أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   من ينسج أكاذيب الحرب الامريكية ؟! - جيمس بامفورد (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=49350)

aaidoon 22-12-2005 12:54 PM

من ينسج أكاذيب الحرب الامريكية ؟! - جيمس بامفورد
 
قادت الطريق المفضية إلى حرب العراق إلى أماكن غير متوقعة. إحدى هذه الاماكن كان فندقا أنيقا تحتضنه سلسلة بارات التعري وبيوت الدعارة التي خصصت لإرضاء الأجانب في مدينة بتايا على خليج تايلند .

جيمس بامفورد

في 17 ديسمبر 2001 م وفي غرفة صغيرة وعلى صوت اصطدام أمواج المد ، ربط موظف وكالة المخابرات الأمريكية CIA القطب الكهربائي المعدني بإصبع السبابة وخاتم في يد رجل مستغرق في التفكير يجلس على كرسي مبطن ذو مسند . بعدها مد الموظف صماما بلاستيكيا أسودا و سميكا و مطويا كآلة الأكورديون الموسيقية حول صدر الرجل و صماما آخر حول بطنه , أخيرا لف قطعة سميكة حول شريان الرجل العضدي من أعلى ذراعه.

كان هذا الرجل الموصل لجهاز كشف الكذب هوالعراقي عدنان إحسان سعيد الحيدري ، البالغ من العمر3 4 عاما والذي فر من بلاده كردستان وقرر الآن إسقاط نظام صدام حسين . لساعات ، وخلال ما كان الجهاز يطبع خطوطا دقيقة على طيات من الأوراق البيانية كان الحيدري يفتري قصة ملغومة .

وبالإجابة بنعم أو لا على سلسلة من الأسئلة ، أصر على تكرار أنه كان مهندسا مدنيا ساعد رجال صدام على دفن أطنان من الأسلحة النووية والكيميائية و الحيوية بسرية تامة . واستنادا إلى رواية الحيدري فإن هذه الأسلحة الغير شرعية قد دفنت في آبار خفية تحت الأرض مخبأة في فلل خاصة ومخفية حتى تحت مستشفى صدام حسين أكبر مؤسسة طبية في بغداد .

لقد كان أمرا تافها وفظيعا ذلك الدليل الذي كانت إدارة بوش تبحث عنه .و لو كانت الاتهامات صحيحة لأعطت البيت الأبيض سببا مقنعا لغزو العراق وإسقاط صدام .، لهذا السبب أوفد البنتاجون خبيرا في جهاز كشف الكذب من وكالة المخابرات الأمريكية CIA إلى بتايا ، وذلك لاستجواب الحيدري واثبات بشكل نهائي أن صدام كان يخزن أسلحة الدمار الشامل سرا .

كان هناك فقط مشكلةُ واحدة: هو أن الأمر كله كان عبارة عن كذبة .فبعد مراجعة القُمَمِ الحادّةِ والوديان العميقةِ على مخططِ جهاز كشف الكذبَ، استنتج ضابطَ المخابرات بأنّ الحيدري قد لفق القصة كاملة، على ما يبدو, على أمل ضمان الحصول على التأشيرة.

كان يمكن أن تنتهي القصة المفبركة إلى هذه النقطة,، حكاية اللاجىءِ السياسيِ الذي يحاولُ شق طريقِه إلى حياة أفضل ,لكن كون أن القصّةَ لم تكن حقيقيةَ لا بعني بأنّها لا يُمْكن الاستفادة منها. فالحيدري، في الحقيقة، كَانَ نتاج عملية سرية جزء منها جاسوسية وآخر حملة إعلامية .مموّلة من قبل وكالة المخابرات المركزيةِ ووزارة الدفاع الأمريكيةِ لغرض واضحِ وهو تسويق حرب للعالم. والرجل الذي كَانَ لِفترة طويلة مسئولا عن التسويق لهذه الحرب كَانَ شخصا سرّيا وغامضا مِنْ مؤسسةِ واشنطن سَمّى جون رندون .

رندون هذا كان رجلا يَمْلأُ حاجة , قلة من الناسِ يجيدونها في هذا الزمن.. فقبل شهرين من إخضاع الحيدري لاختبار كشف الكذب، منحته وزارة الدفاع الأمريكية سرَّاً 16 مليون دولار كعقد لاستهداف العراق وخصوم آخرن بالدعايةِ.

كأحد أقوى الناسِ في واشنطن، فإن رندون يعتبرزعيما في الحقلِ الإستراتيجي المعروف بإدارةِ الفهمِ،أو مُعَالَجَة المعلوماتِ والتلاعب بها.، وصولا إلى وسائل الإعلام الإخبارية للوُصُول إلى النتيجة المنشودة وراء هذا التلاعب. من خلال شركته،( مجموعة رندون - Rendon Group)، حصد رندون الملايينَ مِنْ عقودِ حكوميةِ منذ 1991، عندما استأجرته وكالة المخابرات المركزيةِ للمُسَاعَدَة في تهيئة الظروف لإزالةِ صدام حسين مِنْ الحكم.

ولقد استطاع رندون باستخدام قدرته و سلطته الغير عادية في جمّعَ مجموعة المعارضين المعاديين لِصدام، أسمَاهم هو شخصياً-- المؤتمر الوطني العراقي -- وعَملَ على رعايتهم إعلاميِا وكان مستشارا كبيرِا لهم للعمل على تأسيس انتفاضة ضدّ صدام. تماما كما لو أنّ الرّئيس جون كندي كَانَ قد أوكل عملية خليج الخنازيرَ إلى شركةِ العلاقات العامةَ والإعلان المملوكة لوالتر ج. تومسون .

"إنهم متحفظون حول ما يَعملونَ، هكذا"يَعلق كيفن ماكولي ، المحرّر في الصحيفة الإقتصادية والتجارية O'Dwyer's PR Daily اليومية , ثم يكمل قائلا: إنها أنشطة سرية وغامضة.

بالرغم من أن رندون يُنكرُ أيّ تدخّل مباشر مَع الحيدري فإن


ففي عمليةِ وجّهتْ مِن قِبل أحمد الجلبي – وهو الرجلُ الذي ساعده رندونعلى
الظهور كزعيم للمؤتمر الوطنيِ العراقي –تم إحضار الحيدري الهارب إلى تايلند، حيث كوّمَ في غرفة فندقِ لأيامِ مَع ناطق بلسانِ المجموعةَ، يدعى زاب سثنا.
إن هذا الحزب يقوم بتدرّيب َالمعارضين بشكل دوري على رواية قصصِهم الكاذبة ،و يُجهّزُهم لإمتحاناتِ جهاز كشف الكذبِ، و سثنا كَانَ بالتأكيد مناسبا لهذه المهمّةِ - حيث حَصلَ على تدريبه في فَنِّ الدعايةِ في مجموعةِ رندون.
طبقاً لفرانسيس بروك رجل المؤتمر الوطني العراقي في واشنطن وموظف سابق في مجموعة رندون ، فإن هدف عمليةِ الرندون كَانَ بسيطَا وهو : الضْغطُ على الولايات المتّحدةُ لمُهَاجَمَة العراق وإسقاط صدام حسين.

بينما عادَ مسؤولُ وكالة المخابرات المركزيةَ بالطائرة إلى واشنطن بمخطّطاتِ
كاشفِ الكذب الفاشلةِ في حقيبتِه، لم يتردد الجلبي و سثنا, حيث رَفعا سماعة
الهاتف، واستدعيا صحفيين اثنين من الذين لديهم تاريخ طويل في مساعدة المؤتمر الوطني العراقي على الترُوّيجُ لقضاياه , وعرِضا عليهما معلومات حصرية عن أسلحة الدمار الشامل المرعبة لصدام حسين.

ولضمان حقوقِ النشرحول العالم ِ، إتّصلَ سثنا ، ببول موران الصحفي المستقلّ الأسترالي الذي عَملَ كثيراً لهيئة الإذاعة الأسترالية. "أعتقد أني عِنْدي شّيء سَتُهتَمّ ُ به"، هكذا خاطب سثنا بول موران الذي كَانَ يعِيشُ في البحرين.


بول موران

عَرفَ سثنا بأنّه يُمْكِنُ أَنْ يَعتمدَ على الصحفي المنظم ذي الثمانية والثلاثون عاما والذي كان أيضا مستخدما سابقا في الشرق الأوسطِ للمؤتمر الوطني العراقي ، وَ أيضاً موظفا سابقا في مجموعة رندون لسَنَواتِ في مجال معالجة المعلوماتِ، وعَمَل مَع سثنا في مكتبِ الشركة في لندن في كاثرين بليس ، قُرْب قصر بكنغهامِ.

نحن كُنّا نُحاولُ مُسَاعَدَة الأكراد والعراقيين الذين يعارضون صدام وذلك بإنشاء
محطة تلفزيون، هكذا استذكرَ سثنا في مقابلة نادرة أذيعتْ على التلفزيونِ
الإستراليِ. ثم يكمل قائلا:" إن مجموعة رندون جاءتْ إلينا وقالتْ، ' عِنْدَنا عقد
لَعمَلُ دعايةُ معادية لُصدام نيابةً عَنْ المعارضةِ العراقيةِ. ' ثم يستطرد : ما لم نكن نعلمه-- وهو الذي لَمْ تُخبرْنا عنه مجموعة رندون -- كان في الحقيقة
استئجار وكالة المخابرات المركزيةَ لهم للقيام بهذا العملِ."

