أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ذبول (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8721)

mubarrah 13-10-2001 08:18 PM

ذبول
 
إني الخريف عواصفٌ في كلِّ ساحْ
*******أنا لا اخضرارَ لديَّ إلا في الجراحْ
قد أقحلت كلُّ المسالك في جمودْ
*******لم تَرحَمِ الظمآن يَبحثُ عن قُراحْ
تتراقصُ الأشباحُ حولي كالحاتْ
*******وروائحُ الموتِ المُؤذِّنِ بالرّواحْ
ذوتِ النجومُ وأطبقت ظُللُ الغمامْ
*******وغدا السوادُ مظلّتي وغدا الوِشاحْ
فاض الحنينُ مُقلِّباً نَزْفي السخينْ
*******والقلبُ بين الصحوِ والإغماءِ شاحْ
فبَدَتْ كما بردى تحدَّرَ للشآمْ
*******بُلّي الصَّدِيَّ فأنت للأرواح راحْ
عيناك معراجٌ وليلٌ وسلامْ
*******جنّاتِ زيتونٍ أُطالِعُ في ارتياحْ
أتوسّدُ الصدرَ الحبيبَ فتَبْسُمينْ
*******وروائحُ الريحانِ تَعبَقُ من أقاحْ
تتلو على سمعي الحكايات الوِضاءْ
*******عن تَلّتي من قبل أن يَعلو الجناحْ
سِرّان أخفى من ضميرٍ في الفؤادْ
*******والشوقُ يَخفِقُ موشكاً منه البَواحْ
ثمّ افترقنا والجواذِبُ نازعاتْ
*******ما غادرتْ فُلكي المدار مع الرياحْ
فإذا اللقاءُ مسطَّرٌ فوق الزمانْ
*******صِرْنا فؤاداً طاهراً بالانشراحْ
فنسابق النّسماتِ نُمسِكُ بالغيومْ
*******حَصباؤنا نجمٌٌٌ وبدرُ النور لاحْ
ننساب لحناً دافقاً مثل الضياءْ
*******متناغمين نَعُبُّ من صَفوٍ مُتاحْ
كم ليلةٍ قد ضمَّنا عشٌّ حنونْ
*******ما زادُنا إلا حديثٌ وارتياحْ
أو قُبلةٌ سَكَبَ الفؤاد بها الظنونْ
*******هل في التياعٍ واشتياقٍ من جُناحْ (نعم، إن لم يكن حلالا)
آهٍ وما يُجدي الزفيرُ وقيلُ آهْ
*******والبعدُ ساطٍ غيرُ مكبوحٍ الجِماحْ
هل تنشلين القلبَ من لُججِ الضياعْ
*******وتُبدِّدينَ غواشياَ بالنور ماحْ
كوني شذىً للروح جَذواتِ الحياة
*******تَهتَزَّ أغصاني الذوابلُ كالرماحْ
وأُلملمُ الشذراتِ أهزأُ بالمُحالْ
*******وأُناوِئُ الظلماءَ أطلُعُ كالصباحْ
ياذا اللقاءُ تُراك تأتي بالربيعْ
*******أم أن أَقداري: التفرُّق والنُّواحْ
ءأُغالبُ الأقدارَ إلا بالدعاءْ
*******فلعل ربي باسطٌ كفَّ السماحْ

[ 15-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: مشرف ]

mubarrah 14-10-2001 08:42 PM

تصحيح:
يرجى إضافة أنا إلى الشطر الثاني من البيت الأول ليكون هكذا:
إني الخريف عواصف في كل ساح
******أنا لا اخضرار لدي إلا في الجراح
كما يرجى حذف ابتسام من البيت التالي ليكون هكذا:
كم ليلة قد ضمنا عش حنون
******ما زادنا إلا حديث وارتياح
مع الشكر.

