أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   السيف أصدقُ إنباءً من الكتب (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=7758)

سلاف 16-01-2001 10:00 PM

السيف أصدقُ إنباءً من الكتب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه استجابة لدعوة أخي عمر أفتتح بها الحوار حول قصيدة أبي تمام المشهورة ومطلعها
السيف أصدقُ إنباءً من الكتب – في حدّه الحدُّ بين الجِدِّ واللعبِ
الشاعر : أبو تمام حبيب ابن أوس الطائي ولد عام 190هـ في قرية جاسم بحوران وتوفي عام 228 هـ في الموصل
قصيدته تلك قالها في مدح أمير المؤمنين المعتصم بالله أبي إسحق محمد بن هرون الرشيد ويذكر فيها فتح عمورية، وهي الوقعة التي تكثر الإشارة إليها والتي لبى فيها المعتصم نداء مسلمة استغاثت به، ولعل أشهر هذه الإشارات قول عمر أبي ريشة:
أمتي كم صنمٍ مجّدته – لم يكن يـحمل طهر الصنمِ
رب وامعتصماه انطلقت – ملءَ أفواه الصبايا اليُـتّمِ
لا مست أسماعهم لكنها – لم تلامس نـخوة المعتصمِ
ولعل أبا تمام تفرد بين الثلاثة الكبار المتنبي والبحتري وهو في تخطي المدح الشخصي الذي استغرق معظم أشعارهم في ملامسة هموم الأمة بهذه القصيدة.
وأقترح أن يتناول كلٌّ منا خمسة أبيات في المرة الواحدة ويـبين ما فيها من معان وبلاغة ونكات لغوية وتجري مناقشتها، ومستعينا بالله أبدأ بالأبيات الخمسة الأولى:
1- السيفُ أصدقُ إنباءً من الكتُبِ – في حدهِ الحدُّ بين الجدّ واللعبِ
إنباء هنا مصدر والبعض يقرؤها بفتح الهمزة على أنها جمع نبأ والأول أولى
يلاحظ في هذا البيت المقابلة بين (السيف) و (والكتب) في الصدر وبين (الجد) و( اللعب) في العجز وتتكرر هذه الصفة في معظم أبيات القصيدة، وقد نسيت المصطلحات البلاغية وليست لدي مراجعها فمن وجد مصطلحا ذا دلالة أفضل مما أستعمل فليتفضل به مشكورا.
2- بيض الصفائح لا سود الصحائف في – متونهنّ جلاء الشك والرِّيَبِ
هنا المقابلة بين (بيض وسود) و (وصفائح وصحائف) ويلاحظ الجناس بينهما كذلك، كما يلاحظ الترادف بين الشك والرّيب في العجز.
المعنى أن السيوف تقرر الأمور لا الكتب
3- والعلمُ في شُهب الأرماح لامعةً – بين الخميسين لا في السبعة الشّهُبِ
والمعنى أن الأمور تقررها الرماح لا الكواكب، والمقابلة بين شهب الأرماح (أي الرماح اللامعة) والسبعة الشهب (أي الكواكب السبعة اللامعة)، وأصل الشّهب بياض يصدعه سواد، والشّهب الدراري، والشِّهاب بكسر الشين شعلة من نار ساطعة ، وبفتحها اللبن الذي ثلثاه ماء.
ثم يتطرق في الأبيات التالية إلى عزم المعتصم في مضيه وعدم استماعه لنصيحة المنجمين
4- أين الرواية بل أين النجومُ وما – صاغوهُ من زخرفٍ فيها ومن كذبِ
5- تخرُّصاً وأحاديثاً ملفّقةً – ليست بنبعٍ إذا عُدّت ولا غَرَبِ
تخرصاً = كذِباً ، غَرَب = يقصد بذلك الماء القليل، ومن معانيها الماء يقطر من الدلو بين الحوض والبئر وهي هنا في مقابلة (نبع)، ولعل تخرصاً هنا تمييز متعلقة بالفعل صاغوه.ويلاحظ الترادف بين (تخرصا ) و(أحاديثا ملفقةً).

والكل مدعو لأن يدلي بدلوه في التعليق،وأرشح اخي عمر مطر للأبيات الخمسة التالية، وهو بدوره يرشح آخر لما يليها وهكذا، ولكن النقاش والإسهام مفتوح للجميع سواء حول القصيدة أو معارضتها أو تشطير بعضها.
ومما خطر لي في ما يشبه تشطير المطلع
السيف أصدقُ إنباءً من الكتبِ
.............. هلّا سمعتم بهذا قادةَ العربِ
حدودكم مزّقتنا- ويلكم- إرَباً
.............مانالنا غير هذا الذلّ والعطبِ
لا بُدّ من حدّه شرطاً لوحدتنا
.............في حدِّه الحدُّ بين الجِدّ واللعبِ

عمر مطر 18-01-2001 04:36 AM

فتح عمورية

مناسبة القصيدة:
قال أبو تمام هذه القصيدة في مدح المعتصم بعد فتح عمورية سنة 223هـ (837م)، وهي مدينة من أعظم بلاد الروم في آسيا الصغرى، يقال أن تيوفيل بن ميخائيل ملك الروم آنذاك خرج إلى بلاد المسلمين، فبلغ (زبرطة) وهي مدينة بين ملطية وسميساط، وفيها ولد المعتصم، فاستباحها قتلا وسبيا، ثم أغار على ملطية.

وبلغ المعتصم أن هاشمية صاحت وهي في أيدي الروم : ( وامعتصماه !) ، فأجاب وهو على سريره: (لبيك ... لبيك )، ونهض ونادى بالنفير وسار إلى عمورية، وحاصرها، فخرج إليه خائن من أهلها، ودله على ضعف في السور، فرمى المعتصم السور بالمنجنيق فتصدع، فدخلها المسلمون .

وكان أبو تمام في صحبة المعتصم وشهد الوقعة، وكان المنجمون قد زعموا أن الزمان لا يوافق الفتح، وزعم الروم أيضا أنهم يجدون في كتبهم أن المدينة لا تفتح إلا في الصيف، ففتحها المعتصم قبل قدوم الصيف، وكان قائد الروم قد حاول أن يدفع مالا للمسلمين لقاء رجوعهم عن المدينة، ولكن المعتصم أبى، وقال المنجمون للمعتصم بأنهم يجدون في كتبهم أنها لا تفتح إلا في وقت نضج التين والعنب .

وهذه القصيدة هي أجود قصائد أبي تمام.

أخي السلاف:
أنا أقترح النموذج التالي من النقد:

الشرح:

1- السيف أصدق أنباء من الكتب . . . في حده الحد بين الجد واللعب

اللغة:
الحد الأولى: حد السيف، والحد الثانية: الفاصل .
أنباء : أخبارا.

المعنى:
يقول أن أخبار السيف أصدق من أخبار الكتب، وأن حده القاطع هو الذي يقرر نتائج الحروب.

