![]() |
قلب الورق
أكتب..ولا تدع الحروف تذوب من هجر الورق
أكتب..فإن الحرف نصر لو تحرر وانطلق المعصم المغلول يكسر كل قيد إن نطق ولسان عالمنا المريض يَصِحُّ حتماً لو صدق مازلتُ أسأل كل ثانية تعربد فى القلق من ذا الذى سحب العيون من البريق إلى الأرق؟؟ ورمى برونق وجهها الخلَّاب فى يم الغرق؟؟ من ياترى فى نبض شمس نفوسنا نفث الغسق؟؟ دنيا تُبَثُّ من الخرائط ثم تسبح فى الرَّهَق ويعود يرسمها الجنون من الضياع على النَّزق ويظل يلذع صبرنا المسكين حلم مُسْتَرَق لكنما الآمال ترفض أن تجىءَ بلا عرق.. غدنا غريب تائه من كفِّ حاضرنا انزلق وتكسرت أجزاؤه وتبعثرت فىالمفترق تستصرخ الإحساس داخلنا لينقذ ما احترق أتراه يكفى كى يعيد لنا التَّبَدُّدُ ما سرق؟؟؟ أكتب..فإن الموت حطَّ على الملامح واخترق أكتب...وعِشْ لم يبق إلا العيش فى قلب الورق... |
لا أوحش الله من اخينا السلاف فقد أعادت لنا أختنا المبدعة حنان بعض السلافيات وبطريقتها التي تتضوع منها الفلسفة والنظرات التاملية فب المستقبل والحاضر فلا فض فوك اختنا الرسامة بالكلمات .
ولا ابالغ إن قلت بأن اشم في هذه الأبيات همهمات أخينا الحاوي المحببة لقلوبنا . ولعلي نظرت لهذا البيت وتمنيت عليك اختي حنان ان تاتي بكلمة تربط بين الأرق وعكسها من ذا الذى سحب العيون من البريق إلى الأرق؟؟ مثلا : من ذا الذى سحب العيون من السكينة للأرق؟؟ على اي حال لي عودة اخرى وحاولت ان اضع يدي على أبيات معينة فكلما وضعت يدي على بيت معين جاءني البيت التالي بشاهدي عدل فأعود لأقول لافض فوكِ أيتها المبدعة . اخوكم : جمال حمدان |
اللـــــــــــــــــــــــــــــــــه :)
أنتظر تعليق المبرح، فأنا أعرفه يذوب في مثل هذا الشعر. يالها من قافية تقلقل القلوب. |
أخى جمال..
سعدت جدا بمرورك بكلماتى المتواضعة التى أحسب أننى عرضتها عليك قبلا فضننت على بهذه الملاحظات الرائعة.. سعدت بتشبيهك إياى بالسلاف والحاوى بالرغم من أننى لم أتأثر بكليهما فى الحقيقة..فلكل مذاقه الخاص..ربما أتفق وإياهما فى حالة الحزن المشوب بالملل من كل الأوضاع التى نعيشها ..أما أن تشبه كلماتى كلمات أى منهما..فرغم احترامى وتقديرى..أجد أننى أبعد مايكون عنهما..ثم إن الشعر الحزين الموغل فى الكآبة هو السمة الأساسية لشعرى..فلماذا تضرهما بهذا التشبيه؟؟أتكرههما إلى هذا الحد؟؟ :) :) :) بالمناسبة..فى رأيى أن البريق لا يكون إلا فى السعادة والصفاء والفرح والأمل أما الأرق فإنه فإنه يطفئ كل لمعان وبريق فى العيون..السكينة أيضا ليست عكسا الأرق..ولا توجد عيون ساكنة..لكن توجد عيون مستكينة.. هذا رأى..وفى انتظار إطلالتك مرة أخرى.. |
أخي جمال يثبت بالفعل أنه قارئ متذوق وبصير بخفايا بناء البيت
ملاحظته عن البريق والأرق قوية في رأيي ولكن الشاعرة مصرية لا تقل عنه في هذا وردها يدل على أنها تعرف ماذا تكتب ولا تختار الألفاظ عفواً وإن كنت لم أزل أرى أن ملاحظة الحمداني لم تزل قائمة فالبريق لا يفي تماماً بالمعنى وإن كان في انتقائه مهارة مؤكدة لا يقدرها حق قدرها إلا من خاض عباب الشعر وعرف مضائقه وما يواجه الشاعر من صعوبة المواءمة بين الفكرة واللفظ . أما في المقارنة مع سلاف فقراءتي القديمة لشعره تجعلني لا أرى رأي أخي جمال في التشابه وفي هذا فالدكتورة حنان محقة فالشاعران سلاف ومصرية هما من اتجاهين مختلفين لا أعرف توصيفهماالدقيق فسلاف يهتم باللفظ والجرس مشابهاً في ذلك الصقر والأخت مصرية تهتم بالتعبير غير المباشر عن ما تريد فهي تكاد تخبرنا لا بالواقعة بل بانفعالها عنها وهذا ما دفعني للمقارنة بينها وبين الاتجاه الرمزي.ومن المؤسف أن جدة عهدي في الخيمة لم تتركني أقرأ كثيراً للشاعر الحاوي . ويبدو لي أن هذه الخيمة يلزمها الآن ناقد متفرغ يدرس الأساليب ويصنف الشعراء في اتجاهات ومدارس فهم ما شاء الله كثيرون وكلهم على درجة مرموقة من الإجادة. وعندها يمكن للخيمة أن تعلن استقلالها الذاتي ففيها من كل صنف أدبي وفيها النقاد وننتخب أخانا جمال لا مشرفاً بل شيخاً لعشيرة الخيمة المستقلة ذات السيادة ففيه بالفعل من ملامح الشيخ العربي بمكارم أخلاقه المعروفة ما يؤهله لذلك. وأعد دلال القهوة يا شيخ جمال ترانا ضيوفك.. |
عودة ثانية...
