أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الأسباب الميسرة - بإذن الله - لحفظ القرآن الكريم ..!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=62482)

الوافـــــي 04-05-2007 05:22 AM

الأسباب الميسرة - بإذن الله - لحفظ القرآن الكريم ..!!
 
الأسباب الميسرة بإذن الله لحفظ القرآن الكريم


سيتم حصر الأسباب في ( 27 ) سببا ، وهي :

1- النية الصادقة و النية الصالحة
2- الدعاء و الإلحاح فيه
3- الاستغفار و ترك المعاصي
4- الصبر و العزيمة القوية
5- تفريغ الأوقات
6- قله الانشغال بالدنيا
7- الورد اليومي للحفظ
8- الورد اليومي للقرآءه
9- الاستذكار و التعاهد و مداومة التلاوة و الدراسة
10- البكور
11- مصاحبه أهل القرآن و القراءة و العرض عليهم
12- الإكثار من القراءة في الأوقات الفاضلة
13- الصلاة
14- المواظبة على قراءه ما كان يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات مخصوصة
15- أن يقرأ ما يحفظه في سيره و في ركوبه و اضطجاعه و سائر أحواله
16- لزوم المساجد و استذكار القرآن بها
17-حفظ السور التي وردت أحاديث في فضيلتها
18-الجهر بالقراءة
19-الكتابة
20-الحفظ العملي
21-معرفه غريبه و أسباب نزوله و أماكن نزوله
22- الالتزام بآداب القرآن و آداب حملته
23-إسباغ الوضوء
24-تعليمه للنـــاس
25 -معرفه قواعد اللغة الأساسية و أساليب العرب
26-اغتنام فتره الشباب و صغر السن
27-قراءه سير الحفاظ و العباد في قيامهم و أورادهم


.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:26 AM

من أسباب حفظ القرآن:-

أولا : النية الصادقة و النية الصالحة

بمعنى أن تكون صادقا في طلبك لحفظ القرآن و أن لا تجعلها ضربا من الأماني و الظنون
ومن علامات صدق النية- :

- تفريغ الأوقات للحفظ
- قطع العوائق و الموانع التي تعطل عن الحفظ
- الأخذ بأسباب الحفظ التي سنوردها ( إن شاء الله )

و لتكن نيتك في حفظ كتاب الله عز وجل صادقة ابتغاء وجهه الكريم ورجاء مرضاته والرفعة في الجنات فاحذر أن تصيب به شيئا من أمور الدنيا سواء كان ذلك ( مال أو سمعة أو منزلة ) فقد قال تعالى :- ( قل إني أمرت أن اعبد الله مخلصا له الدين )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ( من تعلم علما ما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )

و قال صلوات ربى و سلامه عليه :- ( من طلب العلم ليمارى به السفهاء أو ليباهى به العلماء أو ليصرف و جوه الناس إليه فهو في النار )

و قال أيضا :- ( لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء و لا لتماروا به السفهاء و لا تخيروا به المجالس فمن فعل دلك فالنار النار )

و هناك أيضا حديث عن أبى هريرة رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضى بينهم وكل أمه جاثية فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال
فيقول الله للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي .؟ ، قال بلى يا رب ، فيقول الله تبارك وتعالى : فماذا عملت فيما علمت ؟ ، فيقول كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ، و يقول الله : ولكنك قرأت القرآن ليقال إن فلان قارئ فقد قيل ……. إلى آخر الحديث

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:27 AM

ثانياً :- وهو من أهم الأسباب
( الدعاء و الإلحاح فيه )


قال الله تعالى ( و لقد يسرنا القرآن للذكر فل من مدكر )
قال بن عباس : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الله عز وجل
و قال الوراق في قول الله تعالى :- ( فهل من مدكر ) تعنى هل من طالب علم فيعان عليه
فاعلموا أن قراءة القرآن و حفظه إنما هو بتيسير الله سبحانه و تعالى و إلا فلا سبيل لأحد إلى دّلك لأنه كلام الله سبحانه

و قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :- ( سنقرئك فلا تنسى ) فهو و حده القادر على أن يقرىء العبد فلا ينسى فإذا أردت حفظه فالجأ إلى الله عز وجل داعيا إياه متضرعا إليه في الأوقات التي يرجى فيها قبول الدعاء كجوف الليل وأدبار الصلوات كان تقول :- ( اللهم يسر لنا حفظ كتابك و العمل به ، اللهم علمنا من القرآن ما جهلنا و ذكرنا منه مانسينا )



ثالثاً:- الاستغفار وترك المعاصي

أخرج أبو عبيد من طريق الضحاك قال :- ( ما من أحد تعلم القرآن و نسيه إلا بذنب أحدثه لأن الله تعالى يقول [ و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ] و أي مصيبة أكبر من نسيان القرآن ، فترك المعاصي والاستغفار والتوبة من أعظم ما يستعان به على حفظ كتاب الله عز وجل

