أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   هل انقلب بوش علي بوش في أفغانستان؟ (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=58152)

fadl 12-10-2006 04:00 PM

هل انقلب بوش علي بوش في أفغانستان؟
 
Man9ool
www.alquds.co.uk/url

هل انقلب بوش علي بوش في أفغانستان؟
أحمد موفق زيدان

12/10/2006

قبل الدخول في هذا التساؤل الذي قد يبدو غريبا وعجيبا للوهلة الأولي في عالم العجائب والغرائب أود التأكيد مرة جديدة علي أن الوضع في أفغانستان شديد الخطورة ليس علي الأمريكيين فحسب، وإنما حتي علي المستوي الأوروبي الذي استشعر ذلك حين عقد حلف الناتو وفي غضون شهر واحد فقط ثلاثة اجتماعات علي المستوي الوزاري بهدف تعزيز وجوده العسكري في أفغانستان لمواجهة الأعمال العسكرية المتصاعدة علي أيدي قوات طالبان والقاعدة، لكن هذه الاجتماعات فشلت في إرسال العدد المطلوب لأرض المعركة، ترافق ذلك مع تصريحات أحد القادة العسكريين البريطانيين لوسائل إعلامه: إن شده وقوة المعارك في أفغانستان أكبر بكثير مما يجري في العراق .
حسب المصادر الغربية فإن معدل قتلي التحالف الدولي في أفغانستان والذي يبلغ عدد قواته 18500 جندي يصل إلي خمسة قتلي أسبوعيا وهو نفس المعدل الذي كان يقتل أيام الغزو السوفييتي لأفغانستان مع التذكير أن عدد القوات السوفييتية في تلك الفترة تجاوز المئة والثلاثين ألف جندي ينضاف إليهم جيش أفغاني قوي آنذاك ومليشيات اثنية وعرقية متعددة.
بعد أن سلمت القوات الأمريكية استراتيجية قتال طالبان في الجنوب الغربي إلي قوات الناتو لجأت الآن إلي تسليمها كامل أفغانستان مبتعدة عن الواجهة الحربية، هذا التطور يعد بنظر البعض تغيرا وتبدلا ظاهريا في السياسة الأمريكية، علي هذه الخلفية هل بإمكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يتغير، وهل يعقل أن ينقلب بوش علي بوش، بعد الضغوط الكثيرة داخل أفغانستان من ناحية تكثيف العمليات العسكرية وتصريحات القادة العسكريين المعبرة عن الإحباط وصعوبة تحقيق النصر العسكري، أم أن ما يجري جزء من المناورة التي ستسبق الأسابيع الخمسة المتبقية للانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ الأمريكي، وهل ما تردد عن عزم الرئيس الأمريكي الأخذ بنصيحة الرئيس الباكستاني برفيز مشرف في فتح صفحة سياسية جديدة مع طالبان دقيق وله رصيد في الواقع؟ خصوصا وقد أعقبت ذلك زيارة قام بها زعيم الأغلبية الجمهورية عن ولاية فلوريدا بيل فريست إلي أفغانستان وخرج بنتيجة مؤداها أن الحل العسكري غير ممكن في أفغانستان ولا بد من تسوية سياسية مع طالبان.
تقرير فريست هذا تزامن مع ما نشرته صحيفة الصنداي تايمز البريطانية عن وجود هدنة بين مقاتلي طالبان والقوات البريطانية في منطقة موسي قلعة بولاية قندهار، ووفقا للرواية البريطانية فإن أهالي المنطقة يتولون الأمن فيها مع تعهد بانسحاب كل من القوات البريطانية والطالبانية منها، لكن الناطق باسم طالبان نفي حصول هذا الاتفاق وشدد علي أنه لا حوار مع قوات الاحتلال، غير أن الاتفاق حصل علي يبدو مع كبار رجال قبائل المنطقة، إلا أن القوات البريطانية لم تلتزم بالاتفاق فبقيت قواتها داخل موسي قلعة وهو ما جعل طالبان تهدد باجتياح المنطقة إن أصرت علي البقاء فيها حتي يوم الجمعة المقبل.
