![]() |
ذكر النقول من المذاهب الأربعة على أن اهل السنة يقولون: الله موجود بلا مكان.
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد، وعلى ءاله الأطهار وصحابته الأخيار.
وبعد، فإن علماء دمشق وحلب وحمص وسائر علماء بر الشام لبنان والأردن وفلسطين بل وعلماء الهند وباكستان وماليزيا وأندنوسيا والعراق وتركيا وشمال افريقيا واليمن بل وسائر البلاد الإسلامية على عقيدة تنزيه الله عن المكان والجهة والجسمية وهذا هو اعتقاد السلف الصالح ومن تبهعم بإحسان إلى يومنا هذا. 1- قال مصباح التوحيد ومصباح التفريد الصحابي الجليل والخليفة الراشد سيدنا على رضي الله ( 40 هـ ) ما نصه : (( كان الله ولا نكان وهو الآن على ما عليه كان ))اهـ . أي بلا مكان. انظر كتاب : الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (ص / 333) 2- وقال ايضا (( إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته لا مكانا لذاته ))اهـ. انظر كتاب : الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (ص / 333) 3- وقال ايضا (( من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود ))اهـ. انظر كتاب : حلية الأولياء : ترجمة الإمام علي رضي الله عنه ( 73/1). وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين على بن الحسين بن على رضي الله عنهم ( 93 هـ ) ما نصه: (( أنت الله الذي لا يحويك مكان )(اهـ. انظر كتاب : إتحاف السادة المتقين ( 4/380) . وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين على بن الحسين رضوان الله عليهم ( 148 هـ) ما نصه : (( من زعم أن الله في شئ، أو من شئ، أو على شئ، فقدأشرك . إذ لو كان على شئ لكان محمولا، ولو كان في شئ لكان محصورا، ولو كان من شئ لكان محدثا - أيمخلوقا ))اهـ.ذكره القشيريفي رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص / 6 ). وقال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه ( 150هـ) أحد مشاهير علماء السلف إمام مذهب الحنفي ما نصه : (( والله تعالى يرى في الآخيرة، يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كمية، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة ))اهـ. ذكره في الفقه الأكبر، انظر شرح الفقه الأكبر لملا على القاري (ص/136-137). فهذه ردود صريحة على المشبهة المجسمة أدعياء السلفية الذين يسمون أنفسهم السلفية ويزعمون أن السلف لم يصرحوا بنفي الجهة عن الله تعالى. فإن أبا حنيفة رأس من رءوس السلف الذين تلقى العلم عن التابعينن والتابعون تلقوا العلم عن الصحابة رضي الله عنهم، فاحفظ هذا أخي المسلم فإنه مهم في رد افتراءات المجسمة على علماء السلف. والله اعلم واحكم. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا (TEACHER) جعلك الله من الذين يظهرون الحق ومن أولياء الله الصالحين وزادك الله عِلماً وعَمَلا فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة كما ذكرت |
بارك الله فيك يا ًص-ك.
عنوان البريد ichaaban@hotmail.com |
كل هذه النقول ليس لها أي قيمة - لأنها بالإضافة إلى ضعفها وأن أسانيدها مظلمة ، فهي قبل ذلك مخالفة للقرآن العظيم - يقول الله تعالى : (الرحمن على العرش استوى) وأعتقد جازما أن الله تعالى أقدر على التعبير المعبر عن المراد من هذا الذي سمى نفسه TEACHER ومن غيره ، مع أن أستواءه سبحانه على عرشه وعلوه عليه لا يشبه استواء المخلوقين وعلوهم - لقوله تعالى : (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) .
وكل المسلمون ، بل والكفار إذا كانوا في شدة ، وأرادوا دعاء الله تعالى فإن نفوسهم تتجه إلى العلو دائما - فالله تعالى قد فطر الناس على هذا . إضافة إلى أن العلو صفة مدح فكل شيء عالي فهو أعظم من السافل . وإعتقاد أن الله مستوٍ على عرشه هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، ولابد أن تكون كذلك - لأنهم لا يخرجون عن الكتاب والسنة ، وقد دل الكتاب والسنة على ذلك .أما دعوى الكاتب أن عقيدة أهل السنة أن الله ليس في مكان فغلط في النقل - ولا شك - . وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لمرضاته ،،، |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي المنان الموجود أزلا وأبدا بلا مكان والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان وبعد: الأخ وهاج, إن ما ذكره الأخ هو بعينه عقيدة أهل السنة والجماعة والمخطئ أنت ولا شك لأمور: 1- اتباعك للمتشابه وقد ذم الله تعالى المتشابهات وكلامك فيه تناقض لا ينطبق أوله مع ءاخره فكيف تعتقد بأن الله له استواء يليق به من غير أن تقول كيف ثم تثبت لله الجهة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. 2- ماذا تقول في قوله تعالى: وهو معكم أينما كنتم. ؟ وهذه من الآيات المتشابهات إن قلت معنا بالعلم فقد أولت تأويلا تفصيليا وهو مذهب الخلف وإن قلت معنا من دون تكييف فقد أولت تأويلا إجماليا وهو مذهب أغلب السلف. وإن أخذت بها على ظاهرها فهذا مناقض لقوله بأنه تعالى في جهة فوق لأنك عندها تكون قد كذبت الآية إذ معناها يكون: وهو في كل مكان بذاته والعياذ بالله من الكفر وهذا مناقض لكونه في جهة فوق. ماذا تقول في أن السماوات تحت العرش كما ورد بأن العرش سقف الجنة ومنه تنبع أنهارها؟ فلو قلت على العرش فقد نفيت كونه في السماء - وهذا صحيح فهو تعالى كما مر ليس في السماء ولا في أي مكان - كما نقل الإمام الطحاوي هذا عن أهل السنة والجماعة. لم يعترض احد على الإمام الطحاوي وهذا من المسلمات ولم يقل أحد بأنه كذب في نقله هذا والإمام الطحاوي سلفي صالح إمام مجتهد بعيد كل البعد عن الافتراء على أهل السنة. فكيف تقول بأن هذه النقول ضعيفة ولا قيمة لها؟ هذا الكلام ليس شيئا وقد قبل هذه العقيدة عصر السلف في زمن الامام الطحاوي إلى يومنا هذا فكلامك أنت يا أخ وهاج لا قيمة له البتة. هل تستطيع ان تجيب على هذا السؤال: الله تعالى هو خالق المكان, وكان موجودا قبل المكان قطعا - ومن شك في هذا كفر - ثم خلق المكان والله تعالى غني عن العالمين, وهل خلق المكان ثم انتقل إليه والعياذ بالله؟ لو كان كذلك لكان متغيرا والعياذ بالله من الكفر والمتغير كما تعلم مخلوق ولو كان الله متغيرا فما معنى الآية إذا: ليس كمثله شىء. يصير معنى الآية لغوا على حد كلامك لأنه لو كان في مكان لكان متغيرا من حال إلى حال بعد أن خلق المكان. تستدل بآية الاستواء, ألم تعلم بأن استوى لها نحو ستة عشر معنى؟ فمن قال لك بأن المراد بالاستواء الاستقرار؟ هذا يستحيل على الله لأن لازمه التغير والتغير يكون في المخلوقين لأنه صفة الحدوث. وقد نقل الإجماع - والإجماع قطعي لا تجوز مخالفته ولا شك - غير واحد من الأئمة على أن الله تعالى موجود بلا مكان - كما كان تعالى قبل خلق المكان - والله تعالى لا يتغير. أما قولك بأن المسلمين وكذا الكفار إذا أرادوا شيئا فيه طلب ودعاء يتوجهون إلى السماء, فهذا لا يصلح دليلا ولا أدري كيف اعتبرته دليلا والناس يتوجهون إلى الكعبة في الصلاة لأنها قبلة الصلاة والسماء قبلة الدعاء كما قال الأئمة ومنها تهبط الملائكة بالرحمة والعذاب. أليس الله كان بلا مكان قبل المكان؟ بلى لأنه خالقه, والله ليس كمثله شىء وكما هو حال المسلمين يقولون: سبحان اللي بيغير وما بيتغير. وهذا - مع عدم صحة الاستدلال بالناس - إلا أنه جواب مناقض لما تدعيه من الفطرة فسبحان الله وقد قال الإمام البيهقي في كتابه ( الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة) بأن الاستواء ليس بمعنى استقرار بعد تحرك او استقرار في مكان ..... إلخ. هــــــذا هو اعــــــــتــــــــــقــــــــــاد السلف أهل السنة والجماعة ومن اعتقد أن الله موجود في مكان فقد خرج عن اعتقاد أهل السنة والجماعة والنصوص على هذا كثيرة جدا لا تحصى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الأمين |
الأخ / الشيخ / علاء الدين الجواهري اكرمك الله.