بصراحة هذه القصيدة من أجمل ما قرأت في الخيمة، ولا أستطيع أصفُ سرّها، ولكن سحرها سلبني فلا أملك الحراك، بما أني راقبت الشاعرة الدكتورة حنان من أول المشوار، فإني أراها الآن الشاعرة التي نضجت وآتت أكلها، وها نحن نستمتع بطيب ثمارها. لا أكاد أقرأ هذه القصيدة دون أن تستوقفني قافيتها، فهي على أنها قافية مقيدة، إلا أن قلقلة القاف الساكنة، تجعلها بين المقيدة والمطلقة، وتعطيها جمالا مميزا، ولا شك أن الأخت حنان من مدرسة الرمزية، إلا أنها لا تسرف في الغموض، فهي تملك من البراعة ما يجعلك تفهم قصدها بشكل عام من سياق القصيدة، دون الاضطرار إلى الإمعان في البحث عن الرموز، وهي بحق مبدعة في اختيار موضوعاتها، وأساليب طرق الموضوعات، فإن كان الموضوع معروف فأسلوبها جديد، وإن كان الأسلوب معروف فالموضوع جديد. طبعا أخالف الأستاذ جمال في وجه التشابه بين شعر الدكتورة وبين شعر السلاف، فأنا مثل أستاذنا محمد أعتقد أنهما رأسا مدرستين مختلفتين، كما أني أخالف الأستاذ محمد في درجة الشبه بين السلاف والصقر. كنت سأكتب ردا على الموضوع الذي تكلم فيه عن هذا الموضوع، ولكني كنت على باب سفر، فكرهت أن أترك الموضوع معلقا، وهو باب للمناقشة كبير. أما أنا فأرى أن الصقر شاعر فذّ، يذكرني بالقدماء، فلو لم تكن قد عرفت أنه معاصر لظننت أنك تقرأ لشاعر عباسي في غالب الأحيان، وهو يستخدم ألفاظا قوية جزلة، وقد ترد بعض المحسنات في شعره أحيانا، ولكنها تكون منه طبعا -على ما يظهر لي من صناعة فيها-، والصقر متمكنٌ في أساليب الأقدمين، وله باع في صناعة الصور، فقلما تجد له قصيدة إلا وتستوقفك فيها صورة تكاد تكون جديدة بأكملها. أما السلاف فيتشابه في بعض قصائده مع الصقر في قوة الألفاظ وجزالتها، إلا أنه لا تكاد تخلو له قصيدة من كلمات (دارجة) أو معربة بأسلوبه الخاص الذي اعتدنا عليه، فانظر لاستخدامه كلمات أنكلِسام، عن العم سام (أمريكا)، وغيرها الكثير، وقد حاولت أن أبحث في قصائد السلاف عن آثار صناعة لفظية، أقصد المحسنات اللفظية، فلم أجد، وإن كنت قد وجدته أتاها من حيث لم يعلم في موقفين أو ثلاثة، وأذكر أنني عندما أشرت إليها، انتبه فقال لم أكن أقصدها، أما صور السلاف فهي خليط بين القدماء والمعاصرين، وذلك ناتج عن ثقافته الأدبية الواسعة، التي لا تقتصر على اللغة العربية، وهو بلا شك أكثر شعراء الخيمة ثقافة وتنوعا، وقصائد السلاف في الغزل يحق لنا تطريزها بالذهب، ذلك بعد أن يـبتر آخر بيت أو بيتين، حيث أنه لا يفتأ يذكر الخلافة في آخر بيتين من القصيدة وإن كانت غزلية، فكأنه يشعر بالذنب إن خصّ الغزل بقصيدته دون هموم الأمة. فالذي يتشابه به الصقر والسلاف هو جزالة الألفاظ، ولكن إن نظرت إلى الموضوعات، وجدتهما -لا أقول على طرفي نقيض وإنما- مختلفين، فالصقر اختص بما اختص به شعراء العصر العباسي الأول، من غزل ومدح (اقرأ له قصيدة المدح إياها إن شئت)، أما السلاف فجلّ كتابته في هموم الأمة، وما خرج عنها كان من درره، كترجماته وتفصيحاته وغزلياته، فمن ينسى قصيدته التي يقول في مطلعها: ضمي إليك شظايا القلب في الورق، وأعتقد أن هذه التي أشار إليها الأستاذ جمال في مقارنته الدكتورة حنان بالسلاف، فهو كان يعني القافية فقط، وليس الأسلوب، فهي قافية مميزة، وإن كنت الدكتورة قد قيدتها، والسلاف أطلقها. أما الحاوي، فهو ينتمي إلى مدرسة الدكتورة من حيث الرمزية، إلا أنه أكثر غموضا منها، وقصائده محكمة، متقنة، يكاد كل بيت يكون فيها روحا قائمة بنفسها، وهو من أهل الصناعة، ولا بد من الصناعة في مدرسة، إلا أن بعض صوره قد تكون مما لا يدركه إلا الشاعر، أو من عاشره، ولنا وقفة مع قصيدة سماح تكلمنا عنها فأطلنا، ولكنه موهبة حقة، وأنهي بملاحظة قد تكون قيمة في قراءة شعر الحاوي، وهي أنه نحوي متمكن، فلن تجد له تفلتا في قواعده، كما أنك لن تجد له هروبا من النحو بتغيير التركيب أو المعنى كما يفعل بعض الشعراء. أما الأستاذة الدكتورة حنان، فهي كما قلنا من أتباع الرمزية، ولعلنا نراها على رأس تلك المدرسة قريبا، إلا أن سبب نجاحها في طرحها الموضوعات المختلفة هو اهتمامها بأن تكون القصيدة مفهومة للجميع، ولا تختص بأحد دون أحد، فهي على رمزيتها واضحة، ولها سلاسة في الكتابة تكاد تذهب بعقل القارئ طربا، وقد يكون لبراعة يراعها في النثر أثر على سلاسة شعرها، وليت الوقت يسعفني لكنت ذكرت أمثلة على ذلك. وقبل أن أختم، أحب أن أذكر ملاحظاتي على صاحب الجلالة الشعرية، الأستاذ الشاعر جمال حمدان، فهو بحق صاحب عرش الشعر في هذه الخيمة، وهو إن كان ذا فضل عليّ، فإن ملاحظاتي محايدة كل المحايدة، فهو الشاعر المتقلب تقلب السلاف، فهو لم يترك ضربا من ضروب الشعر إلا طرقه، بل وأبدعه، وقصائده أكبر شاهد على مقدرته الشعرية، وأشهد له أن أبرع الشعراء هنا بالتصوير والتشبيه، وقد لاحظت ذلك في كلامي معه في المسنجر وعبر الهاتف، فهو -حتى في كلامه العادي- لا يكاد تخلو له جملة من تشبيه، وهذا طبع لا يمكن لنا أن نقلل من قدره، وأحار كثيرا في صوره، فكيف له أن يأتي دائما بالجديد وقد يئس القوم من المحاولة؟ ولكني كذلك آخذ عليه أنه يسلك أحيانا طرقا أنهكها كثرة المرتادين، وهذه تؤخذ على الشاعر، وجمال مكثر، ولا شك أن المكثر لا بد أن يقع في مثل هذا، وهي ملاحظة على السلاف أيضا، فهو يعيد بعض الصور في اثنتين أو ثلاثة من قصائده، ونعود إلى جمال فنقول أنه تفنن في الصور والأخيلة، وهو شديد الاهتمام بمحسناته -المعنوية على الأقل-، فتجده -كما كان الأقدمون- يراعي التوافق بين الألفاظ، ويحاول دائما المقابلة بينها، وله طرائف في الجناس -مثل أبيات المحيا- ولكن السمة الواضحة في شعره هي التشبيه والاستعارة، والذي ألحظه من مرافقة الأستاذ جمال لمدة تربو على السنين الخمسة، هي أن ليس متمكنا كثيرا في النحو، ولذلك فإنه يروغ منه بتغيير التركيب وتقليب الكلمات، وأكاد أجزم أنه لو ملك هذه لما استطعنا مجاراته أبدا. هؤلاء هم الشعراء الخمسة الذين تطرقت لهم في تعليقك السابق، وإن كنت أرى أن هناك الكثير ممن يستحقون الوقوف عند أساليبهم الشعرية، وليتنا نعثر على ذاك الناقد الذي طالما انتظرناه هنا في خيمتنا. |
الاخت الفاضلة الدكتورة حنان
أحترم رأيك فيما قلت بانك بعيدة عن اسلوبي الاخوين السلاف والحاوي ولعل وجهة نظري لم تكن رمية حجر في دجى بل ارتكزت على شواهد وإثباتات ( على الاقل كما تراءت لي ) فلو نظرنا لكلا الشاعرين سلاف والحاوي فلا شك ان لكل منهما نكهة خاصة وبصمة متميزة بل ومتباينة وهذه ميزة تحسب لكل منهما . فأما السلاف فهو ( عازف قانون ) في الشعر والاخ الحاوي ( عازف قيثارة ). ففي السلاف شعر الحكمة ومنطق الفلسفة وفي الحاوي تساؤلات الوجدان والبحث عن المجهول بخطى متئدة وإعطاء المتلقي كل الخيارات في قراءة نصه كما يتراءى له . وأما انت اختنا الدكتورة فلو أجيز لي وصفك فأنت ( ناي الشعر ) الذي يتغلغل صوته في اعماق المتلقي يشجيه أحيانا ويرسم البسمة على محياه أحايين أخرى بدون أن تفتر له شفة. واليك بعض الامثلة من مقطوعتك الرائعة وساستشهد بما قاله الاخ السلاف 1) حنان أكتب..فإن الحرف نصر لو تحرر وانطلق السلاف عودي تعدْ كلّ أحلامي مرفرفةً ..............ففي وصالكِ للأحلام تجديدُ 2) حنان المعصم المغلول يكسر كل قيد إن نطق السلاف ألا ترينَ بأن الخير أجمعه ...............له احتفالٌ بحبل الوصل مشدودُ 3) حنان ولسان عالمنا المريض يَصِحُّ حتماً لو صدق السلاف ما وحدتي من فراقِ الخلقِ بل وطنٍ ..............سمراءُ حيث أقامت فهو موجودُ 4) حنان من ياترى فى نبض شمس نفوسنا نفث الغسق؟؟ السلاف ما الشِّعر دونك إلا ضجّةٌ وأذىً ....................كما يغنّي بلا أوتاره العودُ 5) حنان أكتب...وعِشْ لم يبق إلا العيش فى قلب الورق... السلاف تذوي الشّفاهُ ويبقى الحرفُ مؤتلقاً .....................له بفكرك يا سمراءُ ترديدُ اما ان قارنا بين الاخ الحاوي وحنان من حيث الوجدانيات ومحاولة سبر غور المجهول واستنطاق المبهم فإن الحاوي قد تميز كما تميزت الاخت حنان بانهما كلاهما يتركان للمتلقي إعمال فكره في النص والغوص بين الكلمات وقراءة ما بين السطور واراهما يبتعدان كليا عن وضع حلولا لأسئلتهما المثارة في متن القصيدة إلا ما ندر . ولعلنا ننظر في هاتين القطعتين للشاعرين حنان والحاوي لنر اتساق الطرح والبحث عن كنه الاشياء وترك التساؤلات تستحث همة المتلقي. 6) حنان مازلتُ أسأل كل ثانية تعربد فى القلق من ذا الذى سحب العيون من البريق إلى الأرق؟؟ ورمى برونق وجهها الخلَّاب فى يم الغرق؟؟ من ياترى فى نبض شمس نفوسنا نفث الغسق؟؟ الحاوي حزمتُ حقيبة الآلام عند تثاؤب الفجرِ وقمتُ .. وتمتمات النور تُنْمي الدفء في صدري أفتش عن طريقٍ كي أواصل مهنة السير ! لتبدأ رحلةٌ أخرى .. وأبقى حائمًا عمري .............................. شكرا لكم وأما ما قلته هنا فيظل كاستقراء مني لما اعتمدت عليه في كلمتي السابقة. وكلمة اخيرة قبل ان انهي كلمتي لاشك ان اي شاعر يتاثر بأسلوبه بطريقة ما بمن سبقوه من الشعراء ولاشك في تشابه النغمات والاسلوب احيانا بين بعض الشعراء فعلى سبيل المثال هناك خلط كبير بين المعري وعمر الخيام في تشابه اسلوبيهما فاخلط بينهما لم يكن في الاسلوب وإنما في التشابه بينهما في نظرتيهما للحياة وأعتقد جازما بأنه لو طمس التاريخ حياة كلا من الشاعرين لما شك النقاد بانهما كانا يعيشان في حقبة زمنية واحدة. وليت شعري ما نسمعه الآن على السنة المطربين الجدد حين يجيبون على سؤال تقليدي وهو ( بمَ تاثرتم من المطربين الأوائل ) ؟ فنراهم كلهم يجيبون بانهم تلاميذ لام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وعبد الحليم .. ومع هذا نرى أن لكل مطرب منهم بصمته ولونه ومذاقه الخاص . تماما كما هو حال شعراء اليوم وهذا ليس عيبا بل ميزة. ولو سألني شخص ما فيمَ تأثرت انا كشاعر فأقول بصراحة . بأنني لازلت أتطفل على موائد الكثيرين من الاساطين الذين سبقوناولطالماحاولت محاكاة :: المتنبي إن افتخر وتصنع الشعر وإيليا ابي ماضي في استنطاقه للاشياء الجامدة والخرساء . والبردوني في البكاء والمعري في الربط بين الاشياء وشوقي في الغزل ومع هذا ابقى جمال حمدان المستقل ..بإمكانياته المتواضعة وبجهده المقلّ. ولكم تحياتي. اخوكم : جمال حمدان [ 06-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جمال حمدان ] |
الشاعرة الفاضلة حنان
