أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الإيمان هو الأساس (52)أضاعوني وأي فتى أضاعوا.. (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=30967)

د . عبد الله قادري الأهدل 08-04-2003 10:50 PM

الإيمان هو الأساس (52)أضاعوني وأي فتى أضاعوا..
 
دروس في الإيمان (52)

أضاعوني وأي فتى أضاعوا؟!

فأين أهل الدين الحق الذي أنزل الله به هذا القرآن ليكون دين العالمين كلهم؟

(( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً )). [الفرقان: 1].

(( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )). [الأنبياء: 107].

إنه المنهج الحق المحفوظ الصالح لأن يكون منهجا للبشر مهما اختلفت ثقافاتهم وارتقت معارفهم، وهو وحده الذي يحقق السعادة للناس في الأرض، إن هم آمنوا به واتبعوه، ولقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمره كله-بعد بعثته-داعيا إلى الإيمان بهذا القرآن، والعمل به، ممتثلا في ذلك أمر ربه الذي قال له: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) [المائدة:67].

وقال: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )). [النحل: 125].

فبلغ صلى الله عليه وسلم بنفسه مباشرة من استطاع الوصول إليه، وبعث بالرسائل إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الله، كما بعث الدعاة إلى الأقطار يبلغون عنه رسالة الله، وتبعه على ذلك أصحابه من بعده وتابعوهم بإحسان، وكان الخلفاء الراشدون يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغ الملوك والزعماء دين الله وجاهدوا في الله حق جهاده حتى بلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها في برهة قصيرة من الزمن، ممتثلين في ذلك قول الحق جل جلاله: (( : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (( . [يوسف: 108].

وكان من أثر ذلك أن انتشر هذا الدين وكثر أنصاره وقادت الأمة الإسلامية أمم الأرض إلى رحاب الله، وأسعدتها بدينه، وما فيه من عدل وسماحة ونظافة، ولكن الأمة الإسلامية أخذت تبتعد عن هذا القرآن قليلا قليلا فضعف إيمان كثير من أبنائها وقل عملهم به، وفترت دعوتهم إليه، فخف وزن الأمة، وقاد قافلتها من ليس أهلا لقيادتها إلى غير قبلتها، وحارب دعاة الباطل من أبنائها دعاة الحق منهم، فسلط الله بعضهم على بعض، وأغرى بينهم العداوة والبغضاء، كما فعل بمن سبقهم ممن انحرفوا عن منهج الله.

قال تعالى: (( وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )). [المائدة: 14].

فخسرت بذلك الأمة الإسلامية حريتها ومجدها، وخسرت بخسارتها أمم الأرض كلها [وقد ألف في هذا المعنى الأستاذ أبو الحسن علي الندوي كتابا، سماه: (ما ذا خسر العالم بانحطاط المسلمين)].

وشكوى رسول الله إلى ربه تلاحق هذه الأمة في كل وقت تهجر فيه هذا القرآن والعمل به والدعوة إليه: (( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً )). [الفرقان: 30].

ولكأن القرآن يردد على مسامع هذه الأمة:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا
،،،،،،،،،،،،، ليوم كريهة وسداد ثغر


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.