أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   مســـــاكيـــــــــن (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=29395)

صالح زيادنة 31-12-2002 02:41 PM

مســـــاكيـــــــــن
 

• عرقوب
مسكينٌ أنتَ يا عرقوب ، لقد اعتبرك الناس شاذاً لأنك كنت تَعِد ولا تفي في عصرك ، أما الآن وبعد موتك بدهور ، فقد انقلبت الموازين ، وأصبح من يعد ويفي شاذاً في هذا العصر .
ما أكثر العراقيب الذين يعيشون بيننا ، في البيت ، في السوق ، وفي المكاتب ، وفي كل مكان تدخله تجد عرقوباً ينتظرك ، ويملأ نفسك بآمال ووعود بلا رصيد : " تعال بكره ، هات لي الوصل الفلاني ، هات توصية من المكتب الفلاني ، أنا مش فاضي الآن " . وفي النهاية كلها من نوع وعودك يا عرقوب .
• التاريخ
مسكينٌ أنت أيها التاريخ ، لأنك لا تملك أمر نفسك ، ما أكثر الحقائق التي تُزيّف باسمك ، وما أكثر أعمال البطولة التي تسجلها وتحفظها لأُناس لم يعملوها قَط ، ومع مرور الزمن تُلصقها بأسمائهم وكأنها من أعمالههم الحقيقية . إنك تكذب علينا أيها التاريخ .
إنك أداةٌ جامدة نسجّل عليها ما شئنا من أباطيل ، ونطمس بها ما شئنا من حقائق ، إن أكثر ما تنقله لنا أيها التاريخ خاضع للميول والأهواء . وإننا لا نكاد نفتح صفحة من صفحاتك إلا وتفوح منها روائح الأنانية والنرجسية ، إنك لا تكتب تاريخ نفسك أيها التاريخ ، ولو كتبته لكشفت لنا عن صفحة الزيف والرياء التي يلصقها بك بنو البشر .
إنك مغلوب على أمرك أيها التاريخ ..!
• الثعلب
مسكينٌ أنت أيها الثعلب ، قد تكون لئيماً ، خبيثاً ، ماكراً ، ولكنك ضعيف جبان ، تفر وتقفز هارباً من أي حركة تسمعها .
ما أكثر الذين يشبهونك من البشر ، ويتصفون بصفاتك أيها الثعلب المسكين .. ولكنهم إلى جانب هذه الصفات الجميلة ، من مكرٍ وخُبثٍ ودهاء يمتلكون صفاتٍ لو امتلكتها أنت لأصبحت ملكاً لجماعة الحيوان .
إنك لا تستطيع أن تلدغ ، ولا تقتل القتيل وتمشي في جنازته ، وثعالبنا تستطيع ذلك بسهولة ويسر . أنت لا تذرف دموعاً كاذبة لتستر بها بعض أفعالك الماكرة ، أما ثعالبنا فتستعير دموع التماسيح .
أين منك هذه الصفات أيها الثعلب المسكين ، وصدقني لو أنّ الطبيعة حَبَتْكَ بها لأصبحتَ سيّد الغاب بلا مُنازع .
• الببغاء
مسكينٌ أنت أيها الببغاء ، فبرغم جمال ريشك الأخّاذ ، وألوانك الزاهية الجميلة ، فإننا نستعير تقليدك دون وعيٍ أو تفكير . قد يكون في تقليدك أنت نوع من العبقرية ، يعجز عنها سائر الحيوان ، أما نحن فنردد ما نسمع بطريقة عمياء ، دون ذرّة تأمُّل أو تفكير .
ما أكثر الشعارات التي نرددها لا لسبب ، إلا لأن زيداً من الناس كان يقولها ، وما أكثر الأعمال التي نعملها مقلدين لا مبتكرين .
وصدقني أيها الببغاء إن أكثر أقوالنا وكتاباتنا ، ومعظم أعمالنا وتصرفاتنا ، ما هي إلا تقليد في تقليد .
وإن عَيّرك أحدٌ من الطيور بتقليدك ، ففي بني البشر لك أكبر عزاء .
• الحمار
أنت مسكينٌ وصبورٌ أيها الحمار ، يصفونك بالغباوة ، ولكن غباوتك نابعة من طبيعتك وسليقتك الحمارية ، أما نحن فنتغابى مُتَصنعين ، ونَتَبَالَهُ مُتكلفين . ونلبس ثوب الغباوة بعد أن نعدم الوسيلة في نيل بعض المصالح الشخصية .
ما أكثر الذين ينتفعون من غباوتك أيها الحمار ، ولكنهم لا يذكرون هذا الفضل لك ، وما أكثر الأصوات التي تشبه صوتك أيها الحمار في غلاظتها ونشازها ، ولكننا نقف لها مُصفّقين .
لا تغضب بعد اليوم من غباوتك ونشاز صوتك أيها الحمار ، فلك إخوان من البشر يسيرون في مشارق الأرض ومغاربها . إنك لستَ وحيداً أيها الحمار .