إن اختيار المؤتمر الوطني العراقي لنشر المعلومات حصريا كَانت مهمة سهلةَ على حد سواء: حيث إتّصلَ الجلبي بـجوديث ميلر من النيويورك تايمزِ. وكانت ميلر ، مقربة من لويس ليبي وأخرين من المحافظين الجدد في إدارة بوشِ، وكانت واجهة موثوق بها لدى المؤتمر الوطني العراقي في المواجهة الإعلامية المعادية لَصدام لسَنَواتِ .

بعد وقت قصير من سحب خبيرِ جهاز كشف كذبِ وكالة المخابرات المركزيةِ الأشرطةَ والأقطاب الكهربائية مِنْ الحيدري وإعلانه كذابا ، حتى طارت ميلر َ إلى بانكوك لمُقَابَلَته تحت الإشرافِ اليقظِ للمؤتمر الوطني العراقي . بعد ذلك أجرت ميلراتصالات سطحية لاحقاً بوكالة المخابرات المركزيةِ ووكالة الاستخبارات العسكريةِ، لكن على الرغم مِنْ مصادرها الإستخباراتية التي كانت تتبجح بها، إلا أنها أنكرت معرفة نَتائِجِ إختبار كشف كذبِ الحيدري . و بدلاً مِن ذلك، ذَكرتْ بأنّ خبراء حكوميين مجهولين وصفوا معلومات الحيدري . بالموثوقة والهامّة -- وبذلك فقد أضافت غشاء الحقيقةِ إلى الأكاذيبِ.

خبر الصفحة الأولى، الذي تصدر الأخبار في 20 ديسمبر/كانون الأول 2001، كَانَ بالضبط الغرض الذي استؤجر له رندون ليقدمه للعالم. وكان العنوان البارز للخبر:
( مناهض عراقي يكشف عن العمل في 20 موقع سري للأسلحة على الأقل.) وكتبت ميلر وصف مناهض عراقي عرف نفسه على أنه مُهندس مدني، و أنه عَملَ شخصياً على ترميم الوسائلِ السريةِ للأسلحةِ النوويةِ والكيميائيةِ والحيويةِ في الآبارِ تحت أرضيةِ فيلات خاصّة وتحت مستشفى صدام حسين في بغداد مؤخراً منذ ما يقرب العام " ثم أكملت كاتبة" إذا تم التحقق من إدعاءاته فإن مساعديه سوف يقدمون نماذج من هذه الذخيرة للمسئولين ضمن إدارة بوشِ التي تُجادلُ بأنّ السّيدِ صدام حسين يَجِبُ أَنْ يُقصى من السلطة جزئياً بسبب إحجامِه عن التَوَقُّف عن تصنيع أسلحة الدمار الشاملِ، على الرغم مِنْ وعودِه للعَمَل ذلك."

على مدى شهور كان الصقور في داخل وخارج ادارة بوش ِيضْغطون ُللقيام بهجوم وقائي على العراق. أما الآن، فالشكر لقصّةِ Miller ، حيث يُمْكِنُ أَنْ يُشيروا بها إلى "برهانِ" على تهديد صدام النووي."

والقصّة، قد عزّزتَ بمقابلةِ مصورة قامت بها موران مَع الحيدري في هيئة الإذاعة الأسترالية الضخمة. ، وبسرعة تمت صياغتها مع تلفيقات البيت الأبيضِ وتكراّرهاَ بالصُحُفِ والشبكات التلفزيونيةِ حول العالمِ .لقد كانت هذه القصة هي الأولى من سلسلة القصص المبالغ فيها والملفقة والتي روّجَ لها لتَدْفعُ الولايات المتّحدةَ في النهاية إلى حرب مَع العراق – الحرب الأولى التي إستندتْ تقريباً كليَّاً على حملة دعائية سرية استهدفُت أجهزةَ الإعلام والرأي العام.

aaidoon 22-12-2005 12:58 PM

قانونيا ،فإن إدارة بوش تُمْنَعُ بشكل واضح مِنْ نشر الدعايةِ الحكوميةِ في المنازل , لكن في عصرِ الاتصالات العالميةِ، فما من شيء يمكنه أن يوقف الحكومة من نشر قصّة موالية للحربَ المُزيَّفةَ في الخارج --على الرغم من علمهم و بدون أدنى شكّ بأنّها سَتَصِلُ المواطنين الأمريكيين فوراً.

استنادا إلى تقرير حديث للكونجرس يَقترحُ بأنّ وزارة الدفاع الأمريكيةَ قَدْ تَعتمدُ
على "حرب نفسية سرية تُؤثّرُ على مُشاهدين ضمن أممِ صديقةِ."و في تعديل سري لسياسةِ وزارة الدفاع الأمريكيةِ ،فإن التقرير يُحذّر من أموال تستخدم لنشر قصصِ مُفضّلة لدى السياسات الأمريكيةِ، أَو لاستئجار مقاولين سريين بدون روابطِ واضحةِ مع وزارة الدفاع الأمريكيةِ لتَنظيم الاجتماعات المساندةً لسياساتَ إدارةِ بوش." التقرير أيضاً يَستنتجُ بأنّ المخطّطين العسكريين يتحولون من توجه الحرب الباردةَ التي روجت أن القوَّةِ هي في امتلاك أنظمةِ الأسلحةِ المتفوّقةِ. وبدلاً مِن ذلك، تَعتقدُ وزارة الدفاع الأمريكيةَ الآن "بأنّ القوَّةِ المقاتلةِ يُمْكِنُ أن تدعم بالاتصالات والتقنياتِ التي تسيطر على مصادر ونوعية المعلومات. كنتيجة لذلك ، فالمعلومات تصبح أداة هدف الحربِ."

لقد اختصر جون رندون هذا الاعتقاد في خطاب ألقاه على الطلاب في أكاديميةِ القوة الجوية الأمريكيةَ في 1996 عندما قال. " أنا لَستُ إستراتيجي أمن قومي أوخبير تكتيك عسكري، أَنا سياسي , شخص يَستعملُ الاتصال لتحقيق السياسةِ العامّةِ أَو أهدافِ السياسةِ المتعلّقة بالشركاتِ. في الحقيقة، أَنا جندي معلوماتِ و مدير فهمِ."

لتَوضيح فلسفتِه، أعادَ رندون صياغة أفكاره لصحفي يعَرفَه مِنْ أيامِ عملهما معا كموظفين في الحملاتِ الرئاسيةِ لـ جورج ماكجوفرن وجيمي كارتر حيث يقول : "أفضل وصف لهذا الأمر يكون باستخدام كلماتِ هنتر تومسون عندما كَتبَ، 'عندما تتحول الأمور إلى شيء غير طبيعي , فإن غير الطبيعي يتحول إلى لاعب محترف. '

يستيقظ جون والتر رندون في 3 صباحاً كُل يوم بعد ستّ ساعاتِ مِنْ النومِ، يَفْتحُ جهاز الحاسب ويَبْدأَ بالتهام المعلوماتِ –التي يتحصل عليها ليلاً من تقاريرو أخبارِ، ورسائل بريد إلكتروني، وصُحُف أجنبية ومحلية، وتشكيلة الوثائقِ الحكوميةِ، التي يسمح بالإطلاع عليها فقط لأشخاص يتمتعون بدرجة عالية من السرية وحاصلون على ترخيصِ الأمنِ الأعلى. طبقاً لوثائقِ وزارة الدفاع الأمريكيةِ ، فإن مجموعة رندون "مخولة لبَحْث وتَحليل معلوماتِ صنّفتْ إلى سريّة للغايةِ / SCI/SI/TK/G/HCS "—وعلى مستوى عالي من الإنتقاء و تمنح لفئة المقاولين لدى وزارة الدفاع .

يشير الإختصار SCI إلى معلومات حسّاسة، أعلى مِنْ سريّة للغايةِ. و الإختصار SI يشير إلى إستخباراتُ خاصّةُ، و إتصالات سرية جداً تعترضها وكالة الأمن القومي. ويُشيرُ TK إلى الموهبةِ / ثقب مفتاح، وهي أسماء رمزية للصورِ مِنْ أقمار التجسس الصناعية وطائرات الإستطلاع. بينما G تعني ُ جاماً وهي التصنت على اتصالات المصادرِ الحسّاسةِ جداً) ويَعْني HCS نظام التحكم Humint (معلومات مِنْ مصدر إنساني حسّاس جداً). وبالأخذ بكل هذه الأمور ، تشيرُ المختصراتُ بأنّ رندون يَتمتّعُ بالوصولِ إلى المعلوماتِ الأكثر سريةً مِنْ كُلّ ثلاثة مِنْ أشكالِ مجموعةِ الإستخباراتِ: الإنصات، تصوير الأقمارالصناعية والجواسيسِ .

