أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الربوبية والألوهية كلاهما بالمعنى واحد ولا فرق بينهما (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=64356)

المؤيد الأشعري 02-08-2007 11:54 PM

الربوبية والألوهية كلاهما بالمعنى واحد ولا فرق بينهما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

ورضي الله عن أصحابه أجمعين .... وبعد:-

إن من يعتقد بربوبية الله عز وجل فهو يعتقد بألوهيته كذلك لأن الشريعة الإسلامية لا تفرق بينهما، وأن الله تعالى هو الإله الواحد رب العالمين، حيث أن الرب والإله من جهة المعنى في الشريعة الإسلامية واحدٌ ولا فرق بينهما، فمعناهما أنه تعالى هو المؤثر في العالم إيجادا وإعداما المستحق للعبادة، هذا هو المعنى الحقيقي بالضبط فالإله ليس له معنى زائد على الرب ويهديك لذلك قوله تعالى في سورة الصافات حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ* إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وإطلاق الشارع الحكيم بلفظ ( الإله ) بأنه المؤثر في العالم إيجادا وإعداما وأما ( الرب ) هو المعبود أي المقصود به هو الله تعالى رب العالمين.

إذا كان من يعتقد بربوبية الله تعالى فهو ناجٍ من الخلود في النار لأن الربوبية والألوهية واحد من حيث المعنى ويدلك على ذلك قول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الأعراف: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } .

تجد هنا عند قوله تعالى : { وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } فكيف يأتون يوم القيامة بعدما شهدوا على أنفسهم أنه ربهم بأنهم كانوا غافلين؟؟ كما قال تعالى: { أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـذَا غَافِلِينَ } فهذا الكلام غير مقبول منهم فهم غفلوا عن الربوبية فلا بد أن يرسل الله تعالى لهم الرسل كي يعلموهم أن ربهم هو الله تعالى والله تعالى يخبرهم بأنه هو رب العالمين ومالهم ربٌ سواه.

وإن قال المعددون في التوحيد أن المقصود هنا أي ألست بإلهكم؟ نقول قد بطل ما تحتجون به بأن هناك فرق بين الرب والإله، فقد بحّت أصواتنا ونحن نقول لا فرق بينهما.

ثم تجد قولهم كما أخبر الله تعالى عنهم {إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ }
وأتباع مدرسة ابن تيمية همالسلفية يقولون بأن المشركين أشركوا بالألوهية أي العبودية فقط!! فنقول لماذا يتعذّر المشركون يوم القيامة بأن آبائهم قد أشركوا بالربوبية والله تعالى ينذرهم يوم القيامة أن يقولوا كنا غافلين أو أن آباءهم أشركوا وكانوا ذرية من بعدهم.

فهذا دليل على أن الربوبية والألوهية بالمعنى واحد، ولو كانوا يعتقدون بربوبيته دون الألوهيته وأن الشريعة الإسلامية تفرّق بينهما من حيث المعنى لما كان سؤال الله تعالى لهم ألست بربكم؟ وإن كانوا معتقدين بذلك لما أنكر الله تعالى اعتذارهم يوم القيامة أن يقولوا كنَّا عن هذا غافلين، أو أن آبائهم قد أشركوا بربوبيته، فبسبب غفلتهم بعث الله تعالى أنبيائه كل منهم إلى قومه يدعونهم إلى الله تعالى وأنه رب العالمين دون هذه الأصنام والأوثان التي أغواهم بها الشيطان.

وإلى كل من يدعي بأنه الرب بيده كل شيء كمثل فرعون وكمثل الذي حآج سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقال له بأنه يحي ويميت!! فكان سيدنا إبراهيم  يقول له إن كنت إلهًا وبيدك ملكوت كل شيء تحيي وتميت كما تزعم فإن الله تعالى يشرق الشمس من المشرق وأريدك أن تشرقها من المغرب إن كنت إلهًا متصرف في هذا الكون إيجادا وإعداما، عندها بهت الذي كفر، وعرف عجزه عن ذلك!!

وإن كانت للألوهية معنى زايد على الربوبية لما اكتفى الله تعالى بسؤاله حيث قال { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } بل يقول ألست بربكم وإلهكم؟!!

