أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   ردا على مقال/الاسلام والخروج على الحكام (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=58945)

osman hassan 23-11-2006 02:25 AM

ردا على مقال/الاسلام والخروج على الحكام
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اولا انبه القارئ قبل تنبيه المفتري على الله ورسوله، ان المدارس الفكرية التكفيرية التي انتشرت تلبّس على المسلمين مما يوجب الرد عليها حيث لا يمكن تجاهلها. واقول لا يخدعنك مجرد ذكرهم للحديث فهذا النوع من الاضلال يعرف بالتلبيس والتدليس، وشيخهم في ذلك ابليس حيث اقنع ادم عليه السلام بالقسم، حيث قال الله تعالى عنه( وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين) فصدقاه لاجل القسم، والحديث عموما بل والقرءان يجب ان يشرح على مراد الشارع وتفسيره بالوحي ايضا لقوله تعالى (( ولا تعجل بالقرءان من قبل ان يقضى اليك وحيه)) وقال تعالى(( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرءانه فاذا قرأناه فاتبع قرأنه* ثم ان علينا بيانه)). لان الكلام تتشابه الفاظه وتحتمل عدة وجوه، فياتي شرح الشارع في بقية النصوص، واما الخوارج يتعجلون في الحكم ومن علاماتهم: انهم(( يقرؤن القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم)) كما في الحديث.
وذلك من تسرعهم وعدم تقييدهم بضوابط الشرع فاحذر ان تقع او تغتر بمظهرهم فان الحديث اشار لذلك حيث جاء فيه: سيخرج في أخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية . يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم . يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية . . الى اخره ) . 1066 صحيح مسلم.
ومن تلبيس عناصر هذه المدارس الفكرية التكفيرية من كتب يكفر ويبيح الخروج على الحكام المسلمين في مقال ( الاسلام والخروج على الحكام) ثم يعدل في الاحاديث ثم ياولها على غير مرادها، في مقال على هذا الموقع الذي يضم فضلاء بينوا كثيرا لكن واجبي ان اقدم حد معرفتي: كما ان الاحاديث التي ذكرها بجملتها لا تفيد الخروج على الحاكم، وغاية ما فيها لا طاعة في المعصية، واعلق ابتداء من الحديث الذي استفتح به خطاه بالزيادة فيه فاضافة اليه عبارة (من) حيث قال: من بعدي الا ان الحديث بهذه الرواية لم ترد فيه من. ونص مقاله هو كالاتي: ((0 وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيليكم أمراء من بعدي يعرّفونكم ما تنكرون، ويُنكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله ) [1].) [1] رواه الحاكم والطبراني وهو حديث صحيح.))
والصواب هو كالاتي: ((سيليكم أمراء بعدي ، يعرفونكم ما تنكرون ، و ينكرون عليكم ما تعرفون ، فمن أدرك ذلك منكم ، فلا طاعة لمن عصى الله)) 60551 الدرر السنية، ورقم 590 السلسلة الصحيحة للالباني. علما بان الحديث النبوي يجب التقيد فيه بالنص، والا بين بقوله في معنى الحديث.
وهو يستشهد به خطا في الخروج على الحكام.
اما من جهة الفهم، فان الحديث يشير الى عدم الطاعة في المعصية ولم يقول او يامر بالخروج عليهم او مقاتلتهم، بل اسلوب الحديث يدل على حالة نهج في حالة وجوده مع هؤلاء الامراء وليس في الخروج عليهم. ومن جهة ثانية حتى هذا الحكم المذكور من عدم الطاعة ليس على كل الحكام بل حالة معينة وصنف يكون قد ثبتت عليه تلك الصفات والتي يحددها اهل الاجتهاد وليس العوام. كما انه ليس كل الحكّام في درجة واحدة حتى نشملهم هكذا بضربة واحدة.
ومع هذا فانهم ينزلون ذلك على حكام لا ينطبق عليهم الحال بل على خير حكّام اليوم ، وحتى نحصرهم في اضيق نفق نحدد بان حكام منطقة الخليج العربي التي يستهدفها القائل ومن معه، نقول بان هؤلاء الحكام على خير ويحبون الدين وينصروا اهله ولا يجوز الخروج عليه في هذا العصر حتى الان، ومن جهة ثالثة : ان الاحاديث التي وردت عن امراء تحدث منهم مظالم فقد بينت ان ذلك لا يعني الخروج عليهم ولا قتلهم، بل رقم معاصيهم امر بطاعتهم كما في الحديث ((سيكون أمراء تعرفون و تنكرون فمن عرف برى و من أنكر سلم و لكن من رضي و تابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا )) 100606 الدرر السنة، وقال اسنداه صيحي على شرط الشيخين وورد في السلسلة الصحيحة للالباني رقم( 1083).
بل اوضح من ذلك الحديث الذي يامر بطاعتهم (مهما كانوا) كما في الحديث: (( اطيعوا أمراءكم مهما كان فإن أمروكم بشيء مما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه و تؤجرون عليه ذلك بأنكم إذا لقيتم ربكم قلتم : ربنا لاظلم فيقول : لا ظلم فيقولون : ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم و استخلفت علينا خلفاء فأطعناهم و أمرت علينا أمراء فأطعناهم فيقول : صدقتم هو عليهم و أنتم منه براء)) 90986 الدرر السنية، والسلسلة الصحيحة للالباني رقم( 1048).
وان حدثت الحالة المعنية فهي تعني الانكار وترك المشاركة او الرضى بذلك وليس الخروج عليهم، كما ورد في الحديث: ((سيكون أمراء تعرفون و تنكرون فمن عرف يرى و من أنكر سلم و لكن من رضي و تابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا . )) 100606 الدرر السنية ، الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على شرط الشيخين - المحدث: الألباني - المصدر: كتاب السنة . 1083 .
وما يبين انه يعني ترك المشاركة في المعصية فقط وامر بالطاعة في غيرها كما في الحديث : (( سيليكم بعدي ولاة ، فيليكم البر ببره ، والفاجر بفجوره ، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق ، وصلوا وراءهم ؛ فإن أحسنوا فلكم ولهم ، وإن أساءوا فلكم وعليهم )).17914 الدرر السنة والراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري 4/1/199
فرغم ذلك اجاز الصلاة خلفهم بل وحض عليها وذلك يفيد ايضا عدم تكفيرهم او الخروج عليهم، كما في الحديث: (( سيكون عليكم أمراء يصلون بكم الصلاة فإن أتموا بكم ركوعها وسجودها وما فيها فلكم ولهم وإن انتقصوا من ذلك فلكم وعليهم (الدارقطنى فى الأفراد عن عقبة بن عامر) وللحديث أطراف أخرى منها : "إنها ستكون بعدى أمراء" .
واضح من ذلك انه يامر بالصبر عليهم ومعهم مما يفيد انه لا يدعو الى الخرود عليهم لان الخروج يضر بكل المسلمين ويبدل امنهم خوفا. لذك جاء في الحديث : (( سيليكم أمراء يفسدون وما يصلح الله بهم أكثر فمن عمل منهم بطاعة الله فلهم الأجر وعليكم الشكر ومن عمل منهم بمعصية الله فعليهم الوزر وعليكم الصبر (البيهقى فى شعب الإيمان ، وابن النجار عن ابن مسعود) 13296 السيوطي. أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (6/15 ، رقم 7368)
وايضا الحديث: (( سيكون بعدى أئمة لا يهتدون بهديى ولا يستنون بسنتى وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال شياطين فى جثمان إنسان قال حذيفة كيف أصنع إن أدركنى ذلك قال اسمع وأطع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك. (رواه ابن سعد عن حذيفة) 13250-الدرر. أخرجه أيضًا : مسلم (3/1476 ، رقم 1847) ، والطبرانى فى الأوسط (3/190 ، رقم 2893) ، والحاكم (4/547 ، رقم 8533) وقال : صحيح الإسناد .
وحتى اذا بلغ الظلم اخذ حقوقهم مع اداءهم للحق الواجب فلم يسمح لهم بالخروج بل اثنى على بقاءهم بينهم لبيان الدين وسد الثغور في المجتمع كما في الحديث: ((سيكون بعدى ناس من أمتى يسد الله بهم الثغور تؤخذ منهم الحقوق ولا يعطون حقوقهم أولئك منى وأنا منهم (ابن عبد البر فى الصحابة عن زيد العقيلى) 13263جامع الاحاديث للسيوطي.
وكذلك الحديث )) سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : يا نبي الله ! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه . ثم سأله فأعرض عنه . ثم سأله في اثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس . وقال ( اسمعوا وأطيعوا . فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ) . وفي رواية : فجذبه الأشعث بن قيس . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اسمعوا وأطيعوا . فإنما عليكم ما حملوا وعليكم ما حملتم الدرر السنة 175471 الراوي: وائل الحضرمي والد علقمة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح 1846.
فان مدارس التكفير تشرح من حقدها وهواها وآراءها وليس بالاثار، فاياكم واصحاب الراي فانهم اعداء السنن اعيتهم الاحاديث ان يفقهوها فافتوا بغير عليم فضلوا واضلوا. روي عن عمر رضي الله عنه. ولنا عودة انشاء الله.

المصابر 23-11-2006 04:03 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة osman hassan
وما يبين انه يعني ترك المشاركة في المعصية فقط وامر بالطاعة في غيرها كما في الحديث : (( سيليكم بعدي ولاة ، فيليكم البر ببره ، والفاجر بفجوره ، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق ، وصلوا وراءهم ؛ فإن أحسنوا فلكم ولهم ، وإن أساءوا فلكم وعليهم )).17914 الدرر السنة والراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري 4/1/199
فرغم ذلك اجاز الصلاة خلفهم بل وحض عليها وذلك يفيد ايضا عدم تكفيرهم او الخروج عليهم، كما في الحديث: (( سيكون عليكم أمراء يصلون بكم الصلاة فإن أتموا بكم ركوعها وسجودها وما فيها فلكم ولهم وإن انتقصوا من ذلك فلكم وعليهم (الدارقطنى فى الأفراد عن عقبة بن عامر) وللحديث أطراف أخرى منها : "إنها ستكون بعدى أمراء" .



:New2: :New2:
أذكر لى مرة واحده صلى أحد خلف أمير منهم ؟
و أذكر لى أين يصلون جمعتهم ؟
و ما مقدار ما أوتوا من العلم الشرعى ؟


إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة osman hassan
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اولا انبه القارئ قبل تنبيه المفتري على الله ورسوله، ان المدارس الفكرية التكفيرية التي انتشرت تلبّس على المسلمين مما يوجب الرد عليها حيث لا يمكن تجاهلها. واقول لا يخدعنك مجرد ذكرهم للحديث فهذا النوع من الاضلال يعرف بالتلبيس والتدليس، وشيخهم في ذلك ابليس حيث اقنع ادم عليه السلام بالقسم، حيث قال الله تعالى عنه( وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين) فصدقاه لاجل القسم، والحديث عموما بل والقرءان يجب ان يشرح على مراد الشارع وتفسيره بالوحي ايضا لقوله تعالى (( ولا تعجل بالقرءان من قبل ان يقضى اليك وحيه)) وقال تعالى(( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرءانه فاذا قرأناه فاتبع قرأنه* ثم ان علينا بيانه)). لان الكلام تتشابه الفاظه وتحتمل عدة وجوه، فياتي شرح الشارع في بقية النصوص، واما الخوارج يتعجلون في الحكم ومن علاماتهم: انهم(( يقرؤن القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم)) كما في الحديث.
وذلك من تسرعهم وعدم تقييدهم بضوابط الشرع فاحذر ان تقع او تغتر بمظهرهم فان الحديث اشار لذلك حيث جاء فيه: سيخرج في أخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية . يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم . يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية . . الى اخره ) . 1066 صحيح مسلم.
.


أعتقد أن ما نقلت لنا سالفا حجة عليك لا لك



إقتباس:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - لما سُئل عن قتال التتار مع تمسكهم بالشهادتين ولمِا زعموا من اتباع أصل الإسلام، قال: ( كلّ طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم و غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة رضي الله عنهم مانِعي الزكاة. وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم...
فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، و الميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين - ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها و تركها - التي يكفر الجاحد لوجوبها. فإن الطائفة الممتنعة تُقاتل عليها وإن كانت مقرّة بها. وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء...
وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة الخارجين على الإمام، أو الخارجين عن طاعته ) .

osman hassan 25-11-2006 04:13 AM

ددليل ساذج، بان تقول اذكر لي من يصلي خلفهم تعني الحكام،: اولا مراد الحديث جواز الصلاة خلفهم ولا يلزم ان يصلوا في كل مكان عام او اذا لم يصلوا في مكان عام فهم كفار او حتى تاركي صلاة، كما اني لا احدث عن مجتمع لم اراه بل صليت معهم عدة صلوات وحضر مجالس للعلماء في مجالسهم بل وتحدثت فيها ردا على القطبيين وامثالهم،وانهم يصلون في مساجد داخل قصورهم كما هي المساجد داخل المكاتب علما بان القصور هي قرية وبعضها مدينة تتعدد فيها المساجد يشهدها العشرات وليست مكان صغير، كما ان النواحي الامنية تفرض عليهم الاحتياط لان امثال هؤلاء التكفيريين لا يامنون بينهم.
ومن لم تراه معك في المسجد لا يفيد ذلك بانه لا يصلي في مكان اخر. هذا ليس حكم شرعي الا عند الخوارج الذي حكمون على الاخرين بهواهم.
اما قولك ((أعتقد أن ما نقلت لنا سالفا حجة عليك لا لك)) هذا يفيد عدم قدرتك على الرد: لاني عنيت به ان لا حجة فيه على تكفير الاخرين ولا يدعو للخروج عليهم: فارجو ان تخرج منه دليل لجواز الخروج عليهم.
اما ايرادك لقول شيخ الاسلام رحمه الله ، التالي ((قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - لما سُئل عن قتال التتار مع تمسكهم بالشهادتين ولمِا زعموا من اتباع أصل الإسلام، قال: ( كلّ طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم و غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة رضي الله عنهم مانِعي الزكاة. وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم.
فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، و الميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين - ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها و تركها - التي يكفر الجاحد لوجوبها. فإن الطائفة الممتنعة تُقاتل عليها وإن كانت مقرّة بها. وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء...
وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة الخارجين على الإمام، أو الخارجين عن طاعته ) .))
فهذا ليس فيه دليل على تكفير الحكام. ولو راجعته لوجدت هو للحكام في اقامة حد الردة على الممتنع عن اقامة الشعائر المذكورة، والخطاب في اقامة الحد يراد به حكام المسلمين، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في من يفعل فعلة قوم لوط قال: فاقتلوا الفاعل والمفعول: فهل كل شخص يقتل من وجدته كذلك. لا: ان ذلك للحاكم وليس للعوام، كما ان اغلب الحكام للبلدان الاسلامية لم يستحلوا ما اشار اليه خاصة في منطقة الخليج المسلمة الطيبة فهم يامرون بتلك الواجبات، فكلام شيخ الاسلام عن التتار لا يتطابق مع حكام الخليج: اما عن عدم المشاركة في الجهاد: فذلك لعامة المسلمين الذين يمتنعون عن الجهاد عندما يعلنه الحاكم المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم : فاذا استنفرتم فانفروا، ضمن الحديث ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : ( لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا ) . عن عبدالله بن عباس في صحيح البخاري، 2825
فالجهاد المشروع يدعوا له الحاكم ويستنفر الناس وليس تدعوا له الجماعات المتطرفة ثم يقال للحكم تارك للجهاد. فان الاستلال ليس في مكانه.
ومراد شيخ الاسلام، على الرافضين لتلك الشعائر مع الامام وجماعة المسليمن.

osman hassan 25-11-2006 04:50 AM

كما ان هناك اشكالييات على المتطرفين المكفرين لاخرين، فقد ياخذون عبارة الاية (( الئك هو الكافرون)): على درجة واحدة ويحملونها في كل حال على الكفر الاكبر المخرج من الملة، الا ان كلمة كفر احيانا تطلق على كفر اصغر او كفر نعة او كفر عشير او غيره مما لا يفيد الكفر المخرج من الملة لهذا اورد مقتطفات من كتاب لنا حول هذه المسالة لبيان ان الكفر في ايات الحاكمية في سورة المائدة لا يعني المخرج من الملة في كل حال. بل اغلب ما ذكر ليس بمخرج واليك الفقرة.

جهلهم بمعنى الحاكمية

وبالنسبة لخطأهم في فهم الحاكمية فان ذلك من تعجلهم في الحكم على الناس والافعال حيث يجعلهم لا يدركون حتى المعاني اللغوية للفعل ليحاكموه بما يناسبه.
اذ ان من تعجلهم وضحالة علمهم يرون ان كلمة الحكم اين ما جاءت تعني الحدود والسلطة التي شغلت قلوبهم ، في حين ان جانب الحدود هو اقل الجوانب في كلمة الحكم، حيث ان الحاكمية او لفظة الحكم عامة في كل امور الدين ، بل القرءان بكامله هو احكام في مسائل متعددة ، كما قال تعالى : (وكذلك انزلناه حكما عربيا ) 37 الرعد ، وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه الى الله ) 10 الشورى.
فكل امر سواء في العقائد او العبادات او الحقوق ، لله فيها حكم ، لان حياة المسلم كلها لله عز وجل كقوله تعالى : ] قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين[ الانعام.
والحكم كما بينه ابن كثير في الايه 44 من سورة المائدة وبينه ايضا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى :
الحكم لغة : صفة الفعل ، أي الوصف الذي يعبر به عن حركة او تصرف ما صادر ، فمن كان فعله انه يطحن بأضراسه الخبز ويبتلعه ، فما صفة هذا الفعل، فالحكم على فعله : ياكل، وذلك صفة الفعل.
وكذلك كل فعل فان ذكر صفته هو حكم عليه من الناحية اللغوية.

والحكم شرعا :
ايضا كما ذكر ابن كثير وشيخ الإسلام رحمها الله :
هو ما اخبر به الشارع وما اثبته ، بناء على انه صفة الفعل، أي ان ذلك الوصف الذي ذكرناه للفعل، هو صادر من مصدر التشريع ، أي حكم الشارع ، سواء الكتاب او السنة.
فالذي خبرنا به الشارع على فعل ما سواء من احكام الدنيا او الاخرة او على العبادات والسلوك ، فهو حكم من الشارع في ذلك.
فعبارة الحكم عامة في كل امور الدين ، كما يقال ما حكم من اكل ناسيا في رمضان ، فالشارع يجيب ويحكم على فعله بانه لا شئ عليه ، فليتم صومه انما اطعمه الله وسقاه ، فهذا حكم لكنه ليس اقامة حدود او سلطة رئيس ، ويقال احكام المياه ، احكام الحيض ، والحكم في عقائد الناس وهو الاساس في الدين ، اذ يحكم على هذا الفعل بانه شرك وهذا مباح وهذا كفر، كما قال تعالى في سورة الزمر : ] الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من ادونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار [ ، فهذا حكم من الله لكنه لا يعني به اقامة حد ، وانما وصف من الشارع يبين خبره وحكمه بما يستحق ذلك الفعل ، فهو حكم الله بينهم في المسالة المختلف فيها بينهم ، فحكم على ذلك الفعل بالكفر .
وكذلك قول يوسف عليه السلام لاصحابه في السجن ردا على ما كانوا يعتقدون مع قومهم وبين حكم الله في ذلك ، لانه وحده الذي يحكم في هذه الامور العقائدية، قال تعالى حاكيا عنه : ] ما تعبدون من دون الله الا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون [ 40 يوسف.
فكلمة الحكم هنا لا تعني امور السلطة والحكام ، وانما الفصل في هذه المسالة الخلافية في العقيدة والذين تعبدونهم من دون الله بالتقديس والدعاء وهم كانوا يعرفون ربهم ويعبدونه لكنهم جعلوا له شركاء واعتبروا ذلك جائز ولا يخالف الدين ، فخبرهم بان الذي يحكم بالجواز او المنع في هذه المسائل هو الله : (ان الحكم الا لله). حكمه الشرعي على الافعال عموما، فمسالة الحاكمية هي عامة وليس خاصة بالحدود.
ولما فهمها اسلافهم الخوارج الاوائل بانها تحرم النوع الذي يرونه من حكم الوسطاء المحكّمين في الصلح ، واستخدموا الاستدلال بها في غير موضعه قال لهم علي رضي الله عنه بعد ان ذكروا الاية ( ان الحكم الا لله الله) قال : كلمة حق اريد بها باطل.
وايضا هؤلاء الخوارج اليوم يضعونها كثيرا في غير موضعها ان لم يكن في ذات الاستدلال فهم حوله يدندنون.
فالحاكمية عامة في كل امور الدين يطلب منهم الله تعالى ان يحكموا كتابه وسنة رسوله في كل شئ ، وقد جمع الله عز وجل كل ذلك في اية واحدة لكن المتطرفون تركوا ذلك وامسكوا بجانب السلطة ليتسلطوا على رقاب الناس باسم الدين .
قال تعالى في الاية 59 وما بعدها من سورة النساء : ] يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا [.
فانظر الامر طاعة عامة في كل الامور ، ولما كان هناك منافقون لم يعجبهم ذلك، وكانوا في داخلهم يريدون عن قصد تركه والتحاكم الى غيره ، قال الله عنهم في الاية التي بعدها : ]الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيد * واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا * فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان أردنا الا احسانا وتوفيقا * ألئك الذين يعلم الله ما في قلوبه فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا [.
ثم يستدرك عليهم تعالى ويؤكد ان الرسول اصلا ارسل لهذه الطاعة العامة في كل شئ قال تعالى بعدها :( وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما * [ وليؤكد ذلك اقسم تعالى بان الايمان لا يكتمل الا اذا حكموا رسوله في كل ما اختلفوا فيه وليس في الحدود فقط ، بل ويكون ذلك عن رضا في داخلهم ومن غير حرج او ملل ، بل ويستسلموا استسلاما حقيقيا لله تعالى بان يقودهم امره الى أي شئ اراده منهم ، فقال تعالى عن ذلك بعد تلك الايات : ] فلا وربك لا يؤمون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليـما[ .
وليؤكد ان المسالة فيما يخص المؤمن في داخله واستجابته لربه قال تعالى بعدها : ] ولو انا كتبناعليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا * واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما * ولهديناهم صرطا مستقيما *[ .
ثم يرجع ويؤكد ان الامر كله المطلوب هو طاعة الله والرسول الذي ارسله لتلك الطاعة وحتى لا يستهان بمسالة الطاعة عامة ، اخبر ان من يطع الله والرسول أي في التعاليم التي تصدر لكل مسلم ، فهو في اعلى درجات الاخرة قال تعالى : ] ومن يطع الله والرسول فألئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا* ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما 70 [ النساء
فبين ان امر ألحاكمية أمرا عاما في كل طاعة وهو العليم بهذه المسالة وليس تأويل أصحاب المناهج المنحرفة.
اما المنحرفون فجعلوا الحاكمية هي فقط سلطة الحاكم لان أعينهم تنظر الى كرسي الحكم الذي شغل قلوبهم وصرفها عن معانيه، وكان اكبر همهم ومبلغ علمهم هو كرسي الحكم، فساروا وأعينهم فيه حتى تقع أقدامهم على المهالك وهم لا يشعرون.

