![]() |
الخروج على الحكام ..الشيخ صالح الفوزان
[COLOR="Red"]الخروج على الحكام[/color]الكاتب : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أمر بالاجتماع والائتلاف ونهى عن التفرق والاختلاف ، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع لعباده ما يصلحهم في دينهم ودنياهم ، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد: أيها الناس اتقوا الله سبحانه وتعالى، قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون * واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون * ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * وأما الذي ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}. في هذه الآيات يأمر الله عباده بتقواه ويأمرهم بالتمسك بالاسلام الى الممات ويأمرهم بالاعتصام بحبل الله وهو الاسلام او هو القرآن او هو الرسول صلى الله عليه وسلم وينهى عن التفرق. ويذكّر بنعمته على المؤمنين اذ جمع بينهم وألف بين قلوبهم وأزال ما في قلوبهم من العداوة من بعضهم لبعض وجعلهم أمة واحدة واخوة في الدين يذكّرهم بهذه النعم ويحثهم على شكرها ويأمرهم سبحانه وتعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقول لمن فعل ذلك (وأولئك هم المفلحون) وينهى عما كانت عليه الأمم الأخرى من التفرق والاختلاف من بعدما جاءتهم البينات وجاءهم العمل فهم لم يختلفوا عن جهل وانما اختلفوا عن هوى والعياذ بالله ويتوعدهم بالعذاب العظيم . ويخبر انه في يوم القيامة تبيض وجوه وتسود وجوه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: تبيض وجوه أهل السمع والطاعة وتسود وجوه اهل الفرقة والشناعة. وقال الله سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} يأمر سبحانه وتعالى المؤمنين بأن يطيعوا الله فيما أمر به فيفعلوه ويطيعوه وفيما نهاهم عنه فيجتنبوه وكذلك يأمرهم بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. فإن الرسول لا يأمر إلا بما أمر الله به ولا ينهى إلا عما نهى الله عنه لأنه مبلّغ عن الله وأمين على وحيه . ثم يأمر بطاعة ولاة الأمور وولاة أمور المسلمين لما في ذلك من المصالح العظيمة ودفع المضار، ثم يأمر عند النزاع ان يردوا الحكم فيما تنازعوا فيه واختلفوا فيه الى كتاب الله سبحانه وتعالى والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان ذلك خير لهم عاجلاً وآجلاً ومآلاً (ذلك خير وأحسن تأويلا) أي مآلا وعاقبة هذا منهج اهل الحق انهم يطيعون الله ويطيعون الرسول ويطيعون أولي الأمر من المسلمين ويتحاكمون الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . أما منهج اهل الضلال فهم على خلاف ذلك يعصون الله ويعصون الرسول صلى الله عليه وسلم ويشقون عصا الطاعة ويتحاكمون الى القوانين والطواغيت هذا منهج اهل الضلال . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ان الله يرضى لكم ثلاثاً: (أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئاً، وان تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وان تناصحوا من ولاّه الله أمركم).وهذا منهج أهل السنة والجماعة انهم يعبدون الله ولا يشركون به شيئا، وانهم يعتصمون بحب الله ولا يتفرقون في دينهم واهوائهم وإنما يكون هواهم تبعاً لما جاء به الكتاب والسنة وان يناصحوا من ولاّه الله أمرهم بأن يؤدوا الحقوق التي عليهم من طاعة والقيام بما يوكل اليهم من الاعمال والوظائف وهذا من مناصحة ولي الأمر وان يبلغوه ما يرون من الخلل والنقص حتى يصلحه هذا منهج اهل السنة والجماعة وقال العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع أوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الامور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. فأمر صلى الله عليه وسلم بتقوى الله بفعل اوامره وترك نواهيه وامر بالسمع والطاعة لولي أمر المسلمين، فإذا اجتمعت تقوى الله والسمع والطاعة حصل للمسلمين الخير الكثير (وإن تأمّر عليكم عبد). لا تحتقروا ولي الأمر مهما كان وان كان في مظهره او في نسبه ما لا يعجبكم فإن طاعته واجبة لا تنظر لشخصيته وانما انظر لمنصبه الذي اقامه الله فيه ولما في ذلك من مصلحة المسلمين واستتباب الأمن فإن ولي الأمر جعله الله سبحانه وتعالى حماية للمسلمين من التفرق والاختلاف ومن التناحر والتباغض بين الناس ومن تسلط الظلمة على الضعفاء وجعله مقيماً لحدود الله وجعله مقيماً للجهاد في سبيل الله وجعله حامياً لثغور المسلمين يجتمعون عليه ويأتمرون بأمره وينقادون لطاعته إلا في معصية الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ومعنى ذلك ان تجتنب المعصية وان تطيعه فيما عداها مما ليس هو من معصية الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول السلف: لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا إمام إلا بسمع وطاعة. فالإمام له أهمية عظيمة ولهذا لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بمبايعة الخليفة من بعده قبل ان يجهزوا الرسول صلى الله عليه وسلم