قصيدة بعنوان : إخوة يوسف...
إخوة يوسف.... توغل في الدّروب يرسم من حبّات رمل الصّحراء وطنا يكفر بالخيانة و ها النّخل برفع هاماته في السّماء تجري من تحته الأنهار يبسط ظلّه للفقراء (( يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبا و الشّمس و القمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إنّ الشّيطان للإنسان عدوّ مبين ))* يا إخوة يوسف ما باع السّابلة أخاكم إذ طرحتموه في الجبّ لكنّكم بعتموه بأبخس الأثمان و ما حمل" القميص" سوى إفك كبير يا أيّها الذّئب ... يشهد اللّه أنّك بريء من دم يوسف ألم يقتل قابيل أخاه؟ و قابيل ما يزال بيننا... يقتل أخاه في اليوم ألف مرّة و مرّة يزرع الدّمار و الفناء و يقتسم الدّار مع الأعداء و يوسف في غيابة السّجن لأنّ امرأة العزيز شبقة لا حدّ لشهوتها...و شهد شاهد من أهلها... يا أيّها الأسد الهصور لا يضير الأسود سجنها و هي ضارية... سيذكر التّاريخ أنّ الأسود لا تموت إلاّ عزيزة و أنّ النّخل لا يموت إلاّ واقفا و أنّ الحقّ حيّ لا يموت و يا إخوة يوسف و أشباه قابيل ستموت الأشواك الّتي زرعتم و ستأكلكم النّار الّتي أشعلتم و ستسقي دجلة و الفرات جذور النخيل و تعطيها الحياة و تزول أذناب الخيانة... و يبوء قابيل بذنبه فيكون من الخاسرين... و تظلّ الشّمس كما كانت ... تشرق من أسوار بابل . و سيزهر الحرف من جديد و ينتعش القصيد و يصدح البلبل بالنّشيد... 12/06/2006
* سورة يوسف
محمد الصالح الغريسي |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.