أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة بوح الخاطر (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=31)
-   -   وشوشات (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=61848)

خاتون 02-04-2007 06:52 PM

وضعت ثاجها المرصع بكلماتك
وصالت تيها بين دروب صنعتها وشوشاتك

فخيّل إليك أنها تود التفاتة أو ثمنا من غيرك

ولكني أخمن أنها تتزين كل يوم ألف مرة
لتثبت لنفسها ولك أنها من اختارتك
من بين آلاف الناظرين

فهنيئا لها اختيارها الماتع


تحياتي
خاتون

ابن حوران 07-04-2007 09:45 AM

من بين زهور البراري
استوقفته زهرة
لونها متصالح مع لون الأرض
عطرها يتمازج مع عطر الأرض

تأملها وابتسم
قد لا تلفت الانتباه
لكنها كانت منتبهة
لا تقبل عليها الزنابير

فهيبتها تجعل العابثين في حالة تراجع
لم يشأ أن يشمها
فالشم يقلل من رصيد المادة
والعطر مادة

لكنها أجبرته أن يتخلص من خوفه عليها
فاشتم رائحتها
انتشى وطرب ولم يعد يخاف
فأصبح عطرها جزءا من كينونته

كل الزهور تجف
وتزول رائحتها
والربيع ينتهي ويأتي الصيف
فالخريف

الكلام يتناقص مع طول الوقت
العمر يمضي ويؤول الى النهاية
الحقد يتلاشى
والحب يفتر

شيء واحد يزيد مع طول الوقت
الحفر في التربة
وكلنا من تراب
وحبها يحفر في قلبي

ابن حوران 29-04-2007 05:00 AM

أن تشم رائحة عطر
للحظات
ثم تعود لمكبات النفايات
أو تتمتع برؤية طفل مبتسم
ثم تفاجئك آلاف الصور
القبيحة

أو تتناول لقمة مطبوخة
بعناية
وتشاهد دماء تسيل
في نشرة الأخبار

أو تمارس حقك في الانتخاب
فتنتخب جحشا أو حمار
أو يخيرونك
بين شطيرة من صراصير
أو أخرى من خنافس

أو تسمع تلاوة قرآن
في تلفاز
وتعود لرؤية النفاق
والعهر

أو ترى ابتسامة زوجتك
ورضاها
وبعد أسابيع
تكتشف أنها
مصابة بالسرطان

تتجمع حبات الندى
لتضفي على أشجار
السرو رونق

تتشابك خيوط دقيقة
لتصنع في النهاية
بيرق

تتزاحم الآهات
والزفرات
لتخرج بشكل بركان
يحرق

تتكدس أطنان الأوراق
من بيانات
ونظريات
ثم يأتي
من يُمزق

تلتهم النيران كل شيء
ولن يبقى رخ
ولن يبقى
بيدق

يعود الناس لعقولهم
فيجدونها مشوية
مسحوقة

ويخرج من رمادها
عنقاء
تستفيق وتنهض
وتخيط ما تمزق

السيد عبد الرازق 29-04-2007 01:48 PM

سيظل العطر في انفي مبتعدا عن أماكن النفايات .
وقالوا خير للمرء عدم صحبة أصحاب النفوس من الناس .
تحياتي وتقديري
وخالص الود
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابن حوران 05-06-2007 04:27 PM

لا ترحلي .. بل ارحلي
الحجر الساقط من جدار نذير شؤم ..
سينهار الجدار من بعده لا محالة
هكذا كان حجر سنمار

الحجر البارز في الجدار
يجعل اللصوص تتشبث به
وترتقي
فوق الجدار

تكسير رأس الحجر
يجعل الجدار من دون علامة بارزة
فقط الحجر الأسود
علامة بارزة

يطوف الحجيج حول الحجر
هناك من يومئ نحوه
وهناك من يقبله
لكنه مقدس

أما أنت فلا أود طواف الناس حولك
وسأقتل من يقبلك
أو أقتل نفسي
ستلعن الناس روحي
ولن أكون شهيدا

