحا له فأمر ونحن هنا اخي.. الأصول الثلاثة هنا تجد 50 سؤالا وأجوبة للشيخ : من هنا وإذا تريد ان نضع لك الكتيبات المتبقية فعلنا بإذن الله تعالى.. والسلام عليكم. |
استسمحكم تطفلي و لكن بالعقل قبل النقل و اعرف انه لو كان الدين بالعقل لكان المسح من الاسفل و لكن دعاء الاموات و الاستعانة بهم؟؟؟
لو كان جائزا شرعا طيب الم يكن من الاجدى و الانفع لعمر رضي الله عنه ان يسثغيت بالرسول صلى الله عليه و سلم بدل عمه رضي الله عنه ؟؟؟ |
أرجو أن يكون النقاش بين اثنين فقط لنصل إلى الحق واسأل الله لي ولكم الإخلاص لوجه وان لايجعل همنا هو الغلبة وانتصار النفس . الرسالة التي اسعى إليها نبذ التكفير (الباطل ) ومحاولة توحيد صف الأمة وكذلك أختصار مسير طالب العلم كي لا يشتغل طول حياته بكتب غرضها التكفير والتبديع بدون وجه حق. أولاً : ما أوردت من أمثلة يا اخي فهي تعني وجود شيء من الشراكة بين طرفين وإن كانت ليست بمطلق المماثلة .وأنا لا أجيز أن يكون بين العبد والرب أي اشتراك لا في فعل واحد ولا في جميع الأفعال .فضلاً عن الذات أو الصفات . مثلا هذا شريك حياتي : فيها شراكة زواج. شريكي في العمل: فيها شراكة عمل . شريكي في الشقة: فيها شراكة ملك. إذن هناك نوع شراكة . وأنا أنفي أي شراكة للعبد المخلوق نبياً أو ولياً أو ملكاً مع الله تعالى . فلو اعتقد أحد أن لله شريك في إيجاد ذرة لكان مشركاً، ولو عبده بسجدة ولو سجود بطرفة عين كان مشركاً . فقولكم يا أخي الحبيب: (فإذن الشرك بالله تعالى ليس هو فقط الإعتقاد بأن هناك رب سوى الله سبحانه وتعالى وإنما كذلك إن اعطينا نصيبا ولو صغيرا جدا لغيره في عبادة من احد العبادات او الصفات او الأسماء وغير ذلك التي لا تكون إلا له سبحانه..فقد أشرك.. ) الجواب: أنا مسلم به فلا وجه لإيراده .وقد ذكرت سابقاً :أن من عبد غير الله أو أعتقد أن مخلوق يتصرف في شيء من الكون كشريك لله ولو أدنى شراكة فهو مشرك فضلاً عن أن يستقل بشيء. أتدري ماهي المشكلة يا أخي الحبيب؟ المشكلة أن الأخوة يظنون أن دعاء المسلم للنبي أو غيره أنه يريد عبادته .والحقيقة أنه يدعوه كما يدعو المريض الطبيب ليغيثه أو كما يدعو الغريق الناس لينجدوه . فلو شك مجرد الشك أنهم شركاء لله في إنقاذه أو معاونون لله في ذلك فهو مشرك . أما لو كان يستغيث بهم على أنهم اسباب فقط لينقذوه من الغرق وليس لهم من الأمر شيء إلا أنهم أسباب سواء كانوا أسباب قوية او ضعيفة أو لا تستطيع أن تفعل شيئاً فلا وجه للتكفير أو التبديع. وهؤلاء من المسلمين : 1ـ لا يعبدون الأنبياء فضلاً عن غيرهم.فالرب واحد والمعبود هو الله لا شريك له لا في الربوبية ولا العبادة ولا الذات ولا الأسماء ولا الصفات. 2ـ يعتقدون أن الرسول سبب من الأسباب النافعة غير مستقل بشيء ولا شريك ولا معبود كما بينته في(1) 3ـ فإذا توسلوا به أو دعوه فكما تدعو من يغيثك وأنت في كرب فهل أنت (تعبده) لما دعوته ؟! هل (تعتقد أنه مستقل بالأمر دون الله) أوهل (هو نداً لله)؟!. 4ـ أن لا أنفي أن كفار قريش دعوا اصنامهم واستغاثوا بها .فهل دعوها بنية عبادتها وتأليهها ؟ أم دعوها كما يدعو الغريق المنقذ المغيث له.؟ وهل دعوها على أنهم شركاء لله أم لا لكونهم شركاء لله.الجواب أن قريش يعبدونها ويعتقدون فيها مشاركة لله في بعض الأمور.قال تعالى (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) 5ـ إذن ليس كل دعاء عبادة . بل الدعاء عمل من الأعمال يفتقر إلى نية .فإن دعا بنية التعبد فهو عبادة سواء كان لله أو لغير الله . وإن لم يكن بنية العبادة كمن يدعو إنساناً لينقذه ويغيثه على أنه سبب فقط فليس بعبادة . فدعاء العبادة بالمعنى الشرعي لا يكون إلا لله فمتى يزول توهم أن غيركم من المسلمين يا سيدي الكريم يدعون المخلوقات دعاء عبادة ؟ قولكم :وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا. نعم وله الصفات العظمى فادعوه بها وأزيدكم فأقول: من دعا الصفة مستقلة عن الذات فهو مشرك . قولكم : فإن قلتم انكم لا تدعون الشرك بالله بذلك وإنما فقط لمنزلتهم عند الله وصلاحهم ترجون أن يتقبل الله منكم إذا استغثتم بهم إليه ويقربكم إليه..قلنا..قال الله تعالى: لاحظوا هنا النفي >> (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) جوابه : ومن دعا مع الله أحداً فهو مشرك .لأنه لا معبود إلا الله. ﴿فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ قال القرطبي : في تفسيرها فلا تشركوا فيها صنماً وغيره مما يعبد.أ ـ هـ أنظر تفسير القرطبي لسورة الجن . قولكم: ..فهو المعبود وحده وكل ما دونه عبيد له..( إياك نعبد وإياك نستعين الجواب : هذا حق ولا تستعن بغير الله إلا الاستعانة بالأسباب فجائزه .فيجوز أن تستعين بالطبيب لغرض الشفاء ويجوز بالرسول ليشفع في دخولك الجنة أو لطول الموقف أو غيرها . والشرك لا يجوز في زمان دون زمان ولكن لما كان الاستعانة به على أنه سبب مخلوق وعبد من عباد الله جعله الله أفضل الأسباب وأقواها جاز الاستعانة به. واما الاستعانة كعبادة فمن صرفها لغير الله فهو كافر. قولكم : فإن قلتم نحن لا نعبدهم بل نحن نعبد الله قلنا اجيبونا على هذه الأسئلة: ما هو حق الله عليك؟؟ ج: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً . لماذا خلقك الله؟؟ الإجابة : خلقنا فضلاً منه علينا فتكون عقبى ذلك عبادتنا له وحده لا نشرك به.((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) وما العبادة؟؟ العبادة : هي تمام الذل والخضوع مع كمال المحبة . قاله ابن جرير الطبري من أئمة السلف. وما الدعاء؟؟ الدعاء ينقسم إلى قسمين : 1ـ دعاء العبادة وهو المذكور في الحديث (الدعاء هو العبادة) وفي كثير من الآيات المقررة لوجوب توحيد الله وعدم جواز عبادة غيره ومن عبد غيره كفر. 2ـ دعاء الشيء كسبب كدعاء المضطر لمن ينقذه فيقول أنقذوني أغيثوني أنجدوني ومرد ذلك إلى النية . قولكم: فهل توضح لك انك تعبد غيره حينما تدعوه بأسماء عبادا له وتستغيث بهم في دعائك فتجعل لهم نصيب من تلك العبادة ولا تخلصها لله وحده ؟؟ ج: لا بل توضح لي أنك لا تفرق بين كون الشيء إلهاً وكونه سبباً. وأنكم يا أخي الحبيب لا تشترط النية في العمل خلافاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قولكم : ناتي لأمرين آخرين.. رسول الله صلى الله عليه وسلم اخوفنا لله..كذلك هو قدوتنا وأسوتنا التي امرنا الله بان نقتدي بها..ولم يثبت عنه قط انه دعا الله يوما بواسطة ملك مقرب أو عبد صالح أورسول مرسل أو..مع انه اخوفنا إلى الله واتقانا إليه..وما كان ليبخل على نفسه بأفضل دعاء وانفعه..فواحد من الإثنين..إما انه صلى الله عليه وسلم..كان يفعل ذلك وبخل علينا به ولم يعلمنا إياه..وإما أنه قصر في أداء الرسالة فنسي أن يخبرنا بهذا..مع انه القائل : " ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به" وحاشاه بأبي هو وامي عليه الصلاة والسلام من كل ذلاك الجواب :1ـ إن كنت تقصد أن يبلغنا أنه يدعو غير الله دعاء عبادة فهو الشرك الذي جاء بمحاربته . 2ـ وإن كنت تقصد أنه يمتنع عن الأخذ بالأسباب فيخالفه قوله(أعقلها وتوكل)) ويخالفه حديث اصحاب الصخرة اللذين امتدحهم بالتوسل بالأسباب المخلوقة وهي الدعاء بأعمالهم الصالحة فهو الذي بلغ الأمة مشروعية التوسل بالأسباب . قولكم : الثاني..أن الإستغاثة بغير الله وسؤال الله بأسماء عبادا لله وإن كانوا صالحين او رسلا مقربين..رغبة بأن يستجاب لهم ولا يردهم..فإن هؤلاء عمدا أم لا.. يحصرون قبول الله تعالى من عدمه للدعاء بعباد له..وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا..فلا هو يعجزه شيء ولا هو مستكره على شيء..يعطي ويمنع ويقبل ويرد متى شاء ولمن شاء وليس يدخل في حكمه وإرادته شيء ولا أحد..فاعتبروا يا أولي الألباب.. جوابه : أن هذا باطل : لأننا نقول : يجوز أن تدعوا الله بالأسباب كصالح عملك أو جاه النبي أوغيرها لا نقول أنه واجب ولا نقول أن الدعاء مباشرة لا يجاب فزعم أن إخوانكم من المسلمين يحصرون الإجابة في اتخاذ الأسباب باطل غير صحيح وكذلك لا يوجبون التوسل كما تظن يا سيدي الكريم . قولكم : واخيرا قضية الدعاء بصالح الأعمال..وأنها أقل شأنا من الرسول صلى الله عليه وسلم..فأولا نقول لا مجال للمقارنة بين الشيئين أصلا فهما مختلفان تماما. الجواب: بل هناك جامع مشترك بينهما وهو أنهما من خلق الله وعندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله أفضل من عملي فهو أولى . قولكم: وثانيا ورب الكعبة قد اخطأت الإعتقاد..فإن عملك بإذن الله تعالى هو منجيك أو موقعك ولن يغني عنك رسول الله صلى الله عليه وسلما شيئا يوم القيامة وهو حي واذن له بالشفاعة فكيف به الان عليه الصلاة والسلام وهو ميت؟؟ الجواب : لا تحلف يا سيدي الكريم فوالله مالي ولا لغيري نجاة بعملي وإنما بفضل ربي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لايدخل الجنة أحد بعمله .قالواولا أنت يارسول الله ؟قال: ولا أنا إلا أن يتدغمدني الله برحمته)). قولكم : عن أبي هريرة قال : لما نـزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) . دعى النبي صلى الله عليه وسلم قرابته ، فعم وخص ، فقال { يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً ، أو قال فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئا ، ويا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا اغني عنكم من الله شيئاً ، ويا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا اغني عنكم من الله شيئاً، ويا فاطمة أنقذي نفسك من النار، سليني ما شئت من مالي فإني لا اغني عنك من الله شيئاً } الجواب: نعم هو لا يغني عن من خالفه شيئأً أما من أطاعه فلا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إني تارك فيكم الثقلين :كتاب الله وأهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض)) صححه الحاكم ووافقه الذهبي . وهذا أصرح ((إن كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والأخرة )) رواه البزار وغيره ولذا تزوج عمر بأم كلثوم بنت علي رغبة في النسب زيادة على سبب الصحبة الذي قد ناله رضي الله عنه. أنظر كتاب استجلاب ارتقاء الغرف للإمام السخاوي تحقيق مشهور حسن وأحاديث الشفاعة وهي متواترة . أخيراً : تقريركم الذي لم تسبق إليه في مسألة النية باطل قطعاً بل النية تميز العبادة عن العادة وتميز بين العبادة المفروضة والمستحبة وبين عبادة رياء وعبادة إخلاص . وبين عبادة لله وعبادة لغير الله .وبين دعاء بنية التعبد .ودعاء للشيء على أنه سبب فصور الأفعال متشابهة والنية تميزها.أنظر للفائدة شرح ابن رجب على الأربعين النووية (جامع العلوم والحكم) قولكم : ملحوظة : الشرك ينقسم إلى ثلاثة أقسام..شرك اكبر وشرك اصغر وشرك خفي للفائدة فقط : المعتمد أنهما قسمان فقط لأن الشرك الخفي والأصغر بمعنى واحد وهو الرياء إذن فهما قسمان :اصغر وهو الرياء وأكبر وهو أن تجعل لله نداً وهو خلقك. والله اعلم.وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. |
هل دعى النبي او علم من حوله ان دعاء الاموات والتوسل بهم حق؟
|
[color="black"]
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، ملاحظة اخي الفاضل..الرد طويل لأن فيه الكلام مقتبس..وإلا فهو ليس كلامي فقط..وعموما لاشك إن شاء الله اننا نريد ان نستفيد من بعضنا البعض فلا يهم الطول ولا القصر لمن أراد ان ينتفع بإذن الله.. إقتباس:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه" والحق حق واحد بلا شك وليس هناك عشرون ألف حق..لكن يبقى أين هو ومع من؟؟ لذلك فلنترك المجال لمحبي الخير جميعا إن شاء الله.. ومن يدري؟؟ لعل الله يفتح على أحد أشياء لن يفتحها على غيره..ولن يكون إلا ماشاء الله ان يكون..واللهم آمين..تقبل الله منا ومنكم أعمالنا وأقوالنا وأفعالنا خالصة لوجهه الكريم إنه جواد كريم.. إقتباس:
أما هذه فسأتجاوزها فليس هذا المقام لهذا..ثم لأنها ـ في الأخيرـ تبقى وجهة نظر شخصية لا غير فلا يعتمد عليها.. إقتباس:
يمكن ما فهمت اخي ما أردتُ إيصاله فلعلني أفسره مرة اخرى بطريقة اخرى إن شاء الله تعالى.. كما أن لشريكي في العمل شراكة في العمل وشريكي في الشقة شراكة في الشقة ( مع العلم انهم أيضا لم يوجدوا شيئا.. فالعمل كان موجودا والشقة بناها غيري لكنهم شركائي فيها إما بالمال أو غيره)..فكذلك و كما ان الدعاء عبادة كسائر العبادات التي شرعها الله لعباده وخصها به ليعبدوه بها..وجعلتم منها نصيبا لغيره ..أصبحوا شركاء مع الله في الدعاء..أكرر شركاء في الدعاء مع الله وليس في الخلق فهذا امر لا يشك فيه إلا جاهل او ضال ونسأل الله العافية..هل وصلت الفكرة اخي أم بعد لا؟؟وإلا ففسروا لي لما في الدعاء تستغيثون بغير الله وتتوسلون بغير الله إليه مع أن الدعاء عبادة خصها به سبحانه وحده؟؟ إقتباس:
أخي الفاضل..هذه ما كانت لتكون مشكلة وليست مشكلة اصلا ولقد سبق وأن وضحت هذا آنفا في كلامي لكن لعلك نسيته ام سقط عنك سهوا والله اعلم..قلنا يا أخي..أن الإستغاثة او الدعاء بمعناه اللغوي لا الإصطلاحي او بالمفهوم الشرعي..لا غبار عليه يا اخي..فلو انني مثلا كنت أسبح في المسبحة وبدأت اغرق فاستغثت بالذي بجنبي قائلة مثلا..يا أحمد اغثني..أو دعوته قائلة..يا احمد ساعدني..فقطعا هنا لسنا نريد به الدعاء أو الإستغاثة التي هي عبادة..بل الدعاء والإستغاثة اللغويتين..فحبذا لو نتفق على ان هذه النقطة لا إشكال فيها ونتركها بارك الله فيك.. إقتباس:
أخي الفاضل.. الدعاء بمعناه اللغوي والإستغاثة والتوسل..تصلح دائما ولا غبار عليها متى ما تحققت بشروط..منهاان يكون المستغاث به قادرا على الإتيان بذلك الأمر وليس لا يملك فيه نفعا ولاضرا وإلا فهو غلو ان يعتقد ذلك ولا أظن ان هذه نقطة اختلاف والله اعلم على كل حال..ومنها والمعقول ان يكون ذلك الشخص حيا وليس ميتا..فالإنسان ما إن يمت ينقطع عمله كله إلا من ثلاث ( اظنك تعرف الحديث)..فهو إذن ( اعني الميت) لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا..منقطع تماما عن نفع نفسه او ضرها..فضلا عن غيره..وما أظن عاقلا يشك بهذا الأمر..والذي لاشك فيه أيضا ان الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام ما هم إلا بشرمثلنا كانوا يأكلون مما نأكل منه ويشربون مما نشرب منه وقد ماتوا كما مات وسيموت الناس..لا فرق في هذا..فلا أرى لما يعتقد هذا في الناس ويستثنى من ذلك الرسل والصالحون؟؟ إقتباس:
أخي الفاضل..قطعا من يدعو ويستغيث بالرسل فهو يدعو دعاء عبادة..وسأبين لك ذلك.. أنت تقر بأنه لا الرسل ولا الصالحون بيدهم الأمر أو النفع أو الضر مباشرة اليس كذلك؟؟وإنما الأمر لله وحده وما هم إلا سبب.. لكن أيضا تقول أن دعاء أو الإستغاثة بالرسل والصالحين بالمعنى اللغوي فقط كما نستغيث بالأشخاص كالغرق لا بأس به.. قلنا..أليس هو تضارب للكلام؟؟ فإن كان الرسل والصالحون ليسوا بيدهم الأمر ولا النفع ولا الضر فقل لي بربك بما سينفعوك لو استغثت بهم أو دعوتهم الدعاء بالمعنى اللغوي؟؟ يعني نحن الآن نتكلم عن الدعاء اللغوي..كما لو كنت سأغرق وقلت يا احمد ساعدني ..يعني نيتي ليست عبادته..تستغيثون بالرسل والصالحين أيضا بنية غير العبادة..لكن لما.؟؟ فيما سينفعوكم وهم لا يملكون ضرا ولا نفعا وفقط سبب؟؟ تقولون ليس لهم شيء في الأمر عندما تدعون الله وإن كنتم تستغيثون بهم في الدعاء الشرعي وما هم إلا سبب..لكن سيكون لهم بالمقابل شيء في الأمر إن دعوتهم واستغثتم بهم كحال الغريق فقط من غير توجه لله؟؟ إن قلتم نعم قلنا كذبتم فوالله هم ميتون ولا يستطيعون نفعا ولا ضرا..وإن قلتم لا..قلنا فلما إذن الإستغاثة بهم ودعائهم وانتم تعلمون انهم عاجزون على إجابتكم او نفعكم او ضركم ؟؟ وإن قلتم هو فقط سبب..قلنا إذن هو دعاء شرعي موجه لله بمعنى العبادة وإلا فإن الغريق حينما يستغيث يكون سبب إنقاده هو ذاك المستغاث به بإذن ربه..ولا يمكن ان يكون سبب إغاثتكم الميت من لا يسمعكم ولا يراكم و لا ينفع نفسه فضلا عن غيره.. (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ) إقتباس:
أخي الفاضل ..الكفار الذين أرسل الله إليهم الرسول لينهاهم عن شركهم.. ليسوا فقط من كانوا يعبدون الأصنام..بل كان منهم من يعبد الأصنام معتقدين انهم الآلهة مع الله..لكن أيضا كان منهم من فقط كانوا يدعون اولياء أو ملائكة ليكونوا شفعاء لهم او ليقربونهم لله..ومن النصارى من كانوا يدعون عيسى عليه السلام كأنه ابن الله..وهكذا..لكن مع ذلك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لينهاهم عن ذلك كله ولم يقتصر على من كان يعبد الأصنام وجعلهم آلهة فقط..كذلك وصفهم الله كلهم بالشرك لا فرق..قال الله تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ[/COLOR] يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) لا حظ هنا انه تعالى لم يرد عليهم فقط بأنه ليس ابنه أو إلاه معه بل أيضا نفى عنه كل نفع و ضر..وانه هو السميع العليم فقط.. قال الله تعالى أيضا: أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) ( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) أولياء أخي ولم يقل إلاه.. |
إقتباس:
أظن ان هذا الكلام اخي الفاضل قد اقفلناه فلقد قلت آنفا أن الدعاء بالمعنى اللغوي لا غبار عليه..وليس هو محور كلامنا..فإذن تبقى هذه الفقرة زائدة وفقط..لأنه فقط سوء فهم منك وإلا فإنها ليست نقطة اختلاف بإذن الله. إقتباس:
لست متأكدة هل ما فهمته من هذا الكلام هو الذي تقصده انت أخي لكن عموما ليس هذا هو محور حديثنا الآن..لذلك ساتجاوزه.. إقتباس:
بل قال القرطبي رحمه الله بلا تحريف ولا تلبيس: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا هَذَا تَوْبِيخ لِلْمُشْرِكِينَ فِي دُعَائِهِمْ مَعَ اللَّه غَيْره فِي الْمَسْجِد الْحَرَام . وَقَالَ مُجَاهِد : كَانَتْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى إِذَا دَخَلُوا كَنَائِسهمْ وَبِيَعهمْ أَشْرَكُوا بِاَللَّهِ , فَأَمَرَ اللَّه نَبِيّه وَالْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُخْلِصُوا لِلَّهِ الدَّعْوَة إِذَا دَخَلُوا الْمَسَاجِد كُلّهَا . يَقُول : فَلَا تُشْرِكُوا فِيهَا صَنَمًا وَغَيْره مِمَّا يُعْبَد . وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَفْرِدُوا الْمَسَاجِد لِذِكْرِ اللَّه , وَلَا تَتَّخِذُوهَا هُزُوًا وَمَتْجَرًا وَمَجْلِسًا , وَلَا طُرُقًا , وَلَا تَجْعَلُوا لِغَيْرِ اللَّه فِيهَا نَصِيبًا . هل رأيت ان الشرك مقرون بمن لا يخلص الدعوة لله؟؟ وليس فقط من يعبد غير الله؟؟ إقتباس:
ملحوظة: كي لا تاتي المرة القادمة وتقول لي بل الشفاعة طلبوها من الرسول وهو حي..نقول يا اخي اتكلم عن الشفاعة التي ستكون يوم القيامة وليست الشفاعة بالمعنى اللغوي أيضا كأي منا يمكن ان يشفع لأخيه بشيء يستطيعه طبعا وكما ورد في الحديث أن شفع النبي لأحدهم.. إقتباس:
هنا أقول لكم بدوري اخي الفاضل..اخطأتم الإعتقاد والفهم..لكن اظن ان ما قلته آنفا يكفي لتفهموا إن شاء الله أين توجد نقطة اختلافنا إقتباس:
أخي الفاضل اما الدعاء بصالح الأعمال فما اظنني قلت عنه أنه غير شرعي بارك الله فيك..فلا يلتبس علينا الأمر الله يحفظك..بل ازيدك انه ليس يقربك إلى الله زلفى إلا عملك الصالح ..مثال..كماجاء في الحديث القدسي عن فضل الصلاة النافلة وأنها أحب إلى الله بما يتقرب به العبد إليه حتى يصبح بصره الذي يبصر به..إلخ ( الحديث)..فإذن نعم اعمالنا إما قربة إلى الله أو بعد عنه والعياذ بالله..ولك ان تدعو بصالح اعمالك ..واما حديث اعقلها وتوكل على الله فنقول هو دليل على الأخذ بالأسباب نعم..لكن بالأسباب الشرعية التي فعلا لها أن تنفعمك أو تضرك بإذن الله طبعا..كالطبيب والعملية الجراحية مثلا..تنقذك من مرض بإذن الله مع انها لوحدها إن لم يأذن الله في شفائك لن تنفعك..كذلك لو لم يكن هناك طبيب لم تكن لتنفعك لأنها مجرد شيء ..جماد لا تستطيع النفع بنفسها..شبيهة بالميت.. والرسول والأولياء ميتون لا يستطيعون لأنفسهم شيئا فكيف بغيرهم؟؟ إقتباس:
طيب عندك..لكن نحن نتكلم عن شرع الله اخي لا عندي وعندك وعند ذاك..ولو جئنا للشرع فإن الأعمال أصلا لا تقارن بالرسول عليه الصلاة والسلام فلا مجال للمقارنة بينهما ابدا..فهو بشر والعمل مجرد أفعال وأقوال ونيات وغيرها..كما انك لن تقارن يوما بين زوجتك و لعب كرة القدم لأنه لا يعقل..فلن نقارن الرسول مع العمل..في حين أقول نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم احب إلينا من أنفسنا ووالدينا ومالنا وأولادنا واهلينا.. |
إقتباس:
وبارك الله فيكم سيدي الكريم لحسن نيتكم..لكن أقول اخي الفاضل يمكن أسات الفهم أو سقط عنك امر مهم سهوا..ولا بأس نوضح اكثر فهذا هدفنا بإذن الله تعالى..وهذا حديث لا غبار عليه وطبعا خاب من اعتقد غير ذلك..ولكنه كان فقط سوء فهم منك..فقد قلت اخي..لاحظ يرحمك الله: فإن عملك بإذن الله تعالى هو منجيك أو موقعك ولن يغني عنك رسول الله صلى الله عليه وسلما شيئا يوم القيامة وهو حي واذن له بالشفاعة فكيف به الان عليه الصلاة والسلام وهو ميت؟؟ يعني يا اخي إن لم يأذن لك الله بالنجاة فاكيد لن تنجو..فإن نعمة البصر لوحدها لو وضعت في كفة الميزان وأعمالك في الكفة الأخرى لطاشت أعمالك وما وزنت شيئا..وإلا فلن يدخل احد الجنة بعمله إلا بإذن الله ..قال الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ *وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) وغير ما آية..كما جاء في الحديث الذي يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلاذراع فيسبقه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار ..( أظنك تعرف الحديث)..مع انه صلى الله عليه وسلم القائل أيضا..بمعنى ذلك انه نفسه إن لم يتغمده الله برحمته فلن يدخله عمله الجنة..فيعني واضح ذلك وأصلا ليس متضارب مع بعضه البعض..لكن العمل هو سبب من عدمه بإذن الله لا غيره.. إقتباس:
أخي الكريم احاديث الشفاعة لا ينكرها احد..وقرابته يا اخي من ذا الذي قال انها مقطوعة يرحمك الله؟؟ شيئان لم نأتي عليهما ولا هما ما نريده هنا..وإنما نريد اعمالك اخي..فإن انت لم تعمل وما اعددت لذلك اليوم شيئا..( مع العلم كي لا نقع في سوء فهم آخر أن الجنة لن ندخلها إلا برحمة الله تعالى)..فلن يغني عنك الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا..هذا علما أن الشفاعة يوم القيامة التي أعطاها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس له فيها سلطة..فيعني لا يُعتقد ان الرسول إن أراد ان يشفع لفلان يشفع مباشرة..بل لا يشفع لا هو ولا غيره إلا بعد ان يأذن الله لهم..فيومئذ لا يتكلم إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا..وأظنك تعرف الحديث..حين يسجد الرسول عليه الصلاة والسلام لله تعالى فيأمره الله بأن يرفع رأسه ويسأل ويشفع ليعطيه ويُشفع..فهنا يتين لك ان الشفاعة تكون بعد الإذن فقط وأن الإذن بيد الله لا بيد رسوله عليه الصلاة والسلام.. أفمن بيده الإذن احق أن ندعوه ان يُشفِع رسوله فينا ام من ليس بيده إلا السبب بدون الإذن؟؟ ثم كيف تطلب ذلك من ميت يا اخي؟؟رسول الله والله ميت..وإن حُرمت على جسده الأرض لكنه ميت يا اخي والله..يعني الكل بيد الله وأمره..فلا نغتر..مع الإشارة إلى أن يوم القيامة يشفع لك أيضا من نجاهم الله..لكن عموما الشفاعة الكبرى لرسوله فقط بعد إذنه سبحانه فهو الذي بيده الشفاعة كلها جميعا.. قال الله تعالى: قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) ولك أيضا ان تستحضر وفاة عمه عبد المطلب..حينما كان يحتضر..ماذا كان يقول له؟؟ قل لا إله إلا الله كلمة احاج لك بها عند الله..فكان لابد له من ان يفعل السبب الحقيقي ألا وهو شهادته وإلا فرسول الله لن يغني عنه شيئا رغم حب عمه له وقرابته.. إقتباس:
يرحمك الله اخي وهل ما قلت إلا ذلك؟؟ اعد قراءة كلامي هكذا لعلك تفهم مقصودي إن شاء الله: يُفهم منه على انه ليس هناك عمل يقدم عليه بني آدم إلا وهو مصحوب بنية ..والأجر يكون بحسب تلك النية..فمن أراد به وجه الله تعالى فقد فقه وأفلح ومن أراد به غير ذلك فقد حرم نفسه..لا أقل ولا اكثر.. إقتباس:
بارك الله فيكم هناك من قسم الشرك إلى قسمين وقال أن الأصغر هو الخفي وهناك من قسمه لثلاثة وقال أن الخفي مستقل عن الأصغر..وعموما إن أردت الإستزادة في هذا الشيء لعلك تراجع هذا الرابط إن شاء الله فيه التفصيل بإذن الله أقسام الشرك والله أسال أن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويجنبنا اتباعه إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله تعالى اعلى واعلم.. وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. |
يا اختنا مسلمة : لاداعي للحيرة من حيرتي ... و مل ما كتبته لي من عناوين و غيرها قرأتها و فليتها فليا و هي مصدر حيرتي بالذات ،
إن كانت واضحة لديك فهنيئا لك و لكن بالنسبة لي الأمر غير ذلك ، و أعتقد أنك لو أعملت عقلك أولا ثم قرأت لبقية آراء المسلمين المخالفين لنا نحن الوهابيون ( و أقولها وهابيون بدون عقد ) فمتأكد أنك ستصيبك حيرتي ... لماذا متأكد ؟؟؟ وحتى عندما سألتك حول توسل الفاروق رضي الله بالعباس رضي الله عنهما أجبتني برأي أحدهم و هو رأي أعلمه جدا و لكنه متهافت للغاية لا لشيء إلا لأنه قالها بصراحة إننا نتوسل بالعباس و ليس بدعاء العباس الذي هو آت بطبيعة الحال و يا ليت تقرأين كيف ناجى العباس ربه كي يرزقهم المطر ... لم تجيبيني عن أسئلتي التي تقلقني و رحت تعطيني الروابط التي أعرفها جيدا و ربما أكثر منك ... أنا بودي حديث مباشر صريح .. الأمر ليس لإنتصار لأفكار فئة على أخرى يا مسلمة ،الأمر خطير و خطير جدا جدا ( أعذرك لأنك لا تحسين مدى حيرتي التي تكاد تقضي علي ) ... أرجو أن تكون قد توضحت الأمور و يا ليت لو توضحي لي نقاطي السبعة من ما حصل لديك من قناعات و لا تحيلينني إلى المقالات الجاهزة و غيرها . و بارك الله فيك على سعة صدرك . الأخ محمد فاضل :أراك تجاهلتني سامحك الله ، بالرغم من أني أشعر أن طرحك راق و مقنع ، فهل أطمع في إجابات حول نقاطي السبعة من عندكم ، و بعدها قد أدخل معك في نقاشات طويلة . و بارك الله فيكم جميعا . أخوكم : الوهــــــــــــــــــــــــ الحائر بل الحائر جدا ـــــــــــــــابي :New6: |
بارك الله فيكِ أختي مسلمة وزادك الله علماً وفقهاً ورفع قدرك ...
