أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   مسلمو أوروبا في قرن جديد/ تقرير (قدس برس) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=10815)

صلاح الدين 17-03-2001 05:37 AM

مسلمو أوروبا في قرن جديد/ تقرير (قدس برس)
 
(قدس برس) وكالة تهتم بأخبار القدس الشريف على وجه التحديد، وتبني سياستها على خدمة القضية في أي موقع أو خبر، وقد نشرت مؤخراً تقريراً عن مسلمي أوروبا لما لهذا الوجود من آثار لا تخفى على عاقل، وانعكاسها على العالم الإسلامي نفسه، وعلى القضية الفلسطينية بسبب الثقل السياسي الإسلامي المرتقب في الغرب. وفيما يلي نص التقرير:

استوكهولم – خدمة قدس برس
(من موفد قدس برس حسام شاكر)
رغم أنها بلد صغير لا يزيد عدد سكانه عن ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة، إلاّ أنّ السويد تتبوّأ مكانة مرموقة في أوروبا والعالم. وتضطلع هذه المملكة بدور فاعل في أوروبا الموحدة، خاصة لما تتميز به من الحياد الإيجابي، والرفاه المعيشي، وسياسات الأجانب، وحماية البيئة، والرفق بالحيوان.
وقد دخل المسلمون هذا البلد بشكل متأخر بالمقارنة مع دول أوروبا الغربية، ولكن ما ميّز الشعب السويدي أنه لم يكن له أسبقيات استعمارية أو عدائية ضد المسلمين كما عليه حال بعض الدول الأوروبية الأخرى، ولذا فقد لمس المسلمون في السويد تعاملاً إنسانياً متميزاً.
فالوافد الأجنبي يحظى بالكثير من المكتسبات والامتيازات، كما يحصل على المواطنة السويدية بشكل تلقائي بعد إقامته في السويد لمدة خمسة سنوات، وحتى الذين لا يحملون الجنسية السويدية فإنهم يتمتعون بالحق في التصويت في انتخابات البلديات والمحافظات دوناً عن الانتخابات البرلمانية.

= يتبع =

السنونو المهاجر 17-03-2001 12:12 PM

هذا بالنسبة للمسلمين الوافدين... لكن ماذا عن المسلمين المواطنين الذين هم جزء من الشعب أصلا كالمسلمين في البوسنة والهرسك، كوسوفو، بلغاريا، مقدونيا، روسيا وغيرها من دول المعسكر الشرقي البائد في شرق أوربا؟

صلاح الدين 18-03-2001 01:29 PM

من التذويب إلى الاندماج الإيجابي

ويشير السيد مصطفى خراقي رئيس المجلس الإسلامي السويدي إلى أنّ "سياسة السويد قامت في السابق على تذويب الأجانب في المجتمع، وظهر لاحقاً أنّ هذه ليست بالسياسة المجدية، وخاصة مع المسلمين، ولذا فقد جرى تبنِّي سياسة أخرى هي الاندماج الإيجابي، التي تعني الحفاظ على الهوية الذاتية مع الانفتاح على المجتمع. وقد تشكلت وزارة باسم وزارة الاندماج تتولى التعامل مع الأجانب ككل".

ويضيف خراقي في حديثه لوكالة "قدس برس" مؤكداً "إنّ السويد تريد بالفعل أن يكون الإنسان الوافد إليها جزءاً حقيقياً من المجتمع، وأن تكون له المشاركة الكاملة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، على حد تعبيره.

ولا يملك الزائر للسويد إلاّ أن يستنتج بأنّ المسلمين يتمتعون بالحضور المتزايد في الحياة العامة، ويؤكد مصطفى خراقي ذلك موضحاً "أجل، هناك تفاعل وتواصل جيد حتى على مستوى العمل السياسي، وبالمقابل فإنّ هناك من مسلمي السويد من يعيشون في عزلة عن المجتمع، بل ولا يتمكنون جرّاء ذلك من الحديث باللغة السويدية"، كما يقول مستدركاً.

ويضيف المسؤول الإسلامي السويدي البارز قائلاً "نحن بدورنا نؤكد بأننا وجدنا تشجيعاً قوياً من جانب الدولة السويدية على الاندماج الإيجابي في المجتمع".

