أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الرائعة: "أفيقوا بني القرآن" (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=50135)

معلم إعدادي 25-01-2006 10:12 PM

الرائعة: "أفيقوا بني القرآن"
 

الشيخ أبو مسلم ناصر البهلاني العماني


ألا هل لداعي الله في الأرض سامع=فاني بأمر الله يا قوم صادع
وهل من يرى لله حقا ومرجعا =اليه وأن الدين لا شك واقع
وهل من يرى أن الحقوق التي دعا= اليها رسول الله غفل ضوائع
وهل من يرى الشرع الشريف تدرأت=عليه حثالات مبير وخانع
وهل من يرى أن الحنيفة سامها=بما شاء من ضيم لعين مخادع
تمالأ ظلما خيله ورجاله=وليس لهم حد سوى الله مانع
يدوسونها دوس الحصيد كأنها =لقى وأخو الايمان في الأسر خاشع
أفيقوا بني القرآن إن هداكم= الى الجبت والطاغوت في الذل ضارع
أفيقوا بني القرآن إن كتابكم= يناقض في أحكامه وينازع
تعيث قرود الجبت في سنة الهدى= اذا عقدوا شنعاء جاءت شنائع
يعدون دين الله بهتا وهجنة= وان ليس من صوب الاله شرائع
وأن وقوع الدين في الأرض مفسد= وان قوانين السماء فظائع
وان الذي جاءت به الرسل كله=مضر لأسباب الرقي مصارع
وان هدى الاسلام في الأرض ظلمة =ولو زال بانت للرقي سواطع
وان بني الاسلام في همجية= وحوش تعادي في الفلا أو صفادع
وان بني الانسان في الأرض طائر=على شرك عز الجناحين واقع
ولولا عرى إشراكه لتوسعت=مداركهم حيث الحدود الموانع
هلم بنا نقطع حبالة ديننا=اذ الدين عن نور التمدن قاطع
ونرسل أطيار النفوس إلى الهوى= فان هواها للسعادة جامع
ونذروا وصايا الله في الريح تربة= فليس بها ، استغفر الله، نافع
وفي دولة التعطيل مرعى ونضرة= وفي دولة الدين الديار البلاقع
ولا كون الا للطبيعة انها=لها الضر في أكوانها والمنافع
وأن ننتحل شبها لدين سياسة=ففي دولة التبشير فعل مضارع
حبالة صياد ودين ودولة=وتعطيل انسانية وخدائع
فيا لبني القرآن أين عقولكم= وقد عصفت هذي الرياح الزعازع
أمسلوبة هذي النهى من صدورنا=وهل فقدت أبصارنا والمسامع
أما كذبوا لا قبح الله غيرهم= ولا أفلحت تلك الوجوه للواكع
لقد ملأوا الآفاق افكا وخزية= وبغيا ولا مقصود الا المطامع
نفوا ملة الاسلام اذ منعتهم= محارم في حكم العقول فظائع
ولو قلدوا الاسلام ضاق عليهم=سبيل الى ما تشتهي النفس واسع
ولا أطلقتهم في الرذالة رتعا =نذالتهم مهما اقتضته الطبايع
ولا حرشتهم شرة وفظاظة= لهم كلب في نهبنا وتنازع
كأن بني الاسلام صيد رماحهم=وأملاكهم إرث لهم أو قطائع
فلا غرو أن يستنكفوا من ديانة=وقد اسلبت فيها عداها الزرايع
وليتهم اذ عطلوا الدين سايروا=طبيعة تكوين العمار وتابعوا
فأي عمار قام والظلم أسه= وتلكم ديار الظالمين بلاقع
وليت بني الاسلام قرت صفاتهم=فما زعزعتها للغرور الزعازع
وليتهم ساسوا بنور "محمد"= ممالكهم اذ باغتتها القواقع
وليتهم لم ينحروا بسلاحهم= نحورهم اذ جاش فيها التقاطع
لقد مكن الأعداء منا انخداعنا =وقد لاح آل في المهامه لامع
وسورة بعض فوق بعض وحملة=لزيد على عمرو وما ثم رادع
وتمزيق هذا الدين كل لمذهب =له شيع فيما ادعاه تشايع
وما الدين الا واحد والذي نرى=ضلالات أتباع الهوى تتقارع
وما ترك المختار الف ديانة =ولا جاء في القرآن هذا التنازع
فياليت أهل الدين لم يتفرقوا= وليت نظام الدين للكل جامع
لو التزموا من عزة الدين شرطها= لما اتضعت منها الرعان الفوارع
وما ذبح الاسلام الا سيوفنا= وقد جعلت في نفسها تتقارع
ولو سلت السيفين يمنى اخوة=لدكت جبال المعتدين المصارع