كفيت ووفيتِ . الأخ الحائر ..ضع ما بدا لك من أسئلة في موضوع بشرط أن يكون هدفك الوصول للحق وستجد من يجيبك -بإذن الله تعالى - حتى يبقى هذا الموضوع بين الأخت والأخ الكريم فموضوع نقاشهم مهم جداً . |
[color="Navy"]
الأخوة جميعاً السلام عليكم الأخ الفاضل الحائر : أقول والله ماتركت جوابكم إلا بقصد أن يتم النقاش فأنا اكره الفوضى ولأجل أن يكون النقاش صحيح ويأتي بالفائدة فلا بد من أن يكون الإيراد برد وأما اسألتكم فسهلة الجواب وساجيب عنها بإذن الله بعد إتمام النقاش لأن بعض الستشكالات ستحل في النقاش . وأما حيرتكم فنصيحتي لكم بأشياء: أولها التوبة والاستغفار بكثرة ثم قم منطرحاً على باب مولاك واسأل الكريم أن يهديك وقل (( اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك أنك تهتدي من تشاء إلى صراط مستقيم .أدع الله بقلب صادق ساح المدمع خالي عن الناس ساجداً وقائماً مناجياً مولاك والله لا يخيب من دعاه.والكريم لا يرد من قصده واسأل من هو مجاب الدعوة أن يدعو لك كالوالدين مثلاً. ونسأل الله أن يهدينا للحق ويثبتنا عليه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ الأخت المحاورة : أعتذر لأني كنت أعتقد أن المحاور رجل .وأظن أن هذا واضح . والمهم أن المحاور طالب علم يسعى للحق أي كان جنسه.فنسأل الله التوفيق لنا جميعاً. الجواب: كلامك يا اختي الفاضلة كله يرتكز على النقاط التالية : [/ COLOR]1ـ أن الدعاء الذي لا يجوز صرفه لغير الله هو دعاء العبادة . ونحن متفقون معكم على هذا فلا خلاف بل من عبد غير الله أو أشرك غير الله معه في أي عبادة سواء كانت عبادة الدعاء أم الصيام أم غيرها فهو كافر.أنتهينا من هذه النقطة . 2ـ أن دعاء الأسباب أو ما تسمينه الدعاء اللغوي متفقون على جوازه.قلتم( الدعاء بمعناه اللغوي والإستغاثة والتوسل..تصلح دائما ولا غبار عليها متى ما تحققت بشروط..منهاان يكون المستغاث به قادرا على الإتيان بذلك الأمر وليس لا يملك فيه نفعا ولاضرا وإلا فهو غلو ان يعتقد ذلك ولا أظن ان هذه نقطة اختلاف والله اعلم على كل حال..) أقول: نعم أتفقنا . ثانياً : نأتي لتطبيق مااتفقنا عليه : 1ـ أنكم تشترطون أن لايكون هذا السبب شخص ميت سواء كان الرسول أو غيره بعلتين : العلة الأولى :أنه غير قادر لأنه ميت لا ينفع ولا يضر . وأنا هنا أخالفك لسببين : السبب الأول: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ينفع بدليل حديث سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم» أخرجه البزار (845) ورجاله رجال الصحيح كذا في مجمع الزوائد (14250) وقال الحافظ العراقي في طرقح التثريب (3/297) إسناده جيد وصححه الحافظ السيوطي كما في الخصائص (2/281) وكذلك الحافظ الغماري في نهاية الآمال في شرح وتصحيح حديث عرض الأعمال.فهذا صريح في أنه صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لأمته وهو في الحياة البرزخية والاستغفار دعاء تنتفع منه الأمة الإسلامية جمعاء. السبب الثاني: أنهم أحياء حياة برزخية في نعيم: لقوله تعالى ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن ربهم يرزقون. 1- وقوله تعالى ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾( [73]). فدلت الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار على ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك ان الشهداء أدنى بهذه المزية منه. 1ـ ومنها حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون» ( [75]) أخرجه أبو يعلى (3425) رمز السيوطي لحسنه، وأخرجه أيضا البيهقي في حياة الأنبياء (ص)3 وصححه وذكره الحافظ في المطالب العالية (3452) وصححه المناوي ويشهد له حديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال رسلو الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر أخرجه مسلم (6107) والنسائي (631) وغيرهما. ومنها حديث الإسراء وفيه أنه صلى الله عليه وآله وسلم بهم جماعة وأن سيدنا آدم وغيره من الأنبياء دعوا لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن سيدنا موسى عليه السلام طلب منه العودة إلى ربه ليطلب منه تخفيف الصلاة عنا حتى خففها الله من خمسين صلاة إلى خمس صلوات فهذا كله دليل حياتهم في دار البرزخ أي القبر بل وحريتهم في الانتقال من مكان إلى آخر ودعاء سيدنا آدم وإرشاد سيدنا موسى لأمر تخفيف عدد الصلوات دليل نفعهم لنا وهم في الحياة البرزخية . فقولكم : وما أظن عاقلا يشك بهذا الأمر.. جوابه : بما سبق وأزيد للفائدة أن الأمور السمعية الغيبية مبنية على التسليم ، ولو كانت بمجرد العقل لما آمن الناس بعذاب القبر ونعيمة ولكنهم أمنوا لتصديق المخبر بذلك .فنحن نصدق بذلك وبهذه الصلة بين الحي والميت وإن رفضت عقول الفلاسفة . قولكم: ((والذي لاشك فيه أيضا ان الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام ما هم إلا بشرمثلنا كانوا يأكلون مما نأكل منه ويشربون مما نشرب منه وقد ماتوا كما مات وسيموت الناس..لا فرق في هذا..فلا أرى لما يعتقد هذا في الناس ويستثنى من ذلك الرسل والصالحون؟؟)) جوابه: ليس من شك في كونهم بشر لكن بالمقابل فلا شك عندنا أنهم ليسوا كسائر البشر والمقارنة ليست بالأكل والشرب فإن هذا يشترك فيه الإنس والبهائم والجن فضلاً عن الاشتراك البشري ولكن المقارنة بالوجاهة والمكانة عند الله فهم ليسوا كسائر البشر في الدور الثلاث كلها ـ دار الدنيا . والبرزخ ، وما بعد العث. بل البشر غير الأنبياء يتفاضلون في طبيعة الحياة والعمل فالشهيد حي يرزق كما في الآية . وشفيع في أهله كما لايخفى . والرسل يشفعون للناس ويستغفرون لهم في الدور الثلاث:أما الدنيا فقال تعالى ((ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ..)) لماذا يستغفر لهم الرسول ولا يستغفروا مباشرة؟ أرجو أن نتنبه لهذا. اما في البرزخ: فراجعوا نفعهم للناس في الأحاديث السابقة. قال صلى الله عليه وسلم((ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم» أخرجه البزار (845) ورجاله رجال الصحيح كذا في مجمع الزوائد (14250) وقال الحافظ العراقي في طرقح التثريب (3/297) إسناده جيد وصححه الحافظ السيوطي كما في الخصائص (2/281) وكذلك الحافظ الغماري في نهاية الآمال في شرح وتصحيح حديث عرض الأعمال وأما في الأخرة : فلا يخفاكم شفاعة سيد الخلق ثم شفاعة سائر الأنبياء وشفاعة الشهداء إلخ. مع العلم أننا نؤمن أن الله يشفع له لأنه أخبرنا بذلك فقال فيقول الله : أرفع رأسك وسل تعطا واشفع تشفع. فالإذن له في الشفاعة نؤمن بحصوله من الآن وليس هناك أي تردد كما يتوهم بعضهم وإنما النبي يخبرنا عن تفاصيل من ذلك الموقف وليس المعنى أن الله قد يأذن له أو لا ياذن .فإن الإذن معلوم عند كل أهل القبلة أهل البداء ومنهم غلاة أهل الرفض ممن يؤمنون بالبداء.(يقولون قد يبدو لله أن يغير أمره في أشياء وهذا كفر بلا ريب) . |
[color="Blue"]
التوسل ليس بشرك: معلوم أن الشرك لا يجوز في حال دون حال بل هو شرك في أي حال كان فالشرك بالحي أو بالميت أو الجماد أو غيره كله مخرج من الملة ولا يجوز أن نظن أن الشرك يجوز في حال دون حال فإليكم ما يثبت أن التوسل ليس بشرك: 1- عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه: أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: إن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه وفي رواية : ليس لي قائد وقد شق علي فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في وزاد البيهقي فقام وقد أبصر وفي رواية اللهم شفعه في وشفعني في نفسي ))، فقوله: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك.. توسل وقوله : يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي.. استغاثة فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمره أن يتوسل إلى الله به والشرك لا يجوز بحال لا بالأموات ولا بالأحياء. وهذا توسل ظاهر واستغاثة صريحة بذاته وجاهه صلى الله عليه وآله وسلم عليه وقد اعتمدها علماء المحدثون والحفاظ في كتب السنة في صلاة الحاجة حاثين الأمة عليها.بل وفي كتب الفقه أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/138) والنسائي في عمل اليوم والليلة (658) والترمذي (3578) وابن ماجه (1385) وقال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح وعبد بن حميد (379) وابن خزيمة (1219) والحاكم (1/313) وصححه ووافقه الذهبي وفي رواية (فرجع وقد كشف له عن بصره) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (660). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك» أخرجه ابن ماجه (778) وأحمد (3/21) والطبراني في الدعاء (2/990) وابن السني في عمل اليوم والليلة ص(40) والبيهقي في الدعوات الكبير ص(47) وأخرجه ابن أبي شيبة (10/211 -212) وقد حسنه جمع من الحفاظ منهم الحافظ ابن حجر كما في أمالي الأذكار (1/72) والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (1/291) والحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (3/273) والحافظ الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (471 -472) وقال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/99) رواه ابن خزيمة في صحيحه في طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده. وهذا حث ظاهر منه للصحابة على التوسل إلى الله تعالى . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فانظر لقوله :بنبينا لم يقل بدعاءه ولا بعمله بل قال بنبينا. والشرك لا يصح بأي حال من الأحوال لا بالحي ولا بالميت.[/ COLOR]ومنها :عن الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. الحديث وفيه فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، فقال: أي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وما وافد عاد؟...... ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري وقال الإسناد حسن الفتح (8/579). فها هو رضي الله عنه الله عنه يستعيذ بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورغم هذا اقره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل من المعقول أن يقره على الإشراك بالله . أما الأرواح: وعلاقتها 2- فقال الإمام ابن القيم في كتاب الروح: وهو يتحدث عن الروح ومدى قوة تصرفها وانتقالها بعد انفصالها عن الجسد ما نصه: فلروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ وسرعة الصعود إلى الله تعالى والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواتها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل آخر. وقد تواترت الرؤيا في أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا يقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك وكم قد رؤي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مقلوبة مكسورة مع كثير عددهم وعددهم وضعف المؤمنين وقتلهم . ويقول أيضا: فهي أي الرؤى على كثرتها وانها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كانت كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على استحسانه أو استقباحه ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح( ويقول صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلى الله عليه وآله وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصا بموسى وقد أخبر بانه (ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله روحه حتى يرد عليه السلام إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وغن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم احياء موجودون لا نراهم . ويقول: السلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم. في هذا الشق كان إيضاح لكل ما أوردتم بارك الله بكم ونفع بكم المسلمين |
الشق الثاني
الشق الثاني
أن في أفعال الكفار شرك أكبر سواء في الربوبية أو شرك في العبادة أو شرك في الأسماء أو الصفات . فكل الأمثلة التي تستدلين بها لا علاقة لها بالموضوع لأنهم مشركون بالله لا موحدون .وقد استدليت بالأتي: َ1ـ (إِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) أقول: إذن هم أشركوا في دعاء العبادة . وأظن أنك قد سلمتي بالفرق بين الدعائين سابقاً فلماذا رجعت له؟ ألا ترون إلى قوله :( مخلصين له الدين ) 2ـ وقوله: ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) ألا ترين إلى قوله : ((ويعبدون)) وقوله ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) فهم يعبدونهم يا عباد الله مدعون لشراكتهم لله. وقوله((أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )) فلا أدري ما ذا فهمت من الآية ولكن معنى الآية عند علماء التفسير : أن كل مافي الأمر أن الله يخبرنا أن تلك الألهة التي يعبدها الكفار هذه الألهة ـ بزعمهم ـ مخلوقات تبتغي إلى ربها القربات والوسائل المنجية وهذا دليل على أنها مخلوقات لا يصح أن تكون الهة فلا تخلق نفعاً ولا ضراً. فعيسى عليه السلام يعبدونه على أنه إله وعيسى ليس بإله بل هو عبد لله يتقرب إلى الله بأصناف العبادات . فمقصودي أنه لاعلاقة بين ما يفعله اليهود والنصارى وسائر أهل الإشراك بما يفعله إخوانكم اللذين تعتقدون أنهم كفاركفر عيني أو وصفي.لأن هناك فرق بين ان تدعوا الله بصالح عملك أو غيره من المخلوقات على أنه سبب وبين أن تدعوا على أن عملك شريك لله أو معبود مع الله.والمفترض أن هذه النقاط واضحة . إذن الكفار كانوا يعبدون الملائكة ومنهم من يعبد عيسى ومنهم من يعبد الأصنام ويجمع الجميع أنهم يعبدونهم سواء بعبادة الدعاء أو غيرها من العبادات .فلم ننكر أنه يعبدونه بعبادة الدعاء كي تتعبوا أنفسكم. شاهد ذلك قوله تعالى قال تعالى (( لقد كفر اللذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) ومنها((﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ﴾ فبين أنهم كانوا يعبدونهم ومؤمنون بهم . وقوله((يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وامي إلاهين من دون الله)) فكانوا يعتقدون في عيسى وفي مريم والجن والأصنام أنهم الهة . وقوله تعالى ((أجعل الألهة إلاهاً واحدا)) |
الأخ محمد فاضل ..
يبدو أنك تخلط بين الدعاء وأنواعه والتوسل أوبالأصح التبس عليك الأمر فلست تعرف حقيقة التوسل .والدعاء لذا نجدك تخلط في ما تكتب ..فقد شعبت الموضوع فالموضوع عن دعاء الأموات ونجدك أدخلت التوسل وخلطت بين التوسل المشروع والممنوع مع أن الأخت مسلمة قد بينت لك وأحالتك على ما يزيل اللبس فليتك تراجع ما أحالتك عليه ...... |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، بدءا ذي بدء..أقول عفا الله عنك اخي الفاضل محمد..لا يهم من اكون بقدر ما يهمنا ما نحن بصدد التحدث عنه بإذن الله..ولقد تعمدت ان لا أقول لك انني اخت في الله..خشية إحراجك ..ثم لأنني لم ارى في ذلك اهمية..فجزاك الله خيرا..لا عليك..ونعم حديثنا اهم بإذن الله تعالى.. اما بعد،فيا للأسف أنني أرى بالعكس..انك مازلت تصر على أشياء ظننتها قد اتضحت وأقفلناها..لكن توكلنا على الله..مع الإشارة إلى ان ما سأضعه بإذن الله تعالى سيكون آخر رد بإذن الله تعالى في هذا الموضوع..قبِله من قبله ورفضه من رفضه..والله اعلم على كل حال.. أولا يبدو جليا من كلامك أخي أنك لا تفرق بين التوسل والإستغاثة..بل تظنها نفس الشيء وهذا هو الخطأ بعينه..لكن لعلي سأعتمد هذه المرة على كلام أهل العلم خشية أن لا يُفهم مرة اخرى مني..وعلى كل حال..شرف لي قبل غيري أن أضع كلامهم وأقدمه على كلامي ( وأقصد بكلامي ما تعلمته من اهل العلم لكن بأسلوبي لا ما أعتقده بحسب هواي وظني ورأيي..هذا لمن في قلوبهم مرض.. أزيل الشبهة..وإلا فلست أقصدك أخي فما علمت عن مناقشتك إلا كل احترام وسعة صدر رغم اختلافنا فجزاك الله خيرا)..مع الإشارة أيضا إلى ان الكلام سيكون طويلا مفصلا هذه المرة إن شاء الله.. ********** التوسل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. التوسل في اللغة: مأخوذ من الوسيلة، والوسيلة والوصيلة والتوسل والتوصل معناهما متقارب، لأن السين والصاد دائماً يتناوبان، يعني أحدهما يستعير المكان من الآخر، ولهذا يقرأ قوله تعالى:]اهدنا الصراط المستقيم[ ويقرأ: ]اهدنا السراط..