يخطئ من يعتقد بأن الشعر مجرد صف لكلمات وقافية الشعر هو رسالة نبيلة تنقل الإحساس الحقيقي ، الفرق بين الشاعر والإنسان العادي هو أن الأول يملك الحس المرهف والثاني يعيش بدون إدراك ولا يستطيع أن يعبر عن ما يريد حتى وإن أراد . قلب الورق تخفي في ثناياها ما يعانيه المفكر أو الكاتب ، الشاعر الحقيقي هو الدي يولد من رحم المعاناة، إننغ نحس بالمآسي التي تقع هنا وهناك ولكننا لا نستطيع فعل شيء فالكتابة هي المتنفس الوحيد ولكنها لن تغير من واقع البؤساء وزيادة على كل مايراه الشاعر من سلبيات ورداءة شاملة فهو يملك قلما فقط ولا يملك مرسوما، والمؤسف أن حتى بعض الكتاب والمفكرين دخلوا عالم المناصب والسياسة تغيروا وأصبحوا يقفون في وجه المثقفين ومن بين مظاهر إنهيار سلم القيم في مجتمعاتنا ما يلي - الناس أو القراء المفترضين يعزفون عن المطالعة - المال أصبح هو الهدف النهائي لكل تحركات الأفراد وبالتالي أصبحت الثقافة في الحضيض ، عندما صدرت لي مجموعتي القصصية الأولى قال لي صديق كيف تضيع مالك في نشر كتاب أدبي لوعملت مشروع كان أفضل- بدون تعليق- - أصبح الأدب مرتبط بفئات محددة ولم يعد ثمة رأي عام بل نخب معينة - لم يعد ثمة أي تأثير للجامعة في المحيط فالطلاب أصبحوا مهتميين بآخر أغنية واللاعب المميز ساكتفي بهدا القدر من اللوحات السوداوية سيدتي الفاضلة أحي فيك النزعة التشاؤمية وفضاءات الحزن التي ألمسها في ما تكتبين فالكاتب الصادق يحب أن لا يغطي الشمس بالغربال ولا يمكننا أن نكتب عن الربيع والأزهار والبعض فاقد لكل حقوقه حتى الحق في الحياة والسلام ختام وليس بيننا ختام |
المهم أن قصيدة الدكتورة حنان رائعة، وهذا ليس رأيي فقط، فهو رأي زوجتنا الناقدة الذواقة -حفظها الله-.
:) |
الاخت حنان
قلتِ في ردك على كلمة السكينة مايلي ( ..السكينة أيضا ليست عكسا الأرق..ولا توجد عيون ساكنة..لكن توجد عيون مستكينة..) ففي قاموس المنجد ص 342 ما يلي السكينة : الوقار , الطمأنية , المهابة وانا اعتقد بان الطمأنينة عكس الارق حيث أن الارق يعني عدم النوم الناتج عن اسباب عدة وربما من هذه الاسباب قلة الاحساس بالإطمئنان والطمأنينة. أما فتفسيرك لكلمة بريق فانا احترم رايك ولكني هنا احببت ان اوضح معنى كلمة السكينة ولست اطعن في كلمة بريق . أما بالنسبة للمستكينة فيا اختي انا اتيت باسم مقابل أسم سكينة مقابل أرق أما المستكينة فتأت عكسا للمؤّرَّقة أو الأرقة . ولكم تحيات اخوكم : جمال حمدان [ 07-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جمال حمدان ] |
تحض الشاعرة على الكتابة ، فتبين لنا أن الكلمة الصادقة انتصار على القيود ، وانطلاق من الاستعباد ، وعلاج للواقع.
ثم ترسم صورة نفسية لأثر هذا الواقع في داخلنا ، من خلال تساؤلات معذبة ، عن أسباب القلق والآرق والظلمة. ويأتي المقطع التالي ليصور لنا هذا الواقع من الخارج ، فإذا هو خيال عابث مجنون ، وأمان موهومة ، غير مبنية على عمل. وفي الختام تخلص إلى أن الغد ابن لليوم ، وقد أضعنا غدنا ‘ إذ نفرط في حاضرنا ، فتستصرخ بقية الإحساس فينا ، لنكتب ، فلم يبق إلا الكتابة معلم على العيش ، لم يبق إلا العيش في قلب الورق. وهكذا يتناسق البدء مع الختام في وحدة موضوعية ، لا تترك بداً من إمساك القلم ، والعيش لكن في قلب الورق. جو القصيدة مثل نبضات القلب القلق ، الذي ينتظر شيئاً ولا يأتي ، تدق مع دقات الساعة ، عالية قوية ، في ختام كل بيت ، يوحي بذلك القافية ، كما أشار لها أخي عمر ، والمعاني التي تمتد من البدء حتى الختام ، واختيار للكلمات المعبرة عن هذه المعاني من أرق فقلق ، فنزق ، فرهق. كنت قرأت تعليق الإخوة محمد ب وجمال حمدان وعمر مطر ، في محاولتهم لرؤية المدرسة التي ينتمي إليها شعراء الخيمة ، سيما أختنا د.حنان ، وقلت في نفسي ربما يكون تصنيفهم لها على أنها تنتمي إلى الرمزية بسبب الظلال التي تلقيها نصوصها، مما يضفي صعوبة عليها ، تبقى -كما قال أخي عمر- مفهومة لكل القراء. لكن أفضل وصف لطريقتها في الكتابة هو ما قاله الأخ محمد: "تكاد تخبرنا لا بالواقعة بل بانفعالها عنها" ، وهذا يجعلها أقرب إلى الرومانسية ، ولكنها رومانسية ممزوجة بفلسفة ، وعمق في التفكير ، فلربما وصفتُ كتابتها بأنها رومانسية فلسفية. فالمعاني عند أختنا حنان شخوص تتحرك ، تتفاعل معها ، وترسمها فالصبر مسكين ملذوع ، والغد غريب تائه ، والموت يحط على الملامح. من المعاني التي استوقفتني جداً في هذه القصيدة ، الحكمة البالغة ، التي لا تخلو من تصوير فني متفرد ، في: أكتب..فإن الحرف نصر لو تحرر وانطلق المعصم المغلول يكسر كل قيد إن نطق والصورة البديعة للغد وهو ينساب من بين أكف الحاضر: غدنا غريب تائه من كفِّ حاضرنا انزلق وتكسرت أجزاؤه وتبعثرت فىالمفترق تستصرخ الإحساس داخلنا لينقذ ما احترق وصورة أخرى:الموت كالجمر حط على الملامح فاخترق أعجبتني مقابلة الصور بين شاعرينا السلاف وحنان ، على بعد ما بين الأسلوبين ، مما يدل على قراءة عميقة من أستاذنا جمال. أنا مع شاعرتنا في اختيار البريق ، لكن استوقفتني لفظة أخرى ، وهي: "تذوب من هجر الورق" ، وقلت لو كانت تذوي أو تضيع -لا أتحدث عن وزن معهما- لكنني أيضاً أحترم اختيار الشاعرة. لفت نظري علاقة شاعرتنا بالحرف ، وهي هنا تدعونا للعيش في قلب الورق ، فقد رأيتها في أكثر من نص ، تبحث عن الحروف ، تخاف عليها من الضياع. [ 07-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: mubarrah ] |
أكتب وعِشْ .. لم يبق إلا العيش فى قلب الورق...