وإن كان هناك فرق بين الأولوهية والربوبية في الشريعة الإسلامية لما كان سؤال المنكر والنكير لأصحاب القبور حيث يسألان الأموات بهذا السؤال: من ربك؟؟! وأصحاب القبور ما بين مؤمن ومشرك، بل المفروض ألا يكتفيان بهذا السؤال حسب فهم من يقول بتقسيم التوحيد لأن توحيد الربوبية ليس كافيا – حسب من يقول بتقسيم التوحيد – بل على الملكين أن يسألان عن توحيد الألوهية ويقولان للميت المشرك هذا: من إلهك؟

وإذا قلتم بل إن معنى من ربك؟ هو المقصود من إلهك؟ نقول لكم قد سقط تقسيمكم لمعانيها وتفريقكم لها!! فلا تتعالموا وتهرفوا بمالا تعرفوا!!

وإن كنتم مقرين بهذا التقسيم ومصرين عليه يكون المشركين ناجون من عذاب القبر لأنهم سيجيبون على أحد أسئلة منكر ونكير في القبر مع العلم أن الحديث الصحيح يقول بأن المشركين لا يستطيعون الجواب على أحد هذه الأسئلة!!!

ودليل آخر بأنه لا يوجد فرق بين الرب والإله في المعنى عند الشريعة الإسلامية وأن المشركين غير مقرين بالربوبية على من يقول بالتقسيم هو قوله تعالى في سورة فصلت حيث قال تعالى في محكم كتابه {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ} الآية : 30

لو أن هناك فرق بين الرب والإله في الشريعة الإسلامية لقال تعالى إن الذين قالوا إلهنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة، ولكن هذا الأمر لم يكن كما هو واضح في الكتاب الكريم، فيسقط حينئذٍ من يقول بالتقسيم في التوحيد مقلدًا لابن بطة العكبري المجسم ومن قلده ممن جاء من بعده حتى يومنا هذا ممن كان على مشربه!! فتأمل!!

وكذلك في قوله تعالى في سورة الأحقاف {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} الآية 13.

وإن فتشوا في تفسير وشرح هذه الآيات يجدوا بأنه لا فرق بين الرب والإله في الشريعة الإسلامية فلم يفرِّقونها تقليدًا لابن بطة العكبري وابن تيمية الحرّاني؟!!

وفي سورة القصص الآية 71 -72 {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ}.

وهذه الآية صريحة بأن الإله هو الرب حيث قال تعالى {مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ} وكذلك قوله {مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ} .

وفي سورة المؤمنون الآية 91 حيث قال تعالى {مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}.

انظر إلى قوله {إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ} ولم يقل لذهب كل ربٍ بما خلق وذلك لأنه لا فرق بين الإله والرب إلا عند من يقول بتقسيم التوحيد.

قال تعالى: { قُلْ يَـٰۤأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ تَعَالَوْا۴ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآء۠ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَڑ نَعْبُدَ إِڑ ٱللَّهَ وَڈ نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًٔا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوْا۴ فَقُولُوا۴ ٱشْهَدُوا۴ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

وقوله : { وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا } فإنَّ اتـخاذ بعضهم بعضا، هو ما كان بطاعة الأتبـاع الرؤساء فـيـما أمروهم به من معاصي الله وتركهم ما نهوهم عنه من طاعة الله تعالى فهذه عبادتهم لهم واتخاذهم أربابا.

وكذلك قوله تعالى:
{ ٱتَّخَذُوۤا۴ أَحْبَـارَهُمْ وَرُهْبَـٰنَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤا۴ إِلا لِيَعْبُدُوۤا۴ إِلَـٰهًا وَٰحِدًاۖ لا إِلَـٰهَ إِلا هُوَۚ سُبْحَـٰنَهُۥ عَمَّا يُشْرِكُونَ } (التوبة: 31)

وكذلك قوله تعالى:

{ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا۴ ٱلْمَلائكةَ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ أَرْبَابًاۗ أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ } .

ذوالفغار 03-08-2007 01:25 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذا الاشتهاد .
واحب اضيف على ذلك انواع التوحيد وفوائده
1ـ لماذا ارسل الله الرسل ؟
ارسلهم للدعوة الى عبادته ونفي الشرك به قال الله تعالى(ولقد بعثنا في كل امة رسولاً ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) سورة النحل 36 (الطاغوت الذي يعبده الناس ويدعونه من دون الله وهو راض بذلك)
وقال (صلى الله عليه وسلم) والأنبياءإخوة ودينهم واحد .. أي كل الرسل دعوا الى توحيد الله .

