أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   وجوب لزوم السنه والحذر من البدعة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=7315)

احسان 05-01-2001 12:26 PM

وجوب لزوم السنه والحذر من البدعة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وها انا اعود من جديد
وارجوا يا مراقب انك تراعي الله فيما انت مسؤال عنه
ولاتقوم بالحذف والاغلاق وتهامنا بشتم او السب
فتقي الله اولا واخيراً

اما بعد فالحمد لله الذي أكمل لنا الدين
واتم علينا النعمة ورضي لنا الاسلام ديناً والصلاة والسلام علي عبده ورسوله الداعي الي طاعة ربه
المحذر عن الغلو والبدع والمعاصي

صلي الله عليه وعلي اله وصحبه ومن سار علي نهجه واتبع هداه الي يوم الدين اما بعد

لقد امرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بتباع سنته ونهانا عن الابتداع
وذلك لكمال الدين الاسلامي والاغتناء بما شرعه الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم

وتلقاه اهل السنة والجماعه بالقبول من الصحابة والتابعين لهم باحسان

وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال : من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رد )
متفق علي صحته

وفي رواية اخري لمسلم : من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)

وقال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الامور ، فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)

وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: اما بعد فان خير الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم ، وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)

ففي هذه الاحاديث تحذير من احداث البدع ،وتنبيه بانها ضلال ، تنبيها للامة علي عظيم خطرها

وتنفيرا لهم عن اقترافها والعمل بها .
والاحاديث في هذا المعني كثيرة

وقال تعالي (وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)

وقال تعالي ( فليحذر الذين يخالفون امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم)

وقال عز وجل (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثير)


وقال تعالي (والسبقون الاولون من المهجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسن رضي الله عنهم واعد لهم جنت تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذللك الفوز العظيم )

وقال تعالي (اليوم اكملت لكم دينكم واتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)

وهذه الاية تدل دلالة صريحة علي ان الله سبحانه وتعالي قد اكمل لهذه الامة دينها واتم عليها نعمته

ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام الا بعد ما بلغ البلاغ المبين


وبين للامة كل ماشرعه الله لها من اقوال واعمال

واوضح ان كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه الي الدين الاسلامي
من اقوال واعمال
فكله بدعة مردودة علي من احدثها

ولو حسن قصده

وقد ثبت عن اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وعن السلف الصالح
بعدهم
التحذير من البدع والترهيب منها

وما ذاك الا لانها زيادة في الدين وشرع لم ياذن به الله

وتشبه باعداء الله من اليهود والنصاري في زيادتهم في دينهم

وابتداعهم فيه مالم ياذن به الله

ولان لازمها التنقص للدين الاسلامي واتهامه بعدم الكمال

ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم والمنكر الشنيع والمصادمة لقول الله عز وجل

(اليوم اكملت لكم دينكم )

والمخالفة الصريحة لاحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام

المحذرة من البدع والمنفرة منها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته






المؤيد الأشعري 05-01-2001 12:59 PM

جزاك الله خيرا على هذه العظة الممتازة ولكن يراد لها التوضيح بعض الشيء .

فأقول بعد الاستعانة بالله عز وجل .

فإن لفظ ( كل بدعة ضلالة ) فهو مستثنى عن البدعة الحسنة وهو من سن في الإسلام سنه حسنة، والسنة هنا بدعة متبعة .

وكيف وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) فهل الخلفاء الراشدين مشرعين في الدين كمثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟

كلا ولكنهم سيبتدعون أمورا ماكان علها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكنها من البدع الحسنة أو السنة الحسنة على سبيل المثال جمع القرآن الكريم هذا تم في عهد سيدنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

جعل لصلاة الجمعة أذانين، وجمع جميع قراء المسلمين على قراءة واحدة مع أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف .

جمع المصلين خلف إمام واحد ومقرء واحد في صلاة التراويح .

كلها من البدع الحسنة وليس كل ذلك يندرج تحت كل بدعة ضلالة، لأنه عامٌ مخصوص، والمخصوص هو إحداث أمر ماليس من الدين كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) .

فمن الدين جمع القرآن ومن الدين الذكر والمجالس الصالحين في الذكر لله تعالى ومدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الموالد وغيره، ولم يحدث على هذا الدين من شرائع اليهود ولا النصارى .

