أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   يلقاك بالبشر وفي قلبه داءٌ يواريه بكتمـــــــــان (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=30498)

*اليشمـــك* 19-03-2003 05:23 AM

يلقاك بالبشر وفي قلبه داءٌ يواريه بكتمـــــــــان
 
السلام عليكم

قال الإمام علي كرم الله وجهه:

هذا زمـــــــان ليس إخوانه يا أيها المرء إخوان
إخوانه كلهم ظــــــــالمٌ لهم لسانان ووجهــــــان
يلقاك بالبشر وفي قلبه داءٌ يواريه بكتمـــــــــان
حتى إذا ماغبت عن عينه رماك بالزور والبهتان
هذا زمـــــــــــان هكذا أهله بالودّ لايصدقك اثنان
يا أيها المرء فكن مفرداً دهرك لا تأنس بإنسان
وجانب الناس وكن حافظاً نفسك في بيتٍ وحيطان

فتسائلت ماكان ليقول الإمام لو عاش في زماننا هذا ؟! ..
سبحان الله .. على الرغم من اختلاف الازمان والإنسان .. إلا اننا نعايش هذا الشعور بعدم الامان كما عايشه كرم الله وجهه .. بل واكثر ربما ..

أذكر أنني عندما كنت صغيرة كانت أمي تشعر بامان اكثر فتتركنا نخالط الناس ونلعب مع الفتيات .. فهي تعرف مسبقاً أنهن أتَين من بيئة صالحة .. على الرغم من عدم معرفتها الحقيقية بأمهاتهن .. إلا أن الثقة كانت موجودة .. "فالدنيا كانت لسة بخير" ..

وكانت البسمة حقيقية نابعة من القلب لاتكلف فيها ولاتصنع ...كان كل شيئ لله ..
الأب يخاف على أبناء الآخرين كخوفه على ابنه .. ويحرص على بناتهم كحرصه على ابنته ..
حتى ايام المدرسة كانت الأمور مختلفة عن زماننا هذا .. سبحان الله .. كنت أرى أبي يحزن كثيرا عندما يعلم ان ابن الجيران رسب في مادة ما كما لو كان ابنه تماما .. وعلى الوجه الآخر كنا نفرح معاً إذا نجح أحد الأبناء وكان الفرح يعم المنطقة باكملها ... فقد كنا بحق .. عالم واحد.. عائلة واحدة!

وحتى اللحظات الحزينة كنا نتشارك فيها .. بل كانت هي التي تقرّب بيننا اكثر .. ربما لان الحزن شعور اصدق من الفرح ...


أما الآن ....

تبدلت الأحوال وقست القلوب وماتت القيم ..
وأصبح شعارنا : جانب الناس وكن حافظاً نفسك في بيتٍ وحيطان ..

قد يكون من الضروري احيانا أن نجانب الناس وذلك لانتشار النفاق والفسق والفجور من حولنا .. وحرصاً على بناتنا وأبنائنا آثرنا الابتعاد والانعزال ... حماية لهم ولنا أيضا ..

ولكن الحياة تصبح كئيبة جدا إن استمرت على هذا النحو .. فما معنى الحياة لو لم نتشارك في أفراحنا وأتراحنا؟
فلحظة المشاركة لاتضاهيها اي لحظة أخرى .. فهي تشعرك كما لو ان جميع الناس هم اهلك وذويك .. وأنهم لن يتأخروا عن الوقوف بجانبك إن احتجتهم يوماً .. وأن هناك من يطمئن عليك إن مرضت يوما أو صادفتك مشكلة أو احتجت لمن يواسيك .. أي انك تشعر بالأمـــــــان ..

زمــــان .. لم أكن أخاف من لحظة موت عزيز علي أو قريب ... لأنني كنت اعلم ان هناك حتما من يساندني أو يرافقني في محنتي .. صديقتي .. جارتي .. زميلتي في المدرسة .. مُدرّستي .. الكل ..

ولكن برحيل هؤلاء وانشغال بعضهم ... أصبحت الصورة أكثر سوداوية .. والامان الذي كنت اعيشه ويعيشه غيري ايضا ..

رحل برحيلهم ..

تحياتي

انسان 20-03-2003 12:53 PM

السلام عليكم ورحمة الله

صدقتي والله يا يشمك
نحن في وقت افتقدنا فيه الى الاحساس الحقيقي بالثقة
والى تلك الروح الجميلة التي اختفت خلف غياهب الزمن
واصبحت مجرد ذكرى فقط وحلم يراودنا مع اطياف الماضي ..