2ـ ماهو توحيد الرب ؟
هو إفراده بأفعاله كالخلق والتدبيروغيرهما.. قال الله تعالى(الحمد لله رب العالمين)الفاتحة 2
وقال (صلى الله عليه وسلم) أنت رب السموات والأرض: متفق عليه

3ـ ماهو توحيد الإله؟
هو إفراده بالعبادة كالدعاء والذبح والنذر والحكم والصلاة والرجاء والخوف والاستعانة والتوكل وغيرها : قال الله تعالى (والهكم إله واحد لا إله الا هو الرحمن الرحيم)سورة البقرة163
وقال (صلى الله عليه وسلم) فليكن اول ما تدعوهم إليه شهادة ان لا إله الا الله : متفق عليه وفي رواية البخاري( الى ان يوحدوا الله ؟

4ـ ماهي الغاية من توحيد الرب والإله ؟
الغاية من توحيد الرب والإله ان يعرف الناس عظمة ربهم ومعبودهم فيفردوه في عبادتهم ويطيعوه في سلوكهم ويستقرالايمان في قلوبهم ويتحول الى عمل في واقع الأرض ؟

5ـ ماهو توحيد صفات الله واسمائه ؟
هو اثبات ما وصف الله به نفسه في كتابه او وصفه رسوله في احاديثه الصحيحة على الحقيقة بلا تأويل ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف كالا ستواء والنزول واليد وغيرها مما يليق بكمال الله . قال الله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)سورة الشورى11
وقال (صلى الله عليه وسلم) ينزل الله في كل ليلة الى السماء الدنيا :رواه مسلم
أي ينزل نزولاً يليق بجلاله ولا يشبه احدا من مخلوقاته .

6ـ اين الله ؟
الله فوق العرش على السماء قال الله تعالى (الرحمن على العرش استوى)سورة طه 5 أي علا وارتفع ؟ كما جاء في البخاري عن التابعين .. وقال (صلى الله عليه وسلم) ان الله كتب كتاباً قبل ان يخلق ان رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش ؟ رواه البخاري
ومن انكر ان الله فوق العرش فقد خالف القرآن والحديث ؟

7ـ هل الله معنا ؟
الله معنا بعلمه يسمعنا ويرانا لقول الله تعالى (قال لا تخافا إنني معكما اسمع وأرى)سورة طه 46
وقال (صلى الله عليه وسلم) إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم .. أي بعلمه رواه مسلم

8ـ ماهي فائدة التوحيد ؟
فائدة التوحيد هي الأمن في الآخرة من العذاب المؤبد والهداية في الدنيا وتكفير الذنوب .
قال الله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون) بظلم أي بشرك ؟
سورة الأنعام2
وقال (صلى الله عليه وسلم) حق العباد على الله ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا .. متفق عليه.

وحين قال الشيخ عبد الظاهر ابو السمح رحمه الله .

قولوا لمن يدعوا سوى الرحمن ... متخشعا في ذلة العبدان
يا داعيا غير الإله الا اتئد ... ان الدعاء عبادة الرحمن
انسيت انك عبده وفقيره ... ودعاؤه قد جاء في القران
الله اقرب من دعوت لكربة ... وهو المجيب بلا توسط ثان
هل جاء دعوة غيره في سنة ؟ ... أم انت فيه تابع الشيطان؟
ان كنت فيما تدعيه على هدى ... فلتأتنا بسوطع البرهان
والله ما دعت الصحابة غيره ... يتقربون به كذي الأوثان
لكن هذا الفعل كان لديهمو ... شركا وفروا منه للأيمان
ليس التوسل والتقرب بالهوى ... بل بالتقى والبر والإحسان
هذا كتاب الله يفصل بيننا ... هل جاء فيه توسلوا بفلان ؟
ان التوسل في الكتاب لوضح ... واذا فطنت فإنه نوعان

هل الجاهلية مقصورة على قرون مضت او تتجدد في الناس ؟

وهدنا الله وإياك سبل الهدى والرشاد وجنبنا طريق الزلل والزيغ والفساد
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وإمام المهتدين وعلى آله وصحبة اجمعين .

المؤيد الأشعري 03-08-2007 07:06 AM

أخي الكريم مقالتك السابقة تتعارض عما قلته، بل فيها خطأ

فإن الرب والإله بالمعنى واحد ولا فرق بينهما في الشريعة الإسلامية إلا عند من اتبع بعض من قال بالتفريق كابن بطة العكبري وتابعه ابن تيمية .

أما علماء الأمة فلم يقولوا بذلك .

اليمامة 03-08-2007 02:52 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المؤيد الأشعري
كابن بطة العكبري وتابعه ابن تيمية .

أما علماء الأمة فلم يقولوا بذلك .


أتمنى أن نكون أكثر أدباً مع علماء الدين .. ومما يزيد في الانتقاص منهم قولك علماء الأمة !!!