من فهم الخاطئ للحاكمية
ويفهمون النصوص على ما يناسب هواهم ومواقفهم لا على ما يوافق السنن ، ولهذا جاء في الحديث : يقرؤن القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم. من رواية ابي داود
ان من اخطاءهم الشائعة في العقيدة اعتقادهم كفر الحاكم في بلاد المسلمين الذي لم يطبق الحدود ، بالكفر الاكبر المخرج من الملة لمجرد تركه الحدود دون ان يجحدها وهو يدين بعقيدة المسلمين ، فالصواب هو من اهل القبلة وتجري عليه احكام الإسلام في تقصيره او عذره حسب ما سيرد من احكام التعطيل للشرع.
واما عن تحليل الاشكالييات والمغالطات التي وقعوا فيها واشتباه الاحكام عليهم خاصة خطاهم في فهم الحاكمية فنقول عن تفصيل حكم ترك الحدود او تعطيلها ، فهو عدة احكام واحوال مختلفة ، فليس بالكفر في كل حال ، وحتى اذا قيل الكفر ليس كله مخرج من الملة، الا حالة قلما تثبت على حاكم مسلم .

فالحالة الاولى في التعطيل :
مؤمن بالحدود لكنه لمعصيته ، او ظلما او تساهلا معطل للحدود فهو ، ثلاثة احكام :
فسق دون فسق : أي ليس اكبر يخرج من الملة ، والثاني ظلم دون ظلم : أي ليس مخرج من الملة كالشرك الاكبر.
كفر دون كفر، أي اصغر لا يخرج من الملة.
هذه الثلاثة للحالة الاولى.

osman hassan 25-11-2006 04:52 AM

والحالة الثانية في التعطيل :
كفر اكبر مخرج من الملة.

والحالة الثالثة في التعطيل :
معذور لعدم الاستطاعة او الجهل .

ونقف على الادلة واقوال الصحابة رضي الله عنهم واهل العلم المعتبرين في هذه الاحوال التي غابت على المتعجلين الجاهلين بالعقيدة.
1- فالحالة الاولى في التعطيل : المعطل للحدود وهي ثلاثة احكام : الفاسقون ، او الظالمون ، او الكفرون كله اصغر أي لا يخرج من الملة.
وذلك ما ورد في الايات 44 وما بعدها من سورة المائدة، والشاهد منها قوله تعالى في نهاية الثلاث آيات : ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هو الكافرون ) (ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الظالمون ) ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الفاسقون ).
فالاول الكافرون ، ولكن يجب ان يعرف أي نوع من الكفر؟ ويجب هنا ان نحدده من جهة الشارع وممن سمع من الرسول r وهم الصحابة رضي الله عنهم ، وليس من المتشنجين والمدعين.
ومنها ما جاء في صحيح البخاري ، حدتنا محمد بن بشار قال حثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن ابي جريج عن عطاء قوله ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الفاسقون ) قال : كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم.
وآخر حدثنا هناد قال حثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال حدثنا ابي عن سفيان عن سعيد المكي عن طاوس ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ) قال ليس بكفر ينقل عن الملة.
وآخر حدثنا الحسـن بن يحيى قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا الثوري عن رجل عن طاوس (فألئك هم الكافرون ) قال : كفر لا ينقل عن الملة، قال : وقال عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق.
واخر عن ابن طاوس عن ابيه قال : قال رجل لابن عباس في هذه الايات ( ومن لم يحكم بما انزل الله ) فمتى فعل هذا فقد كفر؟ ، قال ابن عباس : اذا فعل ذلك فهو به كفر ، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله .
وهنا القول واضح بانه ليس الكفر الاكبر كمن لم يسلم اصلا او ترك الإسلام بالجحود. وقد يلتبس الامر على البعض في تشابه القول في التكفير ، اذ ان الحالة المعنية بالكفر هي اذا كانت من جنس ترك الكفار وهو الجحود وليس ترك المسلم المقر بالحكم .
وذكر في ذلك ابن حجر بعض الاثار مع شرحه للبخاري.
قال ابن هبيرة : ان الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين ، خبر عنهم انهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون. انتهى
أي اذا كان تركهم من جنس ذلك الترك ، أي ترك الجحود ، فهذا الذي يحمل على الكفر الاكبر لانه انكار كحال الكفار.
وهذا التكفير من النوع المعلل بعلتين ، تارك للحكم وجاحد له ، بمعنى مريد ومحب لهذا الترك وراغب فيه كقوله تعالى ( يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت) ، أي عن ارادة وقصد ، وهذا المعنى واضح من سياق الايات التي يستدلون بها دائما وهي حجة عليهم ، قال تعالى في سورة النساء : ]الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا * واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا.
فهؤلاء تركوا حكم الله وهو قائم ويبحثون عن غيره، رغبة وارادة وجحودا وكراهية، فالحالة هذه مختلفة، ولا ينطبق الحكم حتى ينطبق الحال المبين في الاية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج20 ص 167 : في تعليل الحكم الواحد بعلتين وما يشبه ذلك من وجود مقدر واحد بقادرين ، ووجود الفعل الواحد من فاعلين .. الخ ) . الى ص 174 : وقد تبين بذلك ان علتين لا يكونان مستقلتين بحكم واحد حال الاجتماع . وهذا معلوم بالضرورة البديهية بعد التصور فان الاستقلال ينافي الاشتراك اذ المستقل لا شريك له والمجتمعان على امر واحد لا يكون احدهما مستقلا به ..الخ ، فالترك للتحكيم بلا جحود لا ينطبق عليه نوع الحكم المعلل بعلتين، ترك وجحود.
كما ذكر شيخ الإسلام في بيان ان التكفير فقط للمستحل قال في ج 19 ص86 : على احد القولين ( ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ) أي هو المستحل للحكم بغير ما انزل الله .
والمستحل هو جاحد لحكم التحريم وغير مقتنع به فهو يكفر لهذا الاعتقاد بالحجود وليس الترك مع الايمان به.
واستدل شيخ الإسلام على ذلك بما ذكر عن ابن عباس والذي جاء في ج7 ص 254 : في قوله (ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الكافرون ) قال : فقلت له : ما هذا الكفر؟ قال : كفر لا ينقل عن الملة مثل الايمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجئ من ذلك امر لا يختلف فيه. انتهى كلام ابن عباس.
ويؤخذ منه ايضا ، بعد تعريفهم لعدم كفر غير الجاحد، ان في ذلك ايضا ردا على تكفير المتطرفين لعامة الشعب الذي يتحاكم الى قاضي لا يرونه مسلما او في بلاد النصارى ، فعند السرقة او تعدي شخص على مال مسلم يذهب الى القاضي او الشرطة ليرد حقه ، فان المتطرفين يكفرونه بانه تحاكم الى الطاغوت ، وقد ذكر شيخ الإسلام ان حالة الكفر المعنية ، هي التي تجمع الارادة الداخلية أي الرضى مع الفعل ، للذي مريد للترك او التحاكم لغير الله مع وجود من يحكم بشرع الله، لكن من اضطر للاستعانة بقوة غير المسلمين دون الايمان بمشروعية دينهم فهذا يختلف ، لانه عاجز عن التحاكم للشرع ، اما لعدم وجوده ، او عجزه هو عن تحكيمه اذا كان حاكم، ولم يكن تارك له برغبته او يحجده ، بل يحبه ولم يجده او عاجز عن فعله ، وهذا يشترك فيه الحاكم العاجز والمتحاكم العاجز ، ولذا سياتي ذكره عند حكم الحاكم العاجز عن اقامة الحدود او الشرع بالكلية.
وردا على اشكالية اخرى وهي اختطافهم كلمة كفر واخذها على حالة واحدة، فيجب ان يعرف انه ليس في كل حال كلمة كفر تعني الكفر الاكبر المخرج من الملة بل ذكر في الاحاديث كثيرا ويراد به احيانا نوع من الكفر حتى دون الكفر الاصغر ، ويراد به ما تحتمله معانيه اللغوية ، كقوله r لعائشة : تصدقن فاني رايتكن اكثر اهل النار : قالت لم قال : لأنهن يكفرن . (هنا ذكر ان من عادات النساء يكفرن ، ولكن عائشة رضي الله عنها استوضحته) : ايكفرن بالله ؟ قال يكثرن اللعن ويكفرن العشير. ( فبين ان كلمة الكفر التي ذكرها هنا يعني بها الكفر بعشرة الزوج ، وهو ان المرأة تجحد ما قدم لها زوجها من احسان ، في لحظة غضب فتقول: لم ارى منك خيرا قط او لم تفعل لي كذا ، فهذا كفر لكنه بعشرة الزوج وليس كفر بالله).
وهذا يفيد ان كلمة الكفر احوال حسب موقعها ولا تعني في كل حال انها خروج من الاسلام.
وقال r فيما يرويه البخاري : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
فهل نقول كفر يخرجه من الإسلام ؟ فان ذلك يخالف ما صحت به النصوص واتفق عليه اهل العلم، فان الكفر في قتل النفس المؤمنة كفر اصغر ومن الكبائر ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين.
فكذلك كثيرا من العبارات ظاهرها البراءة من فاعلها لكنها ليس براءة بالكامل ، ومثل الحديث : ليس منا من لم يحترم صغيرنا ويوقر كبيرنا .
فهذا ليس براء من اسلامه ، وانما ليس مثلنا او على سنتنا وطريقتنا ، أي طريق الصفوة والنخبة الاولى ، ومثله قوله r : ليس منا من بات شبعان وجاره جائع، فهذا توبيخ له وانه ليس من قمة المؤمنين ، لكنه لا يعني انه كافر وليس من المسلمين.
ومن كل ذلك نصل الى انه اذا ذكرت كلمة كفر او مثلها يجب ان ننظر في موقعها وما يؤيد ذلك المعنى من اصول الدين واصول الفقه ، أي نوع من الكفر؟ او أي معنى له من اللغة؟ فيما اذا كان حقيقة او مجاز او حكم فيه درجات. وحتى في الفاظ المدح يجب النظر فيما يحتمل اللفظ ، فمثلا في الحديث : من توضا صحة صلاته .
فهل يكفي لصحة الصلاة الوضوء فقط ، ام بما يتضمن احكام الصلاة وشروطها ، فكذلك كل الاحكام يجب التريث فيها ومقابلتها مع ما جاءت به السنن.

الحالة الثانية في التعطيل
كفر اكبر مخرج من الملة ، وهو للتارك لحكم الله جاحدا ، أي غير مقتنع به او يرى انه لا يصلح لعصر او زمن معين ولو في مسالة واحدة فهذا الفعل كفر اكبر، وهذا ليس خاص بالحاكم وانما كل من جحد امر من الإسلام يكفر ولو طبق الحدود كورقة سياسية يكسب به شعبا ماء ، وهو في داخله جاحدا لمسألة واحدة من الشرع بعد بلوغ الامر عنده فهو يكفر بذلك، ولا ينفعه ما فعل من الدين.

osman hassan 25-11-2006 04:54 AM


والحالة الثالثة في التعطيل
معطل معذور لا يستطيع تحكيمه في الناس لعدم القدرة او المفسدة الراجحة ، او الجاهل بحكم ذلك، قال شيخ الإسلام في المجلد 19 من الفتاوى : فدلت هذه النصوص على انه لا يكلف نفسا ما تعجز عنه.
ومنه قوله ص 216 : وهذا فصل الخطاب في هذا الباب فالمجتهد المستدل من امام وحاكم وناظر وغير ذلك : فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله اياه وهو مطيع لله مستحق للثواب اذا اتقاه ما استطاع ولا يعاقبه الله البتة خلافا للجهمية المجبرة وهو مصيب بمعنى انه مطيع لله ) الى قوله : وكذلك الكافر : من بلغته دعوة النبي r في دار الكفر وعلم انه رسول فأمن به وامن بما انزل عليه واتقى الله ما استطاع كما فعل النجاشي وغيره ، ولم تمكنه الهجرة الى دار الإسلام ولا التزم شرائع الإسلام لكونه ممنوعا من الهجرة وممنوعا من اظهار دينه ، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام فهذا مؤمن من اهل الجنة كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون وكما كانت امرأة فرعون ، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع اهل مصر فانهم كانوا كفار ولم يمكنه ان يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام فانه دعاهم الى التوحيد والايمان فلم يجيبوه، قال تعالى عن مؤمن آل فرعون : ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) وكذلك النجاشي هو وان كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في دخول الإسلام بل انما دخل معه نفر منهم ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه فصلى عليه النبي r بالمدينة خرج بالمسلمين الى المصلى فصفهم صفوفا وصلى عليه واخبر بموته يوم مات وقال : ان اخا لكم صالحا من اهل الحبشة مات وكثير من شرائع الإسلام او اكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت بل قد روي انه لم يصلي الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدي الزكاة الشرعية لان ذلك كان يظهر عند قومه فينكرون عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا انه لم يكن يمكنه ان يحكم بينهم بحكم القرآن والله قد فرض على نبيه انه اذا جاءه اهل الكتاب لم يحكم بينهم الا بما انزل الله اليه وحذره ان يفتنوه عن بعض ما انزل الله اليه وهذا مثل الحكم في الزنا للمحصن بحد الرجم وفي الديات بالعدل والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع والنفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك .
والنجاشي ما كان يمكنه ان يحكم بحكم القرآن فان قومه لا يقرونه على ذلك . وكثيرا ما يولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضيا بل واماما . وفي نفسه امور من العدل يريد ان يعمل بها فلا يمكنه ذلك . بل هناك من يمنعه ذلك . ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما اقام من العدل بانه سم على ذلك . فالنجاشي وامثاله سعداء في الجنة وان كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالاحكام التي يمكنهم الحكم بها - الى قوله عن الذين تخلفوا في مكة عن الهجرة قال : فأولئك كانوا عاجزين عن اقامة دينهم فقد سقط عنهم ما عجزوا عنه. انتهى
كما قال شيخ الإسلام ص 227 : وهذا يطابق الاصل الذي عليه السلف والجمهور : ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها : فالوجوب مشروط بالقدرة والعقوبة لا تكون الا على ترك مأمور او فعل محظور بعد قيام الحجة. انتهى.
فالحاكم العاجز عن تحكيم الشرع او بعضه فانه لم يكن اصلا مكلف بما لا يطيق ، اذ ان التكليف معلوم انه يكون بعد الاستطاعة بل والسعة في ذلك ، لقوله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) فمن لم يكن مستطيع لفعل امر ما لم يقم الوجوب في حقه الا عند الاستطاعة ، بل لا يقال عنه مغفور ذنبه لانه لم يكن ذنب ، وانما يقال سقط عنه الوجوب والتكليف ، اذ ان الوجوب مقرون بالاستطاعة، ومن عجز عن شئ لم يجب عليه الفعل .
اما عدم القدرة شئ نسبي يختلف من شخص لاخر فلا يمكن الجزم بان ذلك حاكم قادر على الفعل ولم يفعل ، ربما هناك امور لا يدريها العامة خاصة المسائل السياسية والامنية والعسكرية ، فيها أسرار لا يمكن شرحها فربما فيها عجز يجعل الحاكم يترك امرا شرعيا وهو كاره لذلك ، كما ترك على رضي الله عنه المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه لامور يهدف منها استقرار الوضع العام وهو محل ثقة ولا يتهم في دينه وهو من المبشرين بالجنة.
وقد عطل عمر رضي الله عنه حد السرقة في عام الرمادة ، للظروف التي طرأت على المجتمع حيث يجد الناس القطع اقل من شر الموت للاطفال بالجوع.
ومن ذلك ان عثمان رضي الله عنه اتم الصلاة في الحج وهو يعلم القصر لكن الوقت كان بعد حروب الردة والناس الجدد والبعيدين من العوام في شكوك فخشي ان يقال عثمان غير في الصلاة فلم يقصر. اما ما يعجز عنه حكام المسلمين اليوم فهو كثير ومعلوم بانه لا يمكنهم فعل الكثير ونحن في اخر الزمان ، كما جاء في ذلك احاديث تفيد النجاة لكثير ممن عجزوا عن اقامة دينهم، ففي الحديث مخاطبا اصحابه r قال : انكم في زمان من ترك فيه عشر ما امر به هلك ، ثم ياتي على الناس زمان من عمل فيه بعشر ما امر به نجا. رواه الترمذي رقم 2218.
وايضا حديث : وا شوقاه لاخواني قالوا : اولسنا اخوانك يارسول الله ، قال : بل انتم اصحابي ولكن اخواني الذين لم يأتوا بعد ، للعامل منهم اجر خمسين، قالوا منا ام منهم ، قال بل منكم قالوا لم او بم يارسول الله ، قال : فإنكم تجدون على الخير اعوانا ولا يجدون على الخير اعوانا. ذكرها الشاطبي في الاعتصام ، وورد في جامع الاصول بعدة روايات.
و كلام شيخ الإسلام السابق يبين خلاصة فهم مشايخ اهل السنة في عذرهم للحاكم العاجز عن اقامة احكام الشريعة سواء بعضها او غالبها ، والله حسيبه في ذلك، كما ان الموضع الهام بيانه بانهم يحكمون بما يمكنهم من الاحكام في حالة العجز عن امور شرعية.
وايضا في بيانه لحكم العامل مع التتار من القضاة وغيرهم فيه رد على من يحرمون العمل مع حكام المسلمين الذين لم يقيموا الحدود ، وان غالب حكام المسلمين اليوم فيهم من الخير ما يفضلهم على التتار بل وبعضهم من اهل الاحسان ومفاتيح للخير ، ومن اهل التوحيد والسنة ومع هذا فان ادعياء الدين يدعون الى الخروج عليهم سرا او علنا مما يفيد بانهم جهلاء بانزال الاحكام على الافعال، وانهم من الخوارج.
وقال شيخ الإسلام في موضع اخر يبين فيه عذر الحاكم في ارتكاب بعض المحرمات التي لا يمكن السلامة منها فقال ص 55 ج 20 : (اذا كان المتولي للسلطان العام او بعض فروعه كالامارة والولاية والقضاء ونحو ذلك ، اذا كان لا يمكنه اداء واجباته وترك محرماته ، ولكن يتعمد ذلك ما لا يفعله غيره قصدا وقدرة : جازت له الولاية ، وربما وجبت - الى قوله : بل لو كانت الولاية غير واجبة وهي مشتملة على ظلم ، ومن تولاها اقام الظلم حتى تولاها شخص قصده بذلك تخفيف الظلم فيها ودفع اكثره باحتمال ايسره كان ذلك حسنا مع هذه النية ، وكان فعله مما يفعله من السيئة بنية دفع ما هو اشد منها جيدا. ومن هذا الباب تولى يوسف الصديق على خزائن الارض لملك مصر . بل ومسالته ان يجعله على خزائن الارض وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى : (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فمازلتم في شك مما جاءكم به ، الاية ، وقال تعالى عنه : ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ؟ ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم ) الاية ومعلوم انه مع كفرهم لا بد ان يكون لهم عادة وسنة في قبض الاموال وصرفها على حاشية الملك واهل بيته وجنده ورعيته ، ولا تكون تلك جارية على سنة الانبياء وعدلهم ، ولم يكن يوسف يمكنه ان يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين الله فان القوم لم يستجيبوا له ، لكن فعل الممكن من العدل والاحسان ، ونال بالسلطان من اكرام المؤمنين من اهل بيته ما لم يكن ان يناله بدون ذلك . وهذا كله داخل في قوله ( واتقوا الله ما استطعتم)
الى قوله في بيان قواعد التعارض حيث قال : وكذلك اذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما الا بفعل ادناهما ، لم يكن فعله الادنى في هذه الحالة محرما في الحقيقة وان سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل محرم باعتبار الاطلاق لم يضر، ويقال في هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة ، او دفع الضرر او لدفع ما هو احرم . . الى قوله : وهذا باب التعارض باب واسع جدا لا سيما في الازمنة والامكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة . فان هذه المسائل تكثر فيها ، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل ، ووجود ذلك من اسباب الفتنة بين الامة فانه اذا اختلطت الحسنات والسيئات وقع الاشتباه والتلازم . فأقوام قد ينظرون الى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وان تضمن سيئات عظيمة ، واقوام قد نظروا الى السيئات فيرجحون الجانب الاخر وان ترك حسنات عظيمة ، والمتوسطون الذين ينظرون الى الامرين ، قد لا يتبين لهم او لاكثرهم مقدار المنفعة والمضرة او يتبين لهم فلا يجدون من يعنيهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الاهواء قارنت الآراء ، ولهذا جاء في الحديث : ان الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات. فينبغي للعالم ان يتدبر انواع هذه المسائل، وقد يكون الواجب في بعضها ـ كما بينته فيما تقدم العفو عند الامر والنهي في بعض الاشياء. لا التحليل والاسقاط. مثل ان يكون في امره بطاعة فعلا لمعصية اكبر منها ، فيترك الامر بها دفعا لوقوع تلك المعصية.) انتهى.