وخير ما نفهم تلك الأحاديث النبوية الشريفة قول شراح الحديث كالإمام النووي والحافظ ابن حجر وغيرهم فقد قسموا البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة والمقصود بـ ( كل بدعة ضلالة) أي البدعة من نوع البدع السيئة .

بارك الله فيك

احسان 06-01-2001 07:11 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين رب العالمين

وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


آخي مجرد سؤال وبعدها لك ما شئت


الم يقل الله سبحانه وتعالي في محكم التنزيل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)

اوالم يقل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم

تركتم علي المحجته البياض ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك

أو كما قال عليه الصلاة والسلام

أو لم يكمل لنا الله سبحانه وتعالي دينه أم تركه والعياذ بالله ناقصاً

آو لم يشهد الغرب الكافر بان النبي عليه الصلاة والسلام قد علم المسلمين كل شيء حتى آداب دخول الحمام أعزكم الله

وحتى قضاء الحاجته في الخلاء

ولم يترك لاشارده ولا وارده إلا وقد بينها

أليست ألسنه النبوية كافيه للآخذ منها أم هي والعياذ بالله ناقصة

آخي بالله الدين الإسلامي ولله الحمد كامل من كل شيء ولا ينقصه أي شيء
حتى يبتدع به

فلا يوجد شيء اسمه بدعه حسنه وأخرى سيئه البدعة بدعه
وكل بدعه ضلاله


طالب 06-01-2001 07:22 PM

سوأل لم يجني عليه أحد بعد : هل تأشيرات السفر للحج بدعة ؟ ( VISA )

الرذاذ 06-01-2001 07:31 PM

أخي إحسان لقد كلت كلاما لا غبار عليه بل هو سليم فليس في الدين بدعة حسنة بل البدعة ضد السنةومخالفه لها

ولكن أخينا المؤيد أتى بالغبار والأتربة ووضعها على الكلام لكي يقدم العقل على النقل مع أن العقل السليم لا يخالف النص الصريح الصحيح ولكنه يخشى من هذه المقدمة هداه الله أن تأتي إلى البدع التي شعت في صفات الله سبحانه وتعالى

ويا أخي المؤيد هداك الباري الذي استوى على عرشه والذي هو عال على خلقة ولا تخفى عليه خفية أن تقرأ آيات الله وأنت خال من التشبيه
وجزاك الله خيرا وهداك إلى الصواب وأنار الله بصيرتك وفهمك أن الرسول بين كل شيء أنزل عليه فلا نحتاج أن نلجأ إلى المجاز هروبا من الحقيقة التي تهوم عند البعض بالتشبيه

بهاء الدين 06-01-2001 07:55 PM

قد تكلمنا في هذا الموضوع من قبل و أقيمت الحجة على من يزعمون عدم وجود بدعة حسنة و ها هم يعودون و كأنهم نسوا
الله أعلم من الذي ينفض الغبار و الأتربة!!!!!!

طالب 06-01-2001 08:16 PM

لا أحد يجيب على سؤالي ! طبعا لأنه يفضح !!!!

المؤيد الأشعري 06-01-2001 09:25 PM

بسم الله وبه نستعين

بالنسبة للرد الرذاذ علينا فقول بعد الاستعانة بالله عز وجل .

من كلامك يا رذاذ وهي: [ ولكن أخينا المؤيد أتى بالغبار والأتربة ووضعها على الكلام لكي يقدم العقل على النقل مع أن العقل السليم لا يخالف النص الصريح الصحيح ولكنه يخشى من هذه المقدمة هداه الله أن تأتي إلى البدع التي شعت في صفات الله سبحانه وتعالى ]

فالرد:
أظن أنني تكلمت في موضوع تقديم العقل على النقل إذا تعارضا ولقد أسرد فيه وشرحت ما نعني بالنقل هذا وهو الآحاد من النقول لأنه يفيد الظن وليس العلم ولأنه ظني الدلالة، وليس كل نقل من القرآن والسنة يرد بمجرد تعارضه مع العقل!! ..
فتنبه لهذا!!