ويدفنوه، ما جهزوا الرسول وغسلوه وكفنوه ودفنوه إلا بعد ان بايعوا الخليفة من بعده من اجل ان تتم مصالح المسلمين ولا يحصل نزاع ولا فرقة ولا اختلاف. واوصى صلى الله عليه وسلم عند الفتن بالرجوع الى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاعتصام بها. ومن الاعتصام بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة ولاة امور المسلمين عند الاختلاف . ولهذا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بما يحدث من الفتن قال: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ان تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: أرأيت إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ان تعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك. ففي هذه الآيات والاحاديث الحث على اجتماع الكلمة والنهي عن التفرق والاختلاف والتنازع واذا حصل نزاع فإنه يرد الى كتاب الله والى سنة رسول الله والذي يتولى ذلك هم اهل العلم فيرد الامر اليهم وهم يحكمون بكتاب الله وسنة رسول الله وينهون النزاع والاختلاف ثم يرضى كل من الطرفين بحكم الله ورسوله . وليس من شرط ولي الامر ان يكون معصوماً لا يقع منه خطأ ولا تقع منه معصية ليس هذا بشرط فهو بشر يخطئ ويصيب وتقع منه بعض المعاصي ومع هذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نسمع ونطيع إلا اذا رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله سلطان. فإذا بلغ الى الكفر البواح الكفر الاكبر فإنه حينئذ لا بيعة له ولكن من الذي يحكم بكفره؟ لا يحكم بكفره إلا الراسخون في العلم الذين يصدرون عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصدرون عن الأهواء اما ما وقع من ولي الامر من الخطأ او من المعصية التي هي دون الكفر فإن هذا لا يسوغ الخروج عليه ولا يسوغ شق عصا الطاعة بل تجب طاعته وان كان عاصياً وان كان مرتكباً لكبيرة دون الشرك فإن ضرر معصيته عليه وضرر مخالفته والخروج عليه يكون على المسلمين، والصبر عليه وان كان عنده معصية أخف من المضار التي تترتب على الخروج عليه من سفك الدماء وضياع الامر وتسلط الكفار وحصول الخوف على المسلمين فيصبر عليه وان كان عاصياً معصية لا تصل الى حد الكفر. وكذلك يجب عليك ان تطيعه ولو كان ظالماً لو اخذ مالك وسلب ظهرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اسمع واطع وان اخذ مالك وضرب ظهرك لأن هذه المسألة مسألة الظلم وضرب الظهر وأخذ المال مضرة جزئية ولكن الخروج عليه مضرة عامة تعم المسلمين وتفسد الامر ويحصل بسببها من المضار العظيمة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ومن المعلوم ان من قواعد الدين ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما. وكذلك ألا تطيع الامر إلا فيما ترضى او تحب، بل تطيع فيما تحب وفيما تكره، تطيعه في عسرك ويسرك وأثرة عليك، في منشطك ومكرهك، تطيعه ان اعطاك وتطيعه اذا لم يعطك من المال شيئاً. قال الله تعالى {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون} فرضاهم عن ولي الامر انما هو لطمع نفوسهم فإذا اعطوا شيئاً رضوا واذا لم يعطوا شيئاً سخطوا عليه وتكلموا فيه ونابذوه هذه طريقة اهل النفاق والعياذ بالله. وقال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة تعس عبد القطيفة إن اعطي رضي وإن لم يعط لم يرض. فهذه علامة أهل النفاق انهم لا يطيعون ولاة الامور إلا اذا كان لهم طمع واما اذا لم يكن لهم طمع دنيوي فإنهم يعصون ولاة الامور . اما المؤمن فإنه يطيع ولي الامر سواء أعطاه او لم يعطه، سواء ارضاه او لم يرضه طاعة لله وطاعة للرسول وجمعا للكلمة وارتكاباً لأخف الضررين لدفع اعلاهما. فهذا امر يجب على المسلمين ان يتنبهوا له وقال صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة الدين النصيحة، الدين النصيحة - ثلاث مرات - قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). النصيحة لأئمة المسلمين بأن تنصح لهم في جميع الامور، تنصح لهم في الطاعة فلا تعصهم فإن معصيتهم خيانة وليست نصيحة، تنصح لهم بالقيام بالامانات والوظائف والاعمال التي يوكلونها اليك فتؤديها على الوجه المطلوب هذا من النصيحة لولاة الامور الدعاء لهم بالصلاح والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة لأن صلاحهم صلاح للمسلمين، صلاحهم يحصل نفعه لهم وللمسلمين فعليك ان تدعو لهم بالصلاح. قال بعض السلف: اذا رأيت الرجل يدعو لولاة الأمور فأعلم انه صاحب سنة، واذا رأيت الرجل يدعو على ولاة الامور فاعلم انه صاحب بدعة. فمن النصيحة لهم ان تدعو لهم، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لو أعلم ان لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان. لأن السلطان اذا صلح أصلح الله به المسلمين وأصلح الله به الامور فيدعى له بالصلاح . اما الذين يدعون على الولاة فهؤلاء اصحاب بدعة وهؤلاء يريدون الشر بالمسلمين ولا يريدون اجتماع المسلمين ولا يريدون صلاح المسلمين وان كانوا يزعمون ان هذا من إنكار المنكر هذا هو المنكر نفسه. الدعاء على ولاة الامور هو المنكر نفسه وان كانوا يزعمون انه من إنكار المنكر. فهذا واجب عظيم يجب على المسلمين ان يعرفوا هذه الاصول وان يتمشوا عليها ولا يغتروا بكثرة القيل والقال والثرثرة من بعض الجهال او المغرضين الذين ليس لهم هم إلا الوقيعة في اعراض المسلمين عموماً وفي اعراض ولاة الامور خصوصاً فإن هؤلاء مفسدون في الارض هؤلاء نمامون مغتابون يجب الحذر منهم، هؤلاء يبغضون الراعي الى الرعية ويبغضون الرعية الى الراعي ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . |
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد ان محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: أيها الناس اتقو الله تعالى واعلموا ان الله ما أمرنا بطاعة ولاة أمورنا ولا أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لمصالح عظيمة، وما نهانا عن معصية ولاة أمورنا إلا لما في ذلك من المضار العظيمة . انتم تقرؤون في التاريخ وتسمعون الوقائع الآن وترونها الذين خرجوا على ولاة امورهم وشقوا عصا الطاعة وازالوا ولاتهم ماذا حصل عليهم من النكبات؟ ماذا حصل عليهم من سفك الدماء؟ ماذا حصل عليهم من اختلال الامن؟ ماذا حصل في بلادهم من النهب والسلب؟ ماذا حصل عليهم من تدخل الكفار في بلادهم وتسلطهم عليهم؟ ولو انهم استقاموا مع ولاة امورهم ونصحوا لهم وكانوا امة واحدة لهابهم العدو ولانتظمت امورهم. تقرؤون ما حصل من الفتنة العظمى لما قام أناس من الاوباش والسفلة بقيادة يهودي يقال له ابن سبأ لما قاموا على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وقتلوه ماذا حصل بالمسلمين من النكبات التي يعانون منها الى الآن؟ ازال ولاة امورهم فماذا حل بهم؟ لا يزالون الى الآن يعانون من الويلات ومن الحروب الاهلية بينهم الداخلية ومن الحروب من اعدائهم ومن اختلال الأمن ومن نهب الاموال ومن هدم البيوت وغير ذلك من العقوبات. فلا يستقيم أمر المسلمين إلا بجماعة ولا تستقيم لهم جماعة إلا بسمع وطاعة لولي أمرهم. فليتق الله اولئك الذين يحرشون ويتكلمون في ولاة الامور في مجالسهم وفي منابرهم وفي الاشرطة يحرشون ويسبون ولاة الامور ويكفرونهم هؤلاء من المفسدين في الارض الذين يجب الاخذ على ايديهم قبل ان يستفحل الامر ويستعصي العلاج . فإن هذا ليس هو شأن المسلمين شأن المسلمين انهم يتناصحون بينهم النصيحة اللائقة بلا تشهير ولا تعيير وبلا غيبة وبلا إشاعة للفاحشة فطريق المسلمين النصيحة اللائقة المفيدة . وأما الكلام في آحاد الناس في المجالس هذه غيبة محرمة فكيف اذا كان هذا الكلام في ولاة الامور اذا كان هذا الكلام في العلماء الذين هم قدوة الامة ؟ ألا يسبب هذا تشتت الامة وتباغضها ؟ ألا يسبب هذا الامر انفلات الامر في النهاية ؟ ألا يسبب شراً كثيراً ؟ فعلى هؤلاء ان يتقوا الله في أنفسهم وفي مجتمعهم، عليهم ان يتوبوا الى الله. قال صلى الله عليه وسلم (فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) ثم اعلموا عباد الله ان خير الحديث كتاب الله.. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
سؤال للطاوس كيف تمكن الحكام الخونة والعملاء من الحكم وهل يجب لنا مبايعتهم مكرهين وهل هناك نص من القران والسنة في تولية ابن الاقربين واعطائه اموال المسلمين للعبث فيها فقط اكتب بقلمك فالنسخ واللصق ليس مكانهما |
اللهم ابعد عنا شر البدع و المبتدعة من اهل الكلام
و ثبت اقدام اهل الحديث |
إقتباس:
من هم اهل الحديث ومن هم المبتدعة اكتب بقلمك فقط لست محتاجا للنسخ واللصق |
ولاتنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان
|
احمد ياسين
رد على الخطبه واللي جاء في مضمونها واترك عنك التحدي يابو تحدي ما يحرقكم الا مثل هالخطب بارك الله في الشيخ الفوزان وجعله ذخر للامه الاسلاميه |
إقتباس:
السؤال كان موجها لغيرك من هو هذا الفوزان والعبيكان والان والان والله لم اسمع بهم طول حياتي الا هنا في الخيمة |
اجل ابن لادن والزرقاوي اللي طول عمرنا نسمع فيهم وتريدنا نتبع كلامهم
ياشيخ طير انت وعلومك ماعندك الا الخرط يابعدي والله وخلي في بالك شي الفكر اللي تحاول تلمعه اقسم لك بالله العلي العظيم محروق عندنا من زماااان ولا له اتباع الا في الانترنت من الطفيليين اللي مثلك |
انا اتحدث بما اعتقده يااخي قد اجد من يقاسمني وقد اجد من يخالفني والحوار هو ذاك لم اطلب منك شيئا واحدا ولن اطلب لامنك ولامن غيرك نحن نتناقش ونتبادل الافكار من له حجة فلياتي بها ومن هو طير باباغاء:New2: فالمكان ليس هنا فلسنا في حضيرة بل نحن في حوار |
انت اصلا لست سعوديا وليس مطلوب منك المبايعه
سواء رضيت ام كرهت قبح الله الطفيليين |
إقتباس:
طيب مادام الامر كذلك فلم تاتون بمواضيع السعودية وذكرها في كل رد هل السياسة هي السعودية وال سعود وهل الرياضة هي السعودية وال سعود وهل السلاح ال سعود وهل وهل وهل وهل دعونا نتحدث في غير السعودية فوالله انتم من يحمل الناس على كره السعودية |
السعودية بلاد التوحيد و الفوزان و العبيكان وابن باز و العثيمين علماء التوحيد