ومن معتقدات الخوارج : التكفير بالكبيرة ولكن ليس كل فرقهم على ذلك ، ومن لم يفعل ذلك منهم لا يعني سلامته من الانتساب للخوارج ، لان مشاركته لهم في الضلال الاخر من التكفير والقتال والخروج على الحكام وغيره تكفي لدخوله في حكم الخوارج.

osman hassan 26-11-2006 01:31 AM

وللمزيد من التعريف على منهج التكفير والخوارج وصفاتهم ومنهجهم ارفق هذا المقطع من كتابنا ( ظاهرة التطرف والخوارج بين الفحص والعلاج) وهي التالي:
منهج فرق الخوارج وصفاتهم
واما منهجهم المنحرف فهو التهور والعنف في توصيل فهمهم الى الناس ، ويتعجلون في الحكم على كل مسائل الدين، ولا يحسنون النقاش حتى يصل احدهم الى الحق ، بل وصل بهم الغرور على انهم يثقون في عقولهم ورأيهم حتى يردون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لم توافق هواهم ، كما ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى : ( فان الخوارج ينتحلون اتباع القرآن بآرائهم ويدعون السنن التي يزعمون انها تخالف القرآن) ج 28ص491.
بل ويختارون من المعاني ما يناسب الموقف الذي يريدونه ، لذا يفهمون القرآن على هواهم فسماهم سلف الامة ، باهل الاهواء ، لاشتهارهم باتباع الهوى والرأي، كما يزعمون انهم هم المؤهلون لتقويم حكام المسلمين بالقوة ويدّعون الجراءة في مواجهتهم ، وهم من النوع المغرور الذي يحب الظهور والشهرة، ونفوسهم شريرة ترغب في البغي والاعتداء ، ولا تجد عندهم الرحمة حتى على كبار السن ، وعلامتهم القسوة حتى في النصيحة لا يقدمونها بطريقة لينة وانما يهمهم التشهير وان يراهم الناس ينصحون الاخرين ، ودائما يقولون لخصمهم عليك بالتوبة والرجوع ، وكانهم هم المستقيمون الذين يجب ان يقتدى بهم ويكون الناس مثلهم ، ويندفعون في كل امر حتى يتجاوزون الحد المقصود ويتركون الدين وراءهم ، بل يخرجون من الدين في حقيقة الامر، وان كانوا يظنون انهم عليه كما سياتي بيانه ، وقد جعلوا لانفسهم منهجا جديدا قائما على العنف والتكفير الفوري والقتل.
وقد فاضت السنة والاثار بالحديث عن هؤلاء الادعياء في عقيدتهم ومنهجهم وصفاتهم ، بما يشملهم سواء الخوارج الاوائل او من كان في معناهم من بعدهم من المتطرفين في عصرنا هذا.
جاء في صحيح البخاري - الحديث رقم 6933.
عن ابي سعيد قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال ، اعدل يا رسول الله فقال : ويحك ومن يعدل اذا لم اعدل ؟ قال عمر بن الخطاب : دعني اضرب عنقه قال : دعه فان له اصحابا يحقر احدكم صلاتكم مع صلاتهم وصومكم مع صومهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قدذه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر الى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر الى نقيه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل احدى يديه او قال ثديه مثل ثدي المرأة او قال مثل البصمة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس . قال ابو سعيد اشهد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، واشهد ان علي قتلهم وانا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم . .الخ الحديث) .
وهذا يتضمن امور عديدة منها الخروج من الدين لاصحاب هذه الصفات ، وفيه تنبيه حتى لا ننخدع بمظهرهم الديني وشعاراتهم ، فانهم يحسنون ذلك وقراءة القرآن لكن لا ينفعهم مع فعلهم السيئ ، كما في الحديث الذي يليه.
في البخاري ايضا عن يسير بن عمرو قال : قلت لسهل بن حنيف : هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئا ، قال سمعته يقول : وأهوى بيده قبل العراق : يخرج من منه قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية.
وهذا لظهور اولهم في حروراء في العراق وشبه خروجهم من الدين كمروق السهم من الرمية بعد ان اصابها السهم وخرج من الناحية الاخرى ولسرعة عبوره وقوة اندفاعه لم يبقى عليه اثر دم او فرث ، وهكذا الخوارج وامثالهم من المتطرفين ، يخرجون من الدين بطريقة مندفعة دون ان تظهر عليهم سماحة الدين او آثاره ، من شدة اندفاعهم وتهورهم.
وروي الامام احمد عن عامر بن عبد الله بن لحي قال : حججنا مع معاوية ابن ابي سفيان فلما قدمنا عليه قام حين صلى الظهر فقال : ان رسول لله صلى الله عليه وسلم قال : ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاثة وسبعين ملة ، يعني الاهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة وانه سيخرج في امتي اقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله والله يا معشر العرب لان لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى ان لا يقوم به. وقوله ( يتجارى الكلب بصاحبه ) ، أي داء الكلب وهو السعر والبحث عن من يعضه.
وفي رواية النسائي في آخرها : ثم قال : يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال فاذا لقيتموهم هم شر الخلق والخليقة.
وفيه بعض صفاتهم انهم يحلقون رؤوسهم دلالة منهم على التكلف في الزهد والادعاء بذلك ، وفيه تأكيده لخروجهم في كل زمان حتى عهد الدجال الذي لم يأتي بعد ، مما يفيد إمكانية ظهورهم الان ، وفيه ايضا الدعوة لقتلهم ، وهذا يكون من قبل حكام المسلمين كما سيأتي.
وروى أبي داود عن ابي سعيد الخدري وانس بن مالك رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سيكون في امتي اختلاف وفرقة ، قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقه هم شر الخلق طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون الى كتاب الله وليسوا منه في شئ ، من قاتلهم كان اولى بالله منهم ،قالوا يا رسول الله ما سيماهم ؟ قال التحليق . وفي رواية عن انس : سيماهم التحليق والتسبيد فاذا رأيتموهم فانيموهم.
أي اقتلوهم واطرحوهم أرضا ولا تتركوهم وقوفا بينكم.
وفيه بشارة للحاكم المسلم الذي يقاتل المتطرفين الخوارج وانه ومن معه هم اقرب الى الله من هؤلاء الأدعياء ، ويريد بذلك تأكيد ان لا ننخدع بادعاءاتهم في الدين، ومظاهرهم ولحاهم ولا حتى حفظهم للقرآن ، فالمنافق وغيره يمكن ان يحفظ القرآن ولكن الصدق في العمل واخلاص النية.
جاء في الحديث الذي يرويه ابي داود عن زيد بن عميرة " وكان من اصحاب معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال : كان لا يجلس مجلسا للذكر الا قال حين يجلس : الله حكم قسط هلك المرتابون ، فقال معاذ بن جبل يوما : ان وراءكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق ، والرجل والمرأة والعبد والحر والصغير والكبير ، فيوشك قائل ان يقول مال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ وما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فاياكم وما ابتدع فانما ابتدع ضلالة واحذركم زيغة الحكيم فان الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق ، قال : قلت لمعاذ ، وما تدري رحمه الله ان الحكيم قد يقول كلمة الضلالة وان المنافق يقول كلمة الحق ؟ قال :بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه ؟ ولا يثنيك ذلك عنه ، فانه لعله يراجع وتلق الحق اذا سمعته فان على الحق نورا .
ان اول الخوارج والمتطرفين ظهورا كجماعة كانوا يعرفون بكثرة التدين والورع وقراءة القرآن حتى انه كان : يقال لهم القراء لاشتهارهم بقراءة القرآن وتجويده، تماما كما نرى المتطرفين اليوم حتى ينخدع فيهم البعض، وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري قال: وكما اخرج النسائي : لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن.
وكان كبيرهم عبد الله بن الكواء . وهم ما بين أربعة الى ستة وقيل ثمانية الاف خرجوا على امير المؤمنين علي رضي الله عنه في حروراء ، وبعد المناظرة ورجعوا مع علي الى الكوفة أشاعوا انه تاب من الحكومة . (وهذا أسلوبهم حتى اليوم بالدعاية والشائعات بالكذب ضد من خالفهم ).
( ويعنون تاب من الحكومة أي قبوله لتحكيم رجلين في الخلاف مع معاوية رضي الله عنهم اجمعين) ، فلما بلغ ذلك عليا فخطب وانكر ذلك ، فتنادون من جوانب المسجد : لا حكم الا لله ، ( وهذا ايضا من صفات الخوارج نجدها اليوم في المتطرفين ، الهتاف في المسجد والتكبير ضد من خالفهم او تأييدا لمن وافقهم وهو من التكلف والادعاء ) ، فقال كلمة حق اريد بها باطل ، فقال لهم علي في بادئ الامر كما يذكر ذلك ابن حجر في الفتح ص 284 ، : فقال لهم ( أي علي رضي الله عنه) : لكم علينا ان لا نمنعكم من المساجد ولا من رزقكم من الفيء ولا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا . ( وهذا قبل ظهور كامل معتقدهم ثم رجعوا معه) فخرجوا شيئا بعد شئ ( أي كما يتسلل المتطرفون اليوم ويهربون الى الادغال والجبال واوكار الارهاب) الى ان اجتمعوا بالمدائن ، فراسلهم في الرجوع فاصروا على الامتناع حتى يشهد على نفسه بالكفر لرضاه بالتحكيم ويتوب ( أي حتى يكفر علي نفسه ليوافقهم على فكرهم في التكفير) ثم راسلهم ايضا فارادوا قتل رسوله ثم اجتمعوا على ان من لا يعتقد معتقدهم يكفر ويباح دمه وماله واهله ( اليس هذا فعل المتطرفين اليوم ) وانتقلوا الى الفعل فاستعرضوا الناس فقتلوا من اجتازهم ، ومر بهم عبد الله بن خباب بن الارت ، وكان واليا لعلي على بعض تلك البلاد ومعه سرية ( أي خادمة مملوكة) وكانت حامل فقتلوه وبقروا بطن سريته عن ولد ، ( لان فهم الخاظئ حتى الطفل في بطن امه عندهم هو كافر مع امه ) فبلغ عليا فخرج اليهم الجيش الذي كان مهيأ للخروج الى الشام فأوقع بهم النهروان ( موقعة النهروان التي قتلهم فيها قبل عبور النهر ) ولم ينج منهم دون العشرة ولا قتل ممن معه الا نحو العشرة. انتهى
( جاء في اثر اخر انه نجا منهم تسعة وهم كانوا اربعة آلاف ، وقتل من اصحاب علي تسعة ) .
وفي ذلك تواترت الروايات وفي كل منها زيادة توضح جانب آخر من الموضوع. منها

osman hassan 26-11-2006 01:35 AM

اخرج النسائي والطبراني في الاوسط من طريق ابي السائفة عن جندب ابن عبد الله البجلي قال : لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم فانتهينا الى عسكرهم فاذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن واذا فيهم اصحاب البرانس أي الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة قال فدخلني في ذلك شدة ، ( يجب ان نقارن ذلك مع ادعياء اليوم لنتاكد ان مظهر الدين لا يفيد اذا كانوا على ضلال في المنهج، كما يبين ان البعض الطيب يكاد لا يصدق ان هؤلاء المتدينين على باطل حتى يشك في موقف من يخالفهم لعله مخطئ ، ونتابع كلام الصحابة وتابعيهم) ، فنزلت من فرسي وقمت اصلي فقلت : اللهم ان كان في قتال هؤلاء القوم لك طاعة فاذن لي فيه ( أي ان كان هؤلاء الذين يتلون القرآن على ضلال وقتلهم فيه خير اذهب عني التردد والشك في جواز قتالهم) فمر بي علي فقال لما حازاني تعوذ بالله من الشك ياجندب ( أي أحس علي رضي الله عنه بتردد صاحبه لما رأى مظهر الخوارج الذين كان يعرفهم من سابق بالدين والعبادة والزهد ، هذا كالذين انخدعوا في بن لادن يقولون ترك اموال والده من زهده في حين هو يخوض في دماء الابرياء واموالهم ايضا) ، فلما جئته اقبل رجل على برذون يقول ان كان لك بالقوم حاجة فانهم قد قطعوا النهر ، قال ( أي علي ) ما قطعوا ثم جاء آخر كذلك ( أي رجل يقول مثل صاحبه ان الخوارج قطعوا النهر فالحق بهم ) ثم جاء آخر كذلك ، قال (أي علي) : ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن من دونه عهد من الله ورسوله قلت الله اكبر ( أي ادرك جندب ان عليا عنده حديث من النبي صلى الله عليه وسلم يبين انهم سيقتلون قبل عبور النهر ، لذلك لم يصدّق علي كل الاخبار التي تقول انهم قد عبروا النهر لثـقته في حديث النبي r ولان اولئك الرجال ينظرون من بعيد للخوارج وهم يحاولون عبور النهر فاشبه حالهم بانهم شرعوا في العبور ولكن اكتشفوا ان عليا عنده احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين ان اصحاب هذه الصفات هم اول الخوارج المعنيين وسيقتلون ) ثم ركبنا فسايرته (أي قربت فرسي من فرسه وسرت بجانبه) فقال لي : سابعث اليهم رجلا يقرأ المصحف يدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيهم (ليثبت لهم ادعاءهم تحكيم الكتاب والسنة فانهم لا يقبلون ذلك اذا كانت النصوص ضدهم وذلك لهواهم وتعصبهم ، وان شعارهم بحكم الله ليس من ورعهم وانما ورقة سياسية لتمكنهم من حكم الاخرين) ، فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ولا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ، (وهذا ليؤكد علي لصاحبه ان الحديث النبوي بين له هذه المسائل وسترى منها ما سيكون بعد قليل اخبرك به قبل وقوعه وحتى عدد القتلى ، لتزداد يقينا وان ذلك من خبر رسول صلى الله عليه وسلم وليس من عندي ) قال فانتهينا الى القوم فارسل اليهم رجلا فرماه انسان فاقبل علينا بوجهه فقعد (أي حدث كما قال علي رضي الله عنه) وقال علي : دونكم القوم فما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة . انتهى ، وفي اخر الاثر يخبر عن ان الحال كان كما قال علي رضي الله عنه.
وقد كان علي بيّن لاصحابه مبررات الخروج لقتال الخوارج ، كما في الاثر.
اخرج ابي داود ، عن سلمة بن كهيل قال : اخبرني زيد بن وهب الجهني انه كان في الجيش الذين كانوا مع علي عليه السلام الذين ساروا الى الخوارج فقال علي عليه السلام : اين الناس : اني سمعت رسول الله r يقول : يخرج قوم من امتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم الى قراءتهم شيئا ولا صلاتكم الى صلاتهم شيئا ولا صيامكم الى صيامهم شيئا يقرؤون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش يصيبونهم ما خفي لهم على لسان نبيهم r لنكلوا عن العمل (أي لتركوا ان يزدادوا من العبادة ، كأن ذلك يكفي لدخولهم الجنة) وآية ذلك ان فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع (وهذه من علامات النبوة وتاكيد لقتل هؤلاء الخوارج الذين منهم هذا الشخص ) على عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض ، افتذهبوا الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم واموالكم ؟ ( وهذا فيه تفضيل لقتل الخوارج والمتطرفين على غيرهم وان قتالهم اولى خاصة انهم سيضلون ذراريكم) والله اني لا ارجو ان يكونوا هؤلاء القوم فانهم قد سفكوا الدم الحرام ( وهذا اشبه بالمتطرفين الذين يقتلون من خالفهم بالتفجيرات وغيرها في الاماكن العامة والمواصلات والاسواق وغيرها) واغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة فنزلني زيد منزلا منزلا حتى مرينا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج عبد الله بن وهب الراسي (أي قائدهم في هذه الواقعة) فقال سلوا السيوف من جفونها فاني اخاف ان يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء (وهذا من تعصبهم واصرارهم على القتال فهم لا يريدون فرصة للمناقشة) قال فوحشوا برماحهم ( أي ابعدوها والقوها ) واستلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتلوا بعضهم على بعض ، .. الخ) الحديث طويل.
وقد جاء في الاثار ما يوضح خطأ منهجهم وتكلفهم في امور يتظاهرون بها ويراءون ويدّعون الورع ، في حين يتساهلون فيما هو اكبر من المعاصي ، يقتل احدهم النفس التي حرم الله ويدعي انه يخاف الله في تمرة ساقطة على الارض .
كما جاء فيما اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف عن زيد بن هرون الواسطي قال حدثنا سليمان التميمي عن ابي مجلز قال : نهى علي اصحابه ان يسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا ، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة فاخذها فالقاها في فيه ، فقال بعضهم : تمرة معاهد ، فبم استحللتها ؟ فالقاها من فيه، ثم مروا على خنزير فنفخه بعضهم بسيفه ، فقال بعضهم خنزير معاهد فبم استحللته؟ فقال : عبد الله الا أدلكم على ما هو اعظم حرمة من هذا ؟ قالوا نعم قال : انا، فقدموه فضربوا عنقه ، فارسل اليهم علي ان افيدونا بقاتل عبد الله بن خباب ، فارسلوا اليه ، كيف نفيدك وكلنا قتله ، قال : اوكلكم قتله؟ قالوا نعم فقال : الله اكبر ، ثم امر اصحابه ان يسطوا عليهم قال : والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة قال : فقتلوهم فقال : اطلبوا فيهم ذا الثدي فطلبوه فاتي به فقال : من يعرفه فلم يجدوا احدا يعرفه الا رجلا قال : انا رأيته بالنجف فقلت له اين تريد قال هذه ، واشار الى الكوفة، وما لي بها معرفة ، قال: فقال علي : صدق هو من الجان ، انتهى حديث 37882/.
أي هو ليس من اهل المنطقة حقيقة ولكنه شيطان خرج في صورة ادمي ليحرضهم على القتل كما فعل الشيطان حينما خرج مع اهل مكة في صورة دحي الكلبي كما هو مشهور في السيرة ، وعلي رضي الله عنه قال ذلك من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم له .
ويأخذ من الاثر عدة فوائد منها شاهدنا الادعاء منهم والتكلف في امر عادي ويفعلون الكبائر وهم فرحون ، وذلك كما روي ان رجلا سال ابن عباس في الحج ، هل علي شئ ان قتلت البعوض ، فاحس ابن عباس انه من المتكلفين فقال : من اين انت قال : من العراق : فقال : يا اهل العراق ما اتقيتم الله في دم الحسين وتسالون عن دم البعوض.
وذكر ابن حجر عن تظاهرهم وتنطعهم وادعاءهم للزهد والورع ما جاء في 283/12 : وكان يقال لهم القراء لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة ، الا انهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه ويستبدون برأيهم ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك . انتهى.

osman hassan 26-11-2006 01:36 AM

وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتابع مثل هذه الظواهر في التكلف والتشدد، فمرة سمع رجلا ينبه لتمرة ساقطة على الارض ، يقول: تمرة تمرة (أي من سقطت منه تمرة ) فقال عمر : كلها ايها الورع الكاذب. لان الشي القليل وليس ثمين وما يعرف ( باللقطة) لا ينبه له ، لانه لا يضر بصاحبه ولا يظن انه يبحث عنه. ومرة راى في الصلاة رجلا يرخي رقبته كثيرا وكانه شديد الخشوع ، فقال عمر رضي الله عنه : يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك فان الخشوع في القلب.
وايضا يأخذ من ذلك الاثر ، انهم تستروا على القاتل وحموه ودافعوا عنه كما يفعل بعض من يساندون التطرف في هذا الزمان ويؤوونه حتى اضطر الناس لقتالهم جميعا فكانوا بذلك الإيواء وبالا على قومهم لانهم آووا محدثا ، وجعلوا بلادهم وكرا للخوارج والبغاة الظالمين ، ويجب على حكام المسلمين ان يلاحقوا كل من يأوي الارهاب والمتطرفين سواء كانوا جماعة او حكومة لان ذلك يضر بالجميع وسياتي لذلك ذكر اخر.
كما ان اختلاف اسماء الخوارج لا يعني ان بعض من خالفهم في شئ يخرج من مسمى الخوارج ، بل اصولهم الاوائل ما كانوا متفقون على مذهب واحد حتى انهم تقاتلوا وتفرقوا الى فرق ثم تشعبت كل فرقة الى فرق وكانت بدايتهم عرفت بهذه الاسماء : الحرورية ، ومحكّمة وشراة ومنها كانت الفرق الآتية : (المحكمة الاولى ، الازارقة ، النجدات ، الصفرية ، العجاردة المفترقة فرقا منها الخازمية ، والشعبية، والمعلومية، والمجهولية ، واصحاب طاعة لا يراد الله تعالى بها ، والصلتية ، والاخنسية ، والشيبية ، والشيبانية ، والمعبدية ، والرشيدية ، والمكرمية ، والخمرية والشمراخية ، والابراهيمية ، والواقفة ، والاباضية منهم افترقت فرقا معظمها فريقان حفصية، وحادثية، فاما اليزيدية من الاباضية والميمونية من العجاردة فانهما فرقتان من الغلاة ) .
وفي القرون الوسطى زادت فرقهم وذكر ابن كثير في البداية والنهاية ان الخوارج اكثر من اربعين فرقة كلما نبت لهم عرق قصمه الله ، وبعد عصره زادت فرقها خاصة في عصرنا هذا وسنذكر اسماء الفرق التي على نهجهم في مجتمعاتنا.

