بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من الناس سامحهم الله
يحسبون أنهم يحسنون صنعا بالتطرق إلى مواضيع جد حساسة
وفي اعتقادهم أن قلانا أو علانا على ضلال وعلى كفر وخطر في العقيدة
يحاولون بتقولاتهم التي لا تخلوا من أخطاء جسيمة
لمخاطبة ذلك الفرد أو الجماعة
للعدول على أفكار يعتبرونها من الشذوذ الفكري ويسعون جاهدين لإقناع ذلك أو تلك

بأفكار ليست لهم وبمواضيع مفبركة أحيانا
ولان النسخة الأصلية ليست كالمنسوخة
فالشخص المخاطب تراه ينفر مباشرة عند قراءته عنوانا ما أو سماع مقال ما
وفي اعتقاده أيضا أن أولئك على ضلال ومن أهل الضلال

وبين هذا وذاك تبقى الرسائل المشفرة
تلعب لعبتها عند من يحسنون فكها والكل يحاول الإيقاع بخصمه ظنا منه انه يستطيع تكذيب فرضيته والتغلب على أفكاره الهدامة حسب نظرته
ليستطيع في النهاية على انه على خصمه الاستسلام بسلك طريقه
طريق الطائفة المنصورة
وهنا يتوجب علينا وضع نقطة والرجوع إلى السطر.
لان الكثير من الناس في غفلتهم وإعراضهم عن الدين الحق
بنسيانهم أو تناسيهم على أمهات الأمور يساهمون في إعطاء صورة خاطئة تماما بالتجني على خاصية يختص بها رب البيت
وهو الذي بيده مقاليد الحكم
إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
إن تغيير القناعات ليس خاضعا لشرب قهوة أو كاس شاي
إنما هو تصور ناتج عن تفكير معمق يصل إليه صاحبه بعد مدة
من الزمن بإدراكه على أن الطريق المسلوك طريق شائك خاطئ تسبقه محاسبة للنفس وتأنيب للضمير
قد تكون له أسباب ومسببات لكن مهما تنوعت هذه الأخيرة وتغيرت ستبقى هي كذلك من الأمور الحادثة التي تأتي وفق إرادة كن فيكون سالكة طريق الحق
إذا اجتمعت الجن والإنس على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء ما ضروك إلا بشيء قد كتبه الله
جفت الأقلام وطويت الصحف
ان الله سبحانه إذا أراد أن يوفق عبدا إلى طريقه مهد له الأسباب ليعرف طريق الحق وإذا ما أراد به غير ذلك
فلا احد يستطيع أن يهديه حتى ولو كان نبيا ورسولا
إن السياسة فن الممكن فلا تسرف يا هذا فاعمل ودع الأمر لمن أمره بين الكاف والنون
لان الممكن هو احتمال نسبي قد يتحقق وقد لا يتحقق فلا تحاول تكليف نفسك أعباء لا تطيقها فأنت فاقد لشيء ولا تستطيع بإتيانه حاول أن تصلح نفسك فانك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء
تحياتي
حرف
ا