وما صدعة الاسلام من سيف خصمه =بأعظم مما بين أهليه واقع
فكم سيف باغ حز أوداج دينه=بأفظع مما سيف ذي الشرك باخع
هراشا على الدنيا وطيشا على الهوى =وذلك سم في الحقيقة ناقع
وما حرش الأضغان في قلب مسلم= على مسلم الا من النعي وازع
ولو نصع القلبان لم يتباغضا =ولا ضام متبوع ولا ضيم تابع
وما هذه الدنيا لها قدر قيمة= يضاع له ذخر من الله نافع
وما نال منها لهائلا غير اثمها =وأكدارها المستأثرون الأمانع
ولو بعدت في النفس منزعة التقى=لما نزعت نحو الشقاق المنازع
ولا ضبحت تعلو بأسباب وهمها=على غير ذي ثبت جداه القوارع
أما هذه الدنيا التي يقتنونها= ستقتضب الاعمار منها الفجائع
قراضة آجال ومطلب جاهل= ونحن لناعيها الينا ودائع
فما بيعنا الحسنى ومرضاة ربنا=بها بيعة ينمى بها الربح بائع
على أي شيء يقتل البعض بعضنا=وتذكي فظاظات النفوس المطامع
ولسنا برغم العقل نطلب وادعا=ولا أحد منا وان عاش وادع
ويكشف عن ساق لنا الحتف دائبا=ونعجله في باطل نتقارع
أليس الذي يأتي من العمر مقبلا =كمثل الذي ولى وفيه المصارع
ولو أشربت منا النفوس تبصرا=لما كان منها للشرارة ناقع
بلى أشربت داءا دخيلا اصارها=كما كمنت في حجرهن الاقارع
ولو بحثت عن دائها كان كبرها=فمنه بلا قيد تثور الشنائع
ولو فكرت في أصلها ومصيره=لدافع داء الكبر منها التواضع
رويدا بني الانسان ان شروركم=يعود عليكم ويلها المتتابع
فما أرسل الانسان سهما محرما=سوى أنه في نحر راميه راجع
ولست وان برأت نفسك خالصا=من الشر والدعوى اليه ذرائع
أنلزمها الاشرار والداء شامل =وننفي اشتراكا فيه والسم نافع
ولو سلمت من صبغة الشر نسمة=لما راع في أوكاره الفرخ رائع
وكل لجاج المرء في الشر نهمة=من النفس تغريها عليه الطبائع
أليس عجيبا زرع نفس شرورها=وعند حصاد الزرع يحصد زارع
ولولا نواميس السماء لما زكت=نفوس ولم يعرف مضر ونافع
ومن سنن الله التدافع بيننا=ليصلح مدفوع ويصلح دافع
ومن سنن الله اختبار عباده= وابلاؤهم وهو الحبى والصنائع
يصب على من شاء صبا بلاءه=وذاك بلاء للمواهب جامع
ومن سنن الله اختفاء اصطناعه=فكم شق أمر ضيق وهو واسع
ومن سنن الله التفاضل في العطا=فذو الجهل موفور وذو العقل جائع
ومن سنن الله التأني بمن طغى=وتعجيل عقبى هفوة اذ تواقع
ومنها انتقام من ظلوم بظالم= وهذا حسام للمظالم قاطع
ألم تر أن الله سلط مشركا=على مسلم والعدل للكل وازع
فما الشأن الا العدل في أي حادث=والاخفي اللطف للزيغ رادع
وفي الشأن أسرار تجلت لذي النهى= عليها جمال الله باللطف شايع
ترى سلطة لا تعرف الله أفظعت=بعارفه والعدل تلك الفظائع
فأنت اذا فكرت لم تلف ذرة= من الظلم في شيء له الله صانع
وما يوجب المقت الالهي عدوة=عدوت بها في خرق ما هو شارع
ولو ثبتت رجلاك دون حدوده =لما كان عن رضوانه لك قاطع
وما يوجب الجود الالهي رحمة=وفضل وتوب منه للتوب زارع
أيحظر أمرا ثم تهتك حظره= كأنك مدعو بما هو مانع
وأنت مع الايعاد للسخط تنتحي=ومن حيث اتيان المساخط طامع
فما من وعيد الله يمنع عاصم=اذا لم يزع من حرمة الله وازع
نضج ضجيج النيب مما ينوبنا =ونحن الى ما تقتضيه نسارع
نطاوع أسواء المغبة رغبة= ولسنا لمحمود الجزاء نطاوع
وما هذه الأوقار فوق رقابنا= يدافع عقابهن عنا مدافع
وبعض عقاب الاثم أخذ معجل=وبعض على الاملاء جانيه وادع
ولو أمحض التقدير عقل لأظهرت= شوارقها بالحكمتين مطالع
فما هو في تعجيله البطش عابث=ولا عارضته في التأني موانع
ولا هو بالاعجال يحذر فائتا =سواه تعالى قبل فوت يسارع
فجل في مجاري حكمه وشئونه=تبن لك فيها حكمة وبدايع




