|
توقيع في دفاتر ممزقة
توقيع في دفاتر ممزقة بربك خبرني أبحر الغياهب ِ يثور بعيني أم دموع الكواكب ِ فما كانت الأيام من عذب سلسلٍ ولا كانت الشطآن رسو المراكب ِ شريداً تقاذفني الهموم والضنا وقطعان الأعداء من كل جانب ِ إذا ما جزت جسراً وكان بطرفه غول عظيم الناب حاد المخالب ِ تبدت لي الآفاق في ثغر زهرة ٍ توطن في فحواها جيش العقارب ِ فسرت إلى الأمواج والليل مظلم خلياً من السمار والقوم الأصاحب ِ أفتش عن وطن إذا سرت ألقه يحوطني كفاه من كل الجوانب ِ يسير إلى شكواي كالأم حانياً ويمنع عن عينيّ عبرات ناحب ِ ويتلهفني العود إن كنت غائباً ويحميني كالآساد من شتى النوائب ِ أغرد كالأطيار في أرجائه وتفنى فوق ثراه كل المتاعب ِ وإن طال نأيي عنه بعض هنيهة ٍ وعدت أجده الطير يحتفي بي يخاف إذا ما الريح مرت عتيةّ على غمض عيني من عواقب ِ أراه إذا ما خط بالتبر أحرفاً على صفحة التاريخ كان كاتبي يسير يباهي بي في كل موكب ٍ إذا ما ذكر الفخر عند الأجانب ِ وتشغلني أشجانه عن كل حاجة وأسلو بأيامه عن عتب المعاتب ِ وفي صبحي وفي ليلي وفي كل موقف ٍ أطير بأخباره إلى كل صاحب ِ ويعلم ربي ما سلوت بأدمعي ولست سوى بالجسم عنه بغائب ِ وليس سوى إلقاء آخر نظرة ٍ على جبهته الغراء من مطالب ِ وليس سوى ذكراه عطر صحيفتي وليس سوى سمعي صداه مطربي ومن نوى عن أرض وقلبه بها تمنى لها بالروح أيبة آيب ِ فياف وصحراوات والأفق مظلمٌ وليس سوى الرحمن عنك حاجبي فجزت بلاد الله مستبطئ الخطا مقتحم الأسياج نسج العناكب ِ وجزت زوابع كل ليل إذ أتت ورعد أسود الغاب من كل جانب ِ وأقتات الطعام الغث والجرح غائر ووهن عظامي في مسيري مسلبي كأن مماتي جاء يطلب خطبتي فأهرع كالفئران بين السرادب ِ فكان نصيبي -ما ظننت –مفازة، خلتها من هلكي وشتى المتاعب ِ رجعت إلى رحباك مستقبل الذرا أسوق من الآمال شتى المذاهب ِ أظن سنا الأنواء في الأرض طالني وأحسب بدراً في سماه مداعبي وأن جميع الأرض جاءت تحيّني ترى أجمل الأيام ما جاء بي وأحسب أن الماء عذباً وكوثراً يقول لي ارتوي يا خير شارب ِ فأعلم أني قد رجوت سفاهة ً وشر سفاه الخلق نائي المطالب ِ وجدت دمائي ما تريد وريدها وجدت عظامي ما تريد ترائبي وجدت به الإنسان شلواً ممزعاً يعيش كملح في البحيرة ذائب ِ وجدت به الفرسان خنثى تجردت ولم يبق فيها شعر الشوارب ِ وجدت من الإفساد فناً وأضرباً ومن سوء الأخلاق شتى المواهب ِ وجدت عن القرآن تيهاً وغفلة وشيخاً كالأصنام في قلب (راهب ِ) وجدت بها الأنجاس في نشوة الغنى وأخرى تشكو من بحار المساغب ِ وجدت ضعاف الناس يلهو بحقها كلاب باتت في حطام المناصب ِ وجدت بها الآمال في العين تحتضر ْ ووجهاً كالقنديل في الليل شاحب ِ "ومن نوى عن أرض وقلبه بها " (*) تمنى لها بالجسم أوبة آيب ِ فآن من الأوطان إن هي سُلّمت لكف رعاع من فصيل الثعالب ِ وإن إذا الإنسان عاش مصلحاً