البلاغة:
في البيت جناس بين كلمة الحد الأولى بمعنى السيف، والثانية بمعنى الفاصل، وفيه طباق بين كلمتي جد ولعب، وفيه تصريع، لأن الشطر الأول له نفس قافية القصيدة، وفي البيت تهكم على المنجمين، يظهر فيه تشفيه بعد ظهور كذبهم، وفيه أيضا تشخيص بنسبة الصدق والفعل والإنباء للسيف والكتب، كما يوجد فيه إيجاز في التعبير عن المقصود.


2. بيض الصفائح لا سود الصحائف في .... متونهنّ جلاء الشك والريب

اللغة:
الصحائف: أي الكتب، المتون: الظهور، الجلاء: الإيضاح، الريب: جمع ريبة وفي الشك.

المعنى:
إن السيوف وليست الكتب هي التي تزيل الشك والريبة في معرفة نتائج الحروب.

البلاغة:
في هذا البيت طباق بين بيض وسود، وجناس ناقص بين صفائح وصحائف، وطباق بين كلمتي جلاء وشك، والبيت في معناه توكيد للبيت الأول إلا أن فيه صورا جديدة، لتأكيد الضدين، وكلمة متن استعارة فيها تشخيص السيف بحيوان له متن .

3. والعلم في شهب الأرماح لا معة .... بين الخميسين لا في السبعةالشهب

اللغة:
الشهب الأولى : جمع أشهب وهو ماكان لونه الشهبة وهو بياض يخالطه سواد، والشهب الثانية: جمع شهاب وهو الكوكب، وهنا يقصد بالسبعة الشهب الكواكب السيارة، والخميسان: مثنى خميس وهو الجيش، وسمي كذلك لأنه خمس فرق ، المقدمة، والساقة ، والميمنة، والميسرة، والقلب.

المعنى:
إنما يقرر نتائج المعارك الرماح الشهباء بين الجيشين المتحاربين لا النجوم الشهب السبعة، التي كان يزعمها المنجمون.

البلاغة:
في البيت جناس بين الشهب الأولى والشهب الثانية، وقد يكون في اختيار اسم الخميس للجيش رغبة في المناسبة مع العدد سبعة.

4. أين الرواية بل أين النجوم وما .... صاغوه من زخرف فيها ومن كذب

اللغة:
الزخرف: القول الكاذب المنمق.
الرواية: هي ما روي في كتب الروم من أن المدينة لن تفتح.

المعنى:
يخبرنا أبو تمام في أبيات القصيدة الأولى أن النصر كان للمعتصم، وأن روايات المنجمين وكتب الروم كذبت، باستفهام استنكاري مفاده التهكم، وهي أيضا يسجل في التاريخ الواقع الاجتماعي من استشارة الناس للمنجمين، وسماعهم لأكذايبهم.

البلاغة:
كلمة صاغوه: استعارة تبعية.

5. تخرصا وأحاديثا ملفقة .... ليست بنبع إذا عدت ولا غرب

اللغة:
التخرص: الكذب، الملفقة: المختلقة، النبع: شجر صلب ينبت في رؤوس الجبال، والغرب: نبات رخو ينبت على الأنهار، وكلمة تخرصا حال من الضمير في صاغوه في البيت السابق.

المعنى:
هذا البيت تتمة للبيت السابق ، يعيد فيه الشاعر نفس المعنى ، والشاعر يعطي لكذب المنجمين صورة ملموسة في عدم تشبيهها بشجر النبع المتين ولا بالغرب الرخو اللين ، فهي أكاذيب لا أصل لها.

البلاغة:
في البيت تجسيم للأفكار والأقوال، حيث يشبهها بأصناف الشجر.

(شرح الأبيات الخمسة التالية يتبع – بالاستعانة بكتاب الرائد لنعيم الحمصي وديوان أبي تمام من إصدار دار كرم بدمشق)

عمر مطر

سلاف 18-01-2001 12:47 PM

..

سلاف 18-01-2001 12:47 PM

أخي عمر : لا فض فوك، والأسلوب الذي بينت أفضل، فأكمل المشوار إلى الأبيات الخمسة التالية (6-10) وأوص بمن يخلفك في الأبيات التي بعدها (11-15)،
وأشير هنا إلى
1- السيف أصدق إنباءً (مصدر ) أم أنباءً (جمع نبأ) ، وكلاهما جائز ؟ والسؤال ما ذا قال الشاعر.
2- النبع والغرب ، ثمة معنيان بطباقين
أولهما الماء الغزير والطفيف، وثانيهما الشجر الصلب والرخو
وكلاهما جميل، ما أعذب وأروع هذه اللغة ، أنستحقها؟

yamama 20-01-2001 09:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم ،،

السلام عليكم ،،

سادتي الأفاضل ،، إنه لمن دواعي الغبطة ِ والسرور أن أنضم َّ إلى سربكم المحلق ِ في سماء الأدب ِ والشعر ،،

ويسعدني أن تكون مشاركتي الأولى ، تعليقا يسيرا على ما سبق في ملحمة أبي تمام ،،


سيدي الفاضل (عمر مطر )
بالأصالة ِ عن نفسي وبالنيابة ِ عن الجميع ،، أشكرك على هذا الشرح الوافي ،،

إلا أنه لدي تعليق يسير ،، أرجو أن تتقبلوه بصدر ٍ رحب ،، هو في قول الشاعر ،،

بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهنّ جـــــــــــــلاء الشك والريب ِ

قلت يا أستاذ في معرض حديثك ، ( وكلمة متن استعارة فيها تشخيص السيف بحيوان له متن (أي ظهر، إذا كانت المتون بمعني الظهور كما بينت سابقا ً ) )

****
نرى يا سيدي أن هذه الصورة هي صورة فيها نوع من التكلف ولا تخلو من فسادٍ يشوه ُ صورة البيت ،، فهذه الصورة لا تخدم المعنى بتاتا ً ،، ولم أجد لها عندنا تخريجا ً منطقيا ً ،،

وهذا البيت له - في نظرنا - تصريفين لا ثالث لهما ،،

الأول :

أن نأخذ البيت على ظاهره ،، فنقول ،،

المتن ،،
هو الصلب ،، وهو الأصل من كل شيء ،،
وتأتي بمعنى الظهر لأن الظهر هو الصلب في الجسم وعليه عمده ،،
ويقال سيف ٌ متين : أي شديد المتن ،، شديد الصلب محكم الصنعة ،

فيكون معنى البيت بهذه الصورة :
أن السيوف هي التي أزالت اللبس وهي التي صدقتنا الفعل ،،
فصلابة ُ متونهن حققت النصر وقطعت الشك َ باليقين وطرحت قول كل صحيفة ،،

أما القول الثاني ،،

هو من باب البلاغة التي نُحمِّلها البيت ،، والتي تجعلنا ننظر للمتون على أنها استعارة ، ،، فنقول ،،
أن أبا تمام أرد أن يستعير للسيوف متونا وقولا ، كمتون الكتب وقولها ( ومتون الكتب ِ حواشيه وكذا ) فجعل السيف َ ناطقا ً مبينا ً ،

فقال أن ما تنبينا به السيوف في متونها ، هو أصدق ُ وأبلغ ُ من متون الكتب ،، ثم أضاف بأن هذا البيان هو بيان ٌ قطع الشك َ باليقين ، وهو أشد ُ مصداقية ً وصوابا ً من بيان الكتب ،،