ثم أي مقدمة أخشاها يا رجل؟؟؟

أما قولك : [ ويا أخي المؤيد هداك الباري الذي استوى على عرشه ]

فأقول آمنت به، وأزيد على ذلك كما قال الإمام عز الدين بن عبدالسلام كما نقل ذلك من الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي حيث قال:
" استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده استواء منزه عن المماسة والإستقرار، والتمكن والحلول والإتنقال، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال بل لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته مقهورون في قبضته" اهـ

اما دعائك لنا بالهداية عسى الله أن يهدينا وإياك، واسأله الثبات على ذلك إلى يوم التناد .

هذا جوابك يا رذاذ
=============================

الأخ إحسان .
بالنسبة للآية الكريمة وهي : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}

الحمد لله على إكمال الدين وشرائعه عرفنا الحلال والحرام والفرائض والسنن، فلم نحرم ما أحل الله ورسوله ولم نحل ما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم نأتي بأمر يضاد ويخالف الشرع أبدا . ولله الحمد والمنه .

أما السنن السيئة أو البدعة السيئة والتي هى بدعة ضلالة فهو كل ما خالف الشرع فكما قال الإمام عز الدين بن عبدالسلام:
" ما كان مخالفا للشرع أو ملتزما لمخالفة الشرع " اهـ .

ويقول عن البدعة الحسنة: " ما كان حسنا وهو كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها " اهـ

ومثال على ذلك صلاة التراويح وبنار الروابط العلمية والمدارس فكلها موافقة لقواعد الشريعة السمحة، ومنها اصطناع المعروف والمعاونة على البر والتقوى وتعليم الدين وتيسير تعلمه للناس حتى خرج منها علم الحديث من صحيح وضعيف وحسن ومصطلحاته والفقه وأصول الفقه وكل ذلك من المبتدعات الحسنة توافق الشريعة .

وكذلك إقامة الموالد في مدح النبي والصلاة عليه فهل كل هؤلاء تشريعات زائدة في الدين وقد أكمل الله شرائعة؟؟

هل هي مما حرم الله فاحللناه أم مما أحل الله فحرمناه؟؟

الشريعة الإسلامية كاملة لم يُزاد أو أنقص فيها شيء أبدا، فكل ما ذكرته لك أعلاه من البدع الحسنة يثاب عليها فاعلها ولا تتنافى مع الشريعة ... فعلى أي شيء تنكر؟؟

تقول لا يوجد بدعة حسنة ولا بدعة سيئة

أقول لك إي وربي يوجد وقد قسم العلماء البدع إلى حسنة وسيئة منهم

- الإمام السيد/ محمد بن السيد علوي المالكي الحسني.
- الإمام محيي الين النووي .
- الإمام أحمد بن محمد الخطابي .
- الإمام الحافظ ابن عبدالبر النمري الأندلسي .
- الإمام أبو الفرج بن الجوزي .
- الإمام ابن رجب الحنبلي .
- الإمام الفقية ابن حزم الأندلسي .
- الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي .
- الشيخ ابن الأثير في كتابه " جامع الأصول" .
- الإمام أمير المؤمنين ابن حجر العسقلاني .
وغيرهم وغير هم كثير .

يقول سيدي العلامة المحدث السيد/ عبدالله بن الصديق الغماري -قدس سره وأعلى درجته- : " البدعة الحسنة ما كانت على غير مثال سابق ولها أصل ."

لاحظ آخر كلامه وهو " ولها اصل" أي أصل في الدين الذي أكمله الله تعالى والذي تركنا رسول الله على المحجة البيضاء .

وقال رحمه الله في موضع آخر: " البدعة الحسنة هي التي توافق أصول الشرع وإن كانت محدثة" اهـ .

أظن ذلك يكفي والإخوة تكلموا في هذا الموضوع خير مني بكثيرفجزاهم الله خيرا .
والله الموفق .

احسان 07-01-2001 08:16 AM

يا اخوان بالله عليكم
هل انتم اعلم من البني صلي الله عليه وسلم
والعياذ بالله
حتي تكملوا عنه الرساله او حتي تزيدون فيها

اعلموا هداكم الله ان الدين الاسلامي كاملا مكملا
ليس فيه نقص حتي تكملوه انتم
او تاتون ببدعه حسنه او سيئه


يا اخوان اتقوا الله وعلموا انكم سوف تعرضون عليه فردا فردا
يوم لاينفع لا مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم

ماذا سوف تقولون له يوم العرض العظيم

هل سوف تقولون لقد عطلنا بعض من سنة نبيك واقما بدلنا منها بدعه حسنه

ام سوف تقولون لقد كملنا ما قد راينا من نقص في دينك والعياذ بالله

لاحوله ولا قوة الا بالله
اللهم هل بلغت اللهم فشهد
وسبحان رب العزة عما يصفون



الفاروق 07-01-2001 08:24 AM

قال الإمام الشافعي: البدعة بدعتان بدعة هدى وبدعة ضلالة. قال ابن تيمية: رواه البيهقي في كتاب المدخل بإسناد صحيح.