يَعِيشُ رندون في بيت بملايين الدولارات في حيِّ كالوراما في واشنطن وعلى بعد بضعة منازل أسفل مِنْ رندون يوجد بيتُ وزير الدفاعِ السابقِ روبرت ماكنامارا
؛ وعلى زاوية قريبة أيضا يعيش وزير الدفاع ِ الحاليِ دونالد رامسفيلد..

في عمر السادسة والخمسين ، يَلْبسُ رندون نظارات تشبه وجه البوم ويُمشّطُ مقدمة شعره السميكَ ذو اللونين الفضّيِ و الرماديِ إلى جانبِ رأسه،على موضة كندي, .و يَتوجّهُ إلى العملِ كُلّ صباح مرتديا قميصا مصنوع خصيصا له وتظهر علامة صنعه على طرف الكم الأيمن, ويرتدي سترة زرقاء طليقةً حول جسمه الضخمِ. في الوقت الذي يصل فيه إلى مقرِ مجموعةِ رندون قُرْب دوبونت سيركل يكون رندون قد حصد أجرا مُمتازا لعملِه الصباحَي: طبقاً للسجلاتِ الإتحاديةِ، يَكلف رندون وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكية 311.26 دولارفي السّاعة لخدماتِه.

يعد رندون أحد أكثرا المقاولين الخاصّينِ المؤثرينِ في واشنطن و الذي يُسيطرُ على وظائفِ حَجزتْ على نحو متزايد و لمدة طويلة لمستخدمي وكالة المخابرات المركزيةِ المتميزين وذوي مستوى عال من التدريبِ. وفي السَنَوات الأخيرة، فإن الجواسيس المستأجرين ِ بَدأوا بحَلّون محل مسئولي المكتب الإقليميينِ، والذين يُسيطرونَ على العملياتِ السريةِ حول العالمِ؛ والمراقيين في وكالات تعمل على مدى 24 ساعة لإدارة الأزمات ,و المُحلّلين، الذين يُدقّقونَ في رُزَمِ بياناتِ الاستخبارات؛ بل حتى ضبّاط استخبارات على مستويِ في الحقلِ الإسنخباراتي و الذين يُشرفونَ على الإجتماعاتِ بين الوكلاءِ وجواسيسِهم المُجَنَّدينِ. طبقاً لمسؤول كبير في إدارةِ بوش يشرف على قرار ميزانية وكالة المخابرات المركزيةَ فإن نصف عمل الوكالة يُؤدّى الآن مِن قِبل المقاولين الخاصّينِ –وهم أناس غير محسوبين كلية على الكونجرسِ. ويعترفُ أحد كبار مسؤولي الميزانية بشكل خاص بأنّ المشرّعين لَيْسَ لديهم فكرةُ كم من الجواسيس الذين تَستخدمُهم وكالة المخابرات المركزيةَ حالياً – أَوحجم القوَّة الغير مُراقبة التي يَتمتّعونَ بها..

على خلاف العديد مِنْ القادمين الجُدد إلى الحقلِ، على أية حال، فإن رندون هو محارب مُجرّب انخرط سرَّاً في معظم النزاعات الأمريكيةِ في العقدين الماضيين. وفي المقابلةِ الأولى التي يمنحها للإعلام خلال عقودِ، فإن رندون عَرضَ نظرة خاطفة و من خلال ثقبِ مفتاح عالمَا نادراً لكنه يعتبر مهنة متنامية الطلب َ. على عشاء قطع من لحم الخروفِ و قنينة Chateauneuf du Pape في نادي واشنطن الخاصّ، كان رندون حذرا بشأن ْ تفاصيلِ عملِه السريِ -- لَكنَّه إفتخرَ بشكل صريح بأهمية و جُهودِ شركتِه في التجسس الارتزاقي . حيث قال "عَملنَا في واحد وتسعين بلدا ، وأضاف . "بعد الرجوع من بنما ، إشتركنَا في كُلّ حرب، بإستثناء الصومال."

أنها مهنةِ غير عاديةِ لشخص دَخلَ السياسةَ كمعارض حرب فيتنام. وكإبن سمسار في البورصة، ترعرع رندون في نيو جيرسي وارتبط بماكجوفرن قبل التَخَرُّج مِنْ الجامعةِ الشمالية الشرقيةِ. يقول عن نفسه " كُنْتُ المنسّقَ الحكوميَ الأصغرَ, أخبروني بأنّني فَهمتُ السياسةً – التي كانت توسعا لقدراتي ، حيث كنت َ صغيرا جداً.، أتقنَ رندون مجموعةَ الخداع السياسي والتلاعبِ الإعلاميِ بسرعة حتى أُصبحُ علامة فارقة له في الوقت الذي ذهب فيه للعمل كمدير للهيئة الوطنية الديمقراطية. في 1980، و كمدير قوَّاتِ جيمي كارتر في الإتفاقيةِ الوطنيةِ في نيويورك، كَانَ يَجْلسُ لوحده في حديقةِ ساحة ماديسون عندما إقتربَ مِنْه. مراسل لأخبار ABC فقال له رندون " في الواقع لقد فعلوا القليل للرجل خلف الستار" لقد كان دورا سيلعبه طوال حياته.

بَعْدَ أَنْ خَسرَ كارتر الإنتخابات , وبعد وصول اليمينيون المتشدّدون في حكومة ريغان إلى السلطة في 1981, عمل رندون مع أخيه الأصغر ريك .و يتذكر هذه المرحلة قائلا: "بَدأَ كُلّ شخصُ بالإستشارة، فبَدأنَا بالإسْتِشارة." لقد ساعدا ا على إنتِخاب جون كيري إلى مجلس الشيوخِ في 1984 وعَملا لـ AFL-CIO أو لتَعْبِئة الأمة لكي يُصوّتوا لصالح حملةَ والتر مونديل الرئاسية. من بين الأشياء التي أنتجها رندون كَانَ دليلا لتدريب منظمي الإتحادِ للعمل كنشطاء سياسيين نيابةً عَنْ مونديل. لإبْقاء هدوءِ العمليةَ، خَتمَ رندون عبارة سرّي على غطاءِ كُلّ مِنْ دفاترِ الملاحظات البلاستيكيةِ الزرقاءِ. كَانَ ذلك ميلا للسريةِ التي تَتخلّلُ كُلّ صفقاتِه الاستشارية.

تعد مجموعة رندون وبدرجة كبيرة، شأنا عائلي. فزوجة رندون وهي ساندرا ليبي ، تُعمل مديرة مالية و"إستراتيجية إتصالاتِ كبيرِ." في حين يَعْملُ أَخُّ رندون ، ريك كشريكِ كبيرِ ويُديرمكتبَ الشركة في بوسطن ،و يُنتجُ إعلاناتَ الخدمة الحكوميةِ لمعهدِ حمايةِ الحوتَ وينسق حملة تشجيع السلام و هي حملة تجعل الشبابَ في الشرق الأوسطِ على اتصال مَع الأطفالِ الأمريكانِ خلال تقنيةِ المؤتمرات عبر الفيديو. لكن معظم عملِ الشركةَ بالتأكيد أقل تحررية وذو توجهات سلمية . تجربة رندون الأولى في عالمِ الإستخباراتَ، في الحقيقة، جاءَ مجاملةَ للجمهوريين. يقول عن هذا الأمر : إن بنما جَلبَتنا إلى بيئةِ الأمن القومي."

في 1989، بعد فترة قليلة من إنتخابِه، وقع الرّئيس بوش الاب نتيجة سرية جداً تخوّلُ وكالة المخابرات المركزيةَ إرْسال 10 ملايين دولار إلى قوات المعارضةِ في بَنما لإسْقاط الجنرالِ مانويل نورييجا . ولعدم رغبة الوكالة في توريط موظفيها في الأمر بشكل مباشر؛ إتّجهت وكالة المخابرات المركزيةُ إلى مجموعةِ رندون . كان عمل رندون سرياً، إستعمل فيه تَشْكِيلة من الحملات والتقنياتِ النفسيةِ لوَضْع إختيار ِوكالة المخابرات المركزيةَ، جليرمو اندارا ، في سدة الرئاسة والذي يتلقى المال خلال الحسابات المصرفية المُخْتَلِفةِ باسم منظماتِ وهمية في الواجهة ليَنتهي أخيرا في يد رندون.

كان Endara محاميا سمينا في عمر 53 عاما وصاحب خبرة قليلة في السياسة ومعارضا لاختيار نوريجا لكارلوس دوك . لكن بمساعدةِ رندون ، ضَربَ إندارا المدعو دوك بشكل حاسم في الإنتخاباتِ -لكن نوريجا سَمّى نفسه ببساطة "الزعيم المطلق" وأعلنَ أن الانتخابات باطلة وملغيَة . لكن إدارة بوش قرّرتْ إزالة نوريجا بِالقوة -و إنتقلَ عمل رندون من تَوليد الدعم المحلّي للانتخابات الوطنية إلى بناء دعمِ دوليِ لتغييرِ النظامِ. وفي خلال أيام وَجدَ أداةَ الدعايةِ النهائيةِ.

