أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   انشودة .. لا تُغنْى ! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=31206)

الاندلسي 24-04-2003 05:24 PM

انشودة .. لا تُغنْى !
 
<table border=2 bgcolor="0x202020"><td align=center><img width = 500 height= 400 src="http://www.arab3.com/best/gallery//photo079.jpg" border=0>
<font color="white" face="Arabic Transparent" size="5">

ماتت ودون نخيلها ظمأ أشتياق
نزفت ولم يهمس على الجرح الندى
غير اللظى
غير الردى
غير أحتراق

ماتت ووشم النور فوق جبينها

ما أسلمت شيئا
وما نال الذئاب ردائها
ضاعت فمن يا ليل يرحم نهرها

لو جفَّ يوما
بين أحزان الغروبْ

لو جاء يسأل
أين أمّى و الدروب

أين الطيور الشاديات ..
ما هذى الندوب؟

فيجيب من بين السحاب
نداء حزن من لغوب

"الأم ترقد فى القبورِ ولن تؤوب"
ليذوب فى صمتٍ على صدر الرمالِ كأنَّهُ
يبغى الهروب

و يسيل يحمل بين شطّيهِ
سفين العابرين

فيها يهيم الدمع فى
قلب الرجال المتعبين

صبرا ووهنا
تشرب الأيام منها و السفين

دمعات تخفق بالأسي
و يردد الماء الحزين

أنشودة الآهات فى جوف السكون

يشدو فيبكى خلفها صوت القلوع
بما يدارى من شجون

فتغمغم الدور التياعا "يا مرارة ما يكون"

يا دور غنّى بالخواء و بالجنون

واستنظرى خطوات وهم
بالطريق و بالظنون

وبما تجود به ضفاف النهر
من بقايا ما تمنّى الراحلون

تهمين نوحا كلما
ألقت اليك الهمهمات من الجراح

همس الدماء على النخيل المستباح
أو صوت موت زار طيرا فى الصباح

هيهات يا بلدا
يظل الفجر فيها كالسجين

أن تبصرى شيئا
وهذا الليل يغشى كل قلب بالأنين

فيها عيون الليل أشباحا
تطارد كل حلم يستكين

فيها النجوم تخاف تضحك بالضياء فتستبين

وتسحُّ كلّ الزهور نشيجها
تلقى الشذى عطرا ضنين

أواه يا بلدى الحزين
أفلاك قلبى فى سماء من حنين

و الصبر كالعمر الموشّم بالجبين

أبكى وما يجدى الأنين
فتبوح أقلامى الحيارى نازفين

"بغداد ماتت فى ظلام الليل منّى ...
فاقتلينى ...
وابعثيها يا سنين"



الأندلسي
23 - 4 - 2003

</font></td></table>


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.