هل لغة القوم هي سمة قومية أم دينية؟
 

رغم وجود اللغة العربية بأجمل صيغها وصورها البلاغية قبل قدوم الإسلام، ورغم أن الشعر الجاهلي دليل قاطع. تجد كثير من يربط اللغة بالدين. وكل متدين يتصنع الحديث والكتابة بالفصحى وبذلك تم تجريد اللغة من صفتها القومية وربطها بقدسية وهمية (الدين).
في هذا الوقت بالذات أريد أن أطرح تساؤلات بخصوص قومية اللغة وقدسيتها وقبل الخوض باتفاصيل أريد ضمانة بعدم حذف الموضوع الذي سيميط اللثام عن الكثير من المغالطات. فهل لي الحق بذلك؟

لاند ليس مجددا
 

نعم اللغة العربية مرتبطة بالدين و كف عن شبهاتك لأن فهم الدين لن يتحقق الا بالتمكن من اللغة العربية لنتمكن من فهم القران الذي هو معجزة اللغة المحيط به لذلك من كان الائمة المجتهدون الاربعة متمكنين من اللغة و حفظ القران و الوصول الى الاحاديث الصحيحة ماستطاعوا الى ذلك سبيلا , و لكن مع ذلك ليس شرطا ملزما لكل المسلمين أن يتركوا لغاتهم الاصلية و كذلك كانت دول الاسلام العظيمة الدولة الراشدة و الاموية و العباسية و العثمانية حسب الترتيب الزمني لا تتدخل في فرض اللغة العربية على الاقوام التي تحكمها الا ما كان في العراق زمن الحجاج الذي كان يمنع غير العرب من امامة الصلاة

اللغة لجميعنا والدين لبعضنا
 

لا تهمني الأديان، الآن أتحدث عما يخصني قوميا وليس دينيا. أنت نفسك تقول: "لأن فهم الدين لن يتحقق الا بالتمكن من اللغة العربية لنتمكن من فهم القران" وبالتالي إن كان دين من الأديان ملحق بلغة فهذا ليس ذنب اللغة لتلحق به. باختصار اللغة العربية موجودة قبل الإسلام فلماذا دين واحد من أديان العرب يستحوذ على لغة العرب كلهم بطوائفهم وأديانهم. هنا يأت الجانب الاجتماعي والتاريخي والسياسي للغة العربية، واستثني من حديثي الجانب العقدي الفقهي الذي لا يهمني بشيء.
إن ظاهرة قدسية اللغة - أي لغة - لا تمت للمنطق بصلة. تصنع إجادة اللغة لمجرد أنها لغة هذا الدين أو ذاك يحافظ على نشرها وأصالتها بلا شك، لكن يعيق تطورها ويجعلها تحتضر في إطار المصطلحات الدينية بعيدا عن ميدان العلم والمنطق والفلسفة وكل ما هو حديث..

سمة قومية