فهل هم خارج دائرة علماء الأمة ؟ فماذا يكونان ؟

فهل الامام ابن بطة العكبري الفقيه االمعروف وعالم الحديث ومن المصنفين في السُّنة والاعتقاد
والمجدد شيخ الاسلام بن تيمية خارج دائرة العلماء ؟

أما كلامك عن توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فهو خطأ شرعي .. وأنت تحاول التسويق لمذهب الأشاعرة والماتردية والمعتزلة

أبو إيهاب 03-08-2007 05:07 PM

قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى



1 - الله هى أصل لإسم الذات ، والرحمن هى أصل للذات وصفة فى نفس الوقت ، "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً" ، وبقية الأسماء صفات للذات .

2 - فمثلا إذا طلبت من الله سبحانه الرزق ، فقد عبدته فى صفة الرزاق ، وإذا طلبت منه أن يرحمك ، فقد عبدت الله سبحانه وتعالى فى اسمه الرحيم ، وإذا طلبت منه المغفرة وتبت إليه ، فقد عبدت الله سبحانه وتعالى فى اسمه الرحيم واسمه التواب ، وهكذا كل صفة لله ، فهى تدل على معنى معين وفى نفس الوقت تشير إلى ذات الله ، وهذا ينطبق على صفة الربوبية .

3 - ولهذا كما نقرأ فى سورة الفاتحة :::

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ {1}

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4}


أن من صفات الله أنه هو رب العالمين ، وهو الرحمن الرحيم ، وهو مالك يوم الدين

4 - هناك أثر يقول "ما وسعتنى أرضى ولا سمائى ولكن وسعنى قلب عبد المؤمن" ... وهذا الأثر صحيح فى معناه ، فالمؤمن فقط هو من يدور عبودية فى أسماء الله الحسنى كلها ، ولا يصح ذلك فى غير المؤمن ، فالكافر قانط من رحمة الله الرحمن الرحيم ، فلا يعبده فى اسمه الرحمن الرحيم ، ولا يستغفره إذا أخطأ ، فيعبده فى اسمه الغفور ، ولكن تسرى عليه أسماء حسنى أخرى رغم أنفه ، فهو قد خلق ، وقد رزق ، وسبحانه وتعالى يسمعه ويبصره ..... الخ

5 - فأنت فى عبوديتك لأى اسم من أسماء الله الحسنى ودعوتك إياه بها بما فيها الربوبية ، فقد عبدت الله .

ملحوظة :::

الدعاء دعاءان ... دعاء عبادة ودعاء مسألة :::

الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء {39} رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء {40}

فى الآية 39 دعاء يسمع ، وفى الآية 40 دعاء يتقبل ، الدعاء الأول هو للمسألة والدعاء الثانى هو للعبادة .


"" لفظ الدعاء والدعوة في القرآن يتناول معنيين : دعاء العبادة ودعاء المسألة . قال الله تعالى : { فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين } الشعراء : 213 ] وقال تعالى : { ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } المؤمنون : 117 ] وقال تعالى : { ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو } القصص : 88 ] وقال : { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً } الجن : 19 ] وقال : { إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً } النساء : 117 ] وقال تعالى : { له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه } الرعد : 14 ]

وعلى ذلك فتكون كلمة "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ......" التى وردت فى الآية الأولى أعلاه ، هى بمعنى اعبدوا الله أو اعبدوا الرحمن .


أبو إيهاب 03-08-2007 05:14 PM

للتكرار ...................................