قد وفيت وكفيت بردك هذا بارك الله فيك يا أخي. الوهاج رداً على كلامك المردود أصلاً تابع ما جاء هناhttp://www.khayma.net/hewar/Forum2/HTML/000503.html |
اخواني - هداكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إعلموا رحمكم الله تعالى أن علو الرب على عرشه فوق سماواته صفة ثابتة له سبحانه بدلالة الكتاب والسنة وإجماع المسلمين ومن قبلهم من الأمم ، وقد دلت عليه أيضا الفطر السليمة والعقول المستقيمة قد شهدت له بذلك . ولما كثر في المسلمين من ينكر هذه الصفة لله سبحانه وتعالى ويردد مقولة أن الله في كل مكان وددت في هذا الكتاب الموجز ذكر الأدلة على ثبوت صفة العلو لله سبحانه لتكون تذكرة للجاهل ومعونة للعاقل ، وما ذاك إلا لأن إنكار علو الرب على السماء فيه من الخطورة على عقيدة المرء ما فيه من جهة أن فيه رد لخبر القرآن الكريم والسنة المطهرة وما اجمع عليه المسلمون . فأقول مستعينا بالله ومستلهما منه الرشد والتسديد أن الأدلة على علو الرب بذاته فوق سماواته كثيرة متنوعة فمنها : 1. أسماء الله الحسنى فإنها تدل على علوه سبحانه مثل اسم الأعلى الوارد في قوله تعالى سبح اسم ربك الأعلى ، والعلي كما في قوله تعالى ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ، والمتعال كما في قوله تعالى عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، والظاهر كما في قوله تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، ومعنى الظاهر أي : الذي ليس فوقه شيء كما بين ذلك النبي في دعائه الطويل الذي كان يقوله إذا أخذ مضجعه وفيه : " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء " . وقد وصف الله نفسه بأنه ذي المعارج أي ذو العلو كما في قوله من الله ذي المعارج. فكل هذه الأسماء تدل على علو الله سبحانه بذاته على سماواته . 2. تصريح بعض الآيات والأحاديث بالفوقية لله سبحانه وتعالى فوق جميع مخلوقاته كما في قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده وقوله يخافون ربهم من فوقهم. وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : كانت زينب تفخر على أزواج النبي تقول : " زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات " . وقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن مسعود : " العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم " . وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول : " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي ، فهو مكتوب عنده فوق العرش " . 3. تصريح بعض الآيات بأن الله في السماء كما في قوله تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور . أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير ، ومعنى قوله في السماء يعني على السماء ، لأن حروف الجر يحل بعضها مكان بعض ، فتأتي " في " بمعنى " على " ، ولهذا شواهد في القرآن الكريم فمن ذلك قوله تعالى عن فرعون ولأصلبنكم في جذوع النخل أي على جذوع النخل ، وكذلك قوله تعالى قل سيروا في الأرض أي على الأرض ، فعلى هذا فيكون معنى أن الله في السماء أي على السماء. ويمكن أن يقصد بلفظ السماء العلو عامة ومن ذلك قول الله تعالى هو الذي أنزل من السماء ماءاً أي من جهة العلو وليس المقصود من السماء ذاتها لأنه من المعلوم أن الماء ينزل من السحاب الذي هو دون السماء فيكون المقصود بالسماء جهة العلو . وكلا المعنيين الأول والثاني يدل على شيء واحد وهو أن الله في العلو. وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله قال : " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ؟ يأتيني خبر السماء صباحا ومساءً ! " . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال : " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " . وعن معاوية بن الحكم السلمي قال : " كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية (موضع شمال المدينة) ، فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون (أي أغضب كما يغضبون) لكني صككتها صكة (أي لطمتها) فأتيت رسول الله فعظم ذلك علي ، قلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال ائتني بها ! فأتيته بها ، فقال لها أين الله ؟ قالت في السماء . قال من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله قال : أعتقها فإنها مؤمنة " . فالرسول أراد أن يمتحن إيمان هذه الجارية حتى يتبين له ما إذا كانت مجزئة في العتق أم لا ، لأنه لا يجزئ في العتق إلا رقبة مؤمنة ، فاكتفى رسول الله بسؤالين يمتحن به إيمانها ، فرضي جوابها وشهد لها بالإيمان ، ولو لم تكن إجابتها صحيحة لعلمها الرسول الصواب فورا ولما أقرها على الخطأ ولما صح العتق أصلا ، وإلا فما هي فائدة السؤال ؟ لأنه من غير الممكن أن تصف الجارية ربها بوصف ليس له ثم يقرها الرسول ويسكت على ذلك . قال الدارمي في رده على الجهمية الذين أنكروا علو الرب على خلقه : " ففي حديث رسول الله هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله عز وجل في السماء دون الأرض فليس بمؤمن ، ولو كان عبدا فأعتق لم يجز في رقبة مؤمنة ، إذ لا يعلم أن الله في السماء ! ألا ترى أن رسول الله جعل أمارة إيمانها معرفتها أن الله في السماء ؟ ". ثم قال رحمه الله : " ولو كان الأمر على ما يدعي هؤلاء الزائغة ، لأنكر عليها رسول الله قولها وعلمها ، ولكنها علمت به ، فصدقها رسول الله وشهد لها بالإيمان بذلك ، ولو كان في الأرض كما هو في السماء لم يتم إيمانها حتى تعرفه في الأرض كما عرفته في السماء " . ومن الأدلة كذلك على أن الله في السماء حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله : " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال : إن الميت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل الصالح قالوا : أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب " إلى أن قال : " ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا ؟ فيقال فلان ، فيقال : مرحبا بالنفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب أدخلي حميدة وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان ، قال : فلا يزال يقال لها حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل … الحديث " . 4. ومن الأدلة على علو الرب عز وجل أن هذا هو فهم الصحابة رضوان الله عليهم واعتقادهم ، فإنه لما توفي الرسول قال أبو بكر رضي الله عنه : أيها الناس ، إن كان محمد إلهكم الذي تعبدونه فإن إلهكم قد مات ، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت ، ثم تلا : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل حتى ختم الآية. وروى الزهري عن سالم أن كعبا قال لعمر رضي الله عنه : ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء فقال عمر : إلا من حاسب نفسه ! فقال كعب : إلا من حاسب نفسه ، وكبر عمر وخر ساجدا . وقال الإمام مالك رحمه الله : " الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء " . 5. ومن الأدلة كذلك على علو الرب عز وجل على السماء صعود الأشياء ونزولها من عنده كما قال تعالى عن عيسى عليه السلام وما قتلوه يقيناً . بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيما ، وقوله تعالى لعيسى عليه السلام يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ، وقوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقوله عليه الصلاة والسلام : " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يرفع القسط ويخفضه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل " . قال الدارمي في رده على من أنكر علو الرب على خلقه : " فإلى من ترفع الأعمال ، والله بزعمكم الكاذب مع العامل بنفسه في بيته ومسجده ومنقلبه ومثواه ؟!! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا " . وقوله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه ومعنى تعرج تصعد. وقوله تعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه. ومن ذلك أيضا قصة معراج نبينا محمد إلى السماء السابعة وفيها أنه لما عرج بالنبي إلى السماء السابعة رفع إلى البيت المعمور ثم رفع إلى سدرة المنتهى حيث فرض الله عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة ، ثم قال : " فنزلت إلى موسى " ، فلما نزل إلى السماء السادسة التي فيها موسى عليه السلام قال له موسى : " إرجع إلى ربك فاسأله التخفيف " قال : فرجعت إلى ربي " أي إلى العلو ، أليس ذلك دليلا على علو الرب فوق جميع مخلوقاته ؟ قال الدارمي في رده على من أنكر علو الرب : " ولو كان – أي الله – في كل مكان كما يزعم هؤلاء ، ما كان للإسراء والبراق والمعراج إذا من معنى ! والى من يعرج به إلى السماء وهو بزعمكم الكاذب معه في بيته في الأرض ليس بينه وبينه ستر ؟ تبارك اسمه وتعالى عما تصفون ! " . قلت : ولهذا وصف الله نفسه بذي المعارج . وقال الشيخ بن عثيمين : " كل آيه تدل على صعود الشيء إلى الله أو رفع الشيء إلى الله أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل ". 6. ومن أدلة العلو كذلك رفع الأيدي والأبصار في الدعاء ، فلولا أن الله في السماء لما رفع الناس أيديهم إليه في الدعاء ، وقد ورد في رفع اليدين في الدعاء أكثر من مائة حديث عن النبي في مواقع متفرقة في السنة النبوية منها حديث سلمان الفارسي رضى الله عنه قال : قال رسول الله : " إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا " . وكذلك حديث جابر بن عبد الله : أن رسول الله قال في خطبته يوم عرفه : وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ! فقال بإصبعه السبابة ، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس – أي يشير بها إلى الناس - : " اللهم أشهد اللهم اشهد " ثلاث مرات " . فرفع الرسول سبابته إلى السماء دليل فعلي منه على علو الله عز وجل. قال الدارمي في رده على الجهمية : " إن كل واحد ممن مضى وممن غبر إذا استغاث بالله تعالى أو دعاه أو سأله يمد يديه وبصره إلى السماء يدعوه منها ، ولم يكونوا يدعوه من أسفل منهم من تحت الأرض ، ولا من أمامهم ، ولا من خلفهم ولا عن أيمانهم ولا عن شمائلهم ، إلا من فوق السماء لمعرفتهم بالله أنه فوقهم ، حتى اجتمعت الكلمة من المصلين في سجودهم : سبحان ربي الأعلى ، لا ترى أحدا يقول : سبحان ربي الأسفل " . 