سيقولون متخلفا كان
أو أن غيرته عمياء
وسيقولون مُحِقا كان
رحمة لروحه في السماء

ستطوف روحي مستهزئة
مبتسمة حزينة
لقد ظلموك ولم يفهموا
أن حجر سنمار كذبة

ابن حوران 18-06-2007 10:46 AM

رموه بتهمة جهله بمعرفة العسل ..
ابتسم ولم يدفع عن نفسه التهمة ..
عشق العسل لسانه ..
ولم يبلغهم بأن هناك حالة عشق بينه وبين اللسان

زعموا أنهم أولى بالعسل ..
فأقاموا عليه حراسة ..
كانت حراستهم مثيرة للتقزز
عافت نفسه العسل
وكأنه قد سقط بوعائه فأر
لكن الفأر لم يسقط ..

*****

في كليات الطب يجوعون الطلاب
ويحضرون لهم شطائر
ويجبرونهم على أكلها
قرب القمامة والذباب

حتى يتعودون ملامسة جسم المريض
بجرحه وقرفه و وسخه
دون تقزز
لكي تكتمل الرسالة

الطب يحتاج ابتعادا عن التأفف
لكي يعالج الطبيب الداء
والفأر لم يسقط بوعاء العسل
وبالعسل دواء

خاتون 23-06-2007 11:11 AM

تتمازج حالات الجنون والغيرة بالقيود وحراسة الأشباح
وتعلن وشوشاتك فوضى تمزق سكون اللحظات الحالمة

وأظل هنا

أسامر شظية وأحاكي وشوشة وأجمع فقاعة طفت على جبين خواطرك

فاكتب وانثر على شواطئ الهوى خطى النوارس المغردة في صباحاتي
فكم يحلو بوح الخاطر حين يلون بعبير حكمتك


تحياتي
خاتون

ابن حوران 30-06-2007 06:00 PM

الكلمات هي الكلمات الأماكن هي الأماكن ... الطعام بمكوناته هو نفسه ... الأغاني بتوزيعها وكلماتها وألحانها وأصوات مغنيها نفسها... الطرقات الخطيرة بانحدارها والتوائها واحتمالية الموت فيها هي نفسها ...يحلو الطعام مع أناس ... وتعافه النفس مع غيرهم... تحلو الأماكن مع أناس ... وتصبح باهتة خاوية مع غيرهم ...

من يسلك طريق (خربة الوهادنة) قادما من عجلون ومتوجها الى الأغوار .. سيحس أنه هبط من نقطة عالية جدا، الى نقطة قريبة من أخفض نقطة بالعالم .. ولو كان يعلم عن طبيعة الطريق، لما اختار أن يسلكها، حتى لو اقتضى الأمر أن يتأخر عدة ساعات في الطريق ..

عندما أدار مفتاح سيارته، وأدار زر المسجلة، صدحت فيروز بصوتها المخملي (ع هدير البوسطة ..) كان قد سمع تلك الأغنية مئات المرات قبل هذا التاريخ، وأولها وهو مسافر الى لندن من الكويت عام 1980، أعجب باحتفالية الأغنية وتراكض كلماتها ولحنها، ولكن لم تكن في نفس التأثير الذي سمعه وهو ينحدر بطريق (خربة الوهادنة) .. لم يفكر وهو يرى الطريق من الأعلى وكأنه أفعى سوداء تتلوى على ضفاف جبل عمودي تقريبا، فكانت يدٌ تعبث بشعره من الخلف تعمل عمل الترياق لسم الأفعى .. وكان اللحن الفيروزي كأنه ينطلق من حركة رؤوس الأنامل التي تداعب شعره .. كان يسترق نظرة من خلال المرآة ليرى لمعانا في عينيها ..كان بريق العينين وتقاسيم الوجه تعزف لحنا صامتا أعطى لأغنية فيروز توزيعا موسيقيا لم يخطر على بال أي ملحن.. كان مستعدا أن يقود سيارته وهو مغمض العينين ليحبس سحر تلك العينين في مخياله الحالم .. ولو كان الثمن حياته .. ولكنه كان ينتبه مع كل التواء في الطريق وانحدار أكثر، ليطيل عمر السحر ..

