كتب الله علي أن أمر يومياً بجوار القنصلية الأمريكية بجدة مرة أو أكثر من مرة ..

وللأسف أن منظرها وحجمها والحواجز التي حولها وعبارات التحذير حولها تستفزني وتستفز الكثير من المواطنين والمقيمين .. وتوسطها في منطقة جدة على شوارع رئيسية جعلني دائما أتمنى بصوت عال أن يخسف الله بها الأرض غير آبهة بأجهزة التصنت التي تضعونها وتسمعون بها الأصوات القريبة من القنصلية ..
دائماً ما يؤلمني منظر جنود حرسنا الوطني وهم واقفين وأتخيل كيف هم في خط المواجهة ضد أي أعتداء .. وتزيد مشاعر الرحمة تجاههم وأنا أتوقع أنهم يتألمون وهم يقومون بحراسة مقركم لمدة تزيد عن8 ساعات عمل في اليوم للشخص الواحد ثم يشاهدون في الاعلام جرائمكم في أفغانستان والعراق ومساندتكم لاسرائيل ضد الفلسطينيين .. وهم مثلنا يتمنون زوالكم .

في ذلك اليوم الذي تفجرت فيه قنصليتك بواسطة أربعة ممن زادت عندهم حدة الغضب والألم فتحولت لقوة جبارة عنيفة اقتحمت " الحصن المتين " قنصليتكم ياسيادة الرئيس .. كنت في عملي الذي يبعد عن قنصليتكم بمسافة كيلومترات معقولة .. كنت أسمع أيها الرئيس أصوات سرب من سيارات الاسعاف .. وأصابني الخوف وقلت في نفسي " اللهم سلم أمة محمد " واعذرني ياسيادة الرئيس لا استطيع الدعاء لغيرهم .. وانقبض قلبي بسبب سماعي لصوت سيارات كثيرة من الاسعاف
وفجأة جاءني اتصال من أخي لأنه يعلم أنني أقرب منه للقنصلية وسألني هل سمعت انفجار ؟ وعندما أجبته بالنفي وأبلغته أنني أسمع أصوات سيارات كثيرة من السيارات .. قال لي هنالك تفجير في القنصلية الأمريكية ..
وصرخت بصوت عاااااااال وقلت : الحمد لله !!
وأخي يصفني بالجنون بسبب ردة فعلي المفاجئة .

أيها الرئيس :
اعذرني .. لقد مرت في ذاكرتي في تلك اللحظة مشاهد مؤلمة في أفغانستان والعراق .. وقلت اللهم سلم حرسنا والمسلمين الذين يعملون في سفارتكم .
وفجأة ياسيادة الرئيس وجدت " جميع " زميلاتي في المكتب وهم يرددون بفرح وسعادة ونشوة : " القنصلية الامريكية انفجرت ".
ومن شدة فرحتنا خرجنا من مكتبنا وتوجهنا لمبنى شاهق بجوار مكتبنا غير مؤجر وقلنا للحارس نريد أن تسمح لنا بأن نطلع لسطح المبنى ! وحينما استفسر الحارس المسن عن السبب وأبلغناه .. صرخ بدون وعي وقال : " الله يبشركم بالخير يابناتي .. الله يمهل ولا يهمل " وفتح لنا وذهب مسرعاً ليبث البشرى لغيره .
كنا نشاهد الدخان الأسود بسواد الليل الحالك وهو يتصاعد من قنصليتكم أيها الرئيس .. وصدقني متعتي بذلك المنظر أوجدت نوعاً من التوازن في مشاعري التي أصابها الاكتئاب بسببكم وبسبب جنودكم ياسيادة الرئيس ..
وكنا نتمنى أن يمر الزمن لنسمع عدد قتلاكم في القنصلية المتفجرة ..وأغمضت عيني لكي أحلم بسماعي للعدد والتي تتضمن أسماء أتمنى أن تكون بينها وهم :
* القنصلة العامة التي تمثلكم وتحاول اختراقنا والتي أسميناها " الحية "

* ملحقكم الثقافي الفلسطيني الأصل " وللأسف " المسلم الذي يندس دائما كما سمعنا في صفوف شباب الجامعة ويدعوهم لمشاهدة فيلم عن تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية وعن مناظراتكم مع " كيري "

* والجاسوسة التي نسميها ذات الرداء الأحمر
* ومن نسميها لورا آشلي التي لاتترك ندوة أو محاضرة الا وتأتي لها وتكتب " ولا أعرف ماذا تكتب "
وتضمن القائمة جميع موظفيكم من غير المسلمين " ماعدا الخائن الغضبان ومن هو مثله "ياأيها الرئيس .