talal22 04-08-2007 02:21 AM

صُنِّفَ التوحيد عند السلف إلي ثلاثة أنواع علي اعتبار وجود تصنيف مبتدع أحدثه المتكلمون من الأشعرية منذ وقت مبكر وأذاعوه بين الناس وانتشر بحكم السطوة والقربة لدي الساسة والأمراء والخلفاء ، كما حدث من حمقي المعتزلة عندما أداروا البلاد الإسلامية في عهد مجموعة من خلفاء بني العباس فغيروا وبدلوا في معني التوحيد ، هذا في مقابل ضعف السلف وزهدهم وبعدهم عن قصور الخلفاء والأمراء وأصحاب الأهواء ، فالأشعرية قسموا التوحيد إلي ثلاثة أنواع مبنية لا علي أدلة قرآنية ونبوية كما هو الحال عند السلف ولكن علي دلالات عقلية سقيمة وآراء فلسفية باطلة أطلقوا عليها أصول الدين ، قال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في بيان أنواع التوحيد عند الأشعرية : ( وأما التوحيد ، فقد قال أهل السنة وجميع الصفاتية : إن الله تعالي واحد في ذاته لا قسيم له ، وواحد في صفاته الأزلية لا نظير له ، وواحد في أفعاله لا شريك له ) .
ففضلا عن ادعائهم أن الأشعرية هم أهل السنة وسلبهم هذا الوصف عن المنتهجين لطريقة السلف ، صنفوا التوحيد إلي ثلاثة أنواع محدثة لا دليل عليها من كتاب أو سنة ، وما هي في حقيقتها إلا محاولة لتعطيل السنة .
فلم يكن بد من رد الفعل الطبيعي لهذا التقسيم المحدث بنشر تصنيف السلف لأنواع التوحيد وإذاعته وتركيز الضوء علي أدلته ، المبنية في جوهرها علي الأصول القرآنية والنبوية ، وسواء صنف التوحيد إلي نوعين أو ثلاثة أنواع فإن الغاية المرجوة عند المخلصين كانت نشر التوحيد الحق رد ما أحدثه الآخرون من الباطل ، وقد ظهرت سلسلة من الردود المتوالية في مؤلفات كثيرة تدافع عن مذهب السلف وتعيد الناس إلي ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الباع الأكبر في ذلك ، فقد أعز الله دينه بهذين الشيخين الجليلين الذين جعلهما الله حربة في قلوب المخالفين لكتابه وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم ، فصنفا حشدا هائلا من الردود والمصنفات في خدمة العقيدة السلفية ، ويمكن القول إن من أتي بعدهما كان عالة عليهما وعلي ما تركاه من مصنفات .

المؤيد الأشعري 04-08-2007 12:47 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اليمامة
أتمنى أن نكون أكثر أدباً مع علماء الدين .. ومما يزيد في الانتقاص منهم قولك علماء الأمة !!!

فهل هم خارج دائرة علماء الأمة ؟ فماذا يكونان ؟

فهل الامام ابن بطة العكبري الفقيه االمعروف وعالم الحديث ومن المصنفين في السُّنة والاعتقاد
والمجدد شيخ الاسلام بن تيمية خارج دائرة العلماء ؟

أما كلامك عن توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فهو خطأ شرعي .. وأنت تحاول التسويق لمذهب الأشاعرة والماتردية والمعتزلة


هل بدر مني إساءة فيهما؟!!

وهل رأيتني أخرجهما عن دائرة علماء الأمة؟؟

وهل تراني أسوق كلاما خارجا عن الكتاب والسنة؟!!

المهم أن يكون دليلنا مؤيدا للكتاب والسنة دون جماعة او طائفية سواء كانت حشوية أو أشعرية أو معتزلة، علينا بالكتاب والسنة والاعتماد على العقل النير الواعي ، فإن من يقول بتقسيم التوحيد فهذا ليس معروفا عند السلف بل هو أمر مستحدث وأول من تكلم فيه هو ابن بطة العكبري وقد ولد في سنة 310 من الهجرة و توفى في سنة 378 أي من الخلف وليس من السلف.

وابن بطة تكلم الحافظ ابن حجر فيه وأثني على علمه في الحديث وفي الفقه كونه حنبليأ إلا أنّ لديه أمور اقشعر جلد الحافظ ابن حجر في شأنه كما هو معروف في كتب الجرح والتعديل.

والحافظ ابن حجر أثبت بعد ذلك أن ابن بطة وضاع، وأنه كان يضع الحديث حيث يحك أسماء الحفاظ ويضع أسمه في مكان الحك، وأورد الخطيب البغدادي في تاريخه ( 10/375 ) حديثا بسند باطل ثمَّ قال : " وهو موضوع بهذا الإسناد والحمل فيه على ابن بطة" أي أنه هو الذي وضعه أو واضعه.

والحافظ الذهبي قال بأن ابن بطة قد تكلم فيه كما في كتابه علو العلي الغفار.

أما الشيخ ابن تيمية فقد قلده في ذلك ولم يكن أول من تكلم في شأن تقسيم التوحيد كما يدعي البعض، بل هم مخطئون.

فلا يخلوا من أي عالم أخطاء وهفوات وزلات ولكن لا نتابع أخطاءه لأنه الشيخ أو إمام أو غيره، وقد تكلم العلماء بعدم اتباعهم إن وُجِدَ الحق خلاف قولهم، وهذا مشهور معلوم.