صُنّف والأخيار في خان المشاغب ِ وآه إذا الأغنام تبصر ذئبها وتلهو سكرى في ربوع الملاعب ِ وآه إذا ما الدين حكّمه الهوى يفسره اللاهون من كل المشارب ِ تدور السواقي ليس فيها سُقية ً ويرتع في الأنهار شتى الطحالب ِ فإنك يا وطني – وربي –مصيبة ٌ فاقت في الإعجاز سبع العجائب ِ وتدميني الأنباء تؤرق مقلتي بقول إنك تاج كل المعايب ِ آرحل يا وطني وتباً للثرى وتباً حين يقال حبك واجبي ؟ أسير بدمعي لست أملك غدرة ونأياً عن أرضي وعش حبائبي ولست بمحتمل في قبرك الثوى وأصبح بين ذراعي شاد وجاذب ِ فإنك لو تملك عن تنفسي وعن عطسي وعن نومي حساب الضرائب ِ وإن لو تملك عن سريرتي وما في غيب الله كنت محاسبي وأكرم من عيشي حياة ً ذليلة ً عيش بهائم في رحاب الزرائب ِ فذقت من الأوطان من كل مغرم ٍ مصائب تغني عن حكايا الغرائب ِ فلا تعذل يا وطني من قد تنكروا فلم تعطهم إلا لعنات غاضب ِ ولم تك منهم لو كنت عالماً إلا كالمحتل للأرض غاصب ِ وتلك حياتي في ربوعك مغرم فلا كان في نأيي ولا قربي مكاسبي أعيش لكالضفدع في كل بقعة ٍ وأرتع كالجرذان بين الخرائب ِ إذا قلت فلتقسم وإني مصدق ٌ للإنس أم للحيوانات ناسبي ؟ ألا فاجعل لإبليس إن كنت قادراً إذا ما مت يوماً كرسي نائب ِ وترحل في يوم ٍ وتأتي في غد ٍ طيور حيرى في صفوف السوارب ِ تسف على ذكراك دمعاً وحسرة ً لظن قد عاشته في النفس كاذب ِ فعذراً يا وطني خُدعنا فإننا نسوق إلى لقياك دمعة تائب |
توقيع أخر
أُمتي الغــالية...لا تحزني...وقفي صــــامدة.. هكــذا أنت تجتاحك الجراح...وتتنازعك الخطوب...وهكذا هم أعداؤك.. أبو إلا بتدميرك..عبثوا بفكرك..وبدلوا ثقافتك..وأرادوا أن ينتصروا عليك.. وأصبح المتمسك بدينه كالقابض على الجمـر.. |
إقتباس:
|
إقتباس:
المشرقي الاسلامي .. نفتقدك .. وكأنك تخاطبنا .. اذ تحاكي مافي نفوسنا .. ونحن نتعلم منك الكثير دائما ولانستطيع المشاركة خوف انك تقصدنا .. فرحم الله امرءا لم يوضح الجمل والكل ازدرته منك نفسه .. اصبت وقمعت .. ولكن بقليل اتقان وعرض اجمل .. ولست الا منتقد كلي ولكن لاابخل عليك ابدا .. ستمعن اكثر .. وتقبلني كلي حياء منك .. |
المشرقي الاسلامي ..
نفتقدك .. وكأنك تخاطبنا .. اذ تحاكي مافي نفوسنا .. ونحن نتعلم منك الكثير دائما ولانستطيع المشاركة ....وتقبلني كلي حياء منك .. __________________________________________ عزيزي سهيل : أشكرك على هذه الدماثة وعلى هذا الشعور الرقيق الذي لا أصل إلى عشره ولا أستحقه .. أنا أفتقد إلى نفسي أيما افتقاد فلم تعد في ّ نفس دب موت السكون في حركاتي وخبا في رماده حر جمري أنا الذي يملؤني الحياء منك لهذه الصورة المؤثرة التي تصفعني وتقول لي :"كف عن الكلام والثرثرة وأمسك السلاح "..وكلنا في الهم شرقُ أشكرك على هذه المشاركة وباركك الله وإلى الأمام |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.