أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   حوارات ثنائية (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=58919)

ابن حوران 22-11-2006 05:54 AM

حوارات ثنائية
 
حوارات ثنائية :

عندما يزور أحدنا بلدا أجنبيا فإنه سيحضر معه بعض القطع المصنوعة يدويا أو آليا تدلل على نمط حضاري يخص البلد. وعندما يعود يضعها في مكان بارز أمام الزوار على منضدة في غرفة الضيوف، أو على رف في مرمى النظر لهم.

لم يكن من أحضر تلك القطع المصنوعة يرغب في تبيان صناعة البلد الذي زاره أو أن يعرف بحضارته، وقد يكون ذلك هدفا ثانويا، لكن الهدف الأساسي هو تعريف الآخرين بأنه قد زار ذلك البلد، وعندما يكون مشغولا في الحديث عن مسألة أخرى تلهيه عن ذكر سفراته ورحلاته التي تحسسه بأهميته أمام الآخرين فإن تلك القطع تكون كشريط الأخبار في قنوات التلفزيون، لا تعيق عمل الأذن في سماع الأخبار ولكنها تظهر للعين أمام من يريد أن يشغل (اللو قير) ليصبح دفعه رباعي ـ لا ثنائي.

لكن أولئك الذين يسرقون آثار بلد وتؤول تلك الآثار الى متاحف بلدان أخرى، قد تكون بلد السارق أو بلد ثالث، ما هي أهدافهم وما الذي يجعلهم يدفعون بها أسعارا عالية و يتحملون تبعية تهريبها خارج بلدها الأصلي لنراقب هذا الحوار بين صيني وبريطاني حول سرقة موجودات كهف في الصين تقدر بين أربعين وخمسين ألف قطعة نادرة ..

الصيني: لماذا تسرقون آثارنا ؟
البريطاني: لم نسرقها .. إن (شتاين) المنقب الأثري قد أخذ ترخيصا من أجهزة الدولة الإمبراطورية بحق التنقيب في ذلك الكهف ودفع مالا مقابل ذلك الحق، وإخراجها خارج البلاد..
الصيني: وماذا ستقولون للعالم؟ هل هي من آثاركم؟
البريطاني: نحن نخدم القضية التراثية في العالم ونحمي آثاره، لقد كانت عندكم تلك الآثار ولم تعطونها أي أهمية، حتى أنكم لم تهتدوا إليها من أصله.
الصيني: وهل يعطى حق للأقوياء أن يتصرفوا بأموال القاصرين أو اليتامى؟
البريطاني: إنها وجهة نظر نستمع إليها و نحترمها..
الصيني: إنكم تقولون ذلك من باب الكذب والنفاق.. لكن لسان حالكم يقول: أنكم من كلفتم أنفسكم برعاية القاصرين والأيتام من باب الاعتقاد بشعوركم بنزعة التفوق والمركزية..
البريطاني: إن لم نأخذها نحن فسيحضرها لنا أبناء البلدان التي توجد بها تلك الآثار.. وعندها يكون ذلك اعترافا من أدنى حلقات الشعوب بأهليتنا لحفظ مثل تلك الآثار .. ثم ألم تحطم آثارا نفيسة في أفغانستان وغيرها من البلدان بحجة عقائدية .. فأين المشكلة؟
الصيني: قد تكون على حق .. فلست الجهة الصحيحة التي يجب أن أحاورها!

ابن حوران 19-12-2006 07:14 AM

( 2 )

في كل بلد من بلدان العالم وعلى مر التاريخ، ينقسم أهل البلاد الى راض عن الحكم ومؤيد له وكاره للحكم ويعارضه. ويدافع كل طرف عن موقفه بقوة تعتمد على قربه أو بعده من النظام، مُسخِفًا ومستهزئا بالطرف الآخر، وقد تتطور العلاقة بين الطرفين الى الاقتتال، ليتم إقصاء وإبعاد الطرف الآخر، ويتحين الطرف المُقصى الفرص لينقض على الطرف الآخر إذا ما أحس بثغرة ما.

