أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الملك والشاعر (أسرعوا بالدخول) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8469)

عمر مطر 11-02-2001 12:59 AM

الملك والشاعر (أسرعوا بالدخول)
 
وقع شاعر في أسر ملك شرير، عُرف عنه أنه يحب أن يمدح، وكان لا مناص للشاعر من أن يمدح الملك حتى يفك أسره، ولكن شاعرنا (العصامي) أبى أن يكذب، فقرر أن يهجوه فيما يظن الملك أنه يمدحه.

فلنفترض أنك أنت الشاعر، فما عساك تقول؟؟؟؟

عمر مطر 11-02-2001 01:47 AM

الملك:

أين السجين وأين من ناداني؟
................ فكأنه وقت اللقا، سجاني
هل يستغيث شويعر من سطوتي
............... أم أنه ذكر التقى فهجاني
فائتوا به حتى نرى من أمره
............ فعلى الشويعر قد وضعت رهاني


سمير العمري 11-02-2001 01:55 AM

الشاعر:

ماذا بمدحــكَ قد يقـــولُ بيـــــاني

**************** فالشعرُ غاض بنا وجفَّ لساني

من أين أستوحي الجمال ومثلكم

***************** جعل الجمال بدون أيِّ معاني


سمير العمري 11-02-2001 02:15 AM

الشاعر:

وجهٌ لكم كالبدر يُشرقُ في الضحى

***************** خلف الغيـــوم وقلبكم قلبـــانِ

قلبٌ به زرع المليـــك ســـلاحه

***************** زهـــــواً وقلبٌ آخـرٌ متواني


عمر مطر 11-02-2001 02:18 AM

الملك:
ماذا تقول إذا وصفت سماحتي
................. وشهامتي والبعض من إحساني

جمال حمدان 11-02-2001 02:28 AM

( الشاعر )
***************
منذ اعتليتم سيدي هام الورى

..... الخير شح وفاض بالنقصان!

حتى الغيوم وإن تعاظم حملها

....... عنا تمر كموكب الأحزان

اما السماحة سيدي فنداكم

.... للطامعين بنا سقى الظمآن


سمير العمري 11-02-2001 02:48 AM

الشاعر:

أمَّــا السماحة .... للسماحة أهلها

***************** تُعطـي بـلا منٍّ لكلِّ بنـــــانِ

أمَّـا الشــهامة فيــكمُ فهي التي

***************** تاقتْ إلى الإنفاق والإحسانِ


عمر مطر 11-02-2001 03:05 AM

الملك:

ماذا بِجِدي في المعامع والمعا
...................... رك كل يوم مرسل فرساني
فاسأل تجب، ومن الرعية كم فتكـ
........................تُ بهم بأمرٍ نصَّه جيراني

سمير العمري 11-02-2001 03:17 AM

الشاعر:

السيف في يدكمْ يجزُّ رقاب منْ

***************** مالــوا إلى العدوانِ والعصيانِ

وفوارس الملكِ العظيمِ جحافلٌ

***************** لا تعرف الإسراف في البهتانِ


سلاف 11-02-2001 09:09 PM

مما علق بالذاكرة من القصص الشعبي أن ملكا أمر شاعرا هجاءا بمدحه، فأبى الشاعر وتحت الضغط اتفقا على حل وسط، بأن يمدح في الصدر ويذم في العجز. فقال فيما قال
يا ملك يا ابن الملكْ
.................أبوك من قبلك تنكْ
ذباح للكبش السمين
...............ما يطعم السائلْ جنكْ
وهنا محاولة للنسج على هذا المنوال بشكل بحيث يقول الملك بلسانه ثلاثة أشطر فيربعها الشاعر بشطر من عنده، إذ لا تعقل المساواة بينهما.
الملك:......أنظر إلى ملكي السعيدْ
............أنظر لألــوان البنودْ
........... أنظر ملايين الجنــود
الشاعرْ:.................................أهمُ لنا أم لليهودْ؟
الملك: ........لا عاشَ فينا من بـخَلْ
..............إنـي كريـمٌ لـم أزلْ
.....................أنا لا أفرق بالبَذَلْ
الشاعرْ:...............................ما بين ليكو والعمَلْ
الملكْ :.......إنـي لـمقتصدٌ فقيرْ
.............للشعب أعمل كالأجيرْ
.............ما لـي من الدنيا يسيرْ
الشاعر:...........................تسعونَ قصراً ليس غِـيرْ
الملكْ:........إنّي على ديني أمينْ
..............من خيرِ أهلٍ متّقينْ
...........أوَلستُ إبنَ الأكرمينْ؟
الشاعرْ:..............................قطعاً فأنتَ أخو ربينْ
الملك:........الكلُّ مني مستفيدْ
.............وأنا بإيماني فريدْ
........عن شرع ربي ما أحيد
الشاعر:.............................والشيخُ يفتي ما تريدْ
الملك:.......أحكي ولا أتَـلَعْـثَمُ
............فـي كلِّ عِلْمٍ مَعْـلَمُ
...........أنا فـي الفصاحة مُلْهَمُ
الشاعر:............................ولِجَرِّ فِـعْلٍ تَسْلَمُ
الملك:............في كُلِّ أمرٍ لِيَ خِطّهْ
..................ما همَّني ديكٌ وبطّهْ
..................ومع الخيارِ أودُّ شطّهْ
الشاعر : ..................................لِمَ لا فأنتَ لديكَ سُلْطَهْ
الملكْ : ........أنا والملوك ذوو الأَثَرْ
................لسنا بيومٍ نسـتقرْ
................إذ كلّما دهم الخطرْ
الشاعرْ: ......................................للأمرِ يُعْقَدُ مؤْتَمَرْ
الملوكْ: .......نحنُ الملوكُ ذوو الخصالْ
.................وبحكمةٍ نبقى رجالْ
.................لكن بصبرٍ واعتدالْ
الشاعرْ:...................................إغضابُ أمريكا مُحالْ
الملوك:..............أتظـنّنا شيئاً قليلْ
................إنْ لم نصلْ للمستحيلْ
...............هلْ وحدةٌ في كلِّ جيلْ
الشاعر:..................................أيجوزُ إغضاب اسْرئيلْ؟

جمال حمدان 11-02-2001 09:23 PM

جمال .............. لله درك يا سلاف
......................اضحكتني مما أخاف
......................أتريد مني إعتراف

سلاف .............. هل يُــؤلم السلخُ الخراف ؟

والله إنك مبدع يا سلاف

سمير العمري 15-02-2001 09:44 PM


تذكرت أمراً حدث معي أثناء عملي في السعودية ينسجم تماماً مع هذا الموضوع إذ طلب مني رئيسي في العمل أن أكتب قصيدة بمناسبة افتتاح مستشفى جديد يحضره وزير الصحة ومدير عام شئون صحة الرياض ويدعى بدر الربيعة وهو من شرار الخلق وأسوأهم منبتا..... وطلب مني المدير بالطبع أن أضمن قصيدتي مديح الملك .....

رفضت بالطبع فمثلي لا يمدح من لا يستحق حتى وإن كسب الكثير أو خسر الكثير .... وصل الأمر إلى محافظ المدينة فطلبني وما زال بي يرجوني حتى خطر لي أن أمدح ذاماً فوافقت وكانت هذه القصيدة التي لبست ثوب المديح لتخفي جسد الذم ..... وقد فرحوا بها كثيرا .....