7. ومن الأدلة على علو الرب نزول الله إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل وهذا الدليل يعتبر من أعظم الأدلة على علو الله فوق السماء ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر يقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ " فنزول الرب إلى السماء الدنيا يدل على أنه فوقها أصلا ثم نزل في الثلث الأخير من الليل نزولا يليق بجلاله وعظمته والله أعلم . 8. دلالة العقل : والعقل الصحيح يدل على علو الله سبحانه وتعالى لأن العلو صفة كمال أما السفل فهو صفة نقص ، والنقص ليس من صفات الله بل صفته الكمال المطلق من جميع الوجوه كما قال تعالى ولله المثل الأعلى وقال تعالى وأنه تعالى جد ربنا أي تعالت عظمته . 9. دلالة الفطرة السليمة : والنفوس المستقيمة والفطر السليمة مفطورة على أن الله في العلو فوق كل شيء ، ولهذا يجد الإنسان نفسه إذا حزبه أمر يرفع يديه بمقتضى فطرته إلى العلو يدعو الله عز وجل يقول يا الله يا الله ! بل أن نفسه وقلبه فضلا عن يديه تتجهان إلى السماء بدون شعور ولا تتجه يمنة ولا يسرة ، ومن التناقض العجيب أن ترى الذين ينكرون علو الرب عز وجل ويقولون أن الله في كل مكان لا ينزلون أيديهم إلى الأرض حال الدعاء بل يرفعونها إلى السماء بمقتضى الفطرة. والبهائم العجم تقر أن الله في العلو ، ومما يدل على ذلك قصة النملة التي رآها سليمان بن داود عليه وعلى أبيه الصلاة والسلام وهو خارج ذات يوم يستسقي بالناس ، وكانت مستلقية على ظهرها ، رافعة قوائمها نحو السماء تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ، ليس بنا غنى عن سقياك ، فقال : " ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم " ، فهذا إلهام فطري من الله للنملة بعلوه سبحانه وتعالى . و الحيوانات عموما ترفع رأسها في زمان الجدب وقلة الأمطار إلى السماء وكأنها تستمطر الله سبحانه وتعالى ! فالحاصل أن علو الرب تبارك وتعالى أمر معلوم بالفطرة لا يحتاج إلى مطالعة كتب أو رجوع إلى أدلة ، فكيف إذا وجدت ؟ إجماع سلف الأمة : وأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، أفضل الناس وأهل القرون المفضلة وأعلم الأمة إلى قيام الساعة بأمر دينها فقد أجمعوا قاطبة على أن الله سبحانه وتعالى في السماء فوق كل شيء ولم ينقل عنهم حرف واحد يدل على خلاف ذلك . قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتاب الاعتقاد واصفا اعتقاد أهل السنة : " وأن الأحاديث التي تثبت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه ، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه ". وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية – وهي الفتوى التي أرسلها لأهل حماة - حاكيا إجماع الأمة على علو الله سبحانه على جميع مخلوقاته قال : " ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولاعن أحد من سلف هذه الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان ولاعن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف حرف واحد يخالف ذلك ". وقال تلميذه ابن القيم في نونيته شيء وشأن الله أعظم شان والله أكبر ظاهر ما فوقه تخفى عليه خواطر الإنسان والله فوق العرش والكرسي لا وقال حافظ الحكمي في منظومته على عباده بلا كيفية كذا له العلو والفوقية 01. إجماع أهل الملل السابقة : وعلو الله سبحانه وتعالى أمر مجمع عليه عند جميع الملل السابقة ، فهذا خليل الله إبراهيم حينما طلب معرفة ربه وخالقه أمام قومه ذهب يقلب نظره إلى السماء لا إلى الأرض فقال للقمر : هذا ربي ، ثم ذهب يطلب ربه مرة أخرى في السماء أيضا لما أفل الكوكب فقال للشمس : هذا ربي ! وما ذاك إلا لما استقر في الفطر والعقول أن الرب لا يمكن أن يكون في الأسفل بل في العلو. وهذا موسى عليه السلام لما دعا فرعون إلى الإيمان بالله أنكر وجود الله قائلا وما رب العالمين ، فذكر له موسى أن الله في السماء فأنكر ذلك وقال لوزيره هامان متحديا يا هامان ابن لي صرحاً لعلى أبلغ الأسباب . أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ، والأسباب هي الطرق . ولذلك قال العلماء : " فمن نفى العلو من الجهمية فهو فرعوني ومن أثبته فهو موسوي محمدي " أي مؤمن بما جاء به موسى ومحمد عليهما السلام من أن الله في السماء . وقال كعب الأحبار : قال الله عز وجل في التوراة : " أنا الله فوق عبادي ، وعرشي فوق جميع خلقي ، وأنا على عرشي ، أدبر أمور عبادي ، ولا يخفى علي شيء في السماء ولا في الأرض " . وقال قتادة رحمه الله تعالى : قالت بنو إسرائيل : يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك ؟ قال : إذا رضيت عنكم استعملت عليكم خياركم وإذا غضبت استعملت عليكم شراركم " . وعن ثابت البناني قال : كان داود عليه السلام يطيل الصلاة ثم يرفع رأسه إلى السماء ثم يقول : إليك رفعت رأسي ، نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء " . فالحاصل أن علو الرب على خلقه أمر ثابت عند جميع الملل والشرائع ، بل إن جميع مسائل العقيدة المتعلقة بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كلها واحدة عند جميع الملل ، ولم تختلف الملل عن بعضها إلا في الشرائع كالصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك من فروع الدين المتعلقة بالعبادات وذلك حسب ما تقتضيه حكمة الله وبحسب ما يصلح للناس في كل زمان . 21. ومن الأدلة على علو الرب تصريحه عز وجل باستوائه على عرشه ، والاستواء هو العلو . وقد جاء ذلك في سبع مواضع من القرآن الكريم ، قال تعالى : الرحمن على العرش استوى وقال الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش وقال إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش وقال إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش وقال الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وقال الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا وقال هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش والسنة النبوية جاء فيها إثبات استواء الله على عرشه فمن ذلك حديث قتادة بن النعمان أنه سمع النبي يقول : " لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه " . والمسلمون مجمعون على ثبوت صفة الاستواء لله على عرشه وعلى رأسهم الأئمة الأربعة وسنكتفي بذكر كلام بعض أئمة السلف مثل الإمام أحمد ومالك وأبي حنيفة والأوزاعي ، ومن أراد التوسع فبإمكانه الرجوع إلى مصادر البحث المذكورة في آخر الكتاب. قول الإمام مالك : جاء رجل إلى الإمام مالك فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟ قال الراوي : فما رأيت مالكاً وجد من شيء كوجدته من مقالته ، وعلاه الرحضاء ( يعني العرق ) وأطرق القوم فسري عن مالك ( أي زال عنه الهم ) وقال : الكيف غير معقول ( أي لا ندرك كيف استوى الله على العرش بعقولنا ) والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأني أخاف أن تكون ضالا وأمر به وأخرج ( وذلك حتى ينز جر ولا يفتتن به الناس ). قال الذهبي : " هذا ثابت عن مالك ، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك ، وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها ، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه ، وأنه كما يليق به ، لا نتعمق ولا نتحذلق ، ولا نخوض في لوازم ذلك نفيا لا إثباتا ، بل نسكت ونقف كما وقف السلف ، ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون ، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه ، ونعلم يقينا مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته ولا في استوائه ولا في نزوله ، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا " . قول أبي حنيفة وقد أفتى أبو حنيفة بكفر من أنكر أن الله في السماء فقد ذكر الذهبي في كتاب العلو : بلغنا عن أبى مطيع الحكم بن عبد الله البلخي صاحب الفقه الأكبر قال : سألت أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربى في السماء أو في الأرض فقال : " قد كفر لأن الله تعالى يقول الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سماواته " ، فقلت إنه يقول : أقول على العرش استوى ، ولكن لا يدري العرش في السماء أو في الأرض ، قال : " إذا أنكر أنه - أي العرش - في السماء فقد كفر " . وروى المقدسي عن أبي حنيفة أنه قال : " من أنكر أن الله عز وجل في السماء فقد كفر " ، وإنما قال أبو حنيفة بكفره لكونه أنكر ما دل عليه القرآن والسنة من علو الله على سماواته . قول عبد الله بن المبارك والإمام أحمد بن حنبل سئل عبد الله بن المبارك كيف نعرف ربنا عز وجل ؟ قال " في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية إنه هاهنا في الأرض " ، فقيل هذا لأحمد بن حنبل فقال " هكذا هو عندنا " ، أي هذا هو ما نعتقد. وفي رواية عنه قال : سألت عبد الله بن المبارك : كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : على السماء السابعة على عرشه ، ولا نقول كما قالت الجهمية : إنه هاهنا في الأرض. قول الأوزاعي وقال الأوزاعي : " كنا والصحابة متوافرون ( أي متواجدون بيننا ) نقول أن الله عز وجل فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته " . هذا هو طريق اهل السنة والجماعة وما سواه فهو من آراء الناس وعقولهم ، فالواجب التمسك بالكتاب والسنة وما سار عليه السلف الصالح خير الناس وافضل القرون لقوله عليه الصلاة والسلام (خير الناس قرني ثن الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) اخوكم المحب لكم ابو دلال |