[ بالسين، وكلتاهما قراءة سبعية فيجوز أن تقرأ : ]اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم[ أو تقول: ]اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم[ . فالتوسل والتوصل معناهما متقارب جداً. والوسيلة هي السبب الموصل إلى المقصود. وهو على نوعين: النوع الأول: عبادة يراد بها التوصل إلى رضوان الله والجنة، ولهذا نقول : جميع العبادات وسيلة إلى النجاة من النار ودخول الجنة. قال الله تعالى: ]أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب[ فإذا صمت رمضان فإنه يقال : هذا وسيلة إلى مغفرة الذنوب، وقمت رمضان وسيلة أيضاً لمغفرة الذنوب، وقمت ليلة القدر وسيلة لمغفرة الذنوب، وكل هذا لابد أن يكون إيماناً واحتساباً، إذاً الأعمال الصالحة كلها وسيلة، والغرض من الأعمال الصالحة قوله تعالى: ]فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز[ ولهذا كان النبي، صلى الله عليه وسلم يستعيد من النار فيقول: "أعوذ بالله من النار". ويل لأهل النار. أما النوع الثاني من الوسيلة: فهو ما يتخذ وسيلة لإجابة الدعاء وهو أقسام: القسم الأول: التوسل إلى الله تعالى بأسمائه سواء كان بالأسماء على سبيل العموم أو باسم معين منها. فمثال الأول التوسل بالأسماء على سبيل العموم ما ثبت في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي". والشاهد من الحديث قوله: "بكل اسم هو لك". ونقول : نحن اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى، ودليل هذا القسم قوله تعالى: ]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها[. أما الثاني وهو التوسل باسم خاص فمثل أن تقول: "يا غفور اغفر لي يا رحيم ارحمني، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". وهذا توسل باسم لكنه خاص. وفي هذا النوع يجب أن يكون الاسم مناسباً للدعاء، فإذا أردت أن تسأل الله الرزق تقول: يا رزاق، والمغفرة يا غفور، والعفو يا عفو، وهكذا. لكن لو قلت : اللهم يا شديد العقاب اعف عني فهذا غير مناسب، فكيف تتوسل باسم يدل على العقوبة إلى عفو الله عز وجل، إنما تدعو الله تعالى بالأسماء المناسبة لما تدعو به. القسم الثاني: التوسل إلى الله تعالى بصفاته سواء كان ذلك على سبيل العموم أو بصفة خاصة، ومن الصفات الأفعال، فإن الأفعال صفات، مثال ذلك أن تقول: "اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا" وهذا التوسل صحيح، والتوسل بالصفات يكون كذلك عاماً، ويكون خاصاً، فمثال العام ما ذكرته آنفاً، ومثال الخاص: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" فهنا توسل بصفة من صفات الله عز وجل. ومن التوسل بالأفعال: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم". فأنت تسأل الذي منَّ بصلاته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن يمن بصلاته على محمد وعلى آل محمد، فالكاف في قولك: "كما صليت" ليست للتشبيه ولكنها للتعليل، والكاف تأتي للتعليل كما قال ابن مالك في الألفية: شبه بكاف وبها التعليل قد يعنى وزائداً لتوكيد ورد والشاهد من البيت قوله: "وبها التعليل قد يعنى" يعني قد يراد بها التعليل. "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم" يعني لأنك صليت على إبراهيم، فمنتك على عبدك وخليلك إبراهيم وآله، نتوسل بها إليك، أن تصلي على خليلك محمد وآله. ومثال ذلك في القرآن على أن الكاف للتعليل قوله تعالى: ]واذكروه كما هداكم[ واذكروه لأنه هداكم، وعلى كل حال المسألة معروفة، والكاف للتعليل. وإذا قلنا : إن الكاف للتعليل في قوله: "كما صليت" سلمنا من شبهة مشهورة عند العلماء وهذه الشبهة يقولون: إذا قلنا الكاف للتشبيه حصل إشكال، لأن معنى ذلك: أننا نطلب أن الله يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم ، وآله، صلاة دون صلاة إبراهيم وآله، بناء على أن المشبه أقل من المشبه به، فإذا قلت : فلان كالبحر في كرمه، فمقتضى ذلك أنه دون البحر، فإذا جعلنا الكاف في قوله : "كما صليت" للتشبيه معناه أننا نطلب من الله صلاة تكون في الواقع دون الصلاة على إبراهيم وآله. فإذا قلنا : إن الكاف للتعليل فالمعنى أنك تسأل الله الذي من بصلاته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن يمن بصلاته على محمد وعلى آل محمد وبذلك يزول الإشكال نهائياً. ولا حاجة إلى ما ذكره بعض الناس وتكلف فيه من أهل العلم. ومعنى "اللهم صل على محمد"، صلاة الله على النبي صلى الله عليه وسلم معناها، اللهم أثن عليه في الملأ الأعلى، واذكره بالجميل. وليست صلاة الله على عبده بمعنى رحمته ، وإن كان بعض العلماء قال : " إن الصلاة من الله الرحمة " لكنه قول مرجوح بالآية التي قال الله فيها : ] أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة[ والعطف يقتضي التغاير. القسم الثالث: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان به، أي أن يتوسل الإنسان إلى الله تعالى بالإيمان به وبرسوله فيقول: اللهم بإيماني بك وبرسولك أسألك كذا وكذا. فيصح هذا، ودليله قوله تعالى: ]إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار[ إلى أن قال: ]ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا[ أي فبسبب إيماننا برسولك فاغفر لنا، فجعلوا الإيمان به وسيلة للمغفرة. فالتوسل بالإيمان بالله، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ، والتوسل بمحبة الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم جائز، لأن الإيمان بالله سبب موصل للمغفرة، ومحبة الله ورسوله سبب موصل للمغفرة فصح أن يتوسل إلى الله تعالى به. القسم الرابع: التوسل إلى الله تعالى بحال الداعي أي أن يتوسل الداعي إلى الله بحاله ولا يذكر شيئاً مثل أن يقول: "اللهم إني أنا الفقير إليك، اللهم إني أنا الأسير بين يديك" وما أشبه ذلك، والدليل على ذلك قول موسى عليه الصلاة والسلام حين سقى للمرأتين ثم تولى إلى الظل فقال: ]رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير[ ولم يذكر شيئاً. ووجه هذه الآية أن حال الداعي إذا وصفها الإنسان فإنها تقتضي الرحمة واللطف والإحسان لا سيما إذا كانت بين يدي أرحم الراحمين جل وعلا. أرأيت لو أن رجلاً مشى معك وقال: أنا فقير أبو عائلة لا أستطيع التكسب غريب الدار، فيسأل ويتوسل إليك بحاله، فأنت إذاً تعرف الأمر وتعطيه إذا كنت كريماً. والقسم الخامس: التوسل بدعاء من ترجى إجابة دعائه، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يخطب الناس يوم الجمعة فدخل رجل فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم ، يديه ثم قال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا" ـ ثلاث مرات ـ. قال أنس بن مالك: "والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة" ـ والقزعة هي القطعة الصغيرة من الغيم ـ، وما بيننا وما بين سلع من بيت ولا دار ـ وسلع جبل بالمدينة تأتي من نحوه السحب ـ قال : فخرجت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم ، من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته. وفي هذا آيتان: آية من آيات الله، وآية من آيات رسوله صلى الله عليه وسلم ، أما من آيات الله فالقدرة العظيمة بهذه السرعة نشأ السحاب ورعد وبرق وأمطر، فما أن نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته، والمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان لا يطيل الخطبة، وهذا أتى في أثناء الخطبة. وأما كونه آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الله أجاب دعاءه بهذه السرعة، وآيات النبي، صلى الله عليه وسلم ، في جلب الماء من السماء أو من الأرض معلومة، فبقي المطر ينزل أسبوعاً كاملاً حتى سال الوادي المعروف بالمدينة باسم قناة، سال شهراً كاملاً، فجاء الرجل أو رجل آخر من الجمعة الثانية والنبي، صلى الله عليه وسلم ، يخطب فقال : يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله يمسكها فرفع النبي، صلى الله عليه وسلم ، يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا" وجعل يشير بيده فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت، ليس بقدرة الرسول، صلى الله عليه وسلم ، ولكن بقدرة الله عز وجل، "اللهم حوالينا ولا علينا" فجعل السحاب يتفرق، يمطر حول المدينة، ولا يمطر في المدينة فخرجوا من الصلاة وهم يمشون في الشمس. |
فالرجل قال: "ادع الله يمسكها" والنبي صلى الله عليه وسلم ، لم يسأل الله أن يمسكها لأن إمساكها ليس من المصلحة، لكنه دعا بدعاء تحصل به المصلحة وتزول المفسدة، قال: "اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر"، وفي هاتين القصتين كان الرسول، صلى الله عليه وسلم ، يرفع يديه وهو يخطب. وفي الأول عندما سأل الله الغيث رفع الصحابة أيديهم معه وهم يستمعون الخطبة، فيستفاد من هذا أن الخطيب إذا دعا بالغيث أو دعا بالصحو أنه يرفع يديه وأن الناس يرفعون أيديهم معه إذا دعا بالغيث، وفيما عدا ذلك إذا دعا الخطيب في خطبة الجمعة لا يرفع يديه ولا يرفع الناس، لأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على بشر بن مروان حين خطب ودعا في الخطبة ورفع يديه، فرفع اليدين في الدعاء في حال الخطبة ليس من هدي الرسول، صلى الله عليه وسلم ، إلا إذا دعا باستسقاء أو استصحاء. "كذلك كانوا في غزوة الحديبية. ونفد الماء الذي معهم فجاء الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : يا رسول الله نفد الماء، وكان بين يديه ركوة ـ إناء من جلد ـ فوضع يديه في الماء فجعل الماء يفور أمثال العيون حتى استفى الناس ورووا". والله على كل شيء قدير. وهذه الآية تأييد للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد تكون الآية التي يرسلها الله عز وجل تكذيباً لمن أرسلت إليه: يقال : إن مسيلمة الكذاب ادعى النبوة، فجاء إليه قوم فدعوه بالوصف الكاذب، وهو "يا رسول الله" وهو من أكذب عباد الله، قالوا إن بئراً لنا نزحت وليس فيها إلا ماء قليل تأتي إليها لعل الله يأتي فيها البركة، فجاء إلى البئر وأخذ ماء بفمه ومجه فيها ينتظر أن يخرج الماء إلى أعلى، ولكن الماء الذي فيها غار بالكلية، فالماء الذي كان موجوداً ذهب، فهذه آية من آيات الله، ولكنها آية لتكذيب هذا الرجل وليست لتأييده وتصديقه. ولكن ينبغي أن تلاحظ أنك إذا طلبت من شخص أن يدعو لك وهو ممن ترجى إجابته أن يكون غرضك بذلك مصلحته هو لا مصلحتك أنت. فإذا سألت إنساناً مرجو الإجابة بالدعاء أن تقصد بطلبك منه أن يدعو لك لمصلحته هو لا مصلحتك أنت فكيف يكون مصلحته؟ لأن الإنسان إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال له الملك: آمين ولك مثله، فإذا دعا لك أخوك الذي طلبت منه أن يدعو لك بظهر الغيب قال الملك: آمين ولك بمثله. أما إذا طلبت منه أن يدعو لك وأنت لا تريد إلا مصلحتك فقط، فإن هذا يخشى أن يكون من المسألة المذمومة، لأن من جملة ما بايع النبي، صلى الله عليه وسلم ، أصحابه عليه أن لا يسألوا الناس شيئاً. وهذه مسألة ينبغي أن يتنبه لها حتى لا نقع في ذل المسألة. القسم السادس: التوسل إلى الله بالعمل الصالح. وهو أن يذكر الإنسان بين يدي دعائه عملاً صالحاً يكون سبباً في حصول المطلوب، ومثاله قصة الثلاثة الذين حدث عنهم الرسول، صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة من بني إسرائيل آواهم المبيت إلى غار، فدخلوا الغار فأراد الله عز وجل بحكمته أن تنطبق عليهم صخرة ابتلاء وامتحاناً وعبرة لعباده انطبقت عليهم الصخرة فأرادوا أن يدفعوها فعجزوا فقال بعضهم لبعض : إنه لا يخرجكم من ذلك إلا أن تتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالكم، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فأتي بي طلب الشجر يوماً فرحت عليهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق أحداً قبلهما، فبقي الإناء على يدي حتى برق الفجر، ثم استيقظا فسقيتهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فاصرف عنا ما نحن فيه، أو فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة قليلاً لكنهم لا يستطيعون الخروج. أما الثاني: "فذكر أن له ابنة عم وكان يحبها حباً شديداً فأرادها على نفسها فأبت، ثم إنه في سنة من السنوات ألمت بها الحاجة فجاءت إليه تطلب دفع حاجتها فأعادها إلا أن تمكنه من نفسها ـ هي للضرورة مكنته من نفسها ـ فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته قالت له: يا هذا اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه ـ فهذه كلمة عظيمة مؤثرة ـ قال: فقمت عنها وهي أحب الناس إلي ـ يعني ما تركتها رغبة لأني لا أريدها لكنه تركها خوفاً من الله عز وجل حين ذكر به ـ وأعطاها حاجتها" فجمع هذا الرجل بين كمال العفة والصلة، قال: "اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة إلا أنهم لا يستطيعون الخروج". أما الثالث: فذكر أن له أجراء ـ يعني أناساً استأجرهم ـ وأعطى كل واحد منهم أجره، إلا واحداً لم يعطه أجره، فنماه له، وصار فيه إبل وغنم وبقر ورقيق حتى جاء العامل يطلب أجره فقال له : كل ما ترى من الإبل والغنم والرقيق كله لك، فقال له الأجير: اتق الله، لا تستهزئ بي، فقال: لا أستهزئ بك هذه أجرتك، فأخذها الأجير وذهب بها كلها فهذه المعاملة والوفاء التام من هذا الرجل، لأنه من الممكن أنه إذا جاء يطلب أجره أن يعطيه أجره وينتهي، لكن لأمانته ووفائه أعطاه كل ما نماه أجره، قال: اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون. فلو قال قائل : اللهم إني أسألك ببر والدي أن توفقني لبر أولادي بي، فهذا توسل صحيح، وهو توسل بالعمل الصالح. أما القسم الذي لا يجوز أن تتوسل إلى الله تعالى به فهو ما ليس بوسيلة في الواقع مثل أن تتوسل بالنبي، صلى الله عليه وسلم ، بذاته، أو أن تتوسل بجاه النبي، صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك لا ينفعك أنت، فجاه الرسول، صلى الله عليه وسلم ، ومنزلته عند الله ينتفع بها الرسول، صلى الله عليه وسلم ، نفسه. أما أنت فليس لك فيها منفعة وكذلك ذاته من باب أولى. ويدل على أن التوسل بالنبي، صلى الله عليه وسلم ، الآن ليس بصحيح أن الصحابة قحطوا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فخرج يستسقي بهم فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ـ والصحابة يتوسلون بنبيهم بدعائه ـ وإنا نستشفع إليك بعم نبينا فاسقنا فيقوم العباس بن عبد المطلب ويدعو الله تعالى بالسقيا فيسقون. وهذا دليل على معنى التوسل بالنبي، صلى الله عليه وسلم ، الوارد عن الصحابة أن معناه أنهم يتوسلون بدعائه لا بذاته. أما توسل المشركين بأصنامهم وأوثانهم وتوسل الجاهلين بأوليائهم فهو توسل شركي، لا نقول: توسل بدعي بل هو توسل شركي، ولا يصح أن نسميه توسلاً بل هو شرك محض. لأن هؤلاء المتوسلين يدعون من يزعمون أنهم وسيلة، يأتي الرجل إلى من يزعمه ولياً ويقول: يا ولي الله أنقذني ـ بهذا اللفظ ـ يا آل البيت أنقذوني، يا نبي الله أنقذني، فهذا لا يصح أن نسميه وسيلة ولكن نسميه شركاً، لأن دعاء غير الله شرك في الدين وسفه في العقل، شرك في الدين لأنهم اتخذوا شريكاً مع الله، وسفه في العقل لأن الله يقول: ]ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون[. ويوم القيامة لا ينفعونهم ]وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين[ فوصف الله هذه المدعوات بأنها عاجزة لا يستجيبون أبداً لو دعوهم إلى يوم القيامة، وبأنها غافلة لا تدري من يدعوها ولا تحس بشيء من ذلك، وبأنه إذا كان يوم القيامة وهو وقت الحاجة الحقيقية إذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين، كدعاء الأولياء والأصنام وما أشبهها. فلا يصح أن نقول : إنها وسيلة بل هو شرك أكبر مخرج عن الدين: ]ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون[ فسمى الله هذا الداعي كافراً. فإن قال قائل : إن هؤلاء ربما يدعون هذه الأصنام أو هؤلاء الأولياء ويحصل مطلوبهم، ثم يأتون ويقولون : دعونا الولي الفلاني فأجاب، دعونا هذا الصنم فأجاب، فما موقفنا من ذلك؟ فالجواب: موقفنا من ذلك أن الله تعالى قد يحدث هذا الشيء عند الدعاء لا بالدعاء امتحاناً للداعي فقد يأتي الإنسان ويدعو هذا الولي صاحب القبر بدعاء ثم يحدث له ما دعا به امتحاناً من الله عز وجل، لا لأن هذا الولي هو الذي أعطاه إياه، لأننا نعلم علم اليقين أن هذا الولي لن ينفعه ولن يستجيب له، لكن قد يبتلى والابتلاء بتسهيل المعصية وارد في الأمم السابقة، وفي هذه الأمة، ففي الأمم السابقة قال الله تعالى: ]واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون[ فحرم الله عليهم أن يصطادوا السمك يوم السبت، فبقوا على ذلك مدة من الزمن، فابتلاهم الله فصارت الحيتان يوم السبت تأتي شرعاً على وجه الماء من كثرتها وغير يوم السبت لا يشاهدونها، واليهود أهل مكر وكيد وخيانة، وأهل طمع وشح، قالوا كيف لا تأتينا كل يوم عدا يوم السبت ونحن ممنوعون من اصطيادها فماذا نصنع أنحرم منها؟ بل ندبر حيلة نعمل شبكة وننصبها يوم الجمعة، فإذا جاء السمك يوم السبت دخلت في الشبكة وإذا دخل لا يستطيع الخروج، فإذا كان يوم الأحد نأتي إلى الشبكة ونأخذ السمك الذي فيها. فهذه حيلة فيقولون : نحن ما نصطاد يوم السبت، فالشبك نصبناه يوم الجمعة والحيتان جاءت يوم السبت، ونحن أخذنا الحيتان يوم الأحد، ولقد عاقبهم الله على ذلك فقال: ]ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين[ فأمرهم الله أن يكونوا قردة، وهذا أمر كوني، فكانوا قردة وإنما أراد الله عز وجل أن يكونوا قردة، لأن القردة أشبه ما يكون بالإنسان فلما كان القرد أشبه ما يكون بالإنسان، وكان فعل هؤلاء شبيهاً بالمباح، لأن ظاهره الإباحة وباطنه التحريم، قال الله تعالى: ]كونوا قردة خاسئين[ ولكن القردة الموجودة الآن غير القردة التي قلبت إليها هؤلاء الطائفة من اليهود، لأن القردة الذين مسخ بنو إسرائيل إليهم، ذهبوا وفنوا بالكلية، فهذه القردة جنس من الحيوان، وهذا ابتلاء من الله عز وجل أن الحيتان تأتي يوم السبت كثيرة وتنقطع في غير يوم السبت، ولكن لم يصبر بنو إسرائيل على ذلك فاحتالوا على محارم الله. |