في نهايةِ حشد لمساندةً إندارا هاجمت فرقة كتيبةِ الشرف التابعة لِنوريجا والتي يسميها بوش "مجرمو الدوبرمان " ، هاجمتْ الحشدَ بالألواح الخشبية ، وأنابيب وأسلحة معدنية. واعتقلت أعضاء العصابةِ حارسَ المدعو جليرمو فورد ، وهو أحد مرشّحي إندارا لمنصب نائب الرئيس، حيث تم دَفعَه على سيارة، ثم حشو فمه بمسدس وسَحب الزنادَ . ثم وفي جود بعَضّ آلاتِ التصوير، هاجمت القوة فورد شخصيا، بَضرب رأسهَ بقضيب معدني وتركه وحارسه الشخصي المقتول و هما ملطخان بالدم .

خلال ساعات، تَأكّدَ رندون من وصول الصور إلى كُلّ غرفة أخبار في العالمِ. و في الإسبوع التالي كانت صور العنفِ تغلف عدد مجلة التايمِ مع تعليقَ يقول: أسلوب بنما السياسي , نرويجا يضرب معارضيه، و الولايات المتّحدةَ ترصد حرارة الموقف. ولتوفير دعمَ دوليَ أبعد لاندارا، رافقَ رندون فورد في جولة في أوروبا لمُقَابَلَة رئيسِة الوزراء البريطانيِة مارجريت ثاتشر ، ورئيس الوزراء الإيطالي وحتى البابا. وفي ديسمبر/كانون الأولِ 1989، عندما قرّرَ بوش غَزْو بَنما، كان رندون وعِدّد مِنْ مستخدميه على واحدة من أوّل الطائراتِ العسكريةِ التي تَوجّهتْ إلى بنما.

يقول رندون "وَصلتُ متقدما بخمسة عشْر دقيقةَ قَبْلَ أَنْ تبدأ الحرب , إنطباعي الأول كان عِنْدَما خاطبني الطيارُ في الطائرةِ وهو يَستديرُ ويَقُولُ، عفوا سيدي، لكن إذا نظرتُ إلى اليسارِ سَتَرى طائرات الهجومَ تدور قَبْلَ أنْ تهبط. ' ثمّ أَتذكّرُ ما قاله ذلك الرائد،: " عفوا سيدي، لكن هَلْ تَعْرفُ قدرات الدِفاع الجَوّي لبَنما في الوقت الحاضر؟ عندها إتّكأتُ إلى قُمرةِ القيادة وقُلتُ،: إسمع أيها الرائد، أَتمنّى أن هذا الأمر لم يعد مهما منذ اللحظة.".

aaidoon 22-12-2005 01:01 PM

بعدها بلحظات ، هَبطتْ طائرة رندون في قاعدة هوارد الجويةِ في بَنما. يقول رندون "إحتجتُ للوُصُول إلى قلعة كليتون , ، حيث كان الرئيسَ َ, فإنتقلتُ إليها بالمروحية وفي الطريق أَخذنَا بَعْض الدوراتِ بالطائرة. وهناك، وعلى قاعدة عسكرية أمريكية أحاطتْ بها قوة أمريكية من 24 ألف جندي،و دبابات ثقيلة ومروحيات أي سي 130ِ المقاتلةِ ،أدى عميل رندون، المدعو اندارا اليمين أخيراً كرئيس لبَنما.

تدخّل رندون في الحملةِ للإطاحة بصدام حسين بَدأ بعد سبعة أشهر من هذه الحادثة، في يوليو/تموزِ 1990. حيث كان رندون يقضي عطلة في جولة طويلة بالقطارعبر أسكوتلندا -- عندما إستلمَ نداءَ مستعجلا. يقول " تحتشد القوات على حدود الكويت"، ". و في المطارِ، راقبَ بِداية الإحتلالِ العراقيِ على التلفزيونِ. ثم استقل طائرة Pan Am 747 على الدرجة الأولى نحو واشنطن, حيث قضى رندون وقت الرحلة في وضع الخطوط الأولية لأفكاره وتدوينها في مذكرة رسمية صفراء.

يقول عن هذا الأمر"كَتبتُ مذكرة حول ما سوف يواجهه الكويتيون، ولقد استلهمته من واقع تجربتنا في بنما و خبراتنا في حركة التحرير الفرنسية في الحرب العالمية الثانيةِ. وكان هذا شيئا عليهم رؤيته وسماعه، و كَانتْ نيتي أن يحدث ذلك فعلا.،ولذلك قلت لهم أبلغوا الكويتيين ما لدينا من خبرات و ملاحظات و توصيات ، اعملوا بها وسوف تعيشون بسلام ورخاء . '

بعد رجوعه إلى واشنطن، استدعى رندون المدعو هاملتون جوردان فوراً، وكان هذا الشخص رئيسا لهيئة الأركان السابق للرّئيسِ كارتر وصديق قديمِ مِنْ أيامِ الحزب الديمقراطي. يقول رندون "وَضعَني هاملتون على اتصال مَع السعوديين، وبدورهم وَضعوني على اتصال مَع الكويتيين وبعد ذلك ذَهبت ُ وقابلتُ الكويتيين،وما إن هبطت عائدا إلى الولايات المتّحدةِ ، حتى تلقيت مكالمة هاتفية تقول: ' هَلّ بالإمكان أَنْ تَرْجعُ؟ نُريدُك أَنْ تَنفذ الذي في المذكرةِ. ' "

الذي كان يريده الكويتيون هوالحصول على مساعدةً في بيع أو تسويق حرب تحريرِ الكويت إلى الحكومةِ الأمريكيةِ والجمهور الأمريكي. فإقترحَ رندون خطة لحملة هائلة صمّمتْ َ لإقْناع العالمِ بالحاجةِ لتَوحيد القوى لإنْقاذ الكويت.و بالعَمَل خلال منظمةِ أطلق عليها( مواطنون لإنقاذ الكويت )، وافقَت الحكومة الكويتية في المنفى على دَفْع 100,000 دولار شهريا لرندون مقابل خدماته.

ولتَنسيق العمليةِ، فَتحَ رندون مكتباً في لندن و عندما بدأت حرب الخليج ، عمل جاهدا على منع ً الصحافةِ الأمريكيةِ مِنْ ذكرالجانبِ المُظلمِ للحكومةِ الكويتيةِ، كحكومة نفط استبدادية تدارَ مِن قِبل عائلة شيوخِ أغنياءِ .وعندما بَدأتْ الصحف تروي أن العديد مِنْ الكويتيين كَانوا يَتمتّعونَ في الحقيقة في النوادي الليلية في القاهرة بينما يموت الأمريكيون في الصحراء دفاعا عن الكويت ، هاجمتْ مجموعةَ رندون هذه الأخبار. فورا وبسرعة فإن موجة من المقالاتِ بَدأتْ تظهر لتحكي قصّةِ 20,000 رسالة في عيد الحب ( فالنتين) وقعها الكويتيون شخصيا للجنود الأمريكيين على الخطوط الأمامية، طبعا كان هذا أمرا رتبه رندون.

كما بدأ رندون أيضا بثا تلفزيونيا ً وشبكة إذاعية، وبرامج متطورة بثت إلى الكويت مِنْ الطائف، في المملكة العربية السعودية. يقول رندون عن هذه المهمة: " كَانَ من المهمَ أن يعلم الكويتيون في الداخل أن العالمِ كَانَ يَعْملُ شيئا لأجلهم ، ولذلك ففي كل مساء ، ترسل قوَّات رندون في لندن نصا عن طريق المايكرويفِ إلى الطائف، يَضْمنُ بأنّ "الأخبارَ" بثت إلى الكويت وعَكستْ الولاء للأمريكيين بما فيه الكفاية..

عندما يتعلق الأمر بتمثيل مسرحي للحرب، فإن بعض الأشياء يَتْركُ للمُصَادَفَة. فبَعْدَ أَنْ إنسحبَ العراق مِنْ الكويت، كَانَ مسؤوليةَ رندون جَعْل موكب النصرَ يبدو بشكل التحريرِ الملوّح بالأعلامِ لفرنسا بعد الحرب العالمية الثانيةِ. يقول عن ذلك: "هل لك أن تتخيل، ،كيف كان موقف الكويتين المحتجزين لسبعة أشهر مريرة وطويلة،ثم بعد التحرير يحملون الأمريكيين على الأكتاف ويلوحون بأعلام دول التحالف الأخرى؟ ، و أضافَ، "حَسناً، تَعْرفُ الجوابَ الآن. تلك كَانتْ إحدى وظائفِي ."

بالرغم من أن عملِه سريُ جداً، فإن رندون يَصرُّ بأنّه يَتعاملُ فقط في الوقت المناسب، وبمعلومات صادقة ودقيقة , ويقول أن عمله أَنْ يُواجهَ تصوّراتَ خاطئةَ تتناقلها وسائل الإعلام الإخباريةَ لأنها تسعى وراء الخبر لتكون أول من يبثه وليس أول من يتحقق منه.

