أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

عندما يتبعك قطك الصغير من خلفك و أنت غارق في التفكير تجوب غرفتك جيئة و ذهابا فلا تظنن أن القط غارق في التفكير مثلك.
فكل همه هو الخيط الذي يتدلى من ملابسك الرثة التي أكل عليها الزمان و لم تعد تصلح حتى كمنشفة منزلية.

ربما ميولك العلمية المثيرة للشفقة تجعلك تخضع كل ما تراه إلى التجربة و الملاحظة العلمية، و تحاول إقناع نفسك أن هذه الحادثة العادية ستفتح لك بابا لاكتشاف علمي غير مسبوق، كما حدث ذات يوم لنيوتن عندما سقطت تفاحة على رأسه فاكتشف بالصدفة كما يقولون مبدأ الجاذبية التي مكنت الإنسان من الصعود إلى القمر لاحقا.

أو ربما تدغدغ مخيلتك صورا ترسمها لنفسك عن أرخميدس الذي غطس في حوض الحمام يوما فصاح للتو EUREKA!! "وجدتها!!" و فعلا اكتشف مبدأ فيزيائي لا يزال يسمى باسمه حتى الآن و هو "دافعة أرخميدس".

كل هذا شيء و محاولتك إيجاد علاقة بين ظاهرة التفكير و الأفعال و الحركات التي تواكبه و اسقاط هذا على عالم الحيوان شيء آخر تماما.

ذلك أننا لو سلمنا أن هذه الحركات هي انعكاس للحالة التي يكون فيها الكائن مركزا في التفكير على شيء ما، لكانت القردة أكثر الحيوانات استعمالا لعقولها لكثرة ما تمضيه من الوقت في حك رؤوسها.

محاولات اسقاط الظواهر الانسانية على عالم الحيوان هي محاولات غير مؤسسة علميا، هذا ما توصلت اليه حتى الآن. لكن ماذا لو حاولنا عكس الآية و أسقطنا ما يقوم به الحيوان على أخيه الانسان؟
النتائج ستكون مذهلة

خذ مثال على ذلك ما يحدث في فلسطين:
كم من القطط تسير على خطى العظماء و تطلق على نفسها ألقاب الأبطال و الشهداء و هي مجرد قطط.

خذ مثال آخر من شمال افريقيا:
قرد حك راسه ساعة فخرج علينا بنظرية عالمية ثالثة...

أترككم تكملون هذه اللعبة المسلية لوحدكم

ملاحظة بسيطة فقط: قواعد اللعبة لا تصلح الا في البيئة العربية.

طيب الله اوقاتكم.