بدأ هذا البيت يؤثر على مزاجي الشخصي في الكتابة .. كلما بدأت "أهمهم وأعزم" انقطع العمل الذي أنا بصدده بهذا البيت! كما أن القافية القلقة تلاحقني .. لأن كل قلقلة تظل تتردد في الشعور وتظل لمدة طويلة .. هذه أفضل قصيدة قرأتها للمصرية المسلمة .. وأسلوبها تطور تطورا يلفت النظر .. ما شاء الله لا قوة إلا بالله ... وربما تكون قد فازت في مسابقة الشعر السابقة بهذه القصيدة لهذا السبب . * تحرر وانطلق من المرات النادرة التي أحب فيها استخدام واو العطف قبل القافية .. فمعظم استخدامها يكون لغرض القافية فقط .. مثل "الورد والزهر" مثلا .. أما هنا فالاستخدام حيوي ورائع . * أكتب أليس من المفروض أن تكتب "اكتب"؟ * رائع هو الربط بين معاني الانعتاق من جهة وبين الكتابة والحروف والنطق من جهة أخرى .. وهذا ما سمح لنا بالاستمتاع بالجو الواحد للقصيدة. * من البريق إلى الأرق الله .. صفتان لازمتان للعين .. وجاءتا بصورة طبيعية جدا .. * ويظل يلذع صبرنا المسكين حلم مسترق أكبر دليل على تطور الأسلوب .. الصورة جميلة وتمس النفوس كما أن "مسترق" أضافت رغم كونها آخر كلمة .. رائع . * غدنا غريب تائه من كف حاضرنا انزلق أروع بيت في القصيدة في نظري . رائع .. ولا أظن بيتا في نفس المعنى يمكنه أن يفوقه . وانظر إلى البيت الذي يليه .. مؤلم ورائع .. * لينقذ ما احترق إذا كان -باعترافك- قد احترق بالفعل فكيف يمكن إنقاذه؟ * القصيدة كلها ما شاء الله لاقوة إلا بالله .. قرأت شعرا كنت أتمنى أن أقرأ مثله منذ زمن والله . لو جاءت القصيدة التالية أقل مستوى من هذه فلن يكون لك عذر في ذلك ! :) :) |
أخي جمال حمدان ..
أسرتني بلفظك الرشيق ووصفك الأنيق مع ما فيهما من مجاملة رقيقة :) .. أما أنا فأين أنا من أمير الشعر في الخيمة وخارجها؟! :) ثم إن سعادتي غامرة برجوعك للخيمة وعودة الأصوات الشادية والحوارات الحميمة "الحامية" بإشرافك.. بارك الله لنا فيك .. أخي عمر مطر .. شكرا لتحليلك السريع .. وإن كنت قد أسبغت علي رداءً فضفاضا ربما يحتاج شعري إلى سنوات ليرتديه :) :) |
احببت أن أخذ في ( معارضتي) بهذه الابيات القليلة منحى آخرا ولعلي وضعت كلمة معارضة بين إطارين لكي يبقى الأصل وهو ما قلته اختنا المبدعة الدكتورة حنان .
