أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   قصة زواج فتاة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=49869)

h_nawras77 15-01-2006 06:38 PM

قصة زواج فتاة
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أنقل لكم قصة فتاة أحبت شابا حبا عفيفا طاهرا لكنها حرمت منه لظروف قاسية ، تقول صاحبة القصة : كنت في أول حياتي ، أبدأ أول أيام الدراسة الجامعية ، و يوم بعد يوم أحببت شابا وسيما كريما شجاعا يحمل كل صفات الشهامة و الأخلاق ، شعرت بأن الدنيا أقبلت علي بخيرها و أنني أشارك هذا الحبيب طريقي في الحياة . كم تعلقت به و فرحت بحبه حتى بدا يظهر على عيني أنني أحب و على قلبي أنني أعشق فلمعت عيني ببريق و ضربت دقات قلبي بصوت عال. و ما كنت لأبوح لأحد بسري هذا ، فأنا البنت الوحيدة و الصغرى في البيت و يكبرني ثلاثة من الإخوة الذكور ، أما الأخ الأكبر فكان متسلط لا يخبئ لي إلا الغيرة و الحقد و الكره و أما الأخ الأوسط على عكسه تماما فكان رحيما حنونا رفيقا بي و الأخ الثالث فلا يملك شيئ سوى الإبتعاد عن أي موضوع يخصني أو يعنيني ، و كنت أحلم بحلم جميل و أتمنى أمنيات كثيرة .... كم كانت بعيدة ..... حتى تدهور وضع أبي المادي و بدأت الديون تغرق بيتنا كانت هنا بداية أحزاني : فأول ما حرمت منه هو حقي في إتمام تعليمي و عندها حرمت من رؤية الحبيب و من لقائه ، و ما كنت لألتقي به إلا في كل خير و أمام كل الناس ...كنت حرمت من رؤيته لكن الأمل لم ينقطع بأنني سأراه يوما و أنني أنتظره دوما حتى بدا هذا الحال من المستحيل ، فبعدما حرمت من إكمال تعليمي سلبت أحق حقوقي و هو اختياري شريك حياتي ، و كنت كلما حاولت الدفاع عن نفسي تعرض لي أخي الأكبر المتسلط و كان أبي ضعيفا أمامه لأسباب كثيرة أهمها الديون التي كان يغرق بها حتى انقطعت أنفاسه و اختنقنا بها كلنا . و زوجت برجل قريب للعائلة بسرعة كبيرة ، لكن المفاجأة هنا أن هذا الزواج كان يخبئ مالا يعلمه الأهل و هو أن الشاب كان يحب فتاة أخرى ، و قد أخبرني بهذا و طلب مني أن أبقى أختا له ...كم فرحت بطلبه...و أنه أخذ عهدا على نفسه بأن يعود لمحبوبته و يتزوجها ، عشت معه أيام و أشهر يحدثني فيها عن محبوبته و يصفها لي كنت أسمعه و أتنهد في صدري فما يقوله هو اتمنى أن أقوله أنا و أصف له من أحب ، لكن خوفي كان أكبر ، حتى جائني يوما و قد يئس من أهله و بائت محاولاته كلها بالفشل في موافقتهم على زواجه بتلك الفتاة مع أنه أخبرهم بحقيقة حياتنا في البيت .قائلا: ما باليد حيلة ، و الله ما رأيت أجمل منك و ما كنت لأحب ، فهلاَ نزعت من قلبي حبا لم يكتب لي ، و انهمرت من عيناي دموعا كالمطر ، فقال : ما بك ؟ قلت له: كيف لي ذلك ؟ و أنا منكسرة القلب و أحترق بنار الشوق إلى من أحب ، و ما كنت لأخبرك حتى هذه الحظة ، فما أحوجك إلى من تحب و كذلك الأمر عندي ، فكان الطلاق و عدت إلى أهلي و داخلي فرحة كبيرة تغمرني ، لعلي أعود إلى دراستي و أكبر مع ذلك الحلم الجميل ...لكنني وجدت رجلا يكبرني بعشرين عاما يصول و يجول حول أبي لخطبتي و الزواج بي ، و كان لابد من أبي ان يوافق على طلبه ، فقد سدد الديون و خلَص أبي من السجن الذي كان سيدخله لولاه ، و طلب أبي إليَ متوسلا ألاَ أرفض ، والدموع في عينيه و الأسى يملأ قلبه. فكل حياة هذا البيت متوقفة على زواجي به . و كان هذا الرجل غريبا عن بلدنا ، متزوجا بآمرأة عقيم و كان له أخ و أخت يعيشون في بلدنا العربية هذه ،كم كانوا مشفقين عليَ من هذا الزواج و يرفضون أن يحدث لكن الرحمة منزوعة من قلبه و كان طمعه أكبر . كنت بريئة و جميلة و كم كنت حزينة ، لأنني أحب شاب كم تمنيت أن أعيش معه حياتي و لكن للأسف كل الطرق إليه مقطوعة و كل الدروب إليه مسدودة ...و ماذا بعد ؟؟ أصبحت زوجة لهذا الذئب المخيف و رغم أمواله و ثروته وضعني في بيت موحش مظلم كظلمه مقطوع لا هاتف لدي و لا أحدا يطرق بابي . حتى أنه كان يقفل عليَ الباب و أبقى وحيدة ليوم و أكثر دون حتى أن يعود هو ...... أين هم إخوتي و أين هو أبي ؟ لا أحد يسأل عني ، شغلتهم الدنيا . و كانت أمي مريضة لا حيلة لها و لا قوة ، فما وجدت سوى الله ربي أناجيه و أدعوه ليرفع الظلم عني . و كنت أحاسب نفسي إذا فكرت بالحبيب أو الإتصال به رغم كل الظروف الصعبة فأخشى عقاب الله تعالى فكيف لي أن أدعو الله و أنا أهمُ لمعصيته ...كنت أحلم أن أضع رأسي على صدر الحبيب و أبثُه همي و حزني ، كنت أحلم أن أدسَ وجهي بين أصابعه و أعبِر له عن حبي و لهفتي ، لكنه كان حلم ...فأين أنت ؟ ..و أين كنت أنا؟؟؟ حتى علمت بأنني أحمل في أحشائي طفلا ، عندها كان هو قد ترك البلد و غادر لا أعلم لأين ...و أنجبت ولدا جميلا وكم كنت سعيدة بقدومه رغم كل الظروف ، و لم أشعر يوما أنني وحيدة ، بل إنني كنت فرحة بغياب زوجي عني ، و بقيت هكذا لسنتين و بضعة أشهر أعيش في بيت أهلي و يزورني أخ زوجي كل يومين مرة . و ما كنت لأرضى بالطلاق رغم غيابه ذلك لأنني أخاف من أخي الكبير أن يسعى لزواجي بآخر و أنا لا أريد فرضيت بغيابه أختلق له الأعذار ....و ما كان لأحد أن يعرف رقم هاتف هذا الرجل أو حتى عنوانه حتى سافر أخي إلى البلد التي يقيم فيها و التي هو منها أصلا يسأل عنه و يبحث في كل مكان حتى وجده و أخبره أن له ولدا ...و عادا الإثنان معا و فوجئت بأنه لم يهتم لطفله و لم يسأل حتى عن إسمه . و عدت إلى ذلك البيت البعيد لكنه هذه المرة ركَب لي الهاتف و كان يعطيني القليل من المال و يسمح لي بالخروج أينما شئت . كنت حقا أخاف منه و أستغرب من تصرفاته . كان يتحدث بالهاتف مع زوجته الأولى ساعات و ساعات كل ليلة لكنني ما كنت لأفهم كلمة من حديثهما ، فهو يجيد اللغة الفرنسية . ثم بدأ يسافر و يغيب لأشهر متتالية و كلما غاب ذهبت إلى بيت آستأجره لي والدي قريب من بيت أخو زوجي . والدي الذي طلب مني السماح ، والدي الذي بكى أمامي و مسحت دموعه بأصابعي الحزينة، كان أصدق من الطفل و أجمل من الزهرة ، قال لي : أعطيك ما تريدين و أفعل ما تشائين و لا أظلمك ، سامحيني . قلت له : ما حرمت منه في الدنيا أرجوه من الله في الآخرة و إنني لا أيأس من رحمة ربي ، وما كنت إلا إبنة بارة ،سامحني أنت و ارضى عني...و بدأت أتعلم بعض العلوم التي تساعدني في عملي في مكتب أخو زوجي في البورصة و الأسهم و كنت أحصل على راتب جيد جدا ، و كانت علاقتي مع أهل زوجي أكثر من جيدة بل إنهم يحبونني كإبنتهم ، و أنجبت ولدي الثاني و كان زوجي مسافر كعادته ، و بعد أربعين يوما علمت من أهله أنه قادم لرؤية ابنه ، و جاء هذه المرة يحمل الهدايا و لكن أية هدايا كانت و هو يخبئ الغدر و المكر و الخديعة . كان في كل مساء يتحدث مع زوجته العقيم بالهاتف حتى شككت بأمره و أخبرت أخوه بالأمر فطلب مني أن أسجل له حديثه معها . رفضت في البداية لكنه كان شديدا في طلبه و فعلا حدث ما طلبه مني و ذهبت إليه بالشريط و أخبرني بالحقيقة المؤلمة التي كانت تنتظرني....و أيُ مكيدة هذه ، كان يخبر زوجته ماذا يدبر لي من خطة شيطانية، فيطلب مني أن أترك أولادي في بيت أهلي و أذهب إلى بيت الزوجية ، و لكن من ينتظرني هناك ؟؟ إنه صديقه ..مكيدة يوقعني بها فيطلقني و يحرمني أولادي و يأخذهم إلى زوجته العقيم التي تنتظرهم بشوق ..إنَ رحمة الله بي كانت واسعة ، فقد كشف الله ظلمه و مكره قبل أن يقع . إنظروا من الذي يقف أمام القاضي بجانبي إنه أخو زوجي ، و يقدم الشريط و سوء نية ذلك الرجل للمحكمة ، و فعلا طلقت منه و ما كنت لأرضى أن يسجن فأسقطت حقي على أن آخذ أطفالي فلا يقربني و لا يأخذهم يوما . ........ و مضى شهر و نصف على هذا حتى فوجئت بأني أحمل طفلي الثالث من ذالك الزوج الماكر . ماذا أفعل؟ كم هي قاسية هذه الحياة ؟ ذقت فيها مرارة العيش و أنا أحلم بحلم جميل كان بعيدا و أصبح مستحيلا . ليس لي الآن إلا أبنائي الثلاثة ، أنظر في عيونهم فأرى ذلك الشاب الذي كم أحببته منذ صغري و أنظر إلى شفاههم فكأني أرى ذلك الحبيب يبتسم إليَ . كنت قد بدأت تضميد جراحي و آلامي حتى جائني هذا الرجل الطيب <الشيخ الجليل>عم أولادي يطلب خطبتي لإبنه و كان يقول من الأسباب ما يقول : نربي الأولاد و نرعاهم، و أنت صغيرة و جميلة و لن تبقي بلا زواج هكذا ، و إني أخشى أن تتزوجي و تتركي اطفالك و كم احببناك كإبنة لنا فوالله ما رأينا منك سوء ولا سمعنا عنك إلا كل خير ، و إن ولدي راغب بالزواج بك .فكري و لا تستعجلي بالإجابة. لكنه ما انتهى من كلامه حتى قبًلت يديه أن يسمعني و أخبرته و الدموع تملأ عيني بأنني ما كنت يوما لأعيش إلاَ لأن قلبي يدقُ بحبي لذلك الشاب الذي كنت أتمناه و حرمت منه العمر كله و ما كان يملأ قلبي سواه حتى وجدت في صلاتي و دعائي و افتقاري إلى الله تعالى صبرا يملأ قلبي و يقويني على الحياة و وعدا أنني سألقاه في الجنة بإذن الله ...و أخبرته بأنني أحب اولادي و ان هذا نصيبي من الحياة و أنني راضية بما كتبه الله لي . فلا رغبة لي في الزواج . فوضع يده على رأسي و قال : لك ما شئت و كوني واثقة من أنني لن أتركك و في أية لحظة احتجت لأي شيء فلا تترددي و اتصلي بي ستجدينني الأب و الأخ و العم لك ولأبنائك ..و ماذا بعد : عوضني ربي الله جل و علا و أكرمني أفضل إكرام و كان صبري خير فقد وهبتني خالة لي مالا ما كنت لأجمعه طيلة حياتي فاشتريت البيت الذي أسكنه و أولادي و شغَلت بعض المال في مشروع يرضي الله ، و ها أنا كل يوم أرى فضل الله تعالى علي فقد حصلت أيضا على وظيفة و راتب جيد جدا ما كنت لأحصل عليه إلا بتوفيق من الله فهذا هو الله لا يظلم احدا من عباده و لا يرضى بالظلم ، و ماذا أنا الآن؟ لا أريد إلا تلك الفتاة البريئة التي أحبت يوما و صبرت دهرا ، لا أريد تشويه صورتي الجميلة و ذكراي الحزينة ، ها و قد ذرفت دموعي و ارتجف قلبي بألم ...ما كنت لأثقل على المحبوب يوما ولا أطلب منه إلا السماح و حسن الظن بي و وعدا ألقاه في الجنة بإذن الله رب العالمين، و أنني استغفر الله ربي و أتوب إليه ..قال عليه الصلاة و السلام في الحديث القدسي : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالمو ..." و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..إدعوا لي بالخير و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

أبو إيهاب 16-01-2006 06:59 AM

ملاحظاتى على هذه القصة :::

1 - لا رهبانية فى الإسلام .

2 - لا يوجد حب له قداسة ، إلا لله سبحانه وتعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم .

3 - حَدَّثنا قُتَيبَةُ. أخبَرَنَا عبدُ الحميدِ بنُ سليمانَ عن ابنِ عجلانَ، عن ابنِ وثيمةَ النصريِّ، عن أبي هُرَيرَةَ قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم: "إذا خطبَ إليكُمْ من ترضونَ دينهُ وخلقهُ، فزوِّجوهُ. إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ".

بمعنى أن الزواج هو ما شرعه لنا الإسلام ، والحيود عنه هو حيود عن الشرع ، ومن رغب عن سنة رسول الله فليس منه :::

حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر: أخبرنا حميد ابن أبي حميد الطويل:
أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
[ش أخرجه مسلم في النكاح، باب: استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه..، رقم: 1401.


4 - أن يعيش المسلم حياته ، لا أوهامه .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.