قال الحافظ في ترجمه وكيع بن الجراح _ أحد الأئمة الأعلام في الحفظ _ قال على بن خثرم رأيت وكيع وما رأيت بيده كتابا قط إلا و هو يحفظ
فسألته عن دواء الحفظ فقال : ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ
قال النووي : - و ينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :- ( ألا إن في الجسد مضغه إدّا صلحت صلح الجسد كله و إدّا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب (
و قد أحسن القائل بقوله :- ( يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة )

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:27 AM

رابعاً :- الصبر والعزيمة القوية

إن الحفظ في بدايته يبدو صعبا و شاقا وهذا بلا شك من تهويل الشيطان ليصد المسلم عن الحفظ ، و أيضا من كسل النفوس و ميلها للراحة ، ولكن أراد الحفظ نقول : ( استعذ بالله من الشيطان الرجيم و أستعذ بالله من الكسل كما كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم { اللهم إني أعودّ بك من العجز والكسل } . واصبر على مجالس الحفظ ، وإن وجدت من نفسك قلقا فذكرها بفضل حفظ القرآن ورفع درجات الحفاظ وارتقائهم بها في الجنان ، وأعلم أن حفظ أول جزء من القرآن أصعب من حفظ الثاني والثاني أصعب من الثالث وهكذا …
فكلما داومت على الحفظ و صبرت على ما تجديه من مشقة في أول الأمر ستجد تيسيرا من الله ، وهذه سنه الله عز وجل ) فإن : - ( مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ، و( سيجعل الله بعد عسرا يسرا ) ، و ( إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ، ولقد حسن قول من قال : ( من حفظ خمسه أجزاء من كتاب الله عز وجل فقد أوشك على ختم القرآن حفظا )
ولعلنا نذكر حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل الذي يقرأ القرآن و هو حافظ له مع السفرة الكرام ….
فمع الصبر على شده الحفظ يضاعف الأجر
فكن صبورا بعزيمة قويه لا يردك عن الطريق فتور أو ملل ولا يثنيك عن عزمك قله صبر أو ضيق نفس ، واعلم إن من لازم طرق الباب أوشك أن يفتح له ( وما يلقاها إلا الدّين صبروا )


خامسا: تفريغ الأوقات

قال تعالى :- ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ، فإذا أرادت أخي الكريم أن تنال الخير بحفظ كتاب الله فأعلم أن هذا لا يكون بترك الفضلة من وقتك لكن خصص وقتا للحفظ واحرص على اغتنامه ، وحاذر من التفريط فيه مهما كانت الأسباب ، وأعلم أن ما ستنصرف إليه من أمور الدنيا لا يعدل آية من كتاب الله ، ولعل هذا هو المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم :- ( آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل ) ، وفي هذا أحب رسول الله الترغيب والحث على الحفظ

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:28 AM

سادساً :- قــلة الانشغال بالدنيا

يقول الحق تبارك وتعالى :-
{ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلابَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ } (37) سورة النــور

فالإنشغال بالدنيا يبعد الإنسان عن أمور دينه ، ولهذا يجب أن يستغل المؤمن وقته استغلالا أمثل ، لأن الوقت هو الحياة والعمر ويجب عدم تضييع ثانية واحدة منه إلا في طاعة أو عباده
فالمؤمن الصادق في صراع دائم مع الوقت لأنه يشعر بأن هذا الوقت هو عمره وكل ثانية تمر ولا يستغل فيها وقته يكون مغبونا لضياعها عليه
وإن فعلنا ذلك سنجد بالتأكيد وقتا لنحفظ كتاب الله مقتدين في ذلك بالسلف الصالح وحرصهم على أعمارهم وأوقاتهم قبل موتهم والمسارعة للتوبة النصوح ..واحتساب الأعمال المباحة من مأكل ومشرب ونوم بأنها تقوى وتعين على الطاعة والعبادة ليؤجر عليها ويثاب .


سابعاً :- الورد اليومي للحفظ

جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :-
( أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل )

وقال الحافظ :- أخرج ابن أبي داود عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يقرئ القرآن خمس آيات خمس آيات / وقد جاء عن السلف رضوان الله عليهم أنهم كانوا يستقرءون القرآن خمسا خمسا وأيضا عشرا عشرا
لذلك ينبغي عليك أخي الكريم وأختي الكريمة ممن يريد حفظ كتاب الله أن يجعل لنفسه قدرا من الآيات يحفظه كل يوم ويحرص عليه كحرصه على الطعام والشراب .
ولكن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص فيجب عليك أخي الكريم أن تعرف ما تطيق حفظه في اليوم الواحد وأن لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:28 AM

ثامناً :- الورد اليومي للقرآءه

وهذا يختلف عن السبب السابق
لأن القراءة تمهد للحافظ ما سيحفظه مستقبلا
حتى إن وصل إلى ما سبق قراءته كان أمر الحفظ ميسرا
فتلاوة القرآن وتدبر معانيه ومعرفة أسباب نزوله تعين حقا على الحفظ والتذكر
ثم إن تجزيء القرآن الى أرباع وأحزاب ، ووضع برنامج محدد لقراءة الورد اليومي مهما كانت الأعذار
فيه تقوى وتطهير للنفس والقلب مما سوى الله
فقد جاء عن عبيدة المليكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -
" يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وأفشوه وتغنوا به، وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تعجلوا ثوابه فإن له ثوابا "
رواه البيهقي والطبراني وأبو نعيم


تاسعاً :- الاستذكار والتعاهد على مداومة التلاوة والدراسة

قيل في لسان العرب " الاستذكار أي الدراسة والحفظ واستذكر الشيء درسه وحفظه
عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها و إن أطلقها ذهبت ) .