خرنق 15-10-2001 01:51 AM

أخي المبرح
السلام عليكم ورحمة الله
لا فض فوك أخي العزيز
قصيدة هي في حد ذاتها عاصفة من عواصف الخريف، لا يدرى لها اتجاه أو رواح، هل ستحمل المطر رحمةأم عذاب، تدل على صدق وألم عميقين، فيها نفحة ألم لكن بشير الخير في نسماتهالا يخفى... .
قصيدة رائعة أجاشت المشاعر ولامست شغاف القلب، تعبر عن ذروة المأساة وألم البعد، جميلةبوجهها الحزين كسابقاتها، وفي انتظار المزيد...
أخوك خرنق

[ 15-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: خرنق ]

mubarrah 15-10-2001 11:41 AM

أخي العزيز خرنق
كنت أول قارئ لي ، وكان لرأيك مكانة خاصة عندي ، أعرف منك تذوقك المرهف ، وإحساسك الشفاف ، ومشاركتك الحزن والفرح.
نعم. القصيدة مثل صاحبها ، تتجاذبها الرياح ، يطغى عليها الألم الممض ، ويطفو الأنس بالذكريات أحياناً ، لكن إشراقة الأمل لا تغيب ، يذكيها إيمان برحمن السموات والأرض.
أشكرك

عمر مطر 15-10-2001 12:28 PM

يا قلبُ عرِّج واقطفنْ ثمرَ البواحْ
................... سرّ ٌ أتاكَ مضاهيا وجهَ الصباحْ
ذاك المبرّحُ كنتُ أحسبُ جلمدا
....................... فإذا به بَشَرٌ يضيقُ به البراحْ
وإذا الذي كان القريضُ نعيرَهُ
.................... يَغشى حُداءَ بعيرِهِ رَجْعُ النـُّواحْ
لا تقتل ِالقلبَ الكظيمَ بصَمْـتِهِ
............. بلْ بُحْ فبعضُ البوحِ يفضي لانشراحْ
فأنا النصيرُ إذا الحظوظ تجشمتْ
.................. بالجدِّ أنصُرُ صاحبي لا بالمِزاحْ
والعسرُ مثلُ الليل ِ طالَ وإنـّهُ
.................. ببَصيصِ فجر ٍقد تأذ ّن بالرواحْ
أنت الخريف وتحتوي بذرَ الحياةِ
................... تصونها، من ثمّ تحملها الرياحْ
تختالُ في غرر الربيع فدافدا
.................. من سندس ٍ تزهرّ فـُلا ً أو أقاحْ
فاضْمُمْ بذورَ الفرح ِ صاحِ ولا تقلْ
................. غابَ الرجاء وإنما التفريج لاحْ
واصبر فما الرحمن ناس ٍ عبده
......واعصبْ -فدتك النفس- من لدغ الجراحْ

[ 17-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عمر مطر ]

mubarrah 15-10-2001 03:05 PM

أخي عمر:
أَهْوتْ سيوفٌ فوق آثارِ الرماحْ
..........وأنا الحسام يُفَلُّ من طول النِّطاحْ
دمعي عزيزٌ في النهارِ أكُفُّه
..........ويَفيضُ في الأسحارِ نَبْضاً بالجراحْ
هي إن بَدَتْ غَيْثٌ لقلبيَ والهنا
..........في كفِّها بُرْءٌ لسُقميَ والبَراحْ
أخُيَّ كن لي في ليالٍ أَعْسرتْ
..........ما للخُطوبِ بها انقضاءٌ أو رواحْ
القلبُ يَحزنُ والعيونُ دوامعٌ
..........وأَصونُ نُطْقيَ أن يُجاوِزَ ما يُباحْ
صبرٌ جميلٌ ، إنّ ربي قادرٌ
..........يشفي الفؤادَ بطلعةٍ مثل الصباحْ

عمر مطر 16-10-2001 08:02 PM

أخي جمال،

كان لك تساؤل حول البيتين التاليين وعندما عدت كنت قد غادرت المسنجر:

أنت الخريف وتحتوي بذرَ الحياةِ
................... تصونها، من ثمّ تحملها الرياحْ
تختالُ في وجهِ الربيع فدافدا
.................. من سندس ٍ تزهرّ فـُلا ً أو أقاحْ


أولا: البيت الأول يصح عروضيا بقولي (تصونها) ولا يصح بـ(لتصونها) كما اقترحت حيث أن الكامل كما تعلم يأتي على متفاعلن، وهذه التفعيلة تتكون من التا المكسور من الحياة، ومن كلمة تصونها كاملة (ةِ تصونها=متفاعلن).

