أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - وسام شرف على صدر د.سعد الفقيه

بسم الله الرحمن الرحيم

قد علمتم ما صدر عن لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي بواسطة طلب تقدمت به امريكا و بريطانيا و السعودية لإدراج د.سعد الفقيه و حركته المعارضة للنظام السعودي على قائمة الداعمين ( للإرهاب ) و تنظيم القاعدة و تجميد حسابات الحركة المصرفية.

أثار الموضوع إهتمامي من حيث توقيته المريب ، فحركة الإصلاح نشطة على الساحة و ترفع شعاراتها منذ سنين ، لماذا الآن؟

جاء هذا القرار بعد ايام معدودة من دعوة الحركة الإسلامية للإصلاح لمناصريها داخل ارض الحرمين بالتظاهر في مدينتي الرياض و جدة في زمان معين و اماكن محددة ، للمطالبة بإسقاط النظام السعودي و رفع الظلم و الطغيان عن صدور شعب الحرمين و وقف نهب ثرواتهم المستمر ، دعماً لأعداء الدين.

و بالفعل إستنفرت الاجهزة الامنية السعودية على بكرة أبيها و أغلقت الطرق المؤدية الى الاماكن التي إختارتها الحركة للتظاهر ، و أعتقل المئات في جدة ، و تم تشتيت كل نواة تجمع ، ناهيك عن الإعتقالات التي سبقت موعد المظاهرة لبعض رموز الحركة في الداخل.

الامر الذي أدى إلى إحباط محاولة التظاهر في مهدها بقمع شديد ، بالإضافة الى أخطاء المتظاهرين من حيث التنسيق و التكاتف و الصمود ، نتيجة إنعدام الخبرة.

مع ذلك نجحت التظاهرة من جهة إثبات الصدى الواسع للحركة في الداخل و قدرتها على تحريك الجماهير الامر الذي قرع ناقوس الخطر لدى النظام السعودي الحليف المقرب و المحبب لأمريكا و بريطانيا جهابذة المشركين.

و نظراً لأن الحركة سلمية ، و تنادي بالتغيير دون عنف إلا الدفاع عن النفس ، فقد حافظت بذكاء على شعرة معاوية مع الحكومة البريطانية طوال هذه السنين ، و لكن بعد إثباتها الفعلي بأنها قادرة على تحقيق أهدافها و زعزعة العرش لم يبق لدى الغرب الخائف على النظام السعودي ان يمسه سوء فتتهدد إمدادات النفط و قد ترفع راية الجهاد إلا ان يقوم بهذه المناورة الإستباقية لدى مجلس الامن ، دون الحاجة الى تقديم اية ادلة على دعم الحركة للقاعدة إلا العبارة المعهودة الهلامية : ( معلومات إستخبارية خاصة ).

الغريب ان بريطانيا لم تستطع القيام بهذا العمل ضد الحركة منفردة و بقوانينها الداخلية رغم ان القيادات موجودة على أراضيها ، و ذلك ببساطة لإنعدام أي دليل ممكن ان يصمد أمام المحاكم البريطانية حتى تصدر حكماً يقيد الحركة.

و بكل خبث قام النظام السعودي على لسان وزير خارجيته في نفس الوقت بسحب سفيره في ليبيا على خلفية الإتهامات الموجهة للنظام الليبي بمحاولة إغتيال ولي العهد السعودي.

الغرض هو : الإيحاء لربط المساعي الأممية ضد حركة الإصلاح بمحاولة الإتيال لتضليل الشعب و تشتيت إنتباهه و تمويه الهدف الحقيقي الواضح ألا و هو:
خشية الغرب الكافر على النظام السعودي العميل ، و درءاً لأي تزايد داخلي في التعاطف مع الحركة.

و ليت السعوديين قد سحبوا سفيرهم من واشنطن إعتراضاً عما يحدث في الفلوجة او سحبوه من روسيا إعتراضاً عما يحدث في غروزني !