ولكن لو افترضنا أن حوارا هادئا دار بين شخصين من الطرفين المتضادين، دون عراك بالأيدي فماذا يدور بينهما؟ لنرى

المعارض: لما تؤيد نظام الحكم؟
المؤيد: سأجيبك إذا أجبتني أنت لما تعارض نظام الحكم
المعارض: إنه حكم فاسد يشجع الرشوة ويستكين للأجنبي، وينصب من هم قريبون منه، ويبعد من يعارضه، ويستنزف ثروات البلاد في أبواب لا تفيد، فلا يشجع البحث العلمي ولا يطور الإنتاج، فالبطالة متفشية و الجهل عام ولا مساكن لائقة للمواطنين والحبل طويل ..

المؤيد: وهل أتبع نهجك وأنا لا أشكو مما ذكرت؟ سأسرد لك قصة عن محاور مثلك حاور آخر مثلي.. جرت في منطقة مسيحية من مناطق البلاد المحيطة بنا
حيث كان صياد يصطاد السمك بصنارة ويشرب من علبة (بيرة) في يده، فجاءه ناصح فقال: لما تشرب البيرة وأنت تصطاد؟ ألم يكن من الأفضل أن تدخر ثمن البيرة لتشتري شبكة ؟
الصياد: وماذا بعد؟
الناصح: وبعد ذلك يزداد ربحك فتشتري زورقا..
الصياد: وماذا بعد؟
الناصح: عندها سيكون بإمكانك الصيد مع شرب البيرة..
الصياد: ولماذا كل تلك الطرق الملتوية؟ ألا تراني أشرب البيرة منذ الآن؟

المعارض: لقد فهمت .. ليبقى يشرب بيرة طالما بقي في صحته .. ولكن أظن أن لا صحة تدوم .. وقد اكتشفت تلك الحقيقة جماعات النمل .. في حين أهملتها صراصير الحقل التي تغني ليلا نهارا معجبة بصوتها، ظناً منها أن حياتها الرغيدة ستدوم الى الأبد .. والتي عندما تموت لعدم احتياطها ، سرعان ما تفتتها جماعات النمل لتخزنها مع مخزونها الاحتياطي..

ابن حوران 25-01-2007 05:34 AM

لم يكن الحوار بين اثنين بل كان بينه وبين استمارة تسلمها لتعبئتها:

الاسم .. العمر .. المهنة .. الدخل السنوي .. الديانة .. المذهب .. أسماء أفراد أسرته .. الطول .. العرض .. الوزن .. أسماء أصدقاءه .. البلد .. المدينة .. الحي .. رقم التلفون .. فصيلة الدم .. لون الشعر الخ ..

سأل نفسه : من يهتم بذلك؟
ـ ومن يستثمر تلك المعلومات؟
ـ وحتى لو عرفنا كل تلك المعلومات عن كل شيء.. ماذا يعني؟ ألم نعلم أن الكيان الصهيوني لديه المئات من الرؤوس النووية .. ماذا فعلنا لأجل الاحتياط من أثرها؟

ـ وماذا إن كان اسمي مسعود أو مقرود .. هل تميز صواريخ الأعداء بين اسم واسم وبين ابن طائفة وطائفة وابن دين ودين في العراق وفلسطين ولبنان؟

ـ ولكن، هل يمكن أنهم نسوا أشياء لم يذكروها في سلسلة أسئلتهم؟ مثلا: هل تصيبك (حرقة) إذا تناولت الطماطم أو الزيت ؟