قوله هنا صاحب الإبل المعقلة أي مع الإبل المعقلة ، و المعقلة هي المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبه البعير فشبه عليه الصلاة و السلام درس القرآن واستمرار الحفظ والتلاوة بربط البعير الذي يخشى منه الشداد فمازال التعاهد موجودا فالحفظ موجود كما أن البعير مادام مشدودا بالعقال فهو محفوظ و خص الإبل لأنها أشد الحيوان الأنيسة نفورا وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة

و عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :- ( بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل نُسى ( بضم النون ) و استذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم )……الصحيحين
قوله هنا بل نُسى ( بضم النون ) التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره

و عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها )


عاشراً :- البكور

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لأمتي في بكورها )
فأنصح نفسي و إياك أخي الكريم :- بالتبكير بالورد من القراءة اليومية والحفظ بعد صلاه الفجر :-
** ليشملنا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة
** ولصفاء الدّهن وراحة البال في تلك السعه
** وقبل انشغالنا بأمور الدنيا التي تعوق الحفظ وتعطل عن القراءة .
** ولنحظى بتلك المثوبة العظيمة المذكورة في حديث أنس قال : قال الرسول صلوات ربى و سلامه عليه :- ( من صلى الفجر في جماعه ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له أجر حجة و عمرة تامة تامة تامة )

فلنكن من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات في تلك الساعة و إن غلبنا النوم أو أصابنا الكسل فالأكيد أننا لو عودنا أنفسنا على دّلك أياما قليلة صار دّلك دأبا لنا و عاده

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:29 AM

السبب الحادي عشر :-
مصاحبة أهل القرآن و قراءة القرآن على أهل الفضل و المهارة فيه


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بن كعب : ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك .. لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب .... الآية ) قال : أوسماني ؟ قال الرسول نعم .. فبكى أبي

قال النووي :- اختلف العلماء في الحكمة على قراءته صلى الله عليه وسلم على أبى والمختار أنه لتستن الأمة بدّلك في القراءة على أهل الإتقان والفضل

وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليله من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة .. صحيح البخاري

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنه على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين

فصاحب أخي أهل القرآن و اعرض عليهم ما حفظت من كتاب الله و لنستمع منهم ما يعرضونه عليك ففي ذلك فوئد كثيرة منها :-
* الاجتماع على مدارسه القرآن وما فيها من نزول لسكينه والملائكة والرحمة
* المواظبة والمداومة فإن العبد قد يمل منفردا فإذا اجتمع مع أقرانه وإخوانه حصل له من النشاط والمواظبة مالا يحصل له منفردا
* المحافظة على الأوقات فإن العبد قد يشرد ذهنه وهو وحده مما يضيع وقته وقل أن يحدث هذا إذا قام بعرض وتسميع القرآن على غيره
* تصحيح الأخطاء وتصويب التجويد إذا عرض ما يحفظ على من هم متمكنين من التجويد ويتعلم منهم
* أن تقوم أنت بتذكير إخوانك وأهل بيتك الذين تتبادل معهم تسميع القرآن وعرض ما قد تكون قد نسيته مما تحفظ كما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع قراءة الرجل في المسجد فقال ( يرحمه الله لقد ذكرني آية كذا و كذا ) فيكون ذلك فيه من التعاون على البر و التقوى الذي أمرنا به ديننا الحنيف


السبب الثاني عشر:- الإكثار من القراءة في الأوقات الفاضلة

قال النووي رحمه الله :- و من الأوقات التي يستحب فيها الإكثار من قراءة القرآن العشر الأول من ذي الحجة و يوم عرفه و يوم الجمعة و بعد الصبح و في الليل
و المقصود أن العبد مع مواظبته على ورده اليومي يزيد في هذه الأيام و ذلك لما فيها من خير و يكون سببا لازدياد العبد من التلاوة و الاستذكار فيحصل له بها العون على حفظ القرآن و تعهده و على العاقل أن يغتنم مثل تلك المواسم لما خصها الله بمزيد من المثوبة ولا سبيل إلى اغتنامها أعظم من القرآن لما له من الفضيلة على غيره من الأذكار والأعمال

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:30 AM


السبب الثالث عشر : الصلاة

القرآن الكريم والصلاة قرينان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم و أحقهم بالإمامة أقرؤهم ) ... صحيح مسلم

