بغداد كما يراها أهلها: مدينة هادئة لكنها قلقة
 

بغداد: شيرزاد شيخاني
كنا ثلاثة صحافيين جمعنا لقاء عمل في العاصمة العراقية، تجاذبنا اطراف احاديث شتى خصوصا حول الوضع العراقي وما آلت اليه، واتفقت آراؤنا على ان هناك بشائر تشير الى ان بغداد تسير نحو الهدوء والاستقرار، وكنا متفقين ايضا على انه سير حذر وقلق. لكن الواقع هو ان الزائر لبغداد اليوم يشعر بحدوث تغيير ملحوظ في حياة الناس بالمدينة رغم تفاوت مخاوف سكان احيائها من الناحية الامنية. ففيما تقفل المتاجر والمحلات في بعض الاحياء والشوارع الرئيسية ابوابها مع غروب الشمس، تبقى بعض الاحياء ساهرة الى ما يقرب من منتصف الليل، بشوارعها المضيئة والحركة الدائبة في متاجرها. لا نريد الحكم على الوضع الامني في العاصمة العراقية رغم ان مشاهداتنا خلال الايام القليلة الفائتة قد لا تتطابق مع ما تنقلها القنوات الفضائية عنها، فاردنا ان نترك الحديث لاهلها ليعبروا عن مشاعرهم تجاه هذا التغيير.
يقول حازم الربيعي (تاجر) «الحمد لله الوضع احسن كثيرا من ذي قبل، وانا احد الذين عدت الى فتح محلي الى ساعات متأخرة من الليل بعد ان لاحظت وجود حركة من الناس للخروج في الليل وبقائهم الى هذه الساعة». سألته «الشرق الاوسط»: كيف تفسر هذا التحسن في الوضع الامني، فاجاب «اعتقد ان المقاومين العراقيين تعبوا بدورهم، وقد يعود السبب الى تشديد القوات الاميركية لاجراءاتها وملاحقاتها لهم، او قد يمكن التوقع بانها استراحة المحاربين. المهم هو اننا نعيش هذه الايام بهناء وندعو الله ألا نعود الى ما كنا عليه، وندعو الاخرين ان يتركونا نمارس حياتنا من جديد، فالذي ذهب لن يرجع ابدا وبغداد جميلة بلياليها المضيئة وامان اهلها.
وتقول سارة انور( طالبة) «اشعر بحلاوة بغداد الان بعد ان عادت الاوضاع الى طبيعتها نسبيا، فانا اذهب الى المدرسة واعود منها دون ان اشعر بالخوف، فلم اعد اسمع اصوات الطلقات كما في الفترات السابقة، واحس بالتغيير من خلال قيام معارفنا بزيارتنا في الليالي، وهذا يعني ان الوضع تحسن فعلا».