و لكن هذه يفعلها الرجال لا أشباههم

علماً إنني لا أنزه النظام الليبي من محاولة الإغتيال ، فهي حقيقة شبه مؤكدة ، و القذافي رجل أخرق و معروف بمغامراته الفاشلة التي ضيعت أحفاد عمر المختار وراء نزواته المراهقة ، و لعله حنق على الموقف الشهير في تلك القمة العربية حيث أخذ القذافي يتفلسف كعادته ، و صار ذلك الموقف إحدى النوادر التي تبين مدى ضحالة فكر هؤلاء الزعماء الدمى ، نضحك عليها في مجالسنا.

و قد يكون حنق القذافي وصل الى محاولة إغتيال ولي العهد لمجرد الإنتقام الشخصي ، فانكشف مخططته خصوصاً بعد إعتقال العامودي في امريكا و ثبوت الإتهام عليه بحكم قضائي ، و إعتقال ضابط إستخبارات ليبي.

لكن ما لا يقره عاقل هو سعي النظام السعودي لربط د. الفقيه الحكيم بالقذافي الارعن ، من حيث توقيت سحب السفير حتى يغطي على الاهداف الحقيقية لدى الغرب في التضييق على الدكتور و حركته حباً و تمسكاً بالاسرة الحاكمة المتواطئة مع الغرب الصائل على ديار الإسلام.

و هي محاولة فشلت في الحقيقة ، حيث لم تتبناها الا وسائل الاعلام المدعومة من النظام السعودي و على رأسها قناة العربية سيئة الصيت ، أما باقي وسائل الإعلام فقد إلتزمت بالتهمة المعلنة رسمياً و هي دعم الحركة ( للإرهاب ) و تنظيم القاعدة بالذات مما أفشل المحاولة من بدايتها و أعاد الامور الى نصابها.

على أي حال ، الحركة لن تتأثر حالياً بهذا القرار ، فقد أعلن زعيمها انه لا يملك إلا حساباً جارياً فيه بضعة مئات من الجنيهات ، أما حساب الحركة فيتم تسييله لخدمة الاهداف أولاً بأول ، و قال بكل شجاعة انه لن يتخاذل ، و سيستمر في مساعيه المباركة حتى النهاية .

أما الدعاوي بأنه يدعم تنظيم القاعدة فلا تعيبه لو كانت صحيحة بل تضيف إليه ، و لكنها هراء على الارجح ، فالتبعية لتنظيم القاعدة هي الشماعة المفضلة لدى امريكا و ذيولها للتخلص من كل الذين يحاولون قول لا و يكون لهم أثر ، بالاضافة الى ان هذا التنظيم يحيل حياة الغرب و اجهزته الامنية رعباً حقيقياً و مستديماً.

كذلك فإن التنظيم لديه وسائله و خطه المنفصل نسبياً عن الحركة ، و لديه جنوده الفدائيين البواسل ، فليس بحاجة الى حركة الإصلاح و لا سواها ليتعاون معها .

كل ما هناك ان حركة الاصلاح تحترم التنظيم و تسمي الاشخاص بمسمياتهم ، فاسامة بن لادن شيخ مجاهد و جنوده مقاتلين جهاديين.

و لكن المؤكد ان لهذا القرار ما بعده ، لأنه في رأيي تمهيد لوأد الحركة لأنها بدأت تؤثر على المعادلة السعودية التي تخدم الصليبيين بكل إمكانياتها.

ايضاً المؤكد ان القرار قد نفى كل تهمة كانت تطال الحركة بالعمالة الى بريطانيا و الصهيونية......إلى آخر هذه الترهات ، و جعل هذا النفي سهلاً بعد ان كان بحاجة الى شيء من الجدال مع مرضى النفوس ، و وضع وسام شرف على صدر د.سعد الفقيه بأنه رجل شريف يرفض الفساد و الظلم و تولي المشركين.