وهذه الصورة هي أقرب للصياغة ِ التمامية فأبو تمام يركب ُ صورا ً فوق صور ،، وهذه من الأمور التي عابها عليه النقاد ،، ولو لاحظنا يا أخوة الإيمان سنجد أن هذه الأبيات تحمل الفكرة َ ذاتها ، وأنها مرتبطة ارتباطا ً كبيرا تشد بعضها بعضا فالقصيدة من بدايتها إلى أن وصلنا تتحدث عن الفكرة ذاتها ، فالتمامي َّ يتبع ُ نهج أستاذه مسلم بن الوليد ،، فيقتل الفكرة َ بيانا ً وتكرارا ،،

*********
ثانيا :
قلت يا سيدي في معاني هذا البيت ،،
تخرصا وأحاديثا ملفقة *** ليست بنبع ٍ إذا عدت ولا غرب ِ

الملفقة / المختلفة ،،
معنى البيت بهذا التفسير جيد ،،

ولكن المعنى اللغوي لهذه المفردة يكون أجمل وأبلغ وبتقدير ممتاز لو كان هكذا ،،
لفق َ الحديث : زخرفه وموهه بالباطل ،،
وهو من لفق الثوب لفقا ً ، أي ضم إحدى الشقين إلى الأخرى وخاطهما ،،
فتكون هذه الأحاديث مفترية باطلة ليس لها من الواقع شيء ،،

هذا ما عندي وهو اجتهاد ٌ أرجو أن يكون جانب َ الخَطَل َ والزلل ،
فإن أحسنت ُ فمن الله ، وإن أسأت ُ فحسبي نصيب ُ المجتهد ،،

وجزاكم الله ألف خير

يمامة الواثق


yamama 20-01-2001 09:09 AM

مكرر

yamama 20-01-2001 11:13 AM

..

أبو حمزة الخليلي 20-01-2001 02:27 PM

ما شاء الله كان، زدنا أيهاالفاضل عمر.. هل اطلعت على كتاب الموازنة بين الطائيين؟ هل ذكر شيئا عن هذه القصيدة؟

hadj 20-01-2001 04:13 PM

هل يمكنني مشاركتكم النقاش

سلاف 21-01-2001 08:47 PM

الأستاذة اليمامة
مرحبا بك، ماشاء الله على هذا المستوى الرائع من الإلمام باللغة. ويسعدني أن تشاركينا في الخيمة، ولولا الملاحظات التالية لخلتك أستاذتي الفاضلة ميموزا وقد عادت باسم جديد، وهي:
1-والسرور أن أنظم ((أنضم))َّ إلى .....
2-ويسعدني أن تكون مشاركتي الأولى ، تعليق يسير ((تعليقا يسيرا)) على .....
3-وهذه الصورة هي أقرب للصياغة ِ التمامية فأبي ((فأبو )) تمام يركب ُ صورا ً فوق صور...
أرجو أن يتسع صدرك لهذه الملاحظات الهينات التي لو صدرت عن سواك لما تعرضت لها، وإنما أحتكم إلى المستوى الذي رأيتك جديرة به، و((الله يستر))

yamama 22-01-2001 03:36 AM

أستاذ سلاف ،، مرحبا ،،

يسعدني أن تكون أول المرحبين بي ،،

سيدي الفاضل ،،

أنا لا أتحرج من أن تظهر عيوب كتابتي اللغوية والإملائية ..... ، رغم أنها لا تليق بعربية ٍ مثلي ،،

ولكني أعتذر لهذا فأقول ،، أن السرعة هي التي أوردتني موارد الخطل والزلل ،، فعذرا ً أبناء العربية الأقحاح ،،

سيدي الفاضل ،،

أشكرك على الأستاذية ِ التي منحتني إياها ،، رغم أني لا أستحقها ،، فمحدثتك لازالت في غزَّالة طلب العلم ،، ولم تصل حد الأستاذية بعد ،، ويبدو أنها مع هذه الأخطاء المهلكة لن تصلها أبدا ً ،، فالعربية ُ براءٌ منها حتى تقوّم لسانها وتتعلم فن الكتابة ِ بحرص ٍ وتمهل ،،


شكرا لك ( والله سترها معك )

يمامة الواثق

عمر مطر 22-01-2001 05:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

حياك الله أبا حمزة.

لم أقرأ كتاب الموازنة بعد، ولكن شهرته سبقت متنه إلي، أما أنا فقد أخذت معظم علمي بالبلاغة من مفتاح العلوم للسكاكي، وقد
أحببت أن أعرّف الجميع بكتاب الموازنة الذي ذكرته، وهو كتاب "الموازنة بين أبي تمام والبحتري" أو الموازنة بين الطائيين" للآمدي المتوفى سنة 370 للهجرة، وهو من أهم كتب الموازنة الأدبية، والموازنة هي النقد الأدبي والمقارنة بين شاعرين أو مذهبين في الشعر، أما المذهبان فهما مذهب البحتري وأتباعه "ممن يفضلون سهل الكلام وقريبه، ويؤثرون صحة السبك، وحسن العبارة، وحلو اللفظ، وكثرة الماء والرونق"، والمذهب الثاني هو مذهب أبي تمام وأصحابه ممن "يميلون إلى الصنعة، والمعاني الغامضة التي تستخرج بالغوص والفكرة، ولا تلوي على غير ذلك". (تعريف المذهبين ورد في كتاب الموازنة)

الأخ هدج،
مرحبا بك بيننا، والمشاركة مفتوحة اللجميع.

الأخت يمامة،

أشكر لك تفاعلك مع المادة، وهذا حقا ما أردناه من وراء عرض هذه القصيدة للنقد.

وبعون الله نحاول هنا شرح اللبس الذي حصل.

تقولين في معرض الكلام عن كلمة (متن):"نرى يا سيدي أن هذه الصورة هي صورة فيها نوع من التكلف ولا تخلو من فسادٍ يشوه ُ صورة البيت ،، فهذه الصورة لا تخدم المعنى بتاتا ً ،، ولم أجد لها عندنا تخريجا ً منطقيا ً"

أقول: لم أكن أتكلم عن صورة أتى بها أبو تمام، وإنما أتكلم عن أصل الكلمة، فكلمة متن لها معنى حقيقي وهو الظهر، وقد استعملت في أمور كثيرة (كاستعارة)، كقولنا متن السفينة، ومين السيف، ومتن الكتاب، وكثرة الاستعمال هذه هي التي نقلتها من معناها الاستعاري إلى معنى يكاد يكون أصليا.