محب الشيخ العثيمين 05-08-2007 05:16 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلامك فيه مغالطات كثيرة يا أخي الكريم الأشعري

وما أدري لماذا لم يعلق عليها أخونا الكريم أبو إيهاب

محب الشيخ العثيمين 05-08-2007 05:20 AM

تقسيم التوحيد إلى أقسام

سؤال:

سمعت من بعض الأخوة الذين عندهم علم بالتوحيد وأقسامه أن شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمة الله قسم التوحيد إلى نوعين (توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات), فما مدى صحة هذا القول؟ وهل كان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يقسم التوحيد إلى أربعة أقسام ؟ وأخيرا , فهل يقسم الشيخ صالح الفوزان حفظه الله التوحيد إلى أربعة أقسام ؟.

الجواب:

الحمد لله

أولا :

لابد أن نعلم أن القاعدة تقول " لا مشاحة في الاصطلاح " ، وهذه قاعدة معروفة عند الفقهاء والأصوليين .

قال ابن القيم -رحمه الله- :

والاصطلاحات لامشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة . " مدارج السالكين " ( 3 / 306 ) .

ومعنى لا مشاحة أي لا تنازع .



ثانيا :

إن للعلماء من قديم الزمان تقسيمات للأحكام الشرعية ، وهذا التقسيم إنما هو للتيسير وتسهيل الفهم للنصوص والأحكام الشرعية وخصوصا مع تأخر الزمان وضعف المعرفة باللغة العربية واختلاط اللسان العربي بالأعجمي .

فرأى العلماء أن وضع قواعد ومسائل وتقسيمات لتسهيل وتيسير الفهم لا مشاحة فيه بل ذلك من الأمور المستحسنة لما يترتب عليه من تقريب العلم للمسلمين ، فهذا الشافعي واضع علم الأصول في الفقه الإسلامي وقد لاقت تقسيماته قبولا حسنا وعليه درج الأصوليون مع إضافات وتعقب على ما ذكره ، وهكذا جميع العلوم الشرعية كعلم التجويد وتقسيماته وترتيباته وعلوم القرآن وغيرها ومنها علم التوحيد .



ثالثا :

ما ذكره السائل من أن شيخ الإسلام قسَّم التوحيد إلى قسمين والشيخ محمد بن إبراهيم قسمه إلى أربعة أقسام وكذلك الشيخ صالح الفوزان : فلا إشكال في ذلك وإليك البيان :

فقد ذكر بعض العلماء أن التوحيد ينقسم إلى قسمين :

توحيد المعرفة والاثبات : وهو يشمل الإيمان بوجود الله والإيمان بربوبيته والإيمان بأسمائه وصفاته .

توحيد القصد والطلب : وهو يشمل الإيمان بألوهية الله تعالى .

وأما من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام فقد فصَّل التقسيم السابق زيادة في تسهيل الفهم والمعرفة فقال : التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

توحيد الربوبية : ويدخل فيه الإيمان بوجود الله .

توحيد الألوهية أو توحيد العبادة - وهما بمعنى واحد – .

توحيد الأسماء والصفات .

ثم جاء بعض العلماء فزادوا في التقسيم فقالوا : التوحيد ينقسم إلى أربعة أقسام:

الإيمان بوجود الله .

الإيمان بربوبية الله .

الإيمان بألوهية الله .

الإيمان بأسماء الله وصفاته .

فكما نرى لا إشكال في هذا التقسيم ما دام أنه لا يدل على شيء باطل ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، وهذا التفصيل إنما هو لتسهيل الفهم فكلما بعُد العهد : قلَّ الفهم واحتاج العلماء إلى التبسيط والتسهيل والتفصيل .

والخلاصة أنه لا إشكال فيما ذكره السائل لأن من قسم التوحيد إلى قسمين قد جمع في هذين القسمين ما فضّله الآخرون ، ومن قسمه إلى ثلاثة أقسام أو أربعة فصّل فيما أجمله الآخرون .

والجميع متفقون على أن التوحيد يشمل كل ما ذكروه .

وهذه التقسيمات اصطلاحية لا مانع منها بشرط أن لا يحصل من ذلك مفسدة ، كما لو أخرج من معاني التوحيد بعض ما يدخل فيه ، أو يُدخل فيها ما ليس منه .

وقد يأتي زمان نحتاج فيه إلى تفصيل أكثر فيفصل العلماء ويقسموا ليسهلوا الفهم .

وهذا بيان مختصر لمعنى أنواع التوحيد الثلاثة :

الإيمان بالربوبية : هو إفراد الله بأفعاله من خَلْق وإحياء وإماتة وغيرها .