معلم إعدادي 25-01-2006 10:14 PM

تابع :أفيقوا بني القران



وفي عدله حسب اقتضاه شئونه=تدابير وحدانية لا تمانع
فلا تخبطن في فهم أحكام عدله=اذا اختلفت أشكالها والمواقع
ورب بلاء حل في شكل عدله =وما هو الا الفضل واللطف واقع
فمن ذاك للتوفير وهو أجله= ومنه لتمحيص لذنب يواقع
وتقديمه انذاره ووعيده=الى عبده حد عن العدل مانع
وفي عين هذا العدل فضل محقق=الى مستقر الفضل والجود نافع
وذلك في الجود الالهي لازم= ليذكر اللاهي وينزع نازع
وعاقبة الانذار انقاذ عبده= حذارك مما قيل خلف وشافع
فقم نحو ما يدعو اليه بفضله= فداعيك قيوم برحماه واسع
ولا تعجب ان خالفته كيف بطشه=فمالك الا صحة التوب نافع
ولا تعجبن مما تراه مسارعا=الينا فعدل الله هذا المسارع
الى ما أفضنا فيه من ترك أمره=واتيان منهياته العدل صادع
ففيم صراخ المسلمين وجأرهم=وأغلبهم للمقسطين منازع
لهم في أساليب الشقاق طرائق =وكل طريق في الضلالة شارع
وأغلبهم للاستقامة شانيء=بسيف التعدي في حمى الله شانع
ولو شملتنا الاستقامة لم نزل= لنا ألفة ترفض عنها المطامع
سقى الله أرضا تنبت القسط سوحها =وبين رباها العلم والحق راتع
ربوع بمحمد الله نور "محمد" =عليها بنور الله أبلج ساطع
وحيت يمين الله بالروح والرضا=رجالا لهم تلك العراص مرابع
رجال سعوا لله سعيا مباركا =فما قطعتهم عن رضاه القواطع
أنابوا الى الله اتباع سبيله=فما صدعتهم في السبيل الصوادع
وقاموا بمفروض القيام عليهم =فما عز جبار ولا ذل ضارع
فما جمعوا ما فرق الله جمعه =ولا فرقوا في الدين ما الله جامع
ولا شرفوا الا بخالصة التقى =حظوظهم منها البحور الجوامع
بهم يقتدى في العلم والهدي والهدى= وعن خلقهم تروي النجوم السواطع
عليهم وقار الرسل أرست جباله=وهم لكمالات النفوس مطالع
تجلت لهم من باطن الشرع حكمة=ولو أظهروها ناقضتها الشرائع
ألحوا على الاخلاص حتى تفجرت= على لسنهم بالحمتين ينابع
ولو أظهروا من حكمة السر ذرة=لكانوا بحكم الظاهر الشرك واقعوا
فبورك علما طابع الشرع باطنا=وفي ظاهر الأحكام للعذر قاطع
أولئك أهل الله رحمة أرضه =بهم تمطر الارض السحاب الهوامع
أولئك أوتاد الوجود وغوثه= وأحوالهم في الاعتبار شوافع
أولئك أهل الحق ما ضل مقتف=هداهم ولا يغوي عليهم متابع
أولئك أهل الفهم ما جار فهمهم=عن الله ما يقضي وما هو شارع
أولئك أهل الخير أما حياتهم= فغنم وأما ذكرهم فذرايع
أولئك أهل الفضل حتى ولو فنوا=لهم بركات في الدنا ومنافع
أولئك أشياخي فجئني بمثلهم =اذا جمعتنا يا جرير المجامع
ولست بجاء في الوجود بمثلهم=وللقوم شأن في الولاية شاسع
وللقوم ارث صادق من "محمد"=لكل هدى للرسل لا شك جامع
وماذا عسى أن يبلغ الحمد فيهم=وهم لضياء المرسلين مطالع
نعم أن نور الرسل في قلب ختمهم= وفي القوم نور الختم أبلج ساطع
سرى علمهم بالله في سر سرهم=وهذا لصدق الاتباعين تابع
وما صدقوا في الاتباع لغاية= ولكن لحب الله فيهم نوازع
ومحترق الأركان من خوف ربه=له صعقات بينه ومصارع
له ما عدا العلم القديم صحيفة=يشاهد فيها صنعه ويطالع
ومهما يكن في الملك والملكوت من= بدائع لم تحجبه تلك البدايع
يرى كل شيء غير مرضاة ربه=رمادا به اشتدت رياح زعازع
