صورته و خلقته صلى الله عليه و سلم
 

"و كان من صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم انه لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد, بل كان ينسب الى الربعة اذا مشى وحده, و مع ذلك فلم يكن يماشيه احد من الناس ينسب الى الطول الا طاله رسول الله صلى الله عليه و سلم... و اما لونه فقد كان ازهر اللون و لم يكن باللآدم و لا بالشديد البياض. و الازهر هو الابيض الناصع الذي لا تشوبه صفرة و لا حمرة و لا شيء من الالوان, و نعته عمه او طالب فقال:
و ابيض يستسقي الغمام بوجهه
............... ثمال اليتامى عصمة للارامل
و نعته بعضهم بأنه مشرب بحمرة فقالوا: انما كان المشرب منه بالحمرة ما ظهر للشمس و الرياح كالوجه و الرقبة.... و اما شعره فقد كان رجل الشعر حسنه ليس بالسبط و لا الجعد القطط و كان اذا مشطه بالمشط يأتى كأنه حبك رمل. و قيل: كان شعره يضرب منكبيه و اكثر الرواية انه كان الى شحمة اذنيه... و كان احسن اناس وجها و انورهم, لم يصفه واصف الا شبهه بالقمر ليلة البدر, و كان يرى رضاه و غضبه في وجهه لصفاء بشرته... و كان صلى الله عليه و سلم واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما, و كان ابلج ما بين الحاجبين كأن ما بينهما الفضه المخلصة, و كانت عيناه نجلاوين... و كان اهدب الاشفار ..., و كان اقنى العرنين-اي مستوى الانف- و كان مفلج الاسنان- اي متفرقها-..., كث اللحية, و كان يعفي لحيته و يأخذ من شاربه..."
من كتاب احياء علوم الدين للامام الغزالى

صلى عليك الله يا علم الهدى ---------- ما لاح غريد على الأغصان