رساله الى الطفله هدى
 

صغيرتي هدى أكتب إليك هذه الرساله وأنا أتوارى خجلا لأننى لم أجد شيئا أقدمه لك سوى

التعازى بإستشهاد خمسه من أفراد عائلتك . الذين قضوا بقضائف البطش والعدوان الاسرائيلي

وأنتم تتنزهون على شاطئ البحر . أعلم قدر مصابك الجلل وحزنك العميق وألمك . ليس سهلا

عليك وأنت الطفله الصغيرة البريئه التى تتطلع الى حياة آمنه وسعيدة مع أسرتها وإخوتها

وفجأة تفقد كل شئ .أباها وأمها وإخوتها وأحلامها ومستقبلها . لقد أبكيتينا يا هدى وأنت

تصرخين وتبكين تنادين على أبيك فلا يرد تطلبين منه ألا يتركك وحيده وتارة تطلبين أن

يسامحك . آه يا هدى ليتني لم أرى هذا المنظر كم شعرت بمدى تقصيري وعجزى عن نصرتك

قدرك يا هدى أن تكوني فلسطينيه وقدرك أن تكوني مسلمه وقدرك أن تعيشي فى زمن الذل

والهوان والضعف العربي . لقد أصبح يا هدى دم المسلم أرخص شئ فى هذا الزمن الأغبر

تصرخين يا هدى لكن من يسمع صراخك . لقد ماتت فينا كل معاني العزة والكرامه والاخوه

الاسلامية . فنحن مشغولين بمتابعة مباريات كأس العالم وبمتابعة مسابقات ملكات الجمال

وبستار أكاديمي والغناء والرقص . فوفري عليك هذا الصراخ والبكاء فلن يسمعك أحد .

لأن يا هدى ليس بيننا خالد ولا سعد ولا المعتصم .

( فلا نامت أعين الجبناء )