ولو خالست منه العلائق لفتة=كفاها من التوفيق عنه ممانع
يطارد آفات الوجود بعزمه= فتنكص حسرى عنه والعزم ناصع
رمى عرض الدنيا وراء يقينه =بأن وراء الحد شأنا يسارع
يحرر نفسا من عبودة مطمع=سوى رغب فيه الى الله طامع
به أنف الأملاك في نضرة الغنى=وما نال منه ما تقل الأصابع
كفته لقيمات يقومن صلبه=وطمر من الانهاج بأياه راقع
يلذ فطام النفس عن كل لذة=ولذات هذا العيش بئس المراضع
يبيت اللأحزان جمرة قلبه=تشب اذا سالت عليها المدامع
اذا ذكر الأخرى تضاءل جازعا=كأن راعه من هادم العمر رائع
وان ذكر الدنيا تفانى وأصعقت=مشاعرة تلك الصعاب القوارع
على وحشة في السجن من بغتة الفنا =وما خلف يوم الموت كيف المفازع
وما زخرف الدنيا وان راق رونقا=على عينه الا العنا والفجائع
أحال على أنفاسه البر والتقى=فللبر والتقوى عليها طوابع
على الأرض منكور ويعرف في السما=له مخبر بين الملائك شايع
تراه متى ما الليل عمد بيته= عمودا على محرابه وهو راكع
يشعشع بالقرآن أنوار قلبه= فعنهن شقت للعيون المدارع
يرجع في الديجور رنة ثاكل =نحيبا كما ناح الحمام السواجع
يناوحه همان هم مخافة=وهم رجاء والبرايا هواجع
بأمثال هذا يرحم الله خلقه= وان عظمت أحداثهم والشنائع
بأمثال هذا تحفل الشاة ضرعها=ويسمن مهزول ويقطف يانع
بأمثال هذا يخصب الله أرضه =ويشرب عطشان ويشبع جائع
بأمثال هذا تنزل السحب رجعها=وينضر صدع الأرض وهي بلاقع
بأمثال هذا يدفع الله سخطه= وليس لسخط الله في الأرض دافع
لهم منزل في القرب للخلق نافع=وحدّث وأطلق كيف تلك الموانع
أولئك أبرار الأباضية الألى= على نهر حرقوص وزيد كوارع
هم القوم أحرار الوجود سمت بهم= الى الله من حظ سواه المنازع
محبتهم ديني بها أبتغي الرضا=الى الله والزلفى وهم لي ذرائع
ودعوتهم لي سنة وجماعة= أجهاد في احيائها وأقارع
واني وان يتركني السيف قعددا=فذلك للأمر الذي لا أدافع
قضى الله أن أحيا من العجز قابعا=وما أنا في همي الى الله قابع
اذ لمت نفسي أقنعتني قيودها =وما أنا دون النصر لله قانع
وما نصرتي بالقول والقول تشتفي= من الغيظ لولا دون عزمي موانع
الى الله أشكو حائلا صد همتي=فعشت كما عاش الجبان الموادع
أأحيا كسير النفس والسيف عانيا=وسيف الأباضيين في الخصم شارع
على أنني إن هدني الحزن هدة=ونهنهني مما قضى الله قادع
ليعلم قصدي عالم الجهر والخفا=وللعبد ما ينوي وان سد مانع
لعل ختام القصد نيل موفق= يهيئه حول من الله واسع
فأضحى بتهليل السيوف مهلالا=متى حيعلت نحو الجهاد الوقائع
ويرضى الهي في مواطن حربه=قيامي اليه والرماح كوارع
لعلمي ان لاقيت حتفي مجاهدا=فذلك فوز عشت فيه أنازع
وان وقوع الموت للمرء موضع=وليس لموت كالجهاد مواضع
وما مات من ألقى الى الله نفسه=وان حولت وسط اللحود المضاجع
وأي رجاء بعد ستين حجة= لعيش وهل ماض من العمر راجع
فهلا انقطاع العمر لله لحظة= أحق به والعمر يبليه قاطع
ولم يبق منه غير فضلة ساغب=سيخطفها من طائر الموت واقع
وأمنيتي في بيعها من إلهها=بسوق جهاد حيث تزكو البضائع
على الله احسان الخواتم انه= اذا شاء بين العبد والخير جامع













Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.