يعتقد رندون أن نتائج الحربِ الحديثةِ ، تَعتمدُ َ بشكل كبير على تصور الجمهور للحرب – أهي حرب ناجحة وهل تستحق التكلفة " ُ. ويقول معلقا "نحن نُطاردُ ونحاذر الاختلاف بين الفهمِ والحقيقةِ، ولأن الخطوطَ متباعدة، فإن هذا الإختلافِ بين الفهمِ والحقيقةِ أحد تحديات الاتصالات الإستراتيجيةِ الأعظمِ للحربِ."

في الوقت الذي انتهت فيه حرب الخليج في 1991، أصبحت مجموعة رندون وبجدارة بائع واشنطن البارز لتغييرِ النظامِ. لكن مهمةَ رندون الجديدة تَجاوزتْ معالجة أجهزةَ الإعلام ببساطة. حبث أنه بَعْدَ أَنْ إنتهتْ الحربَ،وقع الرئيس بوش أمرا بالغ السرية يقضي بإسقاط صدام حسين باستخدام قاتل محترف ونادرمما يعني إمكانية تنفيذ عملية إغتيال إذا استدعى الأمر.

بِموجب عقد مع وكالة المخابرات المركزية، أتهم رندون بالمُسَاعَدَة في خَلْق قوة معارضة للإطاحة بالحكومة العراقية كاملة باستخدام القوة. إن هذا تعهد ما زال رندون يرى أنه سري جدا لأن يُناقش .ويَقُولُ في هذا " هذا دوران حول نقاط لن أتحدث بشأنها فعندما تؤدي قسما يجب أن يعني ذلك شيئا"

يؤمن توماس تويتن، نائب وكالة المخابرات المركزيةَ السابقَ للعملياتِ أن رندون هو من أسس فعليا المؤتمر العراقي الوطنيINC . حيث يقول " لقد كان العاملين في INC جاهلين وإحتاجوا الكثير مِنْ المساعدةِ ولَمْ يَعْرُفوا أين يَبْدأونَ وخلال عمل رندون." كمستشار المجموعةَ الكبيرِ مدعوما بشحنات من دولاراتِ وكالة المخابرات المركزيةِ، اجتذب طيفا عريضا مِنْ المنشقّين العراقيينِ ورعى لهم مؤتمرا في فينا لتَنظيمهم تحت مظلة إتّحادِ، أطلق عليه رندون
( المؤتمر الوطني العراقي ). ثمّ، كما في بَنما، كانت مهمته المُساعدةَ على طَرْد حاكم دكتاتوري وحشي واستبدالُه بشخص تختاره وكالة المخابرات المركزيةِ.

يقول وايتلي برونر الرئيس السابق في محطة المخابرات الأمريكية في بغداد "سبب حصول مجموعة رندون على العقدِ كان ما قاموا به في بَنما -- لذا فهم مشهورون، كان الهدف هذه المرة هو الرئيس العراقي صدام حسين ووريثه الذي اختارته وكالةَ المخابرات ِ كَانَ أحمد جلبي وهو منفى عراقيِ مُحتالِ ومقرب مِن قِبل واشنطن.

كان جلبي إختيارا غريبا لقيَاْدَة تمرّد. ففي عام 1992، أدينَ في الأردن بتقديم بيانات مضللة واختلاس 230 مليون دولار مِنْ مصرفِه الخاصِ، وقد حُكِمَ عليه غيابياً باثين وعشرين سَنَة مِنْ الأشغال الشاقةِ. لكن المؤهَّلَ الوحيدَ الذي كان مهما هو سياستَه. يقول رندون عن ذلك " منذ اليوم الأول أوضح جلبي أنّ اهتمامه الأكبرَ كَانَ أَنْ يُخلّصَ العراق من صدام." بل إن برونرالذي تَعامل مع جلبي و رندون في لندن في عام 1991، يَضِعُه بشكل صريح بدرجة أكبر فيقول . "تركيز جلبي الأساسي، كَانَ أَنْ يَسْحبَنا إلى حرب."

كان العنصر الرئيسي في عمل المؤتمر الوطني العراقي الذي يحركه رندون هو هجوم إعلامي خاطف حول العالم صمّمَ لتحويل صورة صدام حسين من مجرد زعيم إقليمي خطير إلى خطر يمثل التهديدِ الأعظمِ على السلامِ العالميِ. .ّ

كل شهر، يتم تحويل 326,000 دولار من وكالة المخابرات المركزيةِ إلى مجموعةِ رندون والمؤتمر الوطني العراقي عن طريق واجهة منظمات مُخْتَلِفةِ.
لقد رَبحَ رندون بشكل رائع، حيث حصل على أجر إداري مِنْ عشَربالمائة فوق الذي صَرفَ على المشروعِ. طبقاً لبَعْض التقاريرِ، فقد حصلت الشركةَ تقريباً على 100 مليون على العقدِ أثناء السَنَواتِ الخمس بعد حرب الخليجِ.

أحرز رندون تقدّما كبيرا مَع المؤتمر الوطني العراقي ، لكن بعد محاولةِ إنقلابِ المجموعةَ الفاشلةَ ضدّ صدام في 1996، فَقدتْ وكالة المخابرات المركزيةَ الثقةً في جلبي وقَطعتْ صكَّ راتبه الشهريَ. لكن جلبي و رندون إنتقلا من طرف لآخر ببساطة، حيث اتجها إلى وزارة الدفاع الأمريكيةِ، فواصل المال التَدَفُّق.
يقول برونر "مجموعة رندون لَيستْ على علاقة طيبة في لانغلي هذه
الأيامِ،. حيث أن عقودهم أكثر بكثير في وزارة الدّفاعِ."

إرتفعَ تأثيرُ رندون إلى حدٍّ كبير في واشنطن بعد الهجمات الإرهابية في 11سبتمبر/أيلولِ. 2001, ففي ضربة وحيدة, عدّلَ أسامة بن لادن فهم العالمَ للواقع -- وفي عصرِ المعلوماتِ المتنامي فإن مَنْ يُسيطرُ على الفهمِ.ينجح . إن ما إحتاجَه بوش لخَوْض الحربِ على الإرهابِ كَانَ جندي معلوماتِ ماهرِ -- و رندون أثبت على نحو واسع أنه الأفضل لهذه المهمة. يشير أحد تقارير الجيش أن أحداث 11 سبتمبر/أيلولِ 2001 غيّرتْ كُلّ شيءَ، ناهيك عن وجهةَ نظر الإدارةَ التي تَتعلّقُ بالتأثيرِ الإستراتيجيِ، لقد واجهَ بوش الدليلِ المباشرِ على أن العديد مِنْ الناسِ حول العالمِ كَرهوا الولايات المتّحدةَ بشكل متزايد فبدأ بوش باتخاذ إجراءات لتوضّيحُ السياسة الأمريكيةَ في الخارج. فاتجه البيت الأبيض إلى مجموعةِ رندون ."

بعد ثلاثة أسابيعِ من هجماتِ 11 سبتمبر/أيلولَ ،فإنه طبقاً لوثائقِ حَصلَ عليها مِنْ مصادرِ الدفاعِ، فقد منحت وزارة الدفاع الأمريكية عقد كبير إلى مجموعةِ رندون. وفي نفس الوقتِ، بَدأَ المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكيةَ أيضاً منظمة سرية جداً أطلق عليها مكتبَ التأثيرِ الإستراتيجيِ. جزء من مهمّةِ هذا المكتب كَانَ أَنْ يَجري تشويشَ سريَ وعملياتَ تضليل -- بَزْرعُ موادَ الأخبارِ الخاطئةِ في أجهزةِ الإعلام وإخفاء مصادرها. يشرح نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني هذا الأمر قائلا: إنه عمل قدير من وجهة نظر عسكرية أن تكون قادرا على الانخراط في التزييف بالنظر إلى خطط المستقبل المتوقعة.

و حتى كبارُ ضباط الجيشَ يجدون في الوحدة السريةَ ما يثيرُ الأعصاب. يقول مسؤول كبير في ذلك الوقت "عندما أَحْصلُ على ملخصاتهم أجد شيئا مخيفا".

في فبراير/شباطِ 2002، ذَكرتْ النيويورك تايمزَ بأنّ وزارة الدفاع الأمريكيةَ إستأجرتْ رندون "لمُسَاعَدَة المكتبِ الجديدِ،,وهي تهمة أنكرها رندون وقال" لم يكن لنا علاقة بذلك، ولم نكن في سلسلةِ تقاريرهم , . بل كُنّا نقدم تقاريرنا مباشرة إلى( جي 3 )"-- رئيس العملياتِ في هيئة الأركان المشتركةِ.