أهـلاً وســهلاً بالحضور ومرحبـــا

**************** في يومِ إشــراقِ الوزيــرِ الغــــالي

لَبِسَـتْ رمــاحُ زهـواً أجمـلَ حُلـَّــةٍ

**************** تســــتقبلُ المســــئولَ بالآمـــــــالِ

بــدرٌ تجلَّــى في الربيـــع كرامـــةً

**************** من فيضِ إكــرامِ المقــامِ العــــالي

فهــد العروبـةِ والبطولــةِ والنـــدى

**************** القـــــائدِ الفــذِّ العزيــــزِ الغـــــالي

ما كَلَّ يومــاً عن رعــايةِ شــــعبه

**************** كـَّلاِ ، ولا يومــاً طــغى بالمـــــالِ

يبني المساجدَ والمدارسَ في القرى

**************** وعلى التلالِ وفي الصعيدِ الخــالي

وكذا المشـــافيَ والمــراكزَ رغبــةً

**************** في الإحتفــاظِ بصحـــةِ الأجيـــــالِ

فالصحـةُ الأمــــرُ المقـــدَّمُ دائمــــاً

**************** وهي الســــعادة والمُنـــى للبـــــالِ

يا موكبَ الأفــراح غــرِّدْ وانتشـي

**************** هــذي بــلادُ العـــزِّ والإجــــــــلالِ

في كلِّ يــومٍ للحضــارةِ موقــــــعٌ

**************** واليـــومَ موقعُنــــا لســانُ الحــــال

جــاء الوزيــرُ بنفســهِ ورجالــــــهِ

**************** يا مرحبــاً بالســـــادةِ الأبطـــــــالِ

عاش المليــكُ بليلنــــا ونهــــارنا

**************** عاش المليـــكُ بعــــزَّةٍ وجـــــــلالِ


أرى أن لا أشرح القصيدة لأنني أود أن أسمع منكم قراءة واضحة كل حسب ما يرى .....


غرناطة 16-02-2001 10:37 AM


لقد أعجبتني فكرة الموضوع، فأحببت أن أشارك، ولكن ربما بطريقة أخرى، ومدلول بعيد آخر،،


وقف الشاعر يوما
في بلاط المالكينا

صار يلقي الشعر تترا
بأسماع الحاضرينا

ويعيد ويزيد
بذكر السابقينا

حتى رأى عين الوزير
بدت كعين العاذلينا

وبدا السأم يزحف
بنفوس الأجمعينا

وتطار الشرر سهاما
من عيون الشاهدينا

قالوا: ويلك ما لك
دوما تزدرينا؟!

ما لك لا تنتهي
عن ذكر الأولينا؟!

أذكر الملك بخير
ودع القول المهينا

فعجبت وقلت:
أبذكر الأكرمينا

تهن المقالة عندكم
يا كاشحينا؟؟!

فبدا المجلس يغلي
وغدى الجو سخينا

وتساقط الماء بكثرة
من فوق الجبينا

لم يكن يومئذ يشفع له
إلا صوت الملك وقد علا شخيرا!



yamama 16-02-2001 12:19 PM

قال الشاعر :

إني أخاف بأن تقول هضـــــــمتني
حقي بشعر ٍ حــــــــــائر ٍ، ومعاني *

أنىَّ لمثلي أن يعــــــارض أمركـم
كادت أوامــــــركم تقص لسانــــي

من أي أنهــار البـــيان سأستقـــــي
-ويحي - ولوج ُ بحاركم أظمــآني

قبحتُ إن لكتُ المديح فبـــــــعدكم
شعري ونبضي خــــائر الأوزانِ

___________________


* يقال فلان صاحب معاني ، أي صاحب أخلاق ٍ نبيلة ، وشهامة .

عمر مطر 16-02-2001 12:42 PM

سمير، غرناطة، اليمامة، جميل ما أتيتم به، ولكنني لا أزال أنتظر قاصمة الظهر في هذا الموضوع ولو كانت بيتا واحدا.

قرأت في البيان والتبيين (إذا لم تخني ذاكرتي) أن رجلا قدم إلى معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- فسأله العطاء، وكان الرجل من آل البيت، فقال له معاوية أعطيك بشرط أن تلعن عليا على المنبر (قد تكون هذه الحادثة من دسائس الغالين في التشيع ولكني ما أوردتها إلى لموضوع هذا الباب) فأبى الرجل أن يلعنه، فأصر معاوية، فصعد الرجل على المنبر وقال:

اللهم إن معاوية أمرني أن ألعن عليا، اللهم فالعنه.

فقال معاوية: إنزل عن المنبر، فوالله لا أدري من منا لعنت.

هذا الذي ردته من حسن استخدام اللغة، وحسن التورية، فمن لها؟


سلاف 16-02-2001 07:03 PM

دخل الشاعر عبد الكريم الكرمي على أحد الملوك
فقال له الملك: (وَ)
فرد الشاعر: ( إنَّ)
وخرج. أراد الملك (والشعراء يتبعهم الغاوون)، وأراد الشاعر : إن الملوك إذا دخلوا قرية أصلحوها وٌقاموا بالقسط بين الناس، ودفعوا عنها غائلة اليهود، ولم يسلموا منها (دلا ولا مرْله) .
مأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأء

عمر مطر 16-02-2001 09:15 PM

سلاف، قتلتني يا رجل.... هؤلاء الملوك الذين يصلحون القرى، حسبتهم المهندسين المعماريين.

سمير العمري 17-02-2001 01:57 AM

أخي عمر:


أراك لم تدرك المعاني الباطنة في ظاهر مدحي لأنك لو فعلت لأدركت أن بعض المعاني في قصيدتي تفوق ما ذكرته من النثر ذاك ....

لقد ظلمتني وظلمت شعري سامحك الله ...



عمر مطر 17-02-2001 03:29 PM

أخي سمير،

لعلنا لم ندرك بعض المعاني الباطنة في قصيدتك، لقلة تمكننا من اللغة، أو لجهلنا بالمعاني المختلفة لمفرداتها، فهلا شرحتها لنا، أو رشحت بعض الإخوة الشعراء في الخيمة لشرحها، فنكون لك من الشاكرين؟

عمر مطر

سمير العمري 18-02-2001 01:13 AM

أخي عمر:

لم يعجبني ردك ..أرجو أن لا يكون فيها ما استشعرت!! ... كلنا يعلم أنك من المميزين في اللغة بل أنت من أساتذتها ولكن يا سيدي الشعر لا يفهم دائماً بظاهر القول فقط وهذا هو أساس الموضوع في هذه المشاركة ألا وهو أن تقول شيئاً يفهمه السامع بغير ما يعني حقيقةً ... ولقد عنيت الذم بظاهر من المدح ... ولو كنت منتدباً أحداً ليوضح ذلك فما كان لها سواك ....

المهم أن تتذكر أن حتى القرآن لا يفهم دائماً بظاهر اللغة وتذكر الآية التي بها " لعلمه الذين يستنبطونه منهم "

على كل أنا سأتعامل مع ظاهر قولك وسآخذه مأخذا حسناً .... مأخذ الأخ المحب لأخيه الغاضب ودعنا من الشعر وأيامه إذا كان سييولد بين الأخوة غير المودة والحب وإذا كنت تريد فعلاً المعنى الحقيقي للأبيات فانظر بها مرة أخرى

تذكر يا أخي أنني أحبك في الله وما فكرت يوماَ بالإساءة إليكم حتى وإن أسيء إليّ ... سامحك الله وأبقاك لي أخاً قريبا ..



سلاف 18-02-2001 04:22 AM

أخي سمير : بارك الله في خلقك أولا وشعرك ثانيا. والأخ عمر جدير بكل حسن ثقة.
أخي الكريم هناك في القرآن الكريم الاستنباط وهو التوصل من الظاهر المعلوم مباشرة إلى ما وراءه مما يحصل بإعمال فكر وهو لا يخالف الظاهر بل يزيد عليه، وهناك الاستبطان وهو القول بوجود معنيين ظاهر وباطن مختلفين بل متناقضين في الأعم والأغلب، وهو على ما أعرفه ضد ما يقول به أهل السنة والجماعة، فلا يصرف المعنى لديهم عن ظاهره إلا بقرينة.وإنما أخذت الحركات الباطنية اسمها من الفهم المخالف لمنهج السنة والجماعة. هذا على حد علمي المتواضع، ولعل من هو أطول مني باعا في هذا الباب يصحح ما قد يشوب قولي من خطل.
وحسب التعريفين السابقين وجدتني في الوصول إلى المعنى الذي ذكرت أقرب إلى الاستبطان مني إلى الاستنباط. وما منعني من قول ذلك قبل أخينا عمر إلا مخافة أن يحمل كلامي على غير وجهه، وكل كلام - بدون حسن نية القائل والمخاطب - قابل لذلك، أما وقد قالَ وقلتَ، فقد سمحت لنفس بإبداء وجهة نظري آمنا بعدما قلتما من أن كلامي لن يحمل إلا على ما قصدت من ظاهره، فإن ما بيننا من الاحترام المتبادل والتزام أخي عمر بدينه ، وما سبق لك من حمل بعض ملاحظاتي على محمل الأخوة، فإن كل هذا لا يبقي بيننا إلا ما يعزز أخوتنا وودنا المتبادل. فالكلام عادة موجه للنص لا للشخص. فالقول - صوابا أو خطأ - يأن شعر أبي نواس في خمرياته أكثر استكمالا لأدوات الشعر من وعظيات الإمام الشافعي لا يعني أنه أو شعره بميزان الدين والخلق أفضل من الشافعي وشعره، فأين الثرى من الثريا. ومن هنا ما يقوله بعضهم من أن حسان بن ثابت رضي الله عنه أشعر في جاهليته منه في إسلامه.
وبارك الله فيك.


عمر مطر 18-02-2001 03:34 PM

أخي العزيز سمير،

أولا، أريد أن أعلمك أن موضوعا كهذا لن يغير في صداقنا شيئا، فما هو إلا اختلاف وجهات النظر، ثانيا، أخجل أن أقول عن نفسي عالما باللغة، فلسنا في هذه إلا تلاميذا أغرارا.

ثالثا، فقد نظرت في النص كما طلبت مني فلم أجد قرائن تصرف المعنى عن ظاهره، إلا نية الشاعر، ولم استشف الذم إلا إن افترضت الاستهزاء في القصيدة كلها، وإن كانت مما سماه أخي السلاف بالاستبطان فهو جديد علي لم أسمع في شعر العرب له مثيلا. ولا أخفيك أنني وجدت في موضعين ما يمكن صرفه إلى غير الظاهر، وهما:

في كلِّ يــومٍ للحضــارةِ موقــــــعٌ

**************** واليـــومَ موقعُنــــا لســانُ الحــــال

و

ما كَلَّ يومــاً عن رعــايةِ شــــعبه

**************** كـَّلاِ ، ولا يومــاً طــغى بالمـــــالِ

فأرجو أن توضح لنا إن كانت هناك قرائن لم ننتبه إليها.

سلاف 18-02-2001 05:21 PM

أخي عمر
استعملت الاستبطان بمفهومه اللغوي ولم أكن أقصد به مصطلحا معينا في الشعر، وقصدت بهذا الوزن (استفعال) أن أقارنه بالاستنباط الذي أورده أخي سمير.

سمير العمري 18-02-2001 11:46 PM

الأخوين عمر وسلاف:

أشكر لكما بداية ما تقدمتما به من تأكيد لمبدأ أن اختلاف الرأي لا يفسد الود وكذا أن الأخوة أولى من تعصب ذي رأي لرأيه وما أحب الجدل ولا الشقاق ....

قد كنت آليت أن لا أوضح بنفسي معاني القصيدة أملاً في أن أرى ردوداً منكم ولكن أرى أن لا يدفعكم للأخذ والرد إلا الجدل والخلاف ومع ذلك فأنا سعيد بذاك ... وإنني أرى أن أوضح بعض النقاط البارزة مما يندرج تحت باب " الإستنباط " بالقرائن الذي لا يقتصر على الدين أو الشعر فقط ولن أتطرق إلى ما سماه أخي السلاف " بالإستبطان " مؤكداً أن كل ذلك يدور في اطاره الأدبي الشعري بعيداً عن ما ذهب إليه أخي السلاف من اتجاه ديني فلسفي مما يدفعني لأن أزكي نفسي بما فيها دفاعاً وافتخارا لا غروراً واشتهارا فأنا بحمد الله مسلم سني ملتزم أحفظ من القرآن أكثر نصفه وأنا من أهل السنة والجماعة وأفهم القرآن بظاهر ألفاظه إلا ما ورد من السنة أو الأثر بخلافه وأتعامل مع المسلمين بظاهر قولهم أو فعلهم ولا أشق على قلوبهم وأجد لأخي حتى سبعين عذراً ولا أقبل من يخالف السنة وجماعة المسلمين ولا أواليه ... ولقد تمسكت بديني على ضرر ولا أزكي نفسي فالله ينا أعلم .... أردت بهذا فقط أن أؤكد أن هناك " أيضاً " من يلتزم بدينهً قلباً وقالباً في كل الظروف وبذا أرجو أن لا يناقش أحد في الخيمة الأدبية غير الشعر والأدب ولا يزكي أحداً على أحد ....

أعود لأقول أن فكرة الموضوع هو أن تمدح ذا سلطان جائر رغماً عنك فتفعل ذلك مظهراً المدح للسامع مبطناً الذم بمالا يفهمه إلا أهل الإستنباط والعلم ولو قلت ما يفهم ذماً صراحة لما كان في ذلك موضوعاً ذا بال.

وهناك طرق عدة للوصول إلى ذلك منها مثلاً:

1. استخدام كلمات في غير مدلولاتها مثل:

وكذا المشـــافيَ والمــراكزَ رغبــةً
**************** في الإحتفــاظِ بصحـــةِ الأجيـــــالِ

أما كانت كلمة الإهتمام بدلاً من الإحتفاظ أولى وأنسب؟!! ... هل هما مترادفتان؟!! .... ألا تعني الإحتفاظ هنا أنه من باب الإستفادة لا الإهتمام كمن يهتم بقطعانه لا بأولاده؟!!

ومثل:

عاش المليــكُ بليلنــــا ونهــــارنا
**************** عاش المليـــكُ بعــــزَّةٍ وجـــــــلالِ

ألا تعني أن يعيش الملك بليلنا ونهارنا شيئاً؟؟!!!!

2. إظهار معنى المدح في قرائن الذم مثل:

يبني المساجدَ والمدارسَ في القرى
**************** وعلى التلالِ وفي الصعيدِ الخــالي

فظاهر القول يدل على الكرم وباطنه يدل على السفاهة والإسفاف كما يدل عليه المعنى البطن في العجز.

3. التورية والتلاعب بالألفاظ مثل:

بــدرٌ تجلَّــى في الربيـــع كرامـــةً
**************** من فيضِ إكــرامِ المقــامِ العــــالي

فالبدر الذي تجلى في الربيع هنا ما هو إلا ذلك الذي وصفته في المقدمة بأنه من شرار الخلق وقد كان كذلك .... وهو ليس الوزير إذاً .... فإن كانت هذه هي تجليات المقام العالي فحدث ولا حرج !!

4. النفي بقصد الإثبات مثل:

ما كَلَّ يومــاً عن رعــايةِ شــــعبه
**************** كـَّلاِ ، ولا يومــاً طــغى بالمـــــالِ

فنفي الأمر هنا ما هو إلا إشارة إليه وتنبيه لوجوده !!!

5. المبالغة في مدح شمائل لا يتصف بها الممدوح أو لم يقم بها أصلاً مثل

فهــد العروبـةِ والبطولــةِ والنـــدى
**************** القـــــائدِ الفــذِّ العزيــــزِ الغـــــالي

ومثل:

في كلِّ يــومٍ للحضــارةِ موقــــــعٌ
**************** واليـــومَ موقعُنــــا لســانُ الحــــال

ولا تعليق ...

6. السخرية المرة المبطنة في ألفاظ لا تنساق في النسق العام مثل:

لَبِسَـتْ رمــاحُ زهـواً أجمـلَ حُلـَّــةٍ
**************** تســــتقبلُ المســــئولَ بالآمـــــــالِ

ومثل:

جــاء الوزيــرُ بنفســهِ ورجالــــــهِ
**************** يا مرحبــاً بالســـــادةِ الأبطـــــــالِ

انظر إلى عجز البيت الأول ثم كلمة " ورجاله " في البيت الثاني وإلى السياق العام للقصيدة بعد أن قدمت لها بما قدمت .....

هذه إشارات وتلميحات ربما توضح الأمر ولعل ذلك أن يرضي وأقول للأخ عمر أخيراً : إن كنت تنتظر قاصمة الظهر في هذا الموضع ولو ببيت واحد فإنني أرشح لك :

ما كَلَّ يومــاً عن رعــايةِ شــــعبه
**************** كـَّلاِ ، ولا يومــاً طــغى بالمـــــالِ

مع خالص تحياتي


سلاف 19-02-2001 12:06 AM

أخي سمير
والله ما قصدت من ذكر الاستبطان والاستنباط إلا توضيح المعنى اللغوي، ولم أتهم لتدفع.
أعتذر يا أخي عن أي معنى سلبي أدى إليه تعليقي. ومنك السماح.

عمر الشادي 19-02-2001 12:19 AM



Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.