هل الإمام الشافعي يكمل دين الرسول كما تدعي أم أنت أعلم من الإمام الشافعي سلطان فقهاء الحديث بلا منازع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل المذاهب الأربعة بدعة ضلالة؟

أجب عن هاتين النقطتين فقط ولا تتهرب.

احسان 07-01-2001 12:30 PM

؟

الرذاذ 07-01-2001 12:57 PM

أيها المؤيد أتقول بتقديم العقل على كلام رب العالمين وهل كلام رب العالمين يخالف العقل؟!!! أعوذ بالله

وقل لي بربك عقل من الذي يقدم على كلام رب العامين هل هو عقلك أم عقلي أم عقل فلان ؟!
العقول ليست مقياسا لأنها تختلف وليست ثابتة أتريد أن نحتكم إلى عقل يختلف من شخص إلى شخص؟
الله أكبر نقدم عقول بعضنا على كلام ربنا أعوذ بالله

المؤيد الأشعري 07-01-2001 07:29 PM

يا رذاذ .

أراك تتكلم بكلام ولم تدرك ما أقول ...

هات من أقوالي هذه ما يدل على أن نقدم العقل في وجود نص من كتاب الله تعالى؟؟

وإن لم تجد فلا تجلس تثرثر بكلام لم نقله وما قصدناه في كلامنا، اللهم إلا إذا كنت تفهم الأمور بفهم خاطيء فهذا أمر آخر!!

المهدي 07-01-2001 08:21 PM

جمع القران
تنقيط المصحف
بناء المحاريب

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست بدعا

أجب على سؤال الفاروق فإنه شوكة في حلقك: ماذا تقول عن المذاهب الأربعة أهي بدع ضلالة؟


أشعري 08-01-2001 12:03 AM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

السلام على من اتبع الهدى،

إلى الرذاذ وإحسان،

منذ مدة ظهر في الخيمة من يقول بمقالكما ولكنه آثر الانسحاب بعد أن ووجه بسيل من الأدلة الدامغة لكلامه، وها أنتما تعودان لنشر ما انتهينا من بيانه، لذلك اقتضى منا أن نعيد بيان معنى "البدعة" وأنها منقسمة إلى بدعة هدى وبدعة ضلالة، موفقين بذلك بين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وموافقين لكلام العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.

وقبل أن نشرع في هذا البيان نود الإشارة إلى أن القائل بوجود البدعة الحسنة ليس كما ادعى "إحسان" حين قال:
"هل انتم اعلم من البني صلي الله عليه وسلم
والعياذ بالله
حتي تكملوا عنه الرساله او حتي تزيدون فيها
اعلموا هداكم الله ان الدين الاسلامي كاملا مكملا
ليس فيه نقص حتي تكملوه انتم
او تاتون ببدعه حسنه او سيئه"، انتهى كلام إحسان.

وذلك لسبب بسيط أننا ننزه مقام الشافعي وابن حجر العسقلاني والعز بن عبد السلام والسيوطي والقرافي وابن عابدين والنووي وغيرهم من أعلام علماء هذه الأمة أن يكونوا كما يتهمهم "إحسان"، فهؤلاء قالوا بوجود بدعة حسنة، وأرجو ألا يأتي إلينا "إحسان" أو غيره ليقول لنا "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله" لأن هذه كلمة حق يريدون بها هنا باطلا، لأنها توهم أن هؤلاء العلماء يخالفون النبي صلى الله عليه وسلم في أصل من أصول الدين وهم منهم الحافظ والمحدث والمجتهد والمجدد.