*اليشمـــك* 03-01-2003 02:24 PM

الثعبان أيضا مسكين ..
على الرغم من انه يعد من اذكى وأخطر المخلوقات وذلك لما يتميز به من سرعة في الزحف والمداهمة والانقضاض على فريسته دون أن تشعر به ..

ولكنك إن أحكمت قبضتك على فمه فهو لايعود قادرا حتى على الحراك .. أو الدفاع عن نفسه !

وهذا حال الكثيرين من احفاد الثعابين ..

يتحينون الفرص للانقضاض والافتراس ..
يراقبون الآخرين على أمل ان يجدوا لهم زلة لسان أو خطأ ..
يتمنون أن يثبتوا لانفسهم أنهم ليسوا الأسوأ.. وأنهم الأفضل .. والأقوى

ولكن..

ما أن يذوقوا نفس الكأس ..
وما ان يشعروا ان أداتهم في الافتراس فيها ثغرات عديدة وانها لم تعد صالحة للاستعمال ..

حتى يصابوا بالدهشة المصحوبة بالخوف والفزع الذي نراه في أعين الثعبان المسكين وهو مقيّد الحركة ..

تحياتي وأشكرك على الموضوع المتميز

أختك *اليشمـــك*

*اليشمـــك* 03-01-2003 02:27 PM

هناك مخلوق آخر ايضا تذكرت كم هو مسكين ..

الحرباء !

لقد وهبها الله قدرة عجيبة على التلون بحسب البيئة التي تعيشها وذلك بهدف ان تحمي نفسها من الأعين المفترسة ..

ولكننا أخذنا هذه الموهبة وشكّلناها بطريقتنا بحيث انها أصبحت وسيلة هجوم بدلاً من ان تكون وسيلة للدفاع !! ..

بصراحة لست اعرف من المسكين فينا .. نحن .. ام تلك المخلوقات " الكافية خيرها شرها " ؟!

تحياتي

صالح زيادنة 04-01-2003 11:41 AM

أشكر أختي اليشمك على هذه الإضافات ، وهي بحق تهدف إلى ما نرمي إليه من إيضاح لبعض الظواهر الإجتماعية التي نتمنى أن يخلو منها مجتمعنا .
ولك أطيب التحيات

أخوكم : صالح زيادنة

صالح زيادنة 04-01-2003 12:13 PM

الكلب :
مسكين أنت أيها الكلب تكون ضعيفاً وادعاً إذا لقيناك في الخلاء ، وكنتَ بعيداً عن أهلك وأصحابك ، وكم تحرّك ذنبك بلطف وهدوء وكأنك تلقي التحية ، ولكن إذا كنت بجوار أصحابك وقرب بيتك فما أشرسك وما أكثر شرورك . وما أكثر الناس الذين يستعيرون هذه الصفات الكلبية ويطبقونها على بني البشر ، فنراهم بوجهين وجه يستخدمونه عند ساعات ضعفهم وفشلهم واحتياجهم ، ويتميز هذا الوجه بالوداعة والهدوء والبشاشة والإبتسامة المصطنعة وكثرة الوعود الكاذبة ، ووجه آخر يستخدمونه بعد النجاح وفي ساعات القوة والمنعة ، وهذا الوجه يتصف بالصلابة والتجهم وعدم الإكتراث بالآخرين وعدم تلبية طلبات الغير ومحاولات الإيذاء المستمرة .
أنت مسكين أيها الكلب لأنك تستخدم صفاتك الطبيعية ، لا تتكلف ولا تتصنع ، أما نحن فنستكلب عن عمد ، ونستشرس مع سبق الإصرار والترصد .

نور العين 07-01-2003 06:45 PM

القط

ذلك الكائن اللطيف الرقيق.
يتلصق بك و يتدلل عليك , يسحرك ببريق عينيه , و نعومة فراءه , وعذوبه مواءه .

و لكنه منافق..
لا يريدك ..
بل يرجو منك الطعام و المأوى .
يتمسكن حتى يتمكن .
و يهرب منك ان وجد من هو اشد سخاء عليه.
يا له من منافق..
و يا له من مسكين..

================
البومة :

اينما حلت حل الشؤم معها . . لكأنهما صفتين متلازمتين.
يكرهها الناس و يستعيذون منها .. و لكنها لا تتوانى عن تعميم الخراب على ما حولها دون ان تمس يدها زرا.
فلشؤمها خيوط خفية .. تخترق المألوف .. و تدمر كل ما هو جميل
.
================
النمر

يتميز بالقوة .. في عينيه سحر غامض .. و جلده من اشد جلود الحيوانات اناقة .
شديد و ذو هيبة ..

و لكنه غدار..

و لو قطعت من لحمك و رميت اليه طواعية , لتهجم على ما تبقى من لحمك و غدر بك

==============

و اخيرا الدجاجة..
مسكينه انت ايتها الدجاجة ..
تتحملين عناء اسرتك و تحيطين بيوضك بالدفء , و تلمين كتاكيتك حولك اينما حللت, لا ترفعين رأسك امام زوجك الديك , و لا ترضين له بديلا.
ولكنه لا يكتفي بك ..فلديه بدلا من الدجاجة عشرون دجاجة.
و حرم عليك ما اباحه لنفسه.