بعد تسريب المعلومات ، أجبر رامسفيلد على إلغاء المنظمةِ. لكن مُعظم عملياتِ المكتبَ حُوّلتْ على ما يبدو إلى وحدةِ أخرى، بشكل أعمق في بيروقراطيةِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ،و تسمى قوة مهام عملياتِ المعلوماتَ، و كان رندون على اتصال مباشر بهذه المجموعةِ. حيث يذكر " أن جريج نيوبولد كَانَ جْي -3 في ذلك الوقت، ونحن حَضرنَا إليه خلال IOTF," ، "

aaidoon 22-12-2005 01:06 PM

طبقاً لوثائقِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ، فإن مجموعة رندون لَعبتْ دورا رئيسيا في IOTF,". واتهمت الشركة بتكوين "غرفة حربِ معلوماتِ" لمُرَاقَبَة تقاريرِ الأخبارِ العالميةِ بسرعة البرق والرد فورا على الحملات الإعلانية . و السلاح الرئيسي، طبقاً للوثائقِ، كَانَ مجموعة أحدث نظام في سلك الأخبار الذي يسمى Livewire ويملكه رندون و الذي يَأْخذُ تقارير وكالات أنباءَ الأخبارِ الفوريةِ، قبل أن تنشر على الإنترنتِ، و قبل أن تتمكن CNN من إذاعتها على الهواء وقبل 24 ساعة من ظهورها في جرائد الصباح , ويقوم هذا النظام بتصنيف هذه المعلومات حسب كلمات سرية.
. يوفر النظامُ الوصولَ الفوريَ الحاليَ الأكثر إلى الأخبارِ والمعلوماتِ المتوفرةِ إلى المنظماتِ الخاصّةِ أَو العامّةِ."

الهدف الأكبر الذي أسندته وزارة الدفاع الأمريكيةَ إلى رندون كَانتْ شبكةَ تلفزيون الجزيرةَ. دَعا العقدُ مجموعةِ رندون لتَشرع في التخطيط لحملة إعلامية هائلة ضدّ وكالةِ الأنباء هذه ،والتي اعتبرتها وزارة الدفاع الأمريكية حتمية في أهداف حملتها في الحربِ على الإرهابِ." طبقاً للعقدِ، يوفر رندون تحليلا مفصلا لإرسال المحطة اليومي . [و] يكشف ُ إنحيازَ صحفيين معينين و يوفر فهما للموالين لهم ،و بتضمن ذلك أي عِلاقاتِ و وسائل الرعاية لها."

يحتمل أن يكون وراء الإستهداف السري للصحفيين الأجانبِ أهدافا شريرة. ومن بين المهام التي قدمت كاقتراح لمكتبِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ في التأثيرِ الإستراتيجيِ كانت استهداف الصحفيين الأجانب ونشر معلومات مضللة حول العالم.
وتقول أوراق التوصيات السرية المرفوعة إلى المكتب أنه ً يَجِبُ أَنْ يَجدَ الطرقَ لـ"لمُعَاقَبَة" أولئك الذين يَحْملونَ "رسالة خاطئة."ولقد أخبرَ ضابطُ كبيرُ محطة CNN بأنَّ الخطة "تشكّلُ مكراً حكومياً وخيانة وتضليلا"

طبقاً لوثائقِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ،فإنه يمكن لرندون أن يَستعملُ تحليله الإعلامي لإجْراء حملة دعائية حول العالم، يَنْشر ُخلالها فرقَ من جنود المعلوماتِ إلى الأممِ المتحالفةِ لمُسَاعَدَتهم "في تَطوير وتَسليم رسائلِ معيّنةِ إلى السكان المحليين،أو للمقاتلين،أو للدول على الخطوط الأمامية،أو لأجهزة الإعلام والمجموعة الدولية.

" بين الأماكنِ التي يمكن أن يرسل رندون فرق جنود المعلوماتِ إليها كَانتْ جاكارتا، أندونيسيا؛ إسلام آباد، باكستان؛ الرياض؛ القاهرة؛ أنقرة، تركيا؛ وطاشقند، أوزبكستان. تستطيع الفرق أن تُنتجُ وتَكْتبُ قِطَعَ أخبارِ التلفزيونِ حول مواضيعِ ومحاور ِو قصص مساندة لأهدافِ السياسة الأمريكيةِ."

واتهم رندون كذلك في التورط في "تضليل عسكري" على الإنترنت --وهو نشاط خصّصَ مرّة إلى OSI.. حيث كان عقد الشركة يقوم على مراقبة غرفِ دردشة الإنترنتِ باللغتين الإنجليزية والعربية –والمشاركة في هذه الغرف عندما أو إذا كلّفَ بمهمّة."وبإمكان رندون أيضاً إنشاء موقع ويب "بخلاصاتِ الأخبارِ المنتظمةِ لعْرضُ المقالاتَ. مستهدفا الجمهورِ العالميِ، بالإنجليزيِة وعلى الأقل أربعة (4) لغات إضافية، هذا النشاطِ أيضاً سَيَتضمّنُ عمليةَ دفعِ بريد إلكتروني شاملةِ." هذه التقنياتِ عموماً تُستَعملُ لزِراعَة تَشْكِيلة الدعايةِ، وتتضمن المعلوماتِ الخاطئةِ.

ما زالَت هناك عمليةَ دعايةِ أخرى مُشَكَّلةِ حديثا ًلعب فيها رندون دورا رئيسيا, وهو مكتبَ الإتصالاتِ العالميةِ، الذي أدير خارج البيت الأبيضِ وأتهمَ بنشررسالةِ الإدارةَ في الحربِ في العراق.
كُلّ صباح في 9:30, شارك رندون في مؤتمريعقد لموظفي البيت الأبيضِ حيث يتناقش المسئولون فيَ موضوعَ اليومِ ومن سيقوم به . وكما عَملَ المكتبُ أيضاً بشكل قريب مع مجموعة العراق في البيت الأبيض،و التي يعتبر أعضائها من مستوى رفيع،ومنهم رئيس هيئة أركانِ تشيني لويس ليبي المُتَّهَم مؤخراًمع بقية الأعضاء بتسويق الحربِ إلى الجمهورِ الأمريكيِ.

لم يسبق في التاريخِ أن كانت هناك شبكةِ سريةِ شاملةِ أُسّستْ لتَشكيل فهمِ العالمِ للحرب. يقول سام غاردنر وهو كولونيل متقاعد في القوات الجوية درس الإستراتيجيات والعمليات العسكرية في كليَّةِ الحربِ الوطنيةِ "لم يكن الأمر مجرد إستخبارات سيئة -- بل كَانَ جُهداً مُنَظَّماً. بَدأَ قبل الحربِ، وكَانَ مجُهودا رئيسيا أثناء الحربِ ويَستمرُّ كتشويهات لما بَعْدَ النزاع."

في الأسابيعِ الأولى التي تلت هجماتَ 11 سبتمبر/أيلولَ َ،عمل رندون بدرجة محمومة يقول عن ذلك:. "في المراحلِ المبكّرةِ كان العمل مثل إمساك كل كرة تضرب على الأرض ، لأنه لم يكن أحد متأكّدَ إذا كُنّا سنتعرض أبداً لهجوم ثانية , الأمر كالتالي: ما الذي تَعْرفُه حول هذا، ما الذي تَعْرفُه حول ذاك الشيء، أي شيء آخر يمكن تحصل عليه، هَلّ بالإمكان أَنْ تَتكلّمُ مع شخص ما هنا؟ 'لقد عملنا أربع وعشرون ساعة يومياً. التزمنا كامل التأهب والوعي، في الشروطِ العسكريةِ، وفي كُلّ الأشياء المتعلقة بالإرهابِ. كُنّا نَعْملُ على 195 صحيفةَ و43 بلدَ في أربعة عشرَ وخمس عشْرة لغةِ. إذا أنت تَعمَلُ هذا بشكل صحيح، فإنه يُمْكِنُني أَنْ أُخبرَك ما ستجده في الأخبارِ المسائيةِ اللّيلة في بلاد قَبْلَ أَنْ تَذاع. يُمْكِنُني أَنْ أَعطيك، كصانع سياسة, إستراحة لمدة ستّ ساعات على كَمْ يُمْكِنُ أَنْ تُؤثّرَ أنت على الأخبارِ. سوف يحرصون على هذا كنبض قلوبهم."

أَخذتْ إدارة بوشُ كُلّ شيءَ قدمه رندون . بين عام 2000 و2004م ، أظهرت وثائق وزارة الدفاع الأمريكيةِ ،أن مجموعة رندون استلمت على الأقل خمسة وثلاثون عقد بوزارة الدّفاعِ، يساوي ما مجموعه 50 مليون إلى 100 مليون دولار.

ركع المشيعون وأشاروا بعلامة الصليب وجلسوا على مقاعد خشنة وطويلة ولماعة في كنيسةِ الإنتصاراتِ الكاثوليكيةِ. كان الثاني من أبريل/نيسانِ، 2003 -- بداية الشتاء في البلدةِ الإستراليةِ الصغيرةِ غلينلج وهي منتجع على الشاطئ معمّر مِنْ البيوتِ الفيكتوريةِ البيضاءِ والرملِ الأشقرِ الناعمِ على خليجِ هولدباك . طارَ رندون نصف الطريقَ حول العالمِ للإِنْضِمام إلى 600 صديقِ وعائلةِ تقريبا اجتمعوا لتشييع إبن محليّ وبطل كرةِ قدم هاويِ هو بول موران . فبعد ثلاثة أيامِ من إحتلالِ العراق، أصبح الصحفي المستقلّ والموظف عند رندون العضو الأولَ لأجهزةِ الإعلام الّذي يُقْتَلُ في الحربِ –وهي حرب ساعد بسرية على إشعالها..