تقولين: "وهذا البيت له - في نظرنا - تصريفين (تصريفان) لا ثالث لهما ،،

الأول :

أن نأخذ البيت على ظاهره ،، فنقول ،،

المتن ،،
هو الصلب ،، وهو الأصل من كل شيء ،،
وتأتي بمعنى الظهر لأن الظهر هو الصلب في الجسم وعليه عمده ،،
ويقال سيف ٌ متين : أي شديد المتن ،، شديد الصلب محكم الصنعة"

أقول: نأخذه على ظاهره، فنقول هو الصلب (بضم الصاد) كما ورد في القاموس المحيط، والصلب هو الظهر كما أسلفنا، يقول الفيروزأبادي: "الصلب: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِلِ إلى العَجْبِ"، والكاهل معروف والعجب بفتح العين وتسكين الجيم عظم أسفل الظهر، يقول الأصفهاني : (المتنان: مكتنفا الصلب (بالضم)، وبه شبه المتن من الأرض، ومتنته: ضربت متنه، ومتن: قوي متنه، فصار متينا)، ويقول ابن منظور: (المَتْنُ من كل شيء: ما صَلُبَ ظَهْرُه)، فإذا أنت أردت الصلب (بضم الصاد) فأنا وأنت نقصد الظهر، وإن أنت أردت الصلب (بفتح الصاد) فهذا ما أراه أبعد من الظهر، وليس قولك متن الكتاب معنى حقيقيا أبدا، وإنما هو استعارة، فنقول أن للكتاب ظهر تحمل عليه العلوم، فكيف ننقل المعنى من المجاز (متن الكتاب) إلى المجاز (متن السيف)؟ وكما قلت فإن كثرة الاستعمال هي التي جعلتنا لا نفكر فيها كاستعارة.

أما استنتاجك أنه أتى بكلمة (متن) للسيف لتكون مقابلة لمتون الكتب فهو استنتاج سليم.

أما قولك أن أبا تمام "يركب ُ صورا ً فوق صور ،، وهذه من الأمور التي عابها عليه النقاد " فهذا كلام سليم أوافقك عليه.

أما قولك "الملفقة / المختلفة ،، معنى البيت بهذا التفسير جيد "، إنما قلت أنا المختلقة وليس المختلفة، يقول ابن المنظور: "وأَحاديث مُلَفَّقَة أَي أكاذيب مُزَخْرفة." وكلامك في هذه جميل ليس عليه غبار.

وفي النهاية أشكر لك المداخلة ونفعنا الله بك وبأمثالك.

أخي سلاف،
أعتذر عن التأخير، ولكنني أعدك بشرح حظي من الأبيات قريبا.

عمر مطر

yamama 22-01-2001 12:13 PM

مرحبا ً أستاذ عمر ،،

لا أعرف علي حمّلت الكلام فوق ظاهرة ،، وعلي قصرت في بيان ما أريد ،،

ولكن كلامك عن المتن يوحي بأنك قصدت الصورة في البيت ،،

(( في هذا البيت طباق بين بيض وسود، وجناس ناقص بين صفائح وصحائف، وطباق بين كلمتي جلاء وشك[[[[ والبيت في معناه توكيد للبيت الأول إلا أن فيه صورا جديدة، لتأكيد الضدين، وكلمة متن استعارة فيها تشخيص السيف بحيوان له متن .]]]]]] ))

(( تشخيص السيف بحيوان له متن )) هذه الصورة يصعب تخيلها ! !

المهم ،،

شكرا ً لك ،،

ونحن نتطلع للمزيد ،،،

يمامة الواثق ،،

عمر مطر 22-01-2001 02:53 PM

نغيرها إلى التالي:

في هذا البيت طباق بين بيض وسود، وجناس ناقص بين صفائح وصحائف، وطباق بين كلمتي جلاء وشك والبيت في معناه توكيد للبيت الأول إلا أن فيه صورا جديدة، لتأكيد الضدين.

وكلمة متن استعارة فيها تشخيص السيف بحيوان له متن* .

*(هذا ما بيناه في أصل كلمة متن)

هل زال اللبس؟

عمر مطر

عمر مطر 23-01-2001 02:06 PM


6. عجائباً زعموا الأيام مجفلة ..... عنهنّ في صفر الأصفار أو رجبِ

اللغة:
أجفل: أي صد ونفر.
عجائبا: مفعول لفعل محذوف تقديره (زعموا) أو غيره كما سيأتي.

المعنى:
أنهم لفقوا عجائبا حيث زعموا أن شهري صفر ورجب لا يأتيان بخير للمسلمين إذا حاربوا أعداءهم، ويشعرنا بكلمة (زعموا) اعتقاده بكذب المنجمين.

البلاغة:
كلمة الأيام كناية عن الحظوظ والتوفيق التي محلها الأيام، وهي من المجاز المرسل الذي علاقته الزمانية، وكلمة مجفلة أيضا استعارة فيها تشخيص للأيام بالخيل أو الإبل التي تجفل وتعرض عن الناس، وصفر الأصفار هو شهر صفر الذي يتكرر في كل عام فأشار بنسبته إلى الأصفار إلى الديمومة في مزاعمهم بعدم توفيق المسلمين في صفر وكذلك رجب.

وقفة: كلمة (عنهن) مدعاة للتفكر، فهو لم يقل (عنهم) أي المسلمين، فهل ترجع إلى بيض الصفائح التي في الأبيات الأولى، أو أنها ترجع إلى عجائبا؟، فإن كانت الأخرى فربما قدرنا الفعل المحذوف (حققت) أي أن السيوف حققت عجائبا كان المنجمون أن الأيام مجفلة عنهن، فما رأيكم؟

7. وخوّفوا الناس من دهياء مظلمة ..... إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنبِ

اللغة:
الدهياء: المصيبة الشديدة.
الكوكب الغربي: كوكب مذنب ظهر في ذلك الوقت، يقول بعض المعاصرين أنه ربما كان مذنب هالي.

المعنى:
هذا البيت تتمة للذي قبله وفيه تكرار لكذب المنجمين وتخويف المسلمين من القتال.

البلاغة:
يصف أبو تمام المصيبة بالظلام فيشبهها بالليلة المظلمة ويستحث بذلك عريزة الخوف من الظلام التي تؤثر في الناس غالبا.

8. وصيّروا الأبرج العليا مرتبة .... ما كان منقلبا أو غير منقلب

اللغة:
الأبروج العليا: هي البروج الإثنا عشر التي تمر بها الشمس.

المعنى:
كان القدماء يقسمون البروج إلى ثلاثة أقسام؛ أربعة منقلبة، وهي الحمل والسرطان والميزان والجدي، وأربعة ثابتة، وأربعة ذوات جسدين (أي جسد ثابت وجسد منقلب)، ويزعمون أن الحوادث تقع وفق الطالع، فما وقع في برج ثابت فعلوه، وما كان في المنقلب تركوه، ويقول البعض أن المنقلب هو الدب الاصغر لأنه يشبه الكرسي المقلوب، وأن غير المنقلب هو الدب الأكبر الذي يشبه الكرسي، وهذا البيت –وما يليه- يدلنا على سعة اطلاع أبي تمام وإلمامه بعلوم الفلك.

ومعنى البيت أن المنجمين جعلوا الأبرج هي التي تصرف أمور البشر، وفي المعنى الثاني (بتفسير المنقلب بالدب الأصغر) تكون الأبرج العليا مصرفة لحركات الكواكب كالدب الأصغر والأكبر.

وقفة: كلمة (مرتبة) بالتاء المشددة المكسورة هي اسم فاعل متعد يحتاج إلى مفعول، فإن كان أراد المعنى الأول بأن الأبرج تدير شؤون الناس فإن مفعولها محذوف تقديره (شؤون الناس)، وتكون ما الموصولة بدل من الأبرج، أما في الثاني بأنها تدير شؤون الكواكب الأخرى، فإن مفعولها يكون ما الموصولة، فإن المنقلب وغير المنقلب من الكواكب هي التي تديرها الأبرج العليا.