*************************** إجهرْ بحرفك دونما خوف ودع عنك الورق ! واصدحْ فإن القول سيف إن تحرر وانعتق ! لاتخش من إنسٍ ولا جنٍ وقم واتلُ الفلق! إن تعصَ طاغوتاً فنعمَ العبدُ أنتَ إذا أبق لا تاخذنْ نارا بجنح فراشة فيها احترق ! لا تعذلنْ ذئبا إذا بقرَ الخرافَ وإن خنق ! لا تعجبنْ من جمعِ غربانٍ بأطلال نعق ! أنت الملام على النوازل إن فؤادك قد فرق مع تحيات أخوكم : جمال حمدان |
أخي الحاوي،
تقول: لينقذ ما احترق إذا كان -باعترافك- قد احترق بالفعل فكيف يمكن إنقاذه؟ أقول: أعتقد أن احترق هنا بمعنى اشتعل، ولا تفيد الفناء بالنار. :) أما عن تعليقي السابق، فهو ما لاحظته من خلال قراءتي لقصائدك، ويكفي أن نقرأ لك ملاحظات منها: 1. كما أن "مسترق" أضافت رغم كونها آخر كلمة. 2. من المرات النادرة التي أحب فيها استخدام واو العطف قبل القافية. لنعلم أنك ناقد متمكن من أساليب النقد، فهاتان النقطتان تخفيان على الكثير من الناس. فالمقصود هو أن الكلمة الأخيرة في البيت إذا جائت بعد أن تمّ المعنى تكون حشوا لضرورتي الوزن والقافية، وقد يستخدم بعض الشعراء المبدعين الحشو في آخر كلمة ليفيد معنى جديدا، يزيد على المعنى التام قبل الحشو، ومنه ما قالته الدكتورة: ويظل يلذع صبرنا المسكين حلم مسترق فلو وقفت الشاعرة على حلم، لتم المعنى، ولكنها أضاف كلمة مسترق، وأضافت معها معنى جديدا، وهذا دليل مقدرتها كشاعرة. وأعتقد أن مشكلة واو العطف تنطلق من نفس المسألة، فإن أحد أساليب التهرب من تمام المعنى هو إضافة الحشو على صيغة معطوف قد يكون في كثير من الأحيان لا يضيف إلى المعنى شيئا، كمثال الأخ الحاوي، الزهر والورد، وقد يستخدمه الشاعر لإضافة معنى جديد، كما تقول شاعرتنا: أكتب..فإن الحرف نصر لو تحرر وانطلق فإن المعنى يتم بالوقوف على تحرر، ولكن إضافة انطلق بعد التحرر تفيد معنى جديدا، فقد يتحرر المرء ويقبع حيث تحرر فلا يزال في عبودية رغم حريته. لا تدري أخي الحاوي كم أنا سعيد بهذه المناقشة، حيث أني أشعر -أخيرا- بأننا نغوص في أعماق النص، ونلمس مواطن الجمال بأكفنا، والملاحظات النقدية التي يبديها إخواني هنا هي ما كنت أتوق إليه منذ زمن بعيد. شكرا لكم جميعا. |
السلام عليكم
أخى محمد ب.. أخى عمر مطر.. ربما خصصتكما برد واحد لإحساسى بتقارب كلماتكما ووجهتى نظركما..هذا التقارب أشعر به أيضا فى المواضيع التى يطرحها أستاذى محمد ب ويناقشها معه أخى عمر مطر..وفى الحقيقة استمتعت جدا بالنقاش الدائر بينكما خصوصا وأن النقاش يخص قصيدتى المتواضعة..ربما أنا أيضا أضم صوتى لصوتكما من حيث أن مدرستى الشعرية هى الرمزية القريبة من العقل وليست الموغلة فى الغموض..لذا فإنى أبعد ما أكون عن شعر السلاف الذى هو مدرسة قائمة بذاتها.. أخى عمر.. شكر خاص لزوجتك الحبيبة..وسلامة جهازها الكومبيوترى .. أنا أعرف انها ستتصرف وتقرأنى.. :) :) :) |
أخى جمال..
أعجبتنى تعليقاتك وعنادك الشعرى جدا يا أستاذى العزيز..وأنا لا أنكر أن بعض الشعراء تأثروا بالبعض الآخر من أساتذتهم وزملائهم بل وتلاميذهم..لكننى فعلا لا أجد نفسى من مدرسة السااف الأستاذ ..رغم أنى كنت أتمنى أن أكون فى نصف حضوره وقدرته الفذة على استحضار خادم مصباح الشعر فى اللحظة التى يريد وبقدرة فائقة على تجسيد ما يجول فى ذهنه ووجدانه بل ووجدان الآخرين متمثلا فى ترجماته وتشطيره ..وتشعير مقطوعات النثر ..لكن بالله عليك أعد قراءة الأبيات التى قلت أنها تشبه بعضها....ولنعيد جميعا قراءتها لنعرف هل هى تتشابه أم لا؟؟؟...لكم أتمنى أن تطاول كلماتى وحروفى حروف السلاف الأستاذ لكنها الحقيقة..فمن يستطيع أن يخفيها؟؟ .. |
أخى المبرح..
كنت تعزف لحنا لا تقرأ قصيدة..فعندما يقرأ لك شاعر متمكن وأديب فيلسوف فإنه يفتح أبوابا جديدة فى كلماتك لترى مالم تره أو يخطر ببالك وأنت تكتب.. لا لشىء إلا لأن الشاعر حين يكتب قد يضع ظل مايدور بعقله الباطن دون أن يشعر..وتأتى القراءة الواعية المحللة لتلقى الضوء على جنبات نفسه المتدثرة بأبياته.. أشكرك من أعماق قلبى.. |
عزيزى بو فاتح..
ربما تكون أول مرة نلتقى على نص فى الخيمة..ويشرفنى أن النص نصى والقراءة لك..قراءة تنم عن أديب يفهم مايقرأ ويحلل كل كلمة ..لقد أتاحت لنا الخيمة مناخا رائعا للتواصل والالتقاء على طريق الكلمة..فشكرا لها ولك.. |
الاخت الدكتورة حنان
ساعيد بإذن الله قراءة ما استشهدت به من تقارب معاني بعض ابياتك بأبيات السلاف وكذلك للاخ الحاوي. أنتظرونا بعد موجز انباء كابول الليلة . ولكم تحياتي |
الاخت الدكتورة حنان
بعد التحية ها هي قراءتي كما وعدتكم ... *********************************** 1) حنان أكتب..فإن الحرف نصر لو تحرر وانطلق نصر الحرف وتحرره وانطلاقه يوصل للغاية المنشودة من رواء هذه الامنية أي سيتحول الحال من الاسوء للاحسن . والانطلاق يعني الرنو للمستقبل الذي نحلم أن نعيشه . السلاف عودي تعدْ كلّ أحلامي مرفرفةً ..............ففي وصالكِ للأحلام تجديدُ احلام السلاف هنا هي الاماني التي تدور في خلده وتشغل باله والذي يعول على المستقبل في تحقيقها فلو تحققت احلامه بوصل الحبيبة ستتبدل احواله للاحسن بل ويقول الشاعر بان آماله ستظل في تجدد دائم حتى بعد تحقيق احلامه وآماله السابقة 2) حنان المعصم المغلول يكسر كل قيد إن نطق هنا مقابلة وتواجه بين شيئين متضادين فالمعصم المغلول كناية عن ( المقهور او المغلوب على امره ) وكلمة ( نطق ) رمز لاعتلاء الحق أو ظهوره وكلمة ( يكسر ) ترمز للثورة والتمرد ... بمعنى أن الخير سيتحقق بالتاكيد – بشرط - لو قدر للمقهورين أن تكون لهم اليد الطولى وهذا لا يتأتى إلا ( بحدوث شئ ما) ألا وهو المواجهة ورفض النير والاغلال . السلاف ألا ترينَ بأن الخير أجمعه ...............