ـ وقد تكون نواياهم طيبة، فهم يعملوا على تخليد المعلومات التي تصون ذكرى أصحابها! .. ولكن، ماذا يعني؟ حتى لو كتب على (شواهد) القبور أن أصحابها كانوا عمالقة ومخترعين وحاصلين على أوسمة ممتازة وكانوا أسيادا في أهلهم، ماذا يعني؟ حتى لو لم يكتب على القبر شيئا، فهل يستفيد منه صاحبه؟ أم أن من ينتسب لصاحب القبر من الأحياء، هو من سيشبع ذاته في الانتساب لصاحب القبر؟

أطل طيف منظم الاستمارة من بين سطورها وسأل: لماذا لا تعبئ الاستمارة؟ هل تعتقد نفسك فيلسوفا؟

أجاب: كلا .. ولكنني أخشى أن أتحول الى لا شيء الى ذرة غبار منسية..

ثم تعوذ من الشيطان الرجيم وملأ الاستمارة ..

على رسلك 26-01-2007 03:34 PM




جميلة وممتعة هذه الحوارات الثنائية أيها السهل الخصيب

احترامي وتقديري الصادقين .

تحياتي

محمد العاني 27-01-2007 01:03 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
لم يكن الحوار بين اثنين بل كان بينه وبين استمارة تسلمها لتعبئتها:

ـ وماذا إن كان اسمي مسعود أو مقرود .. هل تميز صواريخ الأعداء بين اسم واسم وبين ابن طائفة وطائفة وابن دين ودين في العراق وفلسطين ولبنان؟


لا يابن العم..
ليست الصواريخ فقط هي التي لا تميز..بل أصبح البشر لا يميزون بين إسم و إسم و بين ابن طائفة و طائفة و ابن دين و دين..فالكل في القتل سواء..

ابن حوران 21-03-2007 05:04 PM

الأخت الفاضلة (على رسلك)
الأخ الفاضل محمد العاني

امتناني وشكري لتفضلكم بالمرور

ابن حوران 21-03-2007 05:05 PM

في الطائرة


كان يجلس الى جانبها في الطائرة.. فسألته من أين أنت والى أين تنوي السفر؟ كانت تريد أن تكسر حاجز الصمت، لتقتل الوقت أو تسهم في قتله بقدر الإمكان .. وهذا النوع من الحديث، يندرج تحت باب التصادم أو القضاء والقدر، فلا أحد يخطط له ولا أحد يتوقع سيره .. وهو يحدث بأمكنة كالطائرات أو الانتظار بعيادة طبيب الأسنان مع مريض .. فعادة من يكون بعيادات الأسنان تتلاشى رغبته في الحديث .. والحديث في أحسن حالاته سيتحرك كالسوائل، مع أي انحدار .. فلا تقنين به ولا جدول أعمال ..

أجابها بعد أن التفت إليها .. كانت على مشارف الستين من عمرها .. لكنها بطريقة حديثها بدت كأنها أصغر من ذلك قليلا .. لم تنتبه لإجابته كثيرا .. فلو شاء أن يمتحنها بما أجاب لأخذت صفرا من العلامات، رغم أن المطروح كانا سؤالان وإجابتان .. انتقلت الى الحديث عن نفسها .. وكيف كانت تعمل في خطوط الجو .. وعن أسفارها .. وعن ترتيب شركات الخطوط الجوية، من حيث المواعيد والطعام وما الى ذلك .. استنتج بسرعة أنها تتفوق عليه في كثير من المسائل المتعلقة بالجو .. وقد أحست هي باعترافه الضمني بتفوقها .. فأخذت تحكي عن كندا و النمسا و أن معدلات سفرها تصل الى أكثر من عشرين مرة في السنة ..