وفي هذه الأمة ابتلى الله عز وجل أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم ، ببلوى، إذا أحرم الإنسان بحج أو عمرة حرم عليه الصيد: ]يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم[ فأراد الله عز وجل أن يبتلي أصحاب الرسول، صلى الله عليه وسلم ، فأرسل الله إليهم صيداً تناله أيديهم ورماحهم، فالصيد الذي يجري على رجله صاروا يمسكونه بأيديهم، مثل الأرانب والظباء، وصيد الطائر الذي لا ينال إلا بالسهام ينالونه برماحهم ]يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم[ والحكمة ]ليعلم الله من يخافه بالغيب[. فهل الصحابة وهم محرمون صاروا يمسكون هذا الصيد بأيديهم أو ينالونه برماحهم؟ أبداً ولا أحد من الصحابة صاد صيداً ولا حتى تحيل عليه. وبهذا نعرف الفرق بين صلاحية هذه الأمة وبين بني إسرائيل على أنه وجد من خلف هذه الأمة من شابه اليهود في التحيل على محارم الله، فهناك من يتحيلون على الربا، وهناك من يتحيلون على النكاح، وهناك من يتحيلون على ظلم إخوانهم بأنواع الحيل، وكل من تحيل من هذه الأمة إلى الشيء المحرم بحيلة فهو مشابه لأسخف عباد الله، وهم اليهود. وهناك أناس الآن يقولون : إذا أعطيت الإنسان عشرة آلاف ريال نقداً بأحد عشر ألف ريال إلى أجل فهذا حرام، قال: إذاً نحلل هذا الحرام، فأبيع عليه أكياساً من الهيل بإحد عشر ألفاً وهي لا تساوي الآن إلا عشرة إلى سنة ثم يشتريها هذا المدين ويبيعها على صاحب الدكان، برغم أن صاحب الدكان لا يشتريها منك بمثل ما اشتريتها أنت، فيبيعها لصاحب الدكان بتسعة آلاف وخمسمائة فقط فيكون هذا المدين من الجانبين، فيكوى من جهة الذي باع عليه، ومن جهة صاحب الدكان، ثم يأخذ المدين الدراهم ويخرج بها وهذا لا يعد بيعاً، لأن الذي اشتراه هو الدائن، ما يقلبه ولا ينظر ما فيه. وأظن أن صاحب الدكان لو أتى بأكياس من القش ولفها وقال : هذا الذي فيها هيل،ـ أو أتى بأكياس من الرمل، وقال : إن الذي فيها سكر وباعها على الدائن، وباعها الدائن على المدين، لأنه ما نظر فيها الدائن ولا يقلبها، والمدين كذلك لا يقلبها ولا ينظر فيها فترجع إلى صاحب الدكان، فهذا لا يعد بيعاً صحيحاً. ولكن هذا العمل جامع بين مفسدتين مفسدة الربا ومفسدة الخداع لله عز وجل وللمؤمنين ]يخادعون الله والذين آمنوا ما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون[. فهذه الحيلة والعياذ بالله يسميها بعض العلماء الحيلة الربوية الثلاثية، وفيها مفاسد عظيمة. وأما بيع السيارات ممن كانت عنده لشخص يريد السيارة نفسها بثمن مؤجل لكنه أكثر من الثمن الحاضر فهذا لا بأس به وهو جائز بالإجماع كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، مثال ذلك أنا أحتاج إلى سيارة وأتيت إلى شخص صاحب معرض يبيع السيارات على عشرين ألفاً، فقلت له : أنا ليس عندي دراهم الآن بع علي سيارة بخمسة وعشرين ألفاً كل شهر خمسمائة ريال، وقال صاحب الدكان : لا بأس، فهذا جائز حتى لو خيره صاحب المعرض، وقال : هذه السيارة إما بعشرين نقداً، وإما بخمسة وعشرين مؤجلة، فقال : آخذها بخمسة وعشرين مؤجلة، فإن هذا ليس به بأس، وليس هذا بيع دراهم بدراهم، لأن الذي اشترى السيارة لم تثبت عليه الدراهم مرتين، فالأصل وقع على سلعة بدراهم، وليس دراهم بدراهم. بهذا انتهى ما أردنا الكلام عليه حول التوسل والحمد لله رب العالمين. ********* وقبل أن نورد الرد والبيان – بشيء من التفصيل – لما تضمنته شبه تحريم التوسل بكلا عنصريها، نرى أن يسبق ذلك إشارة لما يحتويه لفظ (التوسل) من الإجمال والاشتراك الذي يحتاج إلى تفصيل وتمييز. ولقد بين علماء الدعوة ذلك، فأوضحوا ما يحمله مصطلح (التوسل) من الإجمال الذي لابد من تفصيله، وما يتضمنه من الإطلاق الذي لابد تقييده. يقول صاحب كتاب (التوضيح): (إن التوسل فيه إجمال واشتراك بحسب الإصطلاح، فمعناه في لغة الصحابة والتابعين طلب الدعاء من النبي أو الصالح، أو التوجه بدعائه … وأما معناه في لغة المعاندين فهو أن يسأل الله عز وجل بذات ذلك المخلوق، ويقسم عليه تعالى به، أو يسأل ذلك المخلوق نفسه على معنى أنه وسيلة من وسائل الله يتقرب بذاته ويسأل منه شفاعته..) ( ). ويوضح الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ما يحتويه لفظ (التوسل) من الاشتراك، فيقول: (إن لفظ التوسل صار مشتركاً، فعبّاد القبور يطلقون التوسل على الاستغاثة بغير الله، ودعائه رغباً ورهباً والذبح والنذر، والتعظيم بما لم يشرع في حق مخلوق. وأهل العلم يطلقونه على المتابعة والأخذ بالسنة فيتوسلون إلى الله بما شرعه لهم من العبادات، وبما جاء به عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو التوسل في عرف القرآن والسنة … ومنهم من يطلقه على سؤال الله ودعائه بجاه نبيه أو بحق عبده الصالح. أو بعباده الصالحين، وهذا هو الغالب عند الإطلاق في كلام المتأخرين كالسبكي والقسطلاني وابن حجر – أي الهيتمي -) ( ). وكذا ذكر الآلوسي ما تضمنه لفظ التوسل من جمال، فقال رحمه الله: (إن لفظ التوسل صار مشتركاً على ما يقرب إلى الله من الأعمال الصالحة التي يحبها الرب ويرضاها، ويطلق على التوسل بذوات الصالحين ودعائهم واستغفارهم، ويطلق في عرف عبّاد القبور التوجه إلى الصالحين ودعائهم مع الله في الحاجات والملمَّات) ( ). لقد استغل الخصوم هذا الإجمال والاشتراك في لفظ التوسل، فقلبوا الحقائق، وأجازوا دعاء الموتى والاستغاثة بهم باسم التوسل، ثم زعموا أن الشيخ الإمام يكفّر من توسل بالأنبياء والصالحين. فزعم ابن سحيم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يكفّر من توسل بالصالحين( ). وحرّف ابن منصور الكلم عن مواضعه، فادعى أن الشيخ الإمام يكفّر من توسل بذوات الصالحين( )، وافترى دحلان حين قال: (كان محمد بن عبد الوهاب يخطب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبة: ومن توسل بالنبي فقد كفر)( ). ويزيد العاملي كذباً وزوراً على سلفه، فيقول: (والتوسل بأنواعه مما منعه الوهابية وجعلوه شركاً) ( ). إن الشيخ الإمام كفّر من استغاث بالأموات سواء كانوا أنبياء أو أولياء ولو سميت تلك الاستغاثة توسلاً فالعبرة بالحقائق والمعاني وليست بالأسماء والمباني، فالتوسل عند عبّاد القبور يطلقونه على الاستغاثة بالموتى وطلب الحاجات منهم – كما تقدم -. وأما دعوى أن الشيخ كفّر من توسل بالصالحين، بمعنى سؤال الله بجاه هؤلاء الصالحين فقد أجاب الشيخ الإمام على تلك الدعوى – رداً على ابن سحيم – فقال: (فالمسائل التي شنع بها منها، ما هو من البهتان الظاهر – وذكر الشيخ الإمام منها – قوله: أني أكفر من توسل بالصالحين، وجوابي أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم) ( ). وفي المقابل نجد أن خصوماً فهموا أن الشيخ لا ينكر الاستغاثة بالموتى، وطلب الحاجات منهم، واحتجوا بجواب كتبه الشيخ الإمام في حكم التوسل إلى الله بالصالحين ذكر فيه أنه لا ينكر من توسل بالصالحين؛ لأنها من مسائل الفقه، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، مع أن الشيخ الإمام صرّح، ووضّح في نفس الجواب الفرق بين التوسل بذوات الصالحين بمعنى سؤال الله بذواتهم، وبين سؤال الصالحين ودعائهم والاستغاثة بهم – فيما لا يقدر عليه إلا الله -، فكان مما قاله رحمه الله: (ولكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يطلب منه تفريج الكربات، وإعطاء الرغبات، فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً، ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين، أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين) ( ). فاحتجوا بهذا النص الذي هو حجة دامغة عليهم، وادعوا به جواز الاستغاثة بالموتى الصالحين باسم التوسل، مع أن كلام الشيخ دليل عليهم لا لهم، وردّ على خطئهم وانحرافهم( ). وعقب هذه الإشارة التي أوضحت ما يتضمنه لفظ التوسل من الإجمال والاشتراك، فإننا نورد بياناً موجزاً للتوسل الشرعي - كما بينه وقرره علماء الدعوة - تمييزاً له عن التوسل البدعي.. إن التوسل الشرعي إما أن يكون بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى وإما أن يكون التوسل بالأعمال الصالحة، وإما أن يكون التوسل بدعاء الرجل الصالح. وقد أشار الشيخ حمد بن ناصر بن معمر إلى هذه الأنواع الثلاثة التي تشمل التوسل الشرعي فقال: (.. الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم هو التوسل إلى الله بالأسماء والصفات والتوحيد، والتوسل بما أمر الله به من الإيمان بالرسول ومحبته وطاعته ونحو ذلك، وكذلك توسلوا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته في حياته وتوسلوا بدعاء العباس وبيزيد..) ( ). ويذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين بعض أنواع التوسل المشروع فيقول: (فلم يبق إلا التوسل بالأعمال الصالحة كتوسل المؤمنين بإيمانهم في قولهم: (ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان)( )..، وكتوسل أصحاب الصخرة المنطبقة عليهم( )، وكسؤاله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وهذا معنى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) ( ) فإنها القربة التي تقرب إلى الله وتقرب فاعلها منه، وهي الأعمال الصالحة) ( ). ويوجز الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنواع التوسل المشروع بقوله: (التوسل المشروع الذي جاء به الكتاب والسنة وهو التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحات، والأسماء والصفات اللائقة بجلال رب البريات، وكذلك التوسل إلى الله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته في حياته، وبدعاء غيره من الأنبياء والصالحين في حياتهم) ( ). ويبين الشيخ سليمان بن سحمان التوسل المشروع، وأنه ما كان في عرف الصحابة والتابعين فيقول: (التوسل في عرف الصحابة والتابعين هو طلب الدعاء من الرسول في حياته كما كانوا يتوسلون به عند القحط، فيدعوا الله ويستسقيه، فيسقيهم الله، ثم بعد مماته توسل عمر بدعاء عمه.. فهذا (من) التوسل المشروع، والشيخ – أي محمد بن عبد الوهاب – لا يمنع من هذا ولا ينكره) ( ). |
فالتوسل الشرعي معلوم ومفهوم بأدلته وأنواعه، وكما قال أبو السمح: (وأما التوسل إلى الله تعالى فقد أمر تعالى به إجمالاً وتفصيلاً، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً حتى أصبح من فلق الصبح..) ( ). وقد فصّل القصيمي أنواع التوسل المشروع، فجعلها أحد عشر نوعاً .. وهي في الحقيقة كلها مندرجة ضمن الأنواع الثلاثة من التوسل المشروع( ). وهذا التوسل المشروع قد أقر به الشيخ رحمه الله، وكذا أتباعه امتثالاً لما شرعه الله تعالى لعباده من الوسائل التي تقربهم إليه. لذا يقول محمد بن نسيب الرفاعي: (فإن أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقرون بالتوسل المشروع، ويدعون إليه.. فهل الإنصاف يا ناس أن نتهم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنها تنكر التوسل، ونقيم الدنيا عليها ونقعدها بالباطل، بينما هي تقر بالتوسل على ما يحب الله ورسوله، وتحض المسلمين عليه) ( ). وبعد هذه العجالة التي أوضحنا فيها المراد بالتوسل المشروع وأنواعه، وبعض أدلته، وإقرار وإيمان أئمة الدعوة السلفية بهذا التوسل الذي شرعه الله تعالى، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم. ننتقل إلى الرد والبيان لما تضمنه العنصر الأول من شبهة تحريم التوسل، ونعرض لأنواع التوسل البدعي بالرد والمناقشة، ثم نتحدث عن أدلتهم ومدى صحتها سنداً، ومدى صحة الاستدلال بها متناً. نقصد بالتوسل البدعي، التوسل إلى الله بذوات المخلوقين وأشخاصهم، والتوسل إلى الله بجاه الصالحين ومنزلتهم عند الله، الإقسام على الله بالمتوسل به – كما ذكره خصوم الدعوة السلفية -: وينبغي أن يعلم – ابتداء – أن حكم هذه الأنواع الثلاثة لا يصل إلى درجة الشرك الأكبر الذي يخرج عن الملة، وإنما هي بدع قد تصل إلى درجة التحريم، أو دونه، لأن من توسل إلى الله بهؤلاء الصالحين، أو جاههم، فهو يدعو الله مخلصاً له الدين، ولكن يقول: أسألك بهؤلاء الصالحين( ). ولعلنا إذا أوردنا – الآن – الردود على تلك الأنواع من التوسل البدعي يتضح الحكم ويزول اللبس والإشكال. وقد تحدث الشيخ حمد بن ناصر بن معمر عن ذلك التوسل فقال: (وأما التوسل بالذات فيقال: ما الدليل على جواز سؤال الله بذوات المخلوقين ومن قال هذا من الصحابة والتابعين. وأما التوسل بالذات بعد الممات فلا دليل عليه، ولا قاله أحد من السلف، بل المنقول عنهم يناقض ذلك. وقد نص غير واحد من العلماء على أن هذا لا يجوز، ونقل عن بعضهم جوازه، وهذه المسألة وغيرها من المسائل إذا وقع فيها النزاع بين العلماء، فالواجب رد ما تنازعوا إلى الله والرسول. ومعلوم أن هذا لم يكن منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مشهوداً بين السلف، وأكثر النهي عنه. ولا ريب أن الأنبياء والصالحين لهم الجاه عند الله، لكن الذين لهم عند الله من الجاه والمنازل والدرجات أمر يعود نفعه إليهم، ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم ومحبتنا، فإذا توسلنا إلى الله بإيماننا بنبيه صلى الله عليه وسلم، ومحبته وطاعته واتباع سنته كان هذا من أعظم الوسائل وأما التوسل بنفس ذاته مع عدم التوسل بالإيمان به وطاعته، فلا يكون وسيلة، فالمتوسل بالمخلوق إذا لم يتوسل بما مرّ من التوسل به من الدعاء للمتوسل وبمحبته واتباعه، فبأي شيء يتوسل به الإنسان إذا توسل إلى غير بوسيلة، فإما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك، مثل أن يقول لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه اشفع لنا عند فلان، وهذا جائز، وإما أن يقسم عليه لا يجوز الإقسام بالمخلوق، كما أنه لا يجوز أن يقسم على الله بالمخلوقين، فالتوسل إلى الله بذات خلقه بدعة مكروهة، لم يفعلها السلف من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان) ( ). ويوجز الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الجواب على أنواع هذا التوسل، فيقول: (وأما التوسل، وهو أن يقال: اللهم إني أتوسل إليك بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، أو بحق نبيك أو بجاه عبادك الصالحين، أو بحق عبدك فلان، فهذا من أقسام البدع المذمومة ولم يرد بذلك نص) ( ). يبين الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب حكم سؤال الله بالموتى فقال: (وهذا يفعله كثير من المتأخرين، وهو من البدع المحدثة في الإسلام، ولكن بعض العلماء يرخص فيه، وبعضهم ينهي عنه ويكرهه .. لكنه لا يوصله إلى الشرك الأكبر..) ( ). وأما التوسل إلى الله في الدعاء بغير النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول عنه الشيخ عبد الله: (لا نعلم أحداً من السلف فعله، ولا روي فيه أثر) ( ). ويذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين حكم الإقسام على الله بمخلوق فقال: (وأما الإقسام على الله بمخلوق فهو منهي عنه باتفاق العلماء، وهل هو منهي عنه تنزيه أو تحريم ؟ على قولين أصحهما أنه كراهة تحريم) ( ). ومما أجاب به الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب لمن سأله عن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والمرسلين، فكان مما قاله رحمه الله: (وأما التوسل بجاه المخلوقين كمن يقول: اللهم إني أسألك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك بعد موتهم، فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء على النهي عنه، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى أنه بدعة إجماعاً. ولو كان الأنبياء والصالحون لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم وجاههم؛ لأن الذين لهم من الجاه والدرجات أمر يعود نفعه إليهم، ولا ننتفع من ذلك بشيء إلا باتباعنا لهم ومحبتنا لهم) ( ). ويوضح الشيخ عبد الرحمن بن حسن أن سؤاله الله بالرجل الصالح ليس في الشريعة ما يدل على جوازه فيقول: (ولو جاز (سؤال الله بالرجل الصالح)، لما ترك الصحابة السابقون الأول من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، كما كانوا يتوسلون بدعائه في حياته إذا قحطوا. وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خرج بالعباس بن عبد المطلب عام الرمادة بمحضر من السابقين الأولين يستسقون فقال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا، ثم قال ارفع يديك يا عباس فرفع يده، يسأل الله تعالى، ولم يسأله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بغيره، ولو كان هذا التوسل حقاً، كانوا إليه أسبق، وعليه أحرص) ( ). ونورد بعض جواب الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن في مسألة سؤال الله بالمخلوق، والإقسام على الله به، حيث قال رحمه الله: (وإذا تقرر هذا، فقد عرفت سلمك الله كلام الناس في مسألة سؤال الله بمخلوق، والإقسام على الله به، وقد ذاكرتك فيها بأن الذي نعتقده أنا لا نكفر بها أحداً، بل نقول هي بدعة شنيعة نهى عنها السلف..) ( ) ويسوق السهسواني جواباً حول السؤال بحق فلان فيقول: (فالقول الفصل في ذلك: أن السؤال بحق فلان إن ثبت بحديث صحيح، أو حسن فلا وجه للمنع، وإن لم يثبت فهو بدعة، وقد عرفت فيما سلف أن كل حديث ورد في هذا الباب لا يخلو من مقال ووهن، فالأحوط ترك هذه الألفاظ، وقد جعل الله في الأمر سعة، وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم التوسل المشروع على هيئات متعددة، فلا ملجيء إلى الوقوع في مضيق الشبهات..) ( ). ويقول الشيخ صالح بن أحمد: (وأما التوسل بذوات الأشخاص فغير جائز، وهو من البدع المحدثة وأمر لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن اجتلبوا له أحاديث لا أصل لها، ودندنوا حولها، وحملوا بعض الآيات على غير محملها لهواهم، وليس كل قول قيل بالقبول يقابل، إلا ما جاء في كتاب الله، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جل ذلك عن الرد)( ). ولعل تصور أنواع التوسل البدعي – الثلاثة – يكون أكثر وضوحاً وبياناً، وكذلك حكمها، عندما ننتقل إلى رد وبيان العنصر الثاني من شبهة هذا الفصل. ومن المناسب – في هذا المقام – أن نذكر كلمة جامعة لشيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة التوسل بالصالحين حيث يقول رحمه الله: (ومازلت أبحث، وأكشف ما أمكنني من كلام السلف والأئمة والعلماء، هل جوز أحد منهم التوسل بالصالحين في الدعاء، أو فعل ذلك أحد منهم، فما وجدته، ثم وقفت على فتيا للفقيه أبي محمد بن عبد السلام أفتى بأنه لا يجوز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فجوز التوسل به إن صح الحديث في ذلك)( ). وأما ما أورده القوم من الأدلة القرآنية واستدلالهم بها، وكذا أحاديثهم..، فنذكر أمثلة من إجابات أنصار هذه الدعوة السلفية على تلك الأدلة. فأما استدلالهم بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) ( ) فيقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين: (الوسيلة هي القربة والتوسل إلى الله التقرب إليه بطاعته، واتباع رسوله، والاقتداء به، وهذا هو الوسيلة المأمور بها في قوله سبحانه (وابتغوا إليه الوسيلة) ومن الوسيلة دعاؤه لهم صلى الله عليه وسلم وطلبهم ذلك منه في حياته كما كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم ويستسقي لهم كقول عمر: اللهم كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، فهذا من الوسيلة المأمور بها) ( ). ويبين الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن المراد بالوسيلة في الآية فيقول: (إن الوسيلة في شرع الله الذي شرعه على ألسن جميع رسله هي عبادته وحده لا شريك له، والإيمان به، وبرسله، والأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها) ( ). وقد ساق القصيمي الجواب على استدلالهم بهذه الآية من ثمان وجوه كلها على طريق الإلزام والجدل( ). كما أورد القصيمي سبعة وجوه جواباً على استدلالهم بقوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله …. الآية) ( )، نختار وجهاً واحداً منها حيث قال: (وهي واقعة معينة لا تفيد العموم بمعناها، ولا لفظها، وقعت في حياته صلى الله عليه وسلم، فمن أين أخذت التعميم في الحياة والممات ؟ مع أن لفظها لا يفيد، ومعناها لا يريده، وأما كون الوقائع المعينة تكون عامة لغير صاحب الواقعة فمن أدلة أخرى دلت عليه) ( ). وأما استدلالهم ببعض الأحاديث، فالجواب عليها ما يلي: فأما حديث توسل آدم بحق محمد، فقد أجاب عليه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب فكان مما قاله رحمه الله: (فأما حديث توسل آدم بحق محمد. فالجواب أن هذا الحديث ساقط، لأن عبد الرحمن بن يزيد ضعيف بالاتفاق ضعفه مالك، وأحمد، وابن معين، وابن المديني، وأبو زرعة، وأبو داود، وابن سعد، وابن أبي حاتم، وابن خزيمة، وابن حبان، قال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه، فهذا كما ترى تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو هو. وقال الحافظ الذهبي في (تلخيص المستدرك) لما ذكر الحاكم هذا الحديث، فقال هذا صحيح. قال الذهبي: أظنه موضوعاً ثم هو مخالف للقرآن؛ لأن الله عز وجل ذكر قصة آدم عليه السلام، وتوبته وتوسله، ولم يذكر الله أنه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم) ( ) . .. |