(((المحدثات من الأمور على ضربين)))
البدعة لغةً: ما أُحدث على غير مثال سابق، وفي الشرع: المُحدَث الذي لم ينصَّ عليه القرءان ولا جاء في السنة، كما ذكر ذلك اللغوي المشهور الفيومي في كتابه "المصباح المنير" مادة "ب د ع"، وذكر ذلك أيضا الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في "تاج العروس" مادة "ب د ع"، وهي تنقسم على قسمين: بدعة ضلالة: وهي المحدثة المخالفة للقرءان والسنة، وبدعة هدى: وهي المحدثة الموافقة للكتاب والسنة.

وكلامنا هذا موافق لكلام الأئمة المعتبرين من المذاهب الأربعة لا سيما إمامنا عالم قريش الشافعي الذي ملأ طباق الأرض علما، فقد روى الحافظ البيهقي في كتابه "مناقب الشافعي" (ج1/469) عن الإمام الشافعي أنه قال: "المحدثات من الأمور على ضربين: أحدهما ما أُحدث مما يخالف كتاباً أو سنةً أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أُحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة"، انتهى.

والبدعة منقسمة إلى الأحكام الخمسة وهي الواجب والمندوب والمباح والمكروه والحرام كما نص عليه العلماء من المذاهب الأربعة، ولنذكر الآن من نص على هذا التقسيم من علماء المذاهب الأربعة:
المذهب الحنفي:
1- الشيخ ابن عابدين الحنفي حيث قال في حاشيته (1/376): "فقد (((تكون البدعة واجبة))) كنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة، وتعلّم النحو المفهم للكتاب والسنة، ومندوبة كإحداث نحو رباط ومدرسة، وكل إحسان لم يكن في الصدر الأول، ومكروهة كزخرفة المساجد، ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب"، انتهى.
2- الإمام بدر الدين العيني حيث قال في شرحه لصحيح البخاري (ج11/126) عند شرحه لقول عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: "نعمت البدعة" وذلك عندما جمع الناس في التراويح خلف قارىءٍ وكانوا قبل ذلك يصلون أوزاعاً متفرقين: "والبدعة في الأصل إحداث أمر لم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم (((ثم البدعة على نوعين))) إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي بدعة حسنة وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي بدعة مستقبحة"، انتهى.

المذهب المالكي:
1- الإمام محمد الزرقاني المالكي حيث قال في شرحه للموطأ (ج1/238) عند شرحه لقول عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: "نعمت البدعة هذه": ".. فسماها بدعة لأنه صلى اللّه عليه وسلم لم يسنّ الاجتماع لها ولا كانت في زمان الصديق، وهي لغة ما أُحدث على غير مثال سبق وتطلق شرعاً على مقابل السنة وهي ما لم يكن في عهده صلى اللّه عليه وسلم، (((ثم تنقسم إلى الأحكام الخمسة)))"، انتهى، والأحكام الخمسة هي الواجب والمندوب والمباح والمكروه والحرام كما ذكرناه سابقاً.
2- الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي المالكي وقد نقل إجماع المالكية على تقسيم البدعة هذا التقسيم فقال في كتاب المعيار المعرب (ج1/357-358) ما نصه: "وأصحابنا وإن اتفقوا على إنكار البدع في الجملة فالتحقيق الحق عندهم أنها (((خمسة أقسام)))"، ثم ذكر الأقسام الخمسة وأمثلة على كل قسم ثم قال: "فالحق في البدعة إذا عُرضت أن تعرض على قواعد الشرع فأي القواعد اقتضتها ألحقت بها".

المذهب الشافعي:
1- سلطان العلماء العز بن عبد السلام حيث قال في كتابه "قواعد الأحكام" (ج2/172-174) : "البدعة منقسمة إلى: واجبة ومحرّمة ومندوبة ومكروهة ومباحة"، ثم قال: "والطريق في ذلك أن تُعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فهي محرمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة"، انتهى.
2- الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث حيث قال في الفتح (ج4/298) عند شرحه لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نعمت البدعة تلك": "والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة"، انتهى.

المذهب الحنبلي:
الشيخ شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي حيث قال في كتابه "المطلع على أبواب المقنع" (ص334) من كتاب الطلاق: "والبدعة مما عُمل على غير مثال سابق، والبدعة بدعتان: بدعة هدى وبدعة ضلالة، والبدعة منقسمة بانقسام أحكام التكليف الخمسة".