ذكرت له أن البلد الفلاني جميل و مرتب و شعبه مرتاح ..
لم يوافقها على قولها .. ولكنه لم يعترض بشكل صريح ..
حاولت التأكد فقالت ألا توافقني الرأي ؟
اعتذر قائلا .. لم يسبق لي زيارته قبل هذه المرة ..
فاستفادت من تلك الخاصية لتشرح له عن تلك البلاد وعن نظافتها، وعن ارتياح شعبها وعن غنى شعبها .. وتنهدت، كأنها تحسدهم ..
فقال لها : لا أهتم بكل ذلك .. فمقاييس الجودة عندي تختلف عن مقاييس الجودة عند حضرتك ..
ارتفع صوتها، كأنها تريد إجباره على موافقتها ..
فأدرك بضرورة التوقف عن التمثيل بمسايرتها طيلة الوقت وقال : كل تلك المظاهر لا أشتريها بفلس ..
صمتت و تفحصت سحنته التي تحولت الى هيئة غير مهادنة .. ثم سألت بصيغة لا تخلو من ارتباطها بماضي لهجتها : وما هي مقاييسك لو سمحت؟
هو: لا حرية و لا رفاه و لا تقدم حقيقي، دون تحرر من الأجنبي .. وأظن أن تلك البلاد ليست متحررة من نفوذ الأجانب تماما .. ومواقفها الوطنية و القومية لا تروقني ..
هي : لم يقتلنا و يشردنا من بلادنا إلا هذا اللون من الحديث .. ماذا حصلنا من كل تلك الشعارات، إلا الذبح والقتل و التهجير؟
هو: لو قدر لي أن أقود بلادكم .. لما أجريت على نهج من قادها أي تغيير..
قاطعته : أسكت يا رجل .. والله هذا كفر ..
لماذا علينا أن نعيش على الخوف والتشرد .. وبلادنا من أغنى البلدان؟
هو: لقد كنتم في أمان و تقدم وازدهار .. وانتشر العلم عندكم واختفت الأمية .. وبلادكم كانت خالية من المخدرات والإيدز وغيره .. ماذا جنيتم من إشعاركم للأعداء من أنكم مظلومون؟ هل تحسن وضعكم؟
هي : صحيح ما تقول .. لكننا كنا نرى التفرد بالحكم وإبعاد الآخر، و التضييق عليه ..
هو: قد يكون هذا صحيحا .. لكن من هم الذين يستثنوا من دائرة رضا الحكم؟ أليسوا هم من لم يوافقوه؟ .. هات لي استثناءا لتلك القاعدة في بلادنا العربية .. لا بل عند أمريكا نفسها ...
أشاحت بوجهها عنه .. وتمتمت ببعض الكلمات التي لم يفهمها .. وأغمضت عينيها ممثلة دور النائمة ..
في حين تأمل هو قولها .. وفكر ألا يوجد صيغة في بلادنا نقلل من انقساماتنا، فعندها تزيد محصلة قوتنا .. وتزداد معها مناعتنا في مقاومة أعداءنا؟

aboutaha 25-03-2007 05:11 AM

الله يحميك

تملك امكانية هائلة لصياغة مقدمات خفيفة سحرية قبل البدء بالفكرة او توضيحها


ابن حوران ... انت منفعة لنا كاتب نفخر فيه

العنود النبطيه 27-03-2007 08:44 AM



لا حرمنا الله سعة اطلاعك وغزارة علمك

أخي الكريم ابن حوران

هنيئا لنا في الاردن بك

وهنيئا للخيام العربية يا ابانا الجليل

واخانا العزيز

ابن حوران 20-05-2007 07:38 AM

أختنا الفاضلة .. العنود النبطية ..

إطلالتك على ما أضع من كلمات بسيطة يكسبها أهمية، أعتز بها ..

وقد اتقاعس في الرد أولا بأول، حرصا مني على أن لا يتحول المنتدى لشات
يتم تبادل كلمات المجاملة فيه حتى يُتخم بها .. وقد أكون مخطئا
ولكني ألتزم بمقولة (لا تقم بزيارة ويدك فارغة) .. فأحاول الرد القصير قبل ما أكون قد حضرته
من موضوع جديد ..

سأبقى ممتنا لتشجيعكم المستمر .. وعذرا لتأخري


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.