ولكن ... تأبون إلا أن تنغصوا علي أحلامي !!
لأنني تذكرت أن رجالنا من الأمن هم من يقف بالمواجهة وقد يكونون أول المصابين !!
وقلت هذه أمريكاااااااااااااااااا .. تأبى أن تشعرنا بالسعادة !

وفتحت عيني لأتابع "نشرات" الدخان الأسود المتصاعد وكنت أرى الدخان مستمر في التصاعد دون توقف .. وطائرة عمودية تحلق فوق قنصليتكم ..

ورأيت منظراً غريبا جداً .. فهنالك سرب من الحمام الأبيض يطير حول الدخان ويحاول أن يجد طريقه !!

وتساءلت أين غربان جده ؟ وأين الغربان التي دائما أراها على سور قنصليتكم ؟

لاتندهش من دقة ملاحظاتي لكمية الغربان في مبناكم .. فملاحظتي سببها أنني كنت أتمنى مصادقة هذه الغربان والحصول على موافقتها وضعي سم في جناحيها وتدريبها لتعرفكم وتبتكر طريقة لتقتل الامريكان في القنصلية .

وقلت في نفسي ان هذا الحمام " رمز السلام " أتى في يوم تفجير قنصليتكم وكأنها رسالة لنا تقول : " في نهاية هذا المبنى وتفجيره يكون السلام "

لا تتخيل أيها الرئيس حجم الاتصالات التي جاءت لنا والتي قمنا بها ونحن نتفرج فوق السطوح ونهنئ ونضحك ..ونوقظ من كانت نائمة .. واقسم بالله اننا كنا فرحين وكنا نتخيل قتلانا في أفغانستان والفلوجة معنا يفرحون ..

واتصلت بي صديقة من خارج المملكة لتطمئن علي لأنها تعلم أننا نسكن قريبا من قنصليتكم .. وكنت أحدثها بسعادة وقالت لي مازحة : ماهو دورك بصراحة يايمامة في العملية ؟

قلت لها : الدعاء والالحاح بالدعاء !!!

بعد ذلك ياأيها الرئيس انقلبت مدينة جدة وأقفلتوا الشوارع بسبب تواجدك في منطقة حيوية وعلى أربع شوارع رئيسية ووصلت لمنزلي بعد انتهاء العمل بوقت تضاعف 19 مرة عن أي يوم آخر .
وتوالت الأخبار وتنقلنا بين محطة وأخرى نريد أن نسمع أن يكون هنالك قتلى من شعبكم ليشعروا بألم أمهات وآباء وأبناء الفلوجة .

أيها الرئيس :
تأبون الا أن تسرقون فرحتي !!
لا قتلى من الامريكان !!!
القتلى مسلمين فقط !!!
وكرهتكم وكرهتك أنت تحديدا أكثر من قبل !
فما أقسى أن يأتي أحد ويسرق فرحتك .. ويحل محلها الحزن .
وانتهت الأخبار بنجاة جميع أفراد عصابتك في جدة !!

ولكــــــــــــــن :
ظهرت الحقيقة التي لايعلمها الناس :

شاء الله أن أقابلها اليوم الأربعاء 8 /12/2004م " لن أقول أين لكي لاتنكشف شخصيتها " وهي عربية مسيحية لديها الجنسية الأمريكية وتذكرت أن خالتها تعمل في قنصليتكم ..

ووجدتها فرصة ذهبية لاتعوض لكي أسألها ماذا حدث لخالتها وهل هي بخير ؟؟
وحتى أضمن المعلومات غير المنقوصة أديت دورا علمانياً محبا لأمريكا ومؤيدا لانصهارنا ضمن الثقافة والهوية الأمريكية ولو كنت موجودا لتخيلت أنك تنتظر مني أن أقول: " أموووووووت وتحياااااا أمريكا"
وبدأت تحكي لي .. وشاء الله أن تأتي خالتها وهي تتألم من بعض الجروح نتيجة الهرب والسقوط .