وتعبر وزيرة الاندماج السويدية السيدة إيلريكا ميسينغ لـ"قدس برس" عن اعتقادها بأنّ مشروعات النفع العام الإسلامية الناهضة في بلادها تشكل مؤشرا إيجابياً على تفاعل المسلمين مع الحياة العامة. وفيما يتعلق بالمركز الإسلامي الذي افتتح العام الماضي فقد أكدت ميسينغ بأنّ "افتتاح مسجد في استوكهولم يأتي مشجعاً على اندماج المسلمين في المجتمع السويدي"، مشيرة إلى أنّ هذه "مناسبة هامة ليس للمسلمين والمسلمات فحسب، وإنما للسويديين كافة".

وتتبنى السويد التي لم يتلطخ تاريخها بالاستعمار دعوات جادة للحوار مع الإسلام والمسلمين، حيث أطلقت حكومتها قبل تسع سنوات مبادرة للتفاهم العربي الأوروبي، ثم أعلنت عن مبادرة "الإسلام الأوروبي" في العام 1994 على الصعيدين الرسمي والشعبي، بهدف تعميق الحوار بين المسلمين وأوروبا.
= يتبع =

صلاح الدين 19-03-2001 10:05 PM

موجات الهجرة الإسلامية إلى السويد

وكانت طلائع المسلمين الذين وفدوا إلى السويد قد جاءوها في بداية الستينيات من القرن العشرين على هيئة قوى عاملة من تركيا ويوغسلافيا السابقة، وتميزوا بالمحافظة على هويتهم الدينية وتقاليدهم، إضافة إلى أنّ مستوى التعليم في صفوفهم كان متدنياً جداً، وكانوا يقيمون الشعائر الإسلامية في مصليّات قليلة.

ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية تدفقت إلى السويد أعداد كبيرة من العرب من لبنان وسورية، كما نزحت إليها أعداد إضافية بعد اندلاع حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران. وحتى منتصف السبعينيات اتسم نشاط المسلمين بأنه بسيط وعفوي، إلى أن تم في العام 1975 تشكيل أول جمعية باسم "رابطة الجمعيات الإسلامية في السويد"، التي ضمّت مسلمين من البلقان في الغالب، قبل أن ينضم إليهم الوافدون من البلدان العربية.
= يتبع =

صلاح الدين 20-03-2001 10:00 PM

تطور العمل المؤسسي لمسلمي السويد

وشهد العمل المؤسسي في صفوف مسلمي السويد قفزات بارزة في الثمانينيات مع تزايد عددهم وتحسن أوضاعهم العامة وإمكاناتهم، إذ تم إنشاء العديد من الجمعيات الموازية مثل "الرابطة الإسلامية في السويد"، في الوقت الذي بدأت فيه علاقات المسلمين مع الحكومة والسلطات والأحزاب السياسية تنضج بالتدريج، خاصة من خلال المجلس الإسلامي السويدي والعديد من الهيئات التخصصية والجهوية التابعة له.

لقد لاحظت الحكومة والقوى الحزبية قوة المجلس الممثل لمسلمي السويد الذين يربو عددهم على أربعمائة ألف نسمة، والوزن المتزايد الذي يحوزه في المجتمع، ما دفع بالعلاقات المتبادلة بين الجانبين إلى إحراز تقدم فريد على المستوى الأوروبي، وصل إلى التعاون والتنسيق مع الوزارات والدوائر والأجهزة الحكومية المتخصصة، علاوة على العلاقات الحسنة التي بلورتها المؤسسات الإسلامية في المجتمع المدني.
= يتبع =

صلاح الدين 22-03-2001 08:51 AM

بوادر المشاركة السياسية للمسلمين

وسرعان ما نفذت العلاقة إلى دائرة المطالبة بالحقوق الإضافية التي يتطلع مسلمو السويد إلى التمتع بها، كما بزغت بوادر للمشاركة السياسية للمسلمين، من خلال التعاون المباشر مع الأحزاب، والعضوية في اللجان التخصصية التابعة للحكومة والوزارات، خاصة من خلال الوزارة المتخصصة في النظر بتعديل القوانين، ويؤكد خراقي بأنّ "المسلمين قد تمكنوا من التأثير في العديد من مشروعات القوانين قبل طرحها على البرلمان"، كما يقول.

