أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   خلف المباني (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=25122)

عبد السلام البراج 17-08-2002 11:12 AM

خلف المباني
 
خلف المباني

في كلّ دار في القرى وُلِدتْ مدينهْ
مدينةٌ غاب الكرى عنها، ففي صمت السكينهْ
قد عرّشتْ منها مصابيحٌ (م)
على سطوحها، في شارعٍ ملّ الغبارْ
في " موقِفٍ " كان النضارْ
يصيحُ إني في انتظارْ!
جاء القطارُ لم يذرْ
لم يبقِ إلاّ حسرةً في حقل تينٍ أو خضارْ
كانت له الأيام ملأى بالبشرْ!
في كلّ دار " قجّةٌ " كُسِرتْ غدتْ تبكي حزينهْ
"قد ضاع أهلي في المدينهْ
وأبدلوا مني خزينهْ "!

خلف المباني في أنين العشب غصةْ
وفي المباني الزاهيات العشب يحيا في ازدهارْ
عشبٌ عقيمٌ لا نمالٌ فيه تحيا... لا ثمرْ
عشبٌ يعاني من عيون الناظرينَ (م)
" كم يساوي " ؟ آهِ من أهل الحضرْ
هذي القفارْ
بورٌ وبارْ
أرض الليالي الباردات الدافئاتْ
أرض رمتْ عنها السماءْ
ثمّ ارتدت ثوبَ الذهبْ
فمن المساء إلى الصباح إلى المساءْ
لن تلقى فيها من ينامْ
هذا يغنّي في لهبْ
وذاك يصعقه الشتاءْ !
عارٌ على الموتى القيامْ
إن الذي يصحو هنا
يبقى غريباً في الديارْ
يحيا ودمعٌ في يديهْ
يبكي وما يبكي عليهْ
يحيا شهيداً للرحيلْ
للباسم الآتي الجميلْ
ذاك الذي تغفوالحياهْ
في همسة من ناظريهْ!

قمْ ودّع الأحياء وامضِ ولا تخفْ!
كلّ الذي ترى ستارْ
وهمٌ رماك قد كُشفْ
اليوم يوم الانتصارْ
انتِ الذي مهدّت خطواً للرحيلْ
لا ترتجفْ
خل الحياة لمن يريد الموتَ جهلاً في الحياهْ
مهلاً فإني طالبٌ عوداً إلى حلم قديمْ
عندَ الروابي قد تركت الفجر يوما في اغترابِ
لم أعترف أني دماهُ
ولم أعشْ للوهم يوماً إنما زلّت خطاهُ
اليوم أمضي للحياة بعينها
ولم تزلْ في الحلم تحضنني الروابي!

برجا 30\5\2002

زين 18-08-2002 10:24 AM

اليوم أمضي للحياة بعينها

امض اخي امض

اسلوبك رائع :)

عمر مطر 18-08-2002 03:35 PM

في كلّ دار في القرى وُلِدتْ مدينهْ

لم يبق قرى في أيامنا هذه.... كلها مدن أو تتطلع لأن تكون مدن.


اغتيلت البراءة في الريف، وأصبح كغيره من معالم المدنية.

عبد السلام البراج 19-08-2002 10:10 AM

تحية ملؤها شوق القلوب إلى الصدور البعيدة ، إلى ملاعب الطفولة، إلى براءتها وصدقها ، تحية لكم تحمل شوقي المدفوع بالرغبة إلى رؤية الوجوه النيرة لأن أحاسيسكم كذلك، يتركز جل همي في هذا النمط من القصائد (النيوكلاسكية: لأنها تبرز صفات المذهب الحديث بطريقة اتباعية)
على إبراز ما عشته وما أراه فأنا من بلدة كانت أولا قرية ثم تحولت ، ثم تحولت ........... الآن ألاحاظ أن لم يكن التحول أبدا في الحجارة والطرقات بل هو كائن هناك بين الصدور،لذا قلت في البدء (تحية ملؤها شوق القلوب إلى الصدور البعيدة )


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.