انحراف منهج التطرف في الجهاد: فمن مفاهيمهم الخاطئة انهم يعلنون الجهاد من جانبهم من غير حاكم مسلم ولا اجماع او غالبية من العلماء ، واحيانا مع حاكم متطرف منهم يعلن الجهاد بغير وجه شرعي بل لامور تساند فكره المتطرف على غيره من الناس.
فيجب على اهل العلم والحل والعقد تقييم امره ، وعلى حكام المسلمين من حوله عمل ما هو مناسب لمواجهته لحماية المسلمين من ظلمه حتى لا يجعل بلده وكرا للخوارج .
اما عن ما يفعله المتطرفون من اعلان الجهاد في كثير من البلدان باسم جماعتهم فان ذلك مخالف للشرع، اذ ان الجهاد واقامة الحدود واخذ الزكاة بالقوة لا يكون الا من الحاكم المسلم، واما عامة المسلمين عليهم التوجيه والانكار فقط ، والتقويم بيده داخل بيته دون اقامة الحدود.
فالجهاد شعيرة دينية لها احكام كالصلاة والصيام وليس لكل شخص ان يعلن الجهاد اي القتال على رايه او على خصمه بهواه . ولكن بطلب الحاكم المسلم كما جاء في القرءان وسيرد.
واي قتال يخرج به الناس على غيرهم وان كان الاخرين على خطاء فلا يكون جهادا شرعيا حتى يكون تحت راية سلطان يدعو المسلمين لذلك ، قال تعالى : ( واذا استنفرتم فانفروا ) أي اذا طلب منكم والمراد به طلب السلطان، ويجب ان يعرف ان للجهاد له فقه واسع واحكاما وشروط وضوابط ، ولابد ان المسلم يعلم الاتي:
من يقاتل ، ولماذا يقاتل ، وعلى أي شئ يقاتل ، ومتى يقاتل، وكيف يقاتل.
ويجب ان يكون كل ذلك وفق تعاليم الدين واذا كان ذلك ضروريا ، علما بان ما يفعل ادعياء الجهاد في عصرنا هذا من الجماعات الاسلامية انما هو من التهور وتصفية حسابات خاصة وليس له مشروعية وان كان العدو كافر، فان الكفر وحده لا يشرع القتال ، وذلك ليس للدفاع عن كافر ولكن لان الجهاد المزعزم ومن يجاهدون لم يستوفوا الشروط الشرعية .
اذ انه حتى ضد الكفار له موازانات وضوابط منها ان يكون تحت راية حاكم مسلم، وان لا ياتي بضرر ومفسدة راجحة على عامة المسلمين، او تشريدهم بدلا من الاستقرار وترويعهم بدلا من الامان ، فلن يكن ذلك شرعيا، اذ ان حماية المسلمين الموجودين اولى من طلب اسلام الجدد ، بل ان الله تعالى منع رسوله r من حرب اهل مكة بعدما وقف على اعتابها لعلمه تعالى ان هناك تسعة مسلمين (سبعة رجال وامرتان في مكة ) حتى لا يصابون والناس لا يعرفونهم، فقال تعالى في سورة الفتح بعد ان اكد كفر الخصوم وظلمهم للمسلمين وردهم لهم ومنعهم من أداء العمرة حتى منعوا الهدي ان يذبح في مكانه بمكة ومع هذا بين تعالى ان ذلك كله لم يكن مبررا لقتل او اصابة ألئك المجهولين من المسلمين، فقال تعالى : ] هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما[ 25 الفتح.
وذكر ابن كثير في ذلك : اي لو تمييز المسلمين عن المشركين لعذبناهم بايديكم.
علما بان حرية الدعوة اليوم مكفولة في كل انحاء العالم بغير استثناء، ولم تكن هناك حاجة للقتال لاجل نشر الإسلام، لان الاسلام غير محظور في كل انحاء العالم ، خاصة في حق ألأقليات المسلمة في البلاد الغير اسلامية ولكن لها حرية في دينها وعقيدتها بل والآذان في المساجد، فليس من الصواب اثارة الاخرين بدعوى الانفصال لاقامة دولة اسلامية ، وان الدين هو التوحيد وتنزيه الله ، واما اقامة الحدود هي فرع من المعتقد، وليس الجهاد ضدد الكفار لاقامتها وانما هي من ميزات واحكام المجتمع المسلم الذي عليه حاكم مسلم عند ذلك يقوم الوجوب للمستطيع اقامتها من الحكام.

osman hassan 26-11-2006 01:38 AM

وكان الخوارج قد عييروا ابن عمر رضي الله عنه لعدم مشاركته في القتال كما يفعل خوارج اليوم، فاشار لهم بانهم مخطئون في فهم الجهاد وذكر ذلك ابن كثير في قوله الاتي: وَقَوْله تَعَالَى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُون فِتْنَة وَيَكُون الدِّين كُلّه لِلَّهِ " قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا حَيْوَة بْن شُرَيْح عَنْ بَكْر بْن عُمَر عَنْ بُكَيْر عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَن أَلَا تَصْنَع مَا ذَكَرَ اللَّه فِي كِتَابه " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا " الْآيَة . فَمَا يَمْنَعك أَنْ لَا تُقَاتِل كَمَا ذَكَرَ اللَّه فِي كِتَابه ؟ فَقَالَ : يَا اِبْن أَخِي أُعَيَّرُ بِهَذِهِ الْآيَة وَلَا أُقَاتِل أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعَيَّرَ بِالْآيَةِ الَّتِي يَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا " إِلَى آخِر الْآيَة قَالَ : فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُون فِتْنَةٌ " قَالَ اِبْن عُمَر قَدْ فَعَلْنَا عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ كَانَ الْإِسْلَام قَلِيلًا وَكَانَ الرَّجُل يُفْتَن فِي دِينه إِمَّا أَنْ يَقْتُلُوهُ وَإِمَّا أَنْ يُوثِقُوهُ وَمَتَى كَثُرَ الْإِسْلَام فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَة. انتهى
وزيادة في المعنى: ان القتل لمنع الفتنة، ويراد بالفتنة : ان يجبر الناس على الردة وترك الدين او يمنعون من دخوله بالاكراه او التعذيب او القتل، فان سمح لهم بحرية الاعتقاد والدخول في الدين ولم يعدوا لحرب المسلمين اعدادا يحدد قدره الحاكم المسلم، والا فهذا المجتمع الكافر لا يقاتل، كما لم يقاتل النبي صلى الله عليه وسلم لمجتمع الملك النجاشي رضي الله عنه لانهم ما كانوا مسلمين.
ويبقى جهاد الدفع وذلك ايضا يعلنه الحاكم فان لم يفعل فلا يشرع للعامة، وحتى اذا كان ضروريا فدورهم هو مناقشة حاكمهم لاقناعه وجهادهم بالكلمة في بيان هذا الحكم مع الحاكم وليس الخورج عليه وذلك الخروج اكبر ضررا على المسلمين من عدم الجهاد بغير حاكم.
واما اذا اعطى الحاكم الامان لكافر دخل البلاد ويكفي في ذلك منحه تاشيرة الدخول، فلا يجوز لاي مسلم ان يعترض طريقه فضلا عن قتله، واذا رأوا منه شئا او عداء فدورهم هو رفع الامر للحاكم ومن خوله بذلك وهو يقرر ويجتهد فيما يفعل.
كما ان من يقوم بذلك الجهاد من المتطرفين اليوم هم من اجهل الناس بقواعد الدين، فقط يتظاهر احدهم باللحية الطويلة ويريد ان يحكم الاخرين.
ان اثارة الحروب غير المتكافئة لا مصلحة للمسلمين فيها، وعلى الدعاة تعليم الناس عقيدتهم وشريعتهم، وبالأكثر ان وجدوا المناخ صالح يطالبون بحرية في تنفيذ قوانينهم الاسلامية داخل الدولة القائمة والمهيأة لذلك، او في نظام حكم اقليمي لمن هم داخل دولة غير مسلمة، لان محاولة الاستقلال التي لم يقدرها علماء الامة الممجتهدين ومن حولهم من حكام المسلمين الذين يساعدونهم فانها تجلب عليهم مفسدة اكبر وتسلب منهم بعض الحرية والحقوق التي كانت في السابق يتمتعون بها، ومحاولة الاستقلال تدفع بالاخرين لمحاربتهم لاجل منع الانفصال وليس لمنع الإسلام، فصارت محاولة الانفصال هي سبب التنكيل بالمسلمين وليس مجرد الإسلام ، في حين ان حكام ذلك البلد الغير مسلم لا يحظرون الإسلام كدين ، فهؤلاء المتهورون صنعوا للاسلام والمسلمين عداوات وحروب كانوا في غنا عنها ، وضيقوا على ضعاف المسلمين .
فيجب دعوة الناس لتوصيل الدين اليهم ، وان يعكسوا الصورة الطيبة ، لكن كثير ممن يعلنون الجهاد هم جعلوا ذلك شركات استثمارية ، باسم الجهاد تجمع الاموال ويقتل المساكين فيقولون : انظروا الى جهادنا اين انتم ايها المسلمون ونحن نقتل؟ ساعدونا وانصرونا.
فينظر الناس للنتاج الاخير الذي أثاروه هم ، فتجمع الاموال وتهدر الدماء ، وتحمى المصالح الشخصية للمتهورين، وتهمل الرعية ، ويذهب الشعب المسكين الى المحارق والمهالك باسم الدين ، واحسنهم هائمون مشردين ، واما القادة المجاهدون تعرف في وجوههم نضرة النعيم .
ويجب ان يعرف ان اي حرب باسم الإسلام عامة ، او لحماية الإسلام كدين في عالمنا اليوم، لا تكون الا بعد ان تقرها المؤسسات الرسمية التي تمثل حكام المسلمين عموما وعلماء الامة ، لان امر الإسلام امرا للجميع ويقدر حاجته الجميع من الفقهاء وليس العوام، وما يخص العامة لا يحق للخاصة ان ينفردوا به، وما هو من شان الحكام لا يحق للعوام فعله، كمثال اذا شرب شخص الخمر لا يجوز جلده لمجرد شرب الخمر، وانما لابد من الحاكم الذي يقوم بذلك، وكذلك الجهاد اذا كان ضروريا فلا يشرع فعله في وجود حاكم مسلم الا ان يعلنه الحاكم.
واما المؤسسات الرسمية في عصرنا التي تقضي في الامور العالمية للمسلمين، اما ان تكون منظمة المؤتمر الاسلامي حسب النظم الحالية ، او رابطة العالم الاسلامي فهم من يمثل الامر العام للمسلمين، ولكل بلد فيما يخصه هو صلاحياته الخاصة في تقدير الضروري والواجب وغيره، اما امر العامة فليس لمتهور الحق في ان يعلن حرب ضد اي جهة بتهوره ولمصالح افراده ثم ياتي ويصرخ في المسلمين ادركوني وساعدوني .
ان أي حرب صنعتها جهة متهورة ابتداء منفردة يجب ان لا تعاون عليها لان عامة المسلمين لم يكونوا قد اقروا ذلك ولم يعدوا له عدة، وانما هو تهور من البعض فهم الذين يدفعون الثمن وليس الشعوب البريئة، فلا نناصرهم بغير ما يعلنه الحاكم المسلم، وبهذا نتحاشى كثير من الحروب السياسية التي يكسوها البعض ثوب الدين ليجد عون المسلمين ، ويبدد اموالهم التي كانت تساهم في الاعمار وعلى الاقل تأليف الاخرين.
كما ان هناك حالات لا ينصر فيها المسلم وان كان لاجل الدين ، منها اذا كان قتال ضد معاهدين اي عقد معهم حاكم مسلم عهدا او صلحا او هدنة، وتلك الحالة التي لا ينصر فيها المسلم كانت في شأن المسلم المتخاذل والمتخلف عن اجماع المسلمين، ففي مثله قال تعالى مستثنيا لهم من الامر العام بالمناصرة فقال تعالى ( وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق).
ففي هذه الحالة لا ننصر المسلم ضد العدو الكافر لاجل حماية مصالح المسلمين العامة وارواحهم وعروضهم وارضهم، حيث ان حكام المسلمين ما وقعوا معاهدة او ميثاق مع غير المسلمين الا لضعف في المسلمين او لمصالح عامة واعراف قد نكون اصحاب مصلحة فيها اكثر من المعاهدين.

osman hassan 26-11-2006 01:51 AM

وان كان لدى القارئ اي استيضاح حول الخوارج فنرجو ذكره اما على هذا البوست او على بريدنا الخاص والله الموفق

osman hassan 27-11-2006 05:45 AM

ومن فهم المتطرفين المنحرف ان ذلك التكفير للحاكم والمتحاكمين اليه ، يرتبون عليه احكام المشركين المحاربين ، بحيث يستحلون مال المسلمين المخالفين ونساءهم، مع ان علي رضي الله عنه عندما قاتل الخوارج وهم على باضل وروى خروجهم من الاسلام ولم يستحل نساءهم ، اما هم من تشددهم كفروه هو واصحابه حتى الجنين في بطن امه يكفرونه. هذا الى جانب تكفيرهم للحاكم المعتدل المحكم للشريعة في كل الحدود، لكنه خالفهم فيها في مسائل وهو محق، وحتى لو كانت محل خلاف واجتهاد فهم يكفرونه، مثال تكفيرهم لامير المؤمنين علي رضي الله عنه في مسألة الحكمين وما كان رضي الله عنه علمانيا ، فمن فعلوا ذلك من باب اولى في منهجهم المنحرف ان اسلافهم المتطرفون اليوم يكفرون من هو دون الصحابة من الحكام المسلمين ، وكذلك يكفرون جميع المسلمين الذين تحت هذا الحاكم الذي كفروه في مسالة غير متفق عليها ولا اقامة حجة فالشعب عندهم كافر الا من اعتقد مثلهم. لذلك نجد في كتبهم عبارات دار حرب او مجتمع جاهلية ، وهذا يعنون به كفر المجتمع ، وهذا اكثر ما يشيع عندهم اليوم، كما تتردد هذه العبارات كثيرا في تفسير سيد قطب (ظلال القرآن ) لذلك من هجروا المجتمع خرجوا بهذه القواعد المنحرفة التي تكفر مجتمع المصلين. وحتى بعضهم يكفر بعضا عندما يخالفهم احدهم في فرع من عقيدتهم بل احدهم احيانا كما يقول عند نقاشه بعد رجوعه من الفكر المنحرف يقول كان يكفر نفسه احيانا حتى يقول : اذا انا لماذا اصلي وانا كافر ، ثم يقول لنفسه من غير اقتناع ، اصلي لكني كافر حتى اجد لها حلا ، فهم مع تشددهم فانهم في شك شديد من منهجهم. وهذا يجعلهم يتصرفون باشياء يلزمهم بها المعتقد المنحرف مثال تكفير امه وابيه ومنهم من قال لامه ان ابي حرام عليك ويجب ان تطلقيه لانه كافر ووجودك معه زنا. وبعضهم لا يأكلون اللحم الذي ذبحه عامة المسلمين لانهم يرونه ذبيحة كافر ، بل منهم من يامر اولاده ويضربهم ان لا يصلون في المسجد لان الائمة عنده كفار حتى يحتار الاطفال المساكين ما هذا نريد الصلاة في المسجد فيمنعونا والناس يضربون اولادهم للصلاة في المسجد ، وللايجاز ما ذكر يكفي لبيان ضلالهم ، وانحرافهم في العقيدة. اما عن ما يفعلون من الاغتيالات والتفجيرات ويزعمون انها جهاد ، فانها جهل بالجهاد قبل غيره وانها اعمال اجرامية ولم يحدث من اهل الاعتدال مثلها الا ما يحدث من غلاة الفرقة الخارجة على المسلمين ، وهي في حكم الذين يسعون في الارض فسادا ، سواء كانت على المسلمين او غير المسلمين، ومصدرها من الحاقدين الذين ملأ الحسد قلوبهم فلم يجدوا ما يشفي غيظهم الا التنكيل بالاخرين ، فهم من الصنف المعقدين او عصابات المجرمين المأجورين من جهات تريد تصفية حسابات خاصة بها او دولة معادية لاخرى فتدعم الارهاب ضدها ثم يصبغ بالدين ليسوق برامجه الاجرامية ، واما الإسلام فقد امر باللين والاحسان حتى لغير المسلمين لاجل ترغيبهم ، بل امر بالبر والقسط اليهم قال تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ) ، ولم يكن الهدف الاساسي من الجهاد هو العقاب نيابة عن الشارع ولكن قال تعالى : ( انما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) ، وان الهدف الاساسي هو دعوتهم الى ربهم ، وقد خص الله اهل الكتاب بان نتلطف بهم عند المناقشة قال تعالى : ( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ) واما من دخل منهم بلاد المسلمين واخذ إذنا بذلك فهو في زمتهم والاعتداء عليه هو مخالفة للاسلام وللحاكم المسلم فضلا ان يكون الاعتداء بالتفجيرات التي تصيب المسلمين وتروع الآمنين ، وعلى حكام المسلمين ملاحقتهم بحق الإسلام قبل غيره ثم دية مسلمة الى اهل القتيل الزمي تدفع من بيت مال المسلمين

osman hassan 28-11-2006 02:43 AM

الحكم على المتطرفين الخوارج:
اننا لا نورد حكما عليهم من عندنا ، وانما نورد ما حكم به وقاله سلف الامة من الصحابة وتابعيهم والائمة ومشاهير اهل العلم ، وقد استدلوا باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومع ايراد بعض العلماء التحفظ في المسألة الا ان اغلبهم يرجح ظاهر ما تضمنته الاحاديث من خروجهم من الدين لتكفيرهم المسلمين وغيره من العقائد التي تفسد الدين، جاء في مسند علي من تهذيب الاثار ووصله الطبري، من طريق بكير بن عبد الله بن الاشجع انه سال نافعا كيف كان راي ابن عمر في الحرورية ؟ ( أي الخوارج) قال : كان يراهم شرار خلق الله ، انطلقوا الى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين ، قلت وسنده صحيح. انتهى ( أي ابن حجر) في الفتح. وقال الامام النووي في تعليقه على حديث ابي سعيد في الخوارج في صحيح مسلم قال : وفيه دلالة على فقه الصحابة وتحريهم الالفاظ وفيه اشارة من ابي سعيد الى تكفير الخوارج وانهم من غير هذه الامة. وقد نقل عن الامام احمد روايتان ، أي واحدة في تكفيرهم ، وهذا يفيد انه بعد ما جمع فيهم اقوالا اكثر ذكر تكفيرهم ، وذكر ذلك شيخ الإسلام في موقف مماثل ثم يشير الى ما يستحقون به الكفر فقال شيخ الإسلام ص 500 ج 28: واما تكفيرهم وتخليدهم : ففيه ايضا خلاف للعلماء قولان مشهوران وهما روايتان عن احمد والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم والصحيح ان هذه الاقوال التي يقولونها التي يعلم انها مخالفة لما جاء به الرسول كفر ، وكذلك افعالهم التي هي من جنس افعال الكفار بالمسلمين هي كفر ايضا.( وهذا كالحكم على فعل من قال بالكفر ، يكفر فعله ولا يستهين به ، ويبقى للمعين منهم ان يناقش لاقامة الحجة عليه ، ولا يعني انهم على حق ان لم يناقشوا ، وهذا الحكم فيما يخص احكام الاخر واستحقاق النار كفتوى في نوع دينهم اما ما يخص احكام الدنيا ومواجهة الحاكم لهم يكفي لذلك انهم خرجوا ورفعوا السلاح فلهم عليهم الحجة) الى قوله : وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع ولكن تكفير الواحد منهم والحكم عليه بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه . (وهذا يفيد ان افعالهم كفر ويبقى فقط اقامة الحجة عليهم للجزم بتخليدهم في النار وليس لتاكيد كفر الفعل) الى قوله : فانا نطلق القول بنصوص الوعد الوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم لمعين دخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له. انتهى وتبقى افعالهم كفر لم يتغير في حكمها شئ ، وكونهم فعلوا الكفر هذا هو الحكم المطلوب بيانه ، واما تحقيقه عن كل فرد منهم يحتاج الى بحث للمعين، ولكن الحكم العام تكفير منهجهم. ولشيخ الإسلام قول اخر ج 28 ص 518 قال : فان الامة متفقون على زم الخوارج وتضليلهم وانما تنازعوا في تكفيرهم . الى قوله : أحدهما : انهم بغاة . والثاني انهم كفار كالمرتدين : يجوز قتلهم ابتداء وقتل اسيرهم واتباع مدبرهم ومن قدر عليه منهم استتيب كالمرتد فان تاب والا قتل. انتهى. وكونه يستتاب كالمرتد ، يدل على تكفير فعله ، وان لم يرجع قتل ، فذلك حكم التارك لدينه المفارق للجماعة. كما ان كفرهم يختلف عن عامة الكفار ، ولكن هو من الكفر ، وانه كفر الضال في دينه ويظن انه على حق فيكون مثل بعض فرق اهل القبلة التي فعلت البدع المكفرة ، فيحكم على فعلها بالكفر من غير استحلال نساءهم ، ولا يمنع اهله من الميراث ، فهو نوع كفر ثالث ، يجري عليه الانتساب الى الإسلام مع اهل القبلة حتى يستتيبه الحاكم المسلم ويجحد الحق ، ولكن يحكم بالكفر على فعله حتى يرجع عن ذلك. وقد يحتج البعض بكلام علي رضي الله عنه عن الخوارج في بادئ الامر بعدم تكفيرهم ، لكن ذلك في بداية ظهورهم ، وانه لم يرى منهم في اول ظهورهم الا فقط عبارات المخالفة في مسالة الصلح ، بل حتى قتالهم المشهور عنه بانه قتلهم ، ايضا ثبت في البداية انه نهى عن قتلهم ، لانهم ما فعلوا الامور التي حدثت منهم اخيرا ، ولكن كان علي رضي الله عنه يصف ان قوما سيخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ويظن انهم هؤلاء ، فلما فعلوا ذلك، من تكفير الصحابة وقتل بعضهم كعبد الله بن خباب ، خاطبهم علي رضي الله عنه وطعن في ايمانهم ودعى لقتلهم بعد التوقف السابق الذي جاء فيه : سئل عنهم علي فقيل : أكفار هم ؟ قال من الكفر فروا ، فقيل فمنافقون هم ؟ قال : ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا وهؤلاء يذكرون الله بكرة واصيلا ، قيل فماهم ؟ قال : قوم اصابتهم فتنة فعموا وصموا . فقد كان هذا القول في مرحلة من مراحلهم الاولى والتي ثبت انه قال لهم فيها لكم علينا ان لا نمنعكم المساجد الى اخره . والمعلوم انه بعد مناظرة ابن عباس رجعوا مع علي الى الكوفة، فالذي ثبت من القول في الدفاع عنهم اولا هو قبل ظهور كامل عقيدتهم ، ولكنه بعد ذلك كان اشد الناس عليهم بدليل هو الذي قتلهم ودعى الناس الى قتلهم، وروى خروجهم من الدين كما يخرج السهم من الرمية لانه في بادئ الامر مع علمه بالحديث الا انه لا يدري من هم الذين يفعلون ذلك ، حتى حدث منهم بالفعل فانزل الحكم فيهم وقاتلهم استنادا عليه، وخبرهم بما قيل في شأنهم ومروقهم من الدين وقتلهم. والروايات التي يقول فيها يخرجون من الدين تفيد رده على ذلك المظهر الذي اشار له سابقا ويحتج به من يحملون فكرهم اليوم من المتسترين ، بانهم يذكرون الله بكرة واصيلا ، فاراد ان يبين ان ذلك الذكر لا ينفع من هذه صفاتهم وذلك بنص . وقد اشار ابن حجر الى عدم اطلاع علي رضي الله عنه انذاك علىحديث رسول الله معتقدهم . حيث قال ص 301 ج 12 :وقد سئل علي عن اهل النهروان هل كفروا؟ فقال من الكفر فروا . فقلت : وهذا ان ثبت عن علي حمل على انه لم يكن اطلع على معتقدهم الذي اوجب تكفيرهم عند من كفرهم. الى قوله : قال القرطبي في المفهم : والقول بتكفيرهم اظهر في الحديث ، قال : وعلى القول بتكفيرهم يقاتلون وتسبى اموالهم وهو قول طائفة من اهل الحديث في اموال الخوارج. وعلى القول بعدم كفرهم يسلك بهم مسلك اهل البغي اذا شقوا العصا ونصبوا الحرب. جاء في صحيح البخاري حديث رقم 6930 : قال علي رضي الله عنه : اذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فوالله لان اخر من السماء احب الي من ان اكذب عليه واذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب خدعة ، يقول : سيخرج قوم آخر الزمان حدثا الاسنان سفهاء الاحلامواني سمعت رسول الله يقولون من خير قول البرية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامة.
ومنها ما فهمه الامام البخاري وجعله عنوان وبابا خاصا قال فيه : ( يخرج في هذه الامة ولم يقل منها) أي فهم منه انهم ليسو من فرق الامة المحمدية لانهم خرجوا من دينها، مثلما يخرج المصلي من الاسلام اذا جحد الزكاة او سب دينه او دعى غير الله.