9. يقضون بالأمر عنها وهي غافلة .... ما دار في فلك منها وفي قطبِ

اللغة:
ما دار في فلك: أي النجوم السيارة.
ما دار في قطب: أي ما دار حول محوره من النجوم الثابتة.

المعنى:
يقول أن المنجمين ينسبون أحكامهم إلى النجوم، والنجوم غافلة عن كل هذا فهي لا تعقل ولا تحكم إلا أن يحكم الله عليها.

وقفة:
هناك معنى آخر قد يفهم من البيت بتقدير (عن) قبل (ما دار) فيكون معنى البيت أن النجوم لا تدري عن نفسها أتدور في فلك أم في قطب، وهذا زيادة في تجهيل النجوم التي يزعم المنجمون أنها تتصرف في أمور الكون.

10. لو بيّنت قط أمرا قبل موقعه ... لم تُخف ما حلّ بالأوثان والصلبِ

اللغة:
موقعه: أي زمان وقوعه.
الصلب: جمع صليب، حيث كانت هذه المعركة ضد الروم.

المعنى:
وهذه قاصمة الظهر في رده على المنجمين، فيقول أبو تمام أن النجوم لو كانت تعلم الغيب، أو تصرف أمور الكون، لكانت أخبرت بالهزيمة التي حلت بالروم أعداء الخليفة المعتصم بدل أن تخبر (كما زعموا) أن الطالع لا يوافق وقت نصر للمسلمين.

البلاغة:
ما هنا تفيد العموم، ويعبر الشاعر بها عن الأهوال المختلفة التي ألمت بالروم.

انتهى

الأبيات الآن مفتوحة للمناقشة، ثم إذا انتهينا منها فإني أرجو أن تجد الأخت يمامة الوقت لتشرح لنا الأبيات الخمسة التالية.

عمر مطر

yamama 24-01-2001 01:31 PM

السلام عليكم ،،

أشكرك أستاذ عمر على هذا الشرح ،، الحقيقة أنك كفيت ووفيت ،،

سيدي لدي إضافة يسيره ،،

هي في قول الشاعر :

عجائبا ً زعموا الأيام مجفلة ... عنهن ّ في صفر الأصفار أو رجب

ربما استخدم الشاعر كلمة الأيام لسبب وجيه وهو أن العرب تسمي كل انتصار لها يوم ،، مثل يوم ذي قار ويوم الصفقة ...

فهو كما قلت كناية عن الحظوظ والتوفيق ،،

وهناك كتاب طيب باسم (أيام العرب في الجاهلية ) تأليف المحقق الكبير محمد أبو الفضل إبراهيم ، و على محمد البجاوي ، ومحمد أحمد جاد المولى بك ،،

جمع َ مؤلفوه أغلب أيام العرب المبثوثة في كتب الأدب ، وهو مطبوع في دار الفكر ،،

هو كتاب ممتع ومفيد ،،


كذلك قوله (صفر الأصفار )

أعتقد والله أعلم أن الشاعر أراد أن يقول أن هذا الصفر كان أهم الأصفار التي مرت ،،

كقولنا ،، فلان رجل الرجال ،، أي سيدهم وأحسنهم ،،

والله أعلم ،،

_________

أما عن شرحي للأبيات الخمسة القادمة فهذا ما لا أقدر عليه ،،

فكيف لي أن أحرم نفسي من هذا الخير ،،

أرى أن تنتخب غيري يا أستاذ ،، فيمامة لا تملك الأدوات التي تمتلكونها ،، ولن تزج بنفسها في خضم ٍ رحب ٍ كهذا ،،

فصدقوني كل ما أمتلكه الآن لن يضيف شيئا ً جديدا ً ،، والحق يقال أنني أتعلم من شرحكم الكثير ،،

فاعذروني أخوة الأيمان ،،

يمامة الواثق ،،



عمر مطر 24-01-2001 07:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت يمامة،

أما عن صفر الأصفار، فربما يكون كما قلت لو أننا عرفنا أن المعركة وقعت في صفر، فإن كان هذا أمرا معروفا، قلنا: نعم، هو صفر الأصفار، أي خيرها وسيدها، وربما يكون قوله "أو رجب" تلميح أنه ضرب صفر ورجب كأمثلة، لا على التحديد، والله أعلم.

والأيام عند العرب هي كما قلت، بارك الله فيك.

على الرغم من أني أرى فيك القدرة على خوض هذه التجربة، ولكن الآمر يعود إلىك أولا، ثم إلى صاحب الموضوع، الأستاذ سلاف.

سلاف 25-01-2001 03:44 AM

أخي أبا الغيث:
تقول :" سلاف صاحب الموضوع "
وأقول بل لك يا صاحب الدعوة والمشروع
أنسيت ما في أول الباب :"هذه استجابة لدعوة أخي عمر أفتتح بها الحوار حول قصيدة أبي تمام المشهورة ومطلعها". مشروعك بين يديك، والله يعينك.



المعتمد بن عباد 25-01-2001 07:28 AM


ياللروعة ....

سلاف ، عمر مطر ، يمامةً الواثق ... قد أجدتم والله أيّما إجادة.

إبداعٌ لا أملك إلا أن أنزع قبعتي احتراماً وتقديراً له .

هذه الأمور التي كنّا نحتاج إلى تدارسها منذ زمن واستعادة مثل هذه النماذج المبدعة .
--------------------------------
أذكر أنّ قصيدةً للشاعر اليمني البصير (الأعمى)المشهور ( غاب عني اسمه) الذي مات منذ فترة .
كان قد كتبها معارضةً لقصيدة أبي تمّام وتقدّم بها لمسابقةٍ على مستوى الدول العربية وأصر على أن يكون آخر من يلقي فنال بها الجائزة الأولى .

وقصيدته رائعة وغير مسبوقةٍ في تصوير حوادث هذا العصر يقول فيها
..... أخشى أن تخونني الذاكرة :
ما أهون السيف إن لم ينضِه الكذبُ .
وتقبلوا تحياتي ... المعتمد بن عباد

سلاف 25-01-2001 09:39 AM

لله درك يا معتمد، الشاعر هو عبد الله البردوني، ليتك تنشر قصيدته إن توصلت لها.
أبا الغيث:
المعتمد حلال الأزمات، أقترح أن تنيط به الأمر على أن يتلوه حسب الأبجدية
جمال،الحاوي، سمير، مجدي، اليمامة.كم عدد الأبيات
وإلا اكتفينا كارهين، إلا أن يتطوع للأمر من يتطوع.

عمر مطر 25-01-2001 12:43 PM

بلغني منها 71 بيتا، فإبمكاننا أن نستوعب أربعة عشر شخصا.

المعتمد حلال الأزمات، ونحن ننتظر منه شرحه للأبيات الخمسة التالية.