عاش موران حياة ثنائية، يسجل تقاريرِ لهيئة الإذاعة الأسترالية ووكالات أنباء أخرى، بينما في الأوقاتِ الأخرى يعمل كوكيل سري لرندون، ويستمتع بما تصفه به عائلته "أسلوب حياة جيمس بوند."

درّبَ موران قوات معارضةِ عراقيةِ في التجسس الفوتوغرافيِ، موضحا لهم كيفية تَوثيق النشاطاتِ العسكريةِ العراقيةِ بسرية، وأنتج إعلاناتَ موالية لَحربَ وزارة الدفاع الأمريكيةِ. تقول والدة موران:كاثلين: "عَملَ لمجموعةِ رندون في لندن،إنهم فقط يُرسلونَ الناسَ في جميع أنحاء العالم -- حيث توجد حروب."

كان موران يَغطّي إحتلالَ العراق لABC، يصور في نقطة تفتيش واقعة تحت السيطرة الكردية في مدينةِ السليمانية، عندما انفجرت سيارة كان يقودها إنتحاري بالقرب منه ,هكذا يسترجع اريك كامبيل المصور الذي كان برفقة موران المشهد قائلا: "رأيت السيارة في حركةِ بطيئةِ تَتحلّلُ" سلّمَني جندي جواز سفر وكان متفحما عندها عَرفتُ أن بول كَانَ ميتَا."

عندما إنتهى الحشد ولف تابوت موران بالعَلَمَ الإستراليَ ، رَفعَ رندون ذراعه الأيمن بالتحية. لقد رَفضَ مُنَاقَشَة دورِ موران في الشركةِ، قائلا فقط "بأنّ بول عَملَ لنا على عدد مِنْ المشاريعِ." لكن في رحلته الطويلة عائدا بالطائرة إلى واشنطن، عابرا اماكن مختلفة ، لخّصَ رندون مشاعره في بريد إلكتروني: مفاده "اليوم يبَدأَ بعواطفِ الغيومِ المُظلمةِ والمشؤومةِ المُنَاسِبةِ و الكثيرةِ كلنا شَعرنَا --بحزن ونُغضبُ على العنفِ الذي يمارس بلا شعور ِ والذي دّعى رفيقَنا بول موران قبل عشَرة أيام قصيرة مع عقود عديدة مِنْ العاطِفة التي مضت."

نظمت مجموعة رندون أيضاً حفل تأبيني في لندن، حيث عمل موران أولاً للشركةِ في 1990. أقيم الحفل في منزل الوطن , وهو نادي خاصّ في ساحةِ بورتمان حيث بَقى موران في أغلب الأحيان عندما كان يزور المدينة ، الحدث وُضِعَ بين صورِ موران في المواقعِ المُخْتَلِفةِ حول الشرق الأوسطِ. زاب سثنا الذي نظّمَ تغطية خاصة لقصة الحيدري لموران و جوديث ميلر في تايلند, ، أعطىَ تقديرا مُؤَثِّرا إلى زميلِه السابقِ. حيث قال: "أعتقد أنه على كل مستوى شخصي أو وظيفي فإن بول كان محترما بعمق و محبوبا مِن قِبل الناسِ في مجموعةِ رندون، بالرغم من أن موران إختفىَ، فإن القصّة المُزَيَّفة حول أسلحة الدمار الشاملِ التي أذاعها هو و سثنا حول العالمِ ظلت باقية.

aaidoon 22-12-2005 01:08 PM

قبل سبعة أشهر ، عندما كان الرّئيس بوش عَلى وَشَكِ أَنْ يُدافعَ عن قضيته في الحربِ أمام الأُمم المتّحدةِ، أعطىَ البيت الأبيضَ مُحَاسَبَة بارزةَ إلى إتهامات الحيدري المفبركة. في تقرير معنون" بسخرية القدر" "العراق النكران والخداع، "أشارتْ الإدارةُ إلى الحيدري بالاسم وفصّلتْ إدعاءاتَه -- بالرغم من أنَّ وكالة المخابرات المركزية اعتبرتها أكاذيب سابقا.. ووُضِعَ التقرير على موقعِ ويب البيت الأبيضَ في الثاني عشرَ في سبتمبر/أيلول، 2002، وما يزال موجودا اليوم . إحدى نسخِ التقريرِ تدعم صدق مقالةَ ميلير من المعلومات.

واصلت ميلرَ التَرويج لحكايةِ الحيدري و أيضاً الترويج لخبث صدام. و في يناير/كانون الثّاني 2003، بعد أكثر من سَنَة على ظهور مقالتَها الأولى، تذكر ميلر ثانية بأنّ "مسؤولي مخابرات" وزارة الدفاع الأمريكيةِ كَانوا يُخبرونَها "بأنّ البعض مِنْ المعلوماتِ القيمة جاءتْ مِنْ عدنان إحسان سعيد الحيدري" وتضيف : أدت مقابلاته بوكالة الإستخبارات العسكريةِ، إلى العشراتِ من التقاريرِ الموثوقةِ جداً حول الأسلحةِ العراقيةِ وشراؤها كما قال المسئولون.

أخيراً، في أوائل 2004، بعد أكثر مِنْ سنتين بَعْدَ أَنْ أدلى بالإدعاءاتَ المثيرةَ إلى موران وميلر حول أسلحة صدام الدمار شاملِ، أعيد الحيدري إلى العراق بواسطة مجموعةِ العراق التابعة لوكالة المخابرات المركزية . خلال رحلة طويلة في بغداد ومناطق رئيسية أعطي الحيدري الفرصةَ للإخبار بالضبط أين مخزون صدام الاحتياطي المخفي ، مما يُؤكّدُ التهمَ التي تقف وراء الحرب. في النهاية، لم يَستطعُ أَنْ يُميّزَ موقعا واحدا للأسلحة غيرالشرعية المدفونة.

بينما تتصاعد الحرب في العراق وتصبح خارجة عن السيطرةَ، فإن حملة إدارة بوشَ الدعائية السريةَ إشتدّتْ. وطبقاً لتقرير سري لوزارة الدفاع الأمريكيةِ أعتمد شخصياً مِن قِبل رامسفيلد في أكتوبر/تشرين الأولِ 2003 وحَصلَ عليها موقع رولينج ستون ، فإن القيادة الإستراتيجية موجهة للعمل في الخداع العسكري الذي يعرف بأنه إعطاء معلومات خاطئة و صور وتصريحات .

الوثيقة المؤلّفة من أربعة وسبعين صفحة، معَنونَة "خارطة الطريق لعملياتِ المعلوماتِ، "وأيضا تتحدث عن العملياتِ النفسيةِ التي تُطلَقَ على الراديو،و التلفزيون، الهواتف الخلوية و"التقنياتال صاعدة" مثل الإنترنتِ. بالإضافة إلى أَنْ يُصنّفَ سِرَّي، خارطة الطريق تُخْتَمُ (لا اجانب) أيضاً، مما يَعْني بأنّه لا يُمْكن أنْ يُطلع عليها حتى حلفائِنا.

بسبب أن ريندون - الجنرال المتمكن من شؤون الدعاية - يَصرُّ بأنّ العملَ الذي يقوم به هو لمصلحة كُلّ الأمريكيين . يقول عن هذا " . "إنه ليس موضوع السياسة بالرغم من أنها امتياز مهم ، أشعر بهذا الأمر بشكل كبير . إذا سيوضع رجالِ ونِساءِ شجاعاتِ في طريقِ الأذى،فإنهم يَستحقّونَ دعماً." لكن في العراق، فإن قوَّاتا أمريكية ومدنيين عراقيين وُضِعوا في طريقِ الأذى، والسبب الأكبر في ذلك ِ، هي المعلوماتِ الخاطئةِ التي نَشرتْ مِن قِبل ريندون والرجال الذين تَدرّبَوا في حربِ المعلوماتِ. وبإعطاء النمو السريعَ لما يُعرف ب" مركّب مخابرات أمنيةِ" في واشنطن،فإن مدراء فهمِ سريينِ من المحتمل أَنْ يَلْعبوا دورَا مؤثراَ جداً في حروبِ المستقبلِ.

في الحقيقة، فإن ريندون يُخطّطُ للأمام. حضر السَنَة الماضية، َ مؤتمرا عن عملياتِ المعلوماتِ في لندن، حيث عَرضَ تقييماً على جُهودِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ لمُعَالَجَة أجهزةِ الإعلام. وطبقاً لما هو موجود حاليا، صفّقَ ريندون للعمل على إرسال صحفيين مرافقين للقوات الأمريكيةِ. "قالَ أن الفكرةَ المُضَمَّنةَ كَانتْ عظيمةَ، "يَقُولُ عقيدَ قوة جويةِ حَضرَ الحوار. " لقد تم كما هو مخطط له في الإختبارِ. كَانتْ تلك نسخةَ حربَ تلفزيونِ الحقيقةِ، في الجانب الأكبر هم لَمْ يَفْقُدوا السيطرةَ على القصّةِ."
لكن ريندون أيضاً حذّرَ بأنّ وكالاتِ الأنباء الفرديةِ كَانتْ في أغلب الأحيان قادرة على "التحكمُ في القصّةِ، مشكلة نوعية الأخبارَ قَبْلَ أَنْ تثبت وزارة الدفاع الأمريكيةَ سيطرتها على أحداثِ اليومَ.