ويوضح الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن المعنى الصحيح لحديث (أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي …) – وهو في السنن – حيث استدلوا به على سؤال الله بخلقه. فقال الشيخ رحمه الله في بيان معناه: (وأما ما ورد في السنن (بحق السائلين عليك) وبحق ممشى الذاهب إلى المسجد ونحو ذلك، فالله سبحانه وتعالى جعل على نفسه حقاً تفضلاً منه وإحساناً إلى عباده، فهو توسل إليه بوعده، وإحسانه، وما جعله لعباده المؤمنين على نفسه حقاً تفضلاً منه، وإحساناً إلى عباده، فليس هذا من الباب أعني باب مسألة الله بخلقه، وقد منعه فقهاء الحنفية، كما حدثني به محمد بن محمود الجزائري الحنفي( ) رحمه الله بداره بالأسكندرية، وذكر أنهم قالوا: لا حق لمخلوق على الخالق. ويشهد لهذا ما يروي أن داود قال: اللهم إني أسألك بحق آبائي عليك، فأوحى الله إليه: (أي حق لآبائك عليّ) أو نحو هذا. والحق المشار إليه بالنفي هذا غير ما تقدم إثباته. فإن المثبت بمعنى الوعد الصادق وما جعله الله للماشي إلى الصلاة، وللسائلين من الإجابة، والإنابة فضلاً منه وإحساناً، والمنفي هنا هو الحق الثابت بالمعارضة، والمقابلة على الإيمان والأعمال الصالحة، فالأول يرجع ويعود إلى التوسل بصفاته الفعلية والذاتية، والثاني يرجع إلى التوسل بذوات المخلوقين، فتأمله فإنه نفيس جداً) ( ) . وأما استدلالهم بحديث (يا عباد الله أعينوني)، وحديث (يا عباد الله احبسوا) فأجاب عنه الشيخ محمد بن ناصر الحازمي فقال: (والحديثان لا يصحان. أما الأول: فرواه الطبراني في الكبير بإسناد منقطع، والثاني: ففي إسناده معروف بن حسان، قال ابن عدي: منكر الحديث..) ( ) . وكتب الشيخ أحمد بن عيسى جواباً على استدلالهم بحديث الأعمى، فكان مما كتبه: (قد قرر جمع من العلماء ما قرره شيخ الإسلام في معنى حديث الأعمى، وبينوا أنه ليس فيه إلا طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه دلالة فيه على التوسل بالذات، كالعلامة السويدي وابنه، والشيخ نعمان بن محمود أفندي الآلوسي..) ( ). وقد أفاض الشيخ السهسواني في الرد على ما استدلوا به من أحاديث، وتعقبها بالرد والنقد، فكان مما قاله رحمه الله – جواباً على استدلالهم بحديث فاطمة بنت أسيد على جواز التوسل بالأنبياء -: (وفيه – أي حديث فاطمة بنت أسيد – روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال الذهبي في (الميزان) روح بن صلاح المصري يقال له ابن سبابة ضعفه ابن عدي، يكنى أبا الحارث، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم ثقة مأمون. أ.هـ. فقد علم بذلك أن في سنده روح بن صلاح المصري وهو ضعيف ضعفه ابن عدي، وهو داخل في القسم المعتدل من أقسام من تكلم في الرجال كما في (فتح المغيث) للسخاوي ولا اعتداد بذكر ابن حبان له في الثقات، فإن قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف كما في (الميزان). وكذلك لا اعتداد بتوثيق الحاكم وتصحيحه فإنه داخل في القسم المتسمح كما قال السخاوي) ( ). ويقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري في حاشية الجواب السابق: (هذا الحديث – أي حديث فاطمة بنت أسيد – لا يصح دراية، إذ صيغة متنه وركاكة ألفاظه وما فيه من المبالغة مما يدل على عدم ثبوته. زيادة على غرابته، وما في سنده من الضعف الذي تكلم عليه المؤلف) ( ). وأما استدلالهم بحديث عثمان بن حنيف، فقال السهسواني عن هذا الحديث: (في سنده أبو جعفر، فإن كان هو عيسى بن أبي عيسى ما هان أبو جعفر الرازي التميمي – كما ظنه الحافظ ابن حجر في (التقريب) – فالأكثرون على ضعفه .. قال عنه الحافظ في (التقريب): صدوق سيء الحفظ، وقال أبو زرعة: يهم كثيراً، وقال الفلاس: سيء الحفظ، وقال النسائي: ليس بالقوي. وإن كان أبا جعفر المدني كما في سنن ابن ماجة فهو مجهول..) ( ). وأما استدلالهم بحديث (أسألك بحق السائلين إليك)، فقد تكلم السهسواني على سنده فقال: (ففي سنده عطية العوفي فإن جارحيه أكثر من معدليه، ووجه ضعفه كونه شيعياً مدلساً، وكذا عدم الضبط وكثرة الخطأ .. كما أن في سنده فضيل بن مرزوق، وهو ممن اختلف فيه.. وكذا في سنده الفضل بن موفق أبو الجهم ضعفه أبو حاتم، والأشبه أن هذا الحديث موقوف كما قال أبو حاتم) ( ). هذه بعض الردود على استدلال الخصوم في إثبات التوسل البدعي، ولم نقصد بتلك الردود الإحاطة والتفصيل، وإنما قصدنا مجرد التنبيه والتمثيل، فلقد ألفت – ولله الحمد – كتب عرضت لهذه الأدلة بالرد والنقد التفصيلي( )، فأغنى ذلك عن ذكره. وننتقل إلى الرد على ما جاء في العصر الثاني من هذه الشبهة ونشرع في الرد عليها – أولاً – فيما ادعوه بأن التوسل إلى الله بالموتى بمعنى الاستغاثة بهم، فقد أورد صاحب كتاب (التوضيح) هذه الدعوى ثم أبطلها من عدة وجوه، فكان مما قاله رحمه الله: (فإن قيل يجوز أن يكون لفظ الاستغاثة بغير الله بمعنى التوسل، فمعنى قول المستغيث أستغيث برسول الله، وبفلان الولي أي أتوسل برسول الله أو بالولي الصالح، ويصح حينئذٍ أن يقال تجوز الاستغاثة في كل ما يطلب من الله بالأنبياء والصالحين بمعنى أنه يجوز التوسل بهم في ذلك ويصح لفظاً ومعنى. الجواب أن هذا باطل من وجوه: أحدهما: أن لفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل بمعنى الطلب من المستغاث به لا بمعنى التوسل، وقد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن الاستغاثة لا تجوز بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وقول القائل أستغيث به بمعنى توسلت بجاهه، هذا كلام لم ينطق به أحد من الأمم لا حقيقةً ولا مجازاً ولم يقل أحد مثل هذا، ولا معناه لا مسلم ولا كافر. الثاني: أنه لا يقال أستغيث إليك يا فلان بفلان أن تفعل بي كذا، وإنما يقال أستغيث بفلان أن يفعل بي كذا، فأهل اللغة يجعلون فاعل المطلوب هو المستغاث به، ولا يجعلون المستغاث به واحداً والمطلوب آخر، فالاستغاثة طلب منه لا به. الثالث: أن من سأل الشيء، أو توسل به، لا يكون مخاطباً له ولا مستغيثاً به، لأن قول السائل، أتوسل إليك يا إلهي بفلان: إنما هو خطاب لله، لا لذلك المتوسل به بخلاف المستغاث به، فإنه مخاطب مسئول منه الغوث فيما سأل من الله فحصلت المشاركة في سؤال ما لا يقدر عليه إلا الله، وكل دعاء شرعي لابد أن يكون الله هو المدعو فيه. الرابع: أن لفظ التوسل والتوجه ومعناهما يراد به أن يتوسل إلى الله ويتوجه إليه بدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم عند خالقهم في حال دعائهم إياه، فهذا هو الذي جاء في بعض ألفاظ السلف من الصحابة رضوان الله عليهم .. وهذا هو الذي عناه الفقهاء في كتاب الاستسقاء في قولهم ويستحب أن يستسقى بالصالحين..) ( ) ويوضح الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الفرق بين التوسل والاستغاثة فيقول: (وبينهما فرق عظيم أبعد ما بين المشرق والمغرب.. فالعامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بالأنبياء والصالحين كقول أحدهم أتوسل إليك بنبيك أو بملائكتك أو بالصالحين أو بحق فلان وغير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور ولا يسألونها وينادونها فإن المستغيث بالشيء طالب منه سائل له، والمتوسل به لا يدعو ولا يطلب منه، ولا يسأل وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو به وبين المدعو والمستغاث، ولا يعرف في لغة أحد من بني آدم أن من قال أتوسل إليك برسولك أو أتوجه إليك برسولك فقد استغاث به حقيقة فإنهم يعلمون أن المستغاث به مسئول مدعو فيفرقون بين المسئول وبين المسئول به، سواء استغاث بالخالق أو بالمخلوق) ( ). كما يوضح الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الفرق بينهما فيقول: (واعلم أن التوسل بذات المخلوق أو بجاهه غير سؤاله ودعائه، فالتوسل بذاته أو بجاهه أن يقول: اللهم اغفر لي وارحمني، وأدخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، أو بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك فهذا بدعة ليس شرك، وسؤاله ودعاؤه هو أن يقول: يا رسول الله أسألك الشفاعة وأنا في كرب شديد، فرج عني، واستجرت بك من فلان فأجرني ونحو ذلك، فهذا كفر وشرك أكبر ينقل صاحبه من الملة؛ لأنه صرف حق الله لغيره؛ لأن الدعاء عبادة لا يصلح إلا لله، فمن دعاه فقد عبده، ومن عبد غير الله فقد أشرك، والأدلة على هذا أكثر من أن تحصر، وكثير من الناس لا يميز ولا يفرق بين التوسل بالمخلوق أو بجاهه، وبين دعائه وسؤاله فافهم ذلك) ( ). ويرد الشيخ عبد الرحمن بن حسن على هؤلاء المجوزين للشرك باسم التوسل، فيقول: (وليس عند هؤلاء الملاحدة ما يصدون به العامة عن أدلة الكتاب والسنة التي فيها النهي عن الشرك في العبادة إلا قولهم قال أحمد بن حجر الهيتمي، قال فلان، وقال فلان يجوز التوسل بالصالحين ونحو ذلك من العبارات الفاسدة. فنقول هذا وأمثاله ليسوا بحجة تنفع عند الله وتخلصكم من عذابه، بل الحجة ما في كتاب الله وسنة رسوله الثابتة عنه، وما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، وما أحسن ما قال الإمام مالك رحمه الله، وكلما جاءنا رجل أجدل من رجل نترك ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله. إذا عرف ذلك فالتوسل يطلق على شيئين فإن كان ابن حجر وأمثاله أرادوا سؤال الله بالرجل الصالح فهذا ليس في الشريعة ما يدل على جوازه، فإن كان أرادوا بالتوسل دعاء الميت والاستشفاع به فهذا هو شرك المشركين بعينه، والأدلة على بطلانه في القرآن كثيرة جداً) ( ). ويبين الشيخ عبد الرحمن بن حسن ضلال داود بن جرجيس حيث خلط بين التوسل إلى الله بالموتى وبين الاستغاثة بالموتى، فكان مما قاله الشيخ رحمه الله: (فدخل عليه الضلال والخطأ من وجوه: منها أنه جعل المتوسل به بعد موته في دعاء الله مستغيثاً به، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازاً مع دعواه الإجماع على ذلك، فإن المستغاث هو المسئول المطلوب منه لا المسئول به) ( ). ويوضح الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن الفرق بين مسألة الله بجاه الخلق، ومسألة الخلق ما لا يقدر عليه إلا الله، فيقول: (فاعلم أن مسئلة الله بجاه الخلق نوع، ومسئلة الخلق ما لا يقدر عليه إلا الله نوع آخر، فمسئلة الله بجاه عباده منعها أهل العلم، ولم يجزها أحد ممن يعتد به، ويقتدي به كالأئمة الأربعة، وأمثالهم من أهل العلم والحديث، إلا أن ابن عبد السلام أجاز ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقيده بثبوت صحة الحديث الذي جاء في ذلك وهو حديث الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ادع الله يا محمد.. الحديث. قال ابن عبد السلام إن صح الحديث فيجوز بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، والحديث في سنده من لا يحتج به عند أهل العلم كما لا يخفى على أهل الصناعة.- إلى أن قال الشيخ عبد اللطيف: وبالجملة فهذه المسألة نوع، ولا يخرج بها الإنسان عن مسئلة الله، وإنما الكلام في سؤال العباد وقصدهم من دون الله، فسؤال العباد والاستعانة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك جلي، ولو قال يا ولي الله اشفع لي فإن السؤال محرم، وطلب الشفاعة منهم يشبه قول النصارى يا والدة الإله اشفعي لنا إلى الإله) ( ). |
ويشير الشيخ السويدي( ) إلى الفرق بينهما فيقول: (وهذا التوسل الذي ذكر فيه الخلاف فيما إذا كان الداعي يتوجه إلى ربه، متوسلاً إليه بغيره مثل أن يقول أسألك بجاه فلان عندك، أو بحرمته أو بحقه، وأما إذا توجه إلى ذلك الغير وطلب منه فهو شرك كما تحقق) ( ). ويبين الشيخ سليمان بن سحمان أنواع التوسل جملة، موضحاً الفرق بينهما فيقول: (والتوسل له أقسام، فقسم مشروع وهو التوسل بالأعمال الصالحة، وبدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وطلب الاستغفار منه، وبدعاء الصالحين وأهل الفضل والعلم، وكذلك بالأعمال الصالحة، وقسم محرم، وبدعة مذمومة، وهو التوسل بحق العبد وجاهه وحرمته نبياً كان ذلك، أو ولياً، أو صالحاً؛ لأن ذلك لم يرد به نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين.. وأما قصد هؤلاء من التوسل فهو دعاء الأنبياء والأولياء، والصالحين، وكشف الكربات، وإغاثة اللهفات، فمن صرف شيئاً من هذه الأنواع لغير الله فهو كافر مشرك بإجماع المسلمين..) ( ). وبهذا يعلم أن هناك توسلاً شرعياً، توسلاً بدعياً محرماً، وأن التوسل عند عباد القبور هو بمعنى دعاء الموتى والاستغاثة بهم. وكذلك ندرك خطأ ما ذكره هؤلاء الخصوم بأن لفظ التوسل بمعنى الاستغاثة، وكذلك بمعنى الالتجاء، وغيرها من الألفاظ التي أوردوها بقصد التمويه والتلبيس، وتزيين الشرك بأسماء ينخدع بها عامة الناس، لذا يقول أبو بطين رحمه الله: (ولما علم الشيطان أن كل من قرأ القرآن، أو سمعه ينفر من الشرك، ومن عبادة غير الله ألقى في قلوب الجهال أن هذا توسل، وتشفع بهم، والتجاء إليهم ونحو ذلك فسلب العبادة والشرك اسمهما من قلوبهم، وكساهما أسماء لا تنفر عنها القلوب) ( ). ولكن تغيير الأسماء لا يغير الحقائق، الحكم يدور مع الحقيقة وجوداً وعدماً، وليس مع الأسماء والألفاظ، لذا قال الشيخ ابن سحمان رحمه الله: (فإنه من المعلوم عند كل عاقل أن حقائق الأشياء لا تتغير أسمائها، فلا تزول هذه المفاسد بتغير أسمائها، كتسمية عبادة غير الله توسلاً وتشفعاً، أو تبركاً وتعظيماً للصالحين وتوقيراً، فإن الاعتبار بحقائق الأمور، لا بالأسماء والاصطلاحات والحكم يدور مع الحقيقة، وجوداً وعدماً لا مع الأسماء..) ( ). وأما دعواهم بعدم الفرق بين التوسل والاستغاثة بالأحياء وبين التوسل والاستغاثة بالأموات؛ لأنه ليس للميت ولا للحي تأثير أو فعل؛ لأن الفاعل – حقيقة – هو الله وحده، وإن وجد في كلام العامة بعض (الألفاظ الموهمة) التي توهم إسناد الفعل إلى الأموات، فلا جناح عليهم؛ لأن هذا الإسناد إسناد مجازي لا حقيقي، هذه هي دعواهم، فأما الرد عليهم فيكون على النحو التالي: يبين الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين بطلان دعواهم بأن الطلب من الأموات من باب التسبب( )، فيقول: (نحن لا ننكر إضافة الأشياء إلى أسبابها، ولكن الله سبحانه هو خالق الأسباب والمسببات، ولا يلزم من ذلك أن نعتمد على الأسباب، فضلاً عن أن نسألها ونرغب إليها وهي مخلوقة، بل يتعين على العباد أن يعتمدوا على خالق الأسباب ويرغبوا إليه، ويستعينوا به ويعبدوه وحده، إياك نعبد وإياك نستعين). ثم يقول: (فطرد هذا الأصل الباطل – أي دعاء الأموات كأسباب – أن يجوز ذلك في جميع الأسباب، وقد قال تعالى: (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً) ( ). فيلزمه أن يجوز للناس أن يطلبوا من الريح أن تسير لهم سحاباً ماطراً، وقال تعالى في حق نبيه: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) ( ) والمراد بالظلمات ظلمات الجهل والكفر والشك إلى نور العلم والإيمان، فيجوز على أصل هذا أن يقال يا رسول الله أخرجنا من الظلمات إلى النور) ( ). ويكشف الشيخ صالح الشثري بطلان دعوى دحلان – ومن معه – حين جوز التوسل والاستغاثة بالأموات، ما دام أن المتوسل والمستغيث بهم يعتقد أن التأثير والإيجاد لله وحده، وأنه ليس للحي ولا للميت فعل أو تأثير، يقول الشثري رحمه الله: (وعلى معتقد هذا الملحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ وظلم في قتال المشركين؛ لأنهم لا يعتقدون تأثيراً، ولا إيجاداً لغير الله، مع أن هذا الملحد قد نقض أصله