ما الذي ينتظره العرب اكثر مما يجري؟؟؟
 

حال الدنيا: ..وماذا بعد؟ * موسى حوامدة

* موسى حوامدة..
من اكبر الاخطاء التي ارتكبها العرب في تاريخ الصراع مع اسرائيل انهم اقاموا معها اتفاقيات سلام منفردة قبل انتهاء اسباب المشكلة الحقيقية بين الطرفين فلم تحل القضية الفلسطينية ولم يحصل الفلسطينيون على اي شيء من حقوقهم حتى بادر العرب الى اثبات حسن النوايا ليس تجاه السلام فقط بل تجاه اسرائيل وتجاه الولايات المتحدة الامريكية واوروبا والغرب عموما ظانين ان هذه هي الطريقة المثلى لاثبات جديتنا في السلام امام العالم.
غير ان اسرائيل واربابها الكثر حملوا سعي العرب نحو اسرائيل على انه حق لهذه الاخيرة وهو حماية للدول التي تتخذ مثل هذه القرارات وتركوا القضية الفلسطينية في اخر سلم الاولويات العالمية والامريكية وعندما استعصى عليهم الفلسطيني ورأوا انه لم ينبطح بما فيه الكفاية وقبل بـ 20% من ارض فلسطين صار واضحا لهم ان من يقبل بالخمس يقبل بالسدس او السبع فعرضوا عليه العشر لكنهم استكثروا ذلك عليه ايضا فبدأوا يقتطعون اجزاء حتى من الاجزاء القليلة وبطرق ملتوية معروفة للجميع.
فعلوا كل ذلك بعد ان نجحوا في تقسيم الصراع العربي الاسرائيلي الى خلاف مع بعض الاقطار العربية ونزاع مع البعض وسوء فهم مع اخرين ولم يكن بمستطاع كل الذين راهنوا على السلام العادل والشامل والدائم الا ان يظلوا يرددون هذه العبارات ويكيلون التصريحات التي كانت اسرائيل وامريكا والغرب كله يستغربها ويرون ان القضية انتهت باتفاق اوسلو وعودة السلطة التي ينبغي ان تحافظ على امن اسرائيل وتحصل على الدعم المناسب مقابل ذلك.
وصدق العرب والفلسطينيون ان السلام مع الاحتلال ممكن وبدأوا يبرزون بعض الاراء الايجابية في اسرائيل ويظهرون الفرق بين الاحزاب والقوى الاسرائيلية كي تنطلي اللعبة على المتشككين او كي يجد المندفعون تجاه تل ابيب بعض المبررات وتناسى الذين مدوا ايديهم الى اسرائيل عدوانيتها وهمجيتها وانها دولة محتلة بالكامل فهي قائمة على ارض ليست لها فكيف تعترف لصاحب الحق بحقوقه ولو فعلت ستنقض اساس قيامها ومبرر وجودها ولو ارادت ان تفعل بهذه البساطة لما دار الصراع كل هذه السنوات.
والان وبعد ان تكشف ان اسرائيل دولة ارهاب وبطش تحكمها شلة من المجانين الحاقدين المرضى النفسيين والذين لا يقيمون وزنا لحياة البشر صمتت بعض الدول العربية التي تحتفظ بعلاقات مع اسرائيل بدلا من ان تعلن انتهاء هذه المرحلة المريرة والخطوات التي اتخذتها فلا يجوز ابقاء علاقات مع هذا الكيان الذي لم يقم وزنا لعربي واحد ولم يظن للحظة ان لنا كرامة مثل البشر وهو يقتل ويجرح المئات منا دون رفة جفن.
فما الذي ينتظره العرب اكثر مما يجري؟؟؟
هل يتوقعون ان يتحول الصهيوني الى جار عزيز وان يصبح القتلة اصدقاء والعدو حليفا لنعترف اننا اخطأنا والتراجع عن الخطأ فضيلة، ولتذهب كل معاهدات السلام الى الجحيم وليقسم الفلسطينيون كل الفلسطينيين على اغلاق باب التفاوض مع اسرائيل وليواصلوا سلمهم نحو النصر او الشهادة.

(نقلا عن الدستور الأردنية)