بيان من (اللجنة السورية لحقوق الإنسان)
 

وصلتني الرسالة التالية بالبريد الالكتروني، وأحببت مشاركة الاخوة والخوات فيها:

الاعتداء الذي تعرض له الروائي نبيل سليمان في مدينة اللاذقية صباح يوم الاثنين على يد مجهولين فرا من الموقع، ولم تُكشف هويتهما بعد ينم على الطبيعة التي تريد أن تشد سورية إلى الوراء بعد أن بدأت تيارات المجتمع المدني تفرض نفسها على ساحة الوطن.
واللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تعرب عن قلقها لتعرض مواطن سوري للاعتداء بعد أيام من تلقيه التهديدات والتي لا يمكن فصلها عن نشاطه في الدعوة إلى مزيد من الحرية والانفتاح على المجتمع المدني، لتدعو السلطات السورية إلى الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة النكراء.
وتؤكد اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن من حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه الحر دون خوف من اعتقال أو تنكيل، وترى في الاعتداء على من يطالبون برفع سيف الأمن المسلط على رقاب المواطنين إهداراً للكرامة الإنسانية وانتهاكاً بالغ الخطورة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان ترى في تصريحات المسئولين السوريين الأخيرة حول "تجميد" الأحكام العرفية في البلاد محاولة لتجنب الرفع الفعلي للأحكام العرفية والقوانين القمعية، وتحذر من أن يكون الحديث الرسمي هذا ستاراً يسمح بأعمال الإرهاب والبطش العشوائي خارج إطار القانون بدعاة الحرية المدنية. إن حالة الطوارئ والأحكام العرفية لا يمكن تجميدها أصلاً خفية أو في مؤتمر صحفي دون أن تصدر التعليمات الرئاسية الواضحة التي من شأنها أن تنشر عادة في الجريدة الرسمية. أما ذر الرماد في العيون ومحاولة تجميل الحالة المزرية فهذا تهرب واضح من الاستحقاقات الوطنية التي طال انتظار الشعب السوري لها. إن في حوزة اللجنة السورية لحقوق الإنسان معلومات أكيدة عن أسماء عشرات المواطنين السوريين الذين اعتقلوا خارج إطار القضاء منذ نيسان الماضي بواسطة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها المخابرات العسكرية ومخابرات أمن الدولة، وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة وهذا ما يدحض المفعول الرجعي لتصريح وزير الإعلام السوري.
وإذ تدعو اللجنة السورية لحقوق الإنسان جميع الأوساط الفاعلة في البلاد إلى الوقوف موحدة في إدانة الاعتداء على الروائي نبيل سليمان وترفض محاولة صرف النظر عن أبعاده السياسية وقصرها على البعد الجُرمي، فإنها تجدد مرة أخرى التأكيد أن العلاقة مع المواطنين يجب أن تكون عبر القضاء النزيه، وليس بتصفية الحسابات على طريقة البلطجة التي ظن الجميع أنها لن تعود إلى شوارع المدن السورية بعد أن عفا عليها الزمن.

اللجنة السورية لحقوق الإنسان
31/1/2001