و قال صلى الله عليه وسلم :- ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجره فان كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا ) ... صحيح مسلم

و يظهر من هذا الحديث أن العلاقة وثيقة بين القرآن والصلاة، فأئمة الصلاة هم أحفظ الناس للقرآن وصاحب القرآن هو صاحب الصلاة بالليل غالبا فإن أردت أن تنكون – أخي - من حفظه كتاب الله فلتكن قرة عينك في الصلاة - فرضا كانت أو نافلة - و يكون النصح هنا بأمرين اثنين :-

أولا :- قيام الليل بما تحفظ و إن قل

قال تعالى : ( من أهل الكتاب أمه قائمه يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون ) آل عمران

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل و النهار ذكره و إذا لم يقم به نسيه ) ... صحيح مسلم

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائه آية كتب من القانتين و من قام بألف آية كتب من المقنطرين ) ... صحيح الجامع

و عن تميم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( من قرأ بمائه آية في ليله كتب له قنوت ليله ) ... صحيح جامع

و عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- ( الصيام و القرآن يشفعان للعبد يقول الصيام رب إني منعته الطعام و الشراب بالنهار فشفعني فيه و يقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان ) .. صحيح جامع

و إن قل ما تحفظ من كتاب الله عز وجل فكرر ما تحفظه فإن تكرار الآية الواحدة من هدى النبي صلى الله عليه وسلم و كان عليه سلفنا الصالح فقد كان بعضهم يكرر الآية حتى يصبح

قال أبو ذر :- ( قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها و الآية ( إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاه الفجر و صلاه الظهر كتب له كأنه قراءة من الليل ) ... صحيح الجامع


ثانيا : صلاه النوافل

عن أبى هريرة رضي الله عنه قال _ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان ) قلنا نعم ، فقال صلى الله عليه وسلم :- ( فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان ) .. صحيح مسلم
و قال النووي الخلفات هي الحوامل من الإبل وانه في قول الرسول ( يقرأ بهن أحدكم في صلاته ) حث منه صلى الله عليه وسلم على قراءه القرآن في الصلوات فكلما حفظت شيئا من القرآن فاقرأ به في النوافل الراتبة فإن قراءه العبد القرآن في الصلاة من أفضل الوسائل لتمكين محفوظاته ومنع تفلتها وهذا مجرب ومعلوم من كبار الحافظين والأئمة

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:30 AM

السبب الرابع عشر :-
المواظبة على قراءة ما كان يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم
في أوقات مخصوصة


قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم المواظبة على قراءة سور مخصوصة في أوقات مخصوصة وفي صلوات مخصوصة و لا يخفي أن إتباعه صلى الله عليه وسلم في ذلك عامل على تثبيت هذه السور المخصوصة بكثرة تكرارها

و من هذه السور من باب ضرب المثال لا الحصر :-
* عن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ ( ألم ، تنزيل ) السجدة و ( تبارك الذي بيده الملك )

* عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ سوره الإسراء و الزمر .

* عن أبى سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ سوره الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) و في رواية ( أضاء له من النور ما بينه و بين البيت العتيق )

* و عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرا يوم الجمعة في صلاه الصبح ( السجدة ) و ( الإنسان ) و في صلاه الجمعة بسوره الجمعة و المنافقون. صحيح مسلم

* و عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين و في الجمعة ( سبح اسم ربك الأعلى ) و( هل أتاك حديث الغاشية ) قال و إذا اجتمع العيد و الجمعة في يوم واحد يقرأ بهما في الصلاتين ... صحيح مسلم

* وعن عقبه بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرأ المعوذات في دبر كل صلاة )

فمن أراد أن يحفظ القرآن فليحافظ على قراءة هذه السور في هذه الأوقات يكن من الحافظين لهذه السور المتقنين لها و لن تحتاج إلى جهد لمراجعتها فإنها ستصبح كسوره الفاتحة في سهولة استدعائها التي - سبحان الله - قد نقرأها و قد نكون منشغلين بفكره أثناء تلاوتها ولا نخطأ منها آية وما ذلك إلا لتعاطى التكرار باستمرار .

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:31 AM

السبب الخامس عشر:-

أن يقرأ ما يحفظه في سيره وركوبه واضطجاعه وسائر أحواله

عن عبد الله بن مغفل قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة و هو يقرأ على راحلته سوره الفتح ) صحيح البخاري
قال الحافظ : في الحديث ملازمته صلى الله عليه وسلم للعبادة حتى حالة ركوبه للناقة وهو يسير لم يترك العبادة بالتلاوة

أما القراءة مضطجعا ففيها :- قول الله تعالى ( إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم ) آل عمران

و ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري و أنا حائض و يقرأ القرآن ) البخاري و مسلم


السبب السادس عشر :- لزوم المساجد و استذكار القرآن بها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن الإبل ) صحيح مسلم

و هنا يظهر من الحديث انه في الذهاب للمسجد تفريغ للبال و قطع لعلائق القلب عن شواغل الدنيا التي هي من أعظم موانع الحفظ و التدبر هذا غير ما في المسجد من السكينة مما لا تجده في غيره من الأماكن التي قد يطلق فيها الطرف إلى متاع الدنيا فيحول دون الحفظ ....فضلا عما يرجى من البركة بلزوم بيوت الله .

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:31 AM


السبب السابع عشر:
حفظ السور التي وردت أحاديث في فضيلتها


إن النفس إذا عرفت عظم الأجر و المثوبة في أمرٍ كان ذلك حافزا لها على فعل هذا الأمر وإن الله عز وجل في القرآن و كذلك في السنة يقرن لنا العمل بثوابه حثا للنفوس على فعله والإقبال عليه و التفاني فيه فسبحان من خلق الأنفس و علم ما يصلحها و ما يدفعها إلى طريق النجاة

فإذا عرفنا حديثا في فضل سوره من السور فلنبدأ بحفظها راجين الثواب ، فيسهل حفظها ويسهل الصبر على ذلك لمعرفه عظيم المثوبة

و مثال لذلك :- ( قوله صلى الله عليه وسلم :- ( إقرأوا الزهراوان البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأن غيايتان أو كأنهما فرقان طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ) .
ثم قال :- ( إقرأوا البقرة فإن أخذها بركه و تركها حسره و لا تستطيعها البطلة ) صحيح مسلم


السبب الثامن عشر : الجهر بالقراءة

يقول الغزالي : إن الظاهر أن الإسرار أبعد عن الرياء و التصنع فهو أفضل في حق من يخاف ذلك على نفسه فإن لم يخف و لم يكن في الجهر ما يشوش على مصلى آخر فالجهر أفضل وذلك للأسباب ألتاليه :

لأن العمل فيه أكثر
لأن فائدته أيضا تتعلق بغيره فالخير المتعدى أفضل من اللازم
لأنه يوقظ قلب القارئ و يجمع همه إلى الفكر فيه و يصرف إليه سمعه
لأنه يطرد النوم في رفع الصوت
لأنه يزيد من نشاط القارئ و يقلل من كسله
لأنه يرجو بجهره تيقظ نائم فيكون هو سبب إحيائه
لأنه قد يسمعه بطال غافل فينشط بسبب نشاطه و يشتاق إلى القراءة

( فمتى حضرت شيء من هذه النيات فالجهر أفضل و إن اجتمعت هذه النيات تضاعف الأجر و بكثرة النيات تزكو أعمال الأبرار و تتضاعف أجورهم فإن كان في العمل الواحد عشر نيات كان فيه عشر أجور ) من كتاب أحياء علوم الدين

و في حديث عبد الله بن أبى قيس قال سألت عائشة رضي الله عنها فقلت كيف كانت قراءته صلى الله عليه وسلم أكان يسر بالقراءة أم يجهر ؟ قالت كل ذلك كان يفعل قد كان ربما أسر و ربما جهر قال الحمد لله الذي جعل في الأمر سعه ) صحيح مسلم و الترمذي

وفي جهر من يحفظ القرآن بالقراءة عند حفظه و استذكاره فوائد غير ما ذكرها الإمام الغزالي منها :-

تمرين اللسان على القراءة مما يسهل عليه النطق بعد ذلك
سماع الأذن القرآن حتى تألفه و في ذلك عون له على الحفظ
تصحيح السامعين قراءه الجاهر بالقرآن إذا أخطأ فيستفيد فضلا عما يحصل لهم من نفع بسبب السماع

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:32 AM

السبب التاسع عشر: الكتـابة

قال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم* الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )

قال الحافظ بن كثير : العلم تارة يكون في الأذهان و تارة يكون في اللسان و تارة يكون في الكتابة بالبنان أي أنه ذهني و لفظي و رسمي

و في الأثر أن الحافظين الصالحين قالوا ( قيدوا العلم بالكتابة )
و قال الإمام القاسمي : ( الذي علم بالقلم ) أي أفهم الناس بواسطة القلم كما أفهمهم بواسطة اللسان )

فيا من تحفظ القرآن
ليكن القلم في يدك تكتب به ما حفظت
و تدون ما و قعت فيه من أخطاء
و تكرر الآية التي يصعب عليك حفظها فإن الكتابة من وسائل الحفظ المهمة

و قال أهل الطب إن لليد ذاكره خاصة بها غير ذاكره الذهن المعروفة إذ تذكر اليد ما كتبته ولكن حافظ على تلك الأوراق و لا تلقيها على الأرض


السبب العشرون : الحفظ العملى

قال بن كثير رحمه الله : عن بن مسعود قال ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن و العمل بهن )

و عن عبد الرحمن بن شبل قال .....قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( اقرأوا القرآن و اعملوا به و لا تجفوا عنه و لا تغلوا فيه و لا تأكلوا به و لا تستكثروا به ) صحيح الجامع

و نذكر دائما حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ( كان خلقه القرآن ) صحيح مسلم

و قال صلى الله عليه وسلم ( القرآن حجه لك أو عليك ) صحيح مسلم

فليكن خلقك يا حامل القرآن هو القرآن
ليكن منطقك قرآنيا و عملك و سلوكك قرآنا

واعلم أن العمل بما في القرآن و سيله لا تضاهيها وسيله في تثبيت المحفوظ فقد كان السلف الصالحين يستعينون على حفظ القرآن بالعمل به

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:33 AM

السبب الواحد و العشرون :
معرفه غريبة وأسباب نزوله وأماكن نزوله


قال عبد الله بن مسعود (( و الذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا و أنا أعلم فيمن نزلت و أين نزلت و لو أعلم أحدا ألم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته ))

فإن التعرف على غريب الألفاظ و معرفه معانيها يجعل الحفظ ميسورا بخلاف أن تحفظ مالا تعرف معناه
و لكن لا ينصح بالتعمق في هذا في أول الطريق فإن ذلك يعطل عن الحفظ بل و قد يفتر الهمة و يكون مدعاة للكسل إذ أن تعاطى الحفظ فيه من المشقة مالا يحصل مع قراءه كتب التفسير
و قد يعلم أن النفس ملول على الصعب و يحصل لها نفور فتركن إلى الأسهل و تذر الحفظ

فاكتف باليسير من كتب غريب القرآن مما يظهر معه المعنى الذي يمكن به أن تحفظ الآية أو الآيات ثم بعد ذلك تعلم أسباب نزوله و أماكن ذلك و عامه وخاصة و غيرها من علوم القرآن مما يجعلك من الراسخين في كتاب الله تعالى

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:33 AM

السبب الثانى و العشرين :
الألتزام بآداب القرآن و آداب حملته


إن الالتزام بآداب القرآن و آداب حملته من أسباب تيسير حفظه فضلا عن كون هذا الالتزام قربه في حد ذاته لله تعالى

و قد أفرد الإمام النووي لذلك كتابا خاصا و هو ( التبيان في آداب حمله القرآن ) و فيه فوائد عظيمة
و سأقوم بذكر بعضا منها ملخصا و معه بعض الآداب الأخرى التي وردت بها السنة الصحيحة لتتم الفائدة نسأل الله أن ينفعنا بها

1-أول ما ينبغي للمقرئ أو القارئ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى ...قال تعالى ( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاه وذلك دين القيمه )
و في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) .
و أيضا عن جابر رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن و ابتغوا به الله تعالى من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه و لا يتأجلونه ) .. حسن الجامع

2-مراعاة الأدب مع القرآن فينبغي ان يستحضر في نفسه انه يناجى الله عز وجل

3-ينبغي إذا أراد القراءة أن ينظف فاه بالسواك أو ما شابه و يستحب أن يقرأ و أن يكون على طهارة

4-و إذا أراد القارئ الشروع في القراءة استعاذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى ( فإذا قرأت فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) و ينبغي أن يحافظ على قراءه بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سوره ما عدا ( براءة )

5-فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع و التدبر عند القراءة فهو المقصود و المطلوب فبها تنشرح الصدور و تستنير القلوب قال تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) وأيضا قال عز وجل ( أفلا يتدبرون القرآن ) .

6-البكاء عند قراءه القرآن وهو صفه العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال تعالى ( ويخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعا ) .. الإسراء

7-وينبغي أيضا ترتيل القرآن و قد اتفق العلماء على استحباب ترتيل القرآن و تحسين الصوت في القراءة قال تعالى ( و رتل القرآن ترتيلا )

8-يستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر به عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب أو أن يقول اللهم إني أسألك العافية والمعافاة من كل مكروه أو نحو ذلك و إذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزهه فقال سبحان الله أو تبارك الله فقد صح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال :- ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلى بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ ترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح و إذا مر بسؤال سأل و إذا مر بتعوذ تعوذ ) .. صحيح مسلم

9-إذا تثاءب القارئ أمسك عن القراءة حتى يقضى التثاؤب ثم يقرأ وكذلك إذا عرض له ريح فينبغي أن يمسك عن القراءة حتى تخرج وقد قال رسول الله صلى الله عليه ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ) صحيح مسلم

10-النهى عن التشويش بالقراءة على الغير فعن أبى سعيد قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر و قال ( ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض القراءة ) .. الصحيح المسند

11- النهى عن قول نسيت آية كيت و كيت فعن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت و كيت بل نُسى ) ( بضم النون ) صحيح البخاري

12- أن لا يسافر بالقرآن إلى أرض العدو فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو وفي رواية ( فإني لا آمن أن يناله العدو )

13- أن لا يقرأ القرآن في الركوع و السجود فعن على رضي الله عنه قال نهى النبي عن قراءة القرآن في الركوع و السجود فقال صلى الله عليه وسلم ( إني نهيت أن أقرأ راكعا وساجدا فأما الركوع فعظموا الرب فيه و أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) رواه أبو داود

14- قطع القراءة للآذان قال بن قدامه و إذا سمع الأذان و هو في قراءه قطعها ليقول مثل ما يقول لأنه يفوت و القراءة لا تفوت ) .

15- لا يجعل القرآن بدلا من الكلام قل بن قدامه لا يجوز أن يجعل القرآن بدلا من الكلام أي لا تتكلم به عند الشيء تراه كأن ترى رجلا قد جاء في وقته فتقول ( وجئت على قدر يا موسى ) أو نحو ذلك

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:34 AM

السبب الثالث و العشرون:- إسباغ الوضوء

إحسان الوضوء و إسباغه و إبلاغه مواضعه مع عدم الإسراف في الماء و إتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم فيه إن شاء الله يعينك على الحفظ

السبب الرابع و العشرين : تعليمه للناس

حديث عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) ..... البخاري و مسلم

فإذا تعلمت آية من كتاب الله فاحرص على أن تعلميها لأبنائك وأهلك وأصدقائك وجلسائك فهذه علامة خير وهى من أسباب حفظ القرآن لأن التكرار و المدارسة فيهما إيضاح وبيان وتثبيت هذا والجزاء من جنس العمل لأن تعليم الله إياك القرآن من أعظم النعم ومن شكرها تعليمه للناس والله سبحانه و عد – ووعده الحق- :- (( لئن شكرتم لأزيدنكم )) .. سوره إبراهيم

قال الحافظ :- لا شك أن الجامع بين تعلم القرآن و تعليمه مكمل لنفسه ولغيره وهو من جمله من عناهم سبحانه وتعالى بقوله ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) ... سوره فصلت

و الدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن و هو أشرف الجميع فلا تبخل بتعليم ما تعلمته من القرآن لكل ممن هم حولك ليرضي الله عنك و يرضيك


السبب الخامس و العشرون : معرفه قواعد اللغة الأساسية وأساليب العرب

انزل القرآن بلغتنا بلغه العرب ، فقال تعالى ( و هذا لسان عربي مبين ) النحل
و قال تعالى ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) الشعراء
وقال تعالى ( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا ) الشورى
و قال تعالى ( وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا و بشرى للمحسنين ) الأحقاف
و قال تعالى ( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا و صرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ) طه

قال بن كثير :- وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات و أبينها و أوسعها و أكثرها تأدية للمعاني فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات
و لقد بين الله سبحانه و تعالى الحكمة من إنزاله بلغه العرب فقال عز وجل :- ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) يوسف

و قال عز وجل أيضا ( قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) الزمر

وقال تعالى ( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) فصلت
وقال تعالى ( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) الزخرف
فإذا كان العبد لا يعرف لغة العرب فأنى له أن يفهم مقصود ربه و أنى له أن يتدبر الآيات بل ويصعب عليه حفظه لأن الحفظ يسهل إذا عرف المعنى

وهنا نقف على كلام لشيخ الإسلام - بن تيمية - رحمه الله في بيان أهميه اللغة العربية للمسلمين عامه ولحفاظ القرآن خاصة
قال :- معلوم أن تعلم اللغة العربية فرض على الكفاية فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي و نصلح الألسن المائلة عنه فيحفظ لنا طريقه فهم الكتاب و السنة ، لذا ينصح الحريصين على حفظ كتاب الله بتعلم القواعد الأساسية للغة العرب مما يسهل تعلم القرآن الكريم و فهمه على النحو الصحيح

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:35 AM

السبب السادس و العشرون :
إغتنام فترة الشباب وصغر السن


قال البخاري في باب تعليم الصبيان القرآن ذكر حديث بن عباس : توفي رسول الله و أنا بن عشر سنين و قد قرأت المحكم و في رواية ( قلت و ما المحكم قال المفصل ) .

و في هذا إن التمكن من الحفظ في الصغر عظيم و لكن أيضا ما أكثر من حفظ القرآن و هو كبير السن

وأنصح نفسي و إياك
اغتنم شبابك قبل هرمك
و اغتنم صحتك قبل سقمك
و اغتنم فراغك قبل شغلك
و اغتنم حياتك قبل موتك
و علم أولادك و أولاد المسلمين القرآن الكريم يكن ذخرا لك و لهم بعد موتك


السبب السابع و العشرون: قراءه سيره الحفاظ والعباد في قيامهم وأورادهم

إن العبد إذا عرف سير الحفاظ عرف كيف كان قيامهم و أورادهم بالليل والنهار فإن النفس تطمع أن تبلغ منازلهم و أن تدنو من درجاتهم و أن تلحق بركابهم

و بمعرفه سيرتهم يستأنس العبد بهم و لا يستوحش الطريق و يعرف أنه ليس و حده على الدرب داعيا الله بقوله:- ( وجعلنا للمتقين إماما ) أي مؤتمن بهم مقتفين أثرهم

و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار و رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار ) رواه البخاري و مسلم

قال الحافظ و الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة و إطلاق الحسد عليه مجاز و هي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه و الحرص على هذا يسمى منافسه فإن كان في الطاعة فهو محمود قال تعالى ( فليتنافس المتنافسون ) .

و نذكر طرفا من ذلك عسى أن يكون لنا في ذكرهم أسوه حسنه :-
1_ قيام النبي صلى الله عليه وسلم و قراءته :

عن حذيفة رضي الله عنه قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلى بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مسترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح و إذا مر بسؤال سأل و إذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول سبحان ربى العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال :سمع الله لمن حمده ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه ) صحيح مسلم
و ترجم الإمام النووي لهذا الحديث في شرح مسلم باب استحباب التطويل في القراءة في صلاه الليل
و عن عائشة قالت : - ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له :لم تصنع هذا يا رسول الله و قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال أفلا أكون عبدا شكورا ) متفق عليه

.. يتبع ..

الوافـــــي 04-05-2007 05:37 AM

(( التطبيق و الخطوات العملية للحفظ ))

1-توضأ و أسبغ الوضوء و صلى ركعتين و احرص جهدك على أن لا تسهى فيهما

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر الله ما تقدم من ذنبه ) صحيح الجامع
ثم أدع الله عز و جل أن ييسر لك حفظ القرآن و أسأله عز و جل أن يمن عليك بالتثبت فيه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين بتمامهما أعطاه الله عز و جل ما سأل معجلا أو مؤخرا ) أخرجه أحمد بإسناد صحيح

2-تحديد مقدار الحفظ كل يوم و قراءته على متقن

على من يرغب في حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم ثم القراءة على متقن حتى يصحح له القراءة ثم يقوم الحافظ بالتكرار و التكرار مع التغني لدفع السآمة أولا و لتثبيت الحفظ ثانيا ولأن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ ويعود اللسان على نغمه معينه فيتعرف بها على الخطأ عندما يختل وزن القراءة والنغمة التي اعتادها للآية فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ ولنذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) صحيح جامع

3-اقرأ طرفا من معاني كلمات ما تحفظ و أسباب النزول

و ينصح هنا أن يقرا من المصحف المذيل بمعاني الكلمات و أسباب النزول مثل تفسير الجلالين _ مختصر تفسير الطبري و هما منتشرين بين أيدي الناس و الحمد لله

4-العزم على البدء في الحفظ

5-لا تتجاوز المقرر اليومي حتى تجيد و تتمي حفظه

6-لا تتجاوز سورة حتى تربط أولها بآخر ها


بعد إتمام سوره من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سوره أخرى إلا بعد إتمام حفظها و ربط أولها بآخرها و أن تجرى لسانك بها بسهوله و يسر و دون إحداث فكر في تذكر الآيات و متابعة القراءة فيقرأ الحافظ السورة دون تلكؤ حتى لو سها عن المعنى أحيانا لأن السورة ينبغي أن تكتب في الذهن كوحدة مترابطة متماسكة

7 - العناية بالمتشابهات

القرآن متشابهه في معانيه وألفاظه وآياته قال تعالى ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ) الزمر

و في القرآن نحو ألفي آية فيها تشابه بوجه ما و قد يصل أحيانا حد التطابق أو الاختلاف في حرف و احد أو كلمه أو اثنتين
فيجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات و يعنى بالتشابه هنا اللفظي و على قدر العناية تكون إجادة الحفظ و يمكن الاستعانة الإطلاع على الكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة و من أشهرها :-
1- دره التنزيل وغرة التأويل _ للخطيب الإسكافي
2-سبيل التثبيت واليقين لحفظ آيات الذكر الحكيم _ لمحمود بن حمزة نصر الكرمانى
3_عون الرحمن _ القلمونى

8- حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك

مما يعين على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفا خاصا لا يغيره مطلقا لأن الإنسان يحفظ أيضا بالنظر كما يحفظ بالسمع ولأن أيضا صور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثره القراءة والنظر في المصحف ، فلو غير الحافظ مصحفه أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواقع الآيات فإن حفظه يتشتت ويصعب عليه

9- اكتب ما حفظت وحدد مواضع الخطأ واكتبه في ورقه منفصلة ( كراس من الورق في نفس حجم طبعة المصحف الذي نحفظ منه ، و ترقم الصفحات بنفس ترقيم المصحف و بعد مراجعه الأخطاء نعيد التسميع مره أخرى مع كتابة الكلمات التي أخطأنا فيها بلون احمر فإذا أردنا مراجعه السورة نفسها فيما بعد نظرنا إلى ذلك الكراس و عرفنا ما كنا ضعيفين في حفظه فنركز عليه

10- عند الإخلال بورد القراءة عاقب نفسك ، و ذلك بشيء مباح أو بلزوم طاعة كالصيام و الصدقة و الصلاة و نحوهما


ملاحظة
( سبق أن أدرجت محتوى هذا الموضوع ولكنه إختفى فأعدته )


تحياتي

:)


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.