طف العالم العربي كله تجد في كل قرية قبر ولي صالح او طالح يعبد من دون الله الا في بلاد التوحيد و دعك من الطعن في الناس لكي لا تنسى نفسك |
إقتباس:
لان هذا منتدى سعودي وبعدين سيب الحسد والغل عنك يالحسود اعوذ بالله شر حاسد اذا حسد حلوه ذي في بيتنا ويتشرط علينا اسمع انا ادلك يابن الحلال انقر على هذا الرابط http://www.newmar.net/arab/links/palestine.htm كلها منتديات فلسطينيه شارك فيها وما رايح تلاقي خبر سعودي لا عن قروض بلا فوائد ولا عن زياده في الرواتب ولا عن وظائف عسكريه ومدنيه ولا مكرمات حكوميه ولا شي تلاقي بالك مرتاااااااح وبنفس الوقت تفتك من ذنب الحسد اللي ذابح قلبك الطيب ياطيب |
الإسلام والخروج على الحاكم
الإسلام والخروج على الحاكم
مقدمة [الكاتب: عبد الله النفيسي] <<|| بسم الله الرحمن الرحيم تدور هذه الأيام حوارات ساخنة في الأوساط الإسلامية حول مدى شرعية الخروج على الحكام في عصرنا هذا... بعض الذين يتصدّرون العمل الإسلامي نلاحظ عليهم حماساً مُضاداً لكلِّ فكرة تؤيّد الخروج على الحكام، أكثر من ذلك فهم قد غلوا في موقفهم واتهموا كل من لا يرى رأيهم بالغباء وقلّة الفقه والخروج عن الملّة في كتابات لبعضهم، ونحن ننصحهم - والدين النصيحة - بالابتعاد عن هذا الغلو ونُطالبهم - كإخوة في الله - أن يتقوا الله ويحذروه وألا يحسنوا الظن كثيراً بأنفسهم ويُسيئوا الظن كثيراً بإيمان غيرهم، وإذا اختلفنا في هذه القضية فليكن الخلاف رفيعاً. نحن نقف في هذه القضية مع الذين يقولون بالخروج على الأنظمة الحاكمة في أرض الإسلام اليوم، ونقف هذا الموقف استناداً إلى دليلين: 1-الدليل الشرعي. 2-والدليل العقلي. الاستاذ : عبد الله النفيسي النور للإعلام الإسلامي |
الإسلام والخروج على الحاكم
الدليل الشرعي [الكاتب: عبد الله النفيسي] <<||>> يقول جلّ القائل في كتابه الكريم: 1) { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأول-ئك هم الكافرون} [المائدة : 45]. 2) { فاحكم بينهم بما أنزل الله} [المائدة : 48]. 3) { فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم} [النساء : 65]. 4) { واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} [الجاثية : 18]. 5) { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حُكماً} [المائدة : 50]. 6) { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} [النساء : 105]. 1) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيليكم أمراء من بعدي يعرّفونكم ما تنكرون، ويُنكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله ) [1]. 2) وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيكون عليكم أُمراء يُؤخّرون الصلاة عن مواقيتها ويحُدِثون البدع. قلت: فكيف أصنع؟ قال: تسألني يابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كيف تصنعُ؟ لا طاعةَ لمن عصَى الله ) [2]. 3) وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين عليكم أُمراء يُقرّبون شرار النّاس، ويُؤخِّرُون الصَّلاة عن مواقيتها، فمن أدركَ ذلك منهم فلا يكُونن عرِيفاً، ولا شُرْطياً، ولا جَابِيا،ً ولا خَازِناً ) [3]. 4) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فكان من خطبته أن قال: ( ألا إني أُوشك أَنْ أُدعَى فأُجِيب... فَيلِيكم عُمّال من بعدي يقولون ما يعلمون ويعملون بما يعرفون، وطاعة أولئك طاعة، فتلبثون كذلك دهراً ثم يليكم عمّال من بعدهم يقولون ما لا يعلمون ويعملون ما لا يعرفون، فمن ناصحهم ووازرهم وشدّ على أعضادهم فأولئك قد هلكوا وأهلكوا، خالطوهم بأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم، واشهدوا على المحسن بأنه محسن وعلى المسيء بأنه مسيء ) [4]. هذه مجموعة من أشهر النصوص التي وردت حول قضية الخروج على الحاكم ولأهل العلم فيها وجوه كثيرة، لكن قبل استعراض آراء الأئمة حول هذه القضية يجب علينا أن نوضح بعض النقاط الضرورية: 1) هذه النصوص التي ذكرنا إنما جاءت لتخاطب الواقع المسلم القائم آنذاك. 2) اجتهادات الأئمة حولها إنما بُنيت على أساس أنها - أي النصوص - إنما جاءت لتخاطب الواقع المسلم القائم آنذاك. 3) أن الحكّام الذين كانوا يُعاصرون الأئمة كانوا يحكمون بما أنزل الله. 4) أن أصحاب الآراء التي كانت توصف بالتطرّف والتي كانت تُنادي - آنذاك - بالخروج على حكام ذلك الزمان كانوا من خارج أهل السنة والجماعة كالمعتزلة والخوارج. فلم يكن يتصوّر الفقهاء - أيامها - وجود حاكم لا يحكم بما أنزل الله بالصورة الكلية والشمولية التي نعيشها اليوم، لم يكن يتصور الفقهاء وجود حاكم يتنكر لشرع الله ويتآمر على الإسلام ويُنكلّ بالمسلمين ويُوالي أعداء الله كما هو حال حكام اليوم... يقول ابن كثير - رحمه الله تعالى - في معرض تفسير قوله: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يُوقنون} [المائدة : 50] : ( يُنكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كلّ خيرٍ الناهي عن كلّ شرٍّ، وعَدَل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من