وكان ثلاثة من قادة الحزب الاشتراكي الحاكم قد وجهوا مؤخراً رسالة إلى المجلس الإسلامي السويدي يحثونه فيها على الإسراع في دمج المسلمين في الحياة السياسية المحلية. واستعرضت الرسالة الآفاق الواعدة التي ترسمها تجربة من هذا النوع لصالح المسلمين والمجتمع السويدي بكل أطيافه.
= يتبع =

صلاح الدين 23-03-2001 08:13 AM

من المطالبة بالحقوق إلى تقديم الخدمات

لم تقتصر فعالية مسلمي السويد على المطالبة بالحقوق وتحقيق موطئ قدم لهم في الحياة العامة، بل بادروا إلى تقديم خدمات ملموسة للمجتمع المحلي، وهكذا كانت على سبيل المثال المبادرة التي تولّى المجلس الإسلامي السويدي القيام بها لإطلاق سراح المحتجزين السويديين في العراق عشية حرب الخليج الثانية.

ونجح وفد يتكون من ثلاثة من قياديي المجلس في اتصالات أجراها في بغداد مع الحكومة العراقية، إذ تم إطلاق سراح 75 محتجزاً سويدياً، وكان وصول الدفعة الأولى من هؤلاء على متن الطائرة ذاتها التي استقلها الوفد الإسلامي في طريق العودة إلى استوكهولم مثار تقدير حارّ من جانب الشعب السويدي، ما حدا بوزير الخارجية السويدي آنذاك إلى الإشادة المباشرة بمسلمي السويد في كلمة ألقاها في البرلمان.
= يتبع =

صلاح الدين 24-03-2001 12:20 PM

حدث مميز في تاريخ مسلمي السويد

وفي حزيران (يونيو2000) الماضي شهدت العاصمة السويدية استوكهولم حدثاً مميزاً على صعيد انفتاحها على الإسلام والأقلية الإسلامية فيها. إذ افتتح المركز الإسلامي والمسجد الجامع في استوكهولم أبوابه وسط حفاوة حكومية ملموسة وإقبال شعبي عريض واهتمام إعلامي كبير.

ويقع المركز في منطقة حيوية في قلب العاصمة السويدية، وتبلغ مساحته الإجمالية 4100 متر مربع، وهو ما يجعله أكبر مركز إسلامي في اسكندنافيا ككل.

وتشعر وزيرة الثقافة السويدية ماريتا أولفسكوج بالفخر لأنّ "هذا المبنى قد بُعث إلى الوجود بسواعد سويدية وبجهود شركات عريقة في البلاد". وتضيف أولفسكوج لوكالة "قدس برس" قائلة "لقد كنا متشوقين لرؤية بناء كهذا، يكون ملاذاً للصلاة والدعاء وواحة للحوار والتفاهم بين الجميع، ولتحقيق التعاون الاجتماعي. كما أنه مكان للراحة والسكينة يقف كرمز بارز في قلب استوكهولم بعد مدة طويلة من العمل الشاق والمثابرة المتواصلة".

وتضيف الوزيرة السويدية "إنه شاهد حي على المجتمع متعدد الثقافات الذي نعيش فيه، والذي يعطي الحق للجميع للتعبير عن أنفسهم، واكتمال هذا المشروع يمثل نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى جديدة"، على حد وصفها.

ويرى السيد سامي الظريف، الناشط في الرابطة الإسلامية في السويد، أنّ افتتاح المركز يمثل "منعرجاً بارزاً في العمل الإسلامي في السويد، بل وفي اسكندنافيا ككل. فلقد دلّل افتتاحه على أنه أكثر من مجرد محطة هامة على هذا الصعيد"، على حد تعبيره.

وبلغ عدد السويديين الذين زاروا المركز الإسلامي باستوكهولم والمسجد الجامع في الأشهر الستة الأولى التي أعقبت افتتاحه أكثر من أربعين ألف شخص، فيما دأبت عدد من الوزارات والدوائر الحكومية والمنظمات السويدية على عقد اجتماعاتها في مرافقه، في خطوة تحمل دلالة تكريمية للمسلمين.