في نفس تعريفه بقوله: فالمستغيث يطلب ممن استغاث به أن يحصل له الغوث من غيره، فهل التحصيل إلا فعل قائم بالواسطة الذي طلب منه، وقد سلك في معتقده هذا مع تناقضه مذهب القدرية المجبرة، القائلين بأن العبد مجبور لا فعل له حقيقة، بل إسناد الفعل إليه مجاز، فكأنه لم يسمع قول الله سبحانه وتعالى: (وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم) ( ) فأثبت سبحانه فعل الظلم لهم فعاقبهم عليه، وقال تعالى (ومكروا ومكر الله) ( ) الآية، أيظن من له أدنى رائحة من عقل أن الله قصد نسبة مكر المشركين إليهم مجاز، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً) ( ). ويرد الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن على دعوى ابن جرجيس حين ادعى أن من اعتقد أن الأسباب العادية فاعلة من غير استنادها إلى الله فهو كافر إجماعاً فيقول: (إذا كان إسناد الفعل إليها استقلالاً يكفر فاعله إجماعاً، وهي من الأسباب العادية التي أودع الله فيها قوة فاعلة، فكيف لا يكفر من أسند مالا يقدر عليه إلا الله من إغاثة اللهفات، وتفريج الكربات إلى غير الله من الصالحين، ونحوهم، وزعم أنها وسائل أو أن الله وكل إليهم التدبير كرامة لهم، هذا أولى بالكفر وأحق به ممن قبله. ويقال للعراقي أنت لا ترضى تكفير أهل القبور لاحتمال العذر والشبهة وأنه شرك أصغر يثاب من أخطأ فيه، فكيف جزمت بكفر من أسند القطع للسكين من غير استناد إلى الله وما الفرق بين من عذرته وجزمت بإثباته، وبين من كفرته وجزمت بعقابه ليست إحدى المسألتين بأظهر من الأخرى، وما يقال من الجواب فيما أثبته من الكفر يقال فيما نفيته.. ويقال جمهور العقلاء على الفرق بين الأسباب العادية وغيرها، فالشبع والري والدفء أسباب عادية فاعلة، وإنما يكفر من أنكر خلق الله لهذه الأسباب، وقال بفعلها دون مدبر عليم حكيم، وهذا البحث يتعلق بتوحيد الربوبية، وأما جعل الأموات أسباباً يستغاث بها وتدعى وترجى، وتعظم على أنها وسائط فهذا دين عباد الأصنام، يكفر فاعله بمجرد اعتقاده وفعله، وإن لم يعتقد الاستقلال كما نص عليه القرآن في غير موضع) ( ). ويورد الشيخ السهسواني ما في دعوى دحلان من البطلان، حين ادعى أن المتوسلين والمستغيثين بالأموات لا يعتقدون التأثير إلا لله وحده، فيقول السهسواني رحمه الله: .. أقول: فيه كلام من وجوه: الأول: أنه يعتقد كثير من العوام، وبعض الخواص في أهل القبور، وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله.. الثاني: أن مجرد عدم اعتقاد التأثير والخلق والإيجاد والإعدام.. لا يبريء من الشرك فإن المشركين الذين بعث الله الرسل إليهم أيضاً كانوا مقرين بأن الله هو الخالق الرازق بل لابد فيه من إخلاص توحيده وإفراده.. الثالث: أن مجرد كون الأحياء والأموات شركاء في أنهم لا يخلقون شيئاً وليس لهم تأثير في شيء، لا يقتضي أن يكون الأحياء والأموات متساوين في جميع الأحكام، حتى يلزم من جواز التوسل بالأحياء جواز التوسل بالأموات، وكيف وليس معنى التوسل بالأحياء إلا التوسل بدعائهم، وهو ثابت بالأحاديث الصحيحة، وأما التوسل بدعاء الأموات فلم يثبت بحديث صحيح ولا حسن..) ( ). ويسوق الشيخ عبد الكريم بن فخر الدين حجة في الرد على دعوى دحلان – ومن سار على نهجه – حين زعم أن ذكر الصالحين في الاستغاثة والتوسل إنما هو سبب عادي لا تأثير له، فقال الشيخ عبد الكريم مجيباً: (فإن كان كما زعم، فينبغي أن لا يكون التأثير والخلق والإيجاد لله القدير بدون ذكر الأخيار عادة، فإنه سبب عادي على قوله، فيلزم منه أنه لا يشبع بطن أحد بمجرد أكله إلا إذا ذكر هؤلاء الأخيار، فإن الأكل سبب عادي للشبع، وذكر الأخيار سبب عادي ثاني، وأن لا يسرج سراج بالفتيلة والزيت إلا بذكر الأخيار وقس على ذلك كل شيء من غير انحصار) ( ). |
وأما دعوى بعضهم أنه يجوز الاستغاثة بالأموات والأحياء؛ لأن لهم قدرة كسبية وتسببية، فيجيب الآلوسي عن هذه الدعوى فيقول: (وما أورد على الجواب من أن للمستغاث بهم قدرة كسبية وتسببية، فتنسب الإغاثة إليهم بهذا المعنى سواء أكانوا أحياءً أم أمواتاً وسواء كانت الاستغاثة بما يقدر عليه المستغاث به أم لا، مدفوع بأن كون العبد له قدرة كسبية لا يخرج بها عن مشيئة رب البرية لا يستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله ولا يستغاث به، ولا يتوكل عليه ـ ولا يلتجأ في ذلك إليه، فلا يقال لأحد حي، أو ميت قريب، أو بعيد ارزقني، أو أمتني، أو أحيّ ميتي، أو اشف مريضي إلى غير ذلك مما هو من الأفعال الخاصة بالواحد الفرد الصمد، بل يقال لمن له قدرة كسبية قد جرت العادة بحصولها ممن أهله الله لها، أعني في حمل متاعي أو غير ذلك، والقرآن ناطق بحظر دعاء كل أحد، لا من الأحياء، ولا من الأموات سواء كانوا أنبياء أو صالحين، أو غيرهم، وسواء كان الدعاء بلفظ الاستغاثة، أو بغيرها، فإن الأمور غير المقدورة للعباد لا تطلب إلا من خالق القدر ومنشيء البشر، كيف والدعاء عبادة وهي مختصة به سبحانه) ( ). ويرد الشيخ ابن سحمان على ما زعمه الخصوم حين ظنوا أن السكين لا يقطع بنفسه، وإنما القاطع هو الله تعالى، والسكين سبب عادي خلق الله تعالى القطع عنده فيقول رحمه الله: (فالجواب أن يقال: هذا من أقوال أهل البدع والأهواء، وليس هو من كلام أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام، وهؤلاء هم الاقترانية الذين يقولون أن الله يخلق عند السبب، لا بالسبب ومن نحا نحوهم من المتصوفة القائلين بإسقاط الأسباب الظاهرة، وذلك لأن عندهم ليس في الوجود شيء يكون سبباً لشيء أصلاً، ولا شيء جعل لشيء ولا يكون شيء لشيء، فالشبع عندهم لا يكون بالأكل.. ولا الطاعات عندهم سبب الثواب، ولا المعاصي سبب للعقاب) ( ). ويبطل القصيمي دعواهم بالمجاز العقلي في هذه الشبهة، فيقول: (إذا كان إدخال المجاز جائزاً لديكم في الأدعية وفي النداء، وفي كل الأقوال المعبرة عن الاعتقاديات، وعن الديانات فهل ترون أن هذا جائز بلا قيد ولا شرط في هذه المسائل بحيث إدخال المجاز في كل قول وفي كل دعاء ما دام مقبولاً في قانون البلاغة وعلوم المجازات ؟ أم أنتم لا تدعون هذه الدعوى ولا تذهبون هذا المذهب، فلا تطلقون جواز المجاز في جميع أقوال العبادات .. إنه لا فرار لكم من اختيار أحد المذهبين وأيا اخترتم فقد خصمتم، ولا ريب فإنكم إذا اخترتم الرأي الأول، وزعمتم أن المجاز جائز مطلقاً بلا قيد ولا شرط في كل كلام ومقال، قيل لكم هذا باطل بالإجماع والضرورة فإنه لو كان صحيحاً حقاً لما استطعنا أن نخطيء ولا أن نعارض من قال مثلاً عيسى هو ابن الله، أو قال علي بن أبي طالب هو خالق محمد عليه السلام.. وذلك أن هنالك مجاز الحذف، فيرد بقوله عيسى هو ابن الله أي ابن أمة الله.. وبقوله علي خالق محمد أنه مختار خالق محمد. وبهذا التأويل تصبح هذه الأقاويل من أقاويل المؤمنين الصحيحة المقبولة: التي لا اعتراض عليها ولا فند فيها، وهذا يقضي بألا يؤخذ قائل بمقال، ولا متكلم بكلام… وأما إن قلتم بالرأي الثاني، أي قلتم أنه ليس كل ما صح مجازاً صح ديناً بل من المجازات ما هو ضلالات، ومنه ما الذهاب إليه إثم كبير، وذنب لا يجوز للمسلم اقتحامه، قيل لكم إذن لعل هذا المجاز الذي زعمتموه وأجريتموه.. هو إثم وباطل) ( ). ويقول أيضاً في الرد على الدعوى السابقة: (هنالك فرق بين دعوة الميتين وبين قول الناس أنبت الربيع البقل والماء العشب، ذلك أن الأول طلب والثاني خبر، وبين الأمرين فرق حقيقي عظيم معروف، وليس كل ما جاز إخباراً، جاز طلباً، والدليل على هذا الفرق الواضح أنه صح أن يقال أنبت الربيع البقل والماء العشب ولم يصح أن يقال: يا ربيع أنبت البقل، ويا ماء أنبت العشب) ( ). وأما دعواهم بأن هؤلاء المستغيثين بالأموات لا يعتقدون التأثير إلا لله وحده، وليس قصدهم من تلك الاستغاثات إلا التبرك، ولو وقع منهم بعض (الألفاظ الموهمة) التي توهم إسنادهم التأثير لغير الله. فإن واقع أولئك المستغيثين بغير الله، يبطل تلك الدعوى ويسقطها، لذا قال الشيخ حسين النعمي( ) معقباً على تلك الدعوى: (إن من يتكلم بهذا لا يدري ما فشى في العامة.. وما صار هجيراهم عند الأموات، ومصارع الرفات من دعائهم، والاستغاثة بهم، والعكوف حول أجداثهم، ورفع الأصوات بالخوار. وإظهار الفاقة، والاضطرار، واللجأ في ظلمات البحر، والسفر نحوها بالأزواج والأطفال) ( ). ويرد ابن سحمان تلك الدعوى الخاطئة، فكان مما قاله: (والألفاظ التي يقولها العوام، وينطقون بها دالة دلالة مطابقة على اعتقاد التأثير من غير الله فما معنى الشبهة ؟) ( ). وأما الرد على دعواهم بأنه لا فرق بين الحي والميت؛ لأن الميت له حياة في قبره، وله إدراك وشعور، فإذا كان لا فرق بينهما، فيجوز التوسل، والاستغاثة بالأموات، والأحياء دون تفريق، فإن الرد على تلك الدعوى يكون على النحو التالي: يوضح الشيخ أبو بطين بطلان دعواهم، وتناقضهم فيها، مع بيان الحق في تلك المسألة، فيقول: (فمن سوى بين الحي والميت بقوله يطلب من الميت ما يطلب من الحي، فقد سوى بين ما فرق الله والناس بينهما، حتى المجانين يعرفون الفرق بين الحي والميت) ( ). (ويقال لهذا المساوي بين الأحياء والأموات من المعلوم أن أهل الدنيا يستقضون حوائج بعضهم من بعض، برهم وفاجرهم، مسلمهم وكافرهم وقد استعار النبي صلى الله عليه وسلم أدرعاً من صفوان بن أمية وهو مشرك، وما زال المسلمون يستقضون حوائجهم من المسلم، والذمي والبر، والفاجر، فيلزم المساوي بين الأحياء والأموات أن يساوي بين أموات المذكورين كما كانوا في الدنيا كذلك، فإن قال طلب الحاجات مختص بموتى الصالحين فلا يجوز طلبها من موتى الكفار والفساق قيل له نقضت أصلك حيث فرقت بين أحياء هؤلاء، وأمواتهم، فإن قال موتى الصالحين أحياء في قبورهم كما زعم، فهو كاذب في ذلك، ولم يرد في ذلك حديث إلا ما أخبر الله عن حياة الشهداء مع أن حياتهم لا تدرك بالحس، ولا بالعقل فالله سبحانه أعلم بحقيقتها، وأما سوى الشهداء غير الأنبياء، فلم يأت خبر عن الرسول أنهم أحياء في قبورهم، وإنما هو افتراء وكذب.. فإن قال: أن صالحي الأموات ينعمون في البرزخ، قيل له وضدهم يعذبون فيدركون العذاب كما يدرك الصالح النعيم. وهذا إدراك وإحساس لا يعلم حقيقته إلا الله) ( ). ويؤكد الشيخ صالح الشثري بداهة الفرق بين الطلب من الحي وبين الطلب من الميت فقال: (من المعلوم بالفطرة السليمة، وإن كان جاهلاً يفرق بين الطلب من الحي الحاضر مما في يده أو دعائه له، وبين الطلب من الميت والغائب، ولا يسوي بين الحي والميت إلا من اختالته الشياطين عن الفطرة التي فطره الله عليها، أو إنسان أعماه الهوى والتقليد..) ( ). وقد أورد السهسواني كثيراً من الحجج في إبطال التسوية بين الحي والميت فكان مما قاله: (إن قدرة الحي على بعض الأشياء دون الميت ثابت بالكتاب والسنة … - منها – قوله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ( ). – ومن الأحاديث – قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان، انقطع عنه عمله …))( ) كما أن إثبات الكسب ولو باطنياً للميت مخالف للنص الصريح هو قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله) فلا يعبأ به، على أن قدرة الحي على الكسب يعلم حدها بالمشاهدة، مثلاً نعلم أن الحي يقدر على حمل الحجر، وعلى أن يحول بينه، وبين عدوه الكافر، أو يدفع عنه سبعاً صائلاً، أو لصاً، أو يدعو له، أو نحو ذلك، وأما قدرة الميت على الكسب فعلى تقدير تسليمها لا تعلم حدها بالمشاهدة، فما طريق العلم بها ؟ وهل هي مساوية لقدرة الحي أو زائدة عليها أو ناقصة عنها؛ فلابد من بيانه حتى يطلب منه على حسبه، ودونه لا معنى لهذه الدعوة العمياء) ( ). ويصف أحد العلماء قياس الأموات على الحياء بهذا الوصف: (قياس الأموات من الأنبياء والصالحين في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله على الأحياء القادرين على الأسباب العادية المقدور عليها من أفسد القياس، وأبطل إبطال، وأمحل المحال؛ لأن الله سبحانه وتعالى فرق بين الأحياء والأموات ولم يسو بينهما بقوله (وما يستوي الأحياء والأموات ( ))( ). ويتحدث علامة العراق الآلوسي عن مسألة سماع الأموات فيقول: (لا يشك أحد من أهل العلم أن في مسألة السماع قولين، أحدهما: أن الأموات يسمعون، ومع ذلك لا يستمد منهم ولا يستغاث بهم في قضاء الحاجات، ولا يلجأ إليهم لعدم ورود ذلك في الشريعة. والآخر: أنهم لا يسمعون، وإلى كل قول من هذين القولين ذهب جم غفير من أهل العلم، وكل منهما أورد أدلة على مدعاه لا يمكن إنكارها، وليس هذا الاختلاف في متأخري الأمة، بل عن السلف كانوا مختلفين في ذلك فإنكار السماع رأساً، وإثباته مطلقاً لا شك في أنه مكابرة محضة، فالراجح قصر السماع على ما ورد وهذا الوجه يجمع بين الروايات المختلفة) ( ). ولكن - كما يذكر الآلوسي - من يقول بسماع الأموات لا يقول بأنهم يسمعون كل كلام، ومن أي محل كان قريب أو بعيد … فإن هذا باطل بإجماع المسلمين) ( ). وأخيراً نكتفي بما أوردناه من نقول موجزة لأئمة الدعوة وأنصارها في إزالة اللبس في هذه الشبهة، ثم ردها، ومن أراد المزيد والتفصيل فعليه بما كتب السلف قديماً، وأتباعهم من أهل هذه الدعوة وغيرهم. |
حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم واستشفاعه به س 4: ما قولكم في رسالة الشيخ سليمان بن سحمان إلى الشيخ علي بن عبد الله بن عيسى وفيها قوله في إبطال دعوى من ادعى على أنه يجوز التوسل بحق الأنبياء والأولياء والسؤال بهم: فإن شيخ الإسلام ذكر أنه لا يعرف قائلا بذلك، ولا يجوز القسم بنبينا صلى الله عليه وسلم إلا ما يذكر عن العز بن عبد السلام على تقدير صحة الحديث. ج4: ما نقله الشيخ سليمان بن سحمان عن شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه قال: (لا أعرف قائلا بذلك، ولا يجوز القسم بنبينا صلى الله عليه وسلم إلا ما يذكر عن العز بن عبد السلام على تقدير صحة الحديث). نقل صحيح يعرف ذلك بالرجوع إلى (ص 337) و (ص347) من ج1 من (مجموع الفتاوى). والمراد بالحديث هنا: حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم واستشفاعه به أن يرد الله تعالى بصره، فقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبين ابن تيمية رحمه الله أنه على تقدير صحته فليس فيه دليل على التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، بل فيه التوسل إلى الله بدعائه صلى الله عليه وسلم ربه أن يرد إلى هذا الأعمى بصره. وفيما يلي ما ذكره ابن تيمية من روايات الحديث وكلامه عليها لزيادة الإيضاح: (وقد روى الترمذي حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علم رجلا يدعو فيقول: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي، اللهم شفعه في وروى النسائي نحو هذا الدعاء. وفي الترمذي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف: أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك" فقال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا رسول الله يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ورواه النسائي عن عثمان بن حنيف ولفظه: أن رجلا أعمى قال: يا رسول الله، ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال: "فانطلق فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري اللهم فشفعه في قال: فرجع وقد كشف الله عن بصره وقال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا روح، حدثنا شعبة عن عمير بن يزيد الخطمي المديني قال: سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، ادع الله أن يعافيني، فقال: "إن شئت أخرت ذلك فهو خير لآخرتك، وإن شئت دعوت لك" قال: لا، بل ادع الله لي، فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى، اللهم فشفعني فيه وشفعه في، قال: ففعل الرجل فبرأ. فهذا الحديث فيه التوسل به إلى الله في الدعاء. فمن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل به مطلقا حيا أو ميتا. وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفي مغيبه ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابة في حياته كان بمعنى الإقسام به على الله، أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضي حوائجهم ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم ولا أن يطيعوه فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع؛ الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه ويظنون أن الله تعالى يقضي حاجة هذا الذي توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول، كما يقضي حاجة هذا الذي توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كلاهما متوسل به عندهم ويظنون أن كل من سأل الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى، وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم، وقول هؤلاء باطل شرعا وقدرا، فلا هم موافقون لشرع الله، ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله. ومن الناس من يقولون: هذه قضية عين يثبت الحكم في نظائرها التي تشبهها في مناط الحكم، لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لها لا مماثل لها، والفرق ثابت شرعا وقدرا بين من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وبين من لم يدع له، ولا يجوز أن يجعل أحدهما كالآخر. وهذا الأعمى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا قال في دعائه: "اللهم فشفعه في" فعلم أنه شفيع فيه، ولفظه: "إن شئت صبرت، وإن شئت دعوت لك" فقال: ادع لي، فهو طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي ويدعو هو أيضا لنفسه ويقول في دعائه: "اللهم شفعه في"، فدل ذلك على أن معنى قوله: "أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أي: بدعائه وشفاعته، كما قال عمر:" اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا). فالحديثان معناهما واحد: فهو صلى الله عليه وسلم علم رجلا أن يتوسل به في حياته كما ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا ثم إنهم بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلا عنه. فلو كان التوسل به حيا وميتا سواء، والمتوسل به الذي دعا له الرسول كمن لم يدع له الرسول، لم يعدلوا عن التوسل به وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه وأقربهم إليهم وسيلة - إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله. وكذلك لو كان الأعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم عن هذا إلى هذا - مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون أنفع من غيره، وهم في وقت الضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق ممكن - دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه. ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه، وذلك أن التوسل به حيا هو الطلب لدعائه وشفاعته، وهو من جنس مسألته أن يدعو لهم وهذا مشروع، فما زال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو لهم، وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء لا عند قبره ولا عند غير قبره، كما يفعل كثير من الناس عند قبور الصالحين، يسأل أحدهم الميت حاجته. أو يقسم على الله به ونحو ذلك. |
