### الاعتدال من كتاب الله ###
 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد
فإن الله تعالى يقول في القرءان الكريم(يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)
إن العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبلّغه للناس عن الله - جلّت حكمته - هو علم يصلح النفوس ويهذبها فكان هذا الدين الإسلامي مثقفا للنفوس شافيا لها من العقائد الفاسدة وقبائج الجهالة والغواية ودواء ناجعا من سيئات الأعمال وشرور عواقيها وكان لذلك شفاء وعلاجا نافعا أيما نفع للأرواح والأجساد من لدن حكيم خبير
إن الناظر في الدين الإسلامي النظرة الصحيحة البريئة من التعصب الذميم يعلم العلم اليقيني أنه دين الفطرة الإنسانية التي كرمها الله وأنه كما جاء مصلحا للناس أرواحهم وعقولهم ببيان العقائد والعبادات والفضائل النفسية كذلك جاءهم مصلحا للأحكام والأعمال الدنيوية لم يفرط من ذلك في شيء كما قال الله جلّ ثناؤه (ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) ولا يستطيع امرؤ هنا مهما أوتي من المقدرة الكلامية وغزارة العلم أن يزعم أنه استقصى ما في الشريعة الغراء من مصالح وحكم وإنما هي إلمامات تجتنى بها ثمرات يلتقطها المتبصر المتأمل في رياض هذا الدين الحنيف بقدر ما تسمح به قوة بصيرته ولو أنه أعاد النظر فيه لظفر بأضعاف ما تجلى له فما أجدره بقول القائل :
يزيدك وجهه حسنا ... إذا ما زدته نظرا

نهاية الحلقة الأولى

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
وخير الأمور الوسط.

هذا وقد ذكر الباحثون في الأخلاق أن أصولها ترجع إلى ثلاث صفات
1-الحكمة
2-والعفة
3-والشجاعة
وعللوا ذلك بأن النفس الإنسانية أوتيت ثلاث قوى هي
1-قوة التمييز
2-وقوة جلب النافع
3-وقوة دفع الضار
وبعبارة أخرى 1- العلم –2- والشهوة –3- والغضب
وكل واحدة منها عرضة
أ-للضعف والنقص
ب-والإفراط ومجاوزة الحدّ
ج-وقابلة للتوسط والاعتدال
ولا تكون واحدة منها فضيلة إلا إذا لزمت حدَّ الاعتدال فلم يعترها النقص والضعف والتفريط ولم تجاوز الحد إلى جانب الزيادة والإفراط فمتى لزمت حدّ الاعتدال كانت حميدة الأثر جميلة العقبى وقد جعلوها أسماء بحسب حالاتها
فسموا قوة التمييز عند اعتدالها حكمة
وإذا ضعفت وقصرت كانت غباوة وجهالة
وإن جاوزت حد الاعتدال كانت خبثا ومكرا وجربزة
وسموا قوة الشهوة عند اعتدالها عفة
فإن قصرت وضعفت كانت جمودا وبلادة
وإن جاوزت الحدّ كانت شرها

وكذلك قوة الغضب تعتدل فتكون الشجاعة
فإن نقصت كانت جبنا
وإن زادت كانت تهورا

جزاك الله خيرًا على هذا الموضوع المتميز
وجعلك من عباده المعتدلين :)

والفضيلة في كل واحدة هي الاعتدال والتوسط
حتى سموا حالة اجتماع تلك الفضائل الثلاث بالعدالة
وإلى هذا يشير قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم(إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) رواه البيهقي وقوله عليه الصلاة والسلام (قم ونم وصلّ وأفطر فإن لبدنك عليك حقا وإن لزوجتك عليك حقا) رواه البخاري ، هذا وليس من غرضنا الآن التوغل في أبحاثهم وخلافهم إنما أردنا تقريب الضبط تمهيدا لشرح أسلوب الشريعة في تربية النفس على الأخلاق وترغيبها مثمرا ولنضرب مثلا لما جرت عليه الشريعة الغراء في كل باب من الأبواب الثلاثة: - يتبع -

بارك الله فيك اخي معتدل ان هذا الموضوع احرى بان يكون في لينك ثابت على اعلى الصفحة في الخيمة الاسلامية

يشرفني ردك هذا اخي ابو طه نتابع سرد الحلقات

ففي تربية قوة التمييز والعلم ومنعها من أن تتخطى حدودها وتتجاوز في أحكامها ما قامت عليه الأمارات الصحيحة قول الله تعالى (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) سورة الإسراء 36

فتأملوا في هذه الآية الكريمة كيف تربي في النفس قوة التفكير وتضبط العقل من أن يجري وراء الأوهام بعبارة تشعر بالإشفاق على من يسمعها والرأفة به كي لا يضيع جهده عبثا ، فنهته الآية الكريمة عن أن يقفو أي يتبع ويسترسل وراء أمر لم يتبينه حق التبين ولم يحط به علما حتى لا يذهب سعيه سدى ولا يضيع تعبه عبثا،

وأشارت الآية إلى أهم أسباب العلم التي هي الحواس السليمة والخبر الصادق والعقل،وجعل كل واحد منها مناط السؤال حثا على حسن الاستعمال ، وإرشادا إلى الاعتدال وقطعا للتعلل بالمحال والزائف من الأقوال ،

- فبالسمع تستفيد ما عند غيرك من معلومات اكتسبها ،
- وبالبصر تدرك ما يحيط بك من عوالم متفرقة ، -- وبالفؤاد والعقل تميز الغث من السمين والحق من الباطل وتفرق بين النافع والضار ، وبه تكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وتجيد الاستنباط و تصحح الأحكام فيما يناله بصرك ويدركه حسّك .

وفي هذا إرشاد كامل لما ينبغي اتباعه في التفكير من ضبط النفس عن التخبط في الأحكام وبيان أن في ذلك مصلحتها فهذا من كف النفس ومنعها من أن تتطوح في حكمها وتقفز في استنباطها على غير هدى وبينة .

وفي كتاب الله الكثير مما فيه الأمر بالنظر و الحثّ على التفكر والتبصر ، وفيه التشنيع على من عطّل موهبة العقل وخلد إلى التقليد ، وكم نرى في القرءان من ءايات جاء فيها (أولم يتفكروا) سورة الأعراف (أولم ينظروا) سورة الأعراف (قل سيروا في الأرض فانظروا) سورة النمل

ولو أنني ضد مبدإ رفع المواضيع عامةً
إلا أنني أجد أن إحلال المواضيع التي تخدم الإسلام
أولى من المراء