وفي حديثه لوكالة "قدس برس" يقول الظريف "نريد أن يشعر المواطن السويدي أنّ الإسلام جزء من حياته وأن يتعامل معه وفقاً لذلك". ويضيف قائلاً "طموحنا الآن أن ندخل الإسلام في قلوب الشعب السويدي، وأظن أننا ماضون في الطريق الصحيح لتحقيق ذلك".

وينتهي سامي الظريف إلى إبداء أمله في "أن يكون التعامل السويدي موجوداً أيضاً في كافة بلدان أوروبا، وذلك بأن تتعامل الدول الأوروبية الأخرى بالأسلوب الحضاري الذي أبدته السويد ليس مع المسلمين فقط، بل مع كل الثقافات الموجودة أيضاً"، ويقول "أعتقد أن الوحدة الأوروبية من شأنها أن تشيع التجربة الإيجابية السائدة في بلد مثل السويد على نطاق أوسع".
= يتبع =

صلاح الدين 25-03-2001 04:42 PM

إدارات الدولة والكنائس ترحب بالنشاط الإسلامي

وتتحدث الإدارات السويدية عن ارتياحها للدور الفعال الذي تقوم به المنشآت الإسلامية في حماية المجتمع من الانحرافات والجريمة. وفي هذا يوضح السيد غونو غونمو رئيس شرطة استوكهولم قائلاً "إننا نتعاون مع المركز الإسلامي على مختلف الأصعدة، لكنني أعتقد أنّ الميزة الأكثر أهمية التي يتمتع بها هذا المركز هي أنه يضم مرافق تخدم الشباب، وهو ما يجعله ملتقى لهم، وهذا أمر مجدٍ للغاية حتى بالنسبة إلينا في جهاز الشرطة، حيث نولي عناية فائقة بالأماكن التي يلتقي فيها الناشئة ويمارسون فيها نشاطاتهم"، كما يقول.

وبالمقابل يتحدث المطران الكاثوليكي للعاصمة السويدية آندرس آربورليوس قائلاً بحرارة "أشعر بالسعادة الغامرة والأمل لأنّه أصبح بوسع المجتمع السويدي أخيراً أن يشاهد أول مركز إسلامي في استوكهولم وهو يفتح أبوابه". ويشير أربورليوس إلى ما هو أبعد من ذلك، فهو يرى "أنَ استوكهولم ليست مؤهلة لأن تكون عاصمة ثقافية حقيقية لأوروبا بدون وجود مسجد بارز فيها"، على حد وصفه.


أما المطران كي جي هامر فيشدد على أنّ "استوكهولم قد تغيرت اليوم بعد أن حصل المسلمون على رمز ومعلم لهم، وهذا مهم جداً، فبلدنا ومدينتنا يعطيان صورة حقيقية عن العالم (المتنوع) الذي نعيش فيه، ولا بد أن نسعد لأفراح بعضنا البعض".

ويبدو من الواضح أنّ الأوساط المسيحية المتدينة تشعر بأهمية القواسم المشتركة التي تجمعها مع الوجود الإسلامي المتنامي في السويد. فالمجتمعات الاسكندنافية تغاضت منذ سنوات بعيدة عن الالتفات إلى الدين والإيمان بالله على إثر شيوع القيم المادية وتفاقم آفات الرفاه الاجتماعي. كما أنّ اسكندنافيا ما زالت تحتفظ بمعدلات عالية من الأزمات النفسية والمشكلات الاجتماعية مثل تلاشي البنية العائلية وتفشي المخدرات في أوساط الشباب.

لقد دفع هذا المطران هامر لأن يصرح لـ"قدس برس" قائلاً "بوصفي مسيحياً في السويد أريد أن أعبِّر عن امتناني للمسلمين لأنهم جعلوا الإيمان بالله في هذه البلاد أكثر حضوراً وانفتاحاً من ذي قبل. حيث كان الدين قد بات منذ أمد طويل في بلاد الشمال هذه شأناً داخلياً خاصاً، دون أن يتمتع بأي حضور يذكر. أما هم (المسلمون) فقد منحوا الدين المزيد من الحضور على المستوى العام في مجتمعات الشمال"، على حد وصفه.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.