osman hassan 28-11-2006 02:45 AM

ويستدل البخاري على تكفيرهم بما رواه عن عبد الله بن عمر وقد ذكر الحروية فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية. ويفيد ذلك ما ذكر الشارح ابن حجر في الفتح قال : والى ذلك اشار البخاري في الترجمة بالاية المذكورة فيها استدل به لمن قال بتفكير الخوارج . وهو مقتضى صنيع البخاري حيث قرنهم بالملحدين واخرج عنهم المتأولين بترجمة وبذلك صرح القاضي ابو بكر بن العربي في شرح الترمزي فقال الصحيح انهم كفار لقوله صلى الله عليه وسلم " يمرقون من الإسلام " ولقوله " لاقتلنهم قتل عاد " وفي لفظ "ثمود" وكل منهما انما هلك بالكفر ، وبقوله " هم شر الخلق " ولا يوصف بذلك الا الكفار وقوله " انهم ابغض الخلق الى الله تعالى " ولحكمهم على كل من خالف معتقدهم بالكفر والتخليد في النار فكانوا هم احق بالاسم منهم، وممن جنح الى ذلك من أئمة المتأخرين الشيخ تقي الدين السبكي فقال في فتاويه : احتج من كفر الخوارج وغلاة الرافضة بتكفيرهم اعلام الصحابة لتضمنه تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في شهادته لهم بالجنة ، قال : وهو عندي احتجاج صحيح. الى قوله : وذلك كاف في اعتقادنا تكفير من كفرهم . ويؤيده حديث " من قال لاخيه كافر فقد باء به احدهما " وفي لفظ مسلم " من رمى مسلما بالكفر او قال عدو الله الا حار عليه " قال : وهؤلاء قد تحقق منهم انهم يرمون جماعة بالكفر ممن حصل عندنا القطع بايمانهم فيجب ان يحكم بكفرهم بمقتضى خبر الشارع. الى قوله : وهذه الاخبار الواردة في حق هؤلاء تقتضي كفرهم ولو لم يعتقدوا تزكية في كفره علما قطعيا . ولا ينجيهم اعتقاد الإسلام اجمالا والعمل بالواجبات في الحكم بكفرهم كما لا ينجي الساجد للصنم ذلك ، قلت ومن جنح الى بعض هذا البحث الطبري ( الامام المفسر ) في تهذيبه فقال : بعد ان سرد احاديث الباب : فيه الرد على قول من قال لا يخرج احد من الإسلام من اهل القبلة بعد استحقاقه حكمه الا بقصد الخروج منه علما فانه مبطل لقوله في الحديث " يقولون الحق ويقرؤون القرآن ويمرقون من الإسلام ولا يتعلقون منه بشئ ومن المعلوم انهم لم يرتكبوا استحلال دماء المسلمين واموالهم الا بخطاء منهم فيما تاولوه من أي القرآن على غير المراد منه . ثم اخرج بسند صحيح عن ابن عباس وذكر عنده الخوارج وما يلقون عند القرآن فقال يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه. ويؤيد القول المذكور الامر بقتلهم مع ما تقدم من حديث ابن مسعود " لا يحل قتل امرئ مسلم الا باحدى ثلاث - وفيه التارك لدينه المفارق للجماعة . قال القرطبي في المفهم : ويؤيد القول بتكفيرهم التمثيل المذكور في حديث ابي سعيد ، يعني الاتي في الباب الذي يليه فان ظاهر مقصوده ان خرجوا من الإسلام ولم يتعلقوا منه بشئ كما خرج السهم من الرمية بسرعته وقوة راميه بحيث لم يتعلق من الرمية بشئ وقد اشار الى ذلك بقوله سبق الفرث والدم وقال صاحب الشفاء فيه : وكذا نقطع بكفر كل من قال قولا يتوصل به الى تضليل الامة او تكفير الصحابة، وحكاه صاحب "الروضة" في كتاب الردة منه واقره. وذهب اكثر اهل الاصول من اهل السنة الى ان الخوارج فساق وان حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على اركان الإسلام، وانما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين الى تأويلا فاسد وجرهم ذلك الى استباحة دماء مخالفيهم واموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك.انتهى ما ساقه ابن حجر . ويبقى امرهم مثل عامة المبتدعة من اهل القبلة الذين يفعلون الكفر وما زالوا يواصلون العمل بالدين، فلا يمنع عملهم تكفيرهم ، مع احتسابهم من جملة اهل الملة ، ويشار الى كفر من اعتقد مثلهم حتى ينفر من ذلك ويحذره . والشاهد من القول هو التحذير من فعلهم ومنهجهم، ومع ان هناك من قال بعدم كفرهم فهذا لا يطمئن المسلم على فعل شئ وردت فيه تلك الاقوال بتكفيره كما ان الجرح يقدم على التعديل . كما انه ليس مرادنا الجزم بتكفيرهم وانما فقط التحذير من الوقوع في ما كان حكمه كذلك ، وان من لم يكفرهم من العلماء لم يقل بانهم مهتدون وانما يقول بانهم ضالين على الاقل، وكلا الجانبين لم يختلفوا على قتالهم ومنع ظاهرتهم من الانتشار. وذكر ايضا كلام ابن هبيرة : الخوارج شر الفرق المبتدعة من الامة المحمدية ومن اليهود والنصارى. وذكر ابن حجر خمسة وعشرين صحابي يقولون بالاحاديث التي يشيرون فيها الى تكفير الخوارج ، ويشير بن حجر بذلك الى تكفيرهم للخوارج بما يتضمنه ما روه من خروجهم من الدين وخروجهم من الإسلام بقول جلي لم يبقى معه من الإسلام حتى مثل اثر الدم على السهم ، وهذا يعني ان افعالهم مكفرة تخرج من الملة ، ولهذا يستدلون عليهم كثيرا بالاية (أكفرتم بعد إيمانكم ) كما ذكر ذلك عن الامام مالك في شدة الايات عليهم.. ويبين مراد ابن حجر بالتكفير ما قاله ايضا بعد عدة احاديث ذكرها آخرها قال : وعند ابن ابي شيبة من طريق عمير بن اسحاق عن ابي هريرة " هم شر الخلق " وهذا ما يؤيد قول من قال بكفرهم. انتهى كلام ابن حجر وايضا لابن ابي شيبة في المصنف عن ابي غالب قال : كنت في مسجد دمشق فجاءوا بسبعين رأسا من رؤوس الحرورية ( يعني الخوارج ) فنصبت على درج المسجد فجاء ابو امامة ( صحابي) فنظر اليهم فقال : كلاب جهنم شر قتلى تحت ظل السماء وبكى فنظر الي وقال : يا ابا غالب انك من بلد هؤلاء ؟ قلت نعم، قال أي ذاك الله قال : اظنه قال : الله منهم ، قال تقراء آل عمران ؟ قلت نعم قال : (منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ) قال : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) قلت يا ابا امامة اني رأيتك تهريق عينك ؟ قال نعم رحمة لهم انهم كانوا من اهل الإسلام .. . الى ان قال : قال رجل : يا ابا امامة امن رأيك تقول ام شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال اني اذا لجرئ قال بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرة مرة ولا مرتين حتى ذكر سبعا. وفي صحيح مسلم عن ابي ذر وصف الخوارج ( هم شر الخلق والخليقة ) ، والخلق هم بني ادم والخليقة هي البهائم ، فانظر درجتهم . وذكر ابن حجر ايضا : وفي رواية عن شميخ فيه : يتركون الإسلام وراء ظهورهم وجعل يديه وراء ظهره. وفي رواية ابي اسحاق مولى بني هاشم عن ابي سعيد في آخر الحديث: لا يتعلقون من الدين بشئ كما لا يتعلق بذلك السهم. اخرجه الطبري. انتهى كما نقل تكفير الامة لهم الامام عبد القاهر بن طاهر البغدادي في القرن الخامس ، في كتابه الفرق بين الفرق ، وهو يحكي عن فرقة الازارقة من الخوارج فقال : واكفرتهم الامة في هذه البدع التي احدثوها بعد كفرهم الذي شاركوا فيه المحكمة الاولى فباءوا بكفر على كفر كمن باء بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين) ص 64. كما قال ضمن بيان ما اتفق عليه اهل السنة من مسائل الركن الاول حيث ص 315 : واكفروا الخوارج الذين ردوا جميع السنن التي رواها نقلة الاخبار لقولهم بتكفير قائليها ـ الى قوله : واكفروا من اسقط حد الخمر والرجم من الخوارج ( وللعلم ان الترابي انكر حد الرجم ورد بعض الاحاديث الصحصحة). الى قول البغدادي : واكفروا الخوارج في ردهم حجج الاجماع والسنة واكفروا من الروافض من قال لا حجة في شئ من ذلك . وانما الحجة في قول الامام الغائب الذي ينتظرونه، انتهى. ثم ذكر عددا من الفرق وافعالها فقال ص 349: ومن قال بقول اليزيدية من الخوارج الذين زعموا ان شريعة الإسلام تنسخ بشرع نبي من العجم ومن قال بقول الميمونية من الخوارج الذين اباحوا نكاح بنات البنات ـ الى قوله : فان حكم هذه الطوائف التي ذكرناها حكم المرتدين عن الدين ولا تحل ذبائحهم ولا يحل نكاح المرأة منهم ولا يجوز تقريرهم في دار الإسلام بالجزية . (أي يقتلوا ولا تقبل منهم حتى الجزية لانهم لا يدخلون في حكم من تجوز فيهم الجزية). ثم قال : بل يجب استتابتهم فان تابوا والا وجب قتالهم واستغنام اموالهم. ثم ذكر فرق مع بقيت الخوارج فقال ص 351 : والضرارية والمشبهة كلها والخوارج نكفرهم كما يكفروا اهل السنة ولا يجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم ـ الى قوله عن منهج اهل السنة : وانما تبرؤا من اهل الملل الخارجة عن الإسلام كالقدرية والمرجئة والرافضة والخوارج والجهمية والنجارية والمجسمة. انتهى فالعاقل لا يتساهل في ان يكون من اقوام او جماعة تلك احكام اهل العلم عليهم بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ، وهذا الغافل يتهاون لان المسألة فيها خلاف ، لعله الراي الاخر ، علما بانه لا يرد بمسالة الخلاف في الحكم عليهم الا من هو اصلا يرى رايهم فيبحث لهم المبررات ، ليدافع عن نفسه في الحقيقة ، فالحذر من فتنة تذهب بالدين بكامله . اما في قتالهم فليس فيه خلاف ، وليس ذلك خاص بالاوائل وانما هو لكل من حمل صفاتهم ، كما سياتي

osman hassan 01-12-2006 08:06 AM

اما عن ما يجب تجاه هؤلاء الخوارج كنت قد اعددته رسالة مفتوحة الى الحكام منذ عدة اعوام وكان كالتالي:
رسـالة مفتوحـة الى الحكام
الحسام على التطرف لاجل السلام
اليكم ايها القادة والحكام الكرام، نكرر نقر نواقيس الخطر، وان كان تحذيرنا يتكرر من وقت لاخر، الا انه اخيرا اصبح الامر اخطر، وكم من مرة اكدنا واشرنا ان تحت الرماد وميض نار، توشك ان تبعث انفاسها فتكوي وتنتشر، وتقضي قبل اليابس على الاخضر، وذلك بالفعل بعضه قد حصل، وقد وجهنا ذلك التحذير من قبل لعدة حكومات ولكن هيهات هيهات فمازلت بطيئة الخطوات ومازالت محاربة التطرف شعارات، ومازال العالم يصارع موج الانقسامات والبعض يتحفظ في ردع العصابات اما بسبب الغفلة او بفعل الاختراقات ونخشى ان يكون الاوان قد فات. وقد تصاعد العنف الذي يقابل بشئ من التردد اوالتسامح واللطف الذي لا تستحقه رموز التطرف والعنف.
ايها القادة الكرام رغم حدوث شئ من التصعيد تجاه التطرف، والذي رغم ضعفه ينتقده البعض خاص من يوالون التطرف سرا او يستخدمونه لتهيئة المناخ لاعمالهم الفوضوية، الا ان ذلك المجهود اقل بكثير مما يجب تجاه ظاهرة التطرف والعنف، وان التطرف والارهاب بلغ درجة من التسلل حتى الى دواوين الحكومات ويصرف على انشطته الاجرامية من الميزانيات الرسمية للوزارات عن طريق الاختراق ولبسوا ثياب الحارس حتى اسندت اليهم مهمة محاربة التطرف والارهاب فرشحوا عناصرهم للمهام، وطعنوا وجرحوا في كل عدل همام ، حتى اننا نرى من يعمل مع بعض الحكومات التي تحارب التطرف، في حين يعمل محسوبها في انشاء الاوكار والمعسكرات، ويستضيف معارضيها ويقدم لهم المساعدات ونحن لا يمكننا تجاه تلك الحكومات الصديقة الا ان نرسل الآهات بعد ان ارسلنا عدة تحذيرات، حيث نملك حول ذلك الكثير من المعلومات.
وقد كنا نتوقع حدوث الكثير مما وقع الان في عدة بلدان ولاننا ندرك ما ينتج عن هذه الفئات الحاقدة الشاذة والتي على حين غرة وغفلة ترابطت حلقاتها ، وتعددت مراكزها ومعسكراتها وزادت جسارتها وكثرت تهديداتها وفي المقابل زادت دول العالم خلال العقدين الماضيين في تساهلها وبعضها في سهوها وغفلتها.
ان وصفنا للحروب التي يشعلها المتطرفون ويزعمون بانها دين فانه ليس فقط ان ندين، بل نقول بوجوب اعلان الحرب عليها باسم الدين، وحماية امن الاخرين، والدعوة الصريحة للحرب الواسعة على المتطرفين الخوارج وعلى كل من قدم للارهاب الاعانة ، ومن سبق لهم ان استضافوه سواء ان كانوا تنظيمات او حكومات، كما يجب ان تنتقل الخطة الى الهجوم بدلا من الدفاع وردود الافعال، ان الفكر الارهابي وباءا خطرا ولقاحا ساما ينتج عنه خلايا قاتلة وتنظيمات محاربة فيجب ان يكون فكرا محظورا ويجرم قانونيا فلا يسمح بنشره او تداوله حتى بين اثنين، ان اطوار هذا الفكر سريعة وهي مثل اطوار البعوض بيضة ثم يرقة ثم شرنقة ثم حشرة كاملة، فاذا تم قتلها اثناء مراحلها الاولى سلم منها المجتمع وباقل تكلفة، واذا تجاهلها كثرت وطارت واضرت ونشرت امراضها في كل مكان وكانت المعالجة باهظة الثمن.
فالى متى التساهل ، الم نرى في دولة عربية هي الصومال كيف اقام اسامة بن لادن معسكرا في شرق الصومال ببوساسو تحت اشراف العقيد محمد المصري نائب بن لادن في جماعة القاعدة ثم احتلوا المدينة واعنلوها المدينة الاسلامية الاولى، وسرعان ما انتج فكرهم خطة اقامة دولة اسلامية في اثيوبيا على طريقتهم، ثم اشعلوا فيها التفجيرات ومحاولة اغتيال الوزير المسلم عبد المجيد، وكان بينهم سعوديون منهم الذي حاول اغتيال الرئيس مبارك في اثيوبيا كما اخبر بذلك بعض من كانوا سابقا في الاتحاد ، وقد استاجروا لذلك الارهابي السعودي شقة على طريق المطار بقي فيها ثلاثة اشهر لم ينزل الا ساعة مرور موكب الرئيس ، هل ننتظر ان يحدث ذلك في كل البلدان، فليس من الحكمة ان يحدث كل ذلك دون ان ينال العقاب المناسب، وان يلاحق المتطرفين في بيوتهم وفي الاسواق قبل تحركهم ثانية، كما ذكر ذلك الامام مالك رحمه الله حيث قال في الخوارج (( يضربون بالنعال وبالجريد ويطاف عليهم بالاسواق . . الخ)) ويعني البحث عنهم في الاسواق حتى لا تتوسع فتنتهم، ولما لم تجد ظاهرة التطرف المعاصرة النظر المناسب فاغتر وتعالى وتبختر ثم فكر وقدر ان ينازل اقوى دولة في العالم ماديا وعسكريا فاخطاء التقدير اذ تناول القشة التي قصمت ظهر البعير
وبعد ان افاق ورتب اوراقه ثم اعاد نشاطه ثم فكر وقدر فقتل كيف قدر عندما اطلق يده تفجيرا في الاراضي المحرمة بمكة المكرمة، وعلى حكومتها الرشيدة المسلمة، ذلك لانها فتنة الخوارج التي بينتها السنة قبل اربعة عشر قرنا ودعت السنة لقتل حملة هذا الفكر المنحرف.
والواجب على الحكام قبل ان يلقي التطرف باخر ما في جعبته هذه المرة بطريقة اكثر دموية فعلى زعماء العالم وخاصة الاسلامي الالتفات الى الذين تسللوا بين الصفوف والمؤسسات الحكومية قبل غيرهم حتى لا تطعن بخنجرها في ظهرها، وحتى تحفظ ماء وجهها وتسلم من انتقاد من ينتظر عثراتها، وان تقوم بواجبها تجاه شعوبها وحماية مصالحها خاصة وقد وجدت الان الدعم المعنوي وحتى المادي بل والعسكري لاجل محاربة التطرف والارهاب، ولا ننسى ان عناصر التطرف قد اخترقت وسائل الاعلام حتى الرسمية فتفتح المجال لرموزها لتلبس على الناس في قضايا تؤصل للتطرف وتحجم من يخالفها، وخطورة ذلك اذا فرضا نشبت ازمة في المنطقة ستقوم تلك الجهات المخترقة باثارة الرأي العام بواسطة الاعلام المحتل ضد حكوماته حتى تجد الحكومات نفسها بلا شعوب مؤيدة من خلفها، اذا سيطر التطرف على فكر قواعدها وشبابها، فالواجب الان تضافر الجهود عاجلا وتحجيم الارهاب وتجفيف المنابع وتقليم الاظافر سواء جماعة بن لادن او الترابي كبيرهم الذي علمهم السحر او صديقه الغنوشي الذي كان له معسكرات في السودان، او تنظيم الجهاد او غيرهم من المسميات، ولا تنخدعوا في الدعاة الذين يزعمون انهم يحاربون التطرف مع الحكومات في حين هم الذين يحمون الحركات السياسية التي هي اخطر من التكفيرية المهاجمة لان الحركات الاسلامية السياسية التي تجيد الاختفاء وتعمل على استغلال الظروف والامكانييات لقيادة الشعب الى الفوضى او الانقلابات وتخطط لتحكم فهذه الحركات منظمة ومقربة فهي اشد ضررا وخطرا من التي تتسرع بالتفجيرات، فلا ينخدع البعض في انها معتدلة او لا تضر بل هي التي انجبت كل هذا التطرف وهي جماعة الاخوان المسلمين اخطر فرق المجرمين المتسترين بالدين، وقد تخللت حتى الكلية الامنية في بعض البلدان، التي تعلّم كيف نحمي الوطن في حين هذه الرموز المربية المخترقة تتعلم من الكلية كيف تكشف الظهر وتحمى الارهاب، وقد سمعنا احد الاساتذة في قناة فضائية وهو يدافع عن شيوخ الحركات امثال حسن البنا وغيره وهذه من علامات المخترقين، وهناك اخرين يردّون على الخوارج صوريا فيذكرونهم وكانهم حكاية في الماضي ولا توجد اليوم، وفي ذات الوقت ينفون تكفير العلماء لهم، في دفاع خفي عنهم، مع ان تكفيرهم اقرب الى الاجماع، وكما يقول الحديث النبوي: ( يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية)، كما يذكر البعض ان الخوارج يكفرون بالكبيرة وهؤلاء لا يكفرون بالكبيرة كانه يبرئ خوارج اليوم، علما بان هناك صفاة عديدة للخوارج موجودة في هذه الفئات اليوم تكفي لدخولهم في حكم الخوارج.
وحتى نعطي الحكام الثقة في خطوة التصعيد ضد المتطرفين الخوارج اليوم وقتل من حمل السلاح منهم حتى قبل ان يقتل لانه تسلح وتعسكر، وسجن من حمل فكرهم حتى ان لم يرفع صوته حتى لا ينتشر ليجرم هذا الفكر الاثم، وليصبح حمل هذا الفكر جريمة يعاقب عليها القانون، فنقدم للحكام الحكم الشرعي الذي يبين الواجب على حكام المسلمين تجاه الخوارج المتطرفين الذين يقتلون الابرياء باسم الدين.
ان الذين كان دينهم القتل والارهاب وعقيدتهم التكفير كان من الضروري لحياة الاخرين قتلهم شرعا وعرفا ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما شدد ورغب في قتل فئة كهذه ، وقد حفلت كتب السنة بما يطمئن حكام المسلمين ويكسبهم الجرأة في قتال الذين خرجوا بمثل هذه العقيدة الفاسدة ، ونقف على المراجع في ذلك منها قول البخاري في عنوان : ( باب قتل الخوارج والملحدين بعد اقامة الحجة عليهم). 283 الفتح.