ثانيا، كان لديك تساؤل عن كلمة تختال، فهي عائدة على بذور الحياة التي تحملها الرياح، وهي التي تختال فدافدا عندما يأتي الربيع. وقد اخترت الفدافد بالذات لأنها الأماكن المرتفعة الغليظة وهي بذلك رمز للأنفة، وإن كانت بذور الحياة تصل حتى إلى الفدافد فإن ذلك أبلغ لمعنى الحياة فيها.

ووجه الربيع كناية عن بدايته، والسندنس تشبيه للأعشاب.

أرجو أن أكون قد وفقت في بيان المعنى المنشود.

ولعلي أشكر المسنجر لتعطيله، فقد سمح لنا بطرح تعليلنا هنا لنستمع إلى أراء الجميع فيه.

عمر مطر 16-10-2001 08:06 PM

قبل أن أنسى، كنت قد أشرت علي بالنظر في عروض الشطر الثاني من البيت الثاني، ولعلك أخي ما انتبهت إلى الشدة على الراء في (ازهرّ) :)

لا بأس، للعمر حق. :)

عمر مطر 16-10-2001 09:08 PM

لفت السلاف انتباهي إلى التالي:

يا قلبُ عرِّج واجتني ثمرَ البواحْ

الصحيح أن نقول اجتن ِ.

:)

جمال حمدان 16-10-2001 10:03 PM

اخي عمر
لو رآني اخي السلاف بالتاكيد سيقول لي احمد :)

حيث لم انتبه بان البيت كان مدور اي تاه الحياة مع تصونه والعتب عليك وليس علي فانت اوقعتني في هذا المطب.

ثانيا
كنا اقرا القصيدة بدون النظارات فتقريبا لا الشدة اراها ولا حتى نوووون النسوة :)

اعجبني جدا تحاوركم مع اخينا المبرح بالرغم من جرعات الاسى المركزة التي نضحت من الابيات ولكني اثبت هنا اعجابي بشاعرية اخينا المبرح وبتمكنه من الرسم بالكلمات وربما لنا عودة ان كُتب لنا ذلك .

مع تحيات
اخوكم :جمال حمدان

[ 17-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جمال حمدان ]

mubarrah 17-10-2001 12:15 AM

الأخ الحبيب عمر
أبياتك مكسوة بهاء وحسنا ، وحسبي منها عاطفة صادقة نحوي ، ألمسها بتجاوبك ، وأعرفها من كريم خصالك.
أجد النقد في الخيمة يتجه كثيراً إلى الشكل ، مع أن المضمون منه بمقامة الروح للجسد ، وأقصد بالمضمون لا التقارير المباشرة ، والمعاني الجامدة ، إنما العاطفة الجياشة ، ووجدان الشاعر ، وتفاعله مع ما يطرح من قضايا.
لذلك فقد بدأت حديثي بأني لمست هذه العاطفة ، وعشت معك وأنت تنشئهابصور فنية رائعة ، تتنوع ، لكنها تتكامل في رسم صورة الأخ المشفق ، ينشل أخاه من وهدة اليأس إلى رحاب الأمل.
وفي الشكل والتفاصيل فإن لي اقتراحين وتساؤلاً:
أولاً: جعل اقطفن مكان اجتن حتى يستقيم الوزن.
ثانياً: تختال في غرر الربيع بدلاً من وجه الربيع ، فإنه أدل على ما تريد، من أنه أوائله ، فإن ما يتبادر للذهن من قولك تختال في وجه الربيع ، أنها إنما تقصده في اختيالها ، كأنها تتكبر عليه.
والسؤال: ماذا تقصد بقولك: اعصب –فدتك النفس- من لدغ الجراح؟
وأخيراً: أشكر لك تفاعلك فناً وفعلاً. وأسألك هل تستطيع إضافتي إلى قائمتك على المراسل؟

