أحمد مطر
الحل
أنا لو كنت رئيساً عربيا لحللت المشكلة… و أرحت الشعب مما أثقله… أنا لو كنت رئيساً لدعوت الرؤساء… و لألقيت خطاباً موجزاً عما يعاني شعبنا منه و عن سر العناء… و لقاطعت جميع الأسئلة… و قرأت البسملة… و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة… |
الخلاصة
أنا لا أدعو
إلى غير السراط المستقيم… أنا لا أهجو سوى كل عُتلٍ و زنيم… و أنا أرفض أن تصبح أرض الله غابة و أرى فيها العصابة تتمطى وسط جنات النعيم و ضعاف الخلق في قعر الجحيم… هكذا أبدع فنّي غير أني كلما أطلقت حرفاً أطلق الوالي كلابه آه لو لم يحفظ الله كتابه لتولته الرقابة و محت كلّ كلامٍ يغضب الوالي الرجيم… و لأمسى مجمل الذكر الحكيم… خمسُ كلماتٍ كما يسمح قانون الكتابة هي: (قرآن كريم.. صدق الله العظيم) |
الرجل المناسب
باسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي لكنه كان قصيراً فمضى الجلاد يسأل…: رأسه لا يصل الحبل فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق أمر الوالي بشنقي بدلاً منه لأني كنت أطول… |
حالات
بالتمادي…
يصبح اللصّ بأوربا مديراً للنوادي… و بأمريكا… زعيماً للعصابات و أوكار الفسادِ… و بأوطاني التي من شرعها قطع الأيادي… يصبح اللصّ رئيساً للبلاد… |
المتهم
كنت أمشي في سلام…
عازفاً عن كل ما يخدش إحساس النظام لا أصيخ السمع لا أنظر لا أبلع ريقي… لا أروم الكشف عن حزني… و عن شدة ضيقي… لا أميط الجفن عن دمعي. و لا أرمي قناع الابتسام كنت أمشي… و السلام فإذا بالجند قد سدوا طريقي… ثم قادوني إلى الحبس و كان الاتهام…: أنّ شخصاً مر بالقصر و قد سبّ الظلام قبل عام… ثم بعد البحث و الفحص الدقيق… علم الجند بأن الشخص هذا كان قد سلم في يومٍ على جار صديقي… |
الهارب
في يقظتي يقفز حولي الرعبْ…
في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ… يحيط بي في منزلي يرصدني في عملي يتبعني في الدربْ… ففي بلاد العرب كلّ خيالٍ بدعةٌ و كل فكرٍ جنحةٌ و كل صوت ذنبْ… هربت للصحراء من مدينتي و في الفضاء الرحبْ… صرخت ملء القلبْ… إلطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ… إلطف بنا يا ربْ… سكتُّ… فارتد الصدى: خسأت يا ابن الكلبْ… |
يحيا العدل
حبسوه
قبل أن يتهموه… عذبوه قبل أن يستجوبوه… أطفأوا سيجارةً في مقلته عرضوا بعض التصاوير عليه: قل… لمن هذي الوجوه ؟ قال: لا أبصر… قصوا شفتيه طلبوا منه إعترافاً حول من قد جندوه… و لما عجزوا أن ينطقوه شنقوه… بعد شهرٍ… برّأوه… أدركوا أن الفتى ليس هو المطلوب أصلاً بل أخوه… و مضوا نحو الأخ الثاني و لكن… وجدوه… ميتاً من شدة الحزن فلم يعتقلوه…… |
وظيفة القلم
عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر و الدفتر يبحث عن شعر و الشعر بأعماقي مضمر و ضميري يبحث عن أمن و الأمن مقيم في المخفر و المخفر يبحث عن قلم - عندي قلم - وقع يا كلب على المحضر ! |
أوصاف ناقصة
قال: مالشيء الذي يهوي كما تهوي القدم ؟
قلت: شعبي… قال: كلا… هو جلدٌ ما به لحمٌ و دم… قلت: شعبي… قال: كلاّ… هو ما تركبه كل الأمم… قلت: شعبي… قال: فكّر جيداً فيه فمٌ من غير فمْ و لسان موثقٌ لا يشتكي رغم الألم قلت: شعبي… قال: ما هذا الغباء ؟! إنني أعني الحذاء ! قلت: مالفرق؟ هما في كل ما قلت سواء ! لم تقل لي أنه ذو قيمةٍ أو أنه لم يتعرض للتهم. لم تقل لي هو لو ضاق برِجلٍ ورّم الرِجل و لم يشكو الورم. لم تقل لي هو شيءٌ لم يقل يوماً… (نعمْ) ! |
كابوس
- الكابوس أمامي قائم.
- قمْ من نومكَ - لست بنائم. - ليس، إذن، كابوساً هذا بل أنت ترى وجه الحاكم ! |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.