osman hassan 01-12-2006 08:07 AM

وفي صحيح مسلم عنوان : ( باب التحريض على قتل الخوارج ) ، عند الحديث رقم 1066 ، ولم يقل جواز القتل بل قال التحريض اي الدعوة والترغيب في قتل الخوارج ، لان المصلحة الشرعية تقتضي ذلك.
وذكر شيخ الإسلام في حديثه عن علي رضي الله عنه ، فقال فيمجموع الفتوى 473 ج28 :
فاستحل علي قتالهم وفرح بقتلهم فرحا عظيما ولم يفعل في خلافته امرا عاما كان اعظم عنده من قتال الخوارج . . الخ
وذكر ابن حجر : قال ابن بهيرة : وفي الحديث ان قتال الخوارج اولى من قتال المشركين والحكمة فيه ان في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام وفي قتال اهل الشرك طلب الربح وحفظ راس المال اولى.انتهى.
ذلك لان المتطرفين ضررهم على المسلمين اشد لانه من داخلهم ودرء المفاسد قدم على جلب المصالح فقتالهم اولى بل هو واجب لاجل حماية عامة المجتمع.
وذلك ايضا يبين فقه الصحابة حينما قال علي لجيشه : افتذهبون الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء في ذراريكم واموالكم" أي فضل قتال الخوارج على غيرهم.
وروى ابن ابي شيبة ج7 عن عاصم بن شميخ قال : سمعت ابا سعيد الخدري ، ويداه هكذا يعني ترتعشان من الكبر : لقتال الخوارج احب الي من قتال عدتهم من اهل الشرك.
وذكر الهروي في زم الكلام 228 قول الحميدي شيخ البخاري : ( لان اغزوا هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله . الخ ، يعني الخوارج ، لانهم لا يقبلون الاحاديث التي لا توافقهم فيردونها ويقولون بانها تخالف القرآن الا انها تخالفهم هم.
وفي رواية احمد عن علي زاد فيه : قتالهم حق على كل مسلم . أي يقاتلهم مع حكام المسلمين.
وقال النووي في شرح الحديث 1065: (لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد) قال : أي قتلا مستأصلا كما قال تعالى : فهل ترى لهم من باقية.
فمن الحديث وشرحه تبدوا الدعوة واضحة لقتلهم ولاقتلاع جذور التطرف وتجفيف منابعه ، وحرق بذوره ، حتى يسلم الناس من شره.
وقال ايضا في شرحه للفقرة من الحديث 1066 قوله صلى الله عليه وسلم : (فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر) قال الامام النووي : هذا صريح بوجوب قتال الخوارج والبغاة وهو اجماع العلماء. قال القاضي : اجمع العلماء على ان الخوارج واشباههم من اهل البدع والبغي متى خرجوا على الامام وخالفوا راي الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد الانذار . انتهى
وانظر قوله (بوجوب) والاخر ( وجب قتالهم) وليس فقط مستحب ، بل هو فريضة واجبة على حكام المسلمين لاستئصال المتطرفين الخوارج.
ويجب ان نتذكر بان الخوارج يدخل فيها كل من حمل صفاتهم من المتطرفين الذين تتعدد اسماء فرقهم وجماعاتهم الاسلامية اليوم من الذين يفجرون الاماكن العامة ويروعون الآمنين.
واما الذين قاتلهم علي رضي الله عنه فهم اولهم وليس كلهم ولم يكن وصف الخوارج خاص بألئك ، وذكر هذا المعنى شيخ الإسلام ج 28 ص494 : فهذه المعاني موجودة في ألئك القوم الذين قاتلهم علي رضي الله عنه وفي غيرهم ، وانما قولنا : ان عليا قاتل الخوارج بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار أي قتال جنس الكفار - الى قوله : وكذلك الخروج والمروق يتناول كل من كان في معنى ألئك ويجب قتالهم بامر النبي صلى الله عليه وسلم كما وجب قتال ألئك .انتهى
ويعني قتال الخوارج المتأخرين في اي عصر ايضا بأمر رسول الله. صلى الله عليه وسلم
وورد في موضع سابق قوله : قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين.
وقال ايضا بعد ذكر العلامة التي في المخدج، قال : وهذه العلامة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي علامة اول من يخرج منهم، ليسوا مخصوصين بألئك القوم ، فانه قد اخبر في غير هذا الحديث انهم لا يزالون يخرجون الى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على ان الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر .- وايضا قال : فالصفات التي وصفها في غير ذلك العسكر ، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقا.- الى قوله : والنبي صلى الله عليه وسلم انما ذكر الخوارج الحرورية لانهم اول صنف من اهل البدع خرجوا بعده بل اولهم خرج في حياته فذكرهم لقربهم من زمانه. انتهى.
يتبين ان كل فرق التطرف اليوم التي تخرج على حكام المسلمين بشبهة الحاكمية من غير ان يجحد الحاكم ذلك فهم خوارج يجب على حكام المسلمين قتالهم ويجب على كل مسلم مناصرة حكام المسلمين ان طلبوا منهم قتالهم.
وكان عمر رضي الله عنه يرصدهم لو خرجوا ، فلما اشتبه في تصرفات رجل يقال له صبيغ بن عسل، كشف راسه فوجد له شعر فقال له عمر رضي الله عنه : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. أي لقتلك لان من علامات الخوارج حلق كامل الشعر لادعاء الزهد.
وشاهدنا انه يتابع أي مظهر يبدوا للخوارج او سلوك يشبههم لمحاربته في اول ظهوره ، وعلى حكامنا في البلاد الاسلامية ان يتابعوا ذلك ويرصدوا من يقولون بقول الخوارج او يسلكوا سلوكهم وعليهم ان وينفذوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في استئصالهم ، عملا بوصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام في ص 546 ج28 : وقد اتفق السلف والائمة على قتل الخوارج واول من قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ومازال المسلمون يقاتلون في صدر خلافة بني امية وبني العباس مع الامراء وان كانوا ظلمة وكان الحجاج ونوابه ممن يقاتلونهم فكل ائمة المسلمين يامرون بقتال الخوارج. انتهى.
وربما هناك من يحمل صفات الخوارج لكنه يسمع هذا الاسم عند قياداته المتطرفة ولا يدري عن وجودهم اليوم، او يقولون نحن لا نكفر بالكبيرة، فنقول ان التكفير بالكبيرة واحدة من بعض صفات بعض الخوارج وهناك الكثير من الصفات الاساسية فيهم اليوم وما سمو بالخوارج الا لخروجهم على الحكام وجماعة المسلمين فمن اعتقد جواز ذلك من المتطرفين هو من الخوارج.
وللمزيد من الادلة في قتال من يخرج على حكام المسلمين ، ما رواه مسلم وابي داود والنسائي واللفظ لمسلم عن عرفجة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون هنات وهنات ، فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ، وفي رواية فاقتلوه
وفيه بيان ان الهنات التي تحدث من حكام المسلمين ليست مبررا للخروج عليهم بل تعالج بالحكمة مع الحفاظ على وحدة الامة.
فمتى ما سفكوا دما كان قتالهم واجب وقبل يجوز قتلهم ابتداء ومتروك تقيمه للحاكم في مراعاته لظروفه ، ولكن الاولى ملاحقتهم قبل ان يعتدوا مجهزين ، كما فعل على رضي الله عنه لاحقهم حتى حصرهم على النهر فقتلهم وهم اربعة آلاف انذاك ولم ينج منهم الا تسعة.
وذكر ابن حجر في الفتح عن عمر بن عبد العزيز انه كتب في الخوارج بالكف عنهم ما لم يسفكوا دما حراما او يأخذوا مالا فان فعلوا فقاتلوهم ولو كان ولدي.
فانظروا الى اعدل الحكام فيما يروى بعد الصحابة رضي الله عنهم ، فما كان يتساهل في قتلهم حتى لو كان ابنه.

osman hassan 01-12-2006 08:09 AM

وعن جريخ : قلت لعطاء ما يحل في قتال الخوارج؟ قال : اذا قطعوا السبيل واخافوا الامن.
فكم من المتطرفين في عصرنا اخافوا الامنين وفجروا السيارات بل والطائرات حتى يصبح المسافر الى ان يرجع في رعب ، واما الذين تعسكروا في الاوكار فان ملاحقتهم لا تحتاج الى بحث الا في مسألة القدرة على قتالهم، وكما ذكر بجواز قتل من قدر عليه منهم من قبل ان يكون قد تعسكر واحتمى.
وما كان حكام المسلمين يترددون في حرب فرق الخوارج حتى ان القائد المهلب الذي كلف من قبل عدة ولاة للمسلمين كان قد قاتلهم تسعة عشر عاما في عدة بلدان وهزمهم.
وقد استمرت ملاحقة حكام المسلمين لهم عشرات السنين حتى ان من قتلهم الحجاج اكثر من مائة وخمسين الفا بامر خليفة المسلمين، وتواصل قتلهم بعده ايضا، فلا يتحرج حكام المسلمين اليوم في قتلهم فانه ليس بجديد، واذا كان ذلك الرقم من القتلى في عصر قلة الناس وكان عدد الخوارج كبيرا وكان من قتله خلفاء المسلمين يبلغ عشرات الالاف، فلا حرج اليوم في زمن الكثرة لو قتل منهم الملايين لاجل بقاء عدة مليارات من الناس في العالم، بل ان قتلهم واستئصالهم واجب لحماية عامة الناس من المسلمين وغيرهم سواء ان كانوا نصارى او يهود لا يجوز قتلهم، علما بان القتل حتى الذي اقره الاسلام فهو من شان الحاكم وحده، بل ليس للعامة ان يقتلوا كلب شخص اخر دون امر من ولاة الامور.
وذكر ابن حجر عن الاسماعيلي وكان الحديث عن قتال الخوارج فقال في 291/12 : واما بعده صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ترك قتالهم اذا هم اظهروا رأيهم وتركوا الجماعة وخالفوا الائمة مع القدرة على قتالهم. يعني ان تركهم بلا قتل لا يجوز في حق الحاكم بمنعى انه واجب عليه فكيف يتحرج.
وفي رواية : رايت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فقال : انها ستكون بعدي هنات وهنات ، فمن رأيتموه فارق الجماعة او يريد ان يفرق امة محمد فأيا من كان فأقتلوه ، فان يد الله على الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض.
وروى النسائي عن عبد الله بن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر. فكيف يتحرج حكام المسلمين من دم مجرم اهدره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكم من المتطرفين حملوا السلاح واقاموا المعسكرات وفجروا السيارات ففي ذلك مبررات لحكام المسلمين في ملاحقتهم وقتلهم وسجنهم ، كما يجب ان يمنع الدعوة الى الجهاد من اي جماعة او منظمة او شخص لان الدعوة للجهاد من شئون الحاكم المسلم فقط، وليس للدعاة ان ينادوا بها الناس واذا كان هناك داعي فليكن حديثهم موجه للحكام ومستشاريهم وهم الذين يقررون كما قال الله تعالى (( واذا استنفتم فانفروا)) اي اذا دعيتم له من قبل الحاكم، وذلك لان الحركات الارهابية ربت العوام على الروح الجهادية دون ان يكون الجهاد مشروعا فيجب قفل ذلك الباب بكل حسم ولا يتدعى له الا باذن الحاكم المسلم، كما ان ترك تربية المجتمع لشباب صغار من خلال وسائل الاعلام حيث تذاع الاناشيد الجهادية ضمن الاناشيد الدينية في الاذاعات فانها واحدة من بدع الخوارج والمتطرفين علما بان اسلوب التربية بالاناشيد هو اسلوب حركي انفردت به جماعة الاخوان المسلمين ومن انشق عنها، وهي التي عدلت عن القراءن والسنة في تربيتها لتجد الوسيلة للانفلات الذي تريده فتحمسهم بالنشيد دون منهج سليم فاصبحوا يبحثون عن القتال من غير وجود له ثم يصنعون له حربا تلبي رغبة هواة الحرب، وحتى النشيد غير الجهادي يجب ان يحجم لان اصله حركي واسلوب تنظيمي، وان تختبر الرموز المربية في الاعلام قبل ان تبني جيل على اساس خاطئ، والحاكم الرشيد لا يبالي بالنقد اذا كان يفعل امرا فيه بقاء شعبه ووطنه ويحمي دينه ، وما سمي الشخص القوي قائدا الا لانه يتقدمهم وليس يسير خلفهم حتى يامروه.
والى المعنيين نشير الى اننا سبق قبل ستة سنوات ان اقترحنا انشاء منظمة دولية لمكافحة التطرف والارهاب، وكان المقترح كالتي
مشروع مقتـرح
لاقامـة منظمـة دولية لمكافحـة التطرف والارهاب تتبـع للامم المتحدة
تحت اشراف مجلس الامن الدولي يكون لها فروع ضمن بعثة الامم المتحدة
التعريف
الاسم: المفوضية العاليا لمكافحة التطرف والارهاب.
وهي منظمة دولية تتبع لمجلس الامن الدولي وتحت اشرافه كمساعدة له وتجيزها الجمعية العامة للامم المتحدة.
رمزها: CFT مكافحة التطرف والارهاب. ((UNCFT))
مهمتها: تتولى شئون مكافحة التطرف والارهاب بكل صوره وتحارب العنف وتحفظ الامن والسلام في العالم وتتخصص في اعداد الدراسات والبحوث حول هذه الظاهرة وتصيغ وتقترح العقوبات المناسبة لمعاقبة الارهابيين ومسانديهم وتعمل على تحجيم انشطتهم في العالم وتقوم باعمال التوعية العامة بكل الوسائل الاعلامية كما هو مفصل في اهدافها.
الاهـداف
1- تقوم المنظمة بدارسة ظاهرة التطرف الديني والارهاب بكل صوره وفي كل العالم سواء كان المتهم به دولة او منظمة او جماعة او شخص، وتحديد خطرها ونوعية اعمالها ، وتخاطب تلك الجهة وتناقش معها ما نسب اليها وتخاطب اجهزة الدولة المعنية بذلك وتقوم بانذار تلك الجهة ثم ترفع تقريرها بتفاصيل ذلك لمجلس الامن الدولي والامين العامل للامم المتحدة.
2- تقوم بصياغة مشروعات العقوبات المقترحة والمناسبة وترفعها لمجلس الامن الدولي ليعتمدها او لا او يعدل فيها بالزيادة او النقصان.
3- في حالةان الجهة الارهابية ليست دولة يمكن للمنظمة ان تعتمد العقوبات التي لا تبلغ التدخل العسكري ثم ترفع تقريرها لمجلس الامن الدولي والامين العام.
4- العقوبات لا تقتصر على الجهة الارهابية بل تشمل الهيئة او الجهة التي يستغلها الارهابي في اعماله او يجعلها مظلة يعمل تحت غطائها او ينفذ من خلالها اعماله الغير قانونية سواء بطريقته او يستخدم امكاناتها او ادواتها او مواقعها في تلك الاعمال، وذلك حتى تحرص الهيئات والمنظمات على اختيار عناصر غير متطرفة او ارهابية، وكي لا تتخذ الاعمال العامة او الخيرية غطاء للارهاب او تكون حماية للارهابيين والمتطرفين، مع الزام تلك الجهة المحتمى بها بدفع الخسائر الناجمة عن اعمال المحتمي بها.
5- العقوبات التي تصدرها وتعتمدها تشمل حظر النشاط بالكلية او تحجيمه او حجز الممتلكات في حالة عدم دفع التعويضات الملزمة بها.
6- العقوبات التي تحتاج لمصادقة مجلس الامن منها اذا كانت الجهة المعاقبة دولة سواء كانت الفاعلة او تقوم بمنحه المساعدة، او منظمة دولية يستغلها الارهابي.
7- تقوم بفحص المنظمات الدولية والخيرية لاجل التاكد من سلامتها من اختراق العناصر المتطرفة او الارهابية او استغلال امكانياتها في اعماله او حتى في دعم العناصر الموالية له او لكسب اعضاء جدد عن طريق تقديم تسهيلات لهم، وذلك حتى لا تكون المنظمات دعما او ستار او حماية للتطرف والارهاب.
8- في حالة الحاجة لاعمال عسكرية ضد التطرف والارهاب سواء كان دولة او منظمة او جماعة او شخص لاجل وقف هجماتهم او تجريد اسلحتهم او مهاجمة اوكارهم، تقوم المنظمة بصياغة مشروع عقوبة مقترح مصحوبا بتقرير عن الحدث يوضح الحاجة لذلك ترفعه لمجلس الامن الدولي لدراسته واعتماد ما يراه مناسبا، وعند تنفيذه يستعين بالمنظمة باعتبارها مساعدة له على تقييم الحدث وتحديد انتهاء الحاجة اليه او المهمة بزوال الاسباب الموجبة لذلك، ويحدد مجلس الامن الجهات العسكرية التي تقوم بذلك.
9- تقوم المنظمة بتقديم المساعدات لضحايا الارهاب او اسرهم حسب الامكان بتخفيف حجم المأساة كما تقدم المحامين للمحتاجين للمطالبة بحقوقهم وخسائرهم من الارهابيين سواء كانوا عصابة او دولة او شخص.
10- تقوم المنظمة باعداد برامج اعلامية في كل وسائل الاعلام على ان تسمح لها الدول بتقديم البرامج الدولية في الاجهزة الرسمية وغيرها فيما هو مجاز من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة.
11- تتبنى المنظمة طباعة البحوث والكتب التي في هذا الخصوص على نفقتها وتقوم بتوزيعها مجانا او احيانا باسعار رخيصة لاجل توصيل المعلومات عن التطرف للعامة كما تستنفر كل فئات المجتمع طوعيا ضد التطرف والارهاب حتى تصبح محاربته مسؤولية الجميع كما تكون مهمة دولية لاحلال السلام في كل العالم. ((كما ان هناك تفاصيل اخرى عن اللوائح وطببيعة التكوين)).