بعد هذه النقول من المذاهب الأربعة فلا يسوغ لقائل أن ينفي وجود بدعة حسنة، ولسائل أن يسأل: من أين أتى هؤلاء العلماء وعلى رأسهم الإمام الشافعي بهذا التقسيم للبدعة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه أبو داود: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

والجواب على ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت: "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، ورواه مسلم بلفظ: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، فأَفْهَمَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقوله: ((ما ليس منه)) أن المحدَث إنما يكون رداً أي مردوداً إذا كان على خلاف الشريعة وأن المُحدث الموافق للشريعة ليس مردوداً.

ونجيب على هذا السؤال أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم من حديث جرير بن عبد اللّه البَجَلي رضي اللّه عنه أنه قال: "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: مَن سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء".

فحتى لا يقع التضارب بين أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة الماضية قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم (ج6/54): "قوله صلى اللّه عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة"، هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع"، انتهى كلام النووي، ثم قسّم البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة، وقال: "فإذا عُرف ما ذكرته عُلِم أن الحديث من العام المخصوص وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في التراويح: "نعمت البدعة"، ولا يمنع من كون الحديث عاماً مخصوصاً قوله: كل بدعة، مؤكداً بـ"كل"، بل يدخله التخصيص مع ذلك كقوله تعالى: "تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ" ، انتهى كلام النووي. ومعنى الآية: تدمر الريحُ كلَّ شىء مَرّت عليه من رجال عادٍ وأموالها، وهي مرت على الجبال والوديان ولم تدمرها.

والحاصل أن حديث أبي داود لفظه عام وهو "وكل بدعة ضلالة" ومعناه مخصَّص بحديث البخاري ومسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وحديث مسلم: "من سنّ في الإسلام سنة حسنة..."، وبهذا يكون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قد فُسّر بالحديث، فخير ما يُفسّر به الوارد بالوارد كما نص عليه الحافظ العراقي في ألفيته في علم الحديث فقال:
وخير ما فسّرته بالوارد................كالدُّخ بالدخان لابن صائد

ولإتمام الفائدة نذكر أمثلة من البدع الحسنة:
- جمعُ الناس خلف قارىء واحد في صلاة التراويح كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما رواه عنه البخاري في صحيحه ومالك في الموطأ، وقد قال عمر بعد أن رأى اجتماعهم: "نعمت البدعة تلك".

- ومنها الأذان الثاني الذي زاده عثمان بن عفان رضي الله عنه في فترة خلافته، ففي "صحيح البخاري" ما نصه: "عن السائب بن زيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوّله إذا جلس الإمام على المنبر، على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما، فلما كان عثمان رضي اللّه عنه وكثر الناس زادَ النداء الثالث على الزوراء".

- ومنها أيضاً تنقيط المصاحف ففي كتاب "المصاحف" (ص158) للحافظ أبي داود السجستاني وبسنده عن هارون بن موسى أنه قال: "أوّل من نقط المصاحف يحيى بن يعمر"، وكان قبل ذلك يُكتب بلا نقط، فلما فعل هذا لم يُنكر عليه ذلك، مع أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم ما أمر بنقط المصحف، فمن قال كل شىء لم يُفعل في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بدعة ضلالة فليبدأ بكشط النقط من المصاحف.

- ومنها أيضاً المآذن والمحاريب المجوفة.

- ومنها أيضاً الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذنين جهراً عقب الأذان.

ونختم مقالنا هذا بنقل كلام السيوطي الذي يثبت فيه الإجماع على جواز فعل البدعة الحسنة، حيث قال في كتاب الأمر بالإتباع والنهي عن الإبتداع ص 12:
"والحوادث - أي البدع - تنقسم إلى بدعة مستحسنة وإلى بدعة مستقبحة, فالبدعة المستحسنة (((متفق))) على جواز فعلها والاستحباب لها رجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشىء ولا يلزم من فعله محظور شرعي". إنتهى.

والله من وراء القصد.

الخالدى 08-01-2001 11:22 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ولو كان مفهوم -البدعة- على ما اتفق عليه أخوينا (أحسان ورذاذ)
لسدت أبواب الاجتهاد على علماء المسلمين ،وهذا مالا يوافقه الشرع
..والله اعلم.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.