يشمك ..
الانسان اليوم يحيط نفسه بآلاف المتاريس حتى اصبح لايثق حتى في نفسه
بل ويشك في حقيقة مشاعره وفي صدق عواطفه
افتقدنا الى النبل والمصداقية والصراحة والبساطة
وأصبحت القيم الدارجة ذات معايير مختلفة لما كان مألوفا فيما سبق
لماذا ياترى ؟
مالذي استجد عليك ايها الانسان .. مالذي يسلبك الشعور الصادق بنفسك
وبالاخرين .. مالذي اسكن في داخلنا هواجس ومخاوف كثيرة ..
بل مالذي جلرفنا بعيدا عنه الشاطئ ..

يشمك اخال نفسي الان كشخص مرّ على الأطلال وهو يحبس في عينيه دمعه
وهو يقلب ارجاء المكان وحلايسمع الا حشرجة في صدره وقد غادر المكان




شكرا لك وتحياتي

ابو حمد 20-03-2003 04:52 PM

صدقتوا جميعا
طيب هذه مشكلة هل من حل ؟
هل فكرنا أن نصلح أحوالنا أول ثم منزلنا ثم حينا وبالتالي سوف تصلح مدينتنا وهكذا
واهم شيء عدم اليأس
فالبشائر أحبتي آتية بعون الله
أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان

*اليشمـــك* 21-03-2003 04:10 PM

السلام عليكم

الأخ إنسان أنت فعلا إنسان ..

اتعرف لم نشك في مشاعرنا وفي صدق عواطفنا ..
لأننا نعيش في عالم مادي لامكان فيه للمشاعر الصادقة .. لا أحد يتذكر لك أي جميل صنعته أو موقف طيب وقفته بجانبه .. أصبحت الأمور مادية بحتة .. بل إن المشاعر أصبحت مادية .. نبرزها ونظهرها فقط عند الحاجة وعند ارتكاب ذنب أو خطأ كما قال احدهم .. لذلك أصبحنا نشعر بأن صدق المشاعر غريب على هذا العالم .. وأن المادية هي الأساس وكل مايخالفها ( وإن كان صحيحا ) فهو غريب .. شاذ.. غير مقبول من الآخرين الذين يعتبرونه سذاجة أو ضعف أو عدم واقعية .. بل ويتندرون بمن يتسائل مثلي!

ولكن تأكد أن صدق المشاعر والقيم الراسخة لا يغيّرها أو يمحوها الفكر المادي وإن طغى وانتشر .. وذلك لأنه " لايصح إلا الصحيح" .. وحتى وإن شعرت بالغربة يوما وانت بين اهلك .. فافعل كما افعل انا وتذكر حديث رسولنا الكريم " عش في الدنيا كغريب أو عابر سبيل " .. قد يبدو هذا الحديث كئيبا لمن اتخذوا المادية هدفا وغاية لحياتهم .. ولكنه الواقع المجرّد من اي تزيين أو تجميل .. الواقع الذي سنعيشه إن عاجلاً أو آجلاً ..

أخي إنسان .. إن مررت يوما على الأطلال .. فلترسم بسمة على ثغرك .. واجعلها ذكرى جميلة تأخذها من الدنيا الفانية .. ولاتجعل الدمعة سببا في الحزن .. بل اجعلها سببا للفرح .. دمعة فرح .. دمعة امل ربما ..


أخي أبو حمد .. معظم المشاكل التي نعيشها كمسلمين هي بسبب الابتعاد عن الله والجري وراء الحضارة الزائفة التي تُلغي القيم والحدود والتي تجعل من العاطفة نوعا من الانكسار والانهزام .. بينما ديننا هو دين الحب والسلام والأمن والاستقرار ..

أن مانعيشه من ضيق وأمراض نفسية ورغبة في التحليق عاليا وبعيدا عن هذا العالم .. هي نتيجة حتمية للضغوط التي نعاني منها .. ضغوط لم تُفرض علينا ولكننا اخترناها وجعلناها تسيطر علينا .. نحن كالفراشة التي تنخدع بالنار وتعتقد أنها الأضواء والبريق .. فتبدأ بالطيران نحوها ولكنها لاتلبث أن تحترق ..

وأكرر الدعوة كما بدأتها انت .. لا يأس مع الحياة .. فاليأس هو استسلام لكل هذه المخاوف والأحزان التي نعيشها .. فلنعتبرها ابتلاء من الله .. وهي كذلك بالفعل .. ولنحاول إصلاح أنفسنا والنظر للآخرين من زاوية أخرى .. قد يبدو التغيير بمثابة ولادة جديدة ومايصاحبها من آلام .. ولكنها تنتهي بفرحة .. بحياة جديدة ..

تحياتي لكما وأشكركما على مشاركتي تلك اللحظات ..

وتمنياتي بحياة أجمل ..


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.