أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   درس حزب الله (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=56680)

يوسف المغربي 14-08-2006 12:05 PM

درس حزب الله
 
[COLOR="SeaGreen"]الوقفة الرابعة : درس حزب الله[/color]!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~
إن توقيت النصر الذي حققه حزب الله يحمل اكثر من دلالة , و يكشف بطلان العديد من المقاربات التي لطالما احتمى بها الساسة و الزعماء العرب لتبرير و تلوين و تشويه حقيقة الذل و الهوان الذي وصلت اليه الامة.
من السلام , إلى سلام الشجعان , إلى اتفاقيات السلام , الى المفاوضات , الى قرارات الامم المتحدة , الى معاهدات السلام , الى التطبيع .ظلت حقيقة واحدة تجول في خاطر كل مسلم , وتتردد على كل لسان , و تخالج كل ضمير صادق مع نفسه, حقيقة أعلنها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا, وهي قوله تعالى " و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم".
إن الصراع هو صراع ديني شئنا أم أبينا , ورغم كل ادعاءات بعض المثقفين المأجورين , وأشباه المثقفين الذين تم تصنيعهم و تعليبهم في المصانع الغربية , و تصديرهم الى دولهم لتهييئ المناخ الملائم للغزوالقادم , قلت رغم كل ادعاءاتهم بأن الغاية من هذا الحراك الخبيث هو نشر الديموقراطية ,و الحرية , و تفتيت الكراهية و الحقد , إلا ان الأيام و الأحداث تكشف زيف هذه المقولات .
في الوقت الذي يجلد فيه العلماء المسلمون من الخليج الى المحيط , وتكمم أفواههم و يشرد عيالهم , و تشترى ضمائرهم ,لجرأتهم في الحق , وأمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر . نجد حاخامات اليهود و قساوسة النصارى يباركون العدوان , و يهللون لمرأى أشلاء الصبية و النساء من المسلمين تتطاير بفعل قذيفة أو صاروخ. يعلنون بكل صلافة أن هذا شكل من أشكال التقرب الى الرب , وقيمة خلقية يرجى ثوابها عنده!!
من العبارات التي لطالما حركت في الضحك مقولة" حوار الاديان"و "تقارب الحضارات" !, كنت أتساءل دوما : كيف ستحاور من يلغي وجودك , ويعتبرك عبئا إضافيا على عالمه؟كيف تتقارب مع من عًدل عقيدته وهيأ فكره و بنى سلوكه على كراهية دفينة تتخفى في حرير الدبلوماسية , وتتفجر في الأزمات و الحروب؟!.
العديد من الوقائع تؤيد ما ورد في هذا المقال , و لعل المثال الصارخ هو أن التنازلات التي قدمها القادة العرب في العديد من المناسبات لإظهار حسن النية , وصدق الطوية , لم تجلب على أصحابها سوى المتاعب, و العار و الخزي .بدءا من تجريد ليبيا من سلاحها النووي , مرورا بالمستنقع العراقي الذي شارك فيه أبناء الوطن من عملاء أمريكا , وصولا إلى تهمة الارهاب التي ألصقت قسرا ببعض الدول العربية ولم تجد مخرجا سوى تقديم قرابين من مواطنيها كعربون للوفاء و الإخلاص لبلد العم سام!!
لذا شكل انتصار حزب الله على إسرائيل خروجا على الخط , و انتكاسة لكل مقاربات العار و المهادنة المخزية , و السلام الأجوف المبني على التركيع !.
لا تستغربوا كثيرا إذا سمعتم أصواتا تتعالى في وطننا العربي داعية إلى نزع سلاح حزب الله , و اعتباره منظمة إرهابية تهدد السلم العالمي , و محاولة منح المزيد من الدعم المعنوي و المادي لاسرائيل كي تتعافى من مخلفات الهزيمة , فقد عودتنا الايام و الاحداث أن الجبهة الداخلية المعادية لهذا الدين و لهذه الامة , و التي تنوب عن الجبهة الخارجية في تفتيت وحدة الصف , لن تقف موقف العاجز و لن ترضى بما حل لاسرائيل, ستحاول بشتى الوسائل أن تثبت لنا أن الخاسر في هذه الحرب هو الإسلام , وأن حزب الله أكد للغرب باننا لسنا دولا متحضرة تؤمن بالحوار حتى لو كان المقابل هو العرض و الشرف و العقيدة!!, وهذا يعني لأن الغرب ساخط علينا , و سيقطع عنا إمدادات القمح و الماكدونالدز, ومنتجات هولييود .سيمنع عن صبياننا علب الحليب الصناعي, و الحفاظات , سيحرم نساءنا من مساحيق التجميل , و العطور,و الحقائب المصنوعة من جلد التماسيح و فراء الثعالب!
أليس انتصار حزب الله خسارة للجبهة الداخلية و للسلام؟!
أرجو أن تجيبوني!!!


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.