له احتفالٌ بحبل الوصل مشدودُ وهنا يربط الشاعر شيئين (تجمع الخير كله ) في حالة ما كان هناك وصلا إذن لو صار وصال بين الحبيبين سيجتمع الخير كله وكأنه يقول بان الخير لا يتأتى إلا بالوصال. 3) حنان ولسان عالمنا المريض يَصِحُّ حتماً لو صدق . كذلك هنا نرى ربط بين شيئين الا وهما العلة والعافية أو الداء والدواء فإن أحوالنا ومعيشتنا واوضاعنا لن تستقيم إلا بوضع الشئ في محلة وبلجوءنا للصدق قولا وفعلا . وفي حال انتشار النفاق والرياء وعدم الصدق سنحيا - لوكن حياة بؤس وشقاء- ولكننا بالتاكيد سنحيا وستتحسن اوضاعنا لو أتبعنا منطق الصدق في كل شئ ومنطق الصدق هنا هو اللسان القويم أو الوصفة الطبية الناجعة . السلاف ما وحدتي من فراقِ الخلقِ بل وطنٍ ..............سمراءُ حيث أقامت فهو موجودُ هنا يبين الشاعر بان معيشته وحياته بلا حبيبته لا قيمة لها وإنما شعوره بالوطن الحقيقي في تواجد الحبيبة بجانبه . فهو يشعر بانه وحيدا ليس لقلة الناس من حوله ولكنهم كثر وليس لكثرتهم في نظره من انس له بلا وجود حبيبته ونرى الشاعر بانه جعل وطنه المأمول بقرب حبيبته مطلقا على تقدير المجهول وكأنه لا يعنيه مكان هذا الوطن وإنما هو قرن وجود الوطن من عدمه بوجود الحبية بجانبه من عدمه . 4) حنان من ياترى فى نبض شمس نفوسنا نفث الغسق؟؟ تتساءل الشاعرة عن الجاني أو عن الاسباب التي أحالت بيننا وبين تحقيق آمالنا وطموحاتنا . من الذي يحبط من عزيمتنا ومن الذي يقتل فينا كل أمل وتحفز للمستقبل ( نبض شمس نفوسنا ) يمكن ان نطلق عليه الأمل والرغبة في التطور والتجديد والتقدم والرقي ... وإن نظرنا للشمس والغسق . فالغسق هو وقت تأهب الشمس للغروب بما يكسي السماء من ألوان برتقالية شاحبة واحيانا قاتمة.. فالشروق هو الامل والغسق هو الياس أو خيبة الامل أو ربما الإنذار بمستقبل قاتم. فشتان بين بهجة السماء عندما تكون الشمس مشرقة والكآبة التي تكسو الكون عندما يزف ترتدي السماء وشاح الغسق .. ولا يجب ان ننسى بان السماء هي السماء والذي أثر على انتقالها بين صورتي الاشراق والشحوب هو وجود الشمس وغيابها . السلاف ما الشِّعر دونك إلا ضجّةٌ وأذىً ....................كما يغنّي بلا أوتاره العودُ وهنا يشير شاعرنا بان الشعر عنده يفقد بهجته ورونقه وإطرابه للروح والنفس بدون وجود حبيبته ( كالشمس في بيت الاخت حنان ) بالضبط كعود يعزف عليه بلا اوتار فربما قال الشاعر شعرا في حالتين . الحالة الاولى بوجود الحبيبة بقربه وهذا يعني له المتعة والطرب والسعادة وفي الحالة الثانية قوله للشعر في حالة غيابها حيث لا يبقى من العود إلا اسمه . 5) حنان أكتب...وعِشْ لم يبق إلا العيش فى قلب الورق... هنا نرى بان الشاعرة تصل لخلاصة ما تناولته في قصيدتها ونرى هنا مسحة من إحباط تكتنف نفس الشاعرة وكانها تقول : فمادامت الحال كهذه فاكتب وعش (على مضض ) حياتك كما هي بلا ان تحرك ساكنا وهنا إشارة أيضا تاتي كأمنية ضمنية في متن البيت مفادها بأنه ربما سياتي من بعدك من سيقرا ما تقوله . فكأنها توثق لحقبة تعيشها لمن سيأتي من بعدنا . السلاف تذوي الشّفاهُ ويبقى الحرفُ مؤتلقاً .....................له بفكرك يا سمراءُ ترديدُ تذوي الشفاه لها اكثر من معنى والمعنى الاقرب هنا هو حديث الشاعر عن شعره بعد تركه للدنيا فربما تبلى الاجساد بالموت ويخبو ذكرها ولكن شعر الحبيب بحبيبته سيظل للاجيال لتردده من بعده . وهذا البيت من أجمل الابيات بلا شك . ........................ اما ان قارنا بين الاخ الحاوي وحنان من حيث الوجدانيات ومحاولة سبر غور المجهول واستنطاق المبهم فإن الحاوي قد تميز كما تميزت الاخت حنان بانهما كلاهما يتركان للمتلقي إعمال فكره في النص والغوص بين الكلمات وقراءة ما بين السطور واراهما يبتعدان كليا عن وضع حلولا لأسئلتهما المثارة في متن القصيدة إلا ما ندر . ولعلنا ننظر في هاتين القطعتين للشاعرين حنان والحاوي لنر اتساق الطرح والبحث عن كنه الاشياء وترك التساؤلات تستحث همة المتلقي. 6) حنان مازلتُ أسأل كل ثانية تعربد فى القلق من ذا الذى سحب العيون من البريق إلى الأرق؟؟ ورمى برونق وجهها الخلَّاب فى يم الغرق؟؟ من ياترى فى نبض شمس نفوسنا نفث الغسق؟؟ الحاوي حزمتُ حقيبة الآلام عند تثاؤب الفجرِ وقمتُ .. وتمتمات النور تُنْمي الدفء في صدري أفتش عن طريقٍ كي أواصل مهنة السير ! لتبدأ رحلةٌ أخرى .. وأبقى حائمًا عمري أما مقارنة ما قالته الشاعرة هنا بما استشهدت به من قول اخينا الحاوي فباختصار شديد اقول بان شاعرتنا تساءلت في ابياتها الاربعة عمن يكمن وراء أشياء كثيرة تحيرها ولم تجد لها من جواب غذن نراها قد سلكت دربا شعرت هي نفسها بانها تتحدث مع نفسها كسخص تائه في صحراء .أي أنها لا تجد لها من مجيب غير نفسها . ولاشك بأن أسئلتها هذه لم تأت جزافا بل هي الفلسفة بعينها ولنقل الحكمة المرتدية ثوب السخرية . واما الحاوي نراه وبلا مقدمات كأنه أعتلى خشبة مسرح .فشاهده المتفرجون وهو يحمل حقيبة سفره وما ابتدائه السفر فجرا إلا أيماءة منه على صدق عزمه وربما أراد ان يقول بانه ومنذ نعومة اظفاره وهو ما فتئ يبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة وما قوله ( افتش عن طريق ) سوى أنه يعني بانه كان يود لو وجد رايا من شخص ما أو ربما من نفسه ليستهدي به على صحة دربه .. وهنانرى بوضوح كيف أن الغموض يكتنف دربه وخطوه وقبل كل شئ نراه هو نفسه حائرا في عجزه عن العثور على إجابات لاسئلة كثيرة تدور في خلده . شكرا لكم وارجو أن أكون قد وفقت . ولكم تحياتي [ 07-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جمال حمدان ] |
كلامك سيدي على عيني ورأسي، ولكنني لا أزال لا أعتبر هذا تأثرا من أحد بأحد، ولا يستلزم أن يكون الشاعران من نفس المدرسة.
