أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الجهاد في سبيل الله الحلقة (46) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=30636)

د . عبد الله قادري الأهدل 28-03-2003 11:38 PM

الجهاد في سبيل الله الحلقة (46)
 
الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته الحلقة (46)

فداك أبي وأمي

عن عبد الله بن الزبير قال:
كنت يوم الأحزاب جُعِلْتُ أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثاً..

فلما رجعت قلت: يا أبتي رأيتك تختلف، قال: أو هل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم..

قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم ) فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبويه، فقال: ( فداك أبي وأمي ). [البخاري رقم الحديث 3720، فتح الباري (7/81)، ومسلم (4/1879)].

لقد كان من النادر أن يجمع الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أبويه، فيقول: ( فداك أبي وأمي )، وكان الذي يُعطاها يتلذَّذ بها ويذكرها على سبيل الاعتزاز والإكرام، فهي من الأوسمة النبوية التي استحقها المجاهد في سبيل الله.. وقد نالها الزبير رضي الله عنه، وهو ينفِّذ رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع المعلومات عن العدو..

وهذا من الأدلة الواضحة على فضل أي عمل يؤدِّيه المسلم في باب الجهاد في سبيل الله.

فليهنأ الزبير بهذا التكريم، وليقتد به من أراد فضل الله وثوابه في أخذ الحذر من العدو وجمع المعلومات عن كيده المسلمين، وليخسأ من سلك السبيل الأخرى سبيل التجسس على المسلمين لأعداء الله.

جبريل لم يضع السلاح..!

عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
أُصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حِبّان بن العَرِفة، رماه في الأكحل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح، واغتسل..

فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال:
( قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعتُه، اخرج إليهم )..

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( فأين؟ ) فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه، فرد الحكم على سعد..

قال:
"فإني أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة، وأن تُسبى النساء والذريَّة، وأن تقسم الأموال ". [البخاري رقم الحديث 4117، فتح الباري (7/407)، ومسلم (3/1389)].

إن عملاً يجتمع عليه أهل السماء بأهل الأرض من عباد الله لإعلاء كلمة الله لهو أفضل الأعمال وأعلاها، وإذا كان جبريل عليه السلام لا يضع سلاحه، بل يواصل التحريض لأولياء الله على أعدائه، ويخوض غمار المعارك حتى يغطِّي الغبار رأسه فينفضه بيده..

إذا كان جبريل يفعل ذلك ويحرص على الجهاد في سبيل الله، وهو مجبول على طاعة الله، فما بالك بفضيلة هذه العبادة العظيمة وكيف يزهد في الجهاد أهل الأرض من المسلمين، وفيه عزهم، وفي تركه ذلهم ومهانتهم؟.

من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله:

وممَّا يُظهر فضل الجهاد في سبيل الله هدفه العام الذي شرع من أجله، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟

قال صلى الله عليه وسلم:
( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ). [البخاري رقم 2810، فتح الباري (6/27) ومسلم (3/1512) ].

فالذي يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، لا لمغنم، ولا لذكر ورياء، ولإعلاء كلمة الله يتحقق به كل خير ويُقضى به على كل شر. الذي يجاهد لذلك لا شك يحوز فضلاً لا يحوزه إلا من سلك سبيله.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.