أتوقع أن أخي العزيز، الأديب والشاعر صالح زيادنه قد يهتم بمثل هذا الأمر، فما رأيه؟

كما يجب علينا أن لا نغفل مكوك الخيمة، الأخ عمر الشادي.

المعتمد بن عباد 25-01-2001 07:05 PM

الخصائص الفنية في شعر أبي تمام :
قال ابن رشيق القيرواني: لا بد لكل شاعر من طريقة تغلب عليه كأبي نواس فيالخمر وأبي تمام في التصنيع .
وقال الجرجاني في الوساطة: كانت الشعراء تجري على نهج من الاستعارة قريب من الاقتصاد حتى استرسل فيه أبوتمّام ومال إلى الرخصة فأخرجه إلى التعدي وتبعه أكثر المحدثين .
وقال أبوالفرج الأصفهاني: له مذهب في المطابق هو كالسابق إليه جميع الشعراء وإن كانوا قد فتحوهقبله وقالوا القليل منه فإن له فضل الإكثار والسلوك في جميع طرقه.
................................
والذي يطالع ديوان أبي تمام يرى فيهثلاث مزايا بارزة هي :
1- تأنقه البديعي (وأكثره في الاستعارة والطباق والجناس.
2- تفنّنه المعنوي وهو ما يسمسه البعض بالاختراع .
3- شغفه بالإغراب-أو الغوص على مايستصعب من الألفاظ والمعاني .
التأنق البديعي :
نقل عن القاسم بن مهرويه قوله: أول من أفسد الشعر مسلم بن الوليد جاء بهذا الفن الذي سماه البديع ثم جاء الطائي بعده فتفنّن فيه .
ولكن هذا الأمر قد غلب على أبي تمام يجد أنه قد غلا في هذا الأمر وكثيراً ما يأتي بالاستعارة والكناية دون أن يراعي التناسب بين الحقيقة والمجازكقوله:
وركبٍ يساقون الركاب زجاجةً *** من السير لم تقصد لها كفّ قاطبِ
يقصد بذلك أن المسافرين يشدّون ركائبهم في السير الشديد الذي لا لين فيه ولاتؤدة فاستعار للسير الشديد الخمرالتي تمزج بماء وجعل تشارك الركب بالركائب فيه عبارة عن تساقيهم تلك الخمر الصرف. وأنت لا تحتاج إلى تأمل كثير لترى شدة التعسّف في هذه الاستعارة .
وقوله:
قرت بقرّان عين الدين وانشترت *** بالأشترين عيون الشرك فاصطلما
والاشترانقائدان للروم .
قال العسكري: وهذا مع غثاثة لفظه وسوء التجنيس فيه يشتمل علىعيب وهو أنانشتارالعين لايوجب الاصطلام .
تفننه المعنوي:
على أن لأبي تمام مع كل إسرافه في الصناعة مكانة عالية في الشعر العربي لدقة تصوره وحسن اختراعه .
انظروا مثلاً إلى هذه القصيدة الجميلةبين أيدينا وتأملوا مقدمتها:تلك الوقفة الشعرية العاليةالتي يرينا فيها الشاعر المذنب الغربي ويسمعنا أحاديث الجمهور عنه ثم يستخلص من ذلك تمهيدا ساحراً للتوصل إلى الممدوح كل ذلك بأسلوب شديد الأسر بديع الخيال يملأ الأسماع ويحرك القلوب وإذا استثنيت بعض ما ذكر من تصنعه فإن معظم القصيدة من النمط العالي .
شغفه بالإغراب :
يقول القيرواني: يذهب إلى حزونة اللفظما يملأ الأسماع منه مع التصنيع المحكم طوعا وكرهايأتي للأشياء من بعد ويطلبها بكلفة ويأخذها بقوّة .
وقد وصف الشاعر قصائده بقوله :
فكأنما هي فيالسماعجنادلٌ *** وكأنما هي في القلوب كواكب
وغرائب تأتيك إلا أنها *** لصنيعك الحسن الجميل أقارب
ومن أمثلة ذلك في شعره :
تقلقل بي أدمالمهارى وشؤمها *** على كل نشزٍ متلئبٍ وفدفدِ
وقوله : صهصلقٌ في الصهيل تحسبه *** أشرج حلقومه على جرس
-----------------
نقلته مختصراً من كتاب :أمراء الشعر العربي في العصر العباسي لأنيس المقدسي .
----------------------
سلاف ... القصيدة لديّ ولكني أعرت الكتاب لمن وعدني بردّه قريباً لعلي أنشرها فيما بعد وربما قبل انتهاء الشرح .
تصدق أنني لم أتذكر اسم البردّوني إلا بعد أن انتهيت من التصفح؟
----------------------
أما الشرح فالله يعلم مدى استطاعتي ... أرجوكم اعذروني فأنا في إجازة بعد أن كادت عيناي تجحظان من كثرة أوراق الاختبارات التي قمت بتصحيحها منذ قليل ، وأنتم تعلمون أنني أخوض التجربة لأول مرة .
-----------------
رأي بسيط ... أظن أنه لا يشفع ليمامة الواثق في اعتذارهاعن الشرح إلا قرب عهدها بالخيمة .. فأقترح أن تقبلوا عذرها في عدم شرح هذه المجموعة من الأبيات .. على أن تقوم بشرح التي تليها وذلك لضلوعها في العربية كما يظهر من كتابتها .
وما المانع من أن تجرّب فالشرح إنما ينبع عن تذوّقالشخص لهذه الأبيات .
المعتمد بن عباد

المعتمد بن عباد 26-01-2001 02:08 PM


أيها الأخوة ... انتظروا شرح الأبيات الأربعة التالية في الساعات القليلة القادمة .

من أجلك يا سلاف . ):
المعتمد

المعتمد بن عباد 26-01-2001 03:25 PM

أيها الإخوة أحببت مشاركتكم ببضاعةٍ مزجاة بالنسبة لما لديكم وهذا ما وهبنا الله إياه فردوا كل ما ترونه خطأ :
---------------------------------