[ 17-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: mubarrah ]

mubarrah 17-10-2001 12:45 AM

الأستاذ الكريم جمال حمدان
شهادتك لي شهادة أعتز بها ، فأنت أستاذنا ، وأنا قد قرأت لك من قديم ، وشعرك فياض دافق ، لا يزيده أن أبدي إعجابي به.
إن كنت قد تمكنت من نقل مشاعري الحزينة ، وألمي العميق ، فهذا ما كتبت الشعر له ، ويمثل نجاحاً لي بشهادة خبير مثلك.
فرسالة الشاعر أن يرسم الصور الوجدانية ، ويعبر عن المعاناة الإنسانية ، أو يصل من خلال التجارب التي يعيشها أو يرسمها لأبطاله إلى الحكمة ، لا أن يتعجل الوصول إليها دونما تفاعل وحرارة في النص الأدبي.
هذا الرأي في الشعر يتبناه سيد قطب في كتابه في النقد الأدبي ، وعلى أساسه يصنف الشعراء ، ويعيب على كثير من شعراء العربية ركضهم إلى تقرير الأفكار ، دون اعتناء أشد بالمشاعر. ثم يتناول صوراً من القرآن الكريم ، النص الأدبي الأسمى ، سمو الخالق على خلقه ، فيبرز كيف يعالج المشاعر ويهز الوجدان ، حتى يصل إلى الحقائق ويقرر الأفكار ، في تمازج فريد من لدن حكيم خبير.
وبانتظار المزيد ، أشكرك جزيلاً

[ 17-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: mubarrah ]

mubarrah 17-10-2001 12:48 AM

تصحيح: تنشئها تكتب هكذا :)

عمر مطر 17-10-2001 12:57 AM

1. اقطفن. تم التعديل.
2. غرر. تم التعديل.
3.

واصبر فما الرحمن ناس ٍ عبده
......واعصبْ -فدتك النفس- من لدغ الجراحْ

الشطر الأول في الحث على الصبر.
والشطر الثاني مبالغة في الحث على الصبر، وذلك بتشبيه جراحات الزمان بالأفاعي، والعصب هو التضميد لللديغ (أو السليم كما تقول العرب)، والشطر حث على الصبر على محن الزمان، كما يصبر السليم على لدغ الحية.

:)

لي وقفة هنا، أناصر فيها رأي أخي المبرح، فالخيمة فيها النقد له وجه واحد وهو نقد القالب الخارجي، وأعتقد أن نقد في هذا التوجه بحث عن السلامة، فإن من ينتقد العروض، يقول لمنقوده خرجت عن عروض الخليل، فيقول المنقود: صدقت.

أما من ينقد المعنى فيقول أرى كذا، ويقول المنقود: لا أرى ما ترى، وبعض الشعراء يتحسس للنقد، فتنتهي الأمور ببعض الفرقة بين الأصدقاء، وطالما رأيت الشعراء هنا في الخيمة -وأنا أولهم :)- يتجنبون النقد المباشر بالذات للمعنى، وقد تكون في ذلك السلامة، ولكننا حقيقة لا نستفيد شيئا مما يقال لنا حول نص معين أو قصيدة معينة، فكل ما هناك المعارضات، والمساجلات، والردود المقتضبة شعرا، ولكن أليس في الخيمة متسع للنقد الأدبي الموضوعي الذي يتناول المعنى كما يتناول المبنى؟

أتمنى أن يكون هنالك، وأن نستحث تلك الأقلام بتشجيعها على النقد، وبتقبل نقدها بصدر رحب دون أن ينظر لصاحبها، أو ليفاعة قلمه.

عمر مطر 17-10-2001 01:09 AM

أخي المبرح،

يمكنك دائما تعديل مشاركتك بعد أن تكون قد أضيفت بأن تنقر على صورة الورقة والقلم بجانب تاريخ المشاركة...

أضيفت المشاركة 17-10-2001 02:45 AM

ومن ثم يمكنك أن تعدل المشاركة وتعيد نشرها.

بالنسبة للمراسل (تعريب جيد) فإني لا أعرف عنوانك البريدي، وإن شئت فعنواني ...

omarma6ar@hotmail.com

لا تيأس إن لاحظت تغيبي عن المراسل، فأنا لا أدخل الخيمة إلا في وقت يكون فيه أهل الوطن العربي نيام. :)

الهتون 24-10-2001 07:34 PM

الأخ مبرح ...
بارك الله فيك على القصيدة الرائعة ...

mubarrah 25-10-2001 07:26 AM

الآخت هتون..
وبك بارك الله ، شكراً لك على إطرائك ، وبمثل ردك أجد لكلماتي معناها ، وأعرف صداها ، فهي ذوب قلب ، وللقلوب تهدى.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.