أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   نقطة تحول في حياتي (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=26522)

الحاكم بأمره 30-09-2002 04:45 PM

نقطة تحول في حياتي
 
اذكر فيما مضى لي من دهر تصرم مواقف واحداث كثيره منها ما يندرج تحت قائمة الغير مهم ومنها ما كان نقطة تحول اجبارية .......

لندع الحديث عن غير المهم واحدثكم عن ابرز نقاط التحول ..

من ابرز نقاط التحول بحياتي كانت صداقتي ومحبتي الاخوية في الله لاول شهيد سعودي بأفغانستان ابان حربهم مع السوفيت ...

أخي الشهيد (( أحمد الزهراني )) رحمه الله وتغمد روحه بواسع رحمته

ذلك الانسان .....

عرفته داخل اسوار المدرسة .. مرح الى درجة تفوق الوصف .. دمث الخلق للدرجة التي تجعلك تتواصل معه في حديث القلب دون الوصول لملل او تشبع .. غيور على الدين لدرجة ترفع همتك وتترسم خطاه ويوقد حماستك

أسرته من وجهاء المجتمع .. وهي اسرة دين وعلم فوالده شيخ جليل يشهد بذلك القاصي والداني ..

فتح بيته ومزرعته لكل الشباب الخيّر .. كان لهم دور كبير في اصلاح الكثير من الشباب والدعوة الى الله ..

كنت متقدما عليه في الدراسة بمرحلة وكنت اشعر انه يكبرني بخبرته وعقله واتزانه ..
كنت المس فيه أحيانا صمتا وحزنا .. باله منشغل بأمر لا أعرفه لا سيما في آخر لقاء كان بيننا ...
بعدها توجهت الى الجامعة وانشغلت بالدراسة ولكن لم تنقطع العلاقة بيننا ...
وعندما عدت بالصيف بحثت عنه وسألت اهل قرابته واصدقاءه فعلمت انه توجه الى افغانستان للجهاد في سبيل الله ...

للحق فاجأني امره ولكنني وجدت حينها تفسيرا لكل ذلك الصمت الذي اعتراه في آخر ايامنا وذلك الحزن الدفين الذي كسا محياه .. وتيقنت ان هذا الانسان اكبر وافضل مما رسمت له في مخيلتي .. انسان طموحه رضى الله عنه فقط انسان ضاقت الدنيا بما رحبت عليه فهرب الى المولى عز وجل عله يلتقي به في شهادة في سبيله .
وبعد سنة من رحيله وصلني خبر استشهاده كالصاعقة ................

بكيت وتألمت فترة من الزمن ثم سألت نفسي لم الحزن ؟؟!!
لقد حضي بأمر ليس لأي انسان ان يحضى به مطلقا ...

انه عند ربه الذي اختار جواره حي يرزق .. لعله يراني الآن .. متمنيا اللحاق به الى رضى رب العباد ..

بعد عودة بعض الاصدقاء الذين كانوا معه ولم يرزقوا شرف الشهاده اخبروني ان الشهيد أحمد كان يقاتل قتالا شرسا وهو في التاسعة عشرة من عمره وسط قصف عنيف من اعداء الله الروس وهو يقذفهم برشاش من عيار 50 ملم وحيدا في ذلك المكان رافضا الانسحاب من موقعه .. فنزلت عليه قذيفة ازهقت روحه الطاهرة ..

هكذا كان احمد شجاعة في الرأي والموقف والقتال ..

وحينما وصل الخبر الى اهله ووالداه لم يقيموا عزاء ...


بل اقاموا حفلا اشبه بالاعياد والاعراس ووزعوا الحلوى لكل من جاء يعزيهم فقيدهم العزيز ...

صبر وثبات .. ايمان واحتساب ..

الم اقل لكم اسرة علم ودين ......................................

رحمك الله يا أحمد وانزلك الفردوس الاعلى مع الانبياء والشهداء والصديقين والصالحين

منذ ذلك الحين ... وانا اعتبر ذلك الانسان نقطة تحول في حياتي ...

وأتساءل ...............

ما الذي قد قدمته لآخرتي لو قسته بما قدمه أخي وصديقي الشهيد أحمد الزهراني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اتذكر وانا خجل من الله ......... (( لا شئ ))


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.