تخريج حديث : الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون الحديث رواه أبو يعلى ( 6 / 147 ) وغيره وهو حديث حسن وله شواهد لمعناه صحيحة . قال ابن حجر : وقد جمع البيهقي كتابا لطيفا في " حياة الأنبياء في قبورهم " أورد فيه حديث أنس " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " أخرجه من طريق يحيى بن أبي كثير وهو من رجال الصحيح عن المستلم بن سعيد وقد وثقه أحمد وابن حبان عن الحجاج الأسود وهو ابن أبي زياد البصري وقد وثقه أحمد وابن معين عن ثابت عنه ، وأخرجه أيضا أبو يعلى في مسنده من هذا الوجه ، وأخرجه البزار لكن وقع عنده عن حجاج الصواف وهو وهم والصواب الحجاج الأسود كما وقع التصريح به في رواية البيهقي ، وصححه البيهقي ، وأخرجه أيضا من طريق الحسن بن قتيبة عن المستلم ، وكذلك أخرجه البزار وابن عدي . والحسن بن قتيبة ضعيف ، وأخرجه البيهقي أيضا من رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد فقهاء الكوفة عن ثابت بلفظ آخر قال " أن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور " ومحمد سيئ الحفظ ، وذكر الغزالي ثم الرافعي حديثا مرفوعا " أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلاث ولا أصلي له " إلا إن أخذ من رواية بن أبي ليلى هذه وليس الأخذ بجيد لأن رواية بن أبي ليلى قابلة للتأويل ، قال البيهقي : إن صح فالمراد أنهم لا يتركون يصلون إلا هذا المقدار ثم يكونون مصلين بين يدي الله . قال البيهقي : وشاهد الحديث الأول : ما ثبت في صحيح مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رفعه " مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره " وأخرجه أيضا من وجه آخر عن أنس . فإن قيل : هذا خاص بموسى ، قلنا : قد وجدنا له شاهدا من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم أيضا من طريق عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه " لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي .. الحديث ، وفيه : وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه وفيه وإذا عيسى بن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم فحانت الصلاة فأممتهم " . قال البيهقي : وفي حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة " أنه لقيهم ببيت المقدس فحضرت الصلاة فأمهم نبينا صلى الله عليه وسلم ، ثم اجتمعوا في بيت المقدس " وفي حديث أبي ذر ومالك بن صعصعة في قصة الإسراء " أنه لقيهم بالسماوات " ، وطرق ذلك صحيحة فيحمل على أنه رأى موسى قائما يصلي في قبره ثم عرج به هو ومن ذكر من الأنبياء إلى السماوات فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم اجتمعوا في بيت المقدس فحضرت الصلاة فأمهم نبينا صلى الله عليه وسلم ، قال : وصلاتهم في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة لا يرده العقل ، وقد ثبت به النقل فدل ذلك على حياتهم ... ( 6 / 487 ، 488 ) والحديث كان شيخنا الألباني رحمه الله يرى ضعفه برهة من الدهر – كما قال – ثم تبين له قوة إسناده فوضعه في سلسلته الصحيحة ( 621 ) ، وقال في معناه : ثم اعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام إنما هي حياة برزخية ، ليست من حياة الدنيا في شيء ، ولذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها ، ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا . هذا هو الموقف الذي يجب أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد : الإيمان بما جاء في هذا الحديث دون الزيادة عليه بالأقيسة والآراء ، كما يفعل أهل البدع الذين وصل الأمر ببعضهم إلى ادعاء أن حياته صلى الله عليه وسلم في قبره حياة حقيقية ! قال : يأكل ويشرب ويجامع نساءه ! – في الهامش : راجع " مراقي الفلاح " - ، وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى . ويشهد للحديث رؤيته صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء لموسى قائما في قبره يصلي ، وسيأتي إن شاء الله برقم ( 2627 ) . انتهى فائدة : جاء في حديث سؤال الملكين قول المؤمن لهما في قبره : دعوني حتى أصلي ، فيقولان : إنك ستفعل . وهو صريح – كما قال شيخنا الألباني – في أن المؤمن أيضا يصلي في قبره … الخ " أحكام الجنائز " ( ص 272 ) . والله أعلم مداخلة: فهل من يقول ويعتقد ان الحياة البرزخية علمها عند الله كيف تكون ولا تقاس بالحياة الدنيوية هو من يحكم العقل في أمور الغيبيات أمن يقيس الحياة البرزخية بالحياة الدنيوية ويشبه ويقارن ويحدث ويأول حتى أصبح عندهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم موجود بيننا مثل الملائكة فقط لا نراه؟؟ فسبحانك ربي..هذا بهتان عظيم.. |
وأما الحديث الثالث: "حياتي خير لكم..." فضعيف منكرٌ. أخرجه البزار (1925- البحر ) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّادٍ، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة سياحين، يبلغوني عن أمتي السلام". قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حياتي خيرٌ لكم..." الحديث. قال البزار: "وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". فاعلم- أيها المسترشد- أن جماعة من ثقات أصحاب سفيان الثوري رووا هذا الحديث عنه، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود بأوله حسبُ، ولم يذكر واحدٌ منهم آخره. فأخرجه النسائي (3-43)، وأحمد (1-452) عن معاذ بن معاذ العنبري، والنسائي، وأبو يعلى (5213)، وابن أبي شيبة (2-517)، وابن حبان (914) عن وكيع بن الجراح، والنسائي (3-43)، والطبراني في "الكبير" (ج10- رقم 10529) عن عبد الرزاق، وهذا في "المصنف" (2-215)، والدارمي (2-225) قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، وأحمد (1-387) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، والنسائي في "اليوم والليلة" (66) عن ابن المبارك، وهو في "كتاب الزهد" (1028)، وأحمد (1-441) قال: حدثنا وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والهيثم بن كليب في "المسند" (825) عن زيد بن الحباب، والبزار (1923)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (21) عن يحيى القطان، والهيثم بن كليب (826)، والطبراني (10530) عن فضيل بن عياض، والبيهقي في "الشعب" (1582)، وفي "الدعوات الكبير" (159)، والبغوي في "شرح السنة" (3-197) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبو نعيم في "الحلية" (4-201) عن محمد بن كثيرٍ، والحاكمُ (2-421)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2-205) عن أبي إسحاق الفزاري، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (159)، والبغوي في "شرح السنة" (3-197) عن عبيد الله بن موسى كلهم عن سفيان الثوري عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعودٍ مرفوعًا بالفقرة الأولى من الحديث، دون قوله: "حياتي خير لكم..." إلخ، فقد رأيت أراك الله الخير أن يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجرح، وابن المبارك، وعبد الرزاق بن همام، ومعاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن نمير، وزيد بن حباب، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم الفضل، وفضيل بن عياض، ومحمد بن كثير، وأبا إسحاق الفزاري، وعدتهم أربعة عشر نفرًا، قد رووه عن الثوري فلم يذكروا قوله: "حياتي خير لكم"، وخالفهم عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، فرواه عن الثوري بهذا الإسناد فذكره وقد علمنا من قول البزار أنه تفرد به عن الثوري، ولا يشك حديثيٌّ- وهو المبتدئ- أن رواية عبدالمجيد منكرة، فلو لم يكن فيه مغمزٌ ربما احتمل منه، لكن تكلم فيه غير واحدٍ من العلماء منهم الحميدي، وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي يكتب حديثه". وقال الدارقطني: "لا يحتج به، يعتبر به"، وضعَّفه أبو زرعة، وابنُ سعدٍ، وابن أبي عمر، وغلا فيه ابن حيان فتركه. ووثقه آخرون، ولم يرو له مسلمٌ إلا حديثًا واحدًا في "كتاب الحج" (1299-179) مقرونًا ب "هشام بن سليمان المخزومي"، ولو سلمنا أن مسلمًا روى له محتجًا به فلا بأس بصنيعه، لأنه روى هذا الحديث عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، وكان عبد المجيد من أثبت الناس في ابن جريجٍ كما قال ابن معين، والدارقطني، وابنُ عدي وغيرهم، وحديثه هذا ليس عن ابن جريجٍ، مع مخالفته لنجوم أصحاب الثوري، فحريٌّ أن لا يقبل منه ما زاده عليهم، لا سيما وقد رواه الأعمش، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعًا بالحديث الأول وحده. أخرجه الحاكمُ (2-421) عن عثمان بن أبي شيبة والطبراني في "الكبير" (ج10- رقم 10528) قال: حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2-205) عن أبي سيار محمد بن عبد الله البغدادي، قالوا: ثنا أبو صالح محبوب بن موسى الفراء، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش بهذا. ومحبوب بن موسى، وثقه أبو داود، والعجليُّ. وقال ابنُ حبان: "متقنٌ فاضلٌ". وكذلك رواه حسين الخلقاني، عن عبد الله بن السائب بهذا الإسناد بالحديث الأول أخرجه البزار (1924)، والخطيب في "تاريخه" (9-104) من طريق سعيد بن الحسن بن علي قالا: ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا جرير بن عبد المجيد، عن حسين الخلقاني بسنده سواء، والخلقاني ما عرفتُهُ، فليحرر، وبعد هذا التحرير تعلم خطأ من صحح إسناد هذا الحديث كالسيوطي في "الخصائص" (2-491) أو من جوَّده كالولي العراقي في "طرح التثريب" (3-297)، وأخف من قولهما- وإن كان موهمًا- قول الهيثمي في "المجمع" (6-24): "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح"، وقول شيخه العراقي في "تخريج الإحياء" (4-128): "رجاله رجال الصحيح، إلاَّ أن عبد المجيد بن أبي رواد وإن أخرج له مسلمٌ ووثقه ابنُ معين والنسائيُّ فقد ضعَّفه بعضهم". انتهى. وله شواهدُ لا يفرح بها ذكرها شيخنا الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (975). ومما يدلُّ على نكارة هذا الحديث ما أخرجه البخاري في "أحاديث الأنبياء" (6-386- 387، 478)، وفي "التفسير" (8-286، 437- 438)، وفي "الرقاق" (11-377)، ومسلم (2860-58)، والنسائي (4-117)، والترمذي (2423)، وأحمد (1-223، 229، 2235، 253)، والدارمي (2-233- 234)، والطيالسيُّ (2638)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11-157)، و(13-247) و(14-117)، وابن حبان (7347)، وغيرهم من طريق المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ فذكر حديثًا وفيه: "ألا وإنه سيجاءُ برجالٍ من أمتي، فيؤخذُ بهم ذات الشمال، فأقولُ: يا ربِّ أصحابي، فقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". فهذا الحديث دليلٌ على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أعمال أمته بعده. ويدلُّ على ذلك أيضًا قول عيسى عليه السلام: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد {المائدة: 117}. والحمد لله رب العالمين انتهى كلامهم |
مداخلة أخيرة إن شاء الله: وأما قولكم: إقتباس:
فلا أقول إلا ومن أصدق من الله حديثا..قال الله تعالى: مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً.. قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ولن اعيد آيات الدليل على ان الشرك الذي حاربه الرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو فقط من اتخذ مع الله إلاها آخر وإلا فلن نعمل إلا على تكرار الأمور..فسأتجاوز ذلك ولمن أراد ان يرجع للوراء ليعلم فليرجع..في حين سأترككم مع هذه الآية لمن أراد ان يتدبر قولها: قال الله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم للرد على الكفار: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا هذا وهو عليه الصلاة والسلام كان يمشي بين اظهرهم فكيف به الآن وهو ميت في الدنيا : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ حي عند ربه الحياة البرزخية التي علمها عند الله وحده ولا نضرب لها الأمثال ونقيسها على غيرها بل نسلم تسليما ولا نحكم العقل فيها.. والله اعلم.. وجزاكم الله خيرا.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. |
لقد زدت في حيرتي
اختي مسلمة : السلام عليك و رحمة الله
أراك لم تكترثي ، سامحك الله ، لرغبتي الكبيرة في الإستفادة من هذا الموضوع ، بل رحت تنقلين المئات المئات من الأسطر ...السيء الذي امقته غاية المقت :New10: إذا كان عندك من العلم شيئا فتفضلي بالحوار و ابتعدي عن القطع و اللصق ، و إن كنت طالبة علم ، فمن المستحسن أن تجتهدي في تعلم أصول الحوار ...هذا نصيحة أخ لك عانى الأمرين من هذه الطريقة السقيمة في فهم الدين . هو سؤال واحد فقط ، عوض السبعة :New6: ، ما هو قولك و حكمك فيمن قال : يا محمد عندما تخدر ساقه ( أي تنام ) ؟ الأخ محمد فاضل : قرأت بانتباه كبير مداخلتك الأخيرة و إن كنت أنهيت حوارك مع الأخت مسلمة ،فلدي بعض الأسئلة حول ما جاء فيها .؟ أعطونا حوارا صحيحا و ليس حوار طرشااااااااااااااان يا قوم ، لقد مللنا القطع و اللصق :New12: |
الأدلة سبق ذكرها وحكم الحفاظ عليها . واشكر الأخت المحاورة . ومن اراد الفائدة فعليه بكتاب الروح لابن القيم ،والتذكرة للقرطبي وحياة الأنبياء للبيهقي الأخ الحقيقة لا خلط أبداً لأن العبرة على قول من ادافع عنهم هو بالمعاني لا بالألفاظ . لأنهم في الحالين لا يعاملونه إلا ككونه سبب . بخلاف القول الذي تدافع عنه الأخت فيفرقون بين التوسل والاستغاثة . والتوسل بالميت ككونه سبب حكمه عندهم على أقوال . والحمد لله لا أجهل وجهة نظر الفريقين واتعامل معها بموضوعية تامة فأفهم ما يريدون ثم أتكلم في المسألة هذا هو الحال يا اخي الكريم . فلا أتبنى الرأي ثم أدافع عنه لأن فلان قاله ، لأن هذا المبدأ ملغي عندي .وإلا فما فائدة أن يجري علي قلم التكليف وقد أعطيت عقلي لغيري .وجزاكم الله خيرا على المداخلة أخي الحائر : حياك الله تفضل بما تريد يا أخي. |
إقتباس:
محمد فاضل أود أن أسأل سؤال هل أنت تريد الوصول للحق أم مجرد للجاج والجدل ؟؟ الأخت الفاضلة مسلمة كتبت ما يكفي .. إقتباس:
أريد أن أسألك سؤال حتى نعرف مدى استيعابك وفهمك للموضوع ... هل أنت متخصص في العقيدة ؟ ليس هذا تحقير من شأنك حاشا وكلا ولكني أحب أن أعرف المستوى التعليمي لمن أتكلم معه ...فالمتعلم المتخصص يختلف عن مجرد المطلع .... |
مسألة التوسل مسألة ذات شقين: 1ـ شق عقدي: ولم يكن الخلاف فيه في يوم من الأيام . 2ـ شق فقهي أقحم في العقيدة : وهو نقطة الخلاف . والمهم يا أخي أن يناقش الإنسان بعلم وفهم فيتبع الخطوات التالية : 1ـ تصوير المسألة كما هي عند الطرفين . 2ـ تحرير موقع النزاع تماماً حتى يعلم للطرفين . 3ـ أن تجمع المصطلحات العلمية المختلفة في اللفظ مع اتحاد معناها . فمثلاً مسألة الاستغاثة عند العلماء المخالفين لما تتعلمه يا أخي لا تختلف من جهة المعنى الاصطلاحي المتواضع عليه عن مسألة التوسل شيئأً.(لا من حيث المعنى اللغوي فتنبه ولا من حيث تقرير من يفرق بينها بلا موجب اصطلاحي . 4ـ يحتاج طلبة العلم لقدر عظيم من الفهم لأن المطلوب أن يفهم ما يملى عليه لا أن يرددما يملى عليه . تنبيه أخير : دعوى أن فلان متخصص في العقيدة أو متخصص في الفقه في زماننا هي الجهل المركب . لأن بعض من المتصدرين للتعليم لا يفهم في العلوم الآلية التي ينبني عليها الحكم شيئاً . فهو لايفرق بين القطعي والظني ولا الخاص والعام . كما لا يفرق بين مصطلحات أهل الفن فلا يعرف معنى المؤثر والمعرف ولا يفرق بين الاختلاف في ظنيات العقيدة وقطعياتها . فكيف إذا كان لا يفهم مراد المخالف له إلا بالتقليد لمتبوعه؟!! والنقاش له شروطه العلمية وقليل من يحسنها. أخي: أتسأل عن المستوى التعليمي ؟أم الأكاديمي؟! اما الأكاديمي فأستاذ للعقيدة من ـ جامعة الإمام ـ من سنين مديدة . واما العلمي فلم أقتصر على هذا التخصص فقط لأن هذا هو عين الجهل . ونسأل الله أن يجعل ما تعلمناه نور يؤنس وحشتنا ويرفع به قدرنا في الدارين وأن ينفعنا به وأرجو أن يكون المراد من النقاش السابق مفهوم للجميع فتكفير المسلمين شرقاً وغرباً سواء كفر وصفي أو عيني بدعوى أنهم يعبدون مع الله آلهة أخرى غير صحيح. ثم بينت الأسباب هذا هو المراد. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.