والإيمان بالألوهية : هو إفراد الله بأفعال العباد من قول أو فعل ظاهر أو باطن . فلا يُعبد إلا الله سبحانه وتعالى .

والإيمان بالأسماء والصفات : هو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه من غير تعطيل أو تمثيل .



رابعا :

تقسيم العلماء للتوحيد على هذا التقسيم ليس محدثاً بل هو معروف في القرن الثالث والرابع كما ذكر ذلك الشيخ العلامة بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في كتابه " الرد على المخالف " ، فنقل هذا التقسيم عن ابن جرير الطبري وغيره من العلماء .



تنبيه : ما ذكره السائل من أن شيخ الإسلام ابن تيمية يقسم التوحيد إلى قسمين : توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ، ليس بصحيح بل يقسمه إلى قسمين وهما توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب ، والأول منهما يتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات

انظر مجموع الفتاوى ( 15/164 ) والفتاوى الكبرى ( 5/250 )

والله أعلم .

http://www.islam-qa.com/index.php?ref=10262&ln=ara

محب الشيخ العثيمين 05-08-2007 05:28 AM

معنى التوحيد ، وأقسامه

سؤال:
ما هو معنى التوحيد ؟ وما هي أقسامه ؟.

الجواب:

الحمد لله

التوحيد في اللغة : مصدر للفعل ( وحَّد ، يوحِّد ) توحيدا فهو موحِّد إذا نسب إلى الله الوحدانية ووصفه بالانفراد عما يشاركه أو يشابهه في ذاته أو صفاته ، والتشديد للمبالغة أي بالغت في وصفه بذلك .

وتقول العرب : واحد وأحد ، ووحيد ، أي منفرد ، فالله تعالى واحد ، أي منفرد عن الأنداد والأشكال في جميع الأحوال ، فالتوحيد هو العلم بالله واحدا لا نظير له ، فمن لم يعرف الله كذلك ، أو لم يصفه بأنه واحد لا شريك له ، فإنه غير موحد له .

وأما تعريفه في الاصطلاح فهو : إفراد الله تعالى بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .

ويمكن أن يعرف بأنه : اعتقاد أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

واستخدام هذا المصطلح ( التوحيد ) أو أحد مشتقاته للدلالة على هذا المعنى ثابت مستعمل في الكتاب والسنة . فمن ذلك :

قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ... الخ السورة ) .

وقوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة/163

وقوله : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة/73 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا

وفي صحيح البخاري (7372 ) ومسلم ( 19 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ : " إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ "

وفي صحيح مسلم ( 16 ) عن ابن عمر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ : عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ )

فالمقصود بالتوحيد في هذه النصوص كلها هو تحقيق معنى شهادة ( أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله ) ، الذي هو حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بدليل وقوع هذه الكلمات و المصطلحات مترادفة ومتناوبة في الكتاب والسنة ففي بعض ألفاظ حديث معاذ السابق : " إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ " أخرجه البخاري ( 1496 ) .

وفي رواية لحديث ابن عمر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " أخرجه مسلم ( 16 )

فدل هذا على أن التوحيد هو حقيقة شهادة ( أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) وأن هذا هو الإسلام الذي بعث الله به نبيه إلى جميع الثقلين من الإنس والجن والذي لن يرضى الله من أحد دينا سواه .

قال تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام ) آل عمران/19

وقال جل شأنه : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85 .

إذا علم هذا فليعلم أن التوحيد قد قسمه العلماء إلى ثلاثة أقسام وهي :

توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .

فتوحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والإحياء و الإماتة ، ونحو ذلك .

وأدلة هذا التوحيد كثيرة جدا في الكتاب والسنة ، ويراجع السؤال ( 13532 ) للتعرف على بعضها .

فمن اعتقد أن هناك خالقا غير الله ، أو مالكا لهذا الكون متصرفا فيه غير الله فقد أخل بهذا النوع من التوحيد ، وكفر بالله .

وقد كان الكفار الأوائل يقرون بهذا التوحيد إقرارا إجماليا ، وإن كانوا يخالفون في بعض تفاصيله ، والدليل على أنهم كانوا يقرون به آيات كثيرة في القرآن منها :

قوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون َ) العنكبوت/61

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) العنكبوت/63

وقوله جل شانه : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون َ) الزخرف/87 ، ففي هذه الآيات يبين الله أن الكفار يقرون بأنه سبحانه هو الخالق المالك المدبر ، ومع هذا لم يوحدوه بالعبادة مما يدل على عظيم ظلمهم ، وشدة إفكهم ، وضعف عقلهم . فإن الموصوف بهذه الصفات المنفرد بهذه الأفعال ينبغي ألا يعبد سواه ، ولا يوحد إلا إياه ، سبحانه وبحمده تعالى عما يشركون .