"فَقدنَا السيطرةَ على السياقِ، " هكذا حذر ريندون َ. "هذا ما يَجِبُ أَنْ يُثَبّتَ للحربِ القادمةِ."

جيمس بامفورد المُؤلفُ الأكثر رواجاً ل " ذريعة للحربِ: 9/11،
العراق، وسوء إستخدام وكالاتِ استخبارات أمريكا "(2004) و"جسم الأسرارِ:
عِلْم تشريح وكالة الأمن القومي السريةِ جداً "(2001). هذه مقالتُه الأولى لموقع رولينج ستون.

ترجمه للدورية : الكندي

aaidoon 22-12-2005 01:14 PM

المصدر :
[left][left]The Man Who Sold the War


The road to war in Iraq led through many unlikely places. One of them was a chic hotel nestled among the strip bars and brothels that cater to foreigners in the town of Pattaya, on the Gulf of Thailand.

JAMES BAMFORD


On December 17th, 2001, in a small room within the sound of the crashing tide, a CIA officer attached ****l electrodes to the ring and index fingers of a man sitting pensively in a padded chair. The officer then stretched a black rubber tube, pleated like an accordion, around the man's chest and another across his abdomen. Finally, he slipped a thick cuff over the man's brachial artery, on the inside of his upper arm.

Strapped to the polygraph machine was Adnan Ihsan Saeed al-Haideri, a forty-three-year-old Iraqi who had fled his homeland in Kurdistan and was now determined to bring down Saddam Hussein. For hours, as thin mechanical styluses traced black lines on rolling graph paper, al-Haideri laid out an explosive tale. Answering yes and no to a series of questions, he insisted repeatedly that he was a civil engineer who had helped Saddam's men to secretly bury tons of biological, chemical and nuclear weapons. The illegal arms, according to al-Haideri, were buried in subterranean wells, hidden in private villas, even stashed beneath the Saddam Hussein Hospital, the largest medical facility in Baghdad.

It was damning stuff -- just the kind of evidence the Bush administration was looking for. If the charges were true, they would offer the White House a compelling reason to invade Iraq and depose Saddam. That's why the Pentagon had flown a CIA polygraph expert to Pattaya: to question al-Haideri and confirm, once and for all, that Saddam was secretly stockpiling weapons of mass destruction.

There was only one problem: It was all a lie. After a review of the sharp peaks and deep valleys on the polygraph chart, the intelligence officer concluded that al-Haideri had made up the entire story, apparently in the hopes of securing a visa.

The fabrication might have ended there, the tale of another political refugee trying to scheme his way to a better life. But just because the story wasn't true didn't mean it couldn't be put to good use. Al-Haideri, in fact, was the product of a clandestine operation -- part espionage, part PR campaign -- that had been set up and funded by the CIA and the Pentagon for the express purpose of selling the world a war. And the man who had long been in charge of the marketing was a secretive and mysterious creature of the Washington establishment named John Rendon.

Rendon is a man who fills a need that few people even know exists. Two months before al-Haideri took the lie-detector test, the Pentagon had secretly awarded him a $16 million contract to target Iraq and other adversaries with propaganda. One of the most powerful people in Washington, Rendon is a leader in the strategic field known as "perception management," manipulating information -- and, by extension, the news media -- to achieve the desired result. His firm, the Rendon Group, has made millions off government contracts since 1991, when it was hired by the CIA to help "create the conditions for the removal of Hussein from power." Working under this extraordinary transfer of secret authority, Rendon assembled a group of anti-Saddam militants, personally gave them their name -- the Iraqi National Congress -- and served as their media guru and "senior adviser" as they set out to engineer an uprising against Saddam. It was as if President John F. Kennedy had outsourced the Bay of Pigs operation to the advertising and public-relations firm of J. Walter Thompson.

"They're very closemouthed about what they do," says Kevin McCauley, an editor of the industry trade publication O'Dwyer's PR Daily. "It's all cloak-and-dagger stuff."

Although Rendon denies any direct involvement with al-Haideri, the defector was the latest salvo in a secret media war set in motion by Rendon. In an operation directed by Ahmad Chalabi -- the man Rendon helped install as leader of the INC -- the defector had been brought to Thailand, where he huddled in a hotel room for days with the group's spokesman, Zaab Sethna. The INC routinely coached defectors on their stories, prepping them for polygraph exams, and Sethna was certainly up to the task -- he got his training in the art of propaganda on the payroll of the Rendon Group. According to Francis Brooke, the INC's man in Washington and himself a former Rendon employee, the goal of the al-Haideri operation was simple: pressure the United States to attack Iraq and overthrow Saddam Hussein.

As the CIA official flew back to Washington with failed lie-detector charts in his briefcase, Chalabi and Sethna didn't hesitate. They picked up the phone, called two journalists who had a long history of helping the INC promote its cause and offered them an exclusive on Saddam's terrifying cache of WMDs.

For the worldwide broadcast rights, Sethna contacted Paul Moran, an Australian freelancer who frequently worked for the Australian Broadcasting Corp. "I think I've got something that you would be interested in," he told Moran, who was living in Bahrain. Sethna knew he could count on the trim, thirty-eight-year-old journalist: A former INC employee in the Middle East, Moran had also been on Rendon's payroll for years in "information operations," working with Sethna at the company's London office on Catherine Place, near Buckingham Palace.

"We were trying to help the Kurds and the Iraqis opposed to Saddam set up a television station," Sethna recalled in a rare interview broadcast on Australian television. "The Rendon Group came to us and said, 'We have a contract to kind of do anti-Saddam propaganda on behalf of the Iraqi opposition.' What we didn't know -- what the Rendon Group didn't tell us -- was in fact it was the CIA that had hired them to do this work."

The INC's choice for the worldwide print exclusive was equally easy: Chalabi contacted Judith Miller of The New York Times. Miller, who was close to I. Lewis Libby and other neoconservatives in the Bush administration, had been a trusted outlet for the INC's anti-Saddam propaganda for years. Not long after the CIA polygraph expert slipped the straps and electrodes off al-Haideri and declared him a liar, Miller flew to Bangkok to interview him under the watchful supervision of his INC handlers. Miller later made perfunctory calls to the CIA and Defense Intelligence Agency, but despite her vaunted intelligence sources, she claimed not to know about the results of al-Haideri's lie-detector test. Instead, she reported that unnamed "government experts" called his information "reliable and significant" -- thus adding a veneer of truth to the lies.

Her front-page story, which hit the stands on December 20th, 2001, was exactly the kind of exposure Rendon had been hired to provide. AN IRAQI DEFECTOR TELLS OF WORK ON AT LEAST 20 HIDDEN WEAPONS SITES, declared the headline. "An Iraqi defector who described himself as a civil engineer," Miller wrote, "said he personally worked on renovations of secret facilities for biological, chemical and nuclear weapons in underground wells, private villas and under the Saddam Hussein Hospital in Baghdad as recently as a year ago." If verified, she noted, "his allegations would provide ammunition to officials within the Bush administration who have been arguing that Mr. Hussein should be driven from power partly because of his unwillingness to stop making weapons of mass destruction, despite his pledges to do so."

For months, hawks inside and outside the administration had been pressing for a pre-emptive attack on Iraq. Now, thanks to Miller's story, they could point to "proof" of Saddam's "nuclear threat." The story, reinforced by Moran's on-camera interview with al-Haideri on the giant Australian Broadcasting Corp., was soon being trumpeted by the White House and repeated by newspapers and television networks around the world. It was the first in a long line of hyped and fraudulent stories that would eventually propel the U.S. into a war with Iraq -- the first war based almost entirely on a covert propaganda campaign targeting the media.

By law, the Bush administration is expressly prohibited from disseminating government propaganda at home. But in an age of global communications, there is nothing to stop it from planting a phony pro-war story overseas -- knowing with certainty that it will reach American citizens almost instantly. A recent congressional report suggests that the Pentagon may be relying on "covert psychological operations affecting audiences within friendly nations." In a "secret amendment" to Pentagon policy, the report warns, "psyops funds might be used to publish stories favorable to American policies, or hire outside contractors without obvious ties to the Pentagon to organize rallies in support of administration policies." The report also concludes that military planners are shifting away from the Cold War view that power comes from superior weapons systems. Instead, the Pentagon now believes that "combat power can be enhanced by communications networks and technologies that control access to, and directly manipulate, information. As a result, information itself is now both a tool and a target of warfare."
]

aaidoon 22-12-2005 01:15 PM

تابع النص الانكليزي على الرابط
http://iraqtunnel.com/php/index.php?showtopic=3380


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.