عثمان حسن بابكر
رئيس تجمع الوطنيين الاحرار السوداني
hassosm01@hotmail.com

osman hassan 07-12-2006 05:50 AM

وفي صحيح مسلم عنوان : ( باب التحريض على قتل الخوارج ) ، عند الحديث رقم 1066 ، ولم يقل جواز القتل بل قال التحريض اي الدعوة والترغيب في قتل الخوارج ، لان المصلحة الشرعية تقتضي ذلك.
وذكر شيخ الإسلام في حديثه عن علي رضي الله عنه ، فقال فيمجموع الفتوى 473 ج28 :
فاستحل علي قتالهم وفرح بقتلهم فرحا عظيما ولم يفعل في خلافته امرا عاما كان اعظم عنده من قتال الخوارج . . الخ
وذكر ابن حجر : قال ابن بهيرة : وفي الحديث ان قتال الخوارج اولى من قتال المشركين والحكمة فيه ان في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام وفي قتال اهل الشرك طلب الربح وحفظ راس المال اولى.انتهى.
ذلك لان المتطرفين ضررهم على المسلمين اشد لانه من داخلهم ودرء المفاسد قدم على جلب المصالح فقتالهم اولى بل هو واجب لاجل حماية عامة المجتمع.
وذلك ايضا يبين فقه الصحابة حينما قال علي لجيشه : افتذهبون الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء في ذراريكم واموالكم" أي فضل قتال الخوارج على غيرهم.
وروى ابن ابي شيبة ج7 عن عاصم بن شميخ قال : سمعت ابا سعيد الخدري ، ويداه هكذا يعني ترتعشان من الكبر : لقتال الخوارج احب الي من قتال عدتهم من اهل الشرك.
وذكر الهروي في زم الكلام 228 قول الحميدي شيخ البخاري : ( لان اغزوا هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله . الخ ، يعني الخوارج ، لانهم لا يقبلون الاحاديث التي لا توافقهم فيردونها ويقولون بانها تخالف القرآن الا انها تخالفهم هم.
وفي رواية احمد عن علي زاد فيه : قتالهم حق على كل مسلم . أي يقاتلهم مع حكام المسلمين.
وقال النووي في شرح الحديث 1065: (لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد) قال : أي قتلا مستأصلا كما قال تعالى : فهل ترى لهم من باقية.
فمن الحديث وشرحه تبدوا الدعوة واضحة لقتلهم ولاقتلاع جذور التطرف وتجفيف منابعه ، وحرق بذوره ، حتى يسلم الناس من شره.
وقال ايضا في شرحه للفقرة من الحديث 1066 قوله صلى الله عليه وسلم : (فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر) قال الامام النووي : هذا صريح بوجوب قتال الخوارج والبغاة وهو اجماع العلماء. قال القاضي : اجمع العلماء على ان الخوارج واشباههم من اهل البدع والبغي متى خرجوا على الامام وخالفوا راي الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد الانذار . انتهى
وانظر قوله (بوجوب) والاخر ( وجب قتالهم) وليس فقط مستحب ، بل هو فريضة واجبة على حكام المسلمين لاستئصال المتطرفين الخوارج.
ويجب ان نتذكر بان الخوارج يدخل فيها كل من حمل صفاتهم من المتطرفين الذين تتعدد اسماء فرقهم وجماعاتهم الاسلامية اليوم من الذين يفجرون الاماكن العامة ويروعون الآمنين.
واما الذين قاتلهم علي رضي الله عنه فهم اولهم وليس كلهم ولم يكن وصف الخوارج خاص بألئك ، وذكر هذا المعنى شيخ الإسلام ج 28 ص494 : فهذه المعاني موجودة في ألئك القوم الذين قاتلهم علي رضي الله عنه وفي غيرهم ، وانما قولنا : ان عليا قاتل الخوارج بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار أي قتال جنس الكفار - الى قوله : وكذلك الخروج والمروق يتناول كل من كان في معنى ألئك ويجب قتالهم بامر النبي صلى الله عليه وسلم كما وجب قتال ألئك .انتهى
ويعني قتال الخوارج المتأخرين في اي عصر ايضا بأمر رسول الله. صلى الله عليه وسلم
وورد في موضع سابق قوله : قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين.
وقال ايضا بعد ذكر العلامة التي في المخدج، قال : وهذه العلامة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي علامة اول من يخرج منهم، ليسوا مخصوصين بألئك القوم ، فانه قد اخبر في غير هذا الحديث انهم لا يزالون يخرجون الى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على ان الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر .- وايضا قال : فالصفات التي وصفها في غير ذلك العسكر ، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقا.- الى قوله : والنبي صلى الله عليه وسلم انما ذكر الخوارج الحرورية لانهم اول صنف من اهل البدع خرجوا بعده بل اولهم خرج في حياته فذكرهم لقربهم من زمانه. انتهى.
يتبين ان كل فرق التطرف اليوم التي تخرج على حكام المسلمين بشبهة الحاكمية من غير ان يجحد الحاكم ذلك فهم خوارج يجب على حكام المسلمين قتالهم ويجب على كل مسلم مناصرة حكام المسلمين ان طلبوا منهم قتالهم.
وكان عمر رضي الله عنه يرصدهم لو خرجوا ، فلما اشتبه في تصرفات رجل يقال له صبيغ بن عسل، كشف راسه فوجد له شعر فقال له عمر رضي الله عنه : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. أي لقتلك لان من علامات الخوارج حلق كامل الشعر لادعاء الزهد.
وشاهدنا انه يتابع أي مظهر يبدوا للخوارج او سلوك يشبههم لمحاربته في اول ظهوره ، وعلى حكامنا في البلاد الاسلامية ان يتابعوا ذلك ويرصدوا من يقولون بقول الخوارج او يسلكوا سلوكهم وعليهم ان وينفذوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في استئصالهم ، عملا بوصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام في ص 546 ج28 : وقد اتفق السلف والائمة على قتل الخوارج واول من قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ومازال المسلمون يقاتلون في صدر خلافة بني امية وبني العباس مع الامراء وان كانوا ظلمة وكان الحجاج ونوابه ممن يقاتلونهم فكل ائمة المسلمين يامرون بقتال الخوارج. انتهى.
وربما هناك من يحمل صفات الخوارج لكنه يسمع هذا الاسم عند قياداته المتطرفة ولا يدري عن وجودهم اليوم، او يقولون نحن لا نكفر بالكبيرة، فنقول ان التكفير بالكبيرة واحدة من بعض صفات بعض الخوارج وهناك الكثير من الصفات الاساسية فيهم اليوم وما سمو بالخوارج الا لخروجهم على الحكام وجماعة المسلمين فمن اعتقد جواز ذلك من المتطرفين هو من الخوارج.
وللمزيد من الادلة في قتال من يخرج على حكام المسلمين ، ما رواه مسلم وابي داود والنسائي واللفظ لمسلم عن عرفجة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون هنات وهنات ، فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ، وفي رواية فاقتلوه
وفيه بيان ان الهنات التي تحدث من حكام المسلمين ليست مبررا للخروج عليهم بل تعالج بالحكمة مع الحفاظ على وحدة الامة.
فمتى ما سفكوا دما كان قتالهم واجب وقبل يجوز قتلهم ابتداء ومتروك تقيمه للحاكم في مراعاته لظروفه ، ولكن الاولى ملاحقتهم قبل ان يعتدوا مجهزين ، كما فعل على رضي الله عنه لاحقهم حتى حصرهم على النهر فقتلهم وهم اربعة آلاف انذاك ولم ينج منهم الا تسعة.
وذكر ابن حجر في الفتح عن عمر بن عبد العزيز انه كتب في الخوارج بالكف عنهم ما لم يسفكوا دما حراما او يأخذوا مالا فان فعلوا فقاتلوهم ولو كان ولدي.
فانظروا الى اعدل الحكام فيما يروى بعد الصحابة رضي الله عنهم ، فما كان يتساهل في قتلهم حتى لو كان ابنه.
وعن جريخ : قلت لعطاء ما يحل في قتال الخوارج؟ قال : اذا قطعوا السبيل واخافوا الامن.
فكم من المتطرفين في عصرنا اخافوا الامنين وفجروا السيارات بل والطائرات حتى يصبح المسافر الى ان يرجع في رعب ، واما الذين تعسكروا في الاوكار فان ملاحقتهم لا تحتاج الى بحث الا في مسألة القدرة على قتالهم، وكما ذكر بجواز قتل من قدر عليه منهم من قبل ان يكون قد تعسكر واحتمى.
وما كان حكام المسلمين يترددون في حرب فرق الخوارج حتى ان القائد المهلب الذي كلف من قبل عدة ولاة للمسلمين كان قد قاتلهم تسعة عشر عاما في عدة بلدان وهزمهم.
وقد استمرت ملاحقة حكام المسلمين لهم عشرات السنين حتى ان من قتلهم الحجاج اكثر من مائة وخمسين الفا بامر خليفة المسلمين، وتواصل قتلهم بعده ايضا، فلا يتحرج حكام المسلمين اليوم في قتلهم فانه ليس بجديد، واذا كان ذلك الرقم من القتلى في عصر قلة الناس وكان عدد الخوارج كبيرا وكان من قتله خلفاء المسلمين يبلغ عشرات الالاف، فلا حرج اليوم في زمن الكثرة لو قتل منهم الملايين لاجل بقاء عدة مليارات من الناس في العالم، بل ان قتلهم واستئصالهم واجب لحماية عامة الناس من المسلمين وغيرهم سواء ان كانوا نصارى او يهود لا يجوز قتلهم، علما بان القتل حتى الذي اقره الاسلام فهو من شان الحاكم وحده، بل ليس للعامة ان يقتلوا كلب شخص اخر دون امر من ولاة الامور.
وذكر ابن حجر عن الاسماعيلي وكان الحديث عن قتال الخوارج فقال في 291/12 : واما بعده صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ترك قتالهم اذا هم اظهروا رأيهم وتركوا الجماعة وخالفوا الائمة مع القدرة على قتالهم. يعني ان تركهم بلا قتل لا يجوز في حق الحاكم بمنعى انه واجب عليه فكيف يتحرج.

osman hassan 07-12-2006 05:57 AM

وفي رواية : رايت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فقال : انها ستكون بعدي هنات وهنات ، فمن رأيتموه فارق الجماعة او يريد ان يفرق امة محمد فأيا من كان فأقتلوه ، فان يد الله على الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض.
وروى النسائي عن عبد الله بن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر. فكيف يتحرج حكام المسلمين من دم مجرم اهدره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكم من المتطرفين حملوا السلاح واقاموا المعسكرات وفجروا السيارات ففي ذلك مبررات لحكام المسلمين في ملاحقتهم وقتلهم وسجنهم ، كما يجب ان يمنع الدعوة الى الجهاد من اي جماعة او منظمة او شخص لان الدعوة للجهاد من شئون الحاكم المسلم فقط، وليس للدعاة ان ينادوا بها الناس واذا كان هناك داعي فليكن حديثهم موجه للحكام ومستشاريهم وهم الذين يقررون كما قال صلى الله عليه وسلم (( واذا استنفتم فانفروا)) اي اذا دعيتم له من قبل الحاكم، وذلك لان الحركات الارهابية ربت العوام على الروح الجهادية دون ان يكون الجهاد مشروعا فيجب قفل ذلك الباب بكل حسم ولا يتدعى له الا باذن الحاكم المسلم، كما ان ترك تربية المجتمع لشباب صغار من خلال وسائل الاعلام حيث تذاع الاناشيد الجهادية ضمن الاناشيد الدينية في الاذاعات فانها واحدة من بدع الخوارج والمتطرفين علما بان اسلوب التربية بالاناشيد هو اسلوب حركي انفردت به جماعة الاخوان المسلمين ومن انشق عنها، وهي التي عدلت عن القراءن والسنة في تربيتها لتجد الوسيلة للانفلات الذي تريده فتحمسهم بالنشيد دون منهج سليم فاصبحوا يبحثون عن القتال من غير وجود له ثم يصنعون له حربا تلبي رغبة هواة الحرب، وحتى النشيد غير الجهادي يجب ان يحجم لان اصله حركي واسلوب تنظيمي، وان تختبر الرموز المربية في الاعلام قبل ان تبني جيل على اساس خاطئ، والحاكم الرشيد لا يبالي بالنقد اذا كان يفعل امرا فيه بقاء شعبه ووطنه ويحمي دينه ، وما سمي الشخص القوي قائدا الا لانه يتقدمهم وليس يسير خلفهم حتى يامروه.
والى المعنيين نشير الى اننا سبق قبل ستة سنوات ان اقترحنا انشاء منظمة دولية لمكافحة التطرف والارهاب، وكان المقترح كالتي

مشروع مقتـرح
لاقامـة منظمـة دولية لمكافحـة التطرف والارهاب تتبـع للامم المتحدة
تحت اشراف مجلس الامن الدولي يكون لها فروع ضمن بعثة الامم المتحدة
التعريف
الاسم: المفوضية العاليا لمكافحة التطرف والارهاب.
وهي منظمة دولية تتبع لمجلس الامن الدولي وتحت اشرافه كمساعدة له وتجيزها الجمعية العامة للامم المتحدة.
رمزها: CFT مكافحة التطرف والارهاب. ((UNCFT))
United Nation High commotion for compact fundamentalism and terrorism
مهمتها: تتولى شئون مكافحة التطرف والارهاب بكل صوره وتحارب العنف وتحفظ الامن والسلام في العالم وتتخصص في اعداد الدراسات والبحوث حول هذه الظاهرة وتصيغ وتقترح العقوبات المناسبة لمعاقبة الارهابيين ومسانديهم وتعمل على تحجيم انشطتهم في العالم وتقوم باعمال التوعية العامة بكل الوسائل الاعلامية كما هو مفصل في اهدافها.
الاهـداف
1- تقوم المنظمة بدارسة ظاهرة التطرف الديني والارهاب بكل صوره وفي كل العالم سواء كان المتهم به دولة او منظمة او جماعة او شخص، وتحديد خطرها ونوعية اعمالها ، وتخاطب تلك الجهة وتناقش معها ما نسب اليها وتخاطب اجهزة الدولة المعنية بذلك وتقوم بانذار تلك الجهة ثم ترفع تقريرها بتفاصيل ذلك لمجلس الامن الدولي والامين العامل للامم المتحدة.
2- تقوم بصياغة مشروعات العقوبات المقترحة والمناسبة وترفعها لمجلس الامن الدولي ليعتمدها او لا او يعدل فيها بالزيادة او النقصان.
3- في حالةان الجهة الارهابية ليست دولة يمكن للمنظمة ان تعتمد العقوبات التي لا تبلغ التدخل العسكري ثم ترفع تقريرها لمجلس الامن الدولي والامين العام.
4- العقوبات لا تقتصر على الجهة الارهابية بل تشمل الهيئة او الجهة التي يستغلها الارهابي في اعماله او يجعلها مظلة يعمل تحت غطائها او ينفذ من خلالها اعماله الغير قانونية سواء بطريقته او يستخدم امكاناتها او ادواتها او مواقعها في تلك الاعمال، وذلك حتى تحرص الهيئات والمنظمات على اختيار عناصر غير متطرفة او ارهابية، وكي لا تتخذ الاعمال العامة او الخيرية غطاء للارهاب او تكون حماية للارهابيين والمتطرفين، مع الزام تلك الجهة المحتمى بها بدفع الخسائر الناجمة عن اعمال المحتمي بها.
5- العقوبات التي تصدرها وتعتمدها تشمل حظر النشاط بالكلية او تحجيمه او حجز الممتلكات في حالة عدم دفع التعويضات الملزمة بها.
6- العقوبات التي تحتاج لمصادقة مجلس الامن منها اذا كانت الجهة المعاقبة دولة سواء كانت الفاعلة او تقوم بمنحه المساعدة، او منظمة دولية يستغلها الارهابي.
7- تقوم بفحص المنظمات الدولية والخيرية لاجل التاكد من سلامتها من اختراق العناصر المتطرفة او الارهابية او استغلال امكانياتها في اعماله او حتى في دعم العناصر الموالية له او لكسب اعضاء جدد عن طريق تقديم تسهيلات لهم، وذلك حتى لا تكون المنظمات دعما او ستار او حماية للتطرف والارهاب.
8- في حالة الحاجة لاعمال عسكرية ضد التطرف والارهاب سواء كان دولة او منظمة او جماعة او شخص لاجل وقف هجماتهم او تجريد اسلحتهم او مهاجمة اوكارهم، تقوم المنظمة بصياغة مشروع عقوبة مقترح مصحوبا بتقرير عن الحدث يوضح الحاجة لذلك ترفعه لمجلس الامن الدولي لدراسته واعتماد ما يراه مناسبا، وعند تنفيذه يستعين بالمنظمة باعتبارها مساعدة له على تقييم الحدث وتحديد انتهاء الحاجة اليه او المهمة بزوال الاسباب الموجبة لذلك، ويحدد مجلس الامن الجهات العسكرية التي تقوم بذلك.
9- تقوم المنظمة بتقديم المساعدات لضحايا الارهاب او اسرهم حسب الامكان بتخفيف حجم المأساة كما تقدم المحامين للمحتاجين للمطالبة بحقوقهم وخسائرهم من الارهابيين سواء كانوا عصابة او دولة او شخص.
10- تقوم المنظمة باعداد برامج اعلامية في كل وسائل الاعلام على ان تسمح لها الدول بتقديم البرامج الدولية في الاجهزة الرسمية وغيرها فيما هو مجاز من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة.
11- تتبنى المنظمة طباعة البحوث والكتب التي في هذا الخصوص على نفقتها وتقوم بتوزيعها مجانا او احيانا باسعار رخيصة لاجل توصيل المعلومات عن التطرف للعامة كما تستنفر كل فئات المجتمع طوعيا ضد التطرف والارهاب حتى تصبح محاربته مسؤولية الجميع كما تكون مهمة دولية لاحلال السلام في كل العالم. ((كما ان هناك تفاصيل اخرى عن اللوائح وطببيعة التكوين)).

عثمان حسن بابكر
رئيس تجمع الوطنيين الاحرار السوداني
hassosm01@hotmail.com

osman hassan 11-12-2006 07:15 AM

نرجو ان لا تستهينوا بفتنة التكفير والخوارج فان دخلت على اولادكم فليس من السهل اخراجها فعليكم تعقيمهم ضد هذا الفكر وتوعيتهم به قبل ان يسمعوه فكثيرا من المدارس يحملوا الفكر ولا تستطيعون التعريف عليه الا ان تجد تصرفات غريبة عليه ثم يعتزل الناس ثم يهجرهم،

osman hassan 01-01-2007 12:42 AM

کل عام وانتم بخیر
شاهدتم الخوارج في الصومال كيف فروا وذلك لانهم يسعون الى السلطة وليس حربا جهادية للشهادة او النصر وانما الكرسي او الفرار حتى يجدون له فرصة اخرى

osman hassan 01-01-2007 12:49 AM

رسـالة مفتوحـة الى الحكام
الحسام على التطرف لاجل السلام

اليكم ايها القادة والحكام الكرام، نكرر نقر نواقيس الخطر، وان كان تحذيرنا يتكرر من وقت لاخر، الا انه اخيرا اصبح الامر اخطر، وكم من مرة اكدنا واشرنا ان تحت الرماد وميض نار، توشك ان تبعث انفاسها فتكوي وتنتشر، وتقضي قبل اليابس على الاخضر، وذلك بالفعل بعضه قد حصل، وقد وجهنا ذلك التحذير من قبل لعدة حكومات ولكن هيهات هيهات فمازلت بطيئة الخطوات ومازالت محاربة التطرف شعارات، ومازال العالم يصارع موج الانقسامات والبعض يتحفظ في ردع العصابات اما بسبب الغفلة او بفعل الاختراقات ونخشى ان يكون الاوان قد فات. وقد تصاعد العنف الذي يقابل بشئ من التردد اوالتسامح واللطف الذي لا تستحقه رموز التطرف والعنف.
ايها القادة الكرام رغم حدوث شئ من التصعيد تجاه التطرف، والذي رغم ضعفه ينتقده البعض خاص من يوالون التطرف سرا او يستخدمونه لتهيئة المناخ لاعمالهم الفوضوية، الا ان ذلك المجهود اقل بكثير مما يجب تجاه ظاهرة التطرف والعنف، وان التطرف والارهاب بلغ درجة من التسلل حتى الى دواوين الحكومات ويصرف على انشطته الاجرامية من الميزانيات الرسمية للوزارات عن طريق الاختراق ولبسوا ثياب الحارس حتى اسندت اليهم مهمة محاربة التطرف والارهاب فرشحوا عناصرهم للمهام، وطعنوا وجرحوا في كل عدل همام ، حتى اننا نرى من يعمل مع بعض الحكومات التي تحارب التطرف، في حين يعمل محسوبها في انشاء الاوكار والمعسكرات، ويستضيف معارضيها ويقدم لهم المساعدات ونحن لا يمكننا تجاه تلك الحكومات الصديقة الا ان نرسل الآهات بعد ان ارسلنا عدة تحذيرات، حيث نملك حول ذلك الكثير من المعلومات.
وقد كنا نتوقع حدوث الكثير مما وقع الان في عدة بلدان ولاننا ندرك ما ينتج عن هذه الفئات الحاقدة الشاذة والتي على حين غرة وغفلة ترابطت حلقاتها ، وتعددت مراكزها ومعسكراتها وزادت جسارتها وكثرت تهديداتها وفي المقابل زادت دول العالم خلال العقدين الماضيين في تساهلها وبعضها في سهوها وغفلتها.
ان وصفنا للحروب التي يشعلها المتطرفون ويزعمون بانها دين فانه ليس فقط ان ندين، بل نقول بوجوب اعلان الحرب عليها باسم الدين، وحماية امن الاخرين، والدعوة الصريحة للحرب الواسعة على المتطرفين الخوارج وعلى كل من قدم للارهاب الاعانة ، ومن سبق لهم ان استضافوه سواء ان كانوا تنظيمات او حكومات، كما يجب ان تنتقل الخطة الى الهجوم بدلا من الدفاع وردود الافعال، ان الفكر الارهابي وباءا خطرا ولقاحا ساما ينتج عنه خلايا قاتلة وتنظيمات محاربة فيجب ان يكون فكرا محظورا ويجرم قانونيا فلا يسمح بنشره او تداوله حتى بين اثنين، ان اطوار هذا الفكر سريعة وهي مثل اطوار البعوض بيضة ثم يرقة ثم شرنقة ثم حشرة كاملة، فاذا تم قتلها اثناء مراحلها الاولى سلم منها المجتمع وباقل تكلفة، واذا تجاهلها كثرت وطارت واضرت ونشرت امراضها في كل مكان وكانت المعالجة باهظة الثمن.
فالى متى التساهل ، الم نرى في دولة عربية هي الصومال كيف اقام اسامة بن لادن معسكرا في شرق الصومال ببوساسو تحت اشراف العقيد محمد المصري نائب بن لادن في جماعة القاعدة ثم احتلوا المدينة واعنلوها المدينة الاسلامية الاولى، وسرعان ما انتج فكرهم خطة اقامة دولة اسلامية في اثيوبيا على طريقتهم، ثم اشعلوا فيها التفجيرات ومحاولة اغتيال الوزير المسلم عبد المجيد، وكان بينهم سعوديون منهم الذي حاول اغتيال الرئيس مبارك في اثيوبيا كما اخبر بذلك بعض من كانوا سابقا في الاتحاد ، وقد استاجروا لذلك الارهابي السعودي شقة على طريق المطار بقي فيها ثلاثة اشهر لم ينزل الا ساعة مرور موكب الرئيس ، هل ننتظر ان يحدث ذلك في كل البلدان، فليس من الحكمة ان يحدث كل ذلك دون ان ينال العقاب المناسب، وان يلاحق المتطرفين في بيوتهم وفي الاسواق قبل تحركهم ثانية، كما ذكر ذلك الامام مالك رحمه الله حيث قال في الخوارج (( يضربون بالنعال وبالجريد ويطاف عليهم بالاسواق . . الخ)) ويعني البحث عنهم في الاسواق حتى لا تتوسع فتنتهم، ولما لم تجد ظاهرة التطرف المعاصرة النظر المناسب فاغتر وتعالى وتبختر ثم فكر وقدر ان ينازل اقوى دولة في العالم ماديا وعسكريا فاخطاء التقدير اذ تناول القشة التي قصمت ظهر البعير
وبعد ان افاق ورتب اوراقه ثم اعاد نشاطه ثم فكر وقدر فقتل كيف قدر عندما اطلق يده تفجيرا في الاراضي المحرمة بمكة المكرمة، وعلى حكومتها الرشيدة المسلمة، ذلك لانها فتنة الخوارج التي بينتها السنة قبل اربعة عشر قرنا ودعت السنة لقتل حملة هذا الفكر المنحرف.
والواجب على الحكام قبل ان يلقي التطرف باخر ما في جعبته هذه المرة بطريقة اكثر دموية فعلى زعماء العالم وخاصة الاسلامي الالتفات الى الذين تسللوا بين الصفوف والمؤسسات الحكومية قبل غيرهم حتى لا تطعن بخنجرها في ظهرها، وحتى تحفظ ماء وجهها وتسلم من انتقاد من ينتظر عثراتها، وان تقوم بواجبها تجاه شعوبها وحماية مصالحها خاصة وقد وجدت الان الدعم المعنوي وحتى المادي بل والعسكري لاجل محاربة التطرف والارهاب، ولا ننسى ان عناصر التطرف قد اخترقت وسائل الاعلام حتى الرسمية فتفتح المجال لرموزها لتلبس على الناس في قضايا تؤصل للتطرف وتحجم من يخالفها، وخطورة ذلك اذا فرضا نشبت ازمة في المنطقة ستقوم تلك الجهات المخترقة باثارة الرأي العام بواسطة الاعلام المحتل ضد حكوماته حتى تجد الحكومات نفسها بلا شعوب مؤيدة من خلفها، اذا سيطر التطرف على فكر قواعدها وشبابها، فالواجب الان تضافر الجهود عاجلا وتحجيم الارهاب وتجفيف المنابع وتقليم الاظافر سواء جماعة بن لادن او الترابي كبيرهم الذي علمهم السحر او صديقه الغنوشي الذي كان له معسكرات في السودان، او تنظيم الجهاد او غيرهم من المسميات، ولا تنخدعوا في الدعاة الذين يزعمون انهم يحاربون التطرف مع الحكومات في حين هم الذين يحمون الحركات السياسية التي هي اخطر من التكفيرية المهاجمة لان الحركات الاسلامية السياسية التي تجيد الاختفاء وتعمل على استغلال الظروف والامكانييات لقيادة الشعب الى الفوضى او الانقلابات وتخطط لتحكم فهذه الحركات منظمة ومقربة فهي اشد ضررا وخطرا من التي تتسرع بالتفجيرات، فلا ينخدع البعض في انها معتدلة او لا تضر بل هي التي انجبت كل هذا التطرف وهي جماعة الاخوان المسلمين اخطر فرق المجرمين المتسترين بالدين، وقد تخللت حتى الكلية الامنية في بعض البلدان، التي تعلّم كيف نحمي الوطن في حين هذه الرموز المربية المخترقة تتعلم من الكلية كيف تكشف الظهر وتحمى الارهاب، وقد سمعنا احد الاساتذة في قناة فضائية وهو يدافع عن شيوخ الحركات امثال حسن البنا وغيره وهذه من علامات المخترقين، وهناك اخرين يردّون على الخوارج صوريا فيذكرونهم وكانهم حكاية في الماضي ولا توجد اليوم، وفي ذات الوقت ينفون تكفير العلماء لهم، في دفاع خفي عنهم، مع ان تكفيرهم اقرب الى الاجماع، وكما يقول الحديث النبوي: ( يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية)، كما يذكر البعض ان الخوارج يكفرون بالكبيرة وهؤلاء لا يكفرون بالكبيرة كانه يبرئ خوارج اليوم، علما بان هناك صفاة عديدة للخوارج موجودة في هذه الفئات اليوم تكفي لدخولهم في حكم الخوارج.
وحتى نعطي الحكام الثقة في خطوة التصعيد ضد المتطرفين الخوارج اليوم وقتل من حمل السلاح منهم حتى قبل ان يقتل لانه تسلح وتعسكر، وسجن من حمل فكرهم حتى ان لم يرفع صوته حتى لا ينتشر ليجرم هذا الفكر الاثم، وليصبح حمل هذا الفكر جريمة يعاقب عليها القانون، فنقدم للحكام الحكم الشرعي الذي يبين الواجب على حكام المسلمين تجاه الخوارج المتطرفين الذين يقتلون الابرياء باسم الدين.
ان الذين كان دينهم القتل والارهاب وعقيدتهم التكفير كان من الضروري لحياة الاخرين قتلهم شرعا وعرفا ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما شدد ورغب في قتل فئة كهذه ، وقد حفلت كتب السنة بما يطمئن حكام المسلمين ويكسبهم الجرأة في قتال الذين خرجوا بمثل هذه العقيدة الفاسدة ، ونقف على المراجع في ذلك منها قول البخاري في عنوان : ( باب قتل الخوارج والملحدين بعد اقامة الحجة عليهم). 283 الفتح.