الشريعة... كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات... فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل أو كثير ) [5]. يُعلق محمد حامد الفقي على كلام ابن كثير هذا في كتاب "فتح المجيد" صفحة 406 فيقول: ( ومثل هذا وشرٌّ منه من اتخذ من كلام الفرنجة قوانين يتحاكم إليها في الدماء والفروج والأموال، ويقدمها على ما عَلِمَ وتبيّن له من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهو بلا شك كافر مرتد إذا أصرَّ عليها ولم يرجع إلى الحكم بما أنزل الله، ولا ينفعه أي اسم تسمّى به ولا أي عملٍ من ظواهر أعمال الصلاة والصيام ونحوها ). قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - لما سُئل عن قتال التتار مع تمسكهم بالشهادتين ولمِا زعموا من اتباع أصل الإسلام، قال: ( كلّ طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم و غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة رضي الله عنهم مانِعي الزكاة. وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم... فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، و الميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين - ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها و تركها - التي يكفر الجاحد لوجوبها. فإن الطائفة الممتنعة تُقاتل عليها وإن كانت مقرّة بها. وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء... وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة الخارجين على الإمام، أو الخارجين عن طاعته ) [6]. قال القاضي عياض - رحمه الله -: فلو طرأ عليه (أي الخليفة) كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل. وهكذا نرى أنه ليس هناك أي تناقض بين آراء العلماء حول مسألة الخروج على النظام الحاكم في حالة كفره وإعراضه عن شرع الله، فالكلُّ مجمعٌ على ذلك كما نقل ابن تيمية هذا الإجماع وأشار إليه عندما قال: ( وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء ). هناك بعض الناس يُسيئون فهْمَ بعض الأحاديث لرسول اللهز فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم: ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله، حرّم مالُه ودمُه وحسابه على الله ) [7]. قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - حول ذلك: ( اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال لا إله إلا الله تعبير عن الإجابة إلى الإيمان وأنّ المراد بهذا مشركُو العرب وأهل الأوثان... فأما غيرهم ممن يقرّ بالتوحيد فلا يكتفي في عصمته بقوله لا إله إلا الله إذ كان يقولها في كفره ) [8]. لقد أجمع العلماء على أنّ من قال لا إله إلا الله ولم يعتقد معناها، أو اعتقد معناها ولم يعمل بمقتضاها يجب أن يقاتل حتى يعمل بما دلّت عليه من النفي والإثبات. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أُمرتُ أن أُقاتلَ النّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ) [9]. قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في تعليقه على الحديث: ( فيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام قليلاً أو كثيراً ) [10]. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : ( إنما اختلف العلماء في الطائفة الممتنعة إذا أصرّت على ترك بعض السنن كركعتي الفجر، والأذان والإقامة - عند من لا يقول بوجوبها - ونحو ذلك من الشعائر. فهل تُقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا؟ فأما الواجبات والمحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها ) [11]. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بما استقر عليه إجماع الصحابة من قتال الصديق لمانعي الزكاة وقتال علي للخوارج. |
ويقول ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: ( وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من عشرة أوجه الحديث عن الخوارج، وأخبر أنهم شرّ الخلق والخليقة، مع قوله: ( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم ) فعلم أن مجرّد الاعتصام بالإسلام مع عدم التزام شرائعه ليس بمُسقط للقتال. فالقتال واجب حتى يكون الدين كلّه لله وحتى لا تكون فتنة. فمتى كان الدين لغير الله فالقتال واجب ) [12].
والذين يَرون عدم الخروج على الأنظمة الحاكمة اليوم يستدلون خطأ ببعض الأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمثلاً هناك حديث يقول: ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية ) [13]. هذا الحديث يطرح أمامنا عدة أسئلة: 1) من هو الأمير المقصود في هذا الحديث؟ 2) ما هي نوعية الكره؟ 3) ما هي حدود الصبر؟ 4) وأي جماعة تلك المقصودة في الحديث؟ 5) أهي الجماعة الكبرى أم الصغرى؟ من البديهي أن الأمير الذي ذكره الحديث هو الأمير المسلم، فهذا هو المعنى الذي يتماشى مع طبيعة الشرع، فمن ثم يجب على المسلم أن يطيعه لأنه - أي الأمير - متقيّد بالشرع خاضع لأمره، لكن قد يرى المسلم منه ما يكره؛ أي بعض السلوكيات الخاطئة من قبل الأمير كحال الأمراء الأمويين والعباسيين... لكن ليس هذا مبرراً شرعياً للخروج عليه، ومن هنا فإن الصبر المَعنيّ بالحديث هو الوسيلة لمحاصرة هذا الكره الذي ذكرنا مواصفاته... الكره الذي لا تتجاوز حدوده الفرد إلى حدود الجماعة. وعلى ضوء هذا الفهم يتبين لنا خطأ الذين يُحاولون تطبيق هذا الحديث اليوم على الأنظمة التي تجثم فوق صدور المسلمين. والذين يَرون عدم الخروج على الأنظمة الحاكمة اليوم يستدلّون بحديث لست مُطمئناً لصحته يقول: ( شرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا: يا رسول الله أفلا نُنابذهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ). وحتى لو كان الحديث صحيحاً [14] فلا نفهمه بالصورة التي يُحاولون من خلالها عرضه... يقولون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أقاموا الصلاة ) ويعتقدون أن المقصود هو أنه مادام الحاكم يُصلي ولا يمنع الناس من الصلاة فلا يجوز الخروج عليه، وهذا فهمٌ قاصرٌ وغير صحيح ولا يلتقي مع أقوال جمهور العلماء وبالأخص ابن تيمية في أقواله التي دوّناها في الصفحات السابقة؛ فالتتار كانوا يُقيمون الصلاة بل منهم من كان فقيهاً مُتعبداً ومع ذلك جعل قِتالهم واجباً لإيمانهم بالياسق [15]. والمقصود بالمنابَذة - التي ورد ذكرها في الحديث - هو نقض البيعة التي أعطاها الناس لهؤلاء الحكام والخروج عليهم. يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وإمَّا تخافنّ من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواء} أي أعلمهم بنقض العهد الذي بينك وبينهم. وفي الحديث إشارة واضحة إلى أن هناك بيعة أُعطيت لهؤلاء الأمراء كي يقوموا بأمر المسلمين حسب كتاب الله وسنة رسوله، فالبيعة - ويجب أن تكون عن رضا واختيار لا عن إكراه وإجبار - هي الوسيلة الشرعية في الإسلام لتولي السلطة السياسية، وما دامت هناك بيعة بين الحاكم والمحكوم فمعنى ذلك أن الحاكم يجب أن يُطاع؛ لأن البيعة إلزام للحاكم بالتقيّد بشرع الله وإلزام للمحكوم بطاعة هذا الحاكم في حدود هذا الشرع. ومن هنا فإن الأمراء الذين طلب الصحابة منابذتهم والخروج عليهم كانوا يحكمون بما أنزل الله لكن سلوكهم الشخصي لا يُرضي المحكومين وأفعالهم تُبيح لعنهم من قِبل الناس، ومن ثَمَّ هم يلعنون الناس كما يلعنونهم. وعلى ضوء هذا الفهم يتبيّن لنا أن المقصود بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أقاموا الصلاة) ليس هو مجرّد إقامة الصلاة في حد ذاتها، وإنما لأن الواجب على الأمير المسلم أن يُقيم في الناس الصلاة ويخطب فيهم الجمعة، هذا العمل صورة من صور الممارسة الشرعية لمسؤولياته في الإسلام ومادام يقوم بهذا العمل... وهذا يعني أيضاً تقيّده وإلتزامه بشرع الله... لأجل ذلك لا تجوز منابذته، وليس المقصود - كما يفهم البعض - أنه مادام الحاكم يُصلي ولا يمنع الناس من الصلاة فلا يجوز الخروج عليه وإن لم يكن يلتزم شرع الله، فهذا الفهم يُخالف مخالفة صريحة ما كان عليه الصحابة وأجمعوا عليه وكذلك ما أجمع عليه الفقهاء. وهل يُعقل أن يكون المقصود بالحديث هو الحاكم الذي يُقيم الصلاة فقط دون بقيّة أحكام الشرع؟! إن محاولة تطبيق هذا الحديث على حكّام اليوم هي محاولة لدعم الباطل على حساب الإسلام، فحكّام اليوم وأنظمة هذا العالم المترامي المسمّى مجازاً بالإسلامي لم يصلوا إلى الحكم بالطريق الشرعي (البيعة)، بل فرضوا أنفسهم على المسلمين بقوة الحديد والمال ودعم القوى الكافرة المتربّصة بالإسلام ودُعاته الحقيقيين، ومن هنا ينقطع الطريق أمام دعاة الضلالة الذين يحاولون ترقيع الجاهلية بأحكام الإسلام وإلباس هذه الأنظمة الكافرة ثوب الإمامة العادلة!!. لقد استحلت هذه الأنظمة ما حرّم الله في كلّ قرار تصدره وكلّ خطوة تخطوها، فهي - كما نلاحظ - لا تقوم على بيعة وقد عطلّت حق الأمة في الشورى ومراقبة الحاكم وتسديده وترشيده وعزله، وأخذت تتوسع في إباحة المحظورات الشرعية بل تيسّر السبل والوسائل كي تنتشر هذه المحظورات وتسود الواقع، والاستحلال كفر بإجماع الأمة لا يُخالف في ذلك أحد وبالإضافة إلى ذلك استباحت دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، فهل هناك براهين على الكفر الصريح أكثر من ذلك. إن حكّام اليوم كفروا بما أنزل الله وأعرضوا عنه مهما لبسوا من أزياء الإسلام، وهم يُوالون أعداء الله وينصرونهم على جماهير الإسلام والمسلمين، وينشرون الفساد في الأرض، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط والعدل بين الناس... والجماهير - لَهْفِي عليها - استسلمت لهذه الأوضاع المنحرفة ودانت لها حتى صبغت تصوراتها وسلوكها وأخلاقها بصبغة الكفر، فأصبحت تُوالي الحكام وتهتف لهم وتتقرب منهم وتنصرهم وتدعمهم على حساب الإسلام، وهي أولاً وآخراً لا تدري ماذا يُراد بها؟ وأصبحت لا تحمل من الإسلام سوى اسمه. فهل هناك كفرٌ أكثر بواحاً من هذا؟. -------------------------------------------------------------------------------- [1] رواه الحاكم والطبراني وهو حديث صحيح. [2] رواه الطبراني في الكبير وهو حديث صحيح. [3] رواه ابن ماجة وسنده صحيح، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وأحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الصغير، والخطيب في تاريخ بغداد. [4] رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الزهد الكبير وهو حديث صحيح. [5] تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/225. [6] مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 28/502،503. [7] رواه مسلم. [8] نقلاً عن الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم 1/206-207 . [9] رواه مسلم. [10] رواه مسلم. [11] مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 28/503 . [12] المصدر السابق 28/502-503 . [13] رواه البخاري ومسلم وغيرهما من رواية ابن عباس رضي الله عنه. [14] قلت (أي الناشر): الحديث صحيح أخرجه مسلم 6/24، والدارمي 2/324، وأحمد 6/24-28. من حديث عوف بن مالك. (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويُصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قيل: يا رسول الله أفلا نُنابذهم بالسيف؟ فقال: لا؛ ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من وُلاتكم شيئاً تكرهونه، فأكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة). [15] عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها "جنكز خان" عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملّة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه... كما يصنع الحكام المرتدين في عصرنا هذا. |
بما انك تنقل عن النفيسي واشكاله
وتعتبره كاتب لانه كتب ما وافق نفسك فسمح لي بان تعطي نفسك اجازه لترتاح اعصابك يا sayef من القهر |
الإسلام والخروج على الحاكم
الدليل العقلي [الكاتب: عبد الله النفيسي] ||>> إن المتأمل في واقع هذه الأنظمة الحاكمة اليوم في أرض الإسلام تتكشف له حقيقة هامّة وهي: أن هذه الأنظمة لم تتسلّم زمام الأمور في بلاد المسلمين اعتباطاً، هذه الأنظمة هي امتداد طبيعي للاستعمار الغربي الكافر، وإذا كان من الواجب الشرعي علينا أن نُقاتل القوى الاستعمارية الغربية الكافرة حتى يكون الدين كلّه لله، فمن البديهي أن نُقاتل هذه الأنظمة التي تُعتبر الجبهة الأمامية لهذه القوى الغربية الاستعمارية الكافرة. ومن المؤسف أن تتخوّف بعض الأوساط الإسلامية من الأساليب ((الثورية)) في التغيير. وإذا كانت ((الثورة)) - كمصطلح - هي العِلم الذي يُوضع في الممارسة والتطبيق من أجل تغيير المجتمع تغييراً جذرياً شاملاً - كالتغيير الذي أسسه وكرسه رسول الله صلى الله عليه وسلم - والانتقال بالمجتمع من مرحلة معيّنة إلى أخرى متقدمة على صعيد تحقيق العدالة الإجتماعية؛ إذا كانت ((الثورة)) - كمصطلح - تعني ذلك وهي كما نعلم تعنيه، فليست الثورة إذاً غريبة علينا كمسلمين... ولسنا كمسلمين - أيضاً - غرباء على الثورة. وإذا كانت الثورة تقف مع مجموع الأمة، وإذا كان مجموع الأمة يقف مع الثورة، فإنها لا شك ثورة حق؛ لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أكّد أن الأمة لا تجتمع على ضلالة. وإذا كانت الثورة تنحاز انحيازاً تاماً لمصالح الأمة، ومطالبها، وللمستضعفين فيها، والجائعين المعذَّبين، فإنها لا شك ثورة حق، لأن الهدف الأساسي من رسالات السماء إلى الأرض كان وما زال: تحقيق العدل والقسط وتحطيم الظلم والظالمين، يقول جلّ القائل: {لقد أرسلنا رُسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} [الحديد : 25]. ولم تكن هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فراراً وهروباً، بل كانت فعلاً ايجابياً عن طريق الثورة على المجتمع الظالم والقرية الظالمة، والتحضير لها والتحريض عليها. والذين لا يهجرون المجتمع الظالم لتغييره، والذين يأتلفون مع الظلمة هم ظالمون لأنفسهم... وهو أشد أنواع الظلم: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيمَ كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتُهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً}. ذلك أن كونهم مستضعفين في الأرض لا يُعفيهم من مسؤولية التغيير للظلم، لأن منطقهم الاستسلامي هذا يُعاكس إرادة الله سبحانه، تلك الإرادة التي صاغها القرآن الكريم في آية واحدة: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهمُ الوارثين} [القصص : 5]. فإرادة الله أن تكون القيادة والإمامة للمستضعفين في الأرض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تكون لهم وراثة ما في حوزة أوطانهم من ثروات وعلوم وإمكانيات. وأن الدعوة إلى الله وتوحيده ليست ولم تكن في أي يوم من أيامها منفصلة عن قضايا الأمة وأوضاعها وهمومها وتطلعاتها إلى العدل والكرامة والحرية والارتفاع... لقد كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يدعون أممهم إلى العقيدة (التوحيد) لكن ينبغي التأكيد هنا أنهم كانوا يربطون هذه الدعوة بالمسائل والقضايا التي تهم أممهم. فدعوة شعيب عليه السلام ارتبطت بمشكلة اقتصادية: {وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخيرٍ} [هود : 84]. ودعوة موسى عليه السلام ارتبطت بمشكلة سياسية: { فأتِيا فرعون فقولا إنّا رسول رب العالمين * أنْ أرسِلْ معنا بنِي إسرائيل} [الشعراء : 16،17]. ودعوة لوط عليه السلام ارتبطت بمشكلة اجتماعية: {كذّبت قوم لوطٍ المرسلينَ * إذْ قال لهم أخُوهُم لوطٌ ألا تتَّقون * إنِّي لكم رسولٌ أمينٌ * فَاتَّقواْ اللهَ وأطيعُونِ * ومَا أسألُكُمْ عليه مِنْ أجرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلاَّ على ربِّ العالمينَ * أتأتونَ الذُّكْرانَ من العالمينَ * وتَذَرونَ ما خلَق لكم ربُّكُم مِنْ أزواج-كم بل أنتم ق-ومٌ عادونَ * قالواْ لئن لم تَنْتَهِ يا لوطُ لتكوننَّ منَ المخْرَجِينَ} [الشعراء : 160،167]. نلاحظ أن دعوة شعيب كانت موجّهة ضد جشع التجار وضد أشكال الدناءة التجارية التي كانت شائعة فيهم ومازالت شائعة في كثير من المجتمعات العصرية التجارية... نقص في المكيال والميزان. {ويلٌ للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون}. كان هذا أمراً شائعاً في مدين - قوم شعيب - رغم أنهم - أي هذه الطبقة من التجار - كانوا دوماً في ازدهار {إني أراكم بخير} يعني بثروة وسعة في الرزق تُغنيكم عن الدناءة وبخس حقوق الناس وأكل أموالهم بالباطل، فدعوة شعيب - إذن - لم تكن دعوة مجردة إنما جاءت باسم الله لتُحارب واقعاً اقتصادياً يقوم على الاستغلال والدناءة والابتزاز. ودعوة موسى كانت موجّهة ضد الطاغوت والتسلّط والعجرفة التاريخية التي كان يمثلها فرعون... وما أكثر فراعنة عصرنا هذا!! كان فرعون يستبيح كلّ الناس وكلّ الأرواح وكلّ النساء وكلّ الأطفال حتى قال يوماً: {أنا ربكمُ الأعلى} ويأتي إليه موسى - رسولاً من الله - ويقول له: أرسِل معنا بني اسرائيل لأن بني اسرائيل، كانوا ضحايا طغيان وجبروت فرعون... طلب منه موسى - باسم الله - أن يرفع يده عن بني اسرائيل ويخلي سبيلهم بأمرٍ من الله. الموقف فيه مُواجهة للطاغية وكل أشكال الطغيان السياسي. ودعوة لوط كانت مرتبطة بواقع اجتماعي مُنحل سقط سقوطاً ذريعاً، جاء لوط باسم الله ليهاجمه ويُعلن المفاصلَة معه. وهكذا يقف أنبياء الله ورسله صفّاً مُعارضاً للجشع التجاري والطُغيان السياسي والتحلُّل الاجتماعي، وهي كما نلاحظ أخطر قضايا عصرنا هذا... وبالأخص في العالم الإسلامي ( إن الله أرسل رُسُلَه وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقِسط، وهو العدل الذي قامت به السموات والأرض، فإذا ظهرت أمارات الحق، وقامت أدلة العقل، وأسْفَرَ صُبحه بأيِّ طريق كان؛ فثَمَّ شرع الله ودينه ورضاه وأمره، والله تعالى لم يحصر طُرق العدل وأدلته وأماراته في نوع واحد وأبطل غيره من الطرق التي هي أقوى منه وأدلُّ وأظهر، بل بيَّن بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة الحق والعدل وقيام الناس بالقسط، فأي طريق استخرج بها الحق ومعرفة العدل وجب الحكم بموجبها ومقتضاها، والطرق أسباب ووسائل لا تُراد لذواتها، وإنما المراد غاياتها التي هي المقاصد، ولكن نبّه بما شرعه من الطرق على أسبابها وأمثالها، ولن تجد طريقاً من الطرق المثبتة للحق إلا وهي شِرْعَة وسبيل للدلالة عليها، وهل يُظن بالشريعة الكاملة خلاف ذلك؟ ) [16] اهـ. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين -------------------------------------------------------------------------------- [16] اعلام الموقعين، ابن القيم الجوزية 4/373 . |
مو مشكله يالشيخ الفوزان ولكن السؤال اين كنت وغيرك بالمملكه وقت اعتقال رئيس حقوق الانسان لمنطقة الشرق الاوسط والخليج العربى اين فتوى الفوزان وغيره
ام الفوزان من ضمن ولاة الامر وبالتالى سوف يرى كيف تكون حقوق الانسان ورمز النضال الكبير والذى ليس مثل سهيله تلك التى يخربط معها الفوزان اعلاميا |
ياأخي الدين لم يشرعه الله بكيف وهواء الانسان أو للجدل فهذها المسألة قد حكم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتهى الامر فليس هناك مساحة زائدة في دين الله لإضافة أراء جديدة من فلان او علان فقد أكتملت الشريعة وليس لكم مجال في طرح هذها الافكار الدخيلة في هذا الدين فاذهبوا وأبحثوا عن ملة أخرى تستقبل هذها الاراء أما ملة محمد صلى الله عليه وسلم فقد أكتفت بماشرعه نبيه عليه الصلاة والسلام وقد حذروا أئمة من هذها الاراء وقد روي عن الإمام الشافعي يقول :"إنما أنا بشر أُخطئ وأصيبُ فانظروا في رأيي فما وافق الكتاب والسنة فخذوا به وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"
ومن هو الشافعي ياأخي إمام من الائمة الاربعة وليس رجل مجهول لانعرف من هو ..فاأحذر ياهذا ففي في مقدمة صحيح الإمام مسلم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" وليست هي موافقة هواء .... |
أما عن صاحب الطيور فهو لايدري مايخرج من رأسه فلاتهتموا به كثيرآ ياأخواني والافضل أن تجتنبوه فهو في وادي لايعلم به الله تعالى
|
إقتباس:
|
بارك الله فيك ياأخي عادل
|
اخي الطاوس بارك الله فيك
|
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.