كم مرة زار جرش وآثارها؟ كم مرة زار قلعة (الربض) حيث كان صلاح الدين، لم تكن تلك المرات بطعم تلك المرة، كم مرة رأى شجرة (الجميلة) بأزهارها الحمراء الصارخة في الأغوار عندما كان يمر من هناك، لم تكن تلك الأزهار لها نفس الروعة، كانت تنتصب في تلك المرة وكأن أياد خفية تحملها لتقدمها لمن عبثت في شعره تكريما لقدومها ..

سأله من كان بجانبه : أين سرحت؟
فأجاب بعد أن التفت في المرآة ليجد فراغا يجلس خلفه، لاشيء .. لا شيء..

ابن حوران 14-07-2007 02:27 PM


تمهلي .. تمهلي
فالشوق لا يروي حبات البذار
والعرق يكسب الأرض ملوحة
ولكنه لا يقتلها

فالنخيل أكثر الأشجار صبرا
على الملوحة ..
وسيقدر جهد صاحب العرق
ويستخلص ماء عرقه

ليتحول الى تمر لذيذ
به طعم السكر
ويخلو من أي ملوحة

تمهلي .. تمهلي
فالانتظار لا يعني التهيؤ للموت
بل هو استهلاك وقت
مع حرق للأعصاب

تزول هموم الولادة
بعد أول صرخة للوليد
لا ضمانة أن يكون سفيها
أو رجلا عتيدا

لكن وهج الشروق
يبشر بيوم جديد
وكل يوم تشرق الشمس
ويبقى وقت الشروق سعيدا

تمهلي .. تمهلي
لا تعلني وقت الحداد
فليس هناك شهادة وفاة
وليس هناك للجنازة موكبا

سينظرون نحوك بعطف كاذب
وسيتمتمون
ويتغامزون
علهم يكسبوا المراهنون

لا تستكيني .. فالوقت لا زال مبكرا
والحرب لم تنته
فالكل ينتظر
عل رهانه ينتصر

أطيحي برؤوس التردد
وانهضي من موتك
فالبعث يكفل عودة الحياة
ورب العباد أنبأهم بذلك

آمني .. أو اكفري
فلن تغيري بالمصير شيئا
لكن في إيمانك تربحين
وفي كفرك تموتين
أكثر من ميتة
ولن يكون لك إلا شهادة وفاة
واحدة .. نعم واحدة

ابن حوران 31-08-2007 04:54 AM

استخرج صورة من ملفاته
أغمض عينيه حتى يعتم المكان
عرض الصورة على باطن جفنيه
كانت صورة لقرعة صفراء

هكذا تراءت له الصورة
لاحتجاب الضوء
ربما لم تكن صفراء
أو لم تكن قرعة

حاول أن يتعرف على محتواها
عاينها
تفحصها
كانت القرعة فارغة

كان بها ثقب
من خلال الثقب خرج المحتوى
وربما قد دخل كائن من خلال الثقب
فأكل المحتوى

سمن الكائن من أكل المحتوى
لم يستطع الخروج من الثقب
لأنه سمين
وفتحة الثقب متصلبة

تمنى بعض النور
كي يستطيع التعرف على الكائن
استعان ببصيرته
فلم يتعرف على وجه الدقة

كان في الكائن ملامح فأر
وأحيانا يبدو بملامح غول
والغول من المحال
فقد يكون فأرا قد تغول

لم يصمد كثيرا وهو مغمض
فتح عينيه
فلم يجد
إلا بقايا شبح


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.