مسكينه انت..



و مساكين نحن كذلك..

صالح زيادنة 08-01-2003 12:19 PM

أشكر لك يا أخت نور العين هذه الإضافات الجميلة ، وما أكثر المساكين في هذه الدنيا ، وربما نحن من أكثرهم مسكنةً .

ولا بد أن نقول : مسكين انت أيها الإنسان

ولكننا بحاجة إلى صفحات لنبين كم هو مسكين الإنسان في هذا العصر


وتقبلوا خالص تحياتي

*اليشمـــك* 08-01-2003 01:01 PM

[qoute]ولكننا بحاجة إلى صفحات لنبين كم هو مسكين الإنسان في هذا العصر[/qoute]

بل نحتاج لمجلدات..

سبحان الله ..
لقد خلق الله تلك الحيوانات وميّزنا عليها بالعقل .." إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون"

ولكننا نصر على الاقتداء بها والتخلي عمّا يميزنا عنها حتى اصبحنا نشبهها في كثير من الأمور !!

متى ما تخلى الإنسان عن عقله .. تراه وقد بدأ يتصرف كتلك الدواب التي تعتدي وتفترس حتى تنال ماتريد ..

وإذا نالت ما ارادت ... عادت وديعة وهادئة تبحث عن فريسة اخرى ..

بالفعل نحن مساكين ..

اليمامة 08-01-2003 01:18 PM

الكلب ظلمناه ..
 
وحملق في وجه صاحبه وهو يكاد يتمزق من الغيظ .. وانفجر بلسانه بالسباب ..
ــ ياكلب ... ياكلب ...
وكان صاحبه داعيا .. عاقلا .. وابتسم في هدوء وقال :
ــ شكرا أيها الصديق لقد منحتني من الوفاء مالا أملك ومن الصدق والصداقة ماأنا بحاجة اليه ..
وأردف :
ــ انك لاتعرف الكلب .. لاتعرف انه يتميز بوفاء دونه وفاء الانسان نفسه .. لاتعرف ان الغدر صفة لاوجود لها في قاموس حياته ..
لاتعرف ان الجحود في علاقة الكلب بصاحبه أمر مستحيل .. يندر أن يقع .. بل انه لايقع .. وانهى حديثه لصاحبه قائلاً :
ــ لو أننا نحن البشر كان لنا وفاء الكلاب .. والتزامها بالصداقة .. وتقديرها للجميل لما كانت هناك خصومات .. واية خصومات .
ولكننا نحن البشر لانتعمق الصفات .. وانما نلتزم بالشكليات .. نتمسك بالصورة وحدها دون ان ننظر الى المحتوى الجميل الذي تعبر عنه .

أشعر انك اكرمتني بسبابك .. لا لأن كلمة كلب أمر أتقبله بصفتي انسان .. ولكن لأن في أخلاقياته التي نتجاهلها أمر يسلمني الى الرضى بهذا النعت .
قلت لي .. ياكلب .. ولكن يوجد في عالمنا من يختار الكلب صديقا وفيا .. ثابت الوفاء أكثر من صديق .. بل ربما أكثر من شقيق .

صالح زيادنة 09-01-2003 01:29 PM

شكراً للأختين اليشمك واليمامة . وبمثل هذه المشاركات ينمو الأدب ويزدهر . بارك الله بكما وجزاكما خيراً .

مسكين الإنسان في هذا العصر .. الذي يرى النيران تندلع في بيوت أهله وجيرانه ، ولا يحضِّر الماء لإطفاء بيته الذي ستندلع فيه ألسنة اللهب بعد قليل .
مسكين الإنسان في هذا العصر .. الذي يرى المصائب تنهال على إخوانه ويظن نفسه بمنجاة منها ..
ما أقلّ عقلك أيها الإنسان !
مسكين الإنسان في هذا العصر .. الذي يُدخل الغرباء في بيته وهو يحسبهم ضيوفاً ، ويقدم لهم واجبات الضيافة والقِرى ، فيستأسدون ويطردونه من بيته ذليلاً حقيراً .
مسكين الإنسان الذي يضع الأفعى في عبّه ليدفئها ، فتلدغه بعد أن تشعر بالدفء والحرارة .
مسكين الإنسان الذي يشرب السم للتجربة ليتأكد إذا كان مميتاً أم لا !
مسكين ذلك الإنسان الذي يجير أم عامر فتبقر بطنه وتقتله شر قتلة ، بعد أن حماها وأجارها وآواها في بيته .
ومن يصنع المعروف مع غير أهله .......... يلاقي ما لاقى مجير أم عامر
قدّم لها لبـن اللقـاح لتغتـذي ..........فَرَتْهُ بأنيابٍ لهـا وأظافـر


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.