osman hassan 01-01-2007 12:51 AM

وفي صحيح مسلم عنوان : ( باب التحريض على قتل الخوارج ) ، عند الحديث رقم 1066 ، ولم يقل جواز القتل بل قال التحريض اي الدعوة والترغيب في قتل الخوارج ، لان المصلحة الشرعية تقتضي ذلك.
وذكر شيخ الإسلام في حديثه عن علي رضي الله عنه ، فقال فيمجموع الفتوى 473 ج28 :
فاستحل علي قتالهم وفرح بقتلهم فرحا عظيما ولم يفعل في خلافته امرا عاما كان اعظم عنده من قتال الخوارج . . الخ
وذكر ابن حجر : قال ابن بهيرة : وفي الحديث ان قتال الخوارج اولى من قتال المشركين والحكمة فيه ان في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام وفي قتال اهل الشرك طلب الربح وحفظ راس المال اولى.انتهى.
ذلك لان المتطرفين ضررهم على المسلمين اشد لانه من داخلهم ودرء المفاسد قدم على جلب المصالح فقتالهم اولى بل هو واجب لاجل حماية عامة المجتمع.
وذلك ايضا يبين فقه الصحابة حينما قال علي لجيشه : افتذهبون الى معاوية واهل الشام وتتركون هؤلاء في ذراريكم واموالكم" أي فضل قتال الخوارج على غيرهم.
وروى ابن ابي شيبة ج7 عن عاصم بن شميخ قال : سمعت ابا سعيد الخدري ، ويداه هكذا يعني ترتعشان من الكبر : لقتال الخوارج احب الي من قتال عدتهم من اهل الشرك.
وذكر الهروي في زم الكلام 228 قول الحميدي شيخ البخاري : ( لان اغزوا هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله . الخ ، يعني الخوارج ، لانهم لا يقبلون الاحاديث التي لا توافقهم فيردونها ويقولون بانها تخالف القرآن الا انها تخالفهم هم.
وفي رواية احمد عن علي زاد فيه : قتالهم حق على كل مسلم . أي يقاتلهم مع حكام المسلمين.
وقال النووي في شرح الحديث 1065: (لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد) قال : أي قتلا مستأصلا كما قال تعالى : فهل ترى لهم من باقية.
فمن الحديث وشرحه تبدوا الدعوة واضحة لقتلهم ولاقتلاع جذور التطرف وتجفيف منابعه ، وحرق بذوره ، حتى يسلم الناس من شره.
وقال ايضا في شرحه للفقرة من الحديث 1066 قوله صلى الله عليه وسلم : (فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر) قال الامام النووي : هذا صريح بوجوب قتال الخوارج والبغاة وهو اجماع العلماء. قال القاضي : اجمع العلماء على ان الخوارج واشباههم من اهل البدع والبغي متى خرجوا على الامام وخالفوا راي الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد الانذار . انتهى
وانظر قوله (بوجوب) والاخر ( وجب قتالهم) وليس فقط مستحب ، بل هو فريضة واجبة على حكام المسلمين لاستئصال المتطرفين الخوارج.
ويجب ان نتذكر بان الخوارج يدخل فيها كل من حمل صفاتهم من المتطرفين الذين تتعدد اسماء فرقهم وجماعاتهم الاسلامية اليوم من الذين يفجرون الاماكن العامة ويروعون الآمنين.
واما الذين قاتلهم علي رضي الله عنه فهم اولهم وليس كلهم ولم يكن وصف الخوارج خاص بألئك ، وذكر هذا المعنى شيخ الإسلام ج 28 ص494 : فهذه المعاني موجودة في ألئك القوم الذين قاتلهم علي رضي الله عنه وفي غيرهم ، وانما قولنا : ان عليا قاتل الخوارج بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار أي قتال جنس الكفار - الى قوله : وكذلك الخروج والمروق يتناول كل من كان في معنى ألئك ويجب قتالهم بامر النبي صلى الله عليه وسلم كما وجب قتال ألئك .انتهى
ويعني قتال الخوارج المتأخرين في اي عصر ايضا بأمر رسول الله. صلى الله عليه وسلم
وورد في موضع سابق قوله : قد ادخل فيها العلماء لفظا اومعنا من كان في معناهم من اهل الاهواء الخارجين عن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين.
وقال ايضا بعد ذكر العلامة التي في المخدج، قال : وهذه العلامة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي علامة اول من يخرج منهم، ليسوا مخصوصين بألئك القوم ، فانه قد اخبر في غير هذا الحديث انهم لا يزالون يخرجون الى زمن الدجال وقد اتفق المسلمون على ان الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر .- وايضا قال : فالصفات التي وصفها في غير ذلك العسكر ، ولهذا كان الصحابة يرون الحديث مطلقا.- الى قوله : والنبي صلى الله عليه وسلم انما ذكر الخوارج الحرورية لانهم اول صنف من اهل البدع خرجوا بعده بل اولهم خرج في حياته فذكرهم لقربهم من زمانه. انتهى.
يتبين ان كل فرق التطرف اليوم التي تخرج على حكام المسلمين بشبهة الحاكمية من غير ان يجحد الحاكم ذلك فهم خوارج يجب على حكام المسلمين قتالهم ويجب على كل مسلم مناصرة حكام المسلمين ان طلبوا منهم قتالهم.
وكان عمر رضي الله عنه يرصدهم لو خرجوا ، فلما اشتبه في تصرفات رجل يقال له صبيغ بن عسل، كشف راسه فوجد له شعر فقال له عمر رضي الله عنه : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. أي لقتلك لان من علامات الخوارج حلق كامل الشعر لادعاء الزهد.
وشاهدنا انه يتابع أي مظهر يبدوا للخوارج او سلوك يشبههم لمحاربته في اول ظهوره ، وعلى حكامنا في البلاد الاسلامية ان يتابعوا ذلك ويرصدوا من يقولون بقول الخوارج او يسلكوا سلوكهم وعليهم ان وينفذوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في استئصالهم ، عملا بوصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإسلام في ص 546 ج28 : وقد اتفق السلف والائمة على قتل الخوارج واول من قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ومازال المسلمون يقاتلون في صدر خلافة بني امية وبني العباس مع الامراء وان كانوا ظلمة وكان الحجاج ونوابه ممن يقاتلونهم فكل ائمة المسلمين يامرون بقتال الخوارج. انتهى.
وربما هناك من يحمل صفات الخوارج لكنه يسمع هذا الاسم عند قياداته المتطرفة ولا يدري عن وجودهم اليوم، او يقولون نحن لا نكفر بالكبيرة، فنقول ان التكفير بالكبيرة واحدة من بعض صفات بعض الخوارج وهناك الكثير من الصفات الاساسية فيهم اليوم وما سمو بالخوارج الا لخروجهم على الحكام وجماعة المسلمين فمن اعتقد جواز ذلك من المتطرفين هو من الخوارج.
وللمزيد من الادلة في قتال من يخرج على حكام المسلمين ، ما رواه مسلم وابي داود والنسائي واللفظ لمسلم عن عرفجة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستكون هنات وهنات ، فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ، وفي رواية فاقتلوه
وفيه بيان ان الهنات التي تحدث من حكام المسلمين ليست مبررا للخروج عليهم بل تعالج بالحكمة مع الحفاظ على وحدة الامة.
فمتى ما سفكوا دما كان قتالهم واجب وقبل يجوز قتلهم ابتداء ومتروك تقيمه للحاكم في مراعاته لظروفه ، ولكن الاولى ملاحقتهم قبل ان يعتدوا مجهزين ، كما فعل على رضي الله عنه لاحقهم حتى حصرهم على النهر فقتلهم وهم اربعة آلاف انذاك ولم ينج منهم الا تسعة.
وذكر ابن حجر في الفتح عن عمر بن عبد العزيز انه كتب في الخوارج بالكف عنهم ما لم يسفكوا دما حراما او يأخذوا مالا فان فعلوا فقاتلوهم ولو كان ولدي.
فانظروا الى اعدل الحكام فيما يروى بعد الصحابة رضي الله عنهم ، فما كان يتساهل في قتلهم حتى لو كان ابنه.
وعن جريخ : قلت لعطاء ما يحل في قتال الخوارج؟ قال : اذا قطعوا السبيل واخافوا الامن.
فكم من المتطرفين في عصرنا اخافوا الامنين وفجروا السيارات بل والطائرات حتى يصبح المسافر الى ان يرجع في رعب ، واما الذين تعسكروا في الاوكار فان ملاحقتهم لا تحتاج الى بحث الا في مسألة القدرة على قتالهم، وكما ذكر بجواز قتل من قدر عليه منهم من قبل ان يكون قد تعسكر واحتمى.
وما كان حكام المسلمين يترددون في حرب فرق الخوارج حتى ان القائد المهلب الذي كلف من قبل عدة ولاة للمسلمين كان قد قاتلهم تسعة عشر عاما في عدة بلدان وهزمهم.
وقد استمرت ملاحقة حكام المسلمين لهم عشرات السنين حتى ان من قتلهم الحجاج اكثر من مائة وخمسين الفا بامر خليفة المسلمين، وتواصل قتلهم بعده ايضا، فلا يتحرج حكام المسلمين اليوم في قتلهم فانه ليس بجديد، واذا كان ذلك الرقم من القتلى في عصر قلة الناس وكان عدد الخوارج كبيرا وكان من قتله خلفاء المسلمين يبلغ عشرات الالاف، فلا حرج اليوم في زمن الكثرة لو قتل منهم الملايين لاجل بقاء عدة مليارات من الناس في العالم، بل ان قتلهم واستئصالهم واجب لحماية عامة الناس من المسلمين وغيرهم سواء ان كانوا نصارى او يهود لا يجوز قتلهم، علما بان القتل حتى الذي اقره الاسلام فهو من شان الحاكم وحده، بل ليس للعامة ان يقتلوا كلب شخص اخر دون امر من ولاة الامور.

osman hassan 01-01-2007 12:53 AM

وذكر ابن حجر عن الاسماعيلي وكان الحديث عن قتال الخوارج فقال في 291/12 : واما بعده صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ترك قتالهم اذا هم اظهروا رأيهم وتركوا الجماعة وخالفوا الائمة مع القدرة على قتالهم. يعني ان تركهم بلا قتل لا يجوز في حق الحاكم بمنعى انه واجب عليه فكيف يتحرج.
وفي رواية : رايت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فقال : انها ستكون بعدي هنات وهنات ، فمن رأيتموه فارق الجماعة او يريد ان يفرق امة محمد فأيا من كان فأقتلوه ، فان يد الله على الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض.
وروى النسائي عن عبد الله بن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر. فكيف يتحرج حكام المسلمين من دم مجرم اهدره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكم من المتطرفين حملوا السلاح واقاموا المعسكرات وفجروا السيارات ففي ذلك مبررات لحكام المسلمين في ملاحقتهم وقتلهم وسجنهم ، كما يجب ان يمنع الدعوة الى الجهاد من اي جماعة او منظمة او شخص لان الدعوة للجهاد من شئون الحاكم المسلم فقط، وليس للدعاة ان ينادوا بها الناس واذا كان هناك داعي فليكن حديثهم موجه للحكام ومستشاريهم وهم الذين يقررون كما قال الله تعالى (( واذا استنفتم فانفروا)) اي اذا دعيتم له من قبل الحاكم، وذلك لان الحركات الارهابية ربت العوام على الروح الجهادية دون ان يكون الجهاد مشروعا فيجب قفل ذلك الباب بكل حسم ولا يتدعى له الا باذن الحاكم المسلم، كما ان ترك تربية المجتمع لشباب صغار من خلال وسائل الاعلام حيث تذاع الاناشيد الجهادية ضمن الاناشيد الدينية في الاذاعات فانها واحدة من بدع الخوارج والمتطرفين علما بان اسلوب التربية بالاناشيد هو اسلوب حركي انفردت به جماعة الاخوان المسلمين ومن انشق عنها، وهي التي عدلت عن القراءن والسنة في تربيتها لتجد الوسيلة للانفلات الذي تريده فتحمسهم بالنشيد دون منهج سليم فاصبحوا يبحثون عن القتال من غير وجود له ثم يصنعون له حربا تلبي رغبة هواة الحرب، وحتى النشيد غير الجهادي يجب ان يحجم لان اصله حركي واسلوب تنظيمي، وان تختبر الرموز المربية في الاعلام قبل ان تبني جيل على اساس خاطئ، والحاكم الرشيد لا يبالي بالنقد اذا كان يفعل امرا فيه بقاء شعبه ووطنه ويحمي دينه ، وما سمي الشخص القوي قائدا الا لانه يتقدمهم وليس يسير خلفهم حتى يامروه.
والى المعنيين نشير الى اننا سبق قبل ستة سنوات ان اقترحنا انشاء منظمة دولية لمكافحة التطرف والارهاب، وكان المقترح كالتي

مشروع مقتـرح
لاقامـة منظمـة دولية لمكافحـة التطرف والارهاب تتبـع للامم المتحدة
تحت اشراف مجلس الامن الدولي يكون لها فروع ضمن بعثة الامم المتحدة
التعريف
الاسم: المفوضية العاليا لمكافحة التطرف والارهاب.
وهي منظمة دولية تتبع لمجلس الامن الدولي وتحت اشرافه كمساعدة له وتجيزها الجمعية العامة للامم المتحدة.
رمزها: CFT مكافحة التطرف والارهاب. ((UNCFT))
مهمتها: تتولى شئون مكافحة التطرف والارهاب بكل صوره وتحارب العنف وتحفظ الامن والسلام في العالم وتتخصص في اعداد الدراسات والبحوث حول هذه الظاهرة وتصيغ وتقترح العقوبات المناسبة لمعاقبة الارهابيين ومسانديهم وتعمل على تحجيم انشطتهم في العالم وتقوم باعمال التوعية العامة بكل الوسائل الاعلامية كما هو مفصل في اهدافها.
الاهـداف
1- تقوم المنظمة بدارسة ظاهرة التطرف الديني والارهاب بكل صوره وفي كل العالم سواء كان المتهم به دولة او منظمة او جماعة او شخص، وتحديد خطرها ونوعية اعمالها ، وتخاطب تلك الجهة وتناقش معها ما نسب اليها وتخاطب اجهزة الدولة المعنية بذلك وتقوم بانذار تلك الجهة ثم ترفع تقريرها بتفاصيل ذلك لمجلس الامن الدولي والامين العامل للامم المتحدة.
2- تقوم بصياغة مشروعات العقوبات المقترحة والمناسبة وترفعها لمجلس الامن الدولي ليعتمدها او لا او يعدل فيها بالزيادة او النقصان.
3- في حالةان الجهة الارهابية ليست دولة يمكن للمنظمة ان تعتمد العقوبات التي لا تبلغ التدخل العسكري ثم ترفع تقريرها لمجلس الامن الدولي والامين العام.
4- العقوبات لا تقتصر على الجهة الارهابية بل تشمل الهيئة او الجهة التي يستغلها الارهابي في اعماله او يجعلها مظلة يعمل تحت غطائها او ينفذ من خلالها اعماله الغير قانونية سواء بطريقته او يستخدم امكاناتها او ادواتها او مواقعها في تلك الاعمال، وذلك حتى تحرص الهيئات والمنظمات على اختيار عناصر غير متطرفة او ارهابية، وكي لا تتخذ الاعمال العامة او الخيرية غطاء للارهاب او تكون حماية للارهابيين والمتطرفين، مع الزام تلك الجهة المحتمى بها بدفع الخسائر الناجمة عن اعمال المحتمي بها.
5- العقوبات التي تصدرها وتعتمدها تشمل حظر النشاط بالكلية او تحجيمه او حجز الممتلكات في حالة عدم دفع التعويضات الملزمة بها.
6- العقوبات التي تحتاج لمصادقة مجلس الامن منها اذا كانت الجهة المعاقبة دولة سواء كانت الفاعلة او تقوم بمنحه المساعدة، او منظمة دولية يستغلها الارهابي.
7- تقوم بفحص المنظمات الدولية والخيرية لاجل التاكد من سلامتها من اختراق العناصر المتطرفة او الارهابية او استغلال امكانياتها في اعماله او حتى في دعم العناصر الموالية له او لكسب اعضاء جدد عن طريق تقديم تسهيلات لهم، وذلك حتى لا تكون المنظمات دعما او ستار او حماية للتطرف والارهاب.
8- في حالة الحاجة لاعمال عسكرية ضد التطرف والارهاب سواء كان دولة او منظمة او جماعة او شخص لاجل وقف هجماتهم او تجريد اسلحتهم او مهاجمة اوكارهم، تقوم المنظمة بصياغة مشروع عقوبة مقترح مصحوبا بتقرير عن الحدث يوضح الحاجة لذلك ترفعه لمجلس الامن الدولي لدراسته واعتماد ما يراه مناسبا، وعند تنفيذه يستعين بالمنظمة باعتبارها مساعدة له على تقييم الحدث وتحديد انتهاء الحاجة اليه او المهمة بزوال الاسباب الموجبة لذلك، ويحدد مجلس الامن الجهات العسكرية التي تقوم بذلك.
9- تقوم المنظمة بتقديم المساعدات لضحايا الارهاب او اسرهم حسب الامكان بتخفيف حجم المأساة كما تقدم المحامين للمحتاجين للمطالبة بحقوقهم وخسائرهم من الارهابيين سواء كانوا عصابة او دولة او شخص.
10- تقوم المنظمة باعداد برامج اعلامية في كل وسائل الاعلام على ان تسمح لها الدول بتقديم البرامج الدولية في الاجهزة الرسمية وغيرها فيما هو مجاز من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة.
11- تتبنى المنظمة طباعة البحوث والكتب التي في هذا الخصوص على نفقتها وتقوم بتوزيعها مجانا او احيانا باسعار رخيصة لاجل توصيل المعلومات عن التطرف للعامة كما تستنفر كل فئات المجتمع طوعيا ضد التطرف والارهاب حتى تصبح محاربته مسؤولية الجميع كما تكون مهمة دولية لاحلال السلام في كل العالم. ((كما ان هناك تفاصيل اخرى عن اللوائح وطببيعة التكوين)).


عثمان حسن بابكر
رئيس تجمع الوطنيين الاحرار السوداني
hassosm01@hotmail.com

osman hassan 23-04-2007 07:55 AM

كى لا ننسى الخوارج فانتبهوا فانهم يعملون على تشكيك الشباب في ائمة المسلمين تمهيدا للخروج عليهم واشعال الحروب

الوافـــــي 23-04-2007 04:05 PM

جزاك الله خيرا أخي الكريم
فقد وفيت وكفّيت


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.