ماذنب البخاري رضي الله عنه في مصر المحروسة ؟
لما وقعت الحرب بين مصر والحبشة في زمن الخديوي إسماعيل، وتوالت الهزائم على مصر ، ضاق صدر الخديوي بذلك ، فركب يوما مع شريف باشا وسأله : ماذا تصنع حينما تلم بك ملمة تريد أن تدفعها ؟
فقال : يا أفندينا ، إن الله عودني إذا حاق بي شيء من هذا أن ألجأ إلى صحيح البخاري يقرؤه لي علماء أطهار الأنفاس فيفـرّج الله عني . فقال الخديوي : كلم شيخ الجامع الأزهر بهذا . فجمع له شريف باشا من صلحاء العلماء جمعا ، وأخذوا يقرؤون في صحيح البخاري .. ومع ذلك فقد ظلت أخبار الهزائم تتوالى !! فذهب الخديوي ومعه شريف باشا إلى العلماء وقال لهم محنقا : إما أن هذا الذي تقرؤونه ليس صحيح البخاري ، أو أنكم لستم العلماء الذين نعهدهم من رجال السلف الصالح ، فإن الله لم يدفع بكم ولا بتلاوتكم شيئا !! فسكت العلماء لذلك ، فابتدره عالم من آخر الصف يقول له : " منك يا إسماعيل ، فإنا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم ) .. فانصرف الخديوي ومعه شريف باشا ولم ينبسا بكلمة واحدة .. فجاء شريف باشا بعد قليل يسأل : أين الشيخ القائل للخديوي ما قال ؟ فقال : أنا .. فأخذه وقام ، فصار العلماء يودعونه وداع من لا يأمل أن يرجع ، وسار شريف باشا إلى أن دخلا على الخديوي في قصره ، فإذا به قاعد في البهو ، وأمامه كرسي أجلس عليه الشيخ ، وقال له : أعد ما قلته في الأزهر .. فأعاد الشيخ كلمته ، وردد الحديث وشرحه .. فقال له الخديوي : وماذا صنعنا حتى ينزل بنا هذا البلاء ؟ قال له : يا أفندينا .. أليست القوانين قد أباحت الربا ؟ أليس الزنا برخصة ؟ أليس الخمر مباحا ؟؟؟ فكيف ترجو النصر من السماء وأنتم تنتهكون حرماته على الأرض ؟!! فقال الخديوي : وماذا نصنع وقد عاشرنا الأجانب ، وهذه مدنيتهم ؟ فأجابه العالم : إذن .. فما ذنب البخاري !! وما حيلة العلماء ؟؟؟ |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.