ولذا فمن أقر بهذا التوحيد إقرارا صحيحا لزمه ضرورة أن يقر بتوحيد الألوهية .

وتوحيد الألوهية هو : إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ، ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنا من كان كما قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، وقال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) النساء/36 ، ويمكن أن يعرف بأنه : توحيد الله بأفعال العباد .

وسمي بتوحيد الألوهية : لأنه مبني على التأله لله وهو التعبد المصاحب للمحبة والتعظيم .

ويسمى توحيد العبادة لأن العبد يتعبد لله بأداء ما أمره به واجتناب ما نهاه عنه .

ويسمى توحيد الطلب والقصد والإرادة ؛ لأن العبد لا يطلب ولا يقصد ولا يريد إلا وجه الله سبحانه فيعبد الله مخلصا له الدين .

وهذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل ، ومن أجله بعثت الرسل ، وأنزلت الكتب ، ومن أجله خلق الخلق ، وشرعت الشرائع ، وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم ، فأهلك المعاندين ونجى المؤمنين .

فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد خرج من الملة ، ووقع في الفتنة ، وضل عن سواء السبيل . نسأل الله السلامة .

وأما توحيد الأسماء والصفات فهو : إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات ، فيعتقد العبد أن الله لا مماثل له في أسمائه وصفاته ، وهذا التوحيد يقوم على أساسين :

الأول : الإثبات : أي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى على وجه يليق بجلال الله وعظمته من غير تحريف لها أو تأويل لمعناها أو تعطيل لحقائقها .أو تكييف لها .

الثاني : التنزيه : وهو تنزيه الله عن كل عيب ، ونفي ما نفاه عن نفسه من صفات النقص ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) فنزه نفسه عن مماثلته لخلقه ، وأثبت لنفسه صفات الكمال على الوجه اللائق به سبحانه .

ينظر ( الحجة في بيان المحجة 1 / 305 ) و ( لوامع الأنوار البهية 1 / 57 ).




المصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب

أبو إيهاب 05-08-2007 09:51 AM

الأخ الفاضل / محب الشيخ العثيمين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لقد ذكرت وجهة نظرى فى التعليق رقم (5) مختصرا بقدر الإمكان ، وأعيد توضيحه ، بأن الله هو علم على الذات وبقية الأسماء الحسنى هى صفات ، واستدللت على ذلك من سورة الفاتحة بأنها بدأت بالحمد لله ثم ذُكِرَت بعضا من صفاته ، وهى أنه رب العالمين ، وأنه الرحمن الرحيم ، وأنه مالك يوم الدين . أى أن الله علم على الذات ، ورب العالمين صفة للذات .
ثم جاءت آية سورة الإسراء لتقول "قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ..........." ، والدعوة هنا كما بينت فى التعليق هى العبادة لله أو الرحمن وهما الإسمان للذات الإلهية ، وبقية الأسماء الحسنى صفات له نعبده سبحانه وتعالى بها كلها . فنستغفر الغفور ، ونتوب إلى التواب ، ونسترحم الرحيم ، ونطلب العفو من العفو ، ونطلب الرزق من الرزاق ، ونرى خلق الله سبحانه وتعالى ونتأمل فى قدرة الخالق القدير ، ونطلب العزة من العزيز ، ونؤمن بأنه مالك يوم الدين ، .............. وهكذا . وفى جميع عبوديتى لله فى أى صفة من صفاته فأنا أوحده ولا أشرك معه أحدا . فليس هناك توحيد فى كذا ولا توحيد فى شئ آخر .
هذا بالنسبة للمسلم ، أما غير المسلم فهو مشرك مع الله إلاها آخر أو آلهة أخرى ، ولا يعرف معنى الألوهية ولا معنى الربوبية ... فلا داعى لنجعل هذا الموضوع للتفرقة بيننا ، فنحن والحمد لله كلنا موحدين على كل حال .


فما دمنا جميعا والحمد لله نقوم بهذه العبادة عن وعى ، فنحن نعبد الله أو الرحمن الذى من صفاته أنه رب العالمين ... وقد عاب الله سبحانه وتعالى على الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ، تفرقهم بعد ما جاءتهم البينة فى سورة البينة :::

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ {1} رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً {2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ {3} وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ {4} وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ {5}


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.