الرئيس الباكستاني برفيز مشرف وخلال زيارته الأخيرة إلي الأمم المتحدة قدم تقريرا لافتاً تحدث فيه عن قوي ثلاث تقاوم قوات التحالف الدولي في أفغانستان وهو ما قرأه البعض علي أنه ربما يكون مخرجاً للقوات الدولية، أملا في البدء بإطلاق مشروع للحوار والتفاوض خصوصا وأن ذلك يأتي بعد اتفاق السلام الذي جري بين القوات الباكستانية والمسلحين القبليين في شمال وزيراستان.
الرئيس الأفغاني حامد كارزاي الذي قد يكون الضحية الأولي لهذه الاستراتيجية في حال تطبيقها طرح فكرة عقد لويا جركا أو مجلس قبلي موسع علي الحدود بين باكستان وأفغانستان علي أن يشارك فيه شخصيا إلي جانب الرئيس برفيز مشرف لمخاطبة الحاضرين ودعوتهم إلي السلام والاستقرار.
اللافت أن ذلك اتسق أيضا مع كتاب للصحافي الأمريكي بوب وودورد والذي صدر له منذ مجيئ الرئيس بوش إلي السلطة ثلاث كتب يحكي فيها عن رئاسة بوش، لكن بالتأكيد فإن كتابه الأخير حالة نكران لم يكن وديا كما كان عليه الحال في كتابيه السابقين، كتاب فتح النار فيه علي بوش ومحازبيه، ومما زاد من خطورة الكتاب والوضع المتألب علي بوش أن الكتاب يأتي بعد سلسلة كتب تهاجم سياسة بوش بدءاً من كتاب رئيس وحدة ملاحقة أسامة بن لادن سابقا مايكل شوير الذي ألف كتابا أسماه هوبرة إمبريالية مروراً بكتاب كوبر اثنين ، كذلك كتاب الإخفاق والآن كتاب حالة نكران وهي كلها كتب أحرجت سياسة بوش، كما جاء الكتاب أيضا مع تقييم الاسخبارات القومية الأمريكية في أن العراق غدا نقطة جذب للإرهاب والإرهابيين، وهو ما يخالف ما يروجه بوش وجماعته في أن الخطر القادم هو هجوم إرهابي علي أمريكا، أملا في لفت الانتباه عما يجري له في العراق وأفغانستان، وهو ما قد يساعده في الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ.
هذه المناورة البوشية جاءت بعد تحذيرات كبار قادة الناتو في أفغانستان من مغبة الفشل هناك، ينضاف إليها تحذيرات جنرالات سوفييت سابقين قاتلوا إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان في الثمانينيات، وقد عكس تلك المخاوف قائد قوات الناتو في أفغانستان الجنرال ديفيد ريتشارد في مقابلة تلفزيونية معه حين قال: علينا أن ندرك الحقيقة أننا سنفشل هنا .
ونقلت مراسلة الـ سي إن إن في البنتاغون عن مسؤولين عسكريين هناك أخيرا قولهم إن الحل العسكري ليس حلا للمشكلة الأفغانية وأنه لا بــــد من التوصل لتسوية مع طالبان.
الآن علي القوات الأمريكية أن تعترف أنها علي الرغم من كل الجهود الخارقة التي بذلتها في شرعنة حكومة كارزاي وسعيها إلي تهميش وتحييد عناصر التحالف الشمالي الأفغاني من أجل توسيع هامش مشاركة الأغلبية البشتونية إلا أنها فشلت في هذه المهمة، فلا البشتون قبلوا بالمعادلة الأمريكية الجديدة، ولا التحالف الشمالي رضي عنهم فقد غضب من السياسة الأمريكية هذه التي ترمي إلي تهميش دوره، لكن هذا التحالف الشمالي آثر الصمت، وظلت التراكمات تتراكم تحت السطح تظهر أحيانا عبر تصريحات رموز التحالف المعارضة للأمريكيين وسياستهم هنا وهناك.
لكن يبدو أن المثل العربي القائل من شب علي شيء شاب عليه هو السيد والطاغي في الحالة البوشية إذ من الصعب علي الرئيس الأمريكي أن يخلع جلده أو أن يغير سياسته التي سار عليها طوال السنوات الماضية، خصوصا مع تحذيرات بعض صناع القرار في السياسة الأمريكية في أن التراجع يعني انتصار الأعداء من أمثال القاعدة وطالبان، وبالتالي فإن الوضع سيكون أكثر كارثية علي أمريكا.
اعلامي من سورية


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.