والآن اسمح لي ياسيادة الرئيس أن أوجة كلماتي للجميع هنا وأوضح لهم الحقيقة المغيبة .. وانت اقرأ فقط .. ولا بأس سأقذف رأسك ببعض العبارات

هذه حقيقة ماحدث :

وأقسم بالله العظيم أنها رواية موظفة عربية في القنصلية الامريكية بجدة وكانت في داخل المبنى وشاهدت كل ماحدث
دخلت احدى السيارات الخاصة بالقنصلية المبنى واتجهت بقوة سيارة أخرى وراءها .. وقذف من في السيارة متفجرات يدوية على البوابات والحرس وأصيب رجال من الحرس وارتبك رجال الحرس الذين كانوا على المدفعية فرموا بأنفسهم خارج المدفعية ( لأنهم ليسوا مقتنعين بحراستكم أيها الرئيس بوش وحمايتكم .. فلقد شاهدوا قبلها لعدة ليال أخبار الفلوجة ) حينها قفز اثنان من المطلوبين وركبوا المدفعية وقابلهم الجنود الامريكان " قوات أمن السفارة " وضربوهم بالمدفعية والباقين مرتجلين ضربوهم بالرشاشات .. وحيث أن الأربع مباني الرئيسية في القنصلية التي يعمل فيها الأمريكان فقط تحوي غرفاً آمنة من الفولاذ فقد دخلها الأمريكان وأقفلوا عليهم ومن كان محظوظا من المسلمين دخلها معهم <--- " شعب طيب على قده "
تقول المرأة أصبحت المدفعية تدور في أرصفة القنصلية وتضرب المباني والمطلوبين يضربون بالرشاش .. وقتلوا 19 رجلا من رجال الأمن " الأمريكااااااااااااااان " <--- أليس كذلك ياسيادة الرئيس ؟؟
وحينما فرغت ذخيرة المطلوبين أخذوا أسلحة الأمريكان القتلى ..
وتقول المرأة كنت ومجموعة من العرب والآسيويين نجري ونحن فزعين ومتوقعين قتلنا .. ولكنهم لم يصوبوا نحو أحد منا وبدأوا بالضرب العشوائي على المباني .. وكانوا قريبين منا وفجأة دخلت تعزيزات الحرس الوطني فهجموا عليهم وأخذوا 22 شخص منهم رهينة .. وبدأ الضرب بينهم وبين الحرس .. ثم تركوا الرهائن وبدأوا في المواجهة وأصاب الحرس الجميع منهم دون أن يعلموا من مات ومن أصيب .

أقسم بالله العظيم أنني عندما سمعت ذلك من " شاهدة عيان " فرحت لأنها ليست من ضمن التوقعات ولأن اخفاءك ياسيادة الرئيس لذلك دليل على مايلي :

أولا : أنك مازلت شخص تضلل شعبك باخفاء حجم قتلاكم . وهذا سبب اخفاءك الحقائق عن شعبك

ثانيا : سبب اخفاءك الحقائق عن شعبنا في السعودية لكي يزيد كره المواطنين لهؤلاء المطلوبين ونحن نقول هؤلاء لا يقتلون إلا المسلمين ولم يصب أي أمريكي .. وتزيد الفجوة في عزلتهم عن الشعب بدلا من قيامنا بممارسة سياسة الاحتواء والبحث عن حلول وعلاج لمشكلة العنف في السعودية والتي ظهرت منكم وبكم وبسببكم وبدعمكم

ثالثا : هز صورة الأمن السعودي ومقدراته في نظرنا كمواطنين .. ومن ثم ومع تنامي العداء تجاه المطلوبين يكون تواجدكم أمراً مقبولاً لدينا حيث لايوجد بديل .
أخواني وأخواتي :

والله العظيم أن هذه حقيقة ماحدث
مقتل عدد 19 رجل أمن أمريكي
تدمير كل منشآت القنصلية من مباني وأجهزة كمبيوتر وملحقاتها .

كان بودي لو تجنبتي اليمين
فمن رآى بأم عينيه ليس كمن سمع
ولكن يبقى كلامك .. إجتهادا
وليس كل مجتهد مصيب

ثقي أن قدرات
ا لجهاز الأمني تزداد ثقة ومقدرة مع الوقت ولن تهزها حوادث
هزيلة كهذه ولكن يجب أن نضع في الحسبان حساسية تلك الأحداث التي يتعامل معهاجهاز الأمن بمسؤلية وحسابات لا تكون في إعتبار جماعة متهورة قررت أن تدخل بدون رجعة لا يهمها سوى إحداث أكبر ضرر دون تمييز..

أما مايخص الفقرة الثانية فلا أعرف من يمكن أن يفكر أختي في أن
يقبل بأن يكون الأمريكان بديلآ لأي أحد!!

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الحـارق أختي اليمامة لوسألت عن الحكم الشرعي شيخا فاضلا من مشائخ جدة لقال : إننا نحزن لقتلى الأمن السعودي ولا نفرح لقتل المستأمنين في القنصلية وشكرا لك..

ذو يزن

لا يزال الطوق في جيبي
تذكر ذلك دائما

;)