ولكني سعدت بتحليلك أيما سعادة. :) لنعود الآن إلى المقامة السلافية. :) أين الصمصام؟ |
أخى الحاوى
كنت أعرف أنك شاعر ممتاز لكن ناقد..هذه جديدة..بالفعل أنت بارع فى البحث وراء كل كلمة وكل قافية..تذكرنى-مع الفارق-بالدليل فى الصحراء الذى يعرف طرقها وجبالها وهضابها ومسالكها..ولا يستطيع الإنسان مهما بلغت شجاعته ومغامرته الاستغناء عنه ..لكنها الموهبة الفذة والعشق للغة العربية عامة والشعر خاصة..فشكرا لك.. ملحوظة:مبروك الجائزة الأولى فى نفس المسابقة التى جعلتنى باشتراكك فيها...الثانية...اللهم لاحسد.. |
أخى جمال
أعتقد أن أسعد من هنل الآن هو أنا..وإذا سألتنى لماذا؟؟؟أجيبك فورا بأن دخول أستاذ رائع وشاعر متمكن مثلك لمشاركة لى أكثر من أربع مرات لمناقشتها بإسهاب الإسهاب لهو شرف وأى شرف ..أيضا هذه المناقشات حفزت أدباء عظام على الدخول للرد...أرأيت كم أنا سعيدة..؟؟؟ |
كل هؤلاء النخبة هناوأنا هناك
دكتورتنا الفاضلة وإن كنت لا أستطيع مجاراتك ومجارة القوم فليكن لى شرف الكتابة فى صفحتك وشرف وجود إسمى بجوار إسمك وأسماء كبار أدباء الخيمة (ومن جاور السعيد يسعد) وقد سمعت ابن غبث ينادينى ويدعونى إلى المقامة السلافية فاسمحيلى بالعبور من خلال صفحتك إلى هناك (هل أنا ملزم بدفع الأتاوة إذا عبرت من صفحتك إلى هناك) :( |
أخى الصمصام..
أسعدنى وجودك وتعليقك :) :) :) طبعا ملزم.. :) |
كنت أطمع بأن يشملنى العفو :(
لكن لا مناص لكن كما تعلمين الوضع الإقتصادى العالمى فى تدهور وحساباتى المالية قد ضاعت مع الأحداث العالمية وأملاكى المتبقية قد فرض عليها الحظر وقد سمعت بأن النظام عندك يسمح بالتقسيط المريح للمدين والممل للدائن وهذه ثغرة قانونية لذلك سأستغل هذا النظام :) |
فاتتني في فترة انقطاعي قراءة رائعة الأخت الشاعرة حنان، والروائع التي كتبت عليها، وفي هذا الاهتمام تحية للشاعرة على إبداعها.
وهأنذا أشارك ولو تأخرا في تحيتها وتهنئتها. والشاعرة ومنذ بدأت أقرأ لها أراها متميزة بالسهل الممتنع فكرا ولغة. كما فعلت في هذه القصيدة، وميزة أخرى وهي وجود نهايتين يربطهما جسر ما، وقد يكون هذا في غير هذه القصيدة أظهر منه فيها. على أن التقابل بين ألفاظ وصور في القصيدة قد يحمل على هذا الوجه. ويبدو أن الجسر اضمحل في هذه القصيدة مما ساعد في إبراز الأسى وكأنه الموجود الوحيد. وأن ما ورد من ألفاظ وصور تمثل جوانب إيجابية إنما كان لإبراز الأسى بتأثير إظهار التباين. على أنني أرى أن هذه القصيدة تشكل ارتقاء بالنسبة لما سبقها من القصائد الجميلة الراقية للأخت الشاعرة، وهو ما عبر عنه الأخ عمر (بإتيان الأكل). أشكر للإخوان إطراءهم. وبالنسبة لأخي جمال فأنا أقول عنه دائما :" موهبته أكبر أدواته." وذلك لكبر الموهبة، ولعل أيا منا لو أوتي موهبته لضاقت بها أدواته. وأشكر لأخي جمال إقامة هذه المقارنة التي سرتني مع الأخت الشاعرة . مع التحية للأخوان محمد ب وعمر مطر وبوفاتح الذي أحالوا الصفحة إلى منتجع ثقافي. أما الأخوين الصقر والحاوي فلكل من اسمه نصيب فيما يتعلق بالشعر لجهة تحليق وقوة الأول وتمكن الثاني من التعبير الجميل عن المحتوى العويص. خيمة تضم الأقلام المتميزة التي أثرت هذه المشاركة كما تثري سائر مواضيعها هي خيمة راقية تسهم في رقي منتداها. ومنتدى وخيمة بهذا المستوى الراقي جديران بأن تُبذل الجهود من أجل المحافظة على مستواهما وتميزهما . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ألا تفتقدون معي في هذا الموكب أخانا وحبيبنا وأستاذنا وقمر خيمتنا سامي بدران. وأذكر هنا أستاذتي ميموزا وأخواني السندباد وصاحب الطير وعبدالله، أدعو الله تعالى أن يعيدهم لنا سالمين. ولا أنسىما لأخي المعتمد من فضل وحضور . وما ينبغي لي أن أنسى في هذا المقام سبعة: شاعر مقل في خيمتنا : على الخش وآخر لم يتح لي قراءة الكثير له : المبرح وآخر غاب منذ حين : ناجي علوش وآخر غاب معه : أحمد الخالدي وآخر كالبدر يطل مرة في الشهر : معين وأخرى آمل أن تكسبها الفصحى نهائيا من العامية: منال درويش وأخرى آمل أن تشرفنا : وله |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.