الأخ أبا دلال
إن ما ذكرته من الأحاديث الكثير منها دون إسناد والكثير منها مؤول أما ما تذكره من الإجماع فغير صحيح قطعا بل الإجماع على أن الله موجود بلا مكان هو الذي نقله الأئمة الثقات وأنت مطالب بذكر من نقل الإجماع من الأئمة الثقات ومطالب بذكر أسانيد الروايات التي تستدل بها والكلام في هذا الباب طويل وإليك بعض النصوص. قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض " ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم.إنتهى هذا هو الإجماع فأين الإجماع الذي تدعيه على تجسيم الله والعياذ بالله وهو خالق الأجسام كلها فكيف يشبهها وهو تعالى يقول: ليس كمثله شىء. وقال إمام الحرمين عبد الملك الجويني المتوفى سنة 478 هـ في كتاب الإرشاد ما نصه: ومذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات.إنتهى وقال الإمام عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي 429 هـ في الفرق بين الفرق ما نصه: وأجمعوا - أي اهل السنة والجماعة - على أنه أي الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان. إنتهى وقال الإمام الطحاوي وهو من السلف الصالح إمام مجتهد فوق الثقة في عقيدته المعروفة بالعقيدة الطحاوية: ( هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ) وقال فيها: وتعالى - يعني الله - عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. إنتهى أي المخلوقات وقال الإمام إسمعيل الشيباني في شرح الطحاوية 629 هـجرية وكتابه مسمى " بيان عقيدة أهل السنة " : قال أهل الحق إن الله تعالى متعال عن المكان غير متمكن في مكان ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة. إنتهى وقال الإمام الأصولي المشهور سيف الدين الآمدي في كتابه غاية المرام ص 194: واتفقوا جميعا على أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز في جهة. إنتهى وقال الإمام ابن جهبل الشافعي 733 هـ في طبقات الشافعية ج 9\ص 35: وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزلي لا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء ليس له جهة ولا مكان. إنتهى وقال الإمام الحافظ الكبير صلاح الدين العلائي - كما في طبقات الشافعية - " وهذه العقيدة المرشدة " جرى قائلها على المنهاج القويم والعقد المستقيم وأصاب فيما نزه به العلي العظيم. إنتهى يعني بذلك قول الإمام فخر الدين بن عساكر رضي الله عنه في عقيدته: كان ولا مكان كوّن الأكوان ودبر الزمان لا يتقيد بالزمان ولا يتخصص بالمكان ولا يشغله شأن عن شأن. إنتهى وقال الإمام المفسر الحجة النظار الكبير أبو المظفر الإسفراييني في كتابه التبصير 139: بيان اعتقاد أهل السنة أهل السنة والجماعة وبيان مفاخرهم.... ثم قال ص 146: وأن النواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية.... ثم قال: واعلم أن جيمع ما ذكرناه من اعتقاد أهل السنة والجماعة فلا خلاف في شىء منه بين الشافعي وأبي حنيفة رحمهما الله وجميع أهل الرأي والحديث مثل مالك والاوزاعي وداود والزهري والليث بن سعد وأحمد بن حنبل وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ويحي بن معين واسحق بن راهويه ومحمد بن اسحق الحنظلي ومحمد بن أسلم الطوسي ويحي بن يحي والحسين بن الفضل البجلي وأبي يوسف ومحمد وزفر وأبي ثور. وغيرهم من أئمة الحجاز والشام والعراق وأئمة خراسان وما وراء النهر ومن تقدمهم من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين......... إنتهى هذا هو إجماع أهل السنة على أن الله موجود بلا مكان لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات اي المخلوقات والحمد لله رب العالمين |
أبو دلال والوهاج،
ما ذكره الأخ الجواهري يكفي للمنصف تبيانا لإجماع الأمة على تنزيه الله عن المكان، وأود أن ألفت نظركما ونظر من قرأ كلامكما أن اعتقاد علو وقوفية الله مكانة لا مكان هو عقيدة المسلمين وهو المنقول من كلام أئمة وأعلام الإسلام، أما اعتقاد العلو والفوقية المكانية فهي عقيدة فرقة قديمة من مجموع الفرق الهالكة الوارد عددها في حديث افتراق الأمة إلى 73 فرقة، هذه الفرقة ظهرت في زمن غابر وقوبلت بردود العلماء فأطفأها الله، وما زالت بين فترة وأخرى تثير الغبار كلما نبغ لها رأس ضلال، والحمد لله أن علماء المسلمين يقفون لهذه الفرقة ورؤوسها بالمرصاد، هذه الفرقة هي المشبهة وشقيقتها الأخرى المجسمة. لقد أتى المشبهة والمجسمة إلى آيات وأحاديث الصفات وأخذوها على ظاهرها فقالوا الله فوق عرشه (معتقدين المكان لا فوقية القهر والغلبة) وقالوا الله في السماء (معتقدين المكان والاحتواء) وقالوا الله ينزل في ثلث الليل (معتقدين الانتقال) وقالوا لله يد وقدم وساق وعين ووجه (معتقدين الجوارح) ثم بعد ذلك قالوا بلا تشبيه، وكأنهم يخاطبون أطفالاً لا يفقهون، هكذا بكل بساطة يجمعون ما تقع عليه أيديهم من أحاديث الصفات من غير بيان أحوالها في الغالب ويعتقدون ظواهر ما يرد فيها ثم يقولون "بلا تشبيه". والمنصف الذي ينظر في بعض الكتب التي يدندنون حولها مثل كتاب السنة المنسوب لعبد الله بن أحمد بن حنبل، وكتاب العلو للذهبي، وكتاب العلو لابن قدامة المقدسي، يجد فيها من الضعيف والموضوع من الأحاديث والآثار والأقوال الشىء الكثير. وممن رد كيد المشبهة لنحورهم ضرغام المذهب الحنبلي الإمام ابن الجوزي في كتابه "الباز الأشهب" وكشف عوارهم، وبين أنهم شانوا المذهب الحنبلي بتشبيههم وصاحب المذهب منهم براء. نعود لأبي دلال وصاحبه الوهاج، قد تقولون لنا: نحن جئنا بآيات وأحاديث وأنتم تقولون لنا قال فلان وقال فلان. إذا قلتم هكذا سنقول لكم، فلان وفلان هم أكابر علماء الإسلام الذين يعرفون بل يحفظون الآيات والأحاديث التي ذكرتموها وغيرها مما يذكرها المشبهة في مؤلفاتهم، وهي لم تغب عنهم ولديهم إجابات على استنتاجاتكم العرجاء منها، ولا تحسبوا أن نركن لاستنتاجاتكم ونترك ما قاله علماء الأمة، هيهات. وللحديث تتمة، ولن يجد المشبهة في هذا المكان مبتغاهم. |
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد /
أقول وبختصار شديد إلى TEACHERوعلاء الدين الجوهري وص-ك والخليجي و الغامدي أكتب إليكم هذه المراجع لا أقول لكم إقرءوها بل أقول ردوا عليها إن كنتم أهلا لذالك من غير عاطفة ولا هوى وهي: * درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية * الصواعق المرسلة لابن القيم * كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل * العقيدة الواسطية لابن تيمية * فتاوى ابن تيمية الجز 4-5-6 وكتب السلف في ذلك كثيرة فإن استطعتم فأنتم أصوب وإلم تستطيعوا فقد كنتم في ضلال مبين أما نحن فعقيدتنا فهي ماذكر في الكتب التي سبق ذكرها واعلموا أن حيلكم هذه لن تفلح بإذن الله فإنكم أردتم أن تنشروا شبهكم هنا لوجود العامي ومن لا يعلم في هذه الأمور فينحرف معكم أو يبقى في دوامة فلا وفقكم الله إلى مبتغاكم . وإني أطالب صلاح الدين - ولا أدري كيف غفل عن ذلك وقد كان أحرص الناس على محاربة أمثال هؤلاء - وأقول له وأكرر كلامي يا صلاح إن الإمام أحمد بن حنبل رحمه أتاه رجل من أهل العقائد السليمة وقال له إني إذا جالست مبتدعا فما على قال : تلحق به ولا كرامة والإمام ابن سيرين رحمه الله أتاه طالبان من المبتدعة وقالا له نريد أن نطلب العلم عندك فرفض فقالوا له آية واحدة قال : ولا كلمة فانصرفا فكلمه طلابه في ذلك فقال إني أخشى أن يقرأ الآية فيأولها بتأويله فتقع على قلبي فأتبعه فانظر إلى حرص السلف الصالح على البعد عن مثل هؤلاء وهم في خير القرون بل وهم من كبار علما المسلمين فما بالك بنا نحن في هذا العصر نسأل الله الثبات واعلم حفظك الله أن أي إنسان يتبعهم فأنت الآثم الأول لتركك لهم وفقك الله وأنت تعلم ذلك ولكني أردت التذكير وحسب والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل محارب المبتدعة أبو الفداء |
أضيف إلى ما قلت
اعلم يا صلاح وفقك الله أن ما ذكروه هو مذهب المعتزلة والأشاعرة لتكون على بصيرة من أمرهم وأنصح كل من كان على المنهج الصحيح والعقيدة الصحيحة ألا يناقشهم لأنهم يفرحوا بذلك وهو مبتغاهم قد يقول قائل لا يجوز أن نتركهم في ضلال ؟ نقول له : أولا تحصن بالسلاح القوي وهو الكتاب والسنة الصحيحة على فهم السلف الصالح . ثانيا لا تجعل نقاشك بين العامة فتهلكهم وتأثم بذلك وأنما اجعله بينك وبينه إما بالبريد الإلكتروني أو بالهاتف أو بما يوصلك به بينك وبينه فوالله فلبقاء ذو المناهج السليمة على مناهجهم خير من هداية ألف من المبتدعة لأنه سوف يتعلق برقبتك يوم القيامة ويطالب بحقه ثبتنا الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة |
[مراقب الحوار]
تنبيه إلى الاخوة، المشترك باسم (صلاح الدين) ليس نفسه مراقب الحوار. [يمكن ملاحظة الصفة المذكورة أمام الاسم: مراقب أو عضو] ولذلك اقتضى التنبيه. وقد تم حذف المداخلة بسبب مخالفتها لسياسة الخيمة في تجنب التجريح الشخصي. أرجو من المشترك (صلاح الدين) اختيار اسم آخر. والسلام |
اللهم صد اعتداء اليهود على المسجد الاقصى
