أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   حقيقة تصديق الرسل (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=6855)

ساير 29-03-2001 07:23 AM

حقيقة تصديق الرسل
 
ومن هذا نعلم: أنه لا بد من تصديق الرسل جميعا فيما جاءوا به، وعلى رأسهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه متى أخلص العبد العبادة لله وحده، وصدّق رسله عليهم الصلاة والسلام، ولا سيما محمد صلى الله عليه وسلم، وانقاد لشرعه واستقام عليه، إلا في واحد أو من أكثر من نواقض الإسلام فإنه تبطل عبادته، ولا ينفعه ما معه من أعمال الإسلام.

فلو أنه صدّق محمدا في كل شيء، وانقاد لشريعته في كل شيء، لكن قال مع ذلك: مسيلمة رسول مع محمد أعني: مسيلمة الكذاب الذي خرج في اليمامة وقاتله الصحابة في عهد الصديق رضي الله عنه- بطلت هذه العقيدة، وبطلت أعماله، ولم ينفعه صيام النهار، ولا قيام الليل، ولا غير ذلك من عمله؛ لأنه أتى بناقض من نواقض الإسلام، وهو تصديقه لمسيلمة الكذاب؛ لأن ذلك يتضمن تكذيب الله سبحانه في قوله عز وجل ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) كما تضمن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المتواترة عنه عليه الصلاة والسلام، بأنه خاتم الأنبياء ولا نبي بعده.

وهكذا من صام النهار، وقام الليل، وتعبد وأفرد الله بالعبادة، واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك في أي وقت من الأوقات صرف بعض العبادة لغير الله، كأن يجعل بعض العبادة للنبي، أو للولي الفلاني، أو للصنم الفلاني، أو للشمس، أو للقمر، أو للكوكب الفلاني، أو نحو ذلك، يدعوه ويطلب منه النصر، ويستمد العون منه، بطلت أعماله التي سبقت كلها، حتى يعود إلى التوبة إلى الله عز وجل، كما قال تعالى: (( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) وقال سبحانه: (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))

وهكذا لو آمن بالله في كل شيء، وصدّق الله في كل شيء، إلا في الزنا، فقال: الزنا مباح، أو اللواط مباح، أو الخمر مباحة، صار بهذا كافرا، ولو فعل كل شيء آخر من دين الله، فاستحلاله لما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، صار باستحلاله هذا كافرا بالله، مرتدا عن الإسلام، ولم تنفعه أعماله ولا توحيده لله عند جميع المسلمين.

وهكذا لو قال: إن نوحا، أو هودا، أو صالحا، أو إبراهيم، أو إسماعيل أو غيرهم ليس بنبي، صار كافرا بالله، وأعماله كلها باطلة؛ لكونه بذلك قد كذّب الله سبحانه فيما أخبر به عنهم.



Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.