11-فتح الفتوح تعالى أن يحيط به *** نظم من الشعر أو نثر من الخطب
يرفع الشاعر من مكانة هذا الانتصار فلم يكتف بتسميته فتحاً حتى نعته بفتح الفتوح ، ولعلّ هذه تكون عادةً عند الشاعر أن يأتي بعد المفرد بجمعه ويضيفه إليه حين يؤيد التعظيم من شأن هذا المفردوتفرده عن بقية أفراد هذا الجمع وقد نبهني إلى هذا الأمر تلك اللفتة الذكية من يمامة الواثق حين أشارت إلى قوله (صفر الأصفار) ، ويقوّي هذا الأمر أنه أكد من أهمية هذا الفتح ورفعه إلى مكانة علية أعلى من أن يحيط به ويكفي لوصفه الشعر والخطب . بقي أن نشير إلى أثر التفخيم وتكرار حروفه في قول الشاعر (فتح الفتوح)على أذن المتلقي وسيتكرر في البيت الذي يليه كأن الشاعر يجذبك بقوّة لأن تستمع إلى بقية القصيدة كما لا يفوتنا أن الفتح دلالة عللا استخدام القوة وأنها فتحت عنوة وهذا أبلغ . وقد احترت -ولعل أحداً يفهمني- في جواز القول بوجود مقابلة بين (نظم من الشعر) و(نثر من الخطب) أم يكتفى بالقول أن هناك طباقاً بين (نظم) و(نثر) . وفي البيت تجسيم حين جعل الشاعر الفتح جسماً يتعالى عمن يريد الإحاطة به والشعر والنثر هو الجسمان الذان يحاولان الإحاطة بالفتح دون استطاعة .. فيالجمال هذه المطاردة العجيبة .
أشير في النهاية إلى أن الذي يظهر من قوله(نظم من الشعر) أن من ليست تبعيضية وإلا لكانت هذه شهادة من أبي تمام بأن الشعر كلمة تستوعب المنظوم وغير المنظوم فتدخل قصيدة النثر بذلك في الشعر.
12- فتح تفتح أبواب السماء له *** وتبرز الأرض في أثوابها القشبِ
تبرز:تظهر ، الثوب القشيب هو الثوب الجميل ويبدو لي أن المراد به الثوب المحلى والموشى .
يعود الشاعر لتكرار كلمة فتح ومشتقاتها آملاً أن يستمر في جذب انتباه المتلقي وليجعلها مدخلا لفتح أبواب السماء وفي هذا ما فيه من التعظيم فإن أبواب السماء لاتفتح إلا لأمر عظيم فقد فتحت أبوابها للنبي صلى الله عليه وسلم حين عرج به إلى السماء كما أنها تفتح يوم القيامة قال تعالى : ((وفتحت السماء فكانت أبوابا)).
في البيت طباق بين السماء والأرضفبعد أن ذكر الشاعر أثر الأرض على السماء ذكر أثره على الأرض حين جعلها تظهر للناس وهي مرتديةً أثواباً جميلة محلاة وكأنها تباهي بها الناس وتفاخرهم بهذا النصر.
13- يا يوم وقعة عمورية انصرفت *** منك المنى حفلاً معسولة الحلبِ
حفّلاً:ملانة، معسولة الحلب:لذيذة الحليب.
في هذا البيت كأن أبا تمام يجيب عن تساؤل يمامة الواثق حول قوله (زعمواالأيام مجفلة) فهو يقصد ما ذكرت من أن المقصود بها أيام الانتصارات دل على ذلك قوله (يا يوم وقعة عمورية) .
وها هو ذا يشخص يوم وقعة عمورية ويناديه ولكن من أي أغراض النداء هو ؟ لا أجزم بشيء،ولكن ألا ترون معي تلك البهجة البالغةفي نداء أبي تمام والممزوجة بالفخر والعزة والتي تلازمنا في كل القصيدة ؟
ولعلي أشير إلى أن الرواية التي حفظتها من قبل-ولعلها خطأ مطبعي- أبدلت كلمة(منك) بـ(عنك) فيصبح المعنى بالرواية الأولى انصرفت المنى حفلاً معسولة الحلب منك والمعنى مقبول على ما فيه من الصناعة المعهودة من شعر أبي تمام كما أسلفنافقد شبه بلوغ المنى في هذا اليوم بحلب الضرع الملآن بالحليب اللذيذ فانصرفت المنى بحليب لذيذ وافر من عند يوم وقعة عمورية .
أما باستخدام عنك فيصبح المعنى أن المنى انصرفت عنك بعد أن حصلت الحليب الوافر اللذيذ. فها هو يشبه يوم وقعة عمورية في نظري بالمكان الخصب الذي رعت فيه المنى وفي هذا تجسيم للمنى وتشبيه لها ببهيمة الأنعام فانصرفت عنه المنى ملانة بالحليب اللذيذ وهو المنى السعيدة وإدراكها (من) أثر هذا المرعى الخصب
14-أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ *** والمشركين ودار الشرك في صببِ
جد:ويطلق على الحظ وأظن المكانة،صعد:صعود وارتفاع، صبب:انحدار
يواصل الشاعر خطابه ليوم وقعة عمورية في بهجة مبيناً أن هذا الانتصار قد رفع من شأن المسلمين وحط من شأن المشركين وفي هذا مقابلة بين صعود المسلمين وانحطاط المشركين.
* لطيفة : عبر الشاعر ببني الإسلام ولم يعبر بالإسلام وذلك لأن الإسلام مرتفع بنفسه دائماً لا ينخفض قدره بهزيمة ولا يرتفع بانتصار، أما بنوه(المسلمون) فهم الذين رفع من شأنهم هذا النصر بعد أن كانوا في انحطاط ، وقل مثل ذلك (بالعكس طبعاً) في المشركين والشرك .
المعتمد.

سلاف 26-01-2001 05:54 PM

معتمِدٌ ومعتمَد، بارك الله فيك.
لدي كتاب الفن ومذاهبه في الشعر العربي للدكتور شوقي ضيف، يتكلم فيه عن ابي تمام في الصفحات 219-262 ومما قاله فيه عن هذه القصيدة:"- وذكرني به أسلوب أخي المعتمد .

"لعل أروع نموذج في شعر أبي تمام يمثل هذا المزج الواسع بين ألوان التصنيع العقلية وألوان التصنيع الحسية هو قصيدة عمورية، فقد تجلت فيها مقدرة ابي تمام في المزج بين الألوان الثقافية القاتمة والألوان الفنية الزاهية، إذ تدور تدور مجموعة الألوان الأولى في أوعية المجموعة الثانية، فإذا هي تتحول إلى ألوان فنية جديدة، وكأنما أبو تمام شاعر الألوان والأضواء في اللغة العربية وهي ألوان وأضواء قاتمة، بل هو شاعر الرسم والزخرف والتنميق، فقصائده حلَى ووشي وأناقة خالصة،ولكن لا تظن أنه شاعر حسي، أو أن زخرفه مادة وحس فقط بل إن زخرفه- قبل كل شيء- فكر وفلسفة وعقل وكشف عن حقائق الحياة في أعماقها وأغوارها.
كان أبو تمام يزاوج بين اعقل والحس، وكان يعبر تعبيرا زخرفيا، ولكنه تعبير يفضي بالإنسان إلى فكر عميق ظهر في شكل زخرف أنيق .وإن الباحث ليعجب كيف استطاع أبو تمام أن ينهض بفنه إلى هذا المدى من التعبير عن الفكر والزخرف جميعاً ،بل إننا لا ندقق في التعبير ،فليس هناك من فارق عنده بين الفكر والزخرف ،إن الفكر نفسه يصبح زخرفاً يزخرف به نماذجه ،وانظر إليه يستهل قصيدة عمُّروية على هذا النمط :
السيف أصــدقُ إنباءً من الكُتُبِ في حَدِّهِ الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ
بيض الصَّفائح لا سودُ الصَّحائف في متونهنَّ جلاءُ الشـك والرِّيبِ
فإنك تراه يؤمن بتفوق السيف على الكتب ألم تقل الكتب ويقل معها المنجمون إن المعتصم لا يفتح عمورية في الوقت الذي اختاره لمهاجمتها ،ولكنه لم يستمع لقولهم وهاجمها وانتهى هجومه بفتحه العظيم ؟ ويأتي أبو تمام فيتحدث عن علم التنجيم هذا الحديث الساخر الذي يفضل فيه السيف على الكتب والقوة على العقل ،ويستمر فيهزأ بما يذكره المنجمون من أيام السعد والنحس ،وما يذهبون إليه من تقسيم الأبراج إلى ثابتة ومنقلبة وتحكيمها في طوالع الناس والأحداث ،وهنا نتبين أثر ثقافته الفارسية ،وهو يعرضها هذا العرض الطريف إذ تدور في أوعية الطباق والجناس والتصوير ،وظهرت في هذه القصيدة آثار أخرى مختلفة للثقافات الإسلامية والعربية واليونانية."
وبعد أن يورد أبيات من القصيدة يضيف:" وعلى هذه يستمر أبو تمام في هذه القصيدة فيجعلك تحس باستعلائه على الشعراء، إذ يمزج بين الثقافات وألوان الشعر مزجا طريفا ، فأنت تراه في البيت الأول - يا يوم وقعة عمورية انصرفت - يعمد إلى عنصر قديم هو عنصر الحلب، فيحوره تحويرا جديدا إذ يضيف إليه العسل فيعطيه طعما طريفا. وتراه يخرج من ذلك إلى الحديث عن الصراع بين الإسلام والمسيحية وهو في أثناء ذلك يغمس الشعر في الطباق بين الصّعد والصّبب، ثم لا يلبث أن يخرج إلى وعاء التشخيص ."
وأكتفي هنا بهذا القدر . وإن توفر لي الوقت فسأورد - إن شاء الله - ملخصا لرأيه في شر أبي تمام بعامة في نهاية هذه القصيدة.


المعتمد بن عباد 27-01-2001 04:44 PM

أيها الأخوة ... أنا أحجز المكان بالنسبة للأبيات الأربعة القادمة فقد سطرت شرحها وانتظروا نشرها قريباً .
---------------
بعد ذلك نتمنّى أن تعود للمشاركة فعاليتها وأن يكون هذا الموضوع هو الموضوع الأساس في الخيمة حتى ننتهي منه ثمّ بعد ذلك نختار قصيدة أخرى تكون هي الأساس أيضاً .. وهكذا دواليك ففي هذا العمل الجماعي من الجمال والروعة وقدح الأفكار ما لا يوصف .
المعتمد


المعتمد بن عباد 01-02-2001 09:51 AM

&أمٌّ لهم لو رجوا أن تفتدى جعلوا *** فداءها كل أمٍ برةٍ وأبِ
ينتقل الشاعر بنا في هذه الأبيات للحديث عن عمورية ومكانتها في نفوس الروم ، بل ويشبهها بالأم لهم ثم يبالغ في وصف مكانتها حين يقول انهم لو استطاعوا فداءها لفدوها بكل غالٍ ونفيس حتى بآبائهم وأمهاتهم ولو كانوا بررةً بهم والتشخيص في البيت ظاهر لكل ذي عينين فعمورية أم . كما أن في البيت رداً للصدر على العجز في كلمتي ( أم) - لست متأكداً من تحقق هذا الأمر- .

& وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها *** كسرى وصدت صدوداً عن أبي كربِ
برزة الوجه: أي ظاهرة المحاسن . يقول أحد الشراح في قوله: (وبرزة الوجه..) شبه المدينة بامرأة بارزة المحاسن رامها الملوك الفاتحون فامتنعت عليهم . ولا مماراة في صحة ما قصده ولكن كلمة (برزة الوجه) استوقفتني فإن الذي أعرفه أن العرب كانت تطلق لفظة البرزة على النساء اللواتي كن يبرزن للرجال ولا يجدن حرجاً في أن يغشى الرجال مجالسهن فكأنها ترى نفسها نداً للرجل (ومعلوم أن عكسها المخدّرة التي لا تفارق خدرها) والذي نرجحه أن هذا المعنى أقرب لأن فيه دلالة على منعة المدينة وقوتها أمام صمود الرجال إذ وقفت نداً لهم ومن هنا نرى اختلاف وجه الشبه بين ما ذهبت إليه وما ذهب إليه الشارح .
رياضتها : راض المهر وروضه أي ذلله وطوعه وعلمه السير .
وشبه في قوله (قد أعيت رياضتها..) المدينة بالمهر الصعب أو الناقة الصعبة التي لم يستطع ترويضها أحد فقد أتعبت كسرى بصمودها فلم يستطع تذليلها وصدت صدوداً عن أبي كرب ، وفي هذا تجسيم واضح حين جعل المدينة كالناقة . ولكن من هو أبو كرب الذي صدت المدينة عنه لا مراء في أنه أحد الذين غزوها فلم يفلحوا ولكن من هو وهل هي كنية لأحد الأكاسرة ؟ الله أعلم .؟المهم أنه لم يستطع فتحها .
& من عهد إسكندرٍ أو قبل ذلك قد *** شابت نواصي الليالي وهي لم تشبِ
يظل أبو تمام يحدثنا عن هذه المدينة العتيقة ذاكراً أن منعتها لازمتها من عهد الإسكندر المقدوني -بل ربما قبل ذلك-وهو عهد مغرق في القدم ، والعجيب أنها على الرغم من قدمها وكبر عمرها ما زالت محتفظة بشبابها وقوتها فالليالي شابت نواصي رأسها والناصية هي شعر مقدمة الرأس إذا طال . لكن هذه المدينة ما زال شعرها محتفظاً بسواده وفي البيت تشخيص لليالي إذ شبهها بالمرأة العجوز وتشخيص لعمورية فهي امرأة شابة ، وبين التشخيصين مقابلة فعمورية المدينة الشابة تقابل الليالي التي شابت نواصيها .
& حتى إذا مخض الله السنين لها *** مخض البخيلة كانت زبدة الحقبِ
مخض أي حرك اللبن في الممخضة(وعاء يوضع فيه اللبن ليستخرج بذلك زبدته) .
وقد بلغ تصوير أبي تمام في هذا البيت ، فهو يقول: كما أن المرأة الحريصة تمخض الحليب لتستخرج زبدته ، هكذا مخضت السنين المدينة مخضاشديدا فكانت عمورية أفضل ما خرج منها ، فشبه الأيام بالمرأة البخيلة التي تمخض المدن أو الأرض أو لنقل أرض عمورية ، وفي وصف المخض بمخض البخيلة ما فيه من دلالة على شدوة المخض حتى لا يذهب شيء يمكن الانتفاع به سدى ، ثم شبه عمورية بزبدة السنين فتعاقب السنين عليها لم يزدها إلا شدة ، وفي وصفها بالزبدة دلالة على طمع الناس ورغبتهم فيها للذتها ولكنها كانت ممتنعة على من يرسيدها ختاصةً وأن مالكتها امرأة بخيلة فلم يأتها المعتصم في وقت ضعف أو سوء بل في وقت هي كالزبدة طراوةً وحسناً.
-------------
ختاماً أرجو أن يثمر ما كتبته ولا أن يتمّ تجاهله كالسابق .. وأعلن أنني سأتوقف عن الشرح فقد أخذت نصيبي وزيادة .
المعتمد

عمر مطر 07-03-2001 01:04 PM

دور من الآن؟


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.