اللهم صد اعتداء القرضاوي على الامور القطعية من الشريعة يا اخوان - هداكم الله - ، كفنا تغاضيا عن عقيدة الرجل وفكره ، هل ينفع القرضاوي عند الله كلامه في المسجد الاقصى ، وهو الذي يقول ان اليهود والنصارى اخواننا وان الخلاف بيننا وبين اليهود ليس خلافا عقائديا بل خلافا على ارض ، ما اقبح الجهل والاستسلام للغرب والانهزامية ، لعلمكم حتى الرافضة يدافعون عن المسجد الاقصى ، ويستنكرون على اليهود احتلاله ، فهل نجعل ذلك هو الميزان اذا اردنا ان نسترجع اراضينا وان ينصرنا الله عليهم فلننصر الله اولا با تباع شريعته والحب في الله والبغض في الله وان نعتقد الاعتقاد الصحيح في الله ، وهو عمل القلب الذي قال الله فيه (ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) ولنضع بين اعيننا قوله تعالى (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير) وختاما عليكم بهذا الرابط http://alssalaf.hypermart.net/ بو دلال الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي يسافر الى امريكا للعلاج فلا تنسوه من الدعاء أبو دلال اخواني الكرام سافر بحفظ الله ورعايته العلامة المحدث ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ اليمني ابو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله في رحلة علاجية اثر اصابته بمرض في كبده - شافاه الله وعافاه على حساب حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . والشيخ مقبل حفظه الله له دور عظيم في الدعوة الى الله في بلاد اليمن وعنده ما يزيد على الف طالب ، اما المعاهد التابعة لطلابه ففيها الكثير من الطلبة من مختلف بقاع الارض ، ويدرس فيها انواع العلوم . والشيخ مقبل حفظه الله له كتاب جديد في الرد على شيعة اليمن واسمه نحوا من (صعقة الزلزال في الرد على اهل الرفض والاعتزال) . وقد اقض هذا الكتاب مضاجع القوم ، وقد حدثني الشيخ بنفسه لما جاء الى الرياض لاداء بعض الفحوص العلاجية ان شيعة اليمن اهدروا دم (الوهابي) اذا دخل اماكنهم على اثر نشر ذلك الكتاب ولكن بحمد الله لم يحصل من ذلك شيء . فندعو للشيخ بالشفاء العاجل وان يطيل عمر علمائنا على طاعته وان يلبسه ويلبس الشيخ ابن عثيمين ثوب الصحة والعافية وجميع المسلمين ، وان يجزي خيرا خادم الحرمين وحكومته على ما قدموا لنصرة دين الله . آمين آميم آمين رقم هاتف الشيخ في امريكا 0018312290210 يرجى نشر هذا الهاتف في المتديات الاخرى ليستفيد الاخوان في امريكا واالدال على الخير كفاعله اخوكم ابو دلال الى اخي الكريم الجواهري وفقه الله لكل خير غريب قولك ان اهل السنة مجمعون على تاويل قوله تعالى عن نفسه انه في السماء لأن الله يخاطب الناس بما يفهمون ، فلا يصف نفسه بشيء وهو يقصد شيئا آخر وإلا كيف يكون القرآن كتاب هداية وإرشاد وقد قال تعالى (أأمنتم من في السماء) وقال (الرحمن على العرش استوى) وأما مطالبتك إياي بنقل الأسانيد فهي تحتاج الى شيء من الوقت ولكن الذي نقلته لك صحيح فهو اما في الصحيحين او احدهما او نقلته من كتاب العلو للذهبي بتحقيق الألباني رحمه الله وقد قرر فيه قول أئمة السلف أهل القرون الثلاثة المفضلة الأولى على ان الله في السماء فوق السماء السابعة على عرشه ، وقرروا ان غير ذلك من اقوال الناس هي اقوال مبتدعة لم تات في الكتاب ولا السنة ولا من اقوال الصحابة ولا التابعين وان قالها بعض اهل العلم فنحن لا نقلد في ديننا احدا قال ابن مسعود (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم) وفي الصحيحين ان الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله فقالت في السماء فقال اعتقها فانها مؤمنة . فلماذا لا نقول كقول الجارية الذي اقرها الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ونترك اقوال فلان وفلان لماذا لا نقلد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي امرنا الله بتقليده ونترك تقليد البشر ونحن ندعي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم قال مالك (ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر) فضلا عن ذلك فقد نقل ابن تيمية رحمه الله وهو المحيط باقوال السلف والخلف اجماع الامة بل اجماع اهل الاديان السماوية على علو الله على عرشه كما هو مبين في الفتوى الحموية التي ارسلها الى اهل حماة وكما هو مبين في الواسطية وغيرها وسوف ارسل لك بحثا كاملا في العلو بالتخريجات الحديثية ان شاء الله معتمدا فيه على الايات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية والأدلة العقلية والفطرية والأقوال العلمية الدالة على علو الله على عرشه وكل من اراد نسخة فليضع عنوان بريده الالكتروني وفقكم الله جميعا لكل خير وابشروا فكل باحث عن الحق بتجرد فان الله سيهديه (يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم) ناشدتك الله - اخي الجواهري - ناشدتك الله ، ناشدتك الله الا يكون في نفسك شيء علي وللمعلومية فقد كبرت في عيني لما سألت عن الأسانيد لأني عرفت انك متبع للحديث وهذا عنوان النجاة ، الاتباع لا التقليد ابو دلال |
تعست العجلة - عذرا على الخطأ في المقال الفوقي
الى اخي الكريم الجواهري وفقه الله لكل خير غريب قولك ان اهل السنة مجمعون على تاويل قوله تعالى عن نفسه انه في السماء لأن الله يخاطب الناس بما يفهمون ، فلا يصف نفسه بشيء وهو يقصد شيئا آخر وإلا كيف يكون القرآن كتاب هداية وإرشاد وقد قال تعالى (أأمنتم من في السماء) وقال (الرحمن على العرش استوى) وأما مطالبتك إياي بنقل الأسانيد فهي تحتاج الى شيء من الوقت ولكن الذي نقلته لك صحيح فهو اما في الصحيحين او احدهما او نقلته من كتاب العلو للذهبي بتحقيق الألباني رحمه الله وقد قرر فيه قول أئمة السلف أهل القرون الثلاثة المفضلة الأولى على ان الله في السماء فوق السماء السابعة على عرشه ، وقرروا ان غير ذلك من اقوال الناس هي اقوال مبتدعة لم تات في الكتاب ولا السنة ولا من اقوال الصحابة ولا التابعين وان قالها بعض اهل العلم فنحن لا نقلد في ديننا احدا قال ابن مسعود (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم) وفي الصحيحين ان الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله فقالت في السماء فقال اعتقها فانها مؤمنة . فلماذا لا نقول كقول الجارية الذي اقرها الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ونترك اقوال فلان وفلان لماذا لا نقلد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي امرنا الله بتقليده ونترك تقليد البشر ونحن ندعي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم قال مالك (ما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب هذا القبر) فضلا عن ذلك فقد نقل ابن تيمية رحمه الله وهو المحيط باقوال السلف والخلف اجماع الامة بل اجماع اهل الاديان السماوية على علو الله على عرشه كما هو مبين في الفتوى الحموية التي ارسلها الى اهل حماة وكما هو مبين في الواسطية وغيرها وسوف ارسل لك بحثا كاملا في العلو بالتخريجات الحديثية ان شاء الله معتمدا فيه على الايات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية والأدلة العقلية والفطرية والأقوال العلمية الدالة على علو الله على عرشه وكل من اراد نسخة فليضع عنوان بريده الالكتروني وفقكم الله جميعا لكل خير وابشروا فكل باحث عن الحق بتجرد فان الله سيهديه (يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم) ناشدتك الله - اخي الجواهري - ناشدتك الله ، ناشدتك الله الا يكون في نفسك شيء علي وللمعلومية فقد كبرت في عيني لما سألت عن الأسانيد لأني عرفت انك متبع للحديث وهذا عنوان النجاة ، الاتباع لا التقليد ابو دلال |
يا إخوان بارك الله فيكم - أنقل لكم قاعدة عند السلف الصالح نقلها ابن تيمية وغيره - وهي مفيدة في باب أسماء الله وصفاته غاية الإفادة ، ولا يحسن أن يغفل عنها من أراد النقاش في هذا الباب - أعني باب الأسماء والصفات .
والقاعدة هي في الموقف مما يقال في الأسماء والصفات ، وأن ما يذكره الناس ينقسم إلى ثلاثة أقسام:1- أن ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم نثبته .2- ما نفاه عن نفسه ننفيه . 3- ما لم يرد إثباته ولا نفيه ، فإننا لا نثبته لعدم الدليل المثبت ولا ننفيه لعدم الدليل النافي - هذا من حيث اللفظ. فمثال ما أثبته الله لنفسه : العلو والاستواء على العرش - فإننا نثبته على ما يليق بجلال الله وعظمته - فاستواءه وعلوه لا يشابهه فيه المخلوقين . ومثال ما نفاه الله عن نفسه : اللغوب ، والتعب ، والظلم - فنحن نفيه عن الله تعالى - كما نفاه عن نفسه . ومثال ما لم يرد إثباته ولا نفيه : الجهة ، والمكان - ونحو ذلك لم يرد له إثبات ولا نفي - فنحن ننكر على من استعمل هذا اللفظ أصلا ، لأنه تدخل بشيء من باب الأخبار- ولم يأذن له الله بذلك ، ثم نستفصل عن المعنى المراد : فإن قال : أقصد بنفي الجهة نفي علو الله - أنكرنا عليه هذا المعنى أيضا مثلما أنكرنا عليه اللفظ ، لأنه أنكر معنى ثابت بالكتاب والسنة . وإن قال : أردت إنكار ما لا يليق بالله من الجهة مثل كونها تحصره ، أو أنه في الأسفل أو نحو ذلك - قلنا أحسنت فيما قصدته من المعنى ، وأساءت في استعمال لفظ يحتمل ، ولم يرد له نفي ولا إثبات في الكتاب والسنة . ويا إخوان : نصيحة أخوية - لا تتجاوزوا القرآن والحديث - ولا تتركوهما لأجل تشنيع المشنعين . فتجاوز القرآن والحديث - بالنفي أو بالإثبات - فيه قدح فيهما ، ومثله إعتقاد أنهما لم يعبرا عن المراد ، وأننا نحن الذين نستطيع التعبير عن ما أراده الله ورسوله لا هما - تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا - والنافي لما أثبته القرآن أو العكس واقع في هذا شعر أو لم يشعر. ولا تتركوا ماجاء به القرأن والسنة لأجل تشنيع المشنعين - كقولهم هذا تجسيم أو نحو ذلك - نحن لا نتعرض للجسمية أو نحوها ومن نحن حتى نقول على الله عن نفسه ما لم يقل - على الإنسان أن يدرك حجمه ، وإنما نثبت العلو والفوقية لله دون التعرض لغيرهما مما يثيره المشنعيين لأجل نفي صفات عن الله أثبتها لنفسه . هذا هو الكلام الذي عليه النور - نور القرآن والسنة ، وفق الله الجميع لمرضاته ،،،وعصمنا جميعا من الفتن . |
يا أخي علاء الدين الجوهري – بارك الله فيك- وبصرنا وإياك بالحق ، وجعلنا وإياك وجميع المسلمين ممن عرفوا الحق واتبعوه – يا أخي لقد اعترضت عليّ بأمور وأنا أكشفها لك على المعنى الذي أردته :
1. قولك :ذم الله المتشابهات – يا أخي كيف يذم الله المتشابهات وهي من كتابه – كما قال الله تعالى : ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) ولكن الله ذم الذين يتبعون المتشابه . ثم وصفك لي بأني من الذين يتبعون المتشابه – أسأل الله تعالى أن لا يجعلني كذلك – وإني بحمد الله لا أتبع المتشابه ، بل أتبع المحكم من آيات الله الذي هو أحسن حديثا من كل ما سواه فهو أقدر على التعبير المعبر عن المعنى المراد من كل ما عداه – والله تعالى قد أثبت لنفسه الاستواء على العرش في سبع آيات من كتابه – أحدها شديدة على الذين ينفون عن الله استواءه على عرشه ، وهي قوله تعالى : (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) فأخبر أنه استوى على العرش ، وأنه خبير سبحانه بما يقول وبمعناه ، والنافي له يعتقد أنه أخبر من الله بالله – أو أقدر على التعبير عن المراد . ولا أريد الإطالة أكثر من ذلك . 2. قولك عن قول الله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم) أنها من المتشابهات – لا يا أخي ليست من المتشابهات ، ذلك أن المعية تطلق لغة على معانٍ – منها الإحاطة والعلم المطلق ، ومنها النصرة – وغير ذلك ، فإذا أطلقت على معنى يفهم من السياق فهو دالة على هذا المعنى ، وأضرب لك مثالا على ذلك – لو وجدت شخصين يتنازعان ويتضاربان – فقلت : أنا مع فلان ، فكل من سمعك سيفهم من كلامك أنك مناصر له ومؤيد ، حتى ولا يلزم أن تكون حاضرا معهما بجسمك ، بل لو نقل هذا الكلام إليك وقلت في غيابهما أنا مع فلان لفهم المستمعون قصدك ، وأنك لست معهما بجسمك – وراجع معاني مع في اللغة التي نزل بها القرآن . فالظاهر من كلمة (مع ) هو المراد ، لكن هذا الظاهر يختلف بحسب السياق ، والتخصيص بالسياق مما لا خلاف فيه بين علماء الأصول . 3. قولك عن الطحاوي : ولا في أي مكان - كما نقل الإمام الطحاوي هذا عن أهل السنة والجماعة. لم يعترض احد على الإمام الطحاوي- وأقول لك بلى اعترض على الطحاوي العلماء ، بل وشككوا في صحة هذه اللفظة عنه – ومنهم الألباني في شرح مختصر له على العقيدة الطحاوية – وهناك من السابقين من اعترض عليها (أقصد على هذه العبارة – 4. ودعواك الإجماع غير صحيحة إطلاقا ، وراجع تفسير ابن جرير ، وابن كثير ، والشوكاني ، وغيرهم – وراجع الأحاديث المنقولة عن السلف بأسانيدها تجد ما قلته . وأحذرك يا أخي من استعمال عبارات فلسفية لأجل نفي صفات الله التي أثبتها لنفسه عن الله – وأدعوك إلى إلتزام منهج السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة الأربعة وغيرهم – الذي عبر عنه الإمام أحمد بقوله : (لا نترك كتاب ربنا وسنة نبينا من أجل تشنيع المشنعين ، أو تأويل الجاهلين) استعمالك لعبارات : الحدوث ، والعدم لأجل أن تؤكد أن الله لم يعبر عن نفسه التعبير الصحيح قدحٌ في الله سبحانه. 5. أما ما ذكرته من المعاني للاستواء – فلا تصل إلى الستة عشر ، بل هي إلى الستة أقرب – وهذا إنما يكون عندما يذكر الاستواء مطلقا- يعني عندما يذكر بلا حرف التعدية ، لكنه عندما يعدى بالحرف فإنه يبين المراد – فإذا قلت استوى على : فإن المراد العلو لا غير هذه لغة العرب. يا أخي – وراجع كتاب : الصواعق المرسلة لابن القيم فإنه مهم جدا وفيه فوائد لا تجدها في غيره . 6. استغرابك للدليل الفطري الذي سقته – استغراب في غير محله – فإن من كبار علماء الإسلام إمام الحرمين وهو معروف عندك ولا شك – كان يقرر أن الله موجود بلا مكان ولا استواء على العرش – فقال له الهمداني : دعنا من العرش وذكره وأخبرنا عن هذه الضرورة التي يجدها الإنسان في قلبه – ما دعى أحدٌ الله إلا ووجد نفسه تطلب العلو- فقال إمام الحرمين : حيرني الهمداني – حيرني الهمداني ، فاعترف له بهذا الدليل الفطري –( فطرة الله التي فطر الناس عليها). وتشبيهك لها بقبلة الصلاة لا وجه له إذ أنه أمر شرعي ، وقد كان قبل ذلك إلى بيت المقدس كما تعلم – لكن كون الإنسان يطلب العلو عند الدعاء فهذا أمر فطري لم يختلف باختلاف العصور والأزمان- وأذكر لك خبرا مؤكدا وهو أن من العلماء الذين يرون مثل رأيك من ترك الصلاة أربعين يوما لأنه لا يريد أن يقول في سجوده : سبحان ربي الأعلى – نعوذ بالله من الخذلان. 7. يا أخي إذا قلنا إن الله استوى على العرش وصار عاليا فوقه– فلا يعني هذا أنه محتاج أو مفتقر إليه حتى تشنع علينا ، بل استواءه عليه لحكمة يعلمها – وهي كمال ، وإذا قلنا السماء الأرض فلا يعني أبدا أنها تقلها أو تحملها أو تفتقر إليها – وأعيد عليك كلاما سابقا : لا تنف عن الله ما أثبته لنفسه لمعانٍ أنت تخترعها – لتنف عن الله ما أثبته لنفسه ، انف عن الله هذه المعاني التي اخترعتها إن كان الله قد نفاها عن نفسه. 8. نقلت كلام البيهقي رحمه الله وحملته على غير محمله – ثم البيهقي ليس هو السلف أو قوله إجماع ، أو كتاب أو سنة – لا يا أخي كلام البيهقي إن وافق الكتاب والسنة أخذنا به وإلا ضربنا به عرض الحائط- فلا قيمة لقول أحدٍ مهما كان إذا كان يخالف الكتاب والسنة. |
سبحان الله تعاتبني على سبق قلم؟ وتنشر ذلك في عدة مواضيع حسبي الله ونعم الوكيل
بعد كل هذه النقول من إجماع الامة ونقله عن جمع كبير من الائمة الثقات تضرب به عرض الحائط؟ كيف تنكر كون قوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " من المتشابهات؟ أليس الذين قالوا بأن الله بذاته في كل مكان استدلوا بها؟ إذن أنت لم تطلع على كتب المتقدمين الذين ألفوا في الفرق ماذا تقول لو أتاك أحدهم واستدل بها على مذهبه الكفري أن الله بذاته في كل مكان وقد حصل لي أن ناظرته أحدهم واسمه صفوان .... فقلت له ما هو دليلك؟ قال: قوله تعالى: وهو معكم أينما كنتم قلت: أتقول بأن الله في بطن الحامل؟ أتقول بأن الله في الخلاء بذاته والعياذ بالله؟ قال: لا قلت: إذن ليس في كل مكان بذاته قال: لا أدري هكذا تعلمنا قلت له عندها: تعلم ثم تكلم فالله أعطاك عقلا تميز به الخطأ من الصواب, فسكت, وانتهى النقاش بإظهار الحق بأن الله تعالى موجود بلا مكان كما كان قبل خلق المكان ولا يتغير سبحانه وتعالى. أنت تقول بأن معنى الآية: وهو معكم بعلمه, هذا صحيح ونقول لك أيضا: أأمنتم من ملكه وسلطانه في السماء أن يخسف بكم الارض. الله تعالى استعمل كثيرا من المجاز والاعجاز اللغوي في القرءان. تقول البيهقي ليس هو السلف وإذا خالف الاجماع ضربنا كلامه بعرض الحائط, وأقول: ابن تيمية ليس هو السلف وله أكثر من ستين مخالفة للإجماع وقد ضرب العلماء كلامه بعرض الحائط. ونضرب كلامه بعرض الحائط, البيهقي صاحب السنن أعظم بكثير من ابن تيمية وقد قال الامام الجويني إمام الحرمين رضي الله عنه: ما من أحد إلا وللشافعي عليه منة إلا البيهقي فإن له منة على الشافعي من كثرة نصرته لمذهب الشافعي رضي الله عنه وتأييده بالاحاديث. ثم إن البيهقي رضي الله عنه نقل الإجماع السلفي على تنزيه الله تعالى على المكان واسم كتابه واضح: الإعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة. قال الحافظ صلاح الدين العلائي: لم يأت بعد الدارقطني والبيهقي مثلهما أو من يعادلهما. تكذبون على أبي حنيفة بأنه أفتى بكفر من أنكر أن الله في السماء, وهو يقول في كتاب الفقه الاكبر: وليس قرب الله ولا بعده من طريق طول المسافة وقصرها ولكن على معنى الكرامة والهوان والمطيع قريب منه تعالى والعاصي بعيد منه بلا كيف. والقرب والبعد والاقبال يقع على المناجاة وكذلك جواره في الجنة والوقوف بين يديه بلا كيف. إنتهى\ شرح الفقه الاكبر للقاري ملا علي ص 154\155 وفي كتاب الوصية: فصل: نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة واستقرار وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ولو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. إنتهى وقد نقل عقيدته - وعقيدة أهل السنة والجماعة - الإمام الطحاوي السلفي وفيها - ولا تغض بصرك عنها - : وتعالى يعني الله عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. إنتهى وقال القاري: ذكر الشيخ الامام عز الدين بن عبد السلام في كتاب حل الرموز أنه قال: قال الامام أبو حنيفة رحمه الله: من قال لا أعرف الله تعالى في السماء هو أم في الأرض كفر, لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه. إنتهى ولا شك أن ابن عبد السلام من أجلّ العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد على نقله لا على ما نقله الشارح مع أن أبا مطيع رجل وضاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد. إنتهى كلام القاري هذا هو اعتقاد سيدنا أبي حنيفة رضي الله عنه أن الله تعالى موجود بلا مكان كاعتقاد سائر السلف الكرام. أجب على هذا السؤال إن استطعت أن تجد له جوابا: كيف تقولون: إن الله في السماء فوق العرش؟ السماء تحت العرش كما ورد فكيف يكون الله تحت العرش فوق العرش؟ والبقية تأتي |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. هذا رد سريع على ما ذكره المسمى بابي دلال، في رده على من أظهر عقيدة اهل السنة والجماعة. فنقول وبالله التوفيق. اعلم أن عقيدة أهل السنة مبنية على تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات، فالله تبارك وتعالى لا يشبه شيئاً من المخلوقات ولا يشبهه شئ، كان قبل المكان بلا مكان وهو الآن على ما عليه كان، كان ولم يكن أين ولا كيف ولا مكان، فكون الأكوان ودبر الزمان فلا يحتاج إلى المكان ولا يتقيد بالزمان، فكما كان قبل المكان بلا مكان فهو الآن على ما عليه كان، أي موجود بلا مكان. وهذا ما ثبت عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال: (كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان) كما رواه الإمام أبو منصور البغدادي في الفرق بين الفرق. هذه هي العقيدة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعون لهم بإحسان كما سنبين في هذا الرد. كما سنبين أن استدلال الكاتب ببعض الآيات والأحاديث على مدّعاه إستدلال فاسد كما سيظهر لك من ردنا هذا إن شاء الله تعالى، فلنشرع بالمقصود. قال في رده المختصر: فكل شئ عال أعظم من السافل. الرد: هذا الإطلاق باطل. فهل تقول بأن الملائكة ومسكنهم السماء أعظم من سيد الأنبياء؟ وهل تقول من كان في الطائرة اليوم أفضل ممن هو على الأرض على الإطلاق؟ أنظر إلى ما تقول، تعلم قبل أن تتكلم. استدل على مدعاه بأن الكفار يتوجهون إلى السماء عند الدعاء. الرد: السماء هي قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة، كما صرح بذلك أهل العلم منهم النووي والقاضي عياض والحافظ البيهقي وأمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر وغيرهم. والله تعالى يقول: ( أن طهرا بيتي) ومع ذلك ما قال أحد من بأن الله ساكن في الكعبة. ولكن المشبهة يستدلون لعقيدتهم الفاسدة بعقيدة اخوانهم من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان. فكيف تستدل لعقيدتك التي يدعيها بعقيدة من تكفره؟ إذا لماذا تكفرهم أنت؟ أليس لفساد عقيدتهم؟ فالنصارى يقولون: أبانا الذي في السماء. واليهود يقولون: إن الله خلق السماوات والأرض ثم تعب فاستلقى على قفاه على العرش. والله تعالى رد عليهم جميعا فقال ![]() أما نحن فبحمد الله نقلب الأمر عليك فنقول ماذا تقول فيما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء). فماذا تقول في فعل رسول الله؟ فأين استدلالك برفع الأيدي إلى السماء والنبي صلى الله عليه وسلم فعله وفعل خلافه. أما استدلالك ببعض الآيات لإثبات ما تسميه بصفة العلو لله فنقلب الأمر عليك فنقول وقد ورد في بعض الآيات خلاف ما قلت مثلا: قال الله تعالى: (( وهو معكم أينما كنتم )) وقال تعالى : (( إني معكما أسمع وأرى )). وقال تعالى : (( هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )). وغير ذلك من الآيات فكما أن هذه الآيات لا تعني أن الله في الأرض بذاته فكذلك تلك لا تعني أن الله في السماء بذاته أو أنه مستقر على العرش بذاته . وقد استدللت ببعض الأحاديث دون أن تذكر سند أو راو أو من ذهب من العلماء إلى ما ذهبت إليه وشيعتك ولن تجد. وأما نحن فنقلب الأمر عليك أيضا ونقول روى البخاري ومسلم أن النبي قال : (( أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم )). فهل تحمل هذا على ظاهره وتقول بأن الله بذاته بين العبد وبين الدابة وهذا كفر ومنقض لعقيدتك. هذا الحديث أقوى من الأحاديث التي استدللت بها فقد رواه الشيخان. وهذا مثل قوله تعالى: (( نحن أقرب إليه من حبل الوريد )). فهل تقول بأن الله بذاته أقرب إلى أحدنا من حبل الوريد حاشى لله،فإن أخذت بظاهر الحديث والآية إنتقض مذهبك للتناقض، وإن قلت أؤول هذا الحديث ولا أؤول حديث الجارية ونحوه كان هذا تحكما. على أن ما ذكرت من الآيات والأحاديث الثابتة ـ وليس كل ما ذكرت ثابت ـ بين العلماء رحمهم الله معانيها. فمثلا قال الحافظ العراقي في أماليه ص 77 ـ وهو من هو ـ عند تفسير حديث : (( ارحموا من في الأرض …….)) فقد روى بالإسناد إلى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي أنه قال : (( الراحمون يرحمهم الرحيم، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء )). قال : واستُدِل بهذه الرواية : (( أهل المساء )) على أن المراد بقوله تعالى : (( من في السماء )) الملائكة. اهـ. لأن خير ما يفسر الوارد بالوارد كما نص عليه في ألفيته. أما حديث : (( إن الله كتب كتابا ….. إلى قوله : فهو عنده فوق العرش )) فمعنا ( عنده ) المذكور في الحديث للتشريف كما في قوله تعالى : ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) وقال الحافظ المحدث ولي الدين أبو زرعة العراقي في كتابه طرح التثريب ج 8 ص 84ما نصه : (( وقوله ـ أي النبي ـ فهو عنده فوق العرش )) لا بد من تأويل ظاهر لفظة (( عنده )) لأن معناها حضرة الشئ والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة، فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف أي وضع ذلك الكتاب في محل معظم عنده . اهـ. وأما حديث الجارية مع إضطرابه باختلاف الروايات فقد قال بعض العلماء : إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك عـن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : (( أتشهدين أن لا إله إلا الله )) قالت : نعم، قال : (( أتشهدين أني رسول الله )) قالت : نعم، أخرجها أحمد ومالك. أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء فقال يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فاعتقها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أتشهدين أن لا إله إلا الله )) قالت : نعم، قال : (( أتشهدين أني رسول الله )) قالت : نعم، قال : (( أتؤمنين بالبعث بعد الموت )) قالت : نعم، قال : (( أعتقها )) ورجاله رجال الصحيح. وقد قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج 5 ص 22 : في شرح حديث الجارية ما نصه : (( كان المراد امتحانها هل هي مؤمنة موحدة تقر بأن الخالق المدبر الفعال هو الله وحده، وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين. أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان التي بين أيديهم فلما قالت : في السماء علم أنها موحدة وليست عابدة للأوثان. قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم. اهـ. فانظر إلى هذين الإمامين الذين ينقلان إجماع المسلمين على أن هذه الآيات ليست على ظاهرها بل هي مأولة عند جميع المسلمين . وقال الحافظ أبو بكر بن العربي في العارضة : المراد بالسؤال بأين عنه تعالى المكانة، فإن المكان يستحيل عليه تعالى . اهـ. وقال الإمام أبو الوليد الباجي في المنتقى: يقال : مكان فلان في السماء بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه . اهـ. ثم إن رواية مسلم فيها مخالفة للأصول، فإنه لا يحكم بالإيمان والإسلام لشخص يريد الدخول في الإسلام إلا بالشهادتين كما نص على ذلك علماء الإسلام. فالقول بأن الرسول كما في رواية مسلم حكم بمجرد الإشارة إلى السماء بالإسلام مخالف للأصول، لأن القول الله في السماء يشترك فيه اليهود وغيرهم من الكفار، فكيف يجوز للرسول أن يحكم بمجرد الإشارة لهذه الجارية بالإيمان والإسلام؟ ومن لم يضعف رواية مسلم هذه من المحدثين فمن كان من أهل التنزيه أوّل كلمة (( أين الله )) بما تعظيمك لله، والإشارة إلى السماء معناه رفيع القدر جدا، وعلة الاضطراب فيه تكفي لعدم ثبوته لأن هناك رواية (( أين ربك )) فقالت : في السماء. وفي رواية ( اشارة إلى السماء ). أما استدلاله على إعتقاده الفاسد بالدارمي المجسم فهو يوضح عقيدته الفاسدة فانظر ما يقول الدارمي وهو موافق له يقول : هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله في السماء دون الأرض فليس بمؤمن . فهل هذه العقيدة التي جاء بها النبي ؟ فأين في أحاديث النبي أن لم يعتقد أن الله في السماء فهو كافر؟ أليس هذا هو عين عقيدة النصارى ؟ ألم يقل الله تبارك وتعالى : (( ونفخ في الصور فصعق من السموات ومن في الأرض )) ألم يقل تبارك وتعالى : (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب )) ألم يقل النبي (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله )) وهو حديث متواتر ، فأين العقيدة التي ذكرتها من عقيدة النبي . فعلى مدعاك لا يكون الشخص مسلما ـ وإن تشهد ـ حتى يعتقد بان الله في السماء، وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 13 ص 445 ما نصه: ولو قال من ينسب إلى التجسيم من اليهود لا إله إلا الذي في السماء لم يكن مؤمناً. أ.هـ ومن هو هذا الدارمي الذي استدللت به؟ هذه نبذة مختصرة عن الدارمي المجسم وهو عثمان ابن سعيد الدارمي أبو سعيد المجسم، وهو غير الدارمي الإمام الشهور صاحب السنن، أما أبو سعيد الدارمي المجسم فلم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة مع كونه متقدما. وله كتاب بالرد على بشر المريسي المبتدع - وقد قالوا - مبتدع رد على مبتدع – يقول فيه ص4 : وكيف يهتدي بشر للتوحيد وهو لا يعرف مكان واحده ). ويقول ص20 (( لان الحي القيوم يتحرك إذا شاء وينزل ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط إذا شاء ويقوم ويجلس..). ويقول ص29 (( ولو لم يكن لله يدان بـها خلق آدم ومسه مسيساً كما ادعيت لم يجز أن يقال بيدك الخير). ويقول ص74 : إن كرسيه وسع السماوات والأرض وانه يقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع). وكذبوا على النبي ونسبوا هذا الكفر إليه وحاشاه. ويقول الدارمي أيضاً ص85 ( ولو شاء لاستقر على ظهر بعوضة) ويقول ص100 ( من أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله من أسفله)أهـ فلعلك أخذت من هنا وقلت: بأن كل شئ عالي فهو أعظم من السافل. فانظر إلى قولكما وانظر إلى قول الله عز وجل: (( واسجد واقترب )) وإلى قول النبي: (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )). وأنتما تقولان: من كان في الطائرة أو على رأس الجبل فهو أقرب إلى الله وأعظم عند الله !!! يتبع يتبع يتبع |
وأما استدلاله على الفوقية المزعومة برفع سيدنا عيسى عليه السلام، فهو دليل على عدم فهمه للآيات والاحاديث كما ينبغي كما سيتضح لك، فمعنى قوله تعالى: (( ورافعك إلي)) إي إلى مكان كرامتي، فعيسى عليه السلام في السماء الثانية كما هو معلوم، وقد جاء صريحا في معراج النبي صلى الله عليه وسلم، فهل تقول بأن الله بذاته في السماء الثانية؟
وما أغرب استدلالك هذا على ما تزعم فقد قال الله تبارك وتعالى عن الظل في سورة الفرقان: (( ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا )) فقوله تعالى: (( الينا )) لا يعني أن الظل في الليل يذهب عند الله وان الله في مكان، فليتيقظ ألو الألباب. أما استدلالك الفاسد على معتقدك الفاسد بقصة المعراج ففساده ظاهر لوجوه منها على سبيل المثال: أن الإسراء والمعراج كان لاطلاع الرسول على بعض عجائب المخلوقات ولتشريفه صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تبارك وتعالى: (( لتريه من ءاياتنا )) ولم يقل ليصل إلى مكان فيه ذاتنا، فمن أين لك هذا؟ ولم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام انه وصل إلى مكان فيه ذات الله فادعاؤك هذا فاسد. وقد سمع موسى عليه السلام كلام الله و موسى في الأرض كما أخبر تبارك وتعالى : (( إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني انست نارا لعلي اتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )). فهل تقول بأن الله عز وجل بذاته في الأرض في المكان الذي كان فيه موسى استدلالا بهذه الآيات فينتقض معتقدك أنه في السماء بذاته أم ماذا تقول؟ ومن أغرب ما في أوراقك هذه قولك بأن موسى علم فرعون أن الله في السماء فأين وجدت هذا يا هذا هل أخبرك بهذا فرعون لعنه الله أم هو بوحي تدعيه ؟ من أين علمت هذا؟ وهذا خلاف القرءان الكريم فقد فقال تبارك وتعالى : (( قال فرعون وما رب العلمين )) فلم يقل له موسى عليه السلام هو الذي في السماء كما تدعي، بل قال له : (( قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين )) فموسى عليه السلام يقول: رب السموات والأرض )) وأنت تقول بأنه أخبره أن الله في السماء ! فهل تدعي نزول قرءان ءاخر عليك غير الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فهذا الصريح الذي جاءنا به النبي صلى الله عليه وسلم. وأما ادعاؤك على أبي حنيفة رحمه الله بأنه كفر من أنكر بأن الله في السماء. فانظر عمن نقلت هذا. فإنك نقلته عن أبي مطيع البلخي، ومن هو هذا الرجل الذي تنقل عنه؟ انظر ماذا قال عنه الذهبي في ميزانه: (( قال الإمام أحمد : لا ينبغي أن يروى عنه شئ وعن يحيى بن معين: ليس بشئ . اهـ. وختم الحافظ ابن حجر ترجمته في لسان الميزان بقوله : وقد جزم الذهبي بأنه قد وضع حديثا فينظر من ترجمة عثمان بن عبد الله الأموي. ا هـ. فكيف تستدل على عقيدتك الفاسدة برجل وضاع يكذب على رسول صلى الله عليه وسلم، ويقول عنه إمامان جليلان عالمان بأحول الرجال، الإمام أحمد والإمام يحي بن معين: (( لا يروى عنه وليس بشئ )) ؟ وأما تكفير أبي حنيفة رحمه الله لمن يقول : لا أعرف ربي في السماء هو أم في الأرض )) وكذا من قال إنه على عرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض )) فلأن قائل هاتين العبارتين جعل الله تعالى مختصا بجهة وحيز ومكان . وإليك النقل الصحيح : (( قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كتابه (( حل الرموز )) في بيان مراد أبي حنيفة ما نصه : (( لان هذا القول يوهم أن للحق مكانا، ومن توهم للحق مكانا فهو مشبه )). نقلها عنه علي القاري في شرحه على الفقه الأكبر وأيد كلام ابن عبد السلام بقوله : ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم، فيجب الإعتماد على نقله . ا هـ. وقال عنه النووي في (( تهذيب الأسماء واللغات )) ما نصه: قال الشيخ الإمام المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه . اهـ. ونزيدك يقينا على أن ما ذهبنا إليه هو الصحيح بنقل بعض النصوص من كتب الإمام أبي حنيفة وهي مطبوعة . قال رحمه الله في الوصية ما نصه : ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة حق)) اهـ. وقال في الفقه الأبسط ما نصه قلت : أرأيت لو قيل أين الله تعالى؟ فقال أبو حنيفة يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شئ، وهو خالق كل شئ اهـ. وأما قولك عن الإمام مالك رضي الله عنه بأنه قال الإستواء معلوم –أي وروده في القرآن– والكيف غير معقول – فما معنى غير معقول؟ وقد فسرتها بزعمك الفاسد: لا ندرك كيف استوى ) فأين هذا في كلام مالك؟ فقد قال رحمه الله: والكيف غير معقول. ومعنى غير معقول أي مستحيل، والكيف مستحيل على الله. فتعلم قبل أن تتكلم بما لا تعلم. وقد نفى مالك الكيف عن الله تعالى بقوله أيضا: ولا يقال كيفٌ، وكيف عنه مرفوع .اهـ. كما رواه البيهقي في الأسماء والصفات. وقل المحدث الزبيدي في إتحاف السادة المتقين ج2 ص105 ما نصه: ذكر الإمام قاضي القضاة ناصر الدين بن المنير الإسكندري المالكي في كتابه ( المنتقى في شرف المصطفى) لما تكلم على الجهة وقرر نفيها، قال : ولهذا أشار مالك رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه سلم : (( لا تفضلوني على يونس بن متى )) فقال مالك : إنما خص يونس بالتنبيه على التنزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رفع إلى العرش ويونس عليه السلام هبط إلى قاموس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحق جل جلاله نسبة واحدة، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه السلام أقرب من يونس بن متى وأفضل ولما نهى عن ذلك)). أي عن ذلك التفضيل. وأما الاستواء الوارد في القرآن في نحو قوله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) فقد قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتاب الوصية ما نصه: ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ). وقال سيدنا علي رضي الله عنه: ( إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته ). نقله الإمام أبو منصور البغدادي في الفرق بين الفرق. وقال الإمام المجتهد السلفي ابن جرير الطبري رحمه الله عند تفسير قوله تعالى : (( ثم استوى إلى السماء)) ما نصه: فيقال له: زعمت أن تأويل قوله (( استوى )) أقبلَ، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير،قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال.أ هـ فهذان إمامان سلفيان مجتهدان بينا معنى العلو والاستواء، فهو علو ملك وسلطان، لا علو جهة ومكان، كما ظهر لك، وكن على ذكر من قول الإمام علي رضي الله عنه. وأما الحديث الذي ذكرته وقد رواه مسلم ونصه: (( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها)). فيحمل على الملائكة بدليل الرواية الثانية الصحيحة التي رواها ابن حبان وغيره والتي هي أشهر من هذه الرواية وهي: (( لعنتها الملائكة حتى تصبح )). وأما حديث النـزول الذي استدللت به، والذي فيه (( ينـزل ربنا )) فتأويله بالرواية الصحيحة الأخرى التي صححها عبد الحق بلفظ: إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا ينادي … الخ. أي هو مؤوّل بنـزول الملك. قال النووي في شرح صحيح مسلم: والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها, فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره, معناه تـنـزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره, والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف. انتهى وقد روى البيهقي في مناقب أحمد عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه تأول قول الله تعالى: (وجاء ربك ) بمجيء ثوابه. انتهى ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه ونقل ذلك ابن كثير في البداية والنهاية. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما نصه: استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور, لان القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك, وقد اختلف الناس في معنى النـزول على أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم. انتهى أنظر من الذي حمل الحديث على ظاهره, هم المشبهة الذين يصورون صنما في السماء يسمونه الله والعياذ بالله من الكفر, أما اهل السنة والجماعة فعقيدتهم نظيفة والحمد لله على نعمة التـنـزيه0 ثم أكمل الحافظ قائلا: وقد حكى ابن فورك عن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي يـُنـزِل ملكاً ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ: ( إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر مناديا يقول: هل من داع فيـُـستجاب له ) وفي حديث عثمان بن أبي العاص: ينادي مناد هل من داع يُـستجاب له … الحديث. انتهى والجمع بين الأحاديث ما أمكن الجمع واجب لا يجوز العدول عنه كي لا تضرب الأحاديث ببعضها البعض بالتشهي, ثم إن الله تبارك وتعالى يقول ( وأنـزلنا الحديد فيه بأس شديد) فهل رأيت حديدا نازلا من السماء؟ إنما لها معنى ءاخر ذكره الإمام ابن الجوزي رضي الله عنه على خلاف ما تذهب إليه أنت وشيعتك. وأما تكفيرك لنبي الله إبراهيم عليه السلام فوباله ينقلب عليك. ألا تعلم من هو إبراهيم؟ أما علمت أنه ثاني أفضل الأنبياء بعد سيدنا محمد عليه السلام؟ فهل يكون جاهلا بالله من يكون ثاني أفضل الأنبياء؟ وكأنك تتكلم في أوراقك هذه عن ملحد كافر لا يعرف أن له رباً فذهب يبحث عن إلهٍ له !!! ما هذا الكفر العجيب الذي تفوهت به ؟ تب إلى الله تعالى وتراجع عما قلت من التشبيه ونحوه ومن تكفير نبي الله إبراهيم عليه السلام. واعلم أن هذه العبارة كفرية لاتفاق العلماء على أن أنبياء الله يستحيل عليهم الكفر قبل النبوة وبعدها. وأما معنى قول سيدنا إبراهيم عن الكوكب والقمر والشمس (هذا ربي) أي هذا ربي كما تزعمون؟ وهذا يقول عنه العلماء استفهام إنكاري أي أهذا ربي كما تزعمون؟ وليس المعنى أن إبراهيم عليه السلام طلب معرفة ربه وخالقه ثم ذهب يطلبه مرة أخرى وأخرى كما زعمت. فقد قلت لك سابقا تعلم ثم تكلم. وزعمت أن هذا دليل لك على أن الله في السماء فأين هذا الدليل المزعوم فماذا تقول إذا في قول إبراهيم عليه السلام (إني ذاهب إلى ربي سيهدين) وذهب إلى بلاد الشام؟ فهل تحمل هذا على ظاهره أم تضطر إلى التأويل فتنقض ما بنيته؟ يتبع يتبع يتبع |
بوركت يا(العيدروسي)
![]() ![]() ![]() الله يوفقك لما